منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   اسئلة الرقية الشرعية المنوعة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=31)
-   -   حتى طريقة الوسيط لم تجدي معها نفعا (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=14393)

amie 11-09-2007 03:19 PM

حتى طريقة الوسيط لم تجدي معها نفعا
 
عندما علمنا ان طريقة الوسيط في العلاج هي طريقة استعانة بالجن و ليس من كان مصابا يساعد مريضا أخبرنا الراقي فكانت حجته أقوى منا و وجدنا وسيطا خام لأول مرة يقوم بهذا الامر لكن للأسف لم تتمكن هذه الوسيطة من رؤية جسد المريضة او بيتها و لا اي شيء يخصها و لا ترى الا سوادا ثم اقنعنا ابنة الراقي و التي متعودة على مساعدة بعضا من المرضى اذا كانت حالته حرجة لكن لا ترى الا بياضا مع انها متعودة على هذا الامر و ساعدت الكثير ليصلوا الى الشفاء التام و لكن في هذه الحالة ؟؟؟؟؟
لماذا التركيز على هذه المريضة بالذات الى هذه الدرجة لماذا كلما اشتد اصرارها على الرقية اشتد غضبهم و اغلقوا امامها كل الابواب فهي تحس كأنهم سيجن جنونهم فلماذا؟ ربما لأنها الوحيدة في العائلة التي تصر على الشفاء في حين تجد كل افراد عائلتها تكذب الرقية و تفضل المعالجة عند الطبيب فقط حتى و ان لم تتحسن حالة ايا فيهم و يسببون لها المشاكل لمنعها من قصد اي راقي و يقولون استنتجنا ان الرقاة دوما يدعون عدم شفاء المريض حتى لا يتوقف المال عنهم و لم نعد نصدقهم فلم نصل و لن نصل الى نتيجة معهم و كل يوم تقصد فيه الراقي الذي لا تجده الا بصعوبة لكثرة مواعيده مع المرضى كلما يحدث مشكل بالبيت تحس ان من سببه هو نفسه من يحارب كي تتوقف عن الرقية
اذن بامكان هؤلاء الشياطين معرفة من سيكون بامكانه مواجهتهم بمدة زمنية من قبل و لهذا يكون التركيز عليه بشدة دونا عن غيره من باقي افراد عائلته ؟؟؟؟
و لكن كيف و الغيب عند الله؟؟؟

علينا باليقين 11-09-2007 07:19 PM

أخية قبل كل شيء أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياك من أهل تقواه، ومن أهل طاعته، ومن الذين منَّ عليهم بالعفو والعافية، كما أسأله سبحانه أن يجعلنا ممن إذا أُعطي شكر وإذا أبتلي شكر وإذا أذنب استغفر، وهذه الثلاث عنوان السعادة للعبد إذا أخذ بها.

أصلحك الله أخية! لقد حذرناك، ولكنك و للاسف اتبعت هواك،أنصحك بالابتعاد عن هذه الشركيات، فقد قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. والحديث في مسلم وغيره.
وما ذكرتيه من زعم ذلك الرجل فكانت حجته أقوى منا...هلا اخبرتينا بهذه الحجة....؟؟؟؟ قد يكون من باب دس السم في العسل والتمويه على المغفلين.
والله أعلم.


أنا شدك اختاه ان تقرئي ما يلي،تمعني كلام الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى
اقتباس:

يقول حفظه الله :


