منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الشعر والنثر والأدب والعلم (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=131)
-   -   ومضات من الذاكرة (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=8005)

فاديا 11-10-2006 12:02 PM

ومضات من الذاكرة
 



وقفات....مع الماضي ........

في وقت عزّ فيه التوقف والتقاط الانفاس والنظر الى الوراء ولو نظرة خاطفة.......

مجرد حروف افكار وخواطر أومضت في ذاكرتي .......حول ذكريات متفرقة متباعدة وصور يفصل بيني وبينها سنوات طوال ومسافات عميقة عمق الزمن......

رسومات قديمة بالابيض والاسود تخص والدي ووالدتي رحمهما الله ،
انتزعتها من قلب ذاكرتي في احدى حالات المدّ التي عصفت بمخيلتي ...
فتركت ألاف القصص والحكايا قبل انحسارها .....استقرت على شاطئ افكاري ، وبدأ قلمي يرسم كلماتها ......

مفردات من جملة الماضي ....
قد تحمل بين سطورها ضحكات طفولية بريئة متحررة من كل أثقال الزمان وهموم الحياة ....
وربما تحمل في طياتها التحسّر على ما يمضي وما قد مضى.........


قد يجد البعض هذه مقدمة حزينة للغوص في قلب الايام الماضية..
ولكنني أعي جيدا انه وحتى الاحداث الطريفة التي تمر بنا في لحظة من لحظات الزمن ،
عندما تسير عليها عجلة الايام والسنين تنقلب لتصبح ذكريات يعزّ علينا مضيّها...
ويثير هذا فينا شعور الالم والحسرة....
وأكثر ما يؤلمني ......رحيل الاشياء ...........

******

الانسان مسؤول عن تهذيب نفسه... وصقلها بالاخلاق الحميدة..
وتربية اعضائه وجوارحه على طاعة الله.
وهو أيضا المسؤول عن مصادر ثقافته ومنهل فكره ، حيث لا حسيب ولا رقيب عليك......الا انت

مهما تعددت وسائل الرقابة واشتدت.... جزء كبير من المسؤولية ملقى على عاتقك وحدك....
لا احد يستطيع تكبيل الفضول وحب المعرفة اذا توافرت هذه الخصلة عند أحد ابنائه ،
وان حاول جاهدا ان يوجهها ..ويراقبها ويطّلع عليها ، ويفرض مسؤوليته عنها ...
يبقى هناك جزء شفاف خفيّ عنك ....خاصة وان كان ابنك (شقيّا )، ( سابق سنّه ) !
يتقن مهارة الالتفاف والدوران والاختفاء والإخفاء ...... ،

وربما قد يورثك هذا - مع محاولات التتبع واقتفاء الآثار - أعراض ( بداية انهيار عصبي ).
خاصة اذا لم تتمكن من ( القاء القبض عليه ).....

مثلا..... من يستطيع أن يتبع ويقيد النفوس النهمة إلى القراءة؟
وخاصة إذا كانا أبوين مسكينين أميين.

******

أنا .........
كنت اقرأ واقرأ.. تمر أيام وليالي وأنا أواصل القراءة..غير واعية لكل ما يحصل من حولي..
كنت اقرأ كل ما تقع عليه عيناي ..

أصابني مرة صداع شديد وأنا في التاسعة لما قرأت كتابا كاملا في "الكيمياء في حياتنا"
حيث تبين لي أنني لا زلت اجهل الكثير عن هذه الدنيا وعن نفسي.

ولم استطع وقتها أن افهم كلمة واحدة مما قرأت ، ورغم ذلك واصلت قراءة الكتاب كاملا...... ،
وبعدها بدأت أفكر كيف يمكنني أن اخترع شيئا يفيد الناس.،

وهداني تفكيري الطفولي لان أقدم خدمة جليلة إلى البشرية!

