منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ( && الاستعداد النفسي للتخبط وقت الرقية الشرعية && ) !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=20631)

راجية الرحمن 11-06-2008 06:13 PM

( && الاستعداد النفسي للتخبط وقت الرقية الشرعية && ) !!!
 
يقول الله سحانه وتعالى: ** الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ ** [سورة البقرة:275]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي وَالْهَدْمِ وَالْغَرَقِ وَالْحَرِيقِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا . رواه النسائي واحمد .
الخبط : ضرب البعير الشيء ، ومنه قيل خبط عشواء ، وهي الناقة التي في بصرها ضعف تتخبط اذا مشت لا تتوقى شيأ ، قال زهير :
تمته ومن تخطيء يعمر فيهرم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
وقيل: الخبط كل سير على غير هدى . وتخبطه الشيطان إذا مسه بخبل وجنون. وإن التخبط وصراخ الشيطان وقت الرقية ما هو إلا من أجل أن لا يسمع القرآن وحتى يجعل المريض لا يركز ولا ينصت ولا يتفكر في آيات الله تعالى وبهذا المكر يسلم الشيطان من العذاب الشديد ، وهذا ما تعترف به الشياطين فإنهم يقولون لو أنا استمعنا وأنصتنا لاحترقنا ، يقول الله تعالى :** وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ** [فصلت:26] ، يقول ابن كثير قوله تعالى: "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن" أي تواصوا فيما بينهم أن لا يطيعوا للقرآن ولا ينقادوا لأوامره "والغوا فيه" أي إذا تلي لا تسمعوا له كما قال مجاهد والغوا فيه يعني بالمكاء والصفير والتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن … وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بخلاف ذلك فقال تعالى "وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون".

ومن المشاهد أن بعض من بهم مس من الجان تتخبط بهم الشياطين وقت الرقية وتجعلهم يصرخون ويتعاركون ولا تكاد أن تسيطر على بعضهم من شدة التخبط بسبب حضور الجان عليهم ، ولو أنك سألت أحدهم لماذا كل هذا التخبط ؟. لقال لك إن معي شيطاناً مارداً يجعلني أتصرف مثل هذا التصرف وقت الرقية .

ولو سألته هل كنت مستعداً لهذا التخبط من قبل البدء بالرقية؟ ، لقال لك نعم، فأنا أصرع وأتخبط عند كل قراءة وعليه أكون مستعدا بلبس رخيص الثياب ولا أحمل أوراقاً أو نقوداً في جيبي ولا ألبس ساعة في يدي خشية الضياع أو الكسر وقت التخبط.

فنقول مثل هذا المريض عنده الاستعداد النفسي لتمكين الجني من الحضور على جسده والتخبط به كيفما شاء ، فينبغي على الراقي أن يرشد أمثال هذا المريض وأن يبين له أنه بإمكانه أن يمنع شيطانه من الحضور الكلي والتخبط وقت الرقية بإذن الله تعالى ، وأن الشيطان كيده ضعيف ، وأن حضور الجني وتخبطه ليس من مصلحته ، لأن المصاب إذا أطلق العنان لشيطانه وأعطاه من القدر والمكانة والتعظيم مالا يستحقه ، فإنه يتعاظم ويصل إلى ما لم يكن ليستطيع أن يصل إليه ، وإن هذا التخبط ما هو إلا بسبب الضعف والاستسلام لإيحاء الشيطان الذي يجعل عند المصاب الاستعداد النفسي للتخبط وقت الرقية ، وقد شاهدت بعض المرضى من يفرغ جيوبه من الأوراق والمفاتيح وينزع ساعته من يده وكأنه مقبل على حلبة مصارعة ، وهذا أيضا حاصل عند بعض النساء مع الأسف ، ومن الملاحظ أنه يتخبط البعض منهم وهو سليم معافى من التلبس ولكن من أجل أن يلفت نظر الراقي حتى يركز عليه في الرقية ، فينبغي على الراقي أن يقوي إيمانيات المرضى ويبين لهم أنه ليس للشيطان عليهم من سبيل إلا بما أذن الله به .

