منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   العلاقات الأسرية الناجحة وكل ما يهم الأسرة المسلمة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=68)
-   -   دور المرأة في تربية الأسرة (للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ) (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=41043)

أسامي عابرة 10-11-2010 09:27 AM

دور المرأة في تربية الأسرة (للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله )
 

دور المرأة في تربية الأسرة (للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله )



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم.


وبعد: حديثنايتعلق بالمرأة المسلمة، والحديث عنها أحسبه في هذا الوقت هامًّا؛ ذلك لأن المرأة فيمجتمعنا تتعرض لهجمة شرسة من أعداء هذا الدين حيث يطرح ما يسمى بقضية أو قضايا المرأة، ويقصدون به إخراج المرأة عن الوضع الذي أراد الله لها...


ونحن لانعرف للمرأة قضية غير قضية أمتها، إن جهل الأمة بدينها، وضعفها في الأخذ به هو قضيةالأمة والمرأة. وهو ما نحاول إيضاح شيء منه في هذه المحاضرة التي عنوانها (دورالمرأة في تربية الأسرة) [أصل هذا الموضوع محاضرة عنوانها (دور المرأة في تربيةالأسرة ألقيت ليلة الاثنين الموافق 6/11/1411هـ، وهي ضمن ندوة علمية بعنوان "فقه المرأة" أقامها مركز الدعوة والإرشاد بالرياض بجامع الذياب بحي النسيم]. ولنا معهذا العنوان وقفات.


الأولى: حول مفهوم التربية، حيث نقصد بها المعنى الواسعللبناء وما يلزم له من تعهد الأسرة ورعايتها. حتى لا يظن البعض أن التربية مجردتهذيب الأخلاق وتقويمها وهذا من مشمولات التربية، والتربية للأسرة أوسع مجالاً منهذا.


والثانية: أنه قد يفهم من العنوان أن للمرأة دورًا في تربية الأسرةولكنه عمل ثانوي لها، والحقيقة أن عمل المرأة في تربية الأسرة هو عملها الرئيس وماعداه فهو استثناء، ولو كان عنوان المحاضرة (دور المرأة هو تربية الأسرة) لكانجيدًا.




مكان المرأة:


وهذه المسألة بحاجة إلى توضيح وجلاء فنقول: إن مكان المرأة الطبيعي هو البيت وهو مكان عملها، هذا هو الأصل، وهذا ماتدعمه أدلة الشرع، وهو منطق الفطرة التي فطرت المرأة عليها.


أما دلالة الشرع على هذا فالنصوص والوقائع التي تشهد له كثيرة منها:


1 ـ قال تعالى مخاطبًا أمهات المؤمنين: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ** [الأحزاب: 33] يقول سيد قطب: (فيهاإيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن، وهو المقر، وما عداه استثناءًطارئًا لا يثقلن فيه ولا يستقررن إنما هي الحاجة تقضى وبقدرها) [في ظلال القرآن 59، 28/5 (ط- العاشرة – الشروق)].


2 ـ ويقول تعالى: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنبُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ** [الطلاق: 1] وهي وإن كانت في المعتدة فقد قالالعلماء: إن الحكم لا يختص بها بل يتعداها. فدلالة الإضافة {بُيُوتِكُنَّ** {بُيُوتِهِنَّ** مع أنها في الغالب للأزواج فهي إضافة إسكان لا تمليك، كأن الأصل لها سكنًا.


3 ـ في قصص الأنبياء دروس وعبر. قصة موسى مع المرأتين {وَلَمَّاوَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَمِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِيحَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ** إلى قوله: {قَالَتْإِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّالأَمِينُ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ...** [القصص: 23: 27] لنتأمل هذه الدروس في الآية. فهذا موسى يجد الرعاة على الماء ومندونهم امرأتين تذودان غنمهما لئلا تختلط بغنم الناس؟ يسألهما ما شأنكما؟ لماذا لاتسقيان غنمكما مع الناس؟


يأتي الجواب: لا نسقي حتى يصدر الرعاء. إن لديهما تقوى وورعًا يمنعانهما من الاختلاط بالرجال، فكأنه يأتي سؤال آخر، ما الذي أخرجكما؟ثم يأتي الجواب مباشرة {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ** فهي الضرورة والحاجة دعت لذلك،ولما اضطرتا للخروج لزمتا الخلق والأدب، فلم تختلطا بالرجال.


ثم يأتي درس آخر حيث تفكر إحدى المرأتين أن الوقت قد حان لتعود الأمور إلى طبيعتها {قَالَتْإِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ** واقتنع شعيب بالحل فعرض على موسى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ...** ويقبل موسى العرض وتعود الأمور إلى نصابها فيعمل موسى بالرعي وتعود المرأة زوجة عاملة فيبيتها. هكذا يقص علينا القرآن وإن في قصصهم لعبرة.


4 ـ الصلاة في المسجد مشروعة في حق الرجال ومن أفضل الأعمال فكيف إذا كانت في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه، ومع ذلك يحث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المرأة على الصلاةفي بيتها. عن امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـفقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك. فقال: (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي،وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك،وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي). فأمرت فنبي لها مسجدٌ في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيتالله عز وجل [الحديث أخرجه أحمد 6/371، وابن خزيمة في صحيحه 3/95، والحديث حسن انظرحاشية الأعظمي على صحيح ابن خزيمة].


وإيحاء الحديث واضح في أن الأصل قرارالمرأة في بيتها، حتى فضل الصلاة في بيتها على الصلاة في مسجده ـ صلى الله عليهوسلم ـ مع أنه أذن للمرأة في الذهاب للمسجد.