مادة لزجة صفراء اللون كنا نستخدمها في البيت في إلصاق الخشب المتكسر ،
ونعال الأحذية، أشعلت عود ثقاب ووضعته داخل العبوة كاملة ونظرت من ثقب العلبة في انتظار أن احصل بعد دقائق على........... المطاط الطبيعي، فأسجل بذلك سبقا علميا كيميائيا لم يخطر على بال بن حيان نفسه..............!
فما كان من العبوة طبعا، إلا أن انفجرت في وجهي انفجارا يشبه دوي العاصفة.. مخلفة حروقا،
عوفيت منها بعد عدة اشهر، ولم يعلم احد طبعا عن براءة الاختراع.


ولما قرأت عن اكتشاف الطيران، وقصة عباس بن فرناس ، ولأنني كنت طفلة مفكرة ، ولم أكن أميل إلى القفز والتنطيط .....
فقد وضعت سموم الطيران في عقل أخي الذي يكبرني ببعض السنوات،
وصنعت وإياه من (شراشف السرير) ما يشبه الأجنحة ، وربطناها جيدا على عدد من العصي ،ثم ثبتناها على كتفيه،،
وانطلق الى سطح البيت ووقف على الحافة مستعدا للانطلاق في غياهب الفضاء...
وقد لحقه الجيران وقبضوا عليه في اخر لحظة ،
مفسدين بذلك علينا... تحقيق ما عجز عنه ...... بن فرناس.!


وذات مرة.. وكالعادة.. كنت اغرق نفسي بين الكتب،، ولكن اختلفت نوعية الكتب هذه المرة، فكانت لجبران خليل
، دخلت والدتي الغرفة ، نظرت إلي ، ثم ما كان منها إلا أن أغلقت علي باب الغرفة بكل هدوء، ربما حتى لا يزعجني احد...!
استغربت تصرفها ، ولكني شعرت بالامتنان لها في أعماقي على حرصها على توفير الجو المناسب لشطحات خيالي .

وبعد أن نادتني لتناول الطعام ، جلست الى المائدة ،احمل الكتاب بيدي كالعادة ، ...
عندها شاهدت شقيقتي الكبرى(ناظر العائلة ) الغلاف، وبختني بشدة على قراءته ، بل ولامت أمي أيضا كيف سمحت لي بذلك....!!!

فأجابت أمي المسكينة تغالب خجلها من جهلها ، و شعورها بالذنب...
والله كنت اظنها تقرأ القرآن الكريم.........!!!!!

كيف لم اشعر وقتها بالرثاء لامي ...؟
أأطفالا كنا .......أم شياطين......!!!

منعت طبعا، منعا تاما من قراءة كتب جبران خليل جبران تحت طائلة التهديد (بعلقة الشبشب)....
فما كان مني بعد حذر وتمحيص.....إلا استخدام (مصباح علاء الدين) أضيئه بالليل تحت الغطاء والجميع نيام..واقتل نفسي بالقراءة حتى ساعات الصباح الأولى....

وأورثني ذلك طبعا هذه النظارة الطبية السميكة والتي تشبه (كعب فنجان الشاي...).

على العموم...فأنا لست نادمة على ما فعلته في طفولتي فيكفيني شرفا.... أنني حاولت أن أجد فرصتي الذهبية....
ففشلت فشلا ذريعا في أن أكون عالمة في مصاف العلماء والمخترعين.......
أو أكون أديبة فيشار لها بالبنان...

تبخرت أحلامي الطفولية في الهواء،
وشعرت وقت خيبتي في طفولتي.... أنني قد لا أكون يوما أفضل مما أنا عليه الآن.



أحيانا ...أشعر بحزن وندم شديد.....
فكم أرهقت والدتي المسكينة بطموحي وأحلامي.....
وكم أثرت قلق أبي الرزين المحافظ على مستقبلي......
رب اغفر لهما وارحمهما وادخلهما فسيح جنانك.

