![]() |
ثقافة الأدراج
الأمر مضحك حقا ......
حصلت على هدية قبل فترة في مناسبة ما ، هي نفس ( الشيء ) الذي قدّمته لأناس آخرين في مناسبة ما ... قبل سنتين . يمكنني جدا أن أميز هذا ( الشيء ) لأنني عندما اشتريته كان يحتوي على عيب ما ، ولكن نقودي كانت وقتها تناسبه تماما ، فطلبت من البائع إصلاح ذاك العيب . لا زال كل شيء مكانه ، والعيب المرمم مكانه ، اختلفت فقط طريقة التغليف. تذكرت ( سفط الحلويات ) القديم والذي كان ( الهدية النموذجية ) التي يتم تبادلها بين الناس تشتريه ( أم ناصر ) ، لتقدمه في مناسبة ولادة علي ( لأم أحمد ) ، والتي تضعه في أحد الأدراج تمهيدا لقدوم الحاجة ( أم نصّار ) من الحج ، وتحتفظ به أم نصار وتتربص نجاح ( سلوى ) إبنة الجارة ( صبحية ) ، تتلقفه صبحية وتخفيه بعناية في احد الأدراج وهي تفكر في تنظيم زيارة جماعية للجارة الجديدة التي سكنت الطابق العلوي ،و ...و ... وقد يغادر السفط الحارة وقد يعود اليها ، وقد لا يعود ، بل يكمل رحلة موسمية حول أنحاء المدينة ، دورة حياته غير محددة التاريخ ! وفي أسوأ الأحوال قد يكمل الدود دورة حياته ويجهز عليه في أثناء فترات بياته في ظلمة الأدراج تمهيدا للرحلة المكوكية القادمة . وتنطبق دورة حياة سفط الحلويات على البشر.... نغادر أناسا ، وننتمي الى اناس جدد وقد يغادرنا البعض وينتمون الى غيرنا وقد نستبدل أشخاصا بأشخاص آخرين وقد نندم .. ونعود لنبحث عن ( سفط الحلو ) الذي تخلينا عنه وفي رحلة بحثنا نعثر على ( سفط حلو ) آخر وهكذا ... تتسع دورة التبادل والانتماء والإتحاد والانفصال ... لتحدد ملامح العذاب الإنساني ، في درج من أدراج الحياة .... وسر معاناة الكائن البشري في دورة حياة ...غير محددة التاريخ . نظن أننا تخلصنا من آلامنا وجروحنا ووضعناها في ( سفط ) وسلمناها للنسيان وأغلب الظن أن هناك من سيستقبل هذا ( السفط ) ويذوق طعم ما مررنا به بينما نعد أنفسنا لاستقبال ( سفط جديد ) قد يحتوي على ما نفس ما احتواه الأول بغلاف جديد وقد يختلف ... ولكن ... كل الأسفاط الى زوال نعيش فيها فترة وجودها في درج من أدراجنا ... ثم تغادرنا...وأغلب الأحيان ... قبل أن نطّلع جيدا على ما تحتويه... نودّع أحلاما ....ونستقبل أخرى ...ثم نودّعها ...لنستقبل غيرها ونوْدِعُ أشلاءها في أدراج ذاكرتنا وقلّ ما نفكر في فتحها للإطلاع عليها بل نحلم بها مغلفة ... ونودّعها مغلفة ... ربما بغلاف جديد ...في كل مرة ونستمر هكذا في أرجوحة الحياة ..نودّع أسفاطا ...ونستقبل أخرى ، وقد نستقبل في بعض المرّات ما ودعناه ... هل من سبيل الى إنهاء دورة حياة السفط ؟! |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيراً أخيتي الحبيبة فاديا ما شاء الله تبارك على تميزك نعم هذا الواقع أخية .. اقتباس:
"ـ"ـ"ـ,,,***,,,ـ"ـ"ـ" خارج الموضوع ما معنى كلمة سفط الحلويات.. الحقيقة معظم الوقت أحاول أن أجد معاني الكلمات من سياق الحديث أو العبارات المكتوبة في محاولة لعدم إظهار جهلي ،،حتى لو أستدعى ذلك الأمر وقت ،،ولكن هذه لا أظن أني سأجدها ...!! مع أني كثيرة الأسئلة عندما أكون في دور المتلقي من معلم أو محاضر ومن شابههم... تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضا والقبول من الله عز وجل في حفظ الله ورعايته |
بارك الله فيك اختي الحبيبة أم سلمى
.....وفي اللغة العربية توجد كلمة (سفط) بالسين لا بالصاد، وبالفاء المفتوحة ومعناها: السلّة وهي من الاستعمالات القديمة للمعنى درجت في بعض اللهجات واستخدمتها بلفظها القديم ليتناسب الحال مع الأحوال |
هل من سبيل الى إنهاء دورة حياة السفط ؟!
ثبت وبالوجه المؤكد أن دورة حياة السفط لا تنتهي حتى وان اكله الدود :) |
سبحان الله ...الأمر جاء تلقائي ...
وجدت الموضوع وخطر ببالي إنه مناسب أن تهديه مجدداً لبنيتكِ وتذكرت موضوعكِ ( ثقافة الأدراج ) عندما هممت بإدراج الرد |
:):)
وربما توارد افكار وربما ..الحاسة السادسة ِ |
ممكن أمرٌ غير مستبعد
فنحن في المكان المناسب لهذا الأمر |
نعم اصبحت اخشى ان انتقل الى ليبيا خلال أيام :)
|
الله أكبر .. ياريت .. سأحلم بهذا الأمر ..
|
بعد النفضة الليبية من المؤكد ان علاقاتها التجارية ستتسع
وعندما تنتشر استثمارات عملنا في طرابلس صدقيني سأكون أول من يطير اليكِ :Libya: |
الساعة الآن 02:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com