![]() |
نهاية العبث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشيخ سالم العجمينهاية العبث لا أدري لماذا أجدني متأثراً كلما عاودت قراءة هذه القصة التي لازلت أحتفظ بها منذ زمن بعيد بين ركام أوراقي المتناثرة. هذه القصة حصلت منذ زمن ليس بالقريب، تجسد معاناة حقيقية يبثها صاحبها، وتمثل نهاية حقيقية لقصة لا يستغرب أن تكون هذه نهايتها. حقا إنها كلمات مؤثرة، يحوطها الحزن والهم من كل جوانبها، وعلى قدر ما تحمل من الحزن على قدر ما كانت موعظة لثلة لا زالت تتمسك بالعفاف الأصلي لا المصطنع. أنشأ يروي قصته يقول: "منذ سنتين كنت أسكن بيتاً بجانبه جارة لنا، ما ضمت البيوت مثلها حسناً وبهاء، فألّم بنفسي بها من الوجد ما لم أستطع معه صبراً، فما زلت أتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل إليه، حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج، فانحدرت منه إليها، فأسلس قيادها، فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد، وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت أن جنيناً يضطرب في أحشائها، فأسقط في يدي، وذهبت أفكر.. هل أفي لها بوعدها أم أقطع حبل ودها؟؟ فآثرت الثانية، وهجرت ذلك المنزل الذي كانت تزورني فيه، ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئاً.. مرت على تلك الحادثة أعوام طوال، وفي ذات يوم جاءني منها مع البريد هذا الكتاب فقرأت فيه ما يأتي: "لو كان لي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً، أو وداً قديماً ما كتبت سطراً، ولا خططت حرفاً؛ لأني أعتقد أن عهداً مثل عهدك الغادر، ووداً مثل ودك الكاذب، لا يستحق أن أحفل به فأذكره، أو آسف عليه فأطلب تجديده. إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبيّ ناراً تضطرم، وجنيناً يضطرب، فلم تبال بذلك، وفررت مني، حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه، ولا تكلف نفسك مسح دموع أنت مرسلها، فهل بعد ذلك أستطيع أن أتصور أنك رجل شريف؟!؛ لا .. بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان، لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في أوابد الوحش إلا جمعتها، وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضاء نفسك فمررت بي في طريقك إليه، ولولا ذلك ما طرقت لي باباً ولا رأيت لي وجهاً. خنتني.. إذ عاهدتني على الزواج، فأخلفت وعدك ذهاباً بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة، وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صنعة يدك وجريرة نفسك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دافعتك جهدي حتى عييت بأمرك، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير بين يدي الجبار الكبير. سرقت عفتي.. فأصبحت ذليلة النفس، حزينة القلب، أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل، وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أماً لولد، بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من المجتمعات البشرية، وإلا وهي خافضة رأسها مسبلة جفنها، واضعة خدها على كفها، ترتعد أوصالها، وتذوب أحشاؤها، خوفاً من عبث العابثين وتهكم المتهكمين. سلبتني راحتي.. لأنني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر الذي كنت منعمة فيه بعشرة أمي وأبي، تاركة ورائي تلك النعمة الواسعة، وذلك العيش الرغد إلى منزل صغير، في حي مهجور لا يعرفه أحد ولا يطرق بابه، لأقضي فيه الصبابة الباقية لي من أيام حياتي. قتلت أمي وأبي.. فقد علمت أنهما ماتا، وما أحسب موتهما إلا حزناً لفقدي ويأساً من لقائي.. قتلتني.. لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك، والهم الطويل الذي عالجته بسببك قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي، فأصبحت في فراش الموت كالذبابة المحترقة تتلاشى نفساً في نفس. فأنت كاذب خادع، ولص قاتل، ولا أحسب أن الله تاركك دون أن يأخذ لي بحقي منك. ما كتبت إليك هذا الكتاب لأجدد عهداً، ولا أخطب إليك وداً فأنت أهون علي من ذلك. إنني قد أصبحت على باب القبر وفي موقف وداع الحياة بأجمعها، خيرها وشرها، سعادتها وشقائها، فلا أمل لي في ود، ولا متسع لعهد، إني كتبت إليك لأن عندي لك وديعة، وهي تلك فتاتك، فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك، أبقى لك منها رحمة الأبوة، فأقبل إليها فخذها إليك، حتى لا يدركها من الشقاء ما أدرك أمها من قبلها.." اهـ. حقاً إنها كلمات حزينة جداً، وزاد من تأثيرها أن عبر عنها صاحبها وكشف خبيئة وجدانه.. ولذا كان أصدق من أن يعبر عنها أحد بقلمه. إن هذه القصة ومثيلاتها هي وليدة التفكك الذي نعيش فيه، فكان نتاجه أن أفرز تلك النوعية من المشكلات التي يحتاج حلها وقتا طويلا.. يهاجم الرجل المرأة ويعد لمهاجمتها ما شاء أن يعده من وعد كاذب وقول خالب وسحر جاذب، حتى إذا خدعها عن نفسها، وغلبها على أمرها، وسلبها أثمن ما تملك يدها، نفض يده منها، وفارقها فراقاً لا لقاء بينهما من بعده، هناك تجلس في كسر بيتها جلسة الكئيب الحزين، مسبلة دمعها على خدها، ملقية رأسها على كفها، لا تدري أين تذهب؟ ولا ماذا تصنع؟ ولا كيف تعيش؟. تطلب العيش عن طريق الزواج فلا تجد من يتزوجها لأن الرجل يسميها (ساقطة)!! أيها الفضلاء.. يجب إلا يُفتح قلب الفتاة لأحد من الناس قبل أن يُفتح لزوجها لتستطيع أن تعيش معه سعيدة هانئة لا تنغصها ذكرى الماضي، ولا تختلط في مخيلتها الصور والألوان، وقلما أن تبدأ الفتاة حياتها بغرام ثم تستطيع أن تتمتع بعد ذلك بحب شريف. إن هذه الفتاة التي تحتقرونها وتزدرونها، وتعبثون ما شئتم بنفسها وضميرها، إنما هي في الغد أم أولادكم، وعماد منازلكم، ومستودع أعراضكم ومروءاتكم، فانظروا كيف شأنكم معها غداً، وكيف يكون مستقبل أولادكم وأنفسكم على يدها. أين تجدون الزوجات الصالحات في مستقبل حياتكم إن أنتم أفسدتم الفتيات اليوم، وفي أي جو يعيش أولادكم ويستنشقون نسمات الحياة الطاهرة، إن أنتم لوثتم الأجواء جميعاً وملأتموها سموماً وأكداراً. لا تزعمون بعد اليوم أنكم عاجزون عن العثور على زوجات صالحات شريفات، يحفظن لكم أعراضكم؛ ويحرسن لكم سعادتكم وسعادة منازلكم، فتلك جناية أنفسكم عليكم وثمرة ما غرست أيديكم، ولو أنكم حفظتم لهن ماضيهن لحفظن لكم حاضركم ومستقبلكم، ولكنكم أفسدتموهن، وقتلتم نفوسهن فقدتموهن عند حاجتكم إليهن. قال: "مزقيها.. كتبي الفارغة الجوفاء إنْ تستلميها.. كاذباً كنت.. وحبي لك دعوى أدعيها.. إنني أكتب للهو فلا تعتقدي ما جاء فيها.." تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضا والقبول من الله عز وجل في حفظ الله ورعايته |
لا حول ولا قوة إلا بالله
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة والموعظة القيمة وفقك الله ورعاك |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفيكِ بارك الله حبيبتي إسلامية شكر الله لكِ تواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم رزقك الله سعادة الدارين وأسكنكِ أعلى عليين تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل في رعاية الله وحفظه |
الأخت الفاضله أم سلمى
بارك الله فيكم ووفقكم الله لحسن العمل |
اختي الفاضلة ، لا شك ان قصتك تتناول أشياء عميقة ،