القصواء 01-12-2008 12:12 PM

رائع ..رائع ما خطته أناملك أختي الحبيبة فاديا ..
كنت أقرأ ما بين ابتسامة ..لطرافة مواقف الطفولة
وإعجاب ..بالتوقد القكري ..والرغبة في الاكتشاف
لطفلة ..ربما لو صقلت هذه الموهبة ..لكان لها شأن آخر في عالم الانجاز والاختراع ..
مااااااأجمل فعلا ذلك الزمان الجميل ..الذي يقبل فيه الأطفال على القراءة ..كنافذة معارف مطلة
على العالم ..كإقبالهم الآن على نافذة الانترنت ..وفرق المعرفة والابداع واضح بين النافذتين
جزاك الله خيرا ...استمتعت حقا فيما قرأت ..واندمجت مع الكلمات التي رسمت صورة جميلة
لماض ...جميل ..
شكرا جزيلا لك فاديـــــــــــــــــــــــــا

فاديا 01-04-2009 09:34 AM

بوركتِ اختي الحبيبة القصواء سرّني تعليقك وجزاك الله خيرا

أصدقك القول ،، لا اعتقد أبدا انه توقد فكري :)
بل هو محاولة ايجاد ما نملأ به اوقاتنا في ظل قلة تقنيات اللعب آنذاك .

دمت بخير

عطر 01-04-2009 11:09 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخيتي الغالية فاديا

سلمت يمينك؛؛؛كلمات معبرة ورائعة

جزاك الله خير

زهراء و الأمل 02-04-2009 12:19 PM

أما نحن فقد من الله علينا بأن إستمتعنا بقراءة حروفك
وجدت نفسي لا أخفيك أبتسم لما سطرته يداك من ذكريات الطفولة الجميلة
في الحقيقة لقد دخلت لكتابة موضوع في القسم فشدني موضوعك فقرأته
و كان نتيجته أن ابتهجت نفسي و تهللت بابتسامة فاضت بإشراقاتها على صفحة وجهي و أنا أقرأ لك عن الطفولة و الإختراع
لا أدري هل نقول الحمد لله لم يقع في يديك الكثير من كتب الإختراع و إلا :)

أما أختك فقد كانت تفكر دائما فيما وراء المجهول
و بدلا من أن تتأمل في نفسها بين جنبيها راحت بكل جرأة ممزوجة ببراءة الأطفال تتأمل في خلق الله
كنت أنظر للمارة و أحب أن أكتشف أخلاقهم الحقيقية و أربطها مع حركاتهم و سكناتهم
لا أدري لماذا
وصلت بي الجرأة أن أصبحت أمتحن الناس بهدف موعظتهم

سر لم أبح به أبدا لأحد قبلك و لا يعرف عنه غير أهلي
هل تعلمين ماذا كنت أفعل يا فاديا
أسير في الطريق فإذا رأيت إمرأة سألتها سيدتي هل ضاعت منك محفظة نقود ؟
فتجيبني على قدر أخلاقها
و للأسف فالكثيرات منهن تقول نعم أعطني المحفظة
فأزيدها من سمومي يجب أن أتأكد سيدتي من أنك صادقة
و هل كانت فيه قطعة ذهب ثمينة فتزداد لهفتها لتقول نعم نعم
فأقتلها ببرودة الأعصاب و أزيد من سؤلها و هل كانت فيها نقود ورقية كثيرة فتقول نعم ناوليني المحفظة يا بنيتي
فأقول لها ألا تستحي إمرأة كبيرة تكذبين من أجل لعاعة من لعاعة الدنيا ...
وجدت قليلات جدا منهن من كانت صادقة و عفيفة عن السرقة
كنت أتحرى أن لا أكذب و لكن أطرح مجرد أسئلة على النساء لأكتشف حقيقتهن تحت ما يخفيه اللباس
أخبرت أمي بما فعلته فنهتني عن ذلك و قالت لا يحق لك فعل ذلك تحت أية ذريعة

فاديا 02-04-2009 12:58 PM

أضحكني ما كتبته حقا اختي زهرة الامل ، يا للإحراج !!!!!!

