منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الصحة البدنية والنفسية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=15)
-   -   أنا غير مبالي ..إذن أنا نصف ميت ! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=58730)

فاديا 06-04-2013 09:28 PM

أنا غير مبالي ..إذن أنا نصف ميت !
 
يخلط الناس بين مفاهيم عديدة تختلف عن بعضها البعض اختلافا كبيرا ، علما ان دمج المفاهيم مع بعضها البعض يؤدي الى تغطية الاسباب المؤدية لها كما يصبح من الصعب على الانسان ان يجد حلا لنفسه ما دام لا يعرف الأسباب الحقيقية

اللامبالاة ... الكسل ... العجز

رغم التشابه الكبير في هذه الحالات المزاجية او الذهنية واشتراك بعضها في نفس الاسباب احيانا ، الا ان من الضروري توضيح كل حالة على حدة

ربما لا نعلم ان الكسل هو خدعة ذهنية يقوم بها العقل الباطن لحمايتنا من الاكتئاب الحاد !

ما الذي يجعل انسانا سمينا ( مهتما بشكله في نفس الوقت ) يقضي حياته حزينا ومتضايقا بسبب زيادة وزنه ، دون ان يقوم على الناحية الاخرى بأي تمرين رياضي ؟

ما الذي يجعل انسانا ( يمر بوضع اقتصادي خانق ) يجلس مسترخيا دون ان يقوم بأي عمل ؟

ما الذي يجعل طالبا ( يتمنى تحقيق اعلى التقديرات ) جالسا يضيع الوقت دون مذاكرة ...

ما الذي يجعل شخصا ( يعرف ان الصلاة هي اهم ما يجب ان يقوم به ) يتكاسل عن ادائها ؟

ان كل هؤلاء ..يحملون أهدافا... ومع ذلك لا يقومون بشيء يؤدي اليها ..ويتذرعون ..او يخدعهم عقلهم الباطن ، انهم كسالى عن القيام بأي فعل

والحقيقة ان الكسل ما هو الا خدعة وسراب يضللنا به عقلنا حتى يحمينا من الاكتئاب الحاد الذي يهددنا لا محالة ان عرفنا الاسباب الحقيقية ، ان عقلنا يحاول ان يحمينا من أخطار تهددنا فيلجأ الى هذا التغليف

فالشخص السمين ، قد حاول عدة مرات تخفيف وزنه ولم يستطع ، وبدل ان يقتنع بأن ( لا أمل في ذلك ) مما قد يسبب له حالة اكتئاب عميقة ، فإن العقل ينكر هذه الحقيقة ويرسل له رسالة مضمونها : على اي حال انت كسول في محاولة تخفيف وزنك !
وهذه وقعها اخف وأكثر طمأنينية على النفس .... ان الامر لا زال ضمن تحكمه ورغبته وارادته .. وليس ، ان الامر خارج عن طاقته !

وقد يغلف العقل الباطن حقيقة أخرى وهي الخوف من الفشل

ان الانسان الذي يجلس دون ان يقوم بأي خطوة لتحسين وضعه المادي قد يكون انسانا يخاف من الفشل
وهو غير مستعد بتاتا للقيام بتجربة يفشل فيها فيتحمل تأنيب الضمير وعقدة الذنب المزمنة التي قد توقعه في حالات اكتئابية لا خروج منها ، فينكر العقل الباطن هذه الحقيقة حول الشخص ويوصل له رسالة مفادها انه كسول ومتراخي عن القيام بالأعمال !

وقد يستخدم العقل الباطن رداء الكسل لتغليف ( العجز ) !