موضوع الرقى مهم، وأهميته ظاهرة لكل أحد منكم؛ لأن المسلم يحتاج إلى الرقية دائما، يحتاج إليها في تعويذ نفسه وتعويذ أحبابه، كما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل، يقرأ المعوذتين وينفث في كفه في يده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ويمسح بها رأسه ووجهه وما استطاع من جسده، وفي تعويذ من يحب لدفع البلاء قبل وقوعه، ولتكون تحصينا وحرزا للمرء من تسلُّط الشياطين على العبد.
ويظهر أيضا أهمية عِلم المسلم بالرقى أنّ الرقى اختلط فيها المشروع بالممنوع ، اختلط فيها الرقى الشرعية بالرقى البدعية؛ بل بالرقى الشركية.
وقد كان أهل الجاهلية يتعاطون رقى شركية، وكان يتعلمها الناس ينقلها الخالف عن السالف ، فلما جاءت الرسالة المحمدية على نبينا أفضل الصلاة والسلام مُنعت الرقى حتى أُذن بما ليس فيه شرك من ذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
فأن تكون على بينة من الرقى الشرعية والرقى الممنوعة، هذا مهم؛ لأنه فرقان ما بين المشروع وما بين الشرك ووسائل الشرك.
وكثير من الناس ربما راج عليه صلاح الراقي أو ظاهر صلاح من يتعاطى الأدوية، فيصف له أشياء إما من الأذكار وإما من الأوراد أو نحو ذلك، يصفه له ويكون غاشا له من أنه يرده إلى غير المشروع، ويرشده إلى أمر فيه بدعة أو فيه شرك، والعياذ بالله.
لهذا كان من الواجب عليك ألاَّ تستعمل من الرقى إلا ما علمت أنه مشروع؛ لأن الأصل فيها المنع علا ما كان جائزا فيها، وهذا له شروط وبيان يأتي إن شاء الله تعالى.
وتظهر أهمية هذا الموضوع أنَّ كثيرا من وسائل الشرك في بلاد الإسلام إنما انتشرت بواسطة المتطببة والذين يعالجون بالأدوية ويعالجون بالقرآن، ومنهم المشعوذون والذين يتعاطون استعمال الجن وشياطين الجن والعياذ بالله.
وقد ذكر ابن بشر في أول تاريخ نجد أنَّ من أسباب انتشار الشرك في نجد هو نزول المتطببة والمداوين من أهل البادية في القرى وقت الثمار، فيحتاج إليهم الناس إما في رقية وإما في مداواة ، فأمروهم بالشرك وأمروهم بغير المشروع، فانتشر بذلك -فيما يستظهر ابن بشر رحمه الله- انتشر بذلك عن طريق الجهلة أولئك أو عن طريق المشعوذة والسحرة، انتشر كثير من الشرك والفساد، ولا غرابة فالنفوس ذواقة لزوال ما بها من سواءٌ أكان بالمشروع أو بغيره، ولا شك أن العلم بحدود ما أنزل الله جل وعلا على رسوله مطلوب في أمور العقيدة وأمور الأحكام.
وهذا الموضوع متصل بالتوحيد والعقيدة، فالعلم به من الذي ينبغي على كل مسلم أن يحرص عليه، وأن يطلب معرفة حكم الله جل وعلا فيه.
الرقى أصلها أدعية وقراءة ونفث يكون فيه استعانة أو استعاذة، هذا أصلها؛ يعني القصد منها أن يكون ثَم دفع للبلاء أو رفع للبلاء باستعاذة أو باستعانة.
ولهذا صارت الرقى على قسمين:
رقى يستعاذ فيها ويستعان بالله جل جلاله وحده، فهذا هو المأذون به والمشروع.
ورقى يستعاذ فيها ويستعان بغير الله جل وعلا، وهذا هو الشرك وهو الممنوع.
وكان أهل الجاهلية يتعاطون الرقى بكثرة كما قال جل جلاله ( وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ) [القيامة:27] (وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ)؛ يعني حين حضور الموت يَطلب المرء من يرقيه، وقد قال القائل:
وإذا المنيةُ أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفعُ
يعني الأسباب التي كانوا يتعاطونها، فكان أهل الجاهلية يتعاطون الرقى لدفع أو رفع؛ يعني لدفع البلاء، دفع المرض، دفع العين، أو رفعها، إزالتها، مثل الأدوية، إزالتها بعد وقوعها؛ لكن كانت أكثر رقاهم يستعيذون فيها بغير الله جل وعلا -بآلهتهم أو بأصنامهم أو بالجن والعياذ بالله من ذلك كله-، أو يستعينون فيها بغير الله جل جلاله.
ولهذا اثبت في صحيح مسلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال "اعْرِضُوا علَيّ رُقَاكُمْ. لاَ بَأْسَ بِالرّقَىَ مَا لَمْ يَكُنْ [فِيهِ] شِرْكٌ" يعني ما لم يوجد شرك فيها، ورواه غيره بلفظ "لاَ بَأْسَ بِالرّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكاً" وهذا بسبب عوف بن مالك للنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حين قال له: يا رسول الله أرأيت رقى كنا نرقي بها في الجاهلية فقال " اعْرِضُوا عَلَيّ رُقَاكُمْ لاَ بَأْسَ بِالرّقَى مَا لَمْ يَكُنْ شِرْك" وأفاد هذا الحديث:
أولا أن الأصل في الرقى -عند من لم يعلم- الأصل فيها المنع، وأنْ المرء إذا أراد أنَّ يرقي برقية يعرضها على من يعلم حتى يتأكد من سلامة الرقية من المخالفة، قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ "اعْرِضُوا علَيّ رُقَاكُمْ. لاَ بَأْسَ بِالرّقَىَ مَا لَمْ يَكُنْ شِرْكٌ".
ودلَّ على جواز الرقية.
والنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حثّ على نفع الأخ لأخيه، جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سألوه عن رجل أصيب بلدغة عقرب أو حية، وسألوه عن الرقية قال " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ " ، وهذا يدل على تجويز الرقية ؛ لكن الرقية التي ليس فيها شرك، ولهذا النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ كان يرقي نفسه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ورقى غيره، وأيضا رقاه جبريل عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وأمر بأن يُسترقى لآل جعفر ولغيرهم، ولامرأة جارية جاءت لمنزله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ فرأى فإذا بها النظرة يعني في وجهها سفعة صفار فقال " إن بها النظرة استرقوا لها" والنظرة هي عينٌ تكون من الجن في الغالب أو من الإنس، فأمر بها يعني أمر بطلب الرقية، فدل ذلك على أن الاسترقاء والرقية مشروع بفعله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وبإقراره كما سيأتي وبأمره عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
