منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   كن لؤلؤة ... ولا تكن فحمة !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=2503)

مسك الختام 01-08-2005 05:49 PM

كن لؤلؤة ... ولا تكن فحمة !!!
 




ما أكثر ما يتلطف بي القدر ، فتنهمر علي شلالات نور خاطف بين الحين والحين ..
فإذا بي أجد نفسي محلقاً فوق الربى والحقول ، بل فوق الدنيا ، أنظر إليها من علٍ عالٍ … !!
وحين أكون في لحظة التحليق تلك …..
يهولني أن أرى النور مشرقاً يتلألأ في كل زاوية من هنا ومن هاهنا …
حتى إني لأعجب كيف لم أكن أرى كل هذا الإشراق لأكتب عنه شعراً ، أو أعبر عنه نثرا..؟ ……
بل يخيّل إليّ ساعتها… أنني لو رأيت ما رأيت وأنا حيث كنت في موضعي من الأرض ...
لغدوت شاعرا فحلا لا يُجارى ، ولا يُبارى …..!

أخلف الشعراء ورائي ، يجمعون ما يتساقط من زوّادتي ، وأنا أمضي في حالة انبهار بهذا النور
الذي يتلألأ في كل مكان ، والقوافي تتصارع على بوابة فمي أيها يخرج قبل أختها …….!

في لحظة التحليق تلك … وأنا أرى ما أرى مما يهز الفؤاد طربا ،
أتذكر على الفور قول القائل : كن جميلا ترى الوجود جميلا …….!
وعلى قدر ما يفرحني هذا القول ، يحزنني بشدة …

حيث أقول لنفسي : وهل معنى ذلك أنني لم أكن جميلا من داخلي ،
ومن ثم لم أكن أرى كل هذا البهاء والإشراق في هذا الكون الجميل ……؟!
-

http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet5.gif

عدت قبل ليالٍ إلى شيخي منكسر النفس ، خائر الهمة … وكعادتي ما إن جلست إليه ...
حتى شعرت أنه قد هطلت على قلبي أمطار العافية …
كل هذا قبل أن يقول شيئا ، وما أن أدخل في دائرة مغناطيسيته ...
حتى يجذبني بقوى عجيبة إلى حيث يكون متساميا في مراقٍ عالية ….

وشكوت إليه ما أجد ، وما أشعر به مما جال في خلدي من ذلك القول ، أو تلك الخواطر …
فجاء حديث الشيخ قبسا من نور النور ، وعطراً تنتشي له العطور … فكان مما قال _ وما أعجب ما قال _

لكن يؤسفني أنني سأنقل حروف وكلمات الشيخ ...
أما روحه التي كانت تتحدث ، ويترجم حديثها هذا اللسان ، فذلك ما أعجز عنه ،
ومن ثم فهذا ترجمة لما قال ، وليست حقيقة ما قال … وأين الترجمة من الأصل …….؟

قال : إن كان القائل يرى الوجود جميلاً لأنه جميل من داخله ..
فهو إنما يرى انعكاس جمال قلبه فيما تقع عليه عيناه ...

فتهب على روحه نسائم السحر الحلال ، فكأنه يرى ما لا حقيقة له …
غير أن الأمر بالعكس من ذلك .. …
فهو في لحظة الصفاء تلك ... انجلت أغشية عن روعة الجمال التي يتغشى بها الكون ...
فاصبح يرى ، ما لا يراه الآخرون …
وقد يعجبون منه ، حين يحاول أن يعبر لهم عما يراه ، ويسمعه ، ويشمه ‍‍‍..!!

وما أكثر ما تقصر العبارة هنا ….!

http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet5.gif

وقال شيخي : وسنسلم جدلا له بما قال … غير أنا نقول واثقين مما نقول : أنه قَصُرَ به الأمر ..
وكان النبع قريبا منه سيتفجر في روعة ، لو أنه خطا بنا خطوة إلى الأمام ، ولم يقف بنا حيث وقف ….

يا بني …

قد يرى القلب في حالة صفاء ، ولحظات شفافية ، أن انعكاسات ما تراه عيناه تشع إبداعا وبهاء وروعة ..

لكن الخطوة التالية و الأرقى والأهم … أن الكون يغدو أحسن منظرا .. وأبهى جمالاً …. وأروع إبداعا … وأحلى زينة …
حين تشع في أغوار القلب إشعاعات إيمانية قوية ، تصله مباشرة بالسماء ، وتشده بقوة إلى ربه سبحانه ..
فكأنما هو ينظر من كوة في السماء إلى الأرض وزخرفها وتعاجيب أهلها….!