5 ـ واقع المرأة في القرون المفضلة الأولى – التي هي مكان القدوة – يؤيد هذا، حيث نجد أن خروج المرأة وقيامهابعمل خارج البيت يكاد يكون حوادث معدودة لها أسبابها الداعية لها، بل هذا هو فهم الصحابة. ورد أن ابن مسعود طلبته امرأته أن يكسوها جلبابًا فقال: أخشى أن تتركي جلباب الله الذي جلببك، قالت: ما هو؟ قال: بيتك.


6 ـ ما جاء به الشرع هوالموافق للفطرة {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ** [الملك: 14] إن قرار المرأة في بيتها هو منطق الفطرة الذي يوافق وظائفها وطبيعتها، ويقيهاالتشتت والتناقض ولقد أثبتت التجارب العلمية والنفسية ما يؤيد هذا، كما نادى بعض الباحثين المنصفين في الغرب لتلافي خطر تشغيل المرأة بما يخالف فطرتها وطبيعتها،ولكن أصحاب الشهوات صم عن كل داع لذلك بل يتهمونه بأنه يدعو للعودة بالمرأة إلىعهود الرجعية والرق كذا زعموا! ويأتي مزيد بيان لهذا في ثناياالموضوع.




الموقف حول خروج المرأة:


بقي أن يفهم أن خروجالمرأة ليس ممنوعًا على إطلاقه، فقد وردت نصوص تدل على جواز خروج المرأة وعملهاخارج المنزل، لكن هذه الحالة ليست هي الأصل بل هي استثناء وضرورة.


ومما وردفي هذا إذن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمرأة في الصلاة بالمسجد مع أنه فضّلالصلاة في بيتها.


ومن ذلك ما ورد من مشاركة بعض النساء في بعض المعارك في السقي ومداواة الجرحى.


وقد تمسك بهذا دعاة تحرير المرأة، بل دعاة إفسادها منأصحاب الأهواء، كما استدل بها بعض الطيبين الذين انهزموا أمام ضغط الحضارة الوافدةدفاعًا عن الإسلام في ظنهم.


وللإجابة على هذا نقول: إن خروج المرأة وعملهاخارج البيت ليس ممنوعًا على الإطلاق، بل قد تدعو إليه الحاجة كما خرجت بنتا شعيب،وقد يكون ضرورة للأمة كتعليم المرأة بنات جنسها وتطبيبهن وعليه تحمل أدلة خروجالمرأة، وهي حالة استثناء وليست أصلاً، ولهذا نجد الإمام ابن حجر يقول: لعل خروج المرأة مع الجيش قد نسخ، حيث أورد في "الإصابة" ترجمة أم كبشة القضاعية وقال: أخرجحديثها أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني وغيرهما من طريق الأسود بن قيس عن سعيد بنعمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من قضاعة قالت: يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيشكذا وكذا. قال: لا، قالت: يا رسول الله: إني لست أريد أن أقاتل: إنما أريد أن أداويالجرحى والمرضى وأسقي الماء. قال: (لولا أن تكون سنة، ويقال: فلانة خرجت لأذنت لك،ولكن اجلسي). وأخرجه ابن سعد، وفي آخره (اجلسي لا يتحدث الناس أن محمدًا يغزوبامرأة) ثم قال: يمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي أن هذاناسخ لذاك؛ لأن ذلك كان بخيبر وكان هذا بعد الفتح [الإصابة 4/463].


وعلى كل حال فالأدلة ثابتة في خروج بعض النساء والمشاركة في مداواة الجرحى والسقي، ولكنهاحالات محدودة تقدر بقدرها ولا تغلّب على الأصل، ومن المهم أن يتضح الفرق بين كونعمل المرأة خارج البيت أصل، وبين كونه استثناء.


فإذا كان استثناء لحالات معينة فلن نعدم الحلول للسلبيات المتوقعة من الخروج.. وليس هذا مجال طرحها، أما إذاكان الخروج أصلاً كما يرى بعض المستغربين حيث يرى أن المرأة ستبقى معطلة إذا عملت في البيت، وأن هذا شلل لنصف المجتمع. أقول: إن سرنا في هذا الاتجاه فستقع سلبيات الخروج وما يترتب عليه، كما حصل في المجتمعات الغربية.


ستقع مفاسد الاختلاط،ومفاسد خلو البيوت من الأم، مهما اتخذنا من إجراءات وكنا صادقين في ذلك، ولو حاولالبعض أن يغطيها بالشعار الخادع: "خروج في ظل تعاليم شريعتنا، وحسب تقاليدنا". ثم لابد أن نفهم أنه إذا تقرر لدينا أن الأصل هو عمل المرأة في بيتها، وأن عملها خارجالبيت استثناء، وأن هذا مقتضى أدلة الشرع فلسنا بعد ذلك مخيرين بين الالتزام بهذاأو عدمه إن كنا مسلمين حقًّا. {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَىاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنيَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا** [الأحزاب: 36] فالآيةوإن نزلت في قضية معينة، فمفهومها عام. ثم هي جاءت بعد الآيات التي أمرت نساء النبيـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقرار في بيوتهن.


ولقد بيّن الله أن ترك شريعته والإعراض عنها سبب حتمي – لا شك – للشقاء كحال أكثر أمم الأرض اليوم {وَمَنْأَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا** [ط: 125] وإن حال الأمة التيلديها المنهج القويم ثم تتركه وتبحث في زبالة أفكار الرجال كقولالشاعر:


كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ** والماء فوق ظهورها محمول

أسامي عابرة 11-11-2010 02:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكم .. بارك الله فيكم

شكر الله لكم مروركم الكريم وحسن قولكم

رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

في رعاية الله وحفظه


الساعة الآن 02:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com