![]() |
عبارة الموت !!!
يا لها من قصيدة دامية تحكي حال أحد الناجين من ركاب عبَّارة الموت ... أصارعُ في الأمواج خوفي ورَهْبتي **** وأسأل رَبِّي أنْ يفرِّج كربتي أرى الموتَ من كلِّ الجهات يحيط بي **** فأغمض من هول المصيبة مقلتي سأروي لكم بعض الذي كان، إنها **** لأعجبُ مأساةٍ، وأغربُ قِصَّةِ وقفنا على عبَّارة الموتِ بُرْهةً **** لنا اللهُ من أقسى وأطولِ بُرْهةِ نظرتُ إلى أهلي، فَدَيْتُ عيونهم **** تبادلني بالحزنِ أعمقَ نظْرةِ فكان حديثاً بالعيون محمَّلاً **** بحزنٍ وآلامٍ وإحساسِ فُرْقَةِ وقفنا سوياً وقفةً لو وصفتُها **** لأعجزني وصفٌ لأقصرِ وقْقةِ وما هي إلا لحظة طار بعدَها **** صوابي وإحساسي وعزمي وهمَّتي تهاوى مئاتُ الناس من كل جانبٍ **** إلى البحر تمضي فِرقةً بعد فِرقةِ قَفَزْتُ مع الأحباب قَفْزةَ هاربٍ **** يُواجه ما يَلْقى بذهنٍ مُشتَّتِ إلى أين؟ لا أدري إلى أين، إننا **** نَفرُّ إلى موجٍ وحوتٍ ولُجةِ تلقَّفنا الموجُ الرهيب، فلا أبي **** رأيتُ ولا أُمِّي الرَّؤُوم، وإخوتي صرختُ وكرَّرتُ النداءَ فلم أجد سوى **** صرخاتِ الموج تلطم صرختي وأصبحتُ وحدي في الخِضمِّ يَهُولُني **** من البحر ما يقضي على كلِّ فَرْحةِ فمن سابحٍ مثلي بطوق نجاته **** ومن شاخص العينين حولي وميِّتِ ومن رافعٍ إحدى يديه ملوِّحاً **** تخطَّفه موجٌ فألْهبَ حسرتي سبحنا سويّاً ساعةً من جراحنا **** فكان أنيسي في غياهبِ ظُلْمتي فلما تراخى عزمُه غاص واختفى **** فللهِ ما عانيتُ من جَوْر وحشتي أمامي طواه الموج والموت وانتهى **** أمامي غريقاً مُشْعلاً نار زفرتي تَلَفتُّ، ما أقسى تلفُّتَ خائفِ **** تراقبه المأساةُ في كلِّ لَفْتةِ تلاقى أمامي الليل والبحر والأسى **** وموجٌ يُريني هَجْمةً إثْر هَجْمةِ فلا تسألوا عن خنجر اليأس طاعناً **** صمودي وصبْرَ القلب أسْوأ طَعْنةِ أقوِّي فؤادي بالرجاء هُنيْهةً **** فلما يثور البحر تنهار قوَّتي أحدِّث نفسي بالنَّجاة فأنتشي **** وفي لمْحةٍ تُنهي المعاناة نَشْوتي نسيتُ - وربِّ الموج - معنى سعادتي **** ومعنى رضا قلبي وأُنْسي وبسمتي تلاشتْ معاني الوقت والعمر وانتهتْ **** حكاية أحلامي وآفاقُ رغبتي وأصبحت الدنيا كحُلمٍ بلا مَدَى ****وهان أمام الموت علمي وثروتي ألا بئسما هذي الحياة ولهوها **** وبئس بلهوي في الحياةِ وغفلتي ألا ما أشدَّ الموت صوتاً وصورةً **** تراءتْ لعيني منه أعجبُ صُورةِ هنا صار ذكرُ الله أعظم ثروةٍ **** وقيمةُ تقْوى الله أعظم قيمةِ أقول، وقد شاهدتُ ما لم أكنْ به **** محيطاً، وقد واجهتُ أعظمَ صَدْمةِ ألا ليت أهلَ البغْي في الأرضِ لامسوا **** من البحر والأمواج سرَّ المنيةِ فيا ربَّما عادوا إلى الحقِّ عَوْدةً **** وتابوا إلى الرحمن أجملَ تَوْبةِ نعم ، إنَّها عبَّارة الموتِ لم تزْل **** تحرِّك في قلبي شجوني ولوعتي أحاط بها الإهمال من كلِّ جانبٍ **** فصارت كسَيْفٍ للحقيقة مُصْلتِ مَنِ القاتلُ الجاني؟ سؤالٌ معلَّقٌ **** على بابِ إنصافٍ وعدْلٍ وحكمةِ رُكامٌ من الإهمالِ ما زال جاثماً **** بما فيه من سوءٍ على صَدْرِ أُمتي نعم، إنَّها عبَّارةُ الموتِ حوَّلتْ **** حياتي إلى حزنٍ وشوقٍ ودَمْعةِ أراها بعين الحزن في كل نظْرةٍ **** توجِّهها عيني، وفي كلِّ غَمْضةِ وتسمعها أذني صَريراً وضَجَّة **** وطقْطَقَةً تُوحي بأعظم نَكْبةِ ولولا يقيني بالإلهِ، وأنَّها **** مقاديرُ تجري في زمانٍ مُؤقتِ لطال بقلبي في الأنين مقامُه **** وطالتْ على درْب الجراحات غُرْبتي عزائي لكم يا مَنْ فقدتم أحبَّةً **** كفقدي أمامَ العينِ أغلى أحبتي عزاءَ مُحِبٍ، صُورةُ الهولِ لم تَزَلْ **** تلاحقه في كل نومٍ وصَحْوةِ أقول لكم، والبحر ساقَ دليلَه **** على الموت في أجلى وأوْضحِ عِبْرةِ رِضانا بما يقضي الإله دليلُنا **** إلى راحةٍ كُبرى وعَفْوٍ وَرَحْمَةِ شعر : عبد الرحمن صالح العشماوي |
بارك الله فيكم أختي الفاضلة ( القابضة على الجمر ) ، ولا فُض فوه الشاعر الإسلامي ( عبدالرحمن صالح العشماوي ) ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية : أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 |
... بسم الله الرحمن الرحيم ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... معالج متمرس... |
أخيتي الفاضلة (( مسك الختام )) بارك الله فيكم وعليكم ونفع بكم ورزقكم من ورحم الله ضحايا العبارة الخير كله ووقاكم من الشر كله أخوكم في الله ابن حزم الظاهري |
الساعة الآن 05:22 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com