منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ( && الأخت [ مها ] تقول : إن تلبس الجان بالإنسان هرطقات وخزعبلات && ) !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=193)

أبو البراء 03-09-2004 10:23 AM

( && الأخت [ مها ] تقول : إن تلبس الجان بالإنسان هرطقات وخزعبلات && ) !!!
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

وصلني عبر ( سجل الزوار ) خطاب من أخت تحت مسمى ( مها ) ، وقد قرأت الخطاب فوجدته يحتوي على مضمون عام يقول بأن تلبس الجان للإنسان خزعبلات وهرطقات ، وكأنما أصبح هذا الدين يؤخذ من فلان أو علان ، ليس ذلك فحسب إنما ذهبت الأخت إلى أبعد من ذلك فاتهمتنا في عقيدتنا وديننا ، ومن هنا فقد حذفت الموضوع ، وكلكم يعلم أن منهجي لا يقوم على تنميق الكلمات ، وترتيب المصطلحات التي أستطيع من خلالها أن أصل إلى القلوب والعقول ، إنما منهجي يقوم على الاستشهاد بالأدلة النقلية الصريحة الصحيحة لإيصال الحق لمن أراد الحق ، وكان الأجدر بأختنا الفاضلة – وفقها الله لكل خير – أن تسأل وتستفسر عن هذه المسألة إن كانت لا تعلم وهذا الذي يغلب على ظني ، وبناء على إجابتي تستطيع أن تبدي رأيها بعد ذلك ، المهم أن الأخت الفاضلة أعادت الكتابة ، والمشكلة أنها تلقي التهم ثم تبحث عن النقاش ، ومن هنا فإني أقدم لها الناحية الشرعية التأصيلية لهذه المسألة ، مع بعض الوقفات العامة التي تختص بالأخت - هداها الله لكل خير - :

أولاً : الأخت الفاضلة اعتمدت في اتهامها على القصص التي قرأتها في موقعي الرئيسي ( ruqya.net ) تحت عنوان ( قصص واقعية من حياتي العملية ) ، وأحب أن أبين للأخت الفاضلة أن القصص التي ذكرتها هيَّ للإستئناس ، وليس لتقرير المسألة من الناحية الشرعية ، ولو أن الأخت هداها الله قامت بتصفح شامل للموقع لعلمت أني قد ضمنته كافة الأدلة النقلية الصريحة الصحيحة على الأمراض الروحية بشكل عام ، والاقتران الشيطاني بشكل خاص ، وكافة القصص المذكورة حصلت معي شخصياً باستثناء بعض تلك القصص التي ذكرها أهل العلم في كتبهم 0

ثانياً : طالب العلم أو الباحث عن الحق ، لا يقرر في مسألة من الناحية الشرعية إلا بعد أن يستوفي البحث والتحقيق الشرعي العلمي التأصيلي ، ومن ذلك الأدلة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً ، ليقف على خلاصة بحث المسألة ، أما القذف واتهام الناس في عقائدهم ودينهم فهذا لا يصدر إلا من جاهل متعالم ، لا يفرق بين الركن والواجب 0

ثالثاً : وأقدم لأختي الفاضلة ( مها ) بحثاً مفصلاً حول هذا الموضوع في ردي على الدكتور ( جمال أبو حسان ) الدكتور في جامعة الزرقاء الأهلية ، وتجد ذلك على الرابط التالي :

http://www.gesah.net/vb/vb/showthread.php?threadid=7508

رابعاً : لا ينكر أن بعض أهل العلم قد ذكر نحو ما ذكرت الأخت الفاضلة ( مها ) ولكن أثبات علماء الأمة على تأكيد هذه المسألة وأنها حق وصدق ، وهذا ما تأكد لي ولغيري من ثقات المعالجين من خلال التجربة والخبرة العملية في هذا النطاق 0

كما أنني أركز على النقاط الهامة التي أرى أن تقرأها أختي الفاضلة ( مها ) بتمعن لأهميتها وهيَّ على النحو التالي :

أولا : إن مسألة صرع الجن للإنس من المسائل المقررة عند علماء أهل السنة والجماعة ، وقد نقل غير واحد من أثبات أهل العلم اتفاق أهل السنة عليها ، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر : ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى ( 19 / 9 ، 32 ، 65 - 24 / 277 ) ، وابن القيم في " زاد المعاد ( 4 / 66 ، 67 ) و " بدائع التفسير " ( 5 / 435 ، 436 ) و " وإغاثة اللهفان " ( 1 / 132 ) و " الطب النبوي " ( ص 68 – 69 ) ، وابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " ( 1 / 334 – 2 / 267 ) ، والطبري في " جامع البيان في تأويل القرآن " ( 3 / 102 ) ، والقرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " ( 3 / 230 ، 355 ) ، والألوسي في " روح المعاني " ( 2 / 49 ) ، والقاسمي في " محاسن التأويل " ( 3 / 701 ) ، وابن عاشور في " تفسير التحرير والتنوير "( 3 / 82 ) ، والفخر الرازي في " التفسير الكبير( 7 / 89 ) ، ومحمد رشيد رضا في " تفسير المنار " ( 8 / 366 ) ، والحافظ بن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 342 – 10 / 115 ، 628 ) ، والنووي في " صحيح مسلم بشرح النووي"( 1 ، 2 ، 3 / 477 – 13،14،15 / 331 – 16،17،18 / 102 ، 415 ) ، والشبلي في " آكام الجان " ( ص 114 – 115 ) ، وعبدالله بن حميد في " الرسائل الحسان في نصائح الإخوان " ( ص 42 ) ، والشوكاني في " نيل الأوطار " ( 8 / 203 ) ، وابن حزم الظاهري في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " ( 5 / 14 ) ، وبرهان الدين البقاعي في " نظم الدرر " ( 4 / 112 ) ، ومحمد الحامد الحموي في " ردود على أباطيل " ( 2 / 135 ) ، وابن الأثير في " النهاية في غريب الحديث " ( 2 / 8 ) ، والذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 590 – 591 ) ، وابن منظور في " لسان العرب " ( 9 / 225 ) ، والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة ( حديث 2918 ، 2988 ) ، والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – في رسالة مشهورة ومتداولة ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين في " مجموع الفتاوى " ( 1 / 156 – 157 ، 299 ) ، والشيخ أبو بكر الجزائري في " عقيدة المؤمن " ( ص 230 ) ، والشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – في " العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة " ( ص 23 ) 0

وأذكر في سياق هذه المسألة كلاماً جميلاً لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث سئل عن حقيقة وأدلة أن الجن يدخلون الإنس ، فتراه يضع النقاط على الحروف ويجيب – حفظه الله – بالآتي :

( نعم هناك دليل من الكتاب والسنة ، على أن الجن يدخلون الإنس ، فمن القرآن قوله – تعالى - : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) قال ابن كثير - رحمه الله - : " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ، وتخبط الشيطان له " 0 ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) 0
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة : " إنهم – أي أهل السنة – يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع " 0 واستدل بالآية السابقة 0
وقال عبدالله بن الإمام أحمد : " قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه )0
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي ، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " : اخرج عدو الله ، اخرج عدو الله " ، وفي بعض ألفاظه : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0
فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة ، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف ، والواقع يشهد به ، ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك ) ( مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين - 1 / 293 ، 294 ) 0

ثانيا : الأدلة النقلية في هذه المسألة متعددة ، فظاهر القرآن ، وصريح السنة الصحيحة يؤكدان حصول ذلك ، وكذلك آثار السلف الصالح ، وقد تم إيضاح ذلك سابقا 0

ثالثا : لم ينقل الخلاف في هذه المسألة إلا عن بعض أفراد الرافضة والمعتزلة ، أو من تأثر بعقيدتهم ومنهجهم من المنتسبين إلى أهل السنة ، وهم ندرة 0

رابعا : يلاحظ من كافة النقولات المذكورة آنفا خاصة ما نقله صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " هو تحكيم العقل في تقرير المسائل وإصدار الحكم عليها ، ولا يخفى على كل مسلم أن هذا الاتجاه يخص أصحاب المدرسة العقلية " الإصلاحية " ، ومن روادها جمال الدين الأفغاني ومحمود شلتوت ومحمد عبده 0

ولا ينكر مسلم قط أهمية العقل بالنسبة للإنسان ، فالحق جل وعلا خاطب العقل في كثير من الآيات المحكمات ، إلا أنه لا يجوز مطلقاً أن يترفع الإنسان بعقله فوق الأمور المادية المحسوسة ليخوض في قضايا غيبية لم ولن يصل إليها وإلى طبيعتها وكنهها مهما بلغ من العلم والمعرفة ، فقضايا الغيب تقرر من خلال النصوص النقلية الصحيحة ، وليس لأحد كائن من كان أن يدلو بدلوه في هذه المسائل دون الدليل النقلي الذي يؤكد ذلك ، والعقل الصريح لا ينكر أيا من مسائل الصرع والسحر والعين ، بل يدل على إمكانية وقوعها وحدوثها فعلاً 0

خامسا : أما أن يقال بأن " الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر " فهو كلام باطل ، فالعلاقة بين الجن والإنس علاقة قد تؤثر فيها الماديات لكلا الطرفين ، والأدلة والشواهد من السنة الصحيحة تؤكد ذلك ، فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك – أي الابعاد والطرد - بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( صحيح الجامع 2108 ) ، وفي رواية : ( فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه ) 0

يقول الإمام الماوردي في كتابه " أعلام النبوة " في معرض الحديث عن الجن والشياطين ، رادّاً على من أنكر خلق الجن 0 وقد بنى ردّه على شيئين : البرهان النقلي والبرهان العقّلي لمن لم يؤمن بالنصوص الشرعية ، وهو بحث قيم حرصت على ذكره لارتباطه بهذه الجزئية ، قال - رحمه الله - : ( الجن من العالم الناطق المميز ، يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون ، وأشخاصهم محجوبة عن الأبصار وإن تميزوا بأفعال وآثار 0 إلا أن يختص الله برؤيتهم من يشاء ، وإنما عرفهم الإنس من الكتب الإلهية ، وما تخيلوه من آثارهم الخفية ) ( نقلاً عن كتاب " حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة " للمؤلف الأستاذ " محمد علي حمد السيدابي " – ص 12 ) 0

ومن هنا فإن علماء الأمة يقررون الآثار المادية بين عالم الإنس وعالم الجن ، وبالتالي فإن علاقة الجان بالإنسان قد تتعدى الدخول والتلبس ؛ لتصل إلى الإيذاء ، والمس ، والصرع ، والخطف ، والقتل ، وغيره ، لا سيما أن التجربة تعضد ذلك ، وهي خير شاهد عليه 0

يقول الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( الاتصال بين الجن والإنس اتصال من نوع خاص ، يختلف فيه عن الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان ، بل هو اتصال يناسب طبيعة كل منهما ، وفي الحدود التي رسمتها سنن الله تعالى وقوانينه الكونية والشرعية 0 والجن موجودون في كل مكان يكون فيه إنس ، ضرورة أن يكون لكل إنسي شيطاناً وهو قرينه من الجن كما ورد في الحديث ، وهم على هذا يحضرون جميع أحواله وتصرفاته ، لا يفارقونه إلا أن يحجزهم ذكر الله تعالى 0
والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254 ) 0

سادسا : ليس مع المنكرين لتلك المسائل سواء كانت متعلقة بالصرع أو السحر أو العين ، سوى شبهات عقلية واهية ، وحجج نظرية متهاوية ، وإذا أمعنت النظر في أحد الكتب التي تطرقت لهذا البحث وهو كتاب " الأسطورة التي هوت " للكاتب حسان عبدالمنان لا تجد منطلقاً ومنهجاً صحيحاً في الحكم على الأحاديث ، ولا تجد اتباع مسلك العلماء في النقد والتجريح ، ومن ذلك قوله : ( أن تكون النصوص الحديثية ضعيفة ضعفاً لا يقبل معه الاحتجاج بها ، ولا تصلح بمجموعها أن تتقوى ، لأن أغلبها شديد الضعف واضح النكارة في بعض رواتها ، ولأن قسماً منها نشأ من خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها ) 0
ولو تتبعت المنقول في هذا الكتاب – أعني الأسطورة - لوجدت قصصاً صيغت بأسلوب يثبت للقارئ ، بأن موضوع الصرع وما يدور في فلكه من أمور أخرى ، هي عبارة عن أوهام وخرافات وأساطير ، ولا أشك مطلقا بأن من استشهد بهم الكاتب من معالجين على أصناف ثلاثة : الأول : صنف نسجه الكاتب من وهمه ومخيلته ، والثاني : جاهل لا يفرق بين أساسيات الرقية الشرعية كحال كثير من المعالجين اليوم ، والثالث : صنف أغوته الجن والشياطين ولبّست عليه في عقله وقلبه ، حتى أصبح لا يدرك ما يقول ، بل وصل به الأمر فتجرأ على علماء الأمة وأفذاذها ، كحال صاحبنا هذا ، وانظر إلى ما يقول : ( وأكثر العلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليد لمن سبقهم ، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ما أجمع جمهورهم عليه ) 0
وقال : ( وذهب جمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع ، والمعنى : لا يقومون إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0
والواقع أن هذا التفسير بعيد ، ولا يعرف المس بهذا المعنى !!
ولو استقرأنا ما ورد في كتاب الله تعالى من المس ، لما وجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسن غيرها كما في آيات كثيرة ، ويقول أيضاً : ( ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراً قوياً إلا في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصص المذكورة في الأحاديث غير الصحيحة والأحداث الواردة عند بعض السلف ، والتي لم تثبت صحتها ) ، وقوله أيضاً : ( يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم ، أو بصب ماء حار ، أو بقتلٍ ونحو ذلك ، دون أن يشعروا ، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00 ثم يقول : وهذا مردود لأسباب ، منها : أن لا دليل على تأذي الجن من ذلك ، ومنها أن الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر ) 0

سابعا : ومن لم توجد لديه القناعة في إثبات تلك المسائل ، فله الحق في التوقف في إثباتها حتى يتبين له الحق ، أما اللجوء إلى أسلوب الإنكار والنفي وتجاوز ذلك لحد عدم إثبات ذلك للإسلام أو نفيه مطلقاً ، فهذا لا يجوز قطعاً ، وليس في الشرع ما ينفي هذا الأمر أو يرده 0

ثامنا : أما مسألة كلام الجني الصارع على لسان المصروع فلم أقف على دليل شرعي معتبر يثبت وقوع كلام الجني على لسان الإنسي ، وإن لم أر ما ينفيه لا عقلا ، ولا نقلا ، وقد ورد ذلك عن بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، ولكن لا بد أن يضبط الأمر بما تقتضيه المصلحة الشرعية وفق القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) ، مع مراعاة الأمور الهامة التالية :-

1)- عدم الخوض في الأمور التي لا فائدة من ورائها 0
2)- التركيز على الجانب الدعوي بالنسبة للجن وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم 0

ومن هنا يتضح جليا جواز الخوض في بعض الأمور المتعلقة بالعلاج والتي تهم المعالِج وترفع الظلم عن المريض ، شريطة أن يكون المعالِج على قدر من العلم الشرعي بحيث يوازي بين المصالح والمفاسد ولا يؤدي مثل ذلك الحوار إلى أية مفاسد أو أضرار شرعية ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة هذه المسألة في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( الحوار مع الجن والشياطين ) 0

تاسعا : الرقى الشرعية الثابتة هي قراءة القرآن المجملة بعموم نصوصه ، أو المفصلة بالآيات والسور الوارد فضلها في السنة المشرفة وآثار السلف الصالح ، أو الأدعية والتعاويذ المأثورة 0

عاشرا : لجأ كثير من المعالجين بالرقية الشرعية إلى إضافة أمور كثيرة متعددة ، ومن هذه الأمور ما له أصل في الشريعة أو مستند لبعض علماء الأمة الأجلاء ، إلا أنه استخدم بطريقة خاطئة وغير صحيحة ومن تلك الأمور تخصيص قراءة آيات معينة وبكيفيات مختلفة أو الضرب والخنق وحوار الجن والشياطين ونحو ذلك من أمور أخرى ، ومنها ما ليس له أصل في الشريعة ولا يوجد له مستند قولي أو فعلي لعلماء الأمة ، ومن ذلك ما ذكرته مفصلاً في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، كل ذلك أدى من قبل البعض لإنكار هذه التزايدات – وهذا حق - ، ولكن أداه ذلك إلى إنكار أصل المسألة – بغير حق - ! 0

حادي عشر : إن العلوم الطبية قديمها وحديثها ليس فيها ما ينفي – من الناحية العلمية المحضة – إمكانية وقوع التلبس أو المس أو الصرع ، بل على العكس من ذلك تماماً فقد أكد علماء الغرب والمتخصصين في مجالات الطب المتنوعة إمكانية حصول ذلك ، وبإمكان القارئ الكريم العودة إلى المبحث التاسع من كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( موقف الأطباء في العصر الحديث ) ليعلم حقيقة ذلك ، وليس مع الفئة التي أنكرت هذه المسائل إلا النفي المجرد ، وهذا باطل !! ، وأما المثبتون : فلعموم الأدلة الشرعية ، ولوقائع التجربة ، والحس ، والمشاهدة 0

ثاني عشر : لا ينكر مطلقاً ورود مرويات ضعيفة وواهية في ذكر الصرع والمس والسحر والعين ؛ وهذا لا يؤثر بأي حال من الأحوال على الأحاديث الصحيحة والحسنة ، وهذا ما قرره أهل العلم ( المتجردون ) المتبحرون في العلم الشرعي ، وقد ذكرت كثير منهم في البند الأول من هذه الفقرة 0