في الواقع لم نكن نكلف انفسنا اكتشاف اخلاق ( المارة ) ولا حتى اكتشاف ( المارة ) انفسهم ،
بل كان يضيق بأفعالنا ذو الخلق و ( عديم ) الخلق على حد سواء .
نفاجئ من يمر بالطريق بماء مرشوش من مكان ما ، نضع قطعة صابون ليتزحلق
كنت اشارك هذا المهرجان ، لنضحك بلا رحمة على من يقع ضحية الغدر
في الحقيقة لم أتجرأ ابدا على اعداد المقالب ، ولكني كنت اميل الى حضور هذه الأجواء الشقيّة .
نجمع عيدان ( الملوخية ) ونقدمها عندما نزور بعضنا في تمثيلية من صنعنا على انها سجائر تقدم مع فناجين القهوة والتي هي معلبات فارغة نملؤها بالماء واحيانا ( بالتراب ) اذا كنا ننوي تقديم الكعك !
نضحك على جارنا الذي لا يملك الا قميصا واحدا يغسله في المساء ليذهب به في الصباح الى عمله ، ولا بد ان المسكين كان يعود من عمله ويذهب اليه منهكا من التعب ، فقد كان ينسى ازالة ( الملقط ) الذي تشبك زوجته بواسطته القميص على حبل الغسيل ، ونتراهن كل يوم على لون الملقط الذي سيكون من المؤكد مشبوكا بطرف القميص دون وعي منه.
ورغم كل هذا الشر، كان هناك ثمة شيء جيد اقوم به وكنت اعطي مصروفي بالكامل الى جارة عجوز مسكينة ، واساعد من يطلب المساعدة بالسر عن اهلي الذين كانوا يقولون عني : تأكل القطة عشاءها . طبعا هم من منطلق التوازن والحذر ، واما انا فقد كنت استمتع جدا بالتخلي عن كل ممتلكاتي، لأشعر بالخفة ...والحرية .

اما التأمل لاكتشاف المجهول الذي كنت تقومين به ، فقد كان بالنسبة لي محصورا في مسألتين :
واحدة منهما ، تأمل حركات البشر واصواتهم وطريقة كلامهم ، ثم رسم كاريكاتور ساخر لكل شخص بما يميزه.
والاخرى ، تأملي لنفسي بالمرآة ،والوقوف ساعات امام المرآة اسائلها : هل يوجد من هي اجمل مني في الدنيا ؟ وانتظر متى تنطق المرآة !

أسامي عابرة 02-04-2009 03:30 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة فاديا

رائع غاليتي رائع ... أحببتُ كثيراً ما كتبتِ وقد أدخلتي السرور والبهجة إلي قلبي .. وذكرتني بشطحاتي ..

الحمد لله أن العقاب لم يثنيكِ عن شرف المحاولة ومواصلة تحقيق أفكارك الرائعة ..

وأنتِ أروع وأغلى أديبة :marsa123:



كنتُ طفلة مزعجة كثيراً أتعبت أهلي بسبب خيالي المتشعب كنت أحصل على جزء من العلقة في سبيل إختراعاتي وعندما أفلت أفل هاربة وحذاء أوأثنين يطير خلفي قد يفلح في الإصطدام بي وقد يخطيء ودائماً أواصل ولا أهتم للعقاب ..

ودائماً أمي حفظها تذكر أني أتعبتها في تربيتي أسأل الله أن يغفر لي ..

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضا والقبول من الله عز وجل

في حفظ الله ورعايته

أسامي عابرة 02-04-2009 03:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الأمل (المشاركة 190429)
أما نحن فقد من الله علينا بأن إستمتعنا بقراءة حروفك
وجدت نفسي لا أخفيك أبتسم لما سطرته يداك من ذكريات الطفولة الجميلة
في الحقيقة لقد دخلت لكتابة موضوع في القسم فشدني موضوعك فقرأته
و كان نتيجته أن ابتهجت نفسي و تهللت بابتسامة فاضت بإشراقاتها على صفحة وجهي و أنا أقرأ لك عن الطفولة و الإختراع
لا أدري هل نقول الحمد لله لم يقع في يديك الكثير من كتب الإختراع و إلا :)

أما أختك فقد كانت تفكر دائما فيما وراء المجهول
و بدلا من أن تتأمل في نفسها بين جنبيها راحت بكل جرأة ممزوجة ببراءة الأطفال تتأمل في خلق الله
كنت أنظر للمارة و أحب أن أكتشف أخلاقهم الحقيقية و أربطها مع حركاتهم و سكناتهم
لا أدري لماذا
وصلت بي الجرأة أن أصبحت أمتحن الناس بهدف موعظتهم