وبهذ الأسلوب وغيره يمكن أن نرفع من معنويات المريض فيتغلب على الشيطان خارج الرقية ، وهذا لا يعني أن الشيطان لن يستطيع التخبط بالمصاب وقت الرقية على أي حال ، ولكن سوف يكون المريض أكثر انضباطا وتحكما بنفسه . ولقد ذكر لي كثيرٌ من الذين يتخبطون وقت الرقية أن بإمكانهم أن يمنعوا الشيطان من الحضور في أغلب الأحيان والبعض يقول يمكن منعه ما لم يُستَفز من الراقي ، والبعض يقول يمكن السيطرة عليه ومنعه من الحضور بالمجاهدة والتحمل والصبر ، والبعض يقول لا أستطيع منعه من الحضور والأمر خارج عن إرادتي وإني أشعر كأني في ظلام دامس فلا أرى ولا أسمع ، وآخر يقول أسمع وأرى وأشعر بكل شيء غير أني مسلوب الإرادة، وآخر يقول لا أعلم شيئاً وقت التخبط غير أني أصحو وكأني مستيقظ من النوم ، والكل منهم صادق في قوله والله أعلم .

عذابه 06-09-2008 06:23 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي عندي سؤال وهو .. أنا عند سماعي للرقيه كثيرا ما يتخبطني الشيطان .. فهل يجب علي مقاومته بأن لا أجعله يتحكم في جسدي ..

الم السنين 07-09-2008 07:42 AM

جزيتي خيراً أخيتي


ونسأل الله العافيه لكل من أصابه شي من هذا


حفظكم الله

مهتم بالرقية 10-09-2008 04:16 PM

ربما تكون مقاومة التخبط لها أثر عكسي على الشيطان...فيزداد الشيطان ضيقاً وحرجاً والله تعالى أعلم

عفوك يا رب 22-09-2008 02:02 PM

كنت اظن ان احضاره وقت الرقية افضل للعلاج ارجو التوضيح

أبوسند 09-11-2008 07:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير وبارك الله فيك وفي جهدك وعلمك وعملك
والله يجعل جهدك في ميزان حسناتك
والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجزي خير من دلني على هذا الموضوع
المميز


راجية الرحمن 09-11-2008 07:58 PM

وانت من اهل الجزاء اخي
وفيك بارك المولى عز وجل
وهذا اقل واجب نقدمه لاخواننا في الله في نحن في هذا المنتدى المبارك نفيد ونستفيد

أبو البراء 10-11-2008 07:17 AM

:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( راجية الرحمن ) ، نعم ما ذكر هنا هو عين الحق ، فالمسلم قوي كما جاء في الأحاديث الصحيحة ، فقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي :salla-icon: قال :

( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، واذا اصابك شيء ، فلا تقل : لو أني فعلت كذا ، ولكن قل ، قدر الله ، وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان )


( أخرجه الامام مسلم في صحيحه )


يقول تعالى في محكم التنزيل :

( 000 إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً )


( سورة النساء - الآية 76 )


يقول صاحب التفسير الميسر : ( إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا ) .

وهذا التدبير عام لا مخصص له ، ولذلك على المسلم أن يكمون قةوياً صلباً في محاربة الشيطان ، ولو استطاع الشيطان أن ينفذ إلى جسده بتقدير الله الكوني لا الشرعي فعليه أن يكون قوياً صاباً يدافع ذلك ولا يستسلم كما هو حال كثير من المرضى - نسأل الله لهم السلامة والعافية 0

ولذلك ذكرت في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى في علاج الصرع والسحر والعين بالرقيى ) ، المبحث الثاني ( القواعد والأسس الرئيسة للرقية الشرعية ) تحت عنوان ( زرع الثقة في نفسية المريض ) ما نصه :

ولا بد للمعالِج من أن يقف وقفة صادقة مع المرضى لزرع الثقة في نفوسهم ومواساتهم ويكون ذلك بالأمور التالية :

أولاً : شحذ همة المريض وتقوية عزيمته وذلك بالدعاء له بالأدعية المأثورة عن رسول الله :salla-icon: :

كأن يقول :

( لا بأس طهور إن شاء الله )


هذا وقد وقفت على حديث ضعيف بخصوص هذه المسألة إلا أن معناه صحيح ، فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :salla-icon: :

( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يرد شيئا 00 وهو يطيب نفس المريض )


( السلسلة الضعيفة 182 )


قال الدكتور عبدالرزاق الكيلاني : ( وفي سنده موسى بن إبراهيم التيمي ، وهو منكر الحديث ، ولكن معناه صحيح 0

التنفيس : التفريج ، ويكون بالدعاء بطول العمر أو بنحو : يشفيك الله تعالى ) ( الحقائق الطبية في الإسلام – ص 277 ) 0