هذا ما تيسر لي أختي الفاضلة ( مها ) فأرجو أن تقرئي ما كتبت وأن تعلمي أخية أن الدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين ، وأحيلك أختي المكرمة إلى كتابي بعنوان ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) ، وكذلك أحيلك لكتاب الشيخ علي بن حسن عبدالحميد بعنوان ( منهج الشرع في إثبات المس والصرع ) ففيها كثير من الأدلة والحقائق التي قد تخفى عليك ، وقد تكونين قرأتِ قصة الطبيبة الاستشارية التي كانت تتحدث بمنطق كمنطقك ، ولكنها بعد الابتلاء تحول الأمر بالنسبة لها بالكلية ، وعادت إلى الحق وأهله لأنها جربت فرأت وعرفت أن تلك الأمراض –أعني الأمراض الروحية – هيَّ حق وصدق ، واعذريني فسوف أقوم بحذف الموضوع مرة أخرى لأن مكانه ليس مكان نقاش ، وبإمكانك أختي الفاضلة أن تعطي رأيك بعد كل ما ذكر ، وقد أعطيتك كل ما في جعبتي بخصوص كل ما يتعلق بهذه المسألة من الناحية الشرعية ، فإن أردت البحث والنقاش فسوف يكون ذلك في المنتدى وتحت هذا العنوان 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:23 AM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، ثم أما بعد ،،،

قامت الأخت المذكورة بكتابة رد منمق فقرأته وضحكت ، وبدأت أشك في عقيدة هذه المرأة ، وحيث أنني اتبع أسلوباً شرعياًَ تأصيلياً في بحثي لكافة المسائل الشرعية فقمت بحذف ما كتبت ، وليعذرني الإخوة على ذلك ، لأن الشرع أصبح في عُرف ونظر المذكورة ما قاله الدكتو القرضاوي والنابلسي وحسان ، والأطباء النفسيين ، يا سبحان الله العظيم : أقول لها قال الله وقال رسوله ، تقول : قال القرضاوي وقال غيره ، وهذا الكلام ليس قدحاً في الشيخ القرضاوي وغيره ، إنما الحق كل الحق في كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0

على كل حال بدأت الأخت الفاضلة الموضوع بعنوان ( لا زلتُ عند رأيي ) ، بعد كل ما قدمته لها من أدلة وبراهين ومعلومات وإيضاحات ، وحقيقة فقد قرأت فيما كتبت الأخت الفاضلة العجب العجاب ، وسوف أوافيكم برد شرعي تأصيلي تفصيلي على كل ما ورد في ردها ، والذي آثرت أن يُقرأ من قبلكم لبعده عن الدين والشرع كبعد السماء عن الأرض 0

وأعجب ما في الأمر استشهادها بآيات من كتاب الله عز وجل في غير موضعها ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث وقعت العنوان بحديث ضعيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( البر لا يبلا, والذنب لا ينسى , والديّان لا يموت , افعل ما شئت , كما تدين تُدان ) ( الحديث عن أبي قلابة مرسلاً ، وقد ذكره السيوطي في " جمع الجوامع " – برقم 20290 ، والهندي في " كنز العمال " – برقم 43672 ، 43724 ، وعبدالرزاق في مصنفه – يرقم 2262 ، وأبو حنيفة في مسنده – برقم 163 ، وذكر في جامع مسانيد أبو حنيفة – 1 / 99 ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " – برقم 79 ، والعجلوني في " كشف الخفاء " – 1 / 336 ، 2 / 183 ، وقال الألباني حديث ضعيف - أنظر ضعيف الجامع 2369 ، السلسلة الضعيفة 1576) 0

وأعتقد أن المذكورة بحثت المسألة بما يراه عقلها وليس بما يراه الشرع ، وقد نَظرت للأمر كما ذهب إليه أصحاب المدرسة العقلية الإصلاحية ممن أصابهم لوثة عقل ، بحيث أنكروا هذا الأمر من أساسه ، وقد تقولين بأن هذا ليس عدلاً بأن يحذف الموضوع وهذا استبداد في الرأي من قبلكم ، أقول لك : نعم ولا تثريب على ما كتبت ، لأنك لم تكتبي بالحق وللحق ، ومن هنا كان لا بد أن يقطع دابر أمر تريدين النقاش فيه وهو أمر محسوم لدى أثبات عقيدة أهل السنة والجماعة ، فهل نصدقك أم نصدق الكتاب والسنة والأثر 0

أعتقد أن الخلل لديك في المعتقد ، فعودي لرشدك وصوابك ، واعلمي أن الحق أحق أن يتبع ، وهذا الدين لا يؤخذ من الرجال ، بل يؤخذ من منابعه الأصلية ، فهلا وعيت وراعيت هذا الأمر ، أشك في ذلك ، لأنك لا زلت عند رأيك بعد كل الأدلة والبراهين 0

وأنا إذ اعتذر للأخ الحبيب ( عمر السلفيون ) على حذفي لمداخلة المذكورة ، وما كان ذلك إلا بسبب حرصي على المنهجية التي نتبعها في هذا المنتدى الطيب ، وتأكد يا أخي عمر بأن الذي لا يقبل ما في كتاب الله ولا ما في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لن يقبل من عمر ولا من غيره بأي حال من الأحوال ، وقد تعمدت حذف الموضوع لما ذكر به من روابط قد تبلبل الفكر عند الإخوة والأخوات ، وكأنما أصبح فكر هؤلاء يمثل عقيدة ومنهجاً لنا ، ويكفينا في هذا كل ما ذكرته في المسألة من أدلة وبراهين ، واعتقد اعتقاداً جازماً بأن الأخت لا تبحث عن الحق بل تريد الجدال العقيم الذي لا نريده ونخالفه ، ولا ندعو إليه 0

وانتظري التفصيل في كل ما ذكرت ، واعتقد أنك لم توفقي في الرد العلمي ، وهذا بسبب طحالة المادة الشرعية التي تملكين بحيث أنك لم تعرفي بعد تفسير الآيات حسب مراتب التفسير ( تفسير القرآن بالقرآن ، تفسير القرآن بالسنة ، تفسير القرآن بالأثر ، وتفسير القرآن بالرأي ) وكما وردت عن علماء التفسير وإنزال الآيات في مواضعها ، وليس كما تفسرينها أنت – هداك الله للحق - ، وليتقبل القراء الأعزاء تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ساسين المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:24 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أشكر شيخنا الفاضل على توضيحه المؤصل وأرجو أن يسمح لي بمناقشة الأخت الفاضلة نقطة بنقطة إذا كانت طالبة للحق مرجعها الكتاب والسنة لا تقليد الأشخاص وتبني الآراء التي تميل لها بعض الأنفس لموافقتها الهوى غالبا .

أهلا بالأخت طالبة الحق إن شاء الله .
بداية يا أختي الكريمة …
لا أعتقد بأني أخالفك أو الشيخ أبو البراء حفظه الله في كل ما تفضلت به وربما يوجد بعض الملاحظات أو التوضيحات التي يجب أن تقاس بميزان الشرع ولا مكان للعقل في الأمور الغيبية فكوننا مسلمون نقول سمعنا وأطعنا فلعلنا ندرك الحكمة أو لا ندركها ولكن الحكم العام أن نقول سمعنا واطعنا .
لعلك أيتها الفاضلة تقولين بقول المعتزلة فإن أردت الخوض بكل أثر ثابت في الكتاب والسنة فأنا على استعداد له بعد إذن شيخنا أبو البراء .
لا شك أن أكثر ما تدندنين حوله متفقين عليه بمجمله ربما يتم التحاور بشأنه وبإسهاب لاحقا على أن نتفق بداية حول مسألة التلبس من عدمه فقد ناقضت نفسك أيتها الفاضلة فمرة تثبتيه ومرة تنفيه ومن فمك تداني
ومن ثم أن تقولين أن المستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فليس للشيطان عليه سلطان وهذا حق ولكن ؟؟؟
ألم تخصصيه للمؤمنين ؟؟.
يعني من لا يستعيذ فهو إنسان معرض للمس بناء على قاعدتك وهذا حق !!!
لكن أود رأيك كم من هذه الأمة هو بغفلة عن ذكر الله وعن أصل التوحيد أليسوا معرضين ؟؟؟
إذا قلت نعم نقول عن هذا الصنف نتكلم ( الصنف الغافل ومتبع الهوى والمنحرف عن هدي القرآن ) .
-----------------------------

قلتِ

أنا ككل المسلمين، أؤمن بوجود عالم الجن، وتأثيرهم على ضعاف الإيمان ممن يسلمون
.بقدرة الجن على مس الإنسان بالضرر،
ولكن ليس لهم سلطان على المؤمنين الحق،


بيت القصيد، وأكثر ما يهمني من كل هذا النقاش، هو أنه ولله الحمد، المؤمنون معصومون
.ومسه ولبسه من أذى الشيطان ماداموا يتقون الله ويعلمون أنه ليس للجن عليهم من سلطان


.الوسوسة الخفية ولا يزيد على ذلك شيئاً وأعود وأكرر, ينحصر عمل الشيطان في وهذه الوسوسة تخنس
وتتخاذل أمام حزم المؤمن وإرادته والتجائه إلى الله تعالى بالاستعاذة والذكر والمراقبة،

--------------------------
كيف يتم جمع التعارض الواضح هنا ؟!


ثم أود معرفة الضابط الذي تنطلقي منه ... أليس الكتاب والسنة ؟؟؟
فإذا كان الجواب بنعم فلتكن الأدلة كتاب وسنة بفهم سلف الأمة .

أخوكم/ عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 10:27 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أود أن أبدأ ردي بأن أضع هنا الرسالة الأولى التي كتبتها في سجل الزوار وقمتم بحذفها، وأقول بأنني راسلتكم أيضاً عبر البريد الالكتروني ولم أتلقى الرد حتى البارحة مع الوصلة إلى المنتدى. للأسف الشديد لم أحفظ الرسالة الثانية، ولكني أعلم جيداً ما كتبت فيها، وإن كنتم تحتفظون بها فأرجوا أن تنشروها هنا أمام الجميع.

الرسالة الأولى:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إخوتي الأعزاء،
لقد مررت بصفحتكم وقرأت بعض القصص التي تسمونها واقعية عن التلبّس بالجن والرقية الشرعية منها. أود أن ألفت انتباهكم إلى أن المؤمن الحق لا خوف عليه من الجن، مع احترامي لآرائكم وقصص الأطباء والعارفين التي تسردونها عن تجاربهم وما مروا به مع المرضى، وموافقتي لكم على أن الرقية الشرعية أمر صحيح ومفيد ومذكور في القرآن، ولكن هذا التلبس بالجن ليس صحيحاً لمن هو مؤمن يخشى الله، فإن الجن لا يتعامل إلا مع من يشرك بالله ويؤمن بقدرة الجن ، وما تفعلونه في سرد هذه القصص إنما يعين على هذا. فأرجوكم، ساهموا في إرساء الإيمان والتقوى في قلوب المسلمين وحثوا على قراءة القرآن لأنه دليلنا في هذه الدنيا وملاذنا، وفيه شفاء للناس، ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم، فأغلب هذه القصص غير واقعية، وتفسيرها الأمثل أنها لمرضى الانفصام، الوسواس، وأمراض أخرى نفسية من التي يخجل معظم مجتمعاتنا من التداوي منها، بينما لا يخجلون من الادعاء بأنهم متلبسون بالجن لأغراض شتى.

أرجو ألا تعتبروا رسالتي لكم نقداً يجب عدم الإصغاء إليه، لكن إن كان لكم رأي غير هذا، تفضلوا بفتح باب النقاش، وإن شاء الله سنهتدي جميعاً إلى الخير والصلاح.

الأمة الإسلامية اليوم بحاجة لمن يقوي إيمانها ويجعل من المسلمين مؤمنين حقاً وليس بالاسم فقط كما هو حالنا، فكونوا دعاة خير وصلاح، جزاكم الله خيراً على ما تحاولون القيام به، وهدانا وهداكم إلى الصراط المستقيم، وما فيه خير أمة محمد (عليه الصلاة والسلام) في الدنيا والآخرة.

أختكم في الله،
مها



أشكر لكم فتح باب الحوار والنقاش، مع أنني أحسست بالكثير من التهكّم في إجابتكم، والطريقة التي ذكترم فيها مراسلتي لكم صورتني بمن يكيل الاتهامات بينما هو على غير دراية بشيء، فقولكم " إنما ذهبت الأخت إلى أبعد من ذلك فاتهمتنا في عقيدتنا وديننا، ومن هنا فقد حذفت الموضوع " بعيد عن الحقيقة، فأنا لم أتهمكم في عقيدتكم أو دينكم، وخاطبتكم بإخوتي في الله، فأرجو منكم مراجعة رسالتي الأولى والثانية، وبيان مصدر اتهاماتكم لي.

هناك بعض أنواع المعارف التي يجب أن يعرفها كل مسلم مؤمن، وهي فرض عين على كل مسلم، من هذه العلوم التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر، وموضوع الجن من العقائد التي يجب أن تُعلم بالضرورة، لأنه لولا هذه المعرفة ضاع المؤمنون أمام أول من يدعي معرفة ابسط الأشياء، والغيبيات بما فيها الجن، مثال على ذلك.

ستجدون المواضيع والكتب التي استعنت بها في إجابتي في آخر الرد تحت عنوان مراجع، ويمكن لجميع القراء العودة إليها للبحث المستفيض في هذا الموضوع، وهي لعلماء معروفين مشهود لهم مثل د. يوسف القرضاوي، د. محمد راتب النابلسي، د. محمد حسان، وأطباء نفسيين معروفين بأسسهم الدينية ممن يجيبون على أسئلة الناس على صفحات ----- ( ؟؟؟؟؟؟؟ )

الموضوع يهمني جداً وقرأت كل ما وجدت عن هذا الموضوع عن العلماء والأئمة وتفاسير القرآن، والحمد لله قمت بحفظ كل هذا في مراجع، واليوم بعون الله سأعرضها على كل من يهمه الأمر كي يحكم بعقله حسب قول الله تعالى ورسوله الكريم. كل ما قصدته فتح باب الحوار في هذه المسألة التي أصبحت مسلّمة عند الكثير من ضعاف الإيمان حتى بات هاجس الجن والتلبس به يطغى على حياتهم ويشغلهم عن أمور دنياهم وينغص عليهم.

أشكر لكم دعاءكم المستمر لي بالهداية خلال الإجابة، وأنا بدوري أدعو لي ولكم ولجميع المسلمين بالهداية إلى طريق الصواب والبعد عن طريق البدع والضلالات. كما أحب أن أخبركم بأنني قمت بتصفح الموقع بأكمله وأنا الآن بصدد مناقشة الموقع بأكمله وليس قسم القصص الواقعية فقط.

سوف أحصر إجابتي حول النقاط التالية:
 لقد أبديت اهتمامي بصفحة "قصص واقعية"، والقصد من النقاش أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى من يقوي إيمانها بدلاً من تخويف الناس الذين لا يعلمون ماهية عالم الجن وما أخبرنا به ديننا الحنيف، فيصدقون كل ما يقال، ويعزون كل ما يحدث معهم مما شابه ما سمعوه إلى الجن، فتكبر مخاوفهم وتشغلهم عن أسس ديننا، وتقوي قدرة الشيطان على الوسوسة إليهم.
 تصوروا أن إنسانا دخل في الإسلام حديثاً، ما هو موقفه من هذه القصص؟
 أنا ككل المسلمين، أؤمن بوجود عالم الجن، وتأثيرهم على ضعاف الإيمان ممن يسلمون بقدرة الجن على مس الإنسان بالضرر، ولكن ليس لهم سلطان على المؤمنين الحق، وهنا تكمن مهمتنا، في تثبيت الإيمان وعدم إزاغة العقول إلى غير ذلك عن طريق هذه القصص.
 هناك نوعان من الصرع: مرض عصبي، ومرض نفسي من مس الشيطان إذا كفر الإنسان بالله، أما إذا اعتقد الإنسان بالله، وقال أعوذ بالله من همزات الشياطين وأن يحضرون فليس للشيطان على الإنسان من سلطان، إذن، ليس هناك داعي للخوض في هذه الأمور وليس هناك خوف على المؤمنين الذاكرين.
 الجن أقوام مثل الإنس، ومنهم الصالح ومنهم الطالح. الخبيث من الجن هم الشياطين الذين أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نستعيذ به منهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول" أعوذ بالله من الخبث والخبائث"
 الجن لا يعلم الغيب، ولكنهم عالم يمتلك خصائص تختلف عن خصائص عالم الإنس، لهذا يمكنهم أن يعلموا بعض الأمور التي وقعت، وأكثرهم كاذبون، وأي تعامل بين أي جن وبين أي إنسان يكفّر الإنسان.
 أي إنسان يتعامل مع الجن أفاك أثيم مهما كان زيه ولو لبس العمامة وادعى معرفة بالله
 هل يُلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟
 هل للشياطين سلطان على الإنس في عقائدهم وإرادتهم وأعمالهم ؟


بيت القصيد، وأكثر ما يهمني من كل هذا النقاش، هو أنه ولله الحمد، المؤمنون معصومون من أذى الشيطان ومسه ولبسه ماداموا يتقون الله ويعلمون أنه ليس للجن عليهم من سلطان، قال الله تعالى في سورة الحجر:

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42 وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ

وأبدأ حديثي هنا عن الجن كمفهوم مما ورد في القرآن والسنة، ومن آراء العلماء الذين قرأت لهم، واستمعت إلى خطبهم، وحضرت دروسهم:

ورد ذكر الجن صراحة في القرآن الكريم سورة الرحمن، قال تعالى:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمن 33)

وبناء على ذلك, فأنا لا أنكر وجود الجن، ولا أنكر تأثير بعض خبثاء الجن على الإنس، ولكن ما يهمني هو أنه ليس كل ما نسمعه من قصص عن الجن صحيحة، وأغلبها ملفقة ولا تمس الواقع بصلة، فهناك من الفتيات من تخطئ مع شاب ثم تأتي وتدّعي أن هناك من الجن من يجامعها، وهناك من له مصلحة من وراء هذه الادعاءات سواء مادّية (يستخدم الرقية "الشرعية" وأساليب مقززة للحصول على عائد مادي مدعياً قدرته على الاتصال بالجن وطردهم من الإنسان المصروع) أو معنوية في أن يجعل من نفسه مهاباً ومسموع الكلمة بين الناس ضعيفي الإيمان بالله.

