منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الموضوعات المتنوعة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=78)
-   -   من يتحمّل لي ؟..من يتحمّل عنِّي؟ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=37684)

شذى الاسلام 16-05-2010 08:53 AM

من يتحمّل لي ؟..من يتحمّل عنِّي؟
 
من يتحمّل لي ؟..من يتحمّل عنِّي؟

ما رأيك ..

إذا سمعت اثنان يغتابون إنسانا ثم جاء ثالث فدافع عنه وأثنى عليه فيتهم أنه جاهل ولا يعرفه لكن يصر هو أن يتحمل وصفه بالجهل على أن يقدح في صاحبه الغائب ؟

أو أذاك شخص ما وسمعت أذيتك بأذنيك..

ولم تصفُ نفسك بعد..

و علمت أن من وراءك لو علم بذلك قد يأخذ لك حقك أو يرد له الصاع و رغم ذلك آثرت أن تتحمل عن ذاك الذي آذاك -رغم كونه عدوا لك- حتى لا تفتح أبوابا من المشاكل؟

أو ترى عيوبا فيمن أمامك وتتغافل عنها لكن يصر هو أن يضغط على عيوبك فتتحمل له لأنك لا تحب أن تفعل فعلته؟

أو تتهم بشئ ما تعلم أنك برئ منه تمام البراءة

(شئ لا يقدح في الدين ولا المروءة)

وإظهار براءتك سيكون على حساب فضح شخص آخر فتتحمل له وتؤثر ستره وتصبر على أذى الناس؟

من الأخلاق النبيلة المفتقدة في حياتنا...خلق التحمل

وهو خلق عزيز حقا رغم كونه سبحان الله مزيج من النبل والكرم والتغافل وبذل النفس.

من هو هذا المتحمِّل الذي أقصده؟

واحد ليس له أي علاقة بالموضوع!

يتحمل عنك الأذى وقد يمسحه في نفسه حفظا لك ولشخصك.

بحثت عن أصل لهذا الخلق.. فوجدته في قول الله تعالى:

" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" من سورة التوبة

فجاء في تفسير معنى "الْغَارِمِينَ"

" الغارمون، وهم قسمان‏:‏

أحدهما‏:‏ الغارمون لإصلاح ذات البين، وهو أن يكون بين طائفتين من الناس شر وفتنة، فيتوسط الرجل للإصلاح بينهم بمال يبذله لأحدهم أو لهم كلهم، فجعل له نصيب من الزكاة، ليكون أنشط له وأقوى لعزمه، فيعطى ولو كان غنيا‏.‏

والثاني‏:‏ من غرم لنفسه ثم أعسر، فإنه يعطى ما يُوَفِّى به دينه‏.‏ "أ.هـ


ومن يتدبّر حال السلف مع هذا الخلق نجد أن المواساة بينهم لم تكن قاصرة على الأموال فحسب بل بالأموال والأنفس على السواء.

قبل ذكر السلف..

أسوق لطيفة في قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع الهدهد
قال الله تعالى:
" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)"من سورة النمل
بدأ سليمان عليه السلام بالشك في نفسه بأنه هو الذي لا يرى الهدهد
"فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى "

قيل: و هذا من حسن الأدب ألا يشك الإنسان في غيره أولا بل ينسب لنفسه عدم الفهم أو عدم العلم بما خفي عنه أولا قبل نسبة الخطأ لأخيه
وقيل : إنما قال : " ما لي لا أرى الهدهد " ; لأنه اعتبر حال نفسه , إذ علم أنه أوتي الملك العظيم , وسخر له الخلق , فقد لزمه حق الشكر بإقامة الطاعة وإدامة العدل , فلما فقد نعمة الهدهد توقع أن يكون قصر في حق الشكر , فلأجله سلبها فجعل يتفقد نفسه ; فقال : " ما لي "


خرج إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- في سفر مع إخوانه فآواهم المبيت إلى مسجد، ولم يكن للمسجد باب، وكان البرد ليلتها شديداً فنام القوم بينما وقف إبراهيم على الباب حتى إذا أصبح قيل له: مالك لم تنم؟ فقال:

خشيت أن يصيبكم البرد، فقمت مقام الباب!!

يجود بالنفس إذا ما ضنَّ البخيل بها ::: والجود بالنفس أقصى غاية الجود


وهذا الأثر الذي يدعو إلى محبة السلامة للمسلمين:
قابل الأعمش [سليمان بن مهران وهوعلم من أعلام المحدثين] وكان أعمى قابل يوما فى طريقه قتادة بن دعامة

[من أعلام المحدثين أيضا ]

وكان أعورا وكان طريقهما واحدا فهم الأعمش بالاجتماع مع قتادة فقال له :

هل نجتمع ويأثم الناس أم نفترق ويسلم الناس ؟

يريد تنبيه الأعمش إلى احتمال سخرية البعض منهما لأن أحدها أعمى والأخر أعور

فقال الأعمش : نجتمع ويأثمون

-يريد لم نحضهم على ذلك.. فعليهم أثمهم -

فرد عليه قتادة : بل نفترق ويسلمون !

-يريد لماذا لا نجنبهم الإثم مادام الأمر بأيدينا-


نسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق ويصلح ذات بيننا ويسلل سخيمة قلوبنا.
اللهم آمين


*** 16-05-2010 09:36 AM

نسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق ويصلح ذات بيننا ويسلل سخيمة قلوبنا.
اللهم آمين

اللهم آمين
اللهم آمين
جزاك الله عنا خيرا أختنا الفاضلة الحال

شذى الاسلام 17-05-2010 07:09 AM

بارك الله فيك اخي الفاضل أبي عقيل

حرة الحرائر 17-05-2010 07:17 AM

:marsa35:طرح غاية في الروعة والجمال والرقي:marsa35:
بارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء وأعلى نزلك بمنه وفضله
أخيتي العزيزة
الحال المرتحل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته

شذى الاسلام 17-05-2010 07:59 AM

اقتباس:

نسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق ويصلح ذات بيننا ويسلل سخيمة قلوبنا.
اللهم آمين

اللهم آمين
اللهم آمين
جزاك الله عنا خيرا أختنا الفاضلة الحال

بارك الله فيك اخي الفاضل أبي عقيل

شذى الاسلام 17-05-2010 08:02 AM

اقتباس:

طرح غاية في الروعة والجمال والرقي
بارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء وأعلى نزلك بمنه وفضله

أخيتي العزيزة
الحال المرتحل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته

بارك الله فيك اخيتي الفاضلة حرة الحرائر ...حفظك المولى ورعاك


الساعة الآن 10:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com