وإقرارُه هو الذي جاء في حديث أبي سعيد في الصحيح في قصة لديغ الحي من العرب حيث أصابته لدغة، فكان جمع من الصحابة اجتازوا بهم فلم يقروهم يعني لم يضيفوهم فتركوهم، ثم بعد ذلك مروا بهم فوجدوا منهم سيد القوم لديغا، فقالوا: لهم هل فيكم من راق. يعني هل فيكم من يحسن الرقية، فقالوا: لقد نزلنا بكم فلم تقرونا -أو لم تضيفونا- لا نرقي لكم إلا بِجُعل. فجعلوا بينهم مائة شاة، فجعل يقرأ عليهم الراقي بفاتحة الكتاب على موضع اللدغ، وحتى إذا ختمها نفث بريق؛ يعني تفل، وفي رواية جمع بزاقه فتفل، فلما أعطوهم هذا الجعل العظيم، قالوا: اقسموه بيننا. فقال رجل منهم: لا، حتى نعرض ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لشدة تحرِّيهم أن يفعلوا فعلا ليس عليه إذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما عرضوه على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال " وما أدراكم أنها رقية" وقال " اضربوا لي معكم بسهم" فدل ذلك على مشروعية الرقية بفاتحة الكتاب؛ بل مشروعية الرقية بعامة وبفاتحة الكتاب بخاصة، وعلى أن أخذ الجُعل عليها لا بأس به مطلقا.
النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ كما ذكرنا رقى ورقي وأمر، فرقى نفسه بالمعوذتين، وكان يرقي نفسه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ببعض الأدعية فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سواهما.
وأيضا أقر الرقية بالفاتحة، وجمع الفاتحة والمعوذتين في الرقية فيه مناسبة، وهو أنَّ الفاتحة هي أم القرآن مشتملة على معاني عظيمة، منها الاستعانة بالله جل وعلا وتوحيد الله جل وعلا في العبادة في قوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، والمعوذتان فيها التعويذ، والاستعانة والاستعاذة هما ضربا الرقية؛ لأن الراقي إما مستعيذ وإما مستعين أو بالأمرين معا.
وصحَّ عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في الرقية أشياء كثيرة من الأدعية:
منها قوله عليه الصلاة والسلام " من حضر مريضا فقال عند رأسه: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات إلا عافاه الله جل وعلا من ذلك البلاء ما لم يحضر أجلُه".
وكان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ يُرشد أن الإنسان إذا أصابه ألم في شيء من جسده أنْ يمسح بيده على الذي يؤلمه من جسده سبع مرات، ثم يقول سبع مرار: " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" .
ورقى النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ بالرقية المشهورة " بسم الله أرقيك من شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك" وهذه رقية جبريل للنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
وصح عنه أيضا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه كان يرقي إذا زار مريضا بقوله "أذهِب البأس رب الناس واشفي فإنك أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما".
وغير ذلك من الأدعية التي هي في رفع البلاء يعني بعد نزول المرض أو قبله كقوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ "من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك."
وكما كان يقرأ سورتي المعوذتين قبل المنام ويمسح بهما جسده.
فدل ذلك، دلت هذه الأحاديث على أنَّ الرقية مشروعة أو جائزة، وعلى أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أورثنا أدعية معروفة وصورا نقرؤها أرشد عليها الناس عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ. فهذه هي الرقية المشروعة.
فإذن نتحصل من ذلك على أمور:
الأول أن الرقية المشروعة هي دعاء يدعو به المرء يحصن به نفسه، وينفث على بدنه أو في يديه أو على من يرقيه، ينفث أو يتفل كما سيأتي بيان الفرق بينهما إن شاء الله، وعلى أن هذه الرقى التي أرشد إليها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي بكتاب الله جل وعلا، أو بالأدعية التي فيها استعانة واستعاذة بالله جل وعلا وحده ورجاء ما عنده في دفع المرض أو في رفعه أو في دفع العين أو في رفعها.
ودل أيضا على أن الرقى الشرعية هي التي تكون بهذا المعنى؛ يعني فيها توحيد الله جل وعلا استعانة واستعاذة، وفيها الإقبال على الله جل جلاله دون ما سواه.
ولهذا العلماء قالوا تجوز الرقية بشروط ثلاثة:
الأول: أن تكون بأسماء الله وصفاته جل وعلا؛ يعني أن يستعين فيها بالله جل وعلا متوسلا بأسماء الله جل وعلا وبصفاته.
والثاني: أن تكون باللغة العربية، أو ما يعرف معناه إن كان بغير العربية.
والثالث: أن يعتقد الراقي والمرقى أن هذه الرقية سبب من الأسباب، ونفع الأسباب إنما هو بإذن الله جل وعلا، قد تنفع وقد لا تنفع بإذن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فالذي ينفع في الحقيقة والذي يُورث النفع بالسبب وينتج المسبَّب هو الرب جل جلاله، هو الذي بيده ملكوت كل شيء،َينفث حصل من ذلك على أمور اَمُ صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أصحابه وأتباعه بإحسان. وضح وبين ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من (مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ)[فاطر:2]، وقال سبحانه (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ)[الأنعام:17]، والأسباب يؤمر العبد بتعاطيها لكن مع تعلق القلب بالله جل وعلا.
قال العلماء هذه الشروط الثلاث في جواز الانتفاع في جواز استعمال الرقية.
ما جاء في الكتاب والسنة أو القرآن بعمومه وما جاء في السنة من الرقى هي منطبقة على هذه الأمور.
فالرقية بالقرآن:
فيها أنها بأسماء الله جل وعلا وبصفاته.
فيها الاستعانة بالله جل وعلا والاستعاذة بالله سبحانه.