هناك من ضعاف الإيمان من يقرأ أو يسمع قصة عن الجن فيصدق ويبدأ بعزو كل ما يعزب عليه إلى الجن وهذا العالم الغيبي، وأردت منكم ألا تعينوا الشيطان على المسلمين، فالجن لا يؤثر على أحد إلا إذا استكان لهم وخضع لهم واتبعهم واعتقد بهم وأشركهم مع الله عز وجل.. هذا الذي يفعل ذلك يتحمل تأثيراتهم، فكل من يستكين بأوهامه لهم، و يتخيل أنهم بيدهم نفعه أو ضره يتعرض لمسّهم وتخبطاتهم، لإستعاذته بهم، وإلتماسه نفعهم، أو استخدامهم للإضرار بأعدائه من الإنس.

علّمنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نستعيذ بالله من همزات الشياطين، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ *

ففي هذا الحديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الشياطين لن تضرالإنسان إذا استعاذ، فلماذا إذاً نقوي سلطانهم بمحاولة إقناع الناس بأنها تضر الإنسان, بينما تأثيرها متوقف على الكافر كما سأبين لاحقاً, ونحن بحمد الله مؤمنون موحدون.

تقولون: "والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) "
يعتدون على نساء الإنس؟ هل يعقل هذا؟ وأين الله؟ هل تحسب أن الله يكلنا إلى الجن يفعل بنسائنا ما يشاء؟ لا والله، قال تعالى في سورة الحجر:
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42 وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ

فهل نحن مؤمنون؟ هل نحن عباد الله أم من الغاوين؟

إذاً هذا هو السلاح المجدي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ *

فالفكرة الأولى أن الشياطين ليس لهم سلطان على الإنسان إلا إذا اعتقد بهم أو أشركهم مع الله، وخضع لسلطانهم توهم أنهم ينفعونه أو يضرونه، أو ابتغى النفع عندهم، أو استعاذ بهم، التجأ إليهم، أراد أن يكيد لإخوانه من الإنس عن طريقهم، إذا فعل هذا !! مسّه شرهم ومسته همزاتهم ودفع ثمن شركه وبغيه وعدوانه غالياً.

هل يُلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟
لايمكن لإنسان يتعاون مع الجن إلا أن يكون كافراً، لأن من أدق تعريفات الساحر هو الذي يتصل بالجن وقد قال عليه الصلاة والسلام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: َ مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ *

هذا اتصال هدفه إضلال البشر، ولو تزيّ هذا الذي يتصل بالجن بزيّ ديني ولبس عمامة خضراء، هو عند رسول الله كافر، لأن هدفه إيهام الناس أن بيد الجن النفع والضر وتحويل الناس عن الله سبحانه وتعالى إلى خلقه.
وفي تكذيب من يلقي سمعه للشياطين وإثمه الكبير قال تعالى في سورة الشعراء:
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ 221 تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ 222 يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (الشعراء )

أما العلوم والأخبار التي يمكن أن يلقيها الجن إلى قرنائهم من الكهان فهي بحسب مواضيع هذه العلوم التي يلقونها، فإن كانت من العلوم التي تتعلق بالأمور المشهودة فالجن أحياناً يستطيعون أن ينقلوا هذه الأخبار " التي وقعت "، وهي أخبار تحتمل الصدق والكذب، وليس ببعيد أن يوجد في الجن كذابون، وقد أثبت الله تعالى أن منهم العصاة الكافرون.
ومن جهة ثانية، فإنه لا يصح الثقة بأخبارهم لانعدام المقاييس التي بحوذتنا في معرفة صدقهم وكذبهم. فإنتقال الجن سريع جدا، والدليل، قال تعالى:
قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ( النمل 39)

وإن كانت الأخبار من الغيبيات, فهم كاذبون, لأن الله استأثر بعلمها حيث يقول:
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (سورة لقمان34)

أما تأثير الجن على الإنسان فنوعان:
النوع الأول: نوع مرض عصبي
المرض العصابي كما قال بعض الأطباء تخريش بالدماغ، وهذه تعالج من قبل الطبيب النفسي
وهنا تجدون تحليلاً مستفيضاً لهذا من طبيب نفسي مسلم يحلل الموضوع على أسس إسلامية في شبكة أسلام أون لاين:
http://www.islamonline.net/Question...uestionID=11993

والنوع الثاني: من تأثر الإنسان بالشيطان وهذا يكون إذا أعتقد به، أو استسلم له، أو ابتغى النفع من عنده، أو توهم أنه ينفعه أو يضره، أو أشركه مع الله عز وجل، أو خنع له. أما إذا اعتقد بالواحد الديان وقال أعوذ بالله من همزات الشياطين، لمجرد أن يذكر الله يذهب عنه الشيطان.

هل للشياطين سلطان على الإنس في عقائدهم وإرادتهم وأعمالهم ؟
لا سلطان للشياطين على الناس، لا في عقائدهم ولا في إرادتهم ولا في أعمالهم مطلقاً لأن الله جل وعلا حجزهم عن ذلك ولم يجعل لهم سلطاناً على بني آدم لتكون إرادة الإنسان حرة في اختيارها طريق الخير أو طريق الشر.
ويخاطب الله عز وجل رأس الشياطين إبليس، وأقدرهم على سلطان إن كان هناك سلطان فيقول في سورة الحجر:
41 إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42 وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ
وفي سورة الناس:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 1 مَلِكِ النَّاسِ 2 إِلَهِ النَّاسِ 3 مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ 4 الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ 5 مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ

معنى الخناس أنه يهرب سريعاً بمجرد قول " أعوذ بالله " خنس و انتهى الأمر. إذن ينحصر عمل الشيطان مادام ليس له علاقة بعقائدنا، ولا بإرادتنا ولا بأعمالنا ولا يعلم عن الغيب شيئاً، ولا يؤثر على أجسامنا، عمله محصور في وظيفة دقيقة جداً هي الوسوسة الخفية، وهذا كل ما يملك.

وأعود وأكرر, ينحصر عمل الشيطان في الوسوسة الخفية ولا يزيد على ذلك شيئاً وهذه الوسوسة تخنس وتتخاذل أمام حزم المؤمن وإرادته والتجائه إلى الله تعالى بالاستعاذة والذكر والمراقبة، أما إخوان الشياطين فإنهم يستجيبون لوسوستهم وينساقون معهم فيتسلط الشيطان عليهم فيمدهم في الغيّ ويزين لهم الشر والضلالة، وأي عمل فيه شر ظاهر هو من عمل الشيطان الذي يوسوس للناس، قال تعالى:
وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ (القصص 15)

وقد علمنا الله سبحانه وتعالى:
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الأعراف 200)

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ 201 وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ (الأعراف 202)

فإن وجد إنسان في نفسه شيئاً من الوسواس, وأحس بما يريبه, فعليه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم, فبمجرد استشعار الإنسان وجود الله وقدرته العظيمة، يخنس الشيطان, وإن عاد إلى الإنسان الوسواس, فما عليه إلا أن يكرر الاستعاذة والدعاء والضراعة إلى الله، وهو على يقين من الإجابة, فالله عند ظن العبد به. أما ما فوق ذلك من الصرع, فالله أمرنا بالعلم, وكما في الشرح المستفيض للدكتور وائل أبو هند في الوصلة, فعلى المؤمن أن يلجأ إلى الطبيب النفسي الذي يعالجه على أسس الدين, وليس في هذا حرج أو عيب, وإنما يعالج الإنسان من المرض النفسي كما يعالج من المرض العضوي بالأدوية والعقاقير, وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم, فضل العالم على العابد.

وهذا يبين أن العلاج من هذا المس هو تذكر وحدانية الله وذكر قدرته وعجز الشيطان عن إيذاء المؤمن فيخنس الشيطان. فإذا استجبت للملك فأنت مؤمن وإن استجبت للشيطان كفرت، أما هذا فله حديث شريف، يقول عليه الصلاة والسلام:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ) *

حديث آخر عن إبن مسعود رضي الله عنه: قال عليه الصلاة والسلام:
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَلا يَأْمُرُنِي إِلا بِحَقٍّ

هناك ادعاءات كاذبة، يقوم بها بعض مدعي الاتصال بالجن، ويفترون على الله افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان. فينسبون إلى الجنّ علم الغيب وينقلون عنهم كذباً، يزعمونه من علم الغيب، ويتلاعبون في عقول السُذج من النساء وصغار العقول، أو يدّعون قدرة الجن على النفع أو الضرر، والجن أنفسهم لا حول لهم ولا طول، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرا إلا أن يشاء الله.
وقد بيّن القرآن أن أهل الجاهلية الذين كانوا يعوذون برجالٍ من الجن لم ينفعوهم شيئاً بل زاد وهم غيّاً وضلالاً وبعداً عن الأمن الذي يرجونه منهم، قال تعالى:
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (سورة الجن 6)

عن حفصة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً *

هذا إن لم يصدقه، فلو صدقه فقد كفر! قاس العلماء على ذلك قراءة الفنجان، قراءة الكف، والتطيّر "التشاؤم".

وإن يكن للجن شيء من القوة المادية فيما بينهم فقد صرفهم الله تعالى في مجرى العادات عن أن يكون لهم سلطان على الإنس والجن في نفعٍ أو ضرر إلا أن يشاء الله عزّ وجل شيئاً لحكمة أرادها.

26 يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 27)

الإمام الشافعي يقول: "من قال إني رأيت الجن: لا تقبل شهادته لأنه كذاب ومزوّر " أنصدقه أم نصدق الله سبحانه وتعالى، الله جلّ في علاه يقول:
" إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ "

النبي عليه الصلاة والسلام قال:
عَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا فَقَالَ لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) قَالُوا لا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ *

أهم ما في الموضوع أن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الجنّ بالذات

قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا 20
فالعلماء قالوا: " الشرك هنا أن تعتقد بأن الجن ينفعون أو يضرون ".

قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (سورة الجن 21)

إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام، وحبيب الحق، وسيد الخلق، وسيد ولد آدم، وأعلى مخلوق في الكون لا يملك نفعاً ولا ضراً " أفيملك النفع والضر الجنّ؟!
جاءت هذه الآية في سورة الجن ليعلمنا الله سبحانه وتعالى أن الجن لا يملكون نفعاً ولا ضراً، ولا يعلمون الغيب، ولا يملكون إلا شيئا واحداً، ألا وهو الوسوسة الخفية. فإذا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنتهى كل شيء..

عندما يرتكب الإنسان معصية يصبح قريباً من الشيطان، فإذا أطاع الله عزّ وجل، يصبح الشيطان بعيداً عنه. لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر: يا عمر ما سلكت فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً آخر.
على قدر استطاعتك يبعد عنك الشيطان، على قدر المعصية يقترب منك الشيطان.

174 إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 175( آل عمران)

في بلادنا العربية، وخصوصاً الخليج العربي، يعتبرون من يذهب إلى الطبيب النفسي مجنوناً ويفضلون العذاب بصمت على العلاج من قبل طبيب نفسي يعالج عن دراية وأسس دينية إسلامية. أتمنى على كل من يجد في نفسه ما يريبه, أو فيمن يحب ما يبدو عليه هذا, أن يلجأ إلى الله بالدعاء, ويعيد حساباته ويقوي إيمانه, ويلجأ إلى الطبيب النفسي حين الحاجة, هدانا الله وهداكم, وثبتنا على الطريق القويم. وشكراً.

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:29 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

الأخ عمر السلفيون, رئيس مجلس الشورى في المنتدى,

أشكر لك مشاركتك ورأيك, وحرصك على النقاش لبيان الحق. في البداية, أود أن أوضح بأني من طلاب العلم بكافة أنواعه, وأسعى دائماً لما فيه الخير والصلاح لهذه الأمة, ولقد نظرت إلى ما في الصفحة من قصص بعين من لا يعلم شيئاً عن هذا العالم الغيبي, فخفت على أبناء أمتي من أن يضيعوا في هذه المتاهات, خصوصاً وأن أغلب أبناء أمتنا اليوم لا يفقهون من الدين شيئاً وهو ما جعل حال أمتنا متردياً هكذا, ويظنون أن الإسلام فيه شئ يسمى رجال دين كما في الأديان الأخرى, تقع على عاتقهم كل أعباء الدعوة إلى سبيل الله, وهذا غير صحصح, فكل المسلمين دعاة إلى الله وواجبهم بيان هذا الدين الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة, وبكونهم مثلاً تطبيقياً لهذا الدين الحنيف.

أنا فعلاً طالبة للحق, ومرجعي الكتاب والسنة, ولا أقبل بغيرهما, ولم أبدأ نقاشي منذ البداية بمخالفة الشيخ فيما يقول, ولكني طلبت عدم التركيز على تلك القصص الواقعية التي تعين الشيطان على الإنسان وتزيد من وسوسته, وقولي هو أن المؤمن الحق لا خوف عليه, لا تأثير الشيطان على غير المؤمن, ولكن فقط لمن اعتقد بسلطان الشيطان عليه, وحاد عن سبيل الصواب. وكنت قد ذكرت بأن من لا دراية له بهذه الأمور, يمكن أن يخلط الصحيح بالمغلوط, ويبدأ بالخوف من الشيطان عندما يسمع بهذه القصص وهو لا يدري أنه مادام مؤمناً فلا خوف عليه, فالأولى أن نصرف انتباه المؤمنين عن هذه الأمور ونقوي إيمانهم بدلاً من زعزعته.

أعلم علم اليقين أن الغيبيات لا تؤخذ بالعقل ولكن بالنقل من مصدر موثوق سبق أن أثبت صحته القطعية بالإعجاز, وهو الكتاب والسنة, وما أقوله هو أنه يجب علينا أن نتمسك بالكتاب والسنة حتى لا نتيه عن الطريق السوي, فهذه القصص والأخذ بها إنما تفعل هذا. أنا لا أقول بقول المعتزلة, ولا أخوض في كل شيء وهذا لم يرد في ردي, وإن رأيت غير هذا, أرجو أن تنقل ما كتبت.

"لا شك أن أكثر ما تدندنين حوله متفقين عليه بمجمله ربما يتم التحاور بشأنه وبإسهاب لاحقا على أن نتفق بداية حول مسألة التلبس من عدمه فقد ناقضت نفسك أيتها الفاضلة فمرة تثبتيه ومرة تنفيه ومن فمك تداني"
أنا لم ولن أستعمل الكلمات التي تستخدمها في إجابتك, فأرجو أن تبقي على النقاش في المستوى الذي أكتب به. أظنني أوضحت أنني أؤمن بالتلبس لغير المؤمن, وأن همي الوحيد هو إبعاد هذه الهواجس عن المؤمن فهو معصوم كما بينت في إجابتي.

كنت سأكمل إجابتي وأضيف رداً على كل ما ورد في إجاباتكم, ولكني لست متأكدة أنكم فعلاً تريدون النقاش, فهلا بينتكم ذلك بدون ذم أو قذح أو تكفير؟ أنا مؤمنة بالله, وما أقوله هو قال الله وقال الرسول, وليس قال فلان كما حاولتم بيان ذلك في إجاباتكم, والدعاء والعلماء الذين أوردت أسماءهم معروفون عالمياً وإن كان لديكم شئ عليهم فأرجوا أن تناقشوهم, فهم أهل بالرد على كل ما تقولون, وأعيد وأكرر, النقاش لا يحتمل الذم والتكفير, ولا الاعتداء على الغير إلكترونياً عن طريق الدخول إلى صفحات أشرف عليها والتغيير فيها حسب هواكم, لا يهمني من قام بذلك, ولكن أرجو ألا يتكرر لأنني لن أهرب أو أسكت. ورجاء أخير, هناك مقولة في أخر المنتدى منشورة كالتالي: " تذكر قوله تعالى : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" فأرجو أن تعملوا بها. والحمد لله رب العالمين.

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:30 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بداية لا أستهزئ أو أتهكم فكلمة من فمك تداني لإثباتك بأول مقالك ونفيك بآخره .
ثانيا إن خشيت الحذف فاختاري الموقع الذين تريدين حتى يتم النقاش فيه .