يا بني …

إن الفرق ما بين النظرتين عظيم وكبير وخطير … وبالمثال يتضح المقال :

…أرأيت إلى إنسان يحدق ملياً وبقوة ليرى في جهد بعينيه الكليلتين ، ذرة من قطعة ألماس نادرة …
وشخص آخر يتناولها ليضعها تحت مجهر كبير ، فيراها مكبرة آلاف المرات ……..!

أي النظرتين هي الأوضح والأعجب والأمتع ..!

هذا مجرد تقريب لتعرف فرق ما بين النظرتين … وإلا فالأمر أبعد من هذا وأعجب .. !
ولا أخالك إلا تسألني الآن : ولكن هذا نادر وقليل … ومنزلة تتكسر دونها الرقاب ، ولا تبلغها الخيل المضمرة .
فاعلم يا بني فتح الله على قلبك …. أن هاهنا أمور عليك أن تجعلها منك على بال …
لو كان الأمر كما تتوهم ، لما طالبنا الله به ، ولا كلفنا بمحاولة الوصول إليه ، لأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها ،
ومن ثم فإن الأمر ميسور ، ما دام التكليف مقدورا عليه … تبقى همة الإنسان ، وجهده ، وجهاده ، وعزيمته …

والناس هاهنا تتفاوت … هذه واحدة ...

http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet5.gif

والثانية :


ألا يكفي أن تبقى مشدود القلب إلى تلك الذرا ، حولها تدندن ، وإليها تشتاق ، ونحوها تصبو ، وحولها تطوف ..؟

فإن مت وأنت تحاول جاهدا الوصول إليها ، فقد وقع أجرك على الله ، وسيرفعك الله إلى مقام أهلها في جناته ،
حيث لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر …

وأما الثالثة :

فقد قال علماؤنا : ليس بالضرورة أن يبقى الإنسان في هذه الحال أبدا ، على مر أنفاس حياته .

فمن الناس من تهب عليه مثل هذه النفحات بين الوقت والوقت ، فذلك خير عظيم ، وفضل كبير ،
وعلى هذا أن يواصل الطريق ليبقى مستمرا ، فتدوم له هذه النفحات وتطول ….

أما من دامت له لأطول فترة ممكنة ، فهذا عظيم في السماء ، عظيم في الأرض …….!!

والرابعة يا بني :

تذكر أن اللؤلؤ نادر وقليل ، ولكن قيمته هي الأعلى والأرقى ، وعليه يتنافس المتنافسون ..
أما الفحم فهو كثير مكدس ، على قفا من يشيل _ كما يقال _..!ّ!

فكن لؤلؤة نادرة ، واربأ بنفسك أن تكون فحمة من الفحم ……!!
وفي كل الأحوال حين تسير في هذا الطريق ، فإنك أنت الرابح بكل حال ، سواء وصلت أو لم تصل …

ولا تزال تتلألأ على طول الطريق لأنك في معية خاصة مع الله جل جلاله ..
فاطلب الكمال ، ودع الدون للدون ...


http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet5.gif


منقول لتكون لؤلؤة ... لا فحمة ...
وجزى الله الكاتب خير الجزاء.




قندهار 02-08-2005 03:30 AM

كلام جميل جداً.

بارك الله فيك.

مسك الختام 03-08-2005 08:29 PM

وفيك بارك الله ، وجزاك خير الجزاء ..

منبر الحق 03-08-2005 09:54 PM

أفلست كلماتي،،ولم يبقى إلا غبطي لموضوعك المتألق دوما،،،

وللؤلؤه أتدندن حولها،، بأن يجعلك كاللؤلؤه لافحما،،

ومتعك بجنه حيث لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ،،،

ابن حزم 04-08-2005 07:02 AM

بارك الله فيك أختنا الفاضلة المتميزة القابضة علي الجمر

مسك الختام 05-08-2005 06:41 PM

اللهم آمين ، ولك بمثله
أختي الفاضلة : منبر الحق
بل الإفلاس لمواضيعي إن حرمت تواجدك الرائع
وتشجيعك الذي يمد قلمي بمداد الاستمرار


اخي الفاضل : إسماعيل
وفيك بارك الله ، وجزاك خير الجزاء .

*********

شاكرة لكما تواجدكما الكريم ..

أبو البراء 09-08-2005 09:49 AM

بارك الله فيكم أختي الفاضلة ( القابضة على الجمر ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

مسك الختام 11-04-2006 09:30 AM

شيخي الفاضل : أبو البراء
وفيك بارك الله ، وجزاك خير الجزاء ...
وأجزل لكالأجر والمثوبة والعطاء .

أبو فهد 28-06-2006 12:45 PM

... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...


الساعة الآن 08:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com