أرأيتم إن أخذ الله سمعكم
أرأيتم إن أخذ الله سمعكم
http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df247.gif قرأت هذه الآية: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُم وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيْكُمْ بِهِ " فلاحت لي فيها إشارة كدت أطيش منها. وذلك أنه إن كان عني بالآية نفس السمع والبصر فإن السمع آلة لإدراك المسموعات، والبصر آلة لإدراك المبصرات، فهما يعرضان ذلك على القلب، فيتدبر، ويعتبر. فإذا عرضت المخلوقات على السمع والبصر، أوصلا إلى القلب أخبارها من أنها تدل على الخالق، وتحمل على طاعة الصانع، وتحذر من بطشه عند مخالفته. وإن عني معنى السمع والبصر، فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما أدركا، شغلا بالهوى، فيعاقب الإنسان بسلب معاني تلك الآلات، فيرى وكأنه ما رأى ويسمع وكأنه ما سمع، والقلب ذاهل عن ما يتأدب به، فيبقى الإنسان خاطئاً على نفسه لا يدري ما يراد به، لا يؤثره عنده أنه يبلى، ولا تنفعه موعظة تجلى، ولا يدري أين هو، ولا ما المراد منه، ولا إلى أين يحمل، وإنما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته ولا يتفكر في خسران آجلته، لا يعتبر برفيقه، ولا يتعظ بصديقه، ولا يتزود لطريقه كما قال الشاعر: الناس في غفلة والموت يوقظهم ~~~ وما يفيقون حتى ينفد العمر يشيعون أهاليهم بجمعهم ~~~ وينظرون إلى ما فيه قد قبروا ويرجعون إلى أحلام غفلتهم ~~~ كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا وهذه حالة أكثر الناس، فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات، فإنها أقبح الحالات. http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df247.gif ابن الجوزي http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df247.gif |
أرأيتم إن أخذ الله سمعكم http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df247.gif قرأت هذه الآية: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُم وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيْكُمْ بِهِ " فلاحت لي فيها إشارة كدت أطيش منها. وذلك أنه إن كان عني بالآية نفس السمع والبصر فإن السمع آلة لإدراك المسموعات، والبصر آلة لإدراك المبصرات، فهما يعرضان ذلك على القلب، فيتدبر، ويعتبر. فإذا عرضت المخلوقات على السمع والبصر، أوصلا إلى القلب أخبارها من أنها تدل على الخالق، وتحمل على طاعة الصانع، وتحذر من بطشه عند مخالفته. وإن عني معنى السمع والبصر، فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما أدركا، شغلا بالهوى، فيعاقب الإنسان بسلب معاني تلك الآلات، فيرى وكأنه ما رأى ويسمع وكأنه ما سمع، والقلب ذاهل عن ما يتأدب به، فيبقى الإنسان خاطئاً على نفسه لا يدري ما يراد به، لا يؤثره عنده أنه يبلى، ولا تنفعه موعظة تجلى، ولا يدري أين هو، ولا ما المراد منه، ولا إلى أين يحمل، وإنما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته ولا يتفكر في خسران آجلته، لا يعتبر برفيقه، ولا يتعظ بصديقه، ولا يتزود لطريقه كما قال الشاعر: الناس في غفلة والموت يوقظهم ~~~ وما يفيقون حتى ينفد العمر يشيعون أهاليهم بجمعهم ~~~ وينظرون إلى ما فيه قد قبروا ويرجعون إلى أحلام غفلتهم ~~~ كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا وهذه حالة أكثر الناس، فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات، فإنها أقبح الحالات. http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df247.gif ابن الجوزي http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df247.gif |
جزاك الله خيرا أختي الغالية على الموضوع الجميل،
جعله الله في ميزان حسناتك |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإياكِ .. بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة رجائي جملكِ الله بالطاعة .. أسعدني مروركِ الكريم أحسن الله إليكِ ووفقكِ لكل خير |
الساعة الآن 10:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com