العجز هو الشعور بعدم الجدوى من الافعال
فالشخص الذي يحمل معتقدات دينية مفادها ان الشخص الذي يصلي يجب ان يكون كذا وكذا وكذا ، وان لم يستطع ان يكون كذا ، فلا داعي ان يصلي ، يشعر بالعجز امام فكرة ان يحقق عددا من الاعمال من اجل الصلاة ، فيتقاعس عنها نظرا لعدم جدواها بالنسبة له ، وبدل ان تصل هذه القناعة للنفس وتؤدي الى انهيار ديني فكري في اهم المبادئ وبدل ان يواجه الانسان نفسه بحقيقة دامغة عنه وهي انه يشعر انه لا جدوى من الصلاة وما تحمله هذه الفكرة من امور متناقضة مع مبادئنا كمؤمنين ، يلجأ العقل الى تغليف هذا النزاع الداخلي الذي قد يقود الى ما هو اخطر من الاكتئاب
فيقنع الشخص بأنه مجرد ..كسول عن اداء الصلاة !

والطالب الذي يجتهد في المذاكرة ويجد ويكد ويتعب ثم يحصل على علامة b بدل a
ويتكرر معه الامر ، فإنه يشعر بالعجز عن احراز التقديرات العالية وبالتالي يكف عن المذاكرة بنفس المستوى ، لأنه عاجز ، وبدل ان تصل اليه قناعة انه مستحيل ان يحرز علامات عالية مهما فعل ومهما ذاكر ، مما سيوقعه في الهم الابدي
فإن العقل يستعيض عن هذه الحقيقة برداء آخر ..انه كسول عن المذاكرة !

والشخص الذي يفقد التحكم في ظروفه الخاصة ويفتقد الى الوسائل التي تعينه على مواجهة الحياة ...لا يعترف بأنه لا يملك الوسائل ، فيقول له العقل الباطن انت كسول ..ولا يوصل اليه فكرة ..انك لا تمتلك الوسائل لتواجه الحياة حتى لا يوقعه في بحر اليأس العميق والاكتئاب السوداوي ...

اذن الكسل ما هو الا خدعة ..وحالات انكار يقوم بها العقل الباطن لينقذ الانسان من التأثيرات المدمرة للحقائق
(والعجز ) هو احدى الحقائق التي يغلفها العقل الباطن برداء ( الكسل )

ولكن ماذا عن اللامبالاة ؟

كيف يرى شخصا حياته تنهار امامه دون ان يقوم بأي خطوة ولو كانت على بعد سنتيميتر واحد لانقاذها ؟
ماذا عن الطالب الذي يقضي الوقت بمشاهدة التلفاز والامتحانات المصيرية على الأبواب ؟
ماذا عن الذي لا يصلي .. ولا يشعر بتأنيب ضمير بسبب ذلك

ان الشخص الكسول.... الشخص العاجز ..... اشخاصا يحملون اهدافا ويعيشون في ألم عدم قدرتهم على تحقيقها

ولكن ماذا عن هؤلاء .. غير المباليين ..الذين لا يفعلون شيئا ... رغم انهم يحملون اهدافا .. ولكن لا يشعرون بتأنيب الضمير تجاه ما فعلوه وما لم يفعلوه ؟

ان هؤلاء اشخاص يقال عنهم ( أصحاب القلب الصغير )

فهم ان كانت الاولوية لديهم هي العمل..وكانت هناك مشاكل عويصة في ادائهم المهني ..فهم لا يشعرون بأي قيمة لأي شيء آخر ..مثل زيادة الوزن ..القيام بالواجبات الدينية ...الدراسة ... بما ان منطقة اولويتهم الاولى تعاني اضرارا جسيمة !

انهم اشخاص يشعرون حسب سلم الاولويات وان فقدوا الامل في امر ما مهم جدا لديهم ...يشعرون بعدم اهمية كل العالم من بعده ....
يحدث هذا على وجه الخصوص مع المحبين الذين تدور حياتهم في فلك شخص معين ، فإن كان موجودا ..فالحياة مستمرة ..وان غاب ..فلا جدوى من كل ما في الحياة .