سر لم أبح به أبدا لأحد قبلك و لا يعرف عنه غير أهلي
هل تعلمين ماذا كنت أفعل يا فاديا
أسير في الطريق فإذا رأيت إمرأة سألتها سيدتي هل ضاعت منك محفظة نقود ؟
فتجيبني على قدر أخلاقها
و للأسف فالكثيرات منهن تقول نعم أعطني المحفظة
فأزيدها من سمومي يجب أن أتأكد سيدتي من أنك صادقة
و هل كانت فيه قطعة ذهب ثمينة فتزداد لهفتها لتقول نعم نعم
فأقتلها ببرودة الأعصاب و أزيد من سؤلها و هل كانت فيها نقود ورقية كثيرة فتقول نعم ناوليني المحفظة يا بنيتي
فأقول لها ألا تستحي إمرأة كبيرة تكذبين من أجل لعاعة من لعاعة الدنيا ...
وجدت قليلات جدا منهن من كانت صادقة و عفيفة عن السرقة
كنت أتحرى أن لا أكذب و لكن أطرح مجرد أسئلة على النساء لأكتشف حقيقتهن تحت ما يخفيه اللباس
أخبرت أمي بما فعلته فنهتني عن ذلك و قالت لا يحق لك فعل ذلك تحت أية ذريعة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة زهرة الأمل

طريقة خطيرة في الموعظة ....:marsa22:

الأجمل إنها مع موقف وخبرة لا تنسى ...

ننتظر إن شاء الله روائعكِ الغالية ...


تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضا والقبول من الله عز وجل

في حفظ الله ورعايته

زهراء و الأمل 05-04-2009 07:34 PM

حياكن الله أخواتي الكريمات
صحيح أخيتي فاديا لا شك و أنني سببت الإحراج للكثير من الذين وقعوا تحت وطأة حيلتي غفر الله لي و لهم
و لكن ما يساوي ذلك الإحراج مع الناس و هم بشر أمثالنا مع الحياء و الإستحياء من الله
و ياللهول من بلية نكراء و مصيبة شنعاء عندما نجعله أهون الناظرين إلينا

أتدرين يا أم سلمى أنني تعلمت من صنيعي ذاك درسا لا أنساه طول حياتي
كنت أشعر بالحزن عندما أكتشف أن تلك النساء يكذبن من أجل شيء أنا ما قلت حتى أني وجدته
بل سألتهن إن ضاع منهن ليس إلا
كثيرات للأسف كذبن و لكن من بينهن إمرأة قالت لي : لا لم يضع مني شيء
بل نصحتني بأن أبحث عن أصحابه
أحسست بفرحة عجيبة و سعادة غمرت قلبي إلى الآن أجد صداها
تعلمت أن الخير قليل مريدوه و أصحابه .. و أهل الشر عددهم أكثرو نفوذهم قد يكون أكبر
و لكن يغلب الخير و إن قل الشر و إن كثر و لا أساس للعدد في ذلك
فقد يسمو البنيان و يتعالى و لكن سرعان ما ينهار
لأنه لم يبنى على أرضية صلبة و لم يستخدم فيه مواد صالحة للبقاء و للصمود
ألم يعجب المسلمون بعددهم يوم حنين فلم يغني العدد عنهم من الله شيئا ..
و كانوا أقل عدة و عتادا يوم بدر فنصرهم الله نصرا مؤزرا ..

قد يحس المرء بالغربة في وسط المحن و تزاحم الفتن..كثرة الأعداء و قلة المناصرين..
و لكن هل يمكن لذلك أن يدفعه لأن يحيد عن جادة الطريق
طريق الحق من تراجع عنه فما واصل لأنه ما وصل

فاديا 11-04-2009 10:34 AM

بارك الله فيك اختي عطر الجنة
واختي أم سلمى
واختي زهرة الأمل
وجزاكم الله خيرا


الساعة الآن 03:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com