قال المناوي : ( " إذا دخلتم على المريض " تعودونه " فنفسوا له في الأجل " بالتحريك أي وسعوا له وأطمعوه في طول الحياة وأذهبوا حزنه فيما يتعلق بأجله بأن تقولوا لا بأس طهور أو نحو ذلك فإن ذلك تنفيسا لما هو فيه من الكرب وطمأنينة لقلبه 0 قال الطيبي : وقوله في أجله متعلق بنفسوا مضمنا معنى التطميع أي طمعوه في طول أجله واللام للتأكيد ، والتنفيس التفريج ، قال الراغب : والأجل المدة المضروبة للشيء ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان وأصله استيفاء الأجل إلى مدة الحياة 0 " فإن ذلك " أي التنفس " لا يرد شيئـا " من المقدور " وهو يطيب بنفس المريض " يعني لا بأس بتنفيسك له فإن ذلك التنفيس لا أثر له إلا في تطييب نفسه 0 قيل للرشيد وهو عليل : هون عليك وطيب نفسك فإن الصحة لا تمنع الفناء والعلة لا تمنع من البقاء ، فارتاح لذلك 0 قال ابن القيم : وهذا نوع شريف من أنواع العلاج فإن تطييب نفس العليل يقوي الطبيعة وينعش القوى ويبعث الحار الغريزي فيساعد على دفع العلة أو تخفيفها الذي هو غاية تأثير الطبيب ، ولمسرة المريض تأثير مخصوص في تخفيف علته انتهى )( فيض القدير – 1 / 340 – 341 ) 0

وقال عن درجة الحديث : ( أخرجه الترمذي في الطب وابن ماجة في الجنائز من حديث موسى بن محمد التيمي عن أبيه عن ( أبي سعيد ) الخدري 0 قال الترمذي في العلل : سألت محمدا يعني البخاري عنه فقال موسى منكر الحديث انتهى 0 وقال في الأذكار بعد عزوه لابن ماجة والترمذي إسناده ضعيف 0 وقال ابن الجوزي : حديث لا يصح 0 وقال في الفتح : في سنده لين 0 وفي الميزان : حديث منكر ) ( فيض القدير - 1 / 340 - 341 ) 0


قلت : والحديث لا يصح عن رسول الله :salla-icon: كما أشار لذلك علماء الحديث ، إلا أن المعنى العام الذي يشير إليه صحيح ، فقد أكدت النصوص الحديثية على مدى الترابط والتراحم فيما بين المسلمين في أكثر من موضع ، ومثل ذلك التراحم يحتم على المسلم أن يقف مع أخيه المسلم وقفة صادقة في أي محنة أو مصيبة أو ابتلاء ، والمريض أحوج ما يكون في هذا الوقت بالذات لتعليمات وتوجيهات وإرشادات المعالِج ، وهذا بذاته فيه تقوية لعزيمته وشحذ لهمته والوقوف معه والأخذ بيده ، وكل ذلك يشعره بالطمأنينة والراحة والسكينة ، فتكون تلك الوقفة بمثابة تسلية له فيما أصيب به من عناء ومشقة وتعب ، ويكون لها أثر كبير على نفسيته فتساعد على دفع العلة أو تخفيفها ، وهذه غاية ما يسعى له المعالِج 0

قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( وكان النبي :salla-icon: يسأل المريض عن شكواه ويدعو له ويصف له ما ينفعه في علته ، وكان يقول للمريض : ( لا بأس عليك طهور إن شاء الله تعالى ) " أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 14 ) – برقم ( 5662 ) – أنظر فتح الباري – 10 / 121 " )( فتح الحق المبين – ص 159 ) 0

قال الدكتور عبدالرزاق الكيلاني : ( المعالجة النفسية مهمة للمريض 00 كالمعالجة الدوائية أو أكثر منها ، وغايتها تقوية ثقة المريض بنفسه 00 وبقدرته على التغلب على محنته بمعونة الله سبحانه وتعالى فتنضم قواه النفسية إلى قواه البدنية ، ويتغلب بمشيئة الله تعالى على مرضه ، فيكون شفاؤه أسرع إذا كان الله سبحانه وتعالى مقدرا له ذلك )( الحقائق الطبية في الإسلام - ص 277 ) 0

ثانياً : إدخال السرور على قلب المريض وذلك بالبشاشة والكلمة الطيبة والطرفة الخفيفة التي يكون لها وقع وأثر طيب على نفس المريض 0