التحليل الاجتماعي لهذه الظاهرة من وجهة نظري ، هو أن الرجل الشرقي ما يزال يخاف المرأة التي تمنح ... لأنه يتوهم الحب والعطاء تهتكا ، وهو لذلك لا يتزوج المرأة التي تحبه وتمنحه ذاتها ... وانما يفضل المرأة التي ( يشتريها ) فذلك يمنحه حسا ( بالامتلاك ) والأمان أكثر ولا بد للمرأة ان تمر بهذه التجارب المروعة ريثما ينضج البشر ، وتستعيد عواطفهم الغريزية ( انسانيتها ) إن لم يكن هناك رادع ديني يقي من الأصل الوقوع في المغبّات للطرفين ، والذي قوانينه ومقاييسه واضحة اتم الوضوح وتحقق الكرامة لجميع الذكور والاناث . وردا على هذه العقلية ، فقد اتخذ المجتمع وسائله لإنقاذ الفتاة من الوقوع في مستنقع الألسنة الفتاكة والنظرات الصاروخية بعد انتشار عمليات ( إصلاح الجوارب المثقوبة ) .فأصبح من الممكن جدا لمن انجبت عشر أبناء أن تعود عذراء ، عذراء مزيفة ، ويقبلها المجتمع باحترام ، قبولهم لكل ما هو مزيف ، لقد حل الطب مشكلة البكارة ، إن كان كل ما تمزق هو أغشية جسدية . ، وأصبح من الممكن لعمليات ( صيانة الأجساد ) بمهارة بالغة أن تسبق ( صفقات ) الزواج ، وهذا يعني على المدى البعيد ،،، أن على الرجل هنا أن يتزوج على أيدي كاهن او طبيب ليفحص له (البضاعة ) ، أو أن عليه أن يعيد النظر ان كانت هذه هي ( المقاييس الأخلاقية ) ، التي يقيّم بها المرأة ( الشريفة ) و ( الساقطة ) . إن الحلول التي اتبعتها مجتمعاتنا لمواجهة هذه الظاهرة لم تضف الاّ صدعا وتخلفا وانحرافا وضيق أفق أكبر للمجتمعات الإسلامية ، لأن زرع مبدأ ( اليهودي البخيل ) في رأس المرأة وأن وجودها متوقف على ( حسن الاتجار ) بالبضاعة الوحيدة التي تملكها . من شأنه أن يبيح للمرأة أي شيء بشرط عدم المقامرة ( بالرأسمال ) الذي هو كل ما يعني وجودها في هذه الحياة . لذلك فالتقصير بأي نوع من الواجبات الدينية ، الاجتماعية ، العلمية ، .. مسموح ، بشرط الحفاظ على اساس كيانها ووجودها في مجتمعها . وبالتالي ... تُثبت المرأة أنها حقا حيوانا داجنا يستحق فعلا الطريقة التي يعاملها بها المجتمع . وما جعل القصة السابقة مؤثرة ،،،، أن صاحبتها تبكي جرحا أبلغ من جرح الجسد ،وهو جرح الروح والنفس والذي لا يمكن ترميمه وتتألم من تمزق اعمق من تمزق الجسد ... تمزق في لحم الروح .... في أعصاب النفس، |
فاديا ... كلماتك قد تكون حقيقة ... ولكنها موجعة
حفظك الرحمن |
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفيكم بارك الله شكر الله لكم تواجدكم الطيب ومروركم الكريم رفع الله قدركم وأعلى نزلكم تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل في رعاية الله وحفظه |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة فاديا شكر الله لكِ تواجدكِ الطيب ومروركِ الكريم رزقك الله سعادة الدارين وأسكنكِ أعلى عليين وجزاكِ الله خيراً لهذا التعقيب المهم لا أعتقد أن عمليات صيانة الأجساد صالحة لكل المجتمعات .. فكم من عذراء حافظت على نفسها أتهمت في شرفها لأنها أطلقت لنفسها العنان في الخروج والدخول ومحادثة الرجال دون حرج .. تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل في رعاية الله وحفظه |
أيها الفضلاء.. يجب إلا يُفتح قلب الفتاة لأحد من الناس قبل أن يُفتح لزوجها لتستطيع أن تعيش معه سعيدة هانئة لا تنغصها ذكرى الماضي، ولا تختلط في مخيلتها الصور والألوان، وقلما أن تبدأ الفتاة حياتها بغرام ثم تستطيع أن تتمتع بعد ذلك بحب شريف
هذه هي الخلاصة بغض النظر عن الكيفية فسمعة القتاة كافية لسقوطها ولو لم يمسها أحد ... |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقتباس:
وهذا الأمر يتضح جلياً في مجتمعاتنا القروية فقبل ظهور ما ذكرت الأخت فاديا تتهم الفتاة في شرفها وإن أثبتت غير ذلكِ إن كانت سيئة السمعة .. شكر الله لكم تواجدكم الطيب ومروركم الكريم رفع الله قدركم وأعلى نزلكم تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل في رعاية الله وحفظه |
الساعة الآن 06:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com