منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   كيف يَموت الإنسان ؟ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=42211)

أسامي عابرة 11-01-2011 06:20 AM

كيف يَموت الإنسان ؟
 
كيف يَموت الإنسان ؟


قـال ابـن القـيم : (( موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها ، وخـروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة

الموت ، وإن أريـد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدما محضا فهي لا تموت بهذا الاعتبار ،

بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب )) ( الروح لابن القيّم / ص : 46 / ط : المدني ) .

وقـال : (( الروح ذات قائمة بنفسها تصعد وتنـزل ، وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء ، وتتحرك وتسكن ،

وعلى هذا أكثر من مائة دليل .

وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بالدخول والخروج والقـبض والتوفي والرجوع ، وصعودها إلى السماء ،

وفتح أبوابها لها وغـلقها عـنها ،

فقال تعالى : " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ " ( الأنعام : 39 ) ،

وقـال تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي " ( الفجر : 27 ، 30 ) .


وهذا يقال لها عـند المفارقة للجسد .

وقال تعالى : " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " ( الشمس : 7 ، 8 ) .


فأخبر أنـه سوى النفس كما أخبر أنه سوى البدن في قوله : " الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ " ( الإنفطار : 7 ) ،

فهو سبحانه سـوى نفس الإنسان كما سوى بدنه ، بل سوى بدنه كالقالب لنفسه ،

فتسوية البدن تابع لتسوية النفس ، والبدن موضوع لها كالقلب لما هو موضوع له ،

ومن هاهنا يعلم أنها تأخذ من بدنها صورة لتميز بها عن غيرها ، فإنها تتأثر وتنتقل عن البدن ،

كما يتأثر البدن وينتقل عنها ، فيكتسب البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها ، وتكتسب النفس الطيب

والخبث من طيب البدن وخبثه ،

فأشـد الأشياء ارتباطا وتناسبا وتفاعلا ، وتأثرا من أحدهما بالآخر ، الروح والـبدن ،

ولهذا يقال لها عند المفارقة : " اخرجي أيتها النفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب ،

واخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، فتأخذها الملائكة من يده فيوجد لها كأطيب

نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، أو كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض " )) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده / 4 / 278 / بطولة ) .

والأعراض لا ريح لها ولا تمسك ، ولا تؤخذ من يد إلى يد ، وإذا كان هذا شأن الأرواح فتميزها بعد المفارقة

يكون أظهر من تميز الأبـدان ، والاشتباه بينها أبعد من اشتباه الأبدان ، فإن الأبدان تشتبه كثيرا ،

وأما الأرواح فقل ما تشتبه ، وإذا كانت الأرواح العلوية وهم الملائكـة ، متميزا بعضهم عن بعض من غير أجسام تحملهم ، وكذلك الجن ، فتميز الأرواح البشرية أولى )) ( الروح لابن القيّم / ص : 53 ، 54 ) .

والروح أو النفس إذا فارقت البدن بعد الممات ، فإن لها به تعلقا في الـبرزخ ،

فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كليا ، بحيث لا يبقى لها التفات إليه ،

وقد وردت الأحاديث والآثار بما يدل عـلى ردهـا إليه ، وقت سلام المسلم ، وهذا الرد إعادة خاصة

لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة . . . )) ( الروح لابن القيّم / ص : 58 ) .

وقـد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة الروح إلى البدن وقت السؤال ،

ففي حديث البراء بن عازب :

(( كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله كأن على رءوسنا الطير ،

وهو يلحد له فقال : " أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات ، فتعاد روحه في جسده فيأتيه

ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ " )) الحديث ( رواه الإمام أحمد في المسند ( 4 / 287 ) / و أبو داود والنسائي ) .

ثم قـال ابن القيم : (( وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف )) .

أمـا كيفيـة الموت : فإن حكمة الله اقتضت أن تقبض ملائكته أرواح عباده .

قال تعالى : " قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " ( السجدة : 11 ) .


وقال تعالى : " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ

عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ( النحل : 28 ) .

وقال تعالى : " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا

وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ " ( الأنعام : 61 ) .


قال ابن كثير : (( الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص معين من الملائكة ، وقد سمي في بعض الآثار

بعزرائيل وهو المشهور ، قاله قتادة وغير واحد ، وله أعوان ، وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه

ينتزعون الأرواح من سائر جسده حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت )) ( تفسير ابن كثير / ( 6 / 362 ) .

والمـوت : (( انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته ، وحيلولة بينهما ، وتبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار )) ( التَّذكرة للقرطبي / ص : 4 ) .

أبحاث مجلة البحوث
([ ج : 65 / ص : 160 - 163 ])

أسامي عابرة 11-01-2011 10:18 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكم .. بارك الله فيكم

تشرفت بمروركم الكريم وحسن قولكم

رفع الله قدركم وأعلى نزلكم في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

الطاهرة المقدامة 13-01-2011 04:23 AM

رفع الله قدرك اختي الحبيبة وزادك الله من فضله الكريم.
أللهم آمين.

أسامي عابرة 13-01-2011 04:34 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ .. بارك الله فيكِ أختي الحبيبة سمارة

سرني مروركِ الكريم وإطلالتكِ العطرة

رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة

في حفظ الله ورعايته


الساعة الآن 01:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com