ثالثاً : تذكيره بالأجر العظيم والثواب الجزيل الذي أعده الله سبحانه وتعالى له وكل ذلك يقوي من عزيمته :

كما ثبت من حديث أم العلاء - رضي الله عنها – حيث قالت :

( عادني رسول الله :salla-icon: وأنا مريضة ، فقال : " أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه 00 كما تذهب النار خبث الذهب والفضه " )


( السلسلة الصحيحة 714 )


رابعاً : أن يغرس المعالِج في نفسية المريض الصبر والاحتساب 0

خامساً : أن يزرع في نفسه التعلق بالله سبحانه وتعالى وحده دون سائر الخلق 0


يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( ومن صفات الراقي أن يكون معلقا للمرقي بالله جل وعلا ، فلا يعلق المريض بالذي يرقيه ويضع الراقي من نفسه وحاله من العظمة ويحدث بأنه شفى فلان وعافى فلان فيعظم نفسه )( مجلة الدعوة - صفحة 22 - العدد 1683 من ذب القعده 1419 هـ ) 0

سادساً : قرب المعالِج من المريض خاصة في تلك اللحظات ، ومن هنا كان الواجب يحتم عليه أن يذكره بالله وبمراجعة النفس بأسلوب طيب محبب إلى النفس 0

سابعاً : تذكير المريض بالله سبحانه وتعالى وأن الشفاء بيده وحده 0


قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( على الراقي أن يبث في وجدان المريض أن الله يبسط رحمته لمن التجأ إليه واستعان به وطلب العون منه ، وأن المرض قد يكون كفارة ، وقد يرفع الله به المريض درجات عنده ، وأن الاستغاثة بالله دليل على عمق الإيمان برحمته 0 وقد جاء في شرح صحيح البخاري : أن الرقى بالمعوذات – وهي قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس – وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب ال****** ، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى 0 والراقي بمثابة الطبيب 00 إذا دخل على المريض يجب أن يبشره بالشفاء وأن يغرس في نفسه الأمل وأن يزيل عنه شبح اليأس والقنوط 0 وكان رسول الله :salla-icon: إذا عاد مريضاً 00 يمسح عليه ويدعو له قائلا : " أذهب الباس 0 رب الناس 0 واشف أنت الشافي 0 لا شفاء إلا شفاؤك 0 شفاء لا يغادر سقما " " متفق عليه " ) ( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 36 – 37 ) 0

قال الشيخ عبدالله السدحان تحت عنوان " تنظيم حياة المريض " : ( ما أجمل أن يعيد الراقي تنظيم حياة المريض وأن يرسل نظرة نافذة إلى حياته حتى يتعرف على عيوبها وآفاتها ، ويرسم البرنامج العلاجي الإصلاحي لها ، ويربطه بخالقه معيدا كل شيء إلى وضعه الصحيح 0 إن حياة هذا المريض تستحق مثل هذا الجهد المثمر ، فتعاهد شؤونه بين الحين والحين ، وتعيده إلى توازنه كلما عصفت به الأزمات حتى لا يصبح نهبا لصنوف الشهوات وضروب المغريات ، وهذه الجرعة تحيي الأمل في النفوس اليائسة ، وتنهض العزيمة إلى التوبة الصادقة ، وهي توبة يفرح لها المولى – عز وجل- لانتصار الإنسان على نفسه وشيطانه ) ( قواعد الرقية الشرعية - ص 16 - 17 ) 0

يقول الأستاذ ماهر كوسا : ( أن يكون له أسلوب جيد في الموعظة الحسنة بما يرضي الله تعالى ، وأن يبدأ بمعالجة روح المريض ويقويه على هذا البلاء موضحاً له أنه أقوى من الجن إذا لجأ إلى الله معلماً إياه أذكار الصباح والمساء حاثاً له على الصلاة وبالذات مع جماعة المسلمين ناصحاً بحجاب المرأة حسب أمر الله )( فيض القرآن في علاج المسحور – ص 38 ) 0


وبالجملة فلا بد من مراعاة المعالج للجانب النفسي الخاص بالمرضى وتوخي الرفق والأناة في التعامل معهم بشكل عام ، وكذلك مراعاة مشاعرهم والدقة في اختيار الكلمات ووزنها من الناحية الشرعية والخلقية ، والمفترض أن يكون المعالج بشوشاً صادقاً في تعامله وفي حركاته وسكناته 0

