منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الموضوعات المتنوعة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=78)
-   -   الدنيا مظاهر .. ما رأيك بهذه المقولة؟ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=51180)

شذى الاسلام 20-05-2012 11:10 PM

الدنيا مظاهر .. ما رأيك بهذه المقولة؟
 



الدنيا مظاهر .. ما رأيك بهذه المقولة؟


يهتمّ الشبّان بمظاهرهم ، وتولي الفتيات مظاهرهنّ عناية فائقة كجزء من لفت أنظار بعضهم لبعض ، وقد يأتي الاهتمام بالمظهر الخارجي كصورة من التفاخر والتباهي على الأقران أصدقاء أو صديقات .

وإذا سألت أحدهم ، أو إحداهنّ عن السبب في المبالغة بالاهتمام بالمظهر ، يأتيك الردّ : « الدنيا مظاهر » .

والقرآن قد وصف الدنيا بأنّها دار لهو وغرور وزينة وتفاخر وتكاثر ، لكنّه أراد بهذا الوصف أن يذمّ هذا الوجه منها ، وإلاّ فهو قد دعا إلى الأخذ بنصيب الدنيا ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا ) (القصص 77).

أي التمتع بملذاتها في غير محرّم ، واغتنامها كفرصة للطاعة وللإبداع الإنساني الذي يخدم الإنسانية ، ويعمر الأرض بالحق والخير والجمال والعدل .

إنّ تعبير (الدنيا مظاهر) ينمّ عن حالة ثقافية واجتماعية تولي العناية بالمظهر اهتمامها الأوّل ، بحيث يصبح مظهر الإنسان لا جوهره هو القيمة .

ولا بدّ من التنبّه إلى أنّ (الفخر) هناك ، و (الرقيّ) هنا ليسا حقيقيين ، وإنّما اعتباريان ، أي أنّ الناس وبسبب التخلّف الثقافي يعتبرون المظاهر فخراً ورقيّاً .

وقصّة ذلك الرجل الذي دخل إلى مأدبة ، فلم يأبه به أحد لأنّ الدعوة كانت مخصّصة لذوي المظاهر ، وحين ارتدى ملابس فاخرة لفت الأنظار وجذب الاهتمام ، معروفة ، حتى أنّه حينما جيء له بالطعام لم يتناول منه شيئاً ، بل قدّمه إلى ملابسه ، وقال لها : كلي ، فهذا لك ! فتعجّب الحاضرون من هذا المشهد ، الذي يكشف عن أنّ الاهتمام كان منصباً على المظهر وليس على صاحب المظهر .

ولو أردنا أن نعرف حقيقة (الفخر) ، لقلنا أنّ من حقّ الإنسان أن يفخر بقدراته ومواهبه وأفكاره وإبداعاته ومساهماته في خدمة المجتمع .

وأنّ (الرقيّ) الحقيقي هو في النمو المطرد الذي نلحظه على تفكير الإنسان وتعامله ، أو تعاطيه مع الأشياء والأشخاص والأحداث .

إنّ واحدةً من أبلغ رسائل الحجّ التي يقدّمها الإسلام لأتباعه ، هي أنّ الله لا يعبأ بأشكال الناس وملابسهم ، بل بما انطوت عليه قلوبهم وسرائرهم ، ورسالة ثوبي الإحرام شبيهة إلى حدّ كبير بالكفن الذي يلفّ به جثمان الإنسان في آخر المطاف .

إنّها رسالة تقول للإنسان ، أنّ ما يميِّزك عن أخيك الإنسان الآخر هو عملك وعلمك وتقواك ، وما عدا ذلك فلا قيمة له ولا اعتبار سواء لبست الحرير أو ارتديت الأسمال .

وهذا هو أحد جوانب الصورة .

أمّا الجانب الثاني ، فإنّنا لا نريد من الحديث عن المظاهر أن نهمل مظاهرنا ، وأن نرتدي الثياب المرقعة البالية ، فالزيّ الجميل والنظيف يضيف على حسن الإنسان حسناً آخر ، لكنّنا نؤكد ونركز على الجوهر والمضمون أكثر من التركيز على المظهر والشكل .

فالثياب والزينة ـ حتى الفاخر والغالي منها ـ تبلى ، وتتغيّر ألوانها ، وتهبط أسعارها ، وربّما تسقط موديلاتها ـ إذا جارينا النظرة إلى الموضة ـ ، لكنّ أخلاق الإنسان وفكره وأسلوب تعامله وشمائله لا تبلى ، بل يمكن أن تتجدّد وتزداد قيمتها مع الأيام ، فالله لا ينظر إلى أجسامنا وأشكالنا وأزيائنا وإنّما ينظر إلى قلوبنا ، أي المحتوى الداخلي لكلّ منّا ، وفي ذلك يقول الشاعر :

إذا المرءُ لم يدنس من اللؤم عرضه *** فكلّ رداء يرتديه جميلُ





الغردينيا 22-05-2012 06:53 PM

بوركت أختي شـذى الإسلام طرح مميز

فاديا 22-05-2012 07:22 PM

شكرا أختي الكريمة

لا ضرورة للمبالغة في أي شيء أيّ كان
فلكل شيء اذا ما تمّ نقصان

الزمرد* 22-05-2012 08:51 PM

وان كانت المظاهر للتباهي والتفاخر فاننا لا نغفل عن كونها خداعة لا تعبر عن مكنونات البشر

شذى الاسلام 22-05-2012 09:59 PM

بارك الله فيكِ اختي الغردينيا
حياكِ الله

شذى الاسلام 22-05-2012 10:02 PM

شرفت بمورك اختي فاديا ..وحسن تعقيبك


الساعة الآن 04:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com