وهم اشخاص يعانون من الشكوك حول ادائهم ..فإن شرعوا في المذاكرة مثلا ..ثم انتابتهم شكوك ان الطريقة التي يذاكرون بها ليست صحيحة .. وانه ربما هذه ليست نفس المادة المطلوبة للامتحان أو او ..سرعان ما يتركون الكتاب دون الشعور بكسرة تأنيب


ولا نستغرب ان قلنا
انهم اشخاص يعانون من اضطرابات في احترام انفسهم ، فهم غير مستعدين للقيام بأي عمل قد يعرضهم لاختبار قيمتهم الذاتية المتدنية كما يخيلون ، ويكشفها للغير

اذن ماذا ينبغي ان يفعل هؤلاء للتخلص من الجزء الميت في شخصياتهم وانفسهم واعادته للحياة ؟

عليهم في البداية ان يحسنوا توقعاتهم عن ادائهم وعن قيمتهم ، ويحسنوا احترامهم لأنفسهم
ثم يبنوا آمالا حتى وان فقدوها ..ففي البحر الكثير من السمك !
ثم عليهم ان يتعلموا كثيرا ، لكي يحصلوا على الوسائل التي تعينهم لمواجهة ازمات الحياة حتى يستطيعون مواجهة انفسهم بالحقائق دون تهرب ودون تغليف ....

وعليهم ان يحسنوا قناعاتهم الدينية ، وان يغرسوا في انفسهم ان الله غفور رحيم وان لكل نفس طاقاتها
وان يبدأوا في حل المشاكل الصغيرة التي تنغص عليهم وتشعرهم بالعجز التام

احيانا ..نشعر بكل هذا الضعف والعجز ..امام الماضي الذي لم نحقق فيه ما نصبو اليه .. وامام مخاوف المستقبل من ان نحقق ما نريده ..ولكن السبب في تكثيف هذا الشعور .. هو ان الدنيا حرّ شديد في الخارج :) ، ثم اننا نجلس في غرفة غير مرتبة !
اذن رتّب الغرفة أولا 
افعل ما تستطيعه .. وتعلم كيف تسيطر على التفكير في ما لا تستطيعه !

حافظ غندور 06-04-2013 10:01 PM

طرح مميز كعادتك أخت فاديا دائما ... تنتقين ما يلامس الطباع وتحفرين حوله لتصلي الى عمق الذات البشرية وطريقة تفكيرها وترويضها

جزاك الله خيرا ونفع بك

أسامي عابرة 07-04-2013 05:09 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة فاديا

طرح رائع جداً ، سلمت وسلمت يمناكِ

هذا الأمر موجود بكثر ، ولكن عجبي ممن يريد أن يقنع الغير بهذا الأمر ويبرر فشله بشتى الطرق ..

فاديا 07-04-2013 10:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حافظ غندور (المشاركة 390071)
طرح مميز كعادتك أخت فاديا دائما ... تنتقين ما يلامس الطباع وتحفرين حوله لتصلي الى عمق الذات البشرية وطريقة تفكيرها وترويضها

جزاك الله خيرا ونفع بك



شكرا جزيلا اخي الدكتور حافظ
هذا من تواضعكم

فاديا 07-04-2013 10:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سَلمى (المشاركة 390098)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة فاديا

طرح رائع جداً ، سلمت وسلمت يمناكِ

هذا الأمر موجود بكثر ، ولكن عجبي ممن يريد أن يقنع الغير بهذا الأمر ويبرر فشله بشتى الطرق ..

شكرا على مشاركتك اختي ام سلمى

ليست المشكلة في ما يريد الانسان ان يقنع به الغير لأن هذا ما يخص كل شخص حسب محيطه ، وعلى الأقل هو من يختلق تلك المبررات للغير ،مع معرفته داخليا بالحقيقة ..فهذه من الآفات الاجتماعية أكثر من ان تكون نفسية

انما المشكلة الحقيقية هي ما وقع من اعتقاد واقتناع داخل الشخص من أكاذيب حول نفسه !

سيدة الرافدين 07-04-2013 08:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختنا فاديا على طرحك القيم وزادك الله علما ونفع بك

فاديا 08-04-2013 07:14 AM

شكرا لمرورك اختي الكريمة


الساعة الآن 08:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com