يقول الأستاذ سعيد العظيم : ( لا بد من الرفق مع الناس عامة ومع المرضى بصفة خاصة ؛ فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ، وربنا رفيق يحب الرفق في الأمر كله ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره ، والرحمة بذوي العاهات ، والشفقة بالمرضى مطلوبة ومشروعة ؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن 0 " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " وإذا كان في كل ذي كبد رطبة أجر ، وقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها : لا هي أطعمتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ، وعلى العكس ، دخلت بغي الجنة في كلب سقته ؛ فشكر الله لها صنيعها ، وإذا كان الكافر يرحم بالرحمة العامة ؛ فيطعم من جوع ويسقى من عطش ويداوي من مرض – طالما أنه ليس محارباً – فكيف بالمسلم إذا مرض 0

لا شك أنه ينبغي عيادته واللطف به والشفقة عليه وقضاء حاجته والسعي في إراحته ، وهذا كله متأكد مع أصحاب الأمراض النفسية العصبية ، وقد لوحظ أن الناس بينما قد يتمثلون هذه الأوامر مع المريض طريح الفراش ، إلا أنهم على العكس والنقيض ، سرعان ما تضيق صدورهم بالمريض النفسي والعصبي ، ويستهزءون ويستخفون به ، ويعنفونه وقد يضربونه ، ويهملونه ويحبسونه 000

إلى غير ذلك من التصرفات التي من شأنها أن تُمرض الصحيح ، وأن تزيد حالة المرض حدة ، وقد يكون الدافع لهذه التصرفات هو الجهل بحالة الشخص وطبيعة مرضه وخصوصاً وهو يراه عاملاً متزناً في جوانب أخر كما في حالات الوسوسة وانفصام الشخصية مثلاً 0

وقد يكون الدافع هو الجهل بسوء عاقبة هذا التصرف والسلوك ، وأننا بذلك ندخل المريض في دوامة لا تنتهي ، ونجري عليه أحكاماً ليس هو من أهلها ، ونخاطبه مخاطبة من يعقل وقد لا يكون كذلك 0

إن المريض النفسي العصبي لا يقل في احتياجه الشفقة والرفق والرحمة عن مرضى الانفلونزا والروماتيزم والسرطان 000 فاتقوا الله في عباد الله ، ولا تفرح في بلوى أخيك فيعافيه الله ويبتليك ، والرفق به سواء كنت قريباً أو صديقاً أو طبيباً معالجاً : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) " سورة البقرة – الآية 281 " ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 120 – 121 ) 0


وأختم هذا الموضوع بكلام جميل للأستاذ " محمد بن محمد عبد الهادي لافي " تحت عنوان ( الرقية وأثرها النفسي والعقائدي على المريض ) حيث يقول :

( إن الإسلام جاء ليحرر العقول من الضلال والخرافات والأوهام فحرَّم السحر والكهانة واللجوء إلى أصحابها ، وحرم الرقى التي لا تتلائم مع روح الشريعة 0 وكما أمر بالتداوي بالأدوية الحسية 0 والأخذ بالأسباب العلمية 0 فإنه رغَّب بمشاركتها بالأدوية المعنوية والروحية من أدعية ورقى بكلام الله العزيز وبأسمائه الحسنى 0

وفيها يتذكر المريض خالقه ، وتبقى عقيدة التوحيد خالصة لله تعالى 0 وتظل نفس المريض هادئة مطمئنة لتوكله والتجائه إلى الله 0 فيقوى صبره ورضاه بقدر الله ، وتختفي الأعراض النفسية 0 وقد تستخدم الرقية في معالجة ألم أو مرض جسدي ولو تعذر هذا الشفاء فهي تطمئن المريض لأن المخاوف الناتجة عن الألم تسبب زيادة في التشنجات المسببة للألم ، وقد تؤدي إلى اضطراب نفسي ، فالإسلام أباح الرقية المتلائمة مع الشرع الحنيف ولم يهمل الأدوية المادية 0 ولا شك بأن الأدوية الروحية ( الإلهية ) لها أهميتها لدعم الأدوية المادية )( عالج نفسك بنفسك – ص 17 ) 0

هذا ما تيسر لي بخصوص هذا الموضوع ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

راجية الرحمن 11-11-2008 08:21 PM

بارك الله فيك شيخنا ابا البراء

om Roaj 01-12-2008 06:36 AM

:jazak-allah:


الساعة الآن 03:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com