![]() |
( && ... قصة الخلق الإنساني ... && ) !!!
يقول الخالق جل وعلا ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون . وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤني بأسماء هؤلآء إن كنتم صادقين . قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم . قال يا ءادم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم باسمائهم قال ألم اقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعمل ما تبدون وما كنتم تكتمون ) " البقرة "
هنا تكون بداية التأمل .... هي قول الحق تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة ) إن التنبيه هنا لكل قارئ للقرآن الكريم أن له خالقاً ورباً ، هذا الخالق الرب اسمه ( الله ) ، إنه إسم لواجد الوجود صاحب القدرة المطلقة في كونه وخلقه . عندما نتأمل هذا القول نجد أنه يتضمن : - أولاً : بلاغاً من الله تعالى للملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة . - ثانياً : أن الملائكة لم يسألوا عن الأرض كأنهم على علم مسبق بها ، ولم يسألوا عن الخليفة بل فهموا عن الله تعالى مراده . - ثالثاً : إن إستدراك الملائكة كان على الإنسان نفسه الذي أخبرهم الله تعالى أنه خليفته ، فهم يرون أنه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء ، ومن ذلك نستنبط أيضاَ أن الملائكة كانوا على علم بوجود الأرض . ونستنبط أيضاً أن الملائكة رأت خلقاً آخر عاش على الأرض وأفسد فيها ، فكأنهم عاشوا التجربة من قبل ولكن عليهم أن يذعنوا لأمر الله تعالى يأمر فلا يعصيه أحد . والله تعالى حينما أخبر الملائكة فهو لم يخبر كل جنس الملائكة ، إنما أخبر هؤلاء الملائكة الذين لهم صلة بخدمة الخليفة القادم على الأرض ، وصيانته وحفظه ، كالمدبرات أمراً ، والحافظة ، والرقيب العتيد . وعندما نتأمل قول الحق تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ، فإن التأمل لكلمة ( خليفة ) .. يوضح لنا أن الإنسان إنما جاء ليخلف بعضه بعضاً ، ونفهم أيضاً أن الخليفة هو من استخلفه الله تعالى في الأرض وجعل الأشياء تنفعل له ، يوقد النار فتشتعل ، يزرع الأرض فتنبت ، يستأنس الحيوان فيأنس له الحيوان ، يستخدم الأنعام في الطعام والتنقل ويأخذ منها اللبن ليشربه والصوف ليغزله فتخضع الأسباب للإنسان ... وغفل الإنسان عن حقيقة وضعه على مر التاريخ ، نسي الإنسان أنه مستخلف في الأرض ، وظن الإنسان أنه الأصل الأصيل في الكون ، وخضع الإنسان لوهم أنه خالد في الأرض وليس مستخلفا ًفيها له ميلاد وموت . فالحق سبحانه وتعالى خلق آدم بعد أن خلق الكون وبقية المخلوقات ، ونحن لا ندعي أن آدم هو أول من عمر هذا الوجود . وما آدم في منطـــق العقـــل واحــــد ..... ولكنــــه عنـــد القيـــــاس أوادم فمن الممكن أن يكون هناك خلقاً كثيراً قد سبقوا آدم في الوجود ، ولكن آدم هو أول الجنس البشري ، وعندما خلقه الله تعالى علمه الأسماء كلها حتى يستطيع أن يتعامل مع مجريات الأحداث في الكون . فآدم لو لم يكن قد تعلم الأسماء لما استطاع أن يتحدث مع ولد من أولاده ، ولما استطاع أن يتحدث مع ولد من أولاده ، ولما استطاع على سبيل المثال أن يقول لإبن من أبنائه : إنظر هل أشرقت الشمس أم لا ؟ إذن كان لا بد لآدم من معرفة الأسماء كلها ، ولا بد أن هناك من علمه إياها ؛ لأن اللغة بنت المحاكاة ، فلا أحد يستطيع أن يتكلم إلا بعد أن يكون قد سمع الواحد منا سمع من أبيه ، الآباء سمعوا من الأجداد ؛ وتتوالى المسألة إلى أن تصل إلى آدم ، فممن سمع آدم حتى يتكلم ؟ إنها مسألة يجب أن يعترف بها كل إنسان عاقل ، فمن الذي أسمع آدم ليتكلم بأول كلمة ؟ لا بد أنه الله تعالى . يقول تعالى : ( وعلم آدم الأسماء كلها ) والواحد منا عندما يعلم ابنه الكلام فهو لا يعلمه الأفعال ، لكن يعلمه الأسماء ، أما الأفعال فلا أحد يعرف كيف تعلمها . إن الواحد منا يعلم ابنه أسماء الأشياء ، يقول الإنسان لإبنه : هذا كوب .. هذه منضده .. ذلك طبق وهذا طعام ، لكن لا أحد يقول لإبنه " شرب " معناها كذا و" أكل " معناها كذا . فالذي يتعلمه الطفل أولاً هو الأسماء هذه هي (( الخمـــــيرة الأولى )) وبعد ذلك تأتي المزوالات والممارسات فتعلم الإنسان الأفعال . إذن .. الله تعالى قذف بالإلهام كل الأسماء في قلب ووجدان وإدراك آدم ، بدليل أن (( المسميات )) قد تم عرضها على الملائكة فلم تعرف أسماءها ، ولم تتعرف الملائكة على المسميات ، وذلك طلاقة قدرة اللة تعالى عندما ألهم فتعلم آدم الأسماء ، وعند تلك النقطة يتساءل البعض عن السر في إختلاف اللغات من مكان إلى آخر رغم أن الخالق الأكرم قد علم آدم أسماء المسميات الموجودة في الكون ، لماذا إذن هناك ألوان من اللغات والألسن ؟ والإجابة هي : إن تنوع فترات التاريخ وتتبع انتشار الإنسان على الأرض يجعلنا نجد أن كل مجموعة من اللغات تقترب من بعضها لتكون لغة واحدة ؛ فالفرنسية والإنجليزية والأيطالية مأخوذة عن اللاتينيه , والعبرية والسريانيه لهما علاقة باللغة العربية . بل إن اللهجات التي يتكلم بها العالم العربي تتنوع في اللغة الواحده . وهكذا نعرف أن اللغة هي وسيلة لمعرفة أسماء الأشياء . وهكذا نعرف أن الله قد قذف بالإلهام أسماء الأشياء في إدراك آدم عليه السلام، وكان إدراك آدم توقيفياً ، أي أنه عرف كل اسم لكل مسمى كما خلقه الله تعالى ، ثم نزل إلى الأرض لتتطور هذه المسميات ويعمل العقل الإنساني لتطوير وتحديد الأشياء مما استدعى أن يضع لها أسماء مشتقة مما تلقاه آدم عليه السلام من الحق سبحانه وتعالى . ( قصص الأنبياء والمرسلين : الشيخ محمد متولي الشعراوي ) |
بارك الله فيكم أختنا الفاضلة الكريمة ( القطوف الدانيه ) وجزاكم خيرا ...
|
بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمدلله )
بارك الله فيك اختنا الفاضلة الكريمة ( القطوف الدانية ) وجزاك الله خيرا في الدنيا والآخرة .
|
وجزاكم الخير بمثله ومثله ومثله وبارك فيكم جميعاً
|
بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا السابقة ( القطوف الدانية ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
الساعة الآن 07:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com