منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   فتاوى ودراسات وأبحاث العلماء وطلبة العلم والدعاة في الرقية والاستشفاء والأمراض الروحية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=113)
-   -   ( && " الحسد والتنافس " - الدكتور خالد أبو جندية && ) !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=51806)

أسامي عابرة 06-06-2012 04:19 PM

( && " الحسد والتنافس " - الدكتور خالد أبو جندية && ) !!!
 
الحسد والتنافس

د. خالد أبو جندية


الحسد داءٌ وبيلٌ، ومرضٌ خطيرٌ من أمراض القلوب، لا ينبغي لمؤمنٍ أن يتَّصِف به، ومعناه: تمنِّي زوال نعمة المحسود، سواء تمنَّى مثلها لنفسه أم لا، وقد أوضحه فضيلة الشيخ الشعراوي في كتابه "معجزة القرآن" فقال:

"الحسد هو تمنِّي زوال النعمة، وهذا التمنِّي قد يأتي بأن تعمل أنت على تعطيل الأسباب التي تُؤدِّي للنعمة ظاهرًا، كأن تكون لإنسانٍ أرضٌ وافرةُ الإنتاج، تحسُده عليها، فتأتي وتُغرقها، أو تقلع الزرع عنها، وقد يكون هذا التمنِّي بالدعاء دون الفعل، أو يكون من داخل النفس بحيث يؤثِّر على المحسود".



ولكن، كيف يؤثر الحسد في المحسود؟

الناس يُعبِّرون أحيانًا عن الحسد بالعَيْن، فيقولون: فلان أصابتْه العين، فهل العين هي التي تُؤثِّر أو غيرها؟



لقد تولى الإجابةَ ابنُ قيم الجوزية، فقال: "إن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيَّف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود فتُؤثِّر فيه بتلك الخاصية"، إذًا فالحسد في الحقيقة لا يكون من العين، وإنما يكون من داخل النفس الشريرة.



وقد فسَّر هذا ابنُ القيم، فقال مرةً أخرى عنه: الحسد سهامٌ تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المسحور والمَعِينِ، تُصيبه تارةً، وتُخطئُهُ تارةً، فإن صادفَتْه مكشوفًا لا وقاية عليه، أثَّرت فيه بلا شك.



وإن صادفَتْه حذِرًا، شاكي السلاح، لا منفذ فيه للسهام، لم تؤثِّر فيه، وربما رُدَّت السهام على صاحبها، وهذا بمثابة الرمي الحسِّي سواء، فهذا من النفوس والأرواح، وذاك من الأجسام، وأصله من إعجاب العائن بالشيء، ثم تتبعه كيفيةُ نفسه الخبيثة، ثم تستعين على تنفيذ سُمِّها بنظرة إلى المعين.



فالعين إذًا إنما هي أداة للحسد، وليست هي الحاسدة؛ لأنها - أي: العين - ترى النعمة في المحسود تستحسنها، ثم يتبع ذلك انفعال شديد شرير في داخل الحاسد، ثم يتحرَّك ذلك الانفعال ويخرج من نفس الحاسد على هيئة سهام مسمومة، تتسلَّط على نفس المحسود، فتُؤثِّر فيها - بإذن الله تعالى.



والحسد لا يتعارض مع القَدَر؛ بل إنه من أسبابه؛ فإن الله - سبحانه - يُقدِّر مثلاً أن يمرض فلان، وأن سبب مرضه سيكون نتيجة لحسد فلان، كما أنه يُقدِّر له المرض ويكون سببه تعرُّضه لميكروب معيَّن، وهكذا.



ولا يُشترط أن يكون الحاسد مُبصرًا حتى يتناول بعينه المحسود؛ بل يمكن أن يكون الحاسد أعمى، فيُوصَف له المحسود، فتتناوله نفسُه بالحسد.



ولكن، ما الفرق بين الحسد والتنافس؟

الحسد - كما قلنا -: تمنِّي زوال نعمة الغير، أما التنافس أو الغبطة، فهو: ألا تحبَّ زوال تلك النعمة، ولا تكره وجودَها ودوامها، ولكن تشتهي لنفسك مثلَها، فما حكم كل نوع منهما؟



أما الأول - وهو الحسد - فهو حرامٌ بكل حال، إلا نعمة أصابَها فاجرٌ أو كافرٌ وهو يستعين بها على تهييج الفتنة، وإفساد ذات البين، وإيذاء الخلق، فلا يضرّك كراهيتُك لها، ومحبتُك لزوالها؛ فإنك لا تحب زوالَها من حيث هي نعمة، ولكن من حيث هي آلة للفساد.



والذي يدلُّ على تحريم الحسد قولُه - تعالى - في معرض الإنكار: ? أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ? [النساء: 54]، وتحدَّث - سبحانه - عن حسد إخوة يوسف مُحذِّرًا به المسلمين منه، فقال: ? إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ? [يوسف: 8، 9]، فلما كرهوا حبَّ أبيهم له، وأحبوا زواله عنه، فغيَّبوه بعيدًا عنه في غيابة الجب.



ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحسد: ((لا تَحَاسَدوا، ولا تَقَاطَعُوا، ولا تَبَاغَضُوا، ولا تَدَابَرُوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا)).


أبو البراء 07-06-2012 05:40 AM

:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( أم سلمى ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

الغردينيا 07-06-2012 06:40 AM

بارك الله فيك أختي أم سلمى على الطرح القيم

أبو البراء 07-06-2012 12:54 PM

:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( الغردينيا ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أسامي عابرة 07-06-2012 06:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء (المشاركة 356584)
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( أم سلمى ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله وأحسن إليكم في الدارين

شكر الله لكم مروركم الكريم وحسن قولكم

رفع الله قدركم وأعلى نزلكم في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

أسامي عابرة 07-06-2012 06:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغردينيا (المشاركة 356587)
بارك الله فيك أختي أم سلمى على الطرح القيم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أختي الكريمة الغردينيا

أسعدني مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ في أعلى عليين

في حفظ الله ورعايته

أبو البراء 08-06-2012 06:46 AM

:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( أم سلمى ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


الساعة الآن 03:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com