ولحين ردك إقرأي هذا الرابط



http://www.dawh.net/vb/showthread.php?threadid=4768
__________________

عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 10:31 AM

إلى كل القراء الأعزاء حفظهم الله ورعاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أنا من قام بحذف ما كتبت المذكورة ، ولم يقل أحدٌ منا بالتكفير ولا نحوه ، إنما الرد ما سوف تقرأين لا ما تسمعين ، ولا أخفيكم فتلك أول مرة أراد وبقسوة كما سوف يظهر لكم غداً على من لا يرعوي ، ولا يأخذ بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واعتقد أن الأدلة الثابتة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المسألة ثابتة حتى في حق المسلمين ، وقصة سعدية أم زفر ليست ببعيدة عنكم ، وقصة عثمان ابن العاص كذلك ، وإن كانت تدعي المذكورة عدم حصول ذلك للمسليمن فبالله عليكم أعطوني قولاً واحداً يؤكد ما ذهبت إليه المذكورة ، وبعض من استشهدت بهم أنكروا المسألة من أساسها ، وأظن أن الذي يدعي بأنه طالب علم لا يذكر ما قالت ويجعل شريعته مستمدة من أطباء نفسيين ، واعتقد صادقاً أنها لا تدري ما تقول ، وقد أدانها الأخ ( عمر السلفيون ) من لسانها ، وانتظروا غداً الرد على كل كلمة قالتها حتى تعلم أن الدين هو دين الله سبحانه ، وأن السنة هو ما تقرر عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير ، وموعدنا غداً وتقبلوا تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:32 AM

مهما كان رده, ومهما كرر وقال أنه أتى بأدلة دامغة لا تدع مجالاً للشك في تلبس الشيطان للمؤمن, فهو لم يأتي بذلك, وأدلته ليست دامغة ولا حتى مقنعة, ويؤخذ عليها الكثير, ستجدون ذلك في إجابتي الأولى التي قام بحذفها ثم أضفتها, وقام هو بتعديلها مرة أخرى.
فأنا أعرف ما الذي قلته, وأنني لم أقل شيئاً واحداً خارج عن الحق وما قال الله عز وجل, ولم آتي بالأحاديث الضعيفة ولا الملفقة, وحسبي أنني وافقت هؤلاء العلماء في رأيهم, ولم أتهم أحداً في عقيدته, إنما نصحت الأستاذ بعدم تخويف المسلمين من الجن الذين ليس لهم سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. هذا بحد ذاته, يثبت أن الأدلة المذكورة التي جاء بها الأستاذ لا تدع مجالاً للشك فقط فيما جاء به, ولكنها أيضاً زادتني يقيناً بما أؤمن به, وأظن القراء أيضاً إن لم يتيقنوا, فعلى الأقل سوف يساورهم الشك.

أنا قد بلغت, وأشهد الله على كل كلمة قلتها, فإن كان فيه خير فمن الله, وإن كان فيه خطأ فمنى ومن الشيطان, وأكل أمري إلى الله, إنه على كل شيء وكيل, وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من أراد تغيير ما قلت, واتهمني في عقيدتي وديني وقصدي. والحمد لله رب العالمين

السلام عليكم.

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:34 AM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، ثم أما بعد ،،،

أعود كي أقف وقفات تفصيلية مع ما ذُكر من قبل المذكورة ، وكما هو حالي في تبيان الحق وأهله ، ورائدي وقائدي في تقرير المسائل الشرعية هو كتاب ربي وسنة رسولي صلى الله عليه وسلم 0

تبدأ المداخلة بقول : ( ما زلت عند رأيي , ولنبدأ النقاش ) 0

أقول وبالله التوفيق : هل يعقل أن تقدم كافة الأدلة والبراهين من كتاب الله ومن السنة المطهرة لشخص ما في مسألة مقررة عند أثبات علماء أهل السنة والجماعة ، ثم تأتي الإجابة بـ ( ما زلت عند رأيي ، ولنبدأ النقاش ) ، القضية والمسألة لا تحتاج إلى نقاش لأنها محسومة سلفاً هذا لمن أراد الحق وأهله ، أما أولئك الذين أدخلوا العقل في المسألة فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرعوا أو يعودوا لجادة الحق والصواب ، ومن هنا فإن منطلقي في الرد لس مراعاة النقاش مع المذكورة بقدر ما هو تفنيد المزاعم والأباطيل التي تطرحها دون رادع أو وازع ، وقد يقول قائل ، لم نَرك كنتَ قاسياً مثل هذه المرة في ردودك على الآخرين ، أقول نعم ، لأن الذي يرفض الحق ، ويرفض ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا بد أن يوقف عند حده ، ولا بد له من صارم بتار يقلعه عن زيغه وضلاله ، ومن هنا فإني سوف أقف مع كل ما ذكر من قبل المذكورة كي أفند الشطحات التي وقعت فيها ، وكما قلت سابقاً فما أظن إلا أنها لا تملك من العلم الشرعي إلا كما تملك جدتي ، واعذروني على مثل هذا التعبير ولكن سوف يظهر لكم هذا الأمر جليلاً من خلال ما ذكرت في مداخلتها تلك 0

أولاً : تقول المذكورة : ( لقد مررت بصفحتكم وقرأت بعض القصص التي تسمونها واقعية عن التلبّس بالجن والرقية الشرعية منها . أود أن ألفت انتباهكم إلى أن المؤمن الحق لا خوف عليه من الجن ، مع احترامي لآرائكم وقصص الأطباء والعارفين التي تسردونها عن تجاربهم وما مروا به مع المرضى ، وموافقتي لكم على أن الرقية الشرعية أمر صحيح ومفيد ومذكور في القرآن ، ولكن هذا التلبس بالجن ليس صحيحاً لمن هو مؤمن يخشى الله ) 0

أقول وبالله التوفيق :

أولاً : أحمد الله سبحانه وتعالى أنها عارفة بأن الرقية الشرعية مفيدة ، علماً أن المذكور في القرآن الكريم أنه شفاء ورحمة ، وقد أكدت السنة المطهرة على مسألة الرقية الشرعية وأنها خير وشفاء بإذن الله عز وجل 0
فإن كان الذي يقرر المسائل الشرعية بالنسبة لنا هو الكتاب والسنة ، فأنا على يقين تام بأن مصادرنا في إثبات هذه المسألة هي هذين المرجعين العظيمين ، وأقوال أثبات أهل العلم قديماً وحديثاً ، فكيف تعقب المذكورة فتقول : ( ولكن هذا التلبس بالجن ليس صحيحاً لمن هو مؤمن يخشى الله ) فمن أين مصادرك في هذا النفي الذي تزعمين ، أنا على يقين تام أنك سوف تقولين قال : القرضاوي ، وقال النابلسي ، وقال فلان وعلان ، فهل مصادر التشريع بالنسبة لكِ هؤلاء الرجال ، أم ما اتفقنا عليه سوياً قبل ذلك وهو الكتاب والسنة والأثر ، سؤال يحتاج إلى إجابة ؟؟؟
وأقرك في أن المؤمن لا يخشى الجن وهذا حق وصدق ، فالمؤمن الحق لا يخشى إلا الله ، ولكن هذه مسألة ، وتلبس الجن التي ذكرتيها مسألة أخرى 0

ثانياً : أما قولك : ( فإن الجن لا يتعامل إلا مع من يشرك بالله ويؤمن بقدرة الجن ) ،

أقول وبالله التوفيق : هذا الكلام ليس صحيحاً على إطلاقه ، فالبعض يتعامل مع الجن بطرق كفرية أو شركيه ، وهذا كافر أو مشرك بحسب حاله ، والبعض الآخر يتعامل من باب ( الاستعانة بالجن ) وهذا آثم كما بينت في موضوع الاستعانة ، وقد ذكرت ذلك في كتابي ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

ثالثاً : أما قولك : ( وما تفعلونه في سرد هذه القصص إنما يعين على هذا –تعني الشرك- ) 0

أقول وبالله التوفيق : ولا أدري في حقيقة الأمر ماذا تقصد المذكورة فيما تعنيه ، وإن كنت اعتقد أنها تعني بأن سرد مثل هذه القصص يساعد على الشرك ) ، لتعلم المذكورة أن من أساليب القرآن الكريم في عرضه وبيانه للحق وإظهاره هو ( الأسلوب القصصي ) ، وإيراد بعض القصص التي ذكرت إنما هيَّ معجزات لأنبياء الله وهيَّ حق وصدق ، وهذا الأسلوب ورد كثيراً في القرآن الكريم ، ويكفي أن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب يقول في ( مختصر سيرة الرسول ) : ( القصص جنود الله في الأرض لا يقدر المعاند أن يردها ) ، فذكر القصص لم يكن إلا للإستئناس ، ولم يقصد بها تخويف المؤمنين الصادقين ، وقد قلتِ بأن المؤمن الحق لا يخاف إلا الله ، وهذا حق وصدق ، أما أن القصص تعين على الخوف من الجن أو تعين على الشرك ونحو ذلك فهذا ليس صحيحاً ، وقد ذكرت بعض القصص في السنة المطهرة وهيَّ تتحدث عن أذى الجن للإنس : كحديث الفتى حديث عهد بعرس والذي قتله جني على شكل ثعبان والقصة مذكورة في صحيح الإمام مسلم ، وقصة سعدية أم زفر على أحد قولي أهل العلم ، وقصة عثمان ابن العاص ، والحديث في صحيح ابن ماجة للعلامة الألباني ، ونحو ذلك من قصص أخرى ، وما كان موقعي الرئيسي وكذلك منتدى الكلمة الطيبة – قسم الرقية الشرعية – إلا لإيضاح الحق للناس ، وتبيان الأصول الشرعية المقررة لفهم الرقية بشكل عام ، والأمراض الروحية بشكل خاص ، وكلي حرص كما يرى القراء الأعزاء على ترسيخ هذا المفهوم مؤصلاً تأصيلاً شرعياً في عقول وقلوب الناس 0

رابعاً : أما قولك : ( ساهموا في إرساء الإيمان والتقوى في قلوب المسلمين وحثوا على قراءة القرآن لأنه دليلنا في هذه الدنيا وملاذنا ، وفيه شفاء للناس ، ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم ، فأغلب هذه القصص غير واقعية ، وتفسيرها الأمثل أنها لمرضى الانفصام ، الوسواس ، وأمراض أخرى نفسية من التي يخجل معظم مجتمعاتنا من التداوي منها ، بينما لا يخجلون من الادعاء بأنهم متلبسون بالجن لأغراض شتى ) 0

أقول وبالله التوفيق : ومن لا يقول لك بأن ما نسعى إليه جاهدين هو إرساء الإيمان والتقوى في قلوب المسلمين ، لأننا نعتز بديننا ، ونحث على التمسك بكتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أما الذي يدعي بأن التلبس هو خرافات وخزعبلات ويضرب بأقوال الأمة عرض الحائط فهذا هو بحق من يوصف بالمهرطق 0
إن الذي يدعي بأن التفسير الأمثل لحالات الاقتران الشيطاني هو انفصام ووساوس وأمراض نفسية أخرى ، ما أراه إلا وقد أصبح دينه ومذهبه الطب النفسي وأخصائيوه ، ونحن لا ننكر مطلقاً الأمراض النفسية وتأثيراتها ، وعلاجها ، ولكن الأمراض النفسية شيء ، والأمراض الروحية شيء آخر ، فعودي إلى رشدك وصوابك لأن ما تقولينه هو هذيان وقصر نظر 0

خامساً : ثم تقول : ( أرجو ألا تعتبروا رسالتي لكم نقداً يجب عدم الإصغاء إليه ، لكن إن كان لكم رأي غير هذا ، تفضلوا بفتح باب النقاش ، وإن شاء الله سنهتدي جميعاً إلى الخير الصلاح ) 0

أقول وبالله التوفيق : وأي نقاش تريده المذكورة بعد أن ذَكرتُ لها كافة الأدلة النقلية الصريحة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ومثلها كمن تقول له : إن الربا محرم بنص القرآن والسنة ثم تورد له كافة الأدلة الدالة على ذلك ، فيقول بعد ذلك : نفتح باب النقاش في مسألة حرمة الربا ، أما القول بأننا سنهتدي جميعاً ، فأحمد الله سبحانه وتعالى أن هدانا لعقيدة أهل السنة والجماعة وجعلنا نسير على منهج سلفنا الصالح – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - ، ونرجو للآخرين الهداية والتوفيق والسداد ، إن كانوا طلاباً للحق وأهله 0

سادساً : ثم تقول : ( الأمة الإسلامية اليوم بحاجة لمن يقوي إيمانها ويجعل من المسلمين مؤمنين حقاً وليس بالاسم فقط كما هو حالنا ، فكونوا دعاة خير وصلاح ، جزاكم الله خيراً على ما تحاولون القيام به ، وهدانا وهداكم إلى الصراط المستقيم ، وما فيه خير أمة محمد - عليه الصلاة والسلام - في الدنيا والآخرة ) 0

أقول وبالله التوفيق :هذا موضوع آخر لا نخالف فيه بإذن الله تعالى ، ونحن بحاجة للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأسأل الله أن نكون كذلك ، وفي حقيقة الأمر نحاول جاهدين تتبع كل ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ونقول قولة الإمام الشافعي – رحمه الله - : ( ما وافق الكتاب والسنة من قولي فخذوه ، وما خالفهما فاضربوا به عرض الحائط ) ، والبقية الباقية على من ترك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وركن إلى أقوال مجردة لا تنضبط بضوابط الشرع ولا تحتكم في تقرير المسائل الشرعية لا إلى كتاب ولا إلى سنة ، بل الأدهى من ذلك والأمر أنه أصبح يتلقف مصادر التشريع من الطب النفسي وأهله ، فهنيئاً ، وطوى لمن كان منهجه مثل ذلك 0

سابعاً : ثم تتابع القول فتقول : ( أشكر لكم فتح باب الحوار والنقاش ، مع أنني أحسست بالكثير من التهكّم في إجابتكم ، والطريقة التي ذكرتم فيها مراسلتي لكم صورتني بمن يكيل الاتهامات بينما هو على غير دراية بشيء ، فقولكم " إنما ذهبت الأخت إلى أبعد من ذلك فاتهمتنا في عقيدتنا وديننا ، ومن هنا فقد حذفت الموضوع " بعيد عن الحقيقة ، فأنا لم أتهمكم في عقيدتكم أو دينكم ) 0

أقول وبالله التوفيق : بالله عليكم ألا يجوز لنا أن نتهكم بمن يقول " ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم ، فأغلب هذه القصص غير واقعية ، وتفسيرها الأمثل أنها لمرضى الانفصام ، الوسواس ، وأمراض أخرى نفسية " ، واعتقد أن في هذه الكلمات كفاية عن كل مقولة ورواية 0

ثامناً : ثم تقول : ( هناك بعض أنواع المعارف التي يجب أن يعرفها كل مسلم مؤمن ، وهي فرض عين على كل مسلم ، من هذه العلوم التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر ، وموضوع الجن من العقائد التي يجب أن تُعلم بالضرورة ، لأنه لولا هذه المعرفة ضاع المؤمنون أمام أول من يدعي معرفة ابسط الأشياء ، والغيبيات بما فيها الجن ، مثال على ذلك 0
ستجدون المواضيع والكتب التي استعنت بها في إجابتي في آخر الرد تحت عنوان مراجع ، ويمكن لجميع القراء العودة إليها للبحث المستفيض في هذا الموضوع ، وهي لعلماء معروفين مشهود لهم مثل د. يوسف القرضاوي ، د. محمد راتب النابلسي ، د. محمد حسان ، وأطباء نفسيين معروفين بأسسهم الدينية ممن يجيبون على أسئلة الناس على صفحات ------- ) 0

أقول وبالله التوفيق : أما الشق الأول من الكلام فلا غبار عليه البتة ، ونحن موقنون بما ذهبت إليه المذكورة ، أما الشق الآخر فلا نقبله مطلقاً ، لأن المفترض والمذكورة باحثة كما تدعي وأشك في ذلك إنما هيَّ تريد إثبات وجهة نظرها فبحثت في الكتب التي توافق هواها ، وكان حري بها أن تقول : وقد عدت إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً وتوصلت إلى 0000 ، وهذا لم يحدث بل استشهدت ببعض العلماء أو طلبة العلم المغمورين كالشيخ القرضاوي ، والنابلسي ، ومحمد حسان ، والأدهى من ذلك والأمر إنها تعيد الأمر إلى الأطباء النفسيين في إجاباتهم على تساؤلات الناس في موقع مذكور ، ولم أقف لها على إحالة إلى كتاب معتبر لأئمة أهل السنة والجماعة كـ " فتح الباري " لابن حجر العسقلاني ، أو " آكام المرجان " للشبلي ، أو " فقه السنة " للبغوي ، أو " عالم الجن والشياطين " للدكتور عمر الأشقر ، أو " عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة " للدكتور فواز عبيدات ، أو منهاج " الشرع في إثبات المس والصرع " لعلي بن حسن عبدالحميد ، ونحو ذلك من كتب أخرى ، وكذلك لم تتطرق لكلام علماء الأمة الأجلاء في هذه المسألة : كالإمام النووي ، والعلامة المناوي ، وابن عبدالبر ، وابن مفلح ، والإمام أحمد ، والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، والعلامة الشيخ المحدث الألباني ، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمبن – رحم الله الجميع – والعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ، ونحوهم من علماء أثبات ، والباحث الحق لا يترك مسألة صغيرة ولا كبيرة في موضوع بحثه إلا ويتطرق إليها ، وبعد ذلك يرجح قولاً على قول بناء على ما يترجح له من أدلة في المسألة ، وأفيد المذكورة أن هناك منهاجاً لأساليب البحث العلمي مقرر عند العلماء ، وأشك حتى أنها تعرف مثل هذا المصلح ، مثل هذا الأسلوب في البحث لا يجعلني فقط أتهكم على طريقة عرض الموضوع بل وأضحك كذلك ، والأجدر بالمذكورة أن تعود إلى الله سبحانه وتعالى وتركن إلى جادة الحق والصواب لا إلى الطب النفسي وأهله ، وأحيلها إلى كتابي ( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) وفيه حوالي ستمائة وتسعون صفحة في العلاقة بين الرقية والطب ، والرد الشرعي على شبهات الطب النفسي ، وهو بحث قيم تأصيلي في هذا الجانب 0

تاسعاً : ثم تقول : ( الموضوع يهمني جداً ، وقرأت كل ما وجدت عن هذا الموضوع عن العلماء والأئمة وتفاسير القرآن ، والحمد لله قمت بحفظ كل هذا في مراجع ، واليوم بعون الله سأعرضها على كل من يهمه الأمر كي يحكم بعقله حسب قول الله تعالى ورسوله الكريم 0 كل ما قصدته فتح باب الحوار في هذه المسألة التي أصبحت مسلّمة عند الكثير من ضعاف الإيمان حتى بات هاجس الجن والتلبس به يطغى على حياتهم ويشغلهم عن أمور دنياهم وينغص عليهم ) 0

أقول وبالله التوفيق : قولي لي بالله عليكِ أي علماء وعلماء تفسير ، والتفاسير التي رجعت إليها كي تدوني ما توصلت إليه دراستك أختي الفاضلة ، إن كنت تقصدين منهج الأشاعرة فنحمد الله سبحانه وتعالى أن منهجنا منهج السلف الصالح ، وليس لصاحب منهج آخر مكان في منتدانا الطيب هذا ، أما إن كنت تقصدين علماء الأمة العاملين العابدين ، فقد ذكرناها لكِ في العرض الشامل قبل أن أدون لكِ هذه الكلمات ، وأفاجأ بأن مرجعك القرضاوي والنبلسي ومحمد حسان وأطباء علم النفس ، ولا أقدح في هؤلاء إنما منهجنا وعقيدتنا تقوم على أن الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال ، وأحب أن تعلمي أن منهجنا واضح بين يقوم على الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ومن خالف في مسألة قد أُجمِع عليها فكلامه مردود وما وافق الكتاب والسنة فهو منهجنا وعقيدتنا 0
أما مسألة الهاجس والتلبس الذي يطغى على حياة بعض المسلمين ويشغلهم عن أمور دنياهم وينغص عليهم ، فهذا أمر آخر ليس له علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد ، وواجبنا أن نظهر للناس هذا العلم وفق ما جاء في كتاب ربنا وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ، ونبين لهم أمور دينهم فيما يتعلق بهذا العلم ، وهذه الأمراض التي قد تصيب الإنسان 0

عاشراً : ثم تقول : ( أشكر لكم دعاءكم المستمر لي بالهداية خلال الإجابة ، وأنا بدوري أدعو لي ولكم ولجميع المسلمين بالهداية إلى طريق الصواب والبعد عن طريق البدع والضلالات 0 كما أحب أن أخبركم بأنني قمت بتصفح الموقع بأكمله )

أقول وبالله التوفيق : إن كنت أدعو لكِ سابقاً فقد كنت أحسن الظن وكنت اعتقد أنك ممن لا يعلم في هذا العلم شيء وأردتِ أن تعرفي الحق وأهله ، أما بعد ما تبين لي من رفضك الحق وأهله ، ورفضك لكافة الأدلة والبراهين التي ما تركتُ شاردة ولا واردة فقد تغير الأمر الآن ، واعلمي أننا أقوياء في الحق ، وإن تكلمنا فبإذن الله سبحانه وتعالى لا نتكلم إلا بالحق ومن الحق ، والحق كل الحق في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال علماء الأمة العاملين العابدين قديماً وحديثاً 0

حادي عشر : ثم تقول : ( وأنا الآن بصدد مناقشة الموقع بأكمله وليس قسم القصص الواقعية فقط 0 سوف أحصر إجابتي حول النقاط التالية : لقد أبديت اهتمامي بصفحة " قصص واقعية " ، والقصد من النقاش أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى من يقوي إيمانها بدلاً من تخويف الناس الذين لا يعلمون ماهية عالم الجن وما أخبرنا به ديننا الحنيف ، فيصدقون كل ما يقال ، ويعزون كل ما يحدث معهم مما شابه ما سمعوه إلى الجن ، فتكبر مخاوفهم وتشغلهم عن أسس ديننا ، وتقوي قدرة الشيطان على الوسوسة إليهم ) 0

أقول وبالله التوفيق : وما دخل هذا الموضوع في مسألة الصرع ، وهل تعتقدين إن إظهار الرقية الشرعية بمظهرها الشرعي ، وكذلك تعريف العامة والخاصة بالأمراض الروحية وأثرها وتأثيراتها ، وإيراد بعض القصص التي تؤكد هذه المسألة وحدوثها ، ولا يخفى على جاهل بل لنقل عاقل أن الهدف والغاية لكل مسلم هو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهل ترين الناس الآن منشغلين في هذه المسألة ، والأمة الآن تعيش في ضياع وبعد عن الكتاب والسنة إلامن رحم الله ، فقدشغلتهم المسلسلات والفنانين والفنانات والرياضة والحفلات والمنكرات على اختلاف أنواعها ، وتقولين بعد كل ذلك نخوفهم بتلك القصص ، ومسألة أخرى في غاية الأهمية وهيَّ أن تعلمي أن أغلب من يدخل الموقع ، هو إنسان قد ابتلي بمرض من الأمراض الروحية من صرع أو سحر أو عين ، وهو يبحث عن الحق ، وواجبي وواجب الإخوة أن نظهر لهم هذا العلم كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بدل أن يقتحم مواقع السحر والشعوذة والدجل والضلال أو أن يرتاد السحرة والمشعوذين ، وهنا تكون الطامة الكبرى ، والمؤمن الحق لا يحاف لا من الجن ولا من غيرهم فارتباطه بخالقه سبحانه وتعالى 0

ثاني عشر : ثم تقول : ( تصوروا أن إنسانا دخل في الإسلام حديثاً ، ما هو موقفه من هذه القصص ؟ أنا ككل المسلمين ، أؤمن بوجود عالم الجن ، وتأثيرهم على ضعاف الإيمان ممن يسلمون بقدرة الجن على مس الإنسان بالضرر ، ولكن ليس لهم سلطان على المؤمنين الحق ، وهنا تكمن مهمتنا ، في تثبيت الإيمان وعدم إزاغة العقول إلى غير ذلك عن طريق هذه القصص
هناك نوعان من الصرع : مرض عصبي ، ومرض نفسي من مس الشيطان ، إذا كفر الإنسان بالله، أما إذا اعتقد الإنسان بالله ، وقال أعوذ بالله من همزات الشياطين وأن يحضرون فليس للشيطان على الإنسان من سلطان ، إذن ليس هناك داعي للخوض في هذه الأمور وليس هناك خوف على المؤمنين الذاكرين ) 0

أقول وبالله التوفيق : وما دخل من يدخل الإسلام حديثاً بعرض مثل تلك القصص هذا من ناحية ، أما من الناحية الثانية فنحن لا نعتمد في إثبات هذه المسألة من الناحية الشرعية على ذكر تلك القصص كما أشرت آنفاً ، إنما القصد من إيرادها هو الاستئناس والعبرة والعظة ، وأنا على يقين تام بأن الذي يدخل الإسلام ويعتنقه عن قناعة تامة ، ويؤمن بالله سبحانه وتعالى ، ويعلم أن البرزخ حق ، وأن النار حق ، وأن الجنة حق ، ولا أعتقد أن لديه أي مشكلة في أن يعلم أن الجن قد تقترن بالإنس وقد تؤذيه بصرع أو سحر أو عين لأن الأدلة النقلية الصريحة الصحيحة تؤكد على ذلك 0
أما أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين فهذا عين الحق ، ولكن هذه المسألة مسألة أخرى ليس لها علاقة بمسألة الصرع كما ذكر أهل العلم ، وكما سوف أبين لكِ في الاستشهادات التي ذُكرت من قبلكِ ، فقد بين أهل التفسير وأهل العلم في كثير من الآيات التي تتحدث عن هذا المفهوم ، أن الشيطان ليس له طريق إلى المسلم الحق بالوسوسة والإضلال 0
أما قولكِ : " هناك نوعان من الصرع : مرض عصبي ، ومرض نفسي من مس الشيطان إذا كفر الإنسان بالله " ، أولاً النوع الأول هو مرض عضوي وليس عصبي كما ذكرتِ ، وهو يقع نتيجة أخلاط في الدماغ كما ذكر ذلك الأطباء ، وأما النوع الثاني فكيف يكون " مرض نفسي من مس الشيطان " ، لا زلت أشعر تناقضاً كبيراً في كلامك ، وأشعر أنك لا تفرقين بين المرض النفسي والاقتران الشيطاني ، فتارة تقولين " ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم " ، فقولي لي بالله عليك هل تقرين أصل المسألة أم لا ؟؟؟ وإن كنت تقرين ذلك بحق الكافر دون المؤمن ، فمن باب أولى أن يصاب المؤمن بهذا المرض لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ، وما قصص بعض الصحابة عنا ببعيد ، لأن الأصل في المسألة هو : هل يقترن الجن والشياطين بالإنسان ، فإن كان جوابك بنعم فقد يصيب ذلك الكافر والمسلم ، وإن كانت الإجابة بلا ، فالمعنى أنه لا يقترن لا بمسلم ولا بكافر 0
أما بالنسبة للذكر والدعاء كما أشرتِ ، فمما لا شك فيه أن الذكر والدعاء من أقوى وأعظم الوسائل التي تقي المسلم بإذن الله سبحانه وتعالى من إيذاء الشياطين ، ولكن هذا لا يتعارض مع قدر الله سبحانه وتعالى ، وقد يبتلى المؤمن بالاقتران لحكمة يعلمها الله ، كما حصل مع بعض الصحابة أمثال سعدية وعثمان ابن العاص – رضي الله عنهم أجمعين – 0

ثالث عشر : ثم تقول ( الجن أقوام مثل الإنس ، ومنهم الصالح ومنهم الطالح الخبيث من الجن هم الشياطين الذين أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نستعيذ به منهم ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول" أعوذ بالله من الخبث والخبائث " الجن لا يعلم الغيب ، ولكنهم عالم يمتلك خصائص تختلف عن خصائص عالم الإنس ، لهذا يمكنهم أن يعلموا بعض الأمور التي وقعت ، وأكثرهم كاذبون ، وأي تعامل بين أي جن وبين أي إنسان يكفّر الإنسان أي إنسان يتعامل مع الجن أفاك أثيم مهما كان زيه ولو لبس العمامة وادعى معرفة بالله هل يُلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟ هل للشياطين سلطان على الإنس في عقائدهم وإرادتهم وأعمالهم ؟ ) 0

أقول وبالله التوفيق : لم تأتي بجديد فكلنا يعلم أن الجن أقوام : فمنهم الصالح ومنهم الطالح ، ونعلم كذلك أننا مأمورون بالاستعاذة منهم ، ونعلم أيضاً أن الجن لا تعلم الغيب ، ونعلم أنهم يعلمون غيباً حاضراً ، فأنواع الغيب ثلاثة : غيب الماضي ، وغيب الحاضر ، وغيب المستقبل ، فالأول والثاني قد يُعلم من قبل الجن والشياطين ، أما النوع الثالث فلا يعلمه إلا الله ، ونعلم كذلك أن أكثر الجن كاذبون بدليل : " صدقك وهو كذوب " كما ثبت من حديث أبو هريرة – رضي الله عنه - ، أما قولك " وأي تعامل بين أي جن وبين أي إنسان يكفّر الإنسان " فهذا ليس على إطلاقه كما بين ذلك أهل العلم ، فمن كان يتعامل معهم بالسحر والشعوذة والعزائم والطلاسم والكواكب والنجوم فهذا كافر لا شك في كفره ، أما من يستعين بهم دون الطرق الكفرية فهذا آثم ، وقد فصلت في هذه المسألة : ( الاستعانة بالجن ) في كتابي ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0
والسؤال الذي أطرحه على المذكورة : وما دخل كل ما ذكرت بأصل المسألة ( الاقتران الشيطاني ) هذا من ناحية ، أما من الناحية الثانية فكل ما ذكرتهِ جاء نصه في الكتاب والسنة والأثر ، ولذلك نحن مع كل ما قلت ولا نخالفك الرأي بذلك ، لأن قائدنا في ذلك الكتاب والسنة ،
والسؤال الثاني الذي أطرحه عليكِ : لماذا تأخذين وتقرين بكل ذلك مع أن أصله في الكتاب والسنة ، ولا تأخذين وتقرين بمسألة الصرع وأصلها ثابت في الكتاب والسنة وأقوال علماء الأم !!!

رابع عشر : ثم تتابع الحديث فتقول : ( بيت القصيد ، وأكثر ما يهمني من كل هذا النقاش ، هو أنه ولله الحمد ، المؤمنون معصومون من أذى الشيطان ومسه ولبسه ما داموا يتقون الله ويعلمون أنه ليس للجن عليهم من سلطان ، قال الله تعالى في سورة الحجر : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( الآية 42 ) 0

أقول وبالله التوفيق : إن كان القصد بالوسوسة والإغواء فالإجابة بنعم ، مع أن المؤمن أحياناً قد يقع في الخطأ وهو بالتأكيد من وسوسة وإغواء الشيطان ، ثم يستغفر ويتوب ، أما إن كان القصد الاقتران والتلبس ، فهذا الكلام غير صحيح ، لأن الآية أصلاً لا تتحدث عن الاقتران ، بقدر ما تتحدث عن الإغواء والوسوسة والضلال ، يقول الدكتور عمر الأشقر – حفظه الله - : ( دعواهم أن السحر من عمل الشيطان ، والشيطان لا سلطان له على عباد الله ، نقول : إن المراد بقوله : ( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلطَانٌ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) أي في الإغواء والإضلال ، أما إصابة الشيطان العبد الصالح في بدنه فالآيات لا تنفيها وقد جاء في القرآن ما يدل على إمكان وقوعها ، كما حصل لأيوب وموسى - عليهما السلام - ) ( عالم السحر والشعوذة – ص 187 ) 0

خامس عشر : ثم تقول : ( وأبدأ حديثي هنا عن الجن كمفهوم مما ورد في القرآن والسنة ، ومن آراء العلماء الذين قرأت لهم ، واستمعت إلى خطبهم ، وحضرت دروسهم : ورد ذكر الجن صراحة في القرآن الكريم سورة الرحمن ، قال تعالى : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) ( سورة الرحمن - الآية 33 ) ، وبناء على ذلك , فأنا لا أنكر وجود الجن ، ولا أنكر تأثير بعض خبثاء الجن على الإنس ) 0

أقول وبالله التوفيق : لم نأتي كي نتناقش في مفهوم الجن ، فالحمد لله كلنا يعلم أن الجن موجودون وهم مأمورون منهيون ، ومنهم الكافر والمسلم ، ومنهم الصالح والعاصي والفاجر ، ومسلمهم نهم في الجنة ، وكافرهم في النار ، ولهم أنواع ذكرت في السنة المطهرة وهم يأكلون ويضعنون ، الخ 000 ، المسألة ليست إثبات وجود الجن من عدمهم ، ثم تقول : " فأنا لا أنكر تأثير بعض خبثاء الجن على الإنس " والله قد تحيرت معك ، أولاً تقولين : " ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم " ، أريد أن أعرف إجابتك واضحة : هل تؤمنين أن الجن يتلبس ويقترن بالإنس ؟؟؟

سادس عشر : ثم تتابع فتقول : ( ولكن ما يهمني هو أنه ليس كل ما نسمعه من قصص عن الجن صحيحة ، وأغلبها ملفقة ولا تمس الواقع بصلة ) 0

أقول وبالله التوفيق : كل ما ذكرته من قصص في الموسوعة الشرعية أحداث ومجريات حصلت معي شخصياً ، وأقسم بالله على ذلك ، وإن أردت فسوف أحيلك إلى بعض الحالات التي كانت تعاني من تلك الأمراض ، وتتحدثين معهم شخصياً ، وقبل أن أذكر أية قصة في الموسوعة أخذت الإذن من أصحابها دون ذكر اسم أو تنويه أو إفصاح عن أصحابها ، وهذا القَسَمُ ليس كي أثبت لكِ ذلك ، فأنت لست من العدول الثقات ، التي تحكم على الصحة من الخطأ ، أما إن كنت تكذبيني فيما ذكرته من قصص واقعية ، فسوف أقف أنا وأنت بين يدي العزيز الجبار ونحتكم عنده سبحانه وتعالى وهو الحكم العدل 0

سابع عشر : ثم تقول : ( فهناك من الفتيات من تخطئ مع شاب ثم تأتي وتدّعي أن هناك من الجن من يجامعها ، وهناك من له مصلحة من وراء هذه الادعاءات سواء مادّية يستخدم الرقية "الشرعية" وأساليب مقززة للحصول على عائد مادي مدعياً قدرته على الاتصال بالجن وطردهم من الإنسان – المصروع - أو معنوية في أن يجعل من نفسه مهاباً ومسموع الكلمة بين الناس ضعيفي الإيمان بالله ) 0

أقول وبالله التوفيق : وما دخل ذلك في الموضوع ، أتريدين يا أمة الله أن ننكر مسألة شرعية أثبتها الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً من أجل ادعاء فارغ من فتاة ساقطة ، عودي لكتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) لتعلمي كثير من القواعد المتعلقة بهذا العلم ، كما أحيلك إلى كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) الذي أسهبت وفصلت فيه لكثير من المخالفات الشرعية من قبل كثير من المعالجين ، ولا يعني مطلقاً أننا نقر ونرضى بكثير من التصرفات المادية وغير الأخلاقية التي تنتهك باسم الرقية الشرعية من قبل هؤلاء ، ولا بد أن نفرق بين العلم كعلم ، وبين السلوكيات المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح – رضوان الله عليهم أجمعين - في تقرير المسائل الشرعية 0

يتبع

أبو البراء 03-09-2004 10:35 AM

ثامن عشر : ثم تقول : ( هناك من ضعاف الإيمان من يقرأ أو يسمع قصة عن الجن فيصدق ويبدأ بعزو كل ما يعزب عليه إلى الجن وهذا العالم الغيبي ، وأردت منكم ألا تعينوا الشيطان على المسلمين ، فالجن لا يؤثر على أحد إلا إذا استكان لهم وخضع لهم واتبعهم واعتقد بهم وأشركهم مع الله عز وجل 00 هذا الذي يفعل ذلك يتحمل تأثيراتهم ، فكل من يستكين بأوهامه لهم ، و يتخيل أنهم بيدهم نفعه أو ضره يتعرض لمسّهم وتخبطاتهم ، لإستعاذته بهم ، وإلتماسه نفعهم، أو استخدامهم للإضرار بأعدائه من الإنس ) 0

أقول وبالله التوفيق : تقرير المسائل الشرعية لا يكون بناء على فهم فلان أو علان ، نعود للأصل : هل المسألة مثبتة بالأدلة القاطعة في الكتاب والسنة ، إن كان الجواب بنعم ، فلا يعنينا أي كائن من كان ، وهنا تكمن أهمية العلماء وطلبة العلم والدعاة في توجيه الناس الوجهة الشرعية الصحيحة ، أما أن ننكر أصل المسألة ، من أجل أن فلان من الناس أصابه وهم فأصبح يعيد كافة الأمور إلى الجن والصرع والسحر والعين ، فهذا هراء وأي هراء ، ولا يقبل بمثل هذا الكلام من جاهل على أن يقبل من فاهم أو عالم 0
أما قولك " : وأردت منكم ألا تعينوا الشيطان على المسلمين " ، فهل يا أمة الله من يبين الحق والطريق المستقيم ، ويبين للأمة طريقها الصحيح ، ويعلمها ما جاء في كتاب ربها وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والذي يبين السحر وخطره وخطورته على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم ، ويحذر من الطرق المبتدعة والوسائل غير الشرعية المخالفة للكتاب والسنة والأثر يوسم بأنه يعين الشيطان على الإنسان ، أنا في حقيقة الأمر لا أعرف بأي عقلية تفكرين ، وبأي منطق تتحدثين 0
أما حديثك حول مسألة الضر والنفع ، فنحن من يعلم الناس أن ذلك من الله وحده مصداقاً لكثير من الأدلة النقلية الصريحة في الكتاب والسنة ، ولنا في حديث ابن عباس – رضي الله عنه – حيث كان ردفاً للمصطفى صلى الله عليه وسلم على دابته فقال له عليه الصلاة والسلام : ( يا غلام ! إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ورفعت الصحف ) ( صحيح الجامع 7957 ) 0

تاسع عشر : ثم تتابع فتقول : ( علّمنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نستعيذ بالله من همزات الشياطين ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ ) 0
ففي هذا الحديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الشياطين لن تضر الإنسان إذا استعاذ ، فلماذا إذاً نقوي سلطانهم بمحاولة إقناع الناس بأنها تضر الإنسان , بينما تأثيرها متوقف على الكافر كما سأبين لاحقاً , ونحن بحمد الله مؤمنون موحدون ) 0

أقول وبالله التوفيق : وما دخل هذا الاستشهاد في مسألة إثبات صرع الجن للإنس ، وأود أن أذكر ما ذكره المباركفوري – رحمه الله – في شرحه وتعقيبه على الحديث ، حيث قال : ( قوله : " إذا فزع : أي خاف ، " في النوم " : أي في حال النوم ، أو عند إرادته ، " أعوذ بكلمات الله التامة " : أي الكاملة الشاملة الفاضلة ، وهي أسماؤه وصفاته وآيات كتبه ، " وعقابه " : أي عذابه ، " شر عباده " من الظلم والمعصية ونحوهما ، " ومن همزات الشياطين " : أي نزعاتهم وخطراتهم ووساوسهم وإلقائهم الفتنة والعقائد الفاسدة في القلب ، وهو تخصيص بعد تعميم ، " وأن يحضرون " : أي ومن أن يحضروني في أموري كالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك لأنهم إنما يحضرون بسوء ، " فإنها " أي الهمزات " لن تضره " أي إذا دعا بهذا الدعاء وفيه دليل على أن الفزع إنما هو من الشيطان ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 356 ) 0
فالمسألة كما ذكرها أهل العلم متعلقة بالنزعات والخطرات والوسوسة وإلقاء الفتنة والعقائد الفاسدة في القلب ، وهذا لا خلاف عليه ، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بمسألة النقاش وهيَّ تلبس الجان بالإنسان 0

عشرون : ثم تقول : ( تقولون : " والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على النساء ) 0

أقول وبالله التوفيق : هذه ليست مقولتنا بل ذكرها الدكتور الفاضل عبدالكريم نوفان عبيدات – حفظه الله – حيث قال : ( والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254 ) 0

والرجل معروف بعقيدته ومنهجه ، ولم يخالف الكتاب والسنة في فكره ورأيه ، وهذا ليس قول الدكتور فقط ، بل عليه أثبات علماء السنة والجماعة قديماً وحديثاً ، وإليكم ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

قال شيخ الإسلام ابن تيميه مقررا دخول الجن في بدن المصروع : ( وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ( متفق عليه ) 0 وقال عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع 0 فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه 0
وهذا الذي قاله مشهود ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما 0 والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله 0 وقد يجر المصروع وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ،
وينقل من مكان إلى مكان 0 وتجري غير ذلك من الأمور ؛ من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان ) ( مجموع الفتاوى – 24 / 277 ) 0

لفتة لسماحة العلامة الشيخة 0000 ( قال شيخ الإسلام في معرض حديثه : " وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة " ، ولم يقل " الكافر " ، والإنسان يشتمل على المسلم والكافر ) 0

وقال – رحمه الله - : ( أن المعتزلة هم الذين أنكروا مس الجن للإنس وقد أخطأوا في ذلك ، ومس الجن للإنس ثابت بالكتاب والسنة ) ( مجموع الفتاوى – باختصار – 19 / 9 ، 65 ) 0

وأقول بعد ذلك : سبحان الله إذا انتكست الفطرة والفكر أصبح الإنسان يأخذ برأي الأشاعرة والمعتزلة ويترك فكر السلف الصالح – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين – 0

الحادي والعشرون : ثم تقول : ( يعتدون – تقصد الجن والشياطين - على نساء الإنس ؟ هل يعقل هذا ؟ وأين الله ؟ هل تحسب أن الله يكلنا إلى الجن يفعل بنسائنا ما يشاء ؟ لا والله ، قال تعالى في سورة الحجر: ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ فهل نحن مؤمنون ؟ هل نحن عباد الله أم من الغاوين ) 0

أقول وبالله التوفيق : أقول : نعم لا يعقل في نظر الأشاعرة والمعتزلة ومن سار على دربهم ، ونهج منهجهم ، أما وفق منهج أهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح فهذا هو الحق والصدق ، ومن هنا أقول :

أولاً : الظاهر أن التناكح بين الجن والإنس بالرغم مما بينهما من الاختلاف ، أمر ممكن عقلا ، بل هو الواقع ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، فمنهم من رأى إمكانية ذلك ، ومنهم من رأى المنع ، والراجح إمكانية حدوث ذلك في نطاق محدود ، بل هو نادر الحدوث والله أعلم 0
ثانياً : وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم ( أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19/39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ) 0

قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ) ( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 ) 0

قال الشبلي : ( هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن ، فقال : ما أرى بذلك بأسا في الدين ، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها : من زوجك ؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام ) ( غرائب وعجائب الجن - ص 86 ) 0

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : ( إن بعض الجن يتصور للإنسي في صورة امرأة ثم يجامعها الإنسي ، وكذا يتصور الجني بصورة رجل ويجامع المرأة من الإنس كجماع الرجل للمرأة وعلاج ذلك التحفظ منهم ذكورا وإناثا بالأدعية والأوراد المأثورة وقراءة الآيات التي تشتمل على الحفظ والحراسة منهم بإذن الله ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 196 ) 0

قال صاحبا فتح الحق المبين : ( والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم مداها إلا الله ، فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة 00 والله المستعان 0 وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة " ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 ) 0

فالأمر قد يقع بقدر الله الكوني لا الشرعي ، ولكن الله سبحانه وتعالى حفظ العبد المسلم ، ولكن إذا قدر الله سبحانه وتعالى أمر على العبد فإنه نافذ لا محالة ، ومن هنا نرى أن مسألة الصرع قليلة نسبياً ، وإلا لولا ذلك الحفظ لرأينا غير ذلك ، ولا زالت المذكورة تستشهد بالآيات في غير موضعها 0

الثاني والعشرون : ثم تقول : ( إذاً هذا هو السلاح المجدي ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ) 0

أقول وبالله التوفيق : عدنا لسابق عهدنا بالاستدلال بأحاديث في غير موضعها ، الحديث سماحة الشيخة يتحدث عن أذكار يحفظ بها الإنسان نفسه من ذكر وأنثى الشياطين ، والحديث فيه دلالة على أن الشيطان قد يؤذي الإنسان حتى بالاقتران في مثل هذه الحالة ، أما استشهادك في غير محله ، وإليك ما قاله العلماء في الحديث :

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " إن هذه الحشوش " ، هي الكنف ومواضع قضاء الحاجة وأحدها حش 0 قال الخطابي : وأصل الحش جماعة النخل المتكاثفة ، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتخذ الكنف في البيوت ، " محتضرة " أي تحضرها الجن والشياطين وتنتابها لقصد الأذى " أعوذ بالله من الخبث والخبائث " قال الخطابي : الخبث : جماعة الخبيث ، والخبائث جمع الخبيثة ، يريد ذكران الشياطين وإناثهم ، قال النووي : وهذا الأدب مجمع على استحبابه ولا فرق فيه بين البنيان والصحراء ) ( عون المعبود – باختصار – 1 / 12 ، 13 ) 0

وقول الخطابي : ( أي تحضرها الجن والشياطين وتنتابها لقصد الأذى ) ، ومن هذا الإيذاء هو الاقتران والتلبس ، كما تبين ذلك مع كثير من ثقات المعالجين 0

الثالث والعشرون : ثم تقول : ( فالفكرة الأولى أن الشياطين ليس لهم سلطان على الإنسان إلا إذا اعتقد بهم أو أشركهم مع الله، وخضع لسلطانهم توهم أنهم ينفعونه أو يضرونه، أو ابتغى النفع عندهم ، أو استعاذ بهم ، التجأ إليهم ، أراد أن يكيد لإخوانه من الإنس عن طريقهم ، إذا فعل هذا !! مسّه شرهم ومسته همزاتهم ودفع ثمن شركه وبغيه وعدوانه غالياً 0 هل يُلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟ ) 0

قلت وبالله التوفيق : كل ما ذكر تحت هذا العنوان سبق الرد عليه وبالتفصيل فليراجع 0

الرابع والعشرون : ثم تقول : ( لا يمكن لإنسان يتعاون مع الجن إلا أن يكون كافراً ، لأن من أدق تعريفات الساحر هو الذي يتصل بالجن وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ ) 0

أقول وبالله التوفيق : هذا الكلام ليس على إطلاقه كما سبق وأن ذكرت ، ويعتمد على حال المستعين فإن استعان بهم بالسحر والنجوم والطلاسم والعزائم فهذا كافر بلا خلاف ، أما الاستعانة دون كل ما ذكر فيقع فيها المستعين بإثم عظيم كما بين ذلك أهل العلم ، هذه مسألة والمسألة الثانية ما دخل السحر بموضوعنا الذي نتحدث عنه ، قلت لكم المشكلة أن المذكوة لا تفرق بل قل لا تعلم المصطلحات الشرعية التي تتحدث عنها ، فخلطت الحابل بالنابل ، لأنها تحمل فكراً تريد أن تثبت أنه حق ، دون أن تعود إلى الحق وأهله 0

الخامس والعشرون : ثم تتابع حديثها فتقول : ( هذا اتصال هدفه إضلال البشر ، ولو تزيّ هذا الذي يتصل بالجن بزيّ ديني ولبس عمامة خضراء ، هو عند رسول الله كافر، لأن هدفه إيهام الناس أن بيد الجن النفع والضر وتحويل الناس عن الله سبحانه وتعالى إلى خلقه 0 وفي تكذيب من يلقي سمعه للشياطين وإثمه الكبير قال تعالى في سورة الشعراء : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) ( الآية 22 ، 23 ) 0
أما العلوم والأخبار التي يمكن أن يلقيها الجن إلى قرنائهم من الكهان فهي بحسب مواضيع هذه العلوم التي يلقونها، فإن كانت من العلوم التي تتعلق بالأمور المشهودة فالجن أحياناً يستطيعون أن ينقلوا هذه الأخبار " التي وقعت "، وهي أخبار تحتمل الصدق والكذب ، وليس ببعيد أن يوجد في الجن كذابون ، وقد أثبت الله تعالى أن منهم العصاة الكافرون ومن جهة ثانية ، فإنه لا يصح الثقة بأخبارهم لانعدام المقاييس التي بحوذتنا في معرفة صدقهم وكذبهم 0 فإنتقال الجن سريع جدا، والدليل، قال تعالى : ( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ( سورة النمل – الآية 39 ) ، وإن كانت الأخبار من الغيبيات , فهم كاذبون ، لأن الله استأثر بعلمها حيث يقول : ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (سورة لقمان – الآية 34 ) 0

أقول وبالله التوفيق : كل ما ذكر تحت هذا العنوان معلوم لدينا وللقراء الأعزاء فدليل الكتاب وصحيح السنة يؤكد على ذلك ، ولكن ما دخل هذا بموضوعنا الرئيس ، الذي يظهر أن المذكورة لا تعي ما تقول ، بل لا تعلم الكوع من البوع ، وصدقوني أيها الأحبة أمثال هؤلاء لا ينفع معهم إلا مثل هذا الأسلوب الساخر في النقد والتعقيب 0

السادس والعشرون : ثم تقول : ( أما تأثير الجن على الإنسان فنوعان : النوع الأول : نوع مرض عصبي ( المرض العصابي ) كما قال بعض الأطباء تخريش بالدماغ ، وهذه تعالج من قبل الطبيب النفسي وهنا تجدون تحليلاً مستفيضاً لهذا من طبيب نفسي مسلم يحلل الموضوع على أسس إسلامية في شبكة أسلام أون لاين ( -------- ) : والنوع الثاني : من تأثر الإنسان بالشيطان وهذا يكون إذا أعتقد به ، أو استسلم له ، أو ابتغى النفع من عنده ، أو توهم أنه ينفعه أو يضره ، أو أشركه مع الله عز وجل ، أو خنع له 0 أما إذا اعتقد بالواحد الديان وقال أعوذ بالله من همزات الشياطين، لمجرد أن يذكر الله يذهب عنه الشيطان ) 0

أقول وبالله التوفيق : عدنا إلى الهذيان ، بحيث أصبحنا لا نفرق بين الطب النفسي والأمراض الروحية ، وليس لي تعليق وأترك الأمر للقراء الأعزاء ، هذا من جهة أما بالنسبة للطبيب النفسي المسلم فإن كان يعالج الأمراض النفسية ويضع لها الحلول الناجعة والفاعلة ، ويقف مع الحالات المرضية ولا ينكر الأمراض الروحية وأثرها وتأثيراتها ، فالحمد لله على ذلك فهذا ما نصبوا إليه وما نريد ، أما إن كان ممن لا يؤمنون بتلك الأمراض وأعراضها ، بل قد يذهبون إلى علاج الحالات المرضية بطرق وأساليب تخالف بمجملها الدين الإسلامي الحنيف ، فهؤلاء ليس لنا حاجة في أمثالهم ، وبحمد الله سبحانه وتعالى فقد قيض لنا رجال وأطباء نفسيين صدعوا بالحق وأعانوا عليه 0

السابع والعشرون : ثم تقول : ( هل للشياطين سلطان على الإنس في عقائدهم وإرادتهم وأعمالهم ؟
لا سلطان للشياطين على الناس، لا في عقائدهم ولا في إرادتهم ولا في أعمالهم مطلقاً لأن الله جل وعلا حجزهم عن ذلك ولم يجعل لهم سلطاناً على بني آدم لتكون إرادة الإنسان حرة في اختيارها طريق الخير أو طريق الشر ويخاطب الله عز وجل رأس الشياطين إبليس ، وأقدرهم على سلطان إن كان هناك سلطان فيقول في سورة الحجر: ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( الآية 41 ، 42 ) وفي سورة الناس : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ) ( سورة الناس ) 0
معنى الخناس أنه يهرب سريعاً بمجرد قول " أعوذ بالله " خنس و انتهى الأمر 0 إذن ينحصر عمل الشيطان مادام ليس له علاقة بعقائدنا ، ولا بإرادتنا ولا بأعمالنا ولا يعلم عن الغيب شيئاً ، ولا يؤثر على أجسامنا ، عمله محصور في وظيفة دقيقة جداً هي الوسوسة الخفية ، وهذا كل ما يملك 0 وأعود وأكرر, ينحصر عمل الشيطان في الوسوسة الخفية ولا يزيد على ذلك شيئاً وهذه الوسوسة تخنس وتتخاذل أمام حزم المؤمن وإرادته والتجائه إلى الله تعالى بالاستعاذة والذكر والمراقبة ، أما إخوان الشياطين فإنهم يستجيبون لوسوستهم وينساقون معهم فيتسلط الشيطان عليهم فيمدهم في الغيّ ويزين لهم الشر والضلالة ، وأي عمل فيه شر ظاهر هو من عمل الشيطان الذي يوسوس للناس ، قال تعالى : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) ( سورة القصص – الآية 15) قد علمنا الله سبحانه وتعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ( سورة الأعراف – الآية 200 ، 202 ) 0
فإن وجد إنسان في نفسه شيئاً من الوسواس , وأحس بما يريبه , فعليه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم , فبمجرد استشعار الإنسان وجود الله وقدرته العظيمة، يخنس الشيطان , وإن عاد إلى الإنسان الوسواس , فما عليه إلا أن يكرر الاستعاذة والدعاء والضراعة إلى الله ، وهو على يقين من الإجابة , فالله عند ظن العبد به 0 أما ما فوق ذلك من الصرع , فالله أمرنا بالعلم , وكما في الشرح المستفيض للدكتور 0 وائل أبو هند في الوصلة , فعلى المؤمن أن يلجأ إلى الطبيب النفسي الذي يعالجه على أسس الدين, وليس في هذا حرج أو عيب , وإنما يعالج الإنسان من المرض النفسي كما يعالج من المرض العضوي بالأدوية والعقاقير, وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم, فضل العالم على العابد 0
وهذا يبين أن العلاج من هذا المس هو تذكر وحدانية الله وذكر قدرته وعجز الشيطان عن إيذاء المؤمن فيخنس الشيطان 0 فإذا استجبت للملك فأنت مؤمن وإن استجبت للشيطان كفرت، أما هذا فله حديث شريف، يقول عليه الصلاة والسلام : ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ) 0
حديث آخر عن إبن مسعود رضي الله عنه : قال عليه الصلاة والسلام : عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَلا يَأْمُرُنِي إِلا بِحَقٍّ ) 0

أقول وبالله التوفيق : وقفات مع مجمل الكلام السابق :

أولاً : كل ما ذكره لا خلاف عليه مطلقاً ، فنحن بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه نقر أنه ليس للشيطان سلطان ولا قدرة ولا طريق على عقائد الناس وإرادتهم وأعمالهم ، إنما يكون ذلك بالوسوسة ومحاولة الإغواء للوقوع في الحرام ، وكذلك نقر بالوسوسة الشيطانية وأنها حق وصدق وجاءت تؤكدها النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة ، وهذا أمر آخر بخلاف ما نتحدث عنه وهو ( الاقتران الشيطاني ) ، لذلك تراها تقول في موضع آخر : ( وأعود وأكرر, ينحصر عمل الشيطان في الوسوسة الخفية ولا يزيد على ذلك شيئا ) تناقض غريب وعجيب 0

ثانياً : ثم ترى عجباً في قولها : ( أما ما فوق ذلك من الصرع , فالله أمرنا بالعلم , وكما في الشرح المستفيض للدكتور 0 ( وائل أبو هند ) في الوصلة , فعلى المؤمن أن يلجأ إلى الطبيب النفسي الذي يعالجه على أسس الدين, وليس في هذا حرج أو عيب , وإنما يعالج الإنسان من المرض النفسي كما يعالج من المرض العضوي بالأدوية والعقاقير, وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم , فضل العالم على العابد ) 0
والله أحبتي عندما قرأت تلك الكلمات أيقنت يقيناً قاطعاً أنني أتحدث مع جاهل ، لأسباب كثيرة منها : أولاً : أن شيختنا الموقرة تأخذ عقيدتها ومنهجها من الدكتور ( وائل أبو هند ) وليس هذا طعناً في الرجل فلم أقرأ ولم أسمع عنه مطلقاً ، وهذه طامة كبرى لأنها تتحدث عن مسألة الصرع ، والثاني استشهادها بقوله صلى الله عليه وسلم ( فضل العالم على العابد ) 000 سماحة الشيخه ليس المقصود بالعالم ( الطبيب النفسي ) ، إنما المقصود العلماء العاملين العابدين أمثال : الإمام أحمد ، والأمام مالك ، والإمام أبو حنيفه ، والإمام الشافعي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهم الله – ونحوهم من أعلام الأمة ، والذي قمت بضرب أقوالهم بعرض الحائط 0

ثالثاً : أما ذكرها للآية الكريمة : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ) ( سورة الأعراف – الآية 200 ، 202 ) 0

فهذه الآية فيها دلالة واضحة على مس الجن للإنس كما ذكر أهل العلم ، وإليكم الدليل :

قال ابن كثير في تفسير الآية – وليس الطبيب النفسي ( وائل أبو هند ) - : ( إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان ، فقيل : بمعنى واحد 0 وقيل : بينهما فرق 0 ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ، وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ههنا حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبها طيف 0 فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يشفيني 0 فقال : " إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك – فقالت : بل أصبر ولا حساب علي " " أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 441 ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 708 ) ، والبزار - ج 1 / رقم 772 ، والحاكم في المستدرك - 4 / 218 ، والأصبهاني في" الترغيب " - برقم ( 529 ) ، والبغوي في " شرح السنة "- 5 / 236 " ) ( تفسير القرآن العظيم - 2 / 267 ) 0

الثامن والعشرون : ثم تقول : ( هناك ادعاءات كاذبة، يقوم بها بعض مدعي الاتصال بالجن ، ويفترون على الله افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان 0 فينسبون إلى الجنّ علم الغيب وينقلون عنهم كذبا ً، يزعمونه من علم الغيب، ويتلاعبون في عقول السُذج من النساء وصغار العقول ، أو يدّعون قدرة الجن على النفع أو الضرر، والجن أنفسهم لا حول لهم ولا طول ، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرا إلا أن يشاء الله.
وقد بيّن القرآن أن أهل الجاهلية الذين كانوا يعوذون برجالٍ من الجن لم ينفعوهم شيئاً بل زاد وهم غيّاً وضلالاً وبعداً عن الأمن الذي يرجونه منهم ، قال تعالى : وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ( سورة الجن – الآية 6 ) 0
عن حفصة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) 0
هذا إن لم يصدقه ، فلو صدقه فقد كفر! قاس العلماء على ذلك قراءة الفنجان ، قراءة الكف ، والتطيّر " التشاؤم " 0

قلت وبالله التوفيق : خلط واضح بيِّنٌ ما بين الاستعانة بالجن والسحر والشعوذة والكهانة والعرافة ، والتطير ، وهذا يؤكد لي يقيناً أن المذكورة لم تطلع على موقعي الرئيسي ، ولم تبحث في منتدى الرقية الشرعية كي تعرف المنهج الذي نسير عليه ، وقد بحثت موضوع السحر بحثاً مستفيضاً ف كتابي ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

التاسع والعشرون : ثم تقول : ( وإن يكن للجن شيء من القوة المادية فيما بينهم فقد صرفهم الله تعالى في مجرى العادات عن أن يكون لهم سلطان على الإنس والجن في نفعٍ أو ضرر إلا أن يشاء الله عزّ وجل شيئاً لحكمة أرادها ) 0

أقول وبالله التوفيق : هذا هو عين الحق ، ومن حكمته أحياناً أن يبتلى الإنسان بالصرع أو السحر أو العين 0

ثلاثون : ثم تقول مستشهدة بآية كريمة : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) (سورة الأعراف – الآية 27 ) 0
وقالت : الإمام الشافعي يقول : ( من قال إني رأيت الجن : لا تقبل شهادته لأنه كذاب ومزوّر " أنصدقه أم نصدق الله سبحانه وتعالى ، الله جلّ في علاه يقول إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( عَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا فَقَالَ لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) قَالُوا لا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْد ) 0
قلت وبالله التوفيق : كل ما ذكر تحت هذا العنوان هو عين الحق ، وقد بحثت هذا الموضوع بحثاً مفصلاً في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، وما علاقة هذه المسألة بمسألة النقاش وهيَّ الاقتران الشيطاني ؟؟؟ في حقيقة الأمر أنا لا أعلم الإجابة 0

الحادي والثلاثون : ثم تتابع فتقول : ( أهم ما في الموضوع أن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الجنّ بالذات : ( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ) ( الآية 20 ) فالعلماء قالوا : " الشرك هنا أن تعتقد بأن الجن ينفعون أو يضرون 0
وقال تعالى : ( قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ) ( سورة الجن – الآية 21 ) ، إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ، وحبيب الحق ، وسيد الخلق ، وسيد ولد آدم ، وأعلى مخلوق في الكون لا يملك نفعاً ولا ضراً " أفيملك النفع والضر الجنّ ؟! جاءت هذه الآية في سورة الجن ليعلمنا الله سبحانه وتعالى أن الجن لا يملكون نفعاً ولا ضراً ، ولا يعلمون الغيب ، ولا يملكون إلا شيئا واحداً ، ألا وهو الوسوسة الخفية 0 فإذا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، إنتهى كل شيء 00 عندما يرتكب الإنسان معصية يصبح قريباً من الشيطان ، فإذا أطاع الله عزّ وجل ، يصبح الشيطان بعيداً عنه لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر : ( يا عمر ما سلكت فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً آخر ) 0 على قدر استطاعتك يبعد عنك الشيطان ، على قدر المعصية يقترب منك الشيطان ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ( سورة آل عمران – الآية 174 ، 175 ) في بلادنا العربية ، وخصوصاً الخليج العربي، يعتبرون من يذهب إلى الطبيب النفسي مجنوناً يفضلون العذاب بصمت على العلاج من قبل طبيب نفسي يعالج عن دراية وأسس دينية إسلامية. أتمنى على كل من يجد في نفسه ما يريبه , أو فيمن يحب ما يبدو عليه هذا, أن يلجأ إلى الله بالدعاء, ويعيد حساباته ويقوي إيمانه, ويلجأ إلى الطبيب النفسي حين الحاجة, هدانا الله وهداكم, وثبتنا على الطريق القويم وشكراً 0

أقول وبالله التوفيق :

أولاً : مما يقره منهج أهل السنة والجماعة أن الضر والنفع بيد الله سبحانه وتعالى دون غيره من الخلق ، وقد ذَكَرت الأخت بعض تلك الأدلة من كتاب الله ، وكنت قد ذَكَرتُ حديث ابن عباس – رضي الله عنه – الدال على هذا المفهوم ، فلا خلاف إن شاء الله تعالى 0

ثانياً : أما قولها : ( ولا يملكون إلا شيئا واحداً ، ألا وهو الوسوسة الخفية ) ، فقد أكدت بما لا يدع مجالاً للشك من خلال نقاشي وتفصيلي السابق أن هذا الفهم فهمٌ قاصر ، وأنه يملكون غير الوسوسة وهو الصرع والاقتران 0

ثالثاً : أما قولها بعزوف البعض عن مراجعة المصحات النفسية نتيجة عوامل اجتماعية مختلفة ، فهذا هو الواقع في بعض الحالات ، أما الحالات الأخرى فتذهب وتعالج لدى المصحات النفسية ، وبالمناسبة فإن أثبات المعالجين أصحاب العلم الشرعي يطالبون الحالات النفسية من مراجعة الأطباء والمصحات النفسية والعلاج والاستشفاء كذلك بالرقية الشرعية ، حيث أن الأمراض النفسية هيَّ حق وصدق ، ولها رجالها وأخصائيوها 0

هذا ما تيسر في ردي وتعقيبي التفصيلي ، فما أصبت فمن الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان ، وسوف أغلق باب الحوار والنقاش في هذه المسألة ، فقد اتضح الأمر وبان العوار ، وأُذكَّر بأن الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة طلب للمناظرة من قبل أهل البدع ، فكان يقول : ( ولا كلمة واحدة ) ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أتباع الطائفة الناجية المنصورة ، وأن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل 0

المراجع :
1)- القرآن الكريم 0
2)- السنة النبوية المطهرة 0
3)- أقوال أثبا علماء أهل السنة والجماعة قديماً وحديثاً 0

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:36 AM

السلام عليكم,

في الحقيقة, لم أكن أريد الكتابة, ولكن,بعد أن قرأت إجابتكم, التي مازلتم تصفونها بالكافية الوافية المستوفية للحجة والبرهان, لم أستطع التوقف عن الكتابة, فالمذكور (مهما كان المقصود بهذا الوصف الذي وصفني به) يقرر ويحكم وكأن ما في العالم كله عالم غيره, وأنا لم ولن أدع العلم, ولكن الحق أحق بأن يتبغ, والمذكور حاد عن الحق كثيراً, وأخذته العزة بعيداً عما يقول بأنه مبدأه, وهنا لن أكتب مقالات وصفحات, ولكني سأستشهد بما قال, وأجعله هو يرد على نفسه:

يقول:
طالب العلم أو الباحث عن الحق ، لا يقرر في مسألة من الناحية الشرعية إلا بعد أن يستوفي البحث والتحقيق الشرعي العلمي التأصيلي ، ومن ذلك الأدلة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً ، ليقف على خلاصة بحث المسألة ، أما القذف واتهام الناس في عقائدهم ودينهم فهذا لا يصدر إلا من جاهل متعالم ، لا يفرق بين الركن والواجب
وهذا يجعلني أتساءل, لم لم يقم هو بفعل هذا, ولم اتهمنى بعقيدتي وديني وسفه آرائي مع أنني لم أقل إلا قال الله و قال الرسول,بينما هو أخذ يكتب صفحات عن قول فلان وفلان ممن يصف بأهل السنة والجماعة, وكل ما قاله من آيات وأحاديث هو التالي:
( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 )
( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه )

وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي ، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " : اخرج عدو الله ، اخرج عدو الله " ، وفي بعض ألفاظه : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0

فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك – أي الابعاد والطرد - بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( صحيح الجامع 2108 ) ، وفي رواية : ( فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه )

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه )
قوله تعالى: ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )

أما باقي ما جاء به, فهو كله قال فلان و فلان, بينما كل ما جئت به أنا من أدلة من القرآن الكريم والسنة الشريفة,لا تنفي بأي حال من الأحوال وجود الجن, وتأثيرهم في الناس من غير المؤمنين, ولكني أنكر ذلك على المؤمنين المتبعين لتعاليم دينهم, حيث أمرهم الله سبحانه وتعالى أن يستعيذوا من الشيطان.

أرجو من الأستاذ, أن يتحرى الصدق في مقالاته عني, وعما نقلت وقلت في كتاباتي, وأني لم آتي وأنسخ رأي أي عالم ممن ذكرت كما فعل هو في كل إجابته, بل جئت بالآيات التي تنفي قطعاً مس الشيطان وضره للمؤمن, وكل ما جاء به لا يقول بأن الشيطان يؤذي المؤمن بالذات, وهذا مناف لكل ما جاء به وحاول إقناع القراء عن طريق التكرار المستمر لكلمة “كما ذكرت” و”لا مجال للشك” بل إني على يقين مما أقول, والكثير من العلماء الثقات ضد كل ما تقول, وعالم الإنترنت ملئ بهؤلاء فهلا بحثتم؟

لم يشارك أحد من الأعضاء في هذا الموضوع, وإنما الأستاذ وأعوانه, والآن, بخصوص ما جاء به عن أقوالي:

- إنه لعيب كبير على من يدعي معرفته بالله تعالى أن يشكك في عقيدة كل من يخالفه الرأي, وأن يقول عمن هم من العلماء المعروفين الورعين الذين يساهمون في تأسيس أمة قوية أنهم مغمورون, وخصوصاً د. يوسف القرضاوي, فبالله عليك, إن كان د. قرضاوي مغمورا فماذا يكون الأستاذ؟

هذه المسألة ليست مقررة عند أهل السنة والجماعة, إلا إذا كنت ترى نفسك الوحيد من أهل السنة والجماعة, وتبعد العلماء الذين خالفوك في الرأي عن هذه الملة, فأرجوك, كفاك تكراراً لهذه العبارة

أنا لا أرفض الحق, ولا أرفض ما جاء في كتاب الله جل جلاله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ولكني أرفض ما جئت به أنت وأمثالك ممن يفترون على علماء هذه الأمة بالأباطيل, فلا تشكك في ديني وعقيدتي, واتقي الله فيما تقوله عني, لأني أنا أيضاً سأطلب حقي أمام الله منك

أنا لم أدعي أنني فقيهة, ولست داعية, ولست من طلاب الشريعة, فأرجوك, توقف عن الاستهزاء بي وتلقيب بالشيخة والباحثة, وتحدث معي وعني وفق آداب الحديث التي علمنا إياها رسولنا الكريم, وكل علماء هذه الأمة يتحدثون بها, فأسلوبك إنما ينفر الإنسان منك ويبعد الإنسان عن الحقيقة إن كنت عليها

أنا لم أقل قال القرضاوي وقال النابلسي و حسان, بل قلت قال الله تعالى وقال الرسول عليه الصلاة والسلام, وذكرت أسماء هؤلاء العلماء, ووضعت وصلات لمحاضراتهم, حتى يتمكن القارئ من الرجوع إلى دروسهم ومحاضراتهم, ولم أقل لأحد أن يشتري كتابي ويقرأه, ولم أنسخ أي فقرة أو قول لأي عالم, كما فعلت أنت. وذكري للأطباء النفسيين لا ينافي بأي حال من الأحوال الكتاب والسنة, وإنما يطابق أول ما جاء في هذا الدين الحنيف, وهو كلمة "اقرأ".

لا يمكنك المقرانة بين قصص القرآن التي هي من عند الله سبحانه وتعالى, والقصص التي توردها, فلله المثل الأعلى, وقد قرأت القصص موضوع الحديث, وأقول لك كقارئة, إن هذه القصص مخيفة لمن لا يعرف ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى عن الجن, وهي تعين الشيطان على الوسوسة للإنسان, فإن كنت أنت تأخذها من باب الاستئناس, فليس كل الناس مثلك

تقول:
وتقولين بعد كل ذلك نخوفهم بتلك القصص ، ومسألة أخرى في غاية الأهمية وهيَّ أن تعلمي أن أغلب من يدخل الموقع ، هو إنسان قد ابتلي بمرض من الأمراض الروحية من صرع أو سحر أو عين ، وهو يبحث عن الحق ، وواجبي وواجب الإخوة أن نظهر لهم هذا العلم كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بدل أن يقتحم مواقع السحر والشعوذة والدجل والضلال أو أن يرتاد السحرة والمشعوذين ، وهنا تكون الطامة الكبرى ، والمؤمن الحق لا يحاف لا من الجن ولا من غيرهم فارتباطه بخالقه سبحانه وتعالى

أنت بنفسك قلتها, والمؤمن الحق لا يخاف الجن ولا من غيرهم فارتباطه بخالقه سبحانه وتعالى, ولكن أريد أن أخبرك, بأنني لست مريضة ولست مبتلاة والحمد لله,ولكني دخلت الموقع وتصفحته, وأول ما فعلت بعد ذلك, هو محو الوصلة, كي لا تراها أخواتي لأنني خفت عيهن منها.

وقلت أيضاً :
والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254 )

فمن منا بالله عليك تناقض نفسه, أنا أم أنت. كيف تقول المؤمن لا يخاف إلا الله, وتخوف الناس بهذه القصص في نفس الوقت وتريدنا أن نصدق بأن الجن يعتدي على الإنسان المؤمن ويضره إن شاء!

لقد مللت من تهكمك وأسلوبك المنفر, ومللت أيضاً ممن يكفرون غيرهم لأنهم يخالفونهم الرأي, فأرجوك, إن كنت تخاف حقاً على أبناء أمتك, وهمك فعلاً هو بيان الحق بعيداً عن التعصب للرأي, فراجع نفسك, وإجاباتك, واكتب لي وعني كما أكتب أنا لك وعنك, بدون تهكم وازدراء, فهذا ليس من صفات العلماء. والحمد لله رب العالمين.

السلام عليكم.

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:37 AM

شيخنا أبا البراء
من الأمس وأنا احاول التعقيب وأقول لك :
أضحك الله سنك كما أضحكتني فقد كفيت ووفيت وبينت وأجدت ولكن قومي لا يفقهون .

الأخت مهى عذرا هل من إجابة لسؤالي هذا وهو ردا على كلامك المرفق وهو :
============

يا أخ سعيد، ما تظن مصلحتي بالمخالفة هكذا؟ شيخك الفاضل يدعي أن هذه المسألة قد اتفق العلماء عليها بينما لم يتفقوا, وأغلب الآراء تقول بأن المؤمن معصوم من أذى الشيطان والجن بصريح نص القرآن في سورة الحجر:
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42 وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ

ولو كان الأمر غير ذلك, لما ترك رسولنا الكريم مسألة خطيرة كذه تمر هكذا ولوجدت من الصحابة من مسة الشيطان وأتى إليه الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام ليرقيه ويعلمنا أننا جميعنا معرضون لهذا مهما كانت درجة إيماننا,
======================
ثبت بصحيح ابن ماجة بكاتب الطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقى عثمان بن العاص أجلسه على ركبيته وضربه على صدره وتفل بفمه وقال أخرج عدو الله إني رسول الله وذكر الرسول أنه شيطان ..

فهل عثمان بن العاص ليس مؤمنا

وهل المرأة الخثعمية ( أم زفر ) غير مؤمنة عندما قالت للرسول صلى الله عليه وسلم : إن الخبيث يصرعني ويجردني ثيابي فادعو الله لي .

وهل الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سحر لم يكن مؤمنا ؟؟؟؟
فقد بين لك أبو البراء برده كل الآثار التي ذككرتها لك الآن ألم تقرايها ؟؟؟
أم على طريقة عنزة ولو طارت
ولعلك يا فاضلة لا تعلمين أننا نعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال والكل يؤخذ من قلوه ويرد عليه فما بالك أن الشيخ قد بين لك الأدلة من كتاب وسنة بفهم أعلام السلف والخلف إلا من شذ من المعاصرين أصحاب الرأي والعقلانية كما يدعون فالعقل لا يرد النص بل يرضخ العقل للنص ويقول آمنت بالله ربا وبمحمد نبيا
فإن أدركنا الحكمة فنِعم بها وإن لم ندركها نكلها إلى بارئها فليس كل ما لا ندركه لا توجد حكمة من وراءها والله هو الحكيم الخبير .

أجيبي بارك الله فيك .
هل الصحابي الجليل عثمان بن العاص مؤمن ام لا ؟
هل الصحابية ام زفر مؤمنة أم لا ؟
-------------------------
أمة إقرأ لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت لا تعمل إلا من رحم الله .

عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 10:38 AM

لا وجود للحديث الذي ذكرت في كتاب الطب لابن ماجه, ويمكنك العودة إلى:
http://www.al-eman.com/hadeeth/view...ID=4&CID=75#s29
والبحث بنفسك, أما إذا بحثت عن كلمة شيطان, فستجد الحديث التالي في باب تعليق التمائم في سنن ابن ماجه:
- باب تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ

3660 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ أُخْتِ، زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ كَانَتْ عَجُوزٌ تَدْخُلُ عَلَيْنَا تَرْقِي مِنَ الْحُمْرَةِ وَكَانَ لَنَا سَرِيرٌ طَوِيلُ الْقَوَائِمِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ تَنَحْنَحَ وَصَوَّتَ فَدَخَلَ يَوْمًا فَلَمَّا سَمِعَتْ صَوْتَهُ احْتَجَبَتْ مِنْهُ فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِي فَمَسَّنِي فَوَجَدَ مَسَّ خَيْطٍ فَقَالَ مَا هَذَا فَقُلْتُ رُقًى لِي فِيهِ مِنَ الْحُمْرَةِ فَجَذَبَهُ وَقَطَعَهُ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ لَقَدْ أَصْبَحَ آلُ عَبْدِ اللَّهِ أَغْنِيَاءَ عَنِ الشِّرْكِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ ‏"‏ إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ ‏"‏ ‏.‏ قُلْتُ فَإِنِّي خَرَجْتُ يَوْمًا فَأَبْصَرَنِي فُلاَنٌ فَدَمَعَتْ عَيْنِي الَّتِي تَلِيهِ فَإِذَا رَقَيْتُهَا سَكَنَتْ دَمْعَتُهَا وَإِذَا تَرَكْتُهَا دَمَعَتْ ‏.‏ قَالَ ذَاكِ الشَّيْطَانُ إِذَا أَطَعْتِيهِ تَرَكَكِ وَإِذَا عَصَيْتِيهِ طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي عَيْنِكِ وَلَكِنْ لَوْ فَعَلْتِ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كَانَ خَيْرًا لَكِ وَأَجْدَرَ أَنْ تَشْفِينَ تَنْضَحِينَ فِي عَيْنِكِ الْمَاءَ وَتَقُولِينَ ‏"‏ أَذْهِبِ الْبَاسْ رَبَّ النَّاسْ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا ‏"‏ ‏.‏

والتالي في باب 36( - باب مَا عَوَّذَ بِهِ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَمَا عُوِّذَ بِهِ ) من كتاب الطب:
3654 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلاَّدٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مِنْهَالٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ يَقُولُ ‏"‏ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ وَكَانَ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ يَعُوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ‏"‏ ‏.‏ أَوْ قَالَ ‏"‏ إِسْمَاعِيلَ وَيَعْقُوبَ ‏"‏ ‏.‏ وَهَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ ‏.

وليتك ذكرت مصدر ما جئت به عن حديث تلك المرأة حتى آتيك بالرد عليه من أصل ما ذكرت, فالحديث لم يرد كما رويت, وإنما طلبت المرأة من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو لها بالشفاء لما يصيبها من مرض تفقد به عقلها, وسوف أبحث عنه وأقدمه لك في رد تالي إن شاء الله, والأمثلة التي أوردها شيخك ليست بأفضل مما جئت به فلا تبتأس.

أما السحر, فلا أظنه مجال بحثنا, ولكن أريد أن أقول بأن الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام قد رقي من السحر, وعلمنا كيفيته, وهو ليس بالذهاب إلى المشعوذين ومن يدعون العلم كما يفعل العامة اليوم. وأظنك تعلم من الذي يتبع طريقة العنزة لو طارت التي ذكرت, فأنا آتي بصريح آيات القرآن, وحضراتكم تؤلفون الأحاديث وتنسبونها للسلف! فسبحان الله.

كان من الممكن أن أقبل ادعاءات شيخك بأن العلماء الذين ذكرت أنا معاصرين ومن أصحاب النظرية العقلانية لأنه يدعي المشيخة, أما أنت, فماذا تدعي كي تتحدث هكذا عن الفقهاء والعلماء الذين ذكرت؟

أريد أن أخبرك أنت والقراء الكرام, أني أقتطع من وقت عملي ونومي كي أرد عليكم, ولست ممن ليس لديه ما يقوم به فيتسلى بالنقاش العقيم, فهلا جعلتم هذا النقاش مجدياً وبقيتم على الحق الذي تدعون أنكم أهل له؟ أود أن أرى ضحكتك وأنت تقرأ هذا الرد, ولكن للأسف, لست شيخك الذي يضحك سنك من استهزاءه وتهكمه واتهاماته الباطلة وتكفيره لكل من خالفه.

الحمد لله رب العالمين, والسلام.

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:39 AM

رقم الحديث 2858

المرجع صحيح ابن ماجة 2
الصفحة 273
الموضوع الرئيسي الطب والعيادة
الموضوع الثانوي
الموضوع الفرعي
نوع الحديث صـحـيـح
نص الحديث 3538 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن أبي العاص قلت نعم يا رسول الله قال ما جاء بك قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي قال ذاك الشيطان ادنه فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال اخرج عدو الله ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال الحق بعملك قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد * ( صحيح ) _ صحيح أبن ماجه .
الكتاب صحيح سنن ابن ماجة باختصار السند
المؤلف محمد تاصر الدين الألباني
الناشر مكتب التربية العربي لدول الخليج الرياض
الطبعة الطبعة الثالثة
تاريخ الطبعة 1408 هـ - 1988 م

عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 10:40 AM

سلام,

نعم الحديث صحصح, وهو في باب باب الْفَزَعِ وَالأَرَقِ وَمَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ من كتاب الطب في سنن ابن ماجه من تأليف: أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني كالتالي:

3677 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَىْءٌ فِي صَلاَتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ ‏"‏ ابْنُ أَبِي الْعَاصِ ‏"‏ ‏.‏ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ مَا جَاءَ بِكَ ‏"‏ ‏.‏ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرَضَ لِي شَىْءٌ فِي صَلاَتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي ‏.‏ قَالَ ‏"‏ ذَاكَ الشَّيْطَانُ ادْنُهْ ‏"‏ ‏.‏ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَىَّ ‏.‏ قَالَ فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ ‏"‏ اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ ‏"‏ ‏.‏ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ ‏"‏ الْحَقْ بِعَمَلِكَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقَالَ عُثْمَانُ فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ ‏.‏

كنت أبحث عنه, فوجدتك قد وجدته,وهذا الحديث بجميع الأحوال لا يثبت تلبس الشيطان, وإنما وسوسته في الصلاة, وهو ما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالستعاذة منه, ولم أقل قط بأننا معصومون من وسوسة الشيطان, وإنما الموضوع هنا هو التلبس وهذه الخرافات عن أذى الشيطان للمؤمن, وإنما ما يعرض في الصلاة من وسوسة فلقد قلت في إجابتي السابقة أنه أقصى ما يملك الشيطان على المؤمن, وبصريح نص الحديث هنا, لم بصف الصحابي للرسول عليه الصلاة والسلام الأعراض التي تتكلمون عنها, ولم يقل بأن الشيطان قد تلبسه أو أصابه ما يعرض في باب القصص الواقعية عندكم, هلا بقينا في هذا المجال؟

لست أدعي أني أحفظ كتاب الله, ولا كتب السنن, ولست بفقيهة, ولكن ما أقوله من كتاب الله وسنة رسوله, وأرجوكم لا تجعلوا النقاش هكذا. أشعر بأننا نجري في حلقة مفرغة, ولا مفر من التكرار مراراً, أنا أقول بأن الجن ليس لهم سلطان على المؤمن الحق, وما عرض هنا هو من وسواس الشيطان الذي حذرنا رب العزة منه "وإما ينزغنك من الشيطان نزع فاستعذ بالله", وما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام إنما هو من الكرامات ككأس الماء الذي كفى المسلمين للشرب, وشفاء عين من أصيب في القتال بإعادتها, وهي خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام, وليست لعامة الناس ولا للعلماء.

والسلام

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:40 AM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) حفظه الله ورعاه – سأكفيكً المؤونة هذه المرة ، وفي حقيقة الأمر لم أكن أعلم بضحالة معلومات المذكورة في علم الحديث ، وعلى كل حال أورد لكَ أخي الكريم الإجابة على سؤالك على النحو التالي :

* عن ----- قال : ( أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف – أي مس من الشيطان - ، فقالت : يا رسول الله ! ادع الله أن يشفيني 0 قال : " إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك ، وإن شئت فاصبري ، ولا حساب عليك " 0 قالت : أصبر ، ولا حساب علي ) ( أخرجه الإمام أحمد والحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي ) 0

* عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ( متفق عليه ) - وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري – 10 / 115 ) 0

قلت : اختلف أهل العلم في بيان صرع الصحابية الجليلة ( أم زفر ) - رضي الله عنها - هل هو عضوي أم شيطاني ، والذي يترجح لدي في هذه المسألة بأن الصرع الذي كانت تعاني منه هذه الصحابية هو النوع الثاني ، أي الصرع الشيطاني بدليل نص الحديث الثاني الذي أوردته في سياق أدلة إثبات صرع الجن للإنس ، وأعتقد أنه طريق آخر لحديث ( أم زفر ) الأول ، حيث ورد في الحديث ما نصه : " أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف " وقد ورد في المعاجم بأن الطيف هو المس من الشيطان ، وكذلك ما نص عليه الحافظ بن حجر - رحمه الله - في تعقيبه على حديث ( أم زفر ) بقوله : " وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط " والله تعالى أعلم 0

* عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( صحيح ابن ماجة – 2858 ) 0

يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 ) 0

وأزيدك أخي الحبيب بالآتي :

* عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - قال : ( رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي ، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال ناولينيه ) ، فرفعته إليه ، فجعله بينه وبين واسطة الرحل ، ثم فغر ( فاه ) ، فنفث فيه ثلاثا ، وقال : ( بسم الله، أنا عبدالله ، اخسأ عدو الله ) ، ثم ناولها إياه ، فقال : ( ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فأخبرينا ما فعل ) ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياة ، فقال ( ما فعل صبيك؟ ) فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل خذ منها واحدة ورد البقية ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1 / 874 ، 877 ) 0

يقول الدكتور عبد الحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة – ردا على صاحب " الاستحالة " : ( 00 وبذلك جعل الاختلاف في اللفظ من قبيل الاضطراب الذي يرد به الحديث !! وليس الأمر كذلك ، وذلك لأن تفل النبي صلى الله عليه وسلم في جوف المريض في هذا الحديث ، وتوجيه الخطاب إلى الجني في جوفه بأي لفظ كان لهو أقوى دليل على دخول الجني ، واستقراره في جوفه 0
فضلا عن أن لفظ : " اخسأ " يعني الطرد ، والزجر ، والإبعاد ؛ كما تبينه المعاجم ، وهذا يدل على أن الجني إما مستقر في جوفه ، أو ملازم له مقترن به ، مماس له ، ولو من الخارج 0
ومعلوم أنه لو كان الجن خارجا عنه ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفل في جوف المريض ، بل كان يتفل حيث يستقر الجني ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان في بدن الإنسان - ص 8 ) 0

* عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – أي طرف من الجنون - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" أخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 قال : فبرأ فأهدت له كبشين وشيئا من إقط وسمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا يعلى خذ الإقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1 / 874 – 877 ) 0

قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات : ( فهذه الأحاديث بطرقها المختلفة قد دلت على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب الشيطان الذي صرع الصبي وأفقده عقله ، بقوله له : بسم الله ، أنا عبد الله ، اخسأ عدو الله 0 فيعود الصبي وقد ذهب ما به ، وتهدي تلك المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشين وشيئا من لبن وسمن ، فيرد - عليه السلام - الكبشين كما جاء في بعض الروايات ، ويأخذ أحدهما كما في روايات أخرى ، ويأخذ اللبن والسمن ، ولعلها تكون حوادث مختلفة ، وهي تدل دلالة مباشرة على أن شرار الجن يصرعون الإنس ، فيصاب المصروع بالجنون ، حيث يجعله يتخبط في حركاته ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة - ص 267 - 268 ) 0

وأريد أن أعرف رأيك بصراحة أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) ماذا تقول في هؤلاء :

* الإمام أحمد بن حنبل وقد نقل عنه : ( قال عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع 0 فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه ) ( مجموع الفتاوى – 24 / 277 ، آكام المرجان في أحكام الجان – ص 114 – 115 – نقلا عن طبقات أصحاب الإمام أحمد ) 0

* شيخ الإسلام ابن تيمية وقد قال : ( وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ) ( مجموع الفتاوى – 24 / 277 ) 0

* ابن القيم وقد قال : ( وشاهدت شيخنا - ابن تيميه - يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ، ويقول : قال لك الشيخ : اخرجي ، فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق المصروع ، وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب ، فيفيق المصروع ولا يحس بألم ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا ) ( الطب النبوي – 68 ، 69 ) 0

* الإمام الطبري والذي قال في تفسير الآية " الذين يأكلون الربا 000 " : ( يتخبله الشيطان في الدنيا فيصرعه من المس أي من الجنون " أي من الجان " ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 3 / 102 ) 0

* الإمام الفخر الرازي وقد قال : ( ومن تتبع الأخبار النبوية وجد الكثير منها قاطعا بجواز وقوع ذلك من الشيطان ، بل وقوعه بالفعل ) ( التفسير الكبير - 7 / 89 ) 0

* وعمرو بن عبيد وقد قال : ( المنكر لدخول الجن في أبدان الإنس دهري ) ) آكام المرجان – ص 109 ) 0

* محمد ناصر الدين الألباني والذي قال : ( لقد أنكر المعاصرون عقيدة مس الشيطان للإنسان مسا حقيقيا ، ودخوله في بدن الإنسان ، وصرعه إياه ، وألف بعضهم في ذلك بعض التأليفات ، مموها فيها على الناس ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع - عن كتاب " تحريم آلات الطرب " - ص 166 - ص 23 ) 0

* سماحة العلامة الشيخة ( مها ) حيث قالت : ( ولكن هذا التلبس بالجن ليس صحيحاً لمن هو مؤمن يخشى الله ) وقالت : ( ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم ، فأغلب هذه القصص غير واقعية ، وتفسيرها الأمثل أنها لمرضى الانفصام ، الوسواس ، وأمراض أخرى نفسية من التي يخجل معظم مجتمعاتنا من التداوي منها ، بينما لا يخجلون من الادعاء بأنهم متلبسون بالجن لأغراض شتى ) ، وقالت : ( المؤمنون