وفيها التوكل على الله.
وفيها تفويض الأمر إليه سبحانه وتعالى.
وفيها التقرب إليه بأفضل ما خرج منه سبحانه وهو كلامه القرآن العظيم جل جلال ربنا وتقدست أسماؤه وتعالت صفاته.
وفيها أنها باللسان العربي المفهوم.
وفيها أيضا أنها أعلى ما يُتقرب، وأجمع ما يشمل المعاني، فالعدول عنها إلى غيرها عدول عن الفاضل إلى المفضول، عدول عن العالي إلى ما دونه مما يعرف معناه ويقل من الأدوية التي يختارها الناس.
فإن دلت هذه الشروط على أن أفضل ما يرقي به الإنسان أن يرقي بالكتاب وبالسنة، والقرآن جعله الله جل وعلا شفاء كما قال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)[يونس:57] فهو شفاء لما في الصدور من الأمراض الحسية والمعنوية، وهو شفاء أيضا فيما يقع، وأيضا تعويذ فيمالم يقع، وقال سبحانه (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء:82]، وقال أيضا جل وعلا ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)[فصلت:44]، والاستشفاء بالقرآن يكون في أمور البدن كما يكون في أمور النفس؛ يعني إذا مرض الإنسان في عضو من أعضائه أو أصابه شيء فإن القرآن شفاء للأمراض العضوية كما مر معك في حديث اللديغ ؛ هذا رجل لدغته حية أو عقرب فرُقي بالفاتحة بكتاب الله جل وعلا فبرئ، فقام كأن لم يصبه شيء، هذا مرض حسي ولدغة شديدة أزالها القرآن؛ أزالها الله جل وعلا بسبب الرقية بكتابه، كذلك الأمور المعنوية أو الأمور النفسية؛ مثل ضيقة الصدر أو مثل العين التي تؤثر على العقل أو على النفس ونحو ذلك هذا أيضا شفاؤها بالرقية بكتاب الله جل وعلا وبسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بما شرع مما يجوز من استعمال الأدعية المعروفة المعنى.
الشرط الثاني الذي ذكرنا هو أن تكون باللغة العربية، أو بما يفهم معناه من غيرها، وإذا كانت باللغة العربية فيجب أن تكون معلومة المعنى، ليست كلمات متقاطعة كلمات لا يعرف معناها، أسماء مجهولة، فلا بد أن تكون بأسماء الله جل وعلا وبصفاته، أو بما أبيح من الأدعية التي فيها التوسل بأسماء الله وبصفاته، وأن لا يكون فيها أسماء مجهولة، وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن الرقى التي فيها أسماء مجهولة قال: وما يدريك لعلها كفر.
يعني لعل في هذه الأسماء المجهولة ما يكون فيه أسماء شياطين أو أسماء ملائكة، ينادي الملائكة ويستغيث بهم أو ينادي الشياطين أو يتقرب بذلك فيكون بذلك كفرا.
لذلك لابد أن تشتمل الرقية المشروعة على أسماء معلومة -أسماء الله جل وعلا وصفاته المعلومة- وتكون باللغة العربية، وإذا كانت بغير اللغة العربية فيجوز بشرط أن تكون معلومة المعنى للراقي، وعدم اشتمالها على شرك بالله جل وعلا أو أسماء مجهولة لا يعلم معناها.
الشرط الثالث أن يعتقد بأنها سبب وهذا مهم؛ لأن من الناس من يظن أن الشفاء من عند الراقي لا بسبب الرقية، يقول هذا الراقي هو الذي عنده القدرة والراقي نافع وطبيب وقد يحسن وقد لا يحسن، والسبب هو الرقية، والنافع الضار هو الله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
فإذن الرقية سبب، والراقي مثل الطبيب يبذل هذا السبب، والتعلق من الرقي التعلق بالله جل وعلا يسأل أن ينفع سبحانه بهذه الرقية وبقراءة القارئ، كان أهل الجاهلية يعتقدون في الرقية بإطلاق كانوا يعتقدون فيها أنها مؤثرة جزما، وكان يعظمون الرقية وتتعلق الرقية بالراقي وبالرقية، ويكون التوكل على الله جل وعلا حين إذْ ضعيفا، وهذا يكون في النفوس سواء في نفوس السابقين يعني في الجاهلية أم في نفوس أيضا بعض أهل الإسلام، يكون هناك تعلق وضعف في التوكل، ويكون هناك رغبة فيما عند الناس.
والأكمل أن يكون المرء طالبا يعني في الرقية طالبا العافية من الله جل وعلا إذا لم يرقي نفسه، إلا إذا عرض عليه، فمن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل، ولهذا جاء في حديث حصين بن عبد الرحمن السلمي المعروف الذي قال فيه : كنّا عند سعيد بن جبيرٍ ، فقال: أيكم رأى الكوكب الذي أنقض البارحة؟ ثم قال قلت يعني حصين بن عبد الرحمن من التابعين: أما إني لم أكن في صلاةٍ. ولكني لدغت. قال: فما صنعت؟ قال: استرقيت. يعني طلبت الرقية، قال: فما حملك على هذا؟ قال: حديث حدثناه يعني عامر بن شراحيل الشعبي. عن بريده بن الحصيب؛ أو عن عمران بن الحصيب أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة. الحمة اللدغ قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكني سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عرضت علي الأمم، فإذا النبي ومعه الرجل والرجلان، وإذا النبي وليس معه أحد. ثم رفع إلي سوادٌ عظيمٌ، فقلت: هذه أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي أنظر إلى الأفق فإذا سوادٌ عظيمٌ، فقالوا: هذه أمتك، ثم قيل أنظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم قال هذه أمتك، قال وفيهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ. وقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عند الصحابة، قال: فخاض الناس في أولئك السبعين ألف. فقال بعض الصحابة: لعلهم صحابة رسول الله. يعني الذين تقدموا في الإسلام وكان معهم مزيد اختصاص بالصحبة، وقال بعض: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً ، فخرج عليهم رسول الله ، فعلم ما اختلفوا فيه، فقال: " هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون.وعلى ربهم يتوكلون" فقوله (لا يسترقون) يدل على أنَّ الأكمل أن لا يكون من عادة الإنسان أن يطلب الرقية من غيره بل غما أن يرقي نفسه ، وإما أن ينتظر حتى يأتيه أحد فيرقيه فيقول له أرقيك فهنا لا يدخل في طلب الرقية، هذا من جهة الكمال ؛ يعني السـبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه صفتهم.




والله أعلم
أختك في الله

amie 12-09-2007 05:29 PM

بارك الله فيك لكنه ليس دجالا فهو بالعكس يتابع نصائحكم و لكنه ان التقيناه قريبا سيرسل لكم باجابته و المصدر الذي اخذ منه هذه الطريقة لانني لا اذكر ان كان قد قال ابن تيمية او لا المهم سأتاكد لكم من المصدر او سيكتب لكم هو مصدره و ان شا الله خير و بارك الله فيك
فانت لا ترين المريض منبوذا كالطاعون و لا تعلمي ان السحر لا يقاوم فلو كان يقاوم ما سمي سحرا و كان كل المرضى قاوموه و انتهينا لكن لهذا يسمى سحر عفانا الله و اياكم

علينا باليقين 12-09-2007 08:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amie (المشاركة 101943)
بارك الله فيك لكنه ليس دجالا فهو بالعكس يتابع نصائحكم و لكنه ان التقيناه قريبا سيرسل لكم باجابته و المصدر الذي اخذ منه هذه الطريقة لانني لا اذكر ان كان قد قال ابن تيمية او لا المهم سأتاكد لكم من المصدر او سيكتب لكم هو مصدره و ان شا الله خير و بارك الله فيك


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amie (المشاركة 101943)

فانت لا ترين المريض منبوذا كالطاعون و لا تعلمي ان السحر لا يقاوم فلو كان يقاوم ما سمي سحرا و كان كل المرضى قاوموه و انتهينا لكن لهذا يسمى سحر عفانا الله و اياكم

مصدرنا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والشيخ أبو البراء حفظه الله أعطاك اجابة كافية شافية.

قال العلامة ابن القيم - رحمه الله- ((فمن لم يشفه الله فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه الله فلا كفاه الله )).

انتبهي أخية! السحرنحله بالرقية الشرعية من كتاب الله، وأفيدك علما ان أمة الله معالجة منذ سبع سنوات ،ومرت علي حالات سحر صعبة جدا واذن الله لها بالشفاء والحمد لله ....وقد تقولين: كيف الرقية؟ الرقية تقرئين القرآن، وقد تقولين : قرأت ولم يذهب، أجل عجيب! إما أن تقرئين ويذهب السحر أو تذهبي تشركي، فتجعلي ربي مجال اختبار لك، لا. الله قادر أن يحل سحرك، الله يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[يونس:81] ولكن يبتليك الله ويختبرك هل أنت مؤمنة؟ وقد يستمر معك أسبوعاً أو أسبوعين أو شهراً أو شهرين، وبعضهم سنين، ولكن اصبري على الرقية الشرعية.
فلن تطيب الحياة إلا بالعوده إلى الله والتمسك بدينه،الذى فيه سعادة الإنسان فى الدنيا والآخره (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا،فإذا هم مبصرون) (الأعراف:201)

فلنحرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقويم لأعمالنا ومراجعة وتصحيح لحياتنا.
أسأل الله أن ينفعك بهذه الكلمات وأن يهدي قلبك ،واسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى وأن يتوب علينا أجمعين أنه هو التواب الرحيم .



والله أعلم

بوراشد 12-09-2007 08:48 PM


الأخت الكريمة ..أماي...
حفظها الله وأهلها من كل مكروه

إن أختنا المشرفة القديرة علينا باليقين ...

اصابت وصدقت في نصائحها لكم ....
وهي لا تريد إلا الخير ونحن أيضا.... ونحن نقدر مرارة المعاناة التي تمرون بها ونقدر آلامكم ...ويعلم الله لدينا حالات صعبة من ذوينا.... ولكن هذا لا يبرر ابدا ان نقع في المخالفات الشرعية ونهوي في مزالق الاستعانة بالجن وهذا رابط للشيخ أبو البراء ارجو اطلاعكم عليه بعنوان :
( الاستعانة بالجن والشياطين بين المشروعية والمنع ) !!!
http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=3347

علماً بأنه قد نقل لي بعض الأخوة عدم صحة نسبة تجويز الاستعانة لا بن تيمية .

وبارك الله فيكم

بدر الدجى 12-09-2007 09:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوراشد (المشاركة 101962)
علماً بأنه قد نقل لي بعض الأخوة عدم صحة نسبة تجويز الاستعانة لا بن تيمية .


أخي الفاضل بوراشد إليك هذا المقال ربما يكون مفيدا

حكم الاستعانة بالجن والتحذير من كل ما يمس جانب التوحيد والرد على من نسب لشيخ الإسلام القول بجواز الاستعانة بالجن

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق من أجل عبادته كما قال تعالى في كتابه العزيز " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
والمقصود بالعبادة هنا أن نوحد الله بالعبادة . وتوحيد الله بالعبادة هو معنى قولنا لا إله إلا الله ، قال الله تعالى " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم "
والعروة الوثقى هي شهادة أن لا إله إلا الله . والذي يجب أن يعتقده كل مكلف أن الله سبحانه وتعالى ما خلقنا إلا لتوحيده وما أرسل الرسل إلا من أجل توحيده وما أنزل القرآن إلا من أجل توحيده لذلك قال العلماء القرآن كله توحيد .
وهذا المعنى الذي أشرنا إليه قد لفت النظر إليه كثير من العلماء . ومنهم مجدد دعوة التوحيد بحق الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فقد صدّر كتابه القيم " التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " بهذه الآية " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " . فإذا وحَّد العبد ربَه لم يبق عليه إلا الاستغفار كما قال تعالى " فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( مجموع الفتاوى 1/56) " فلا يزول فقر العبد وفاقته إلا بالتوحيد فإنه لابد له منه وإذا لم يحصل له لم يزل فقيراً محتاجاً معذباً في طلب مالم يحصل له والله تعالى لا يغفر أن يشرك به وإذا حصل مع التوحيد الإستغفار حصل له غناه وسعادته وزال عنه ما يعذبه ولا حول ولا قوة إلا بالله "
فأمْر التوحيد أمر عظيم ، لذلك نجد إن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كلها دعوة إلى التوحيد فهي في أولها دعوة إلى التوحيد وفي اثنائها دعوة إلى التوحيد وفي آخرها دعوة إلى التوحيد ، فكما في الصحيحين :" عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ *
وكما في صحيح البخاري :
عن ابْنَ عَبَّاسٍ قال لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ * والحديث أصله عند مسلم
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم حريصا على تعميق معاني التوحيد في نفوسهم منكرً كل ما يمس جانب التوحيد .
ففي مسند الإمام أحمد :
2430 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ * وهو في الأدب المفرد للبخاري (وانظر الصحيحة 137 ، 138)
ولأهمية الدعوة إلى التوحيد نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ختم دعوته بالتذكير بأمر التوحيد محذراً مما ينافيه من اتخاذ القبور مساجد كما حدث ذلك في مرض موته ففي صحيح البخاري :
1244 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنْ هِلَالٍ هُوَ الْوَزَّانُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا قَالَتْ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَبْرَزُوا قَبْرَهُ غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا *
وقد بلغنا أن هنالك أناساً من الذين تفرغوا للمعالجة من مس الجن وما إلى ذلك ، قد بلغ بهم الأمر إلى استخدام الجن في بعض أغراضهم الخاصة وسؤالهم عن أمور تخفى على السائل و يستعينون بهم في معالجة مرضى آخرين مصابين بالعين أو السحر أو المس .
فنقول مستعينين بالله تعالى ، رغم أن عملهم هذا في أصله - وهو التفرغ للمعالجة من مس الجن – لا شاهد له من عمل السلف الصالح ، فإن ما تلبس به من محذورات شرعية يوجب على دعاة التوحيد إنكاره والتحذير منه .
ورحم الله الإمام البربهاري فقد قال " و احذر صغار المحدثات من الأمور فان صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت ديناً يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم به أصحاب رسول الله أو أحد من العلماء فان وجدت فيه أثراً عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختار عليه شيئاً فتسقط في النار .ا.هـ
والآن قد حان وقت الشروع في بيان ما نحن بصدد التحذير منه :
أولاً ) حكم سؤال الجن وتصديقهم فيما يقولون :
لا يجوز سؤال الجن أو سؤال من يستعين بالجن من السحرة والكهنة والعرافين عن أمر غيبي ومن ثم تصديقهم فيما يخبرون به ، لأن هذا يقدح في توحيد الأسماء والصفات لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ومن فعل ذلك فقد كفر وخرج من الملة كما حكم بذلك من لا ينطق عن الهوى فقد جاء في مسند الإمام أحمد :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *
وقد سئل شيخنا العلامة الإمام عبد العزيز بن باز حفظه الله عن هذا الكفر فقال هو كفر مخرج من الملة . (انظر شرح كتاب التوحيد " أشرطة ")
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/62) " وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للمسئول فهو حرام "
ثانياً ) حكم سؤال الجن ولو لم يصدقهم السائل لغرض الاختبار أو غيره :
لا يجوز سؤال الجن أو سؤال من يستعين بالجن من السحرة والكهنة والعرافين ولو لم يتحقق التصديق لهم لأن ذلك ذريعة إلى الشرك وقد حرص الشرع على سد أبواب الشرك والتحذير من كل ما يمس جانب التوحيد و باب سد الذرائع من الأبواب التي أقرها الشارع وعمل به العلماء كما قال تعالى ** ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ** (الأنعام108)
وقد جاء في صحيح مسلم :
عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً *
وقد جاء في بعض المصادر زيادة فصدقه في هذا الحديث وهو خطأ قد نبه عليه صاحب كتاب تيسير الغزيز الحميد الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع (انظرص406)
وقد ذكر الشارع حكمين لمن أتى كاهناً فسأله فدل ذلك على أن الأمر متعلق بالتصديق أو عدمه فإذا حصل التصديق كان ذلك كفراً وإذا لم يحصل التصديق كان ذلك محرماً وهو ذنب دون الكفر والله أعلم .
وبذلك يظهر لك أن الأثر المنقول عن أبي موسى رضي الله عنه لا حجة فيه على فرض صحته وهو أمر مستبعد فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله " وروي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه أبطأ عليه خبر عمر رضي الله عنه وكان هناك امرأة لها قرين من الجن فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة "
وعلى كل حال فليس في الأثر إخبار عن الغيب بل عن أمر واقع فهو يقول ترك عمر يسم إبل الصدقة وهذا ظاهر . وأما إن كان السؤال لمصلحة دينية ولم يكن يعلم السائل أن المسئول من الكهنة أو العارفين فيجوز بهذا القيد ، لأن النهي جاء في إتيان الكهنة والعارفين وسؤالهم مهما كان القصد .
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/62) " وأما إن كان يسأل المسئول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز كما ثبت في الصحيحين :
" أن النبي سأل ابن صياد فقال ما يأتيك قَالَ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ما ترى قال : أرى عرشاً على الماء قال : إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا قَالَ الدُّخُّ الدُّخُّ قَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فإنما أنت من إخوان الكهان " أ.هـ

قلت والحديث فيه ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أنه كاهن بل كان يغلب على ظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه الدجال ففي صحيح البخاري :
5707 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَرَضَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ مَاذَا تَرَى قَالَ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا قَالَ هُوَ الدُّخُّ قَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ يَكُنْ هُوَ لَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ قَالَ سَالِمٌ فَسَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ أَيْ صَافِ وَهُوَ اسْمُهُ هَذَا مُحَمَّدٌ فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ قَالَ سَالِمٌ قَالَ عَبْدُاللَّهِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ *
ثالثاً ) حكم استعمال الجن لقضاء بعض الأمور المباحة :
كما هو معلوم أن الجن أمة أعطاها الله من الأمور الخارقة للعادة ما تتفوق به على جنس الإنسان ولذلك لا يمكن لأحد من البشر أن يسخِّر الجن لخدمته إلا إذا قدم لهم شيئاً مقابل هذه الخدمة فإن المشاهد بين الناس اليوم أن الأخ لا يخدم أخاه إلا لمصلحة في الغالب ، هذا والخير في الناس أعظم مما هو في الجن .
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/41) " والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعي ولهم أحياناً مكاشفات ولهم تأثيرات يأوون كثيراً إلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاة فيها لأن الشياطين تتنزل عليهم بها وتخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الأصنام وتكلم عابدي الأصنام وتعينهم في بعض المطالب كما تعين السحرة وكما تعين عباد الأصنام وعباد الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها ******ة الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم إما قتل بعض أعدائهم أو إمراضه وإما جلب بعض من يهوونه وإما إحضار بعض المال ولكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والذين يستخدمون الجن بهذه الأمور يزعم كثير منهم أن سليمان كان يستخدم الجن بها فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب سحر وكفر وجعلتها تحت كرسيه وقالوا كان سليمان يستخدم الجن بهذه فطعن طائفة من أهل الكتاب في سليمان بهذا وآخرون قالوا: لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر "
فانظر إلى قوله رحمه الله تخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان فلم يسميهم كهاناً و هذا الوصف الذي شابهوا به الكهان ينطبق تماماً على هؤلاء الذين نحن بصدد التحذير من فعلهم من سؤال الجن و الاستعانه بهم . وانظر إلى قوله رحمه الله فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر فجعل فعلهم هذا ضرباً من عمل السحر .
وهؤلاء الذين يستعملون الجن في قضاء حوائجهم ثلاثة أصناف :
صنف لا يطلبون ذلك من الجن وإنما الجن هي التي تعرض عليهم ذلك فهؤلاء هم المعنيين في كلام شيخ الإسلام السابق .
وصنف هم الذين يطلبون ذلك من الجن فهؤلاء يلحقهم ما يلحق الصنف الأول من المحاذير بالإضافة إلى ما يلي :
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 1/181) " وسؤال الخلق في الأصل محرم لكنه أبيح للضرورة " واحتج على ذلك بأدلة كثيرة منها الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده :
2537 حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا غُلَامُ إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ وَإِذَا سَأَلْتَ فَلْتَسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ *
وكذلك ما جاء في صحيح مسلم :
1729 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ سَلَمَةُ حَدَّثَنَا وَقَالَ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الْأَمِينُ أَمَّا هُوَ فَحَبِيبٌ إِلَيَّ وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ قَالَ عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ *
فهذه الأدلة تدل على كراهة سؤال الإنسي القادر الحاضر فإذا ضم هذا إلى ما سبق ذكره في الصنف الأول ظهر وجه التحريم ولو من باب سد الذرائع فإن الشريعة قد جاءت بأحكام من أجل حفظ جانب التوحيد وقد ذكرها العلماء في باب حفظ جانب التوحيد قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد الذي هو حق الله على العبيد : باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك . ومن جملة تلك الأحكام النهي عن النذر ففي صحيح مسلم :
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ النَّذْرِ وَقَالَ إِنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ *

قال القاضي عياض (شرح النووي 11/99) " يحتمل أن النهي لكونه قد يظن بعض الجهلة أن النذر يرد القدر ويمنع من حصول المقدر فنهى عنه خوفاً من جاهل يعتقد ذلك "
قال النووي وسياق الحديث يؤيد هذا والله أعلم .
وكذلك ما جاء من النهي عن الاستسقاء بالأنواء ففي صحيح مسلم :
عن أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ وَقَالَ النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ *
وليس المقصود بالاستسقاء بالنجوم أن يعتقد أن المنزل للمطر هو النجم فهذا حتى المشركين لم يكونوا يعتقدوه كما ذكر ذلك الشيخ سليمان في شرحه لكتاب التوحيد لقوله تعالى ** ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن الله** ، بل المقصود أن ينسب إنزال المطر إلى النجم مع اعتقاده أن الله تعالى هو الفاعل إلا أنه سبحانه وتعالى أجرى العادة بوجود المطر عند ظهور ذلك النجم . وهذا قد يظهر لبعض الناس أنه لا محذور فيه ولذلك نقل الشارح رحمه الله أن فيه خلافاً في مذهب أحمد وصرح أصحاب الشافعي بجوازه قال الشارح رحمه الله " والصحيح أنه محرم لأنه من الشرك الخفي وهو الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه من أمر الجاهليه ونفاه وأبطله وهو الذي كان يزعم المشركون ، ولم يزل موجوداً في هذه الأمة إلى اليوم وأيضاً فإن هذا من النبي صلى الله عليه وسلم حماية لجانب التوحيد وسداً لذرائع الشرك " (تيسير العزيز الحميد 455)
وباب سد الذرائع باب عظيم لا يفقهه إلا من وفقه الله فإن من القواعد التي اعتمدها العلماء في بيان الحلال والحرام من غير النصوص هي قاعدة سد الذرائع فما كان ذريعة أو وسيلة لحرام فهو حرام وما كان ذريعة أو وسيلة لواجب فهو واجب واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة منها قوله تعالى ** ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ** (الأنعام108) . وكذلك ما جاء في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ‏اللَّهُ عَنْهُا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ ‏وَسَلَّمَ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ ‏وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا أَلَمْ تَرَيْ أن قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إلا تَرُدُّهَا عَلَى قَواعدِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ‏اللَّهُ عَنْهُ لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ‏اللَّهُ عَنْهَا سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ ‏وَسَلَّمَ مَا أُرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْ هِ‏وَسَلَّمَ تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ إلا أن الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ * . وكذلك ما جاء في السنة العملية كما جاء في السنن وفي مسند الإمام أحمد :
6700 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حَبِيبٍ عَنْ قَيْصَرَ التُّجِيبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ ‏وَسَلَّمَ فَجَاءَ شَابٌّ فَقالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ لَا فَجَاءَ شَيْخٌ فَقَالَ أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَنَظَرَ بَعْضُنَا إلى بَعْضٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ ‏وَسَلَّمَ قَدْ عَلِمْتُ لِمَ نَظَرَ بَعْضُكُمْ إلَى بَعْضٍ إن الشَّيْخَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ *
قال الترمذي :
727 حَدَّثَنَا هَنَّادٌ وَقُتَيْبَةُ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَائِشَةَ أن النَّبِيَّ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ‏وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ فِي شَهْرِ الصَّوْمِ قَالَ وَفِي الْبَاب عَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَحَفْصَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَاخْتَلَفَ أهل الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ‏ وسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ فِي الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ فَرَخَّصَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ‏ وَسَلَّمَ فِي الْقُبْلَةِ لِلشَّيْخِ وَلَمْ يُرَخِّصُوا لِلشَّابِّ مَخَافَةَ أن لَا يَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ *
وأما الصنف الثالث فهم الذين يسخِّرون الجن لخدمتهم بالقوة فهو يطلب الشيء منهم من باب طلب الأعلى من الأدنى فهو طلب أمر لا طلب ترجي و مثل هذا الصنف مثل ما كان يقع من سليمان عليه السلام ولا فائدة من الكلام عن هذا الصنف لأن أمرهم قد انتهى . وهذا الصنف لا يتطرق إليهم ما قاله شيخ الإسلام أن كل سائل راغب وراهب فهو عابد للمسؤول ( مجموع الفتاوى 10/ 239)
وعلى هذا يحمل كلام شيخ الإسلام كما نقله الشيخ السعدي في طريق الوصول (ص134) قال " واستخدام الإنس للجن مثل استخدام الإنس للإنس منهم من يستخدمهم في المحرمات ومنهم من يستخدمهم في المباحات ومنهم من يستعملهم في طاعة الله ورسوله "
والذي يظهر لي أن هذا النص هو عمدة كثير ممن وقع أو أفتى أو تأول كلام العلماء في هذه المسألة وقد أبنت لك على ماذا يحمل والله أعلم .

وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها ؛ لأن الاستعانة بالجن شرك ، قال تعالى : " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن : 6 ، وقال تعالى : " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " الأنعام 128 ، ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم ، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون ، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس ؛ وقد يكذبون فإنهم لا يُؤمَنون ، ولا يجوز تصديقهم . والله أعلم.

وكتبه :أبو رائد المالكي – مكة – الزاهر الجمعة 25/5/1418هـ


amie 13-09-2007 10:10 AM

بارك الله فيكم لكن ما قاله ابو راشد هو ما ذكره لنا الراقي و هو ما نسب لابن تيمية و ربما لم يصل الراقي انه نفي نسبة ذلك اليه
ثانيا كان هذا اخر راقي يقبل مساعدتها و لكن بعد المحاولة الاخيرة هو ايضا انسحب عندما لم يحدث اي تغيير بحالتها اذن فلا رقية و لا اي شيء
و بارك الله فيك علينا باليقين و بوراشد و بدر الدجى

بوراشد 13-09-2007 03:34 PM

على كل حال...أقترح عليكم الاتصال بالشيخ أبو البراء ...ولن يتواني في خدمتكم أو توجيه الإرشادات المناسبة لكم ، بإذن الله ، وأبشروا بأن مع العسر سرا ، وتفاءلوا بالخير تجدوه .


الساعة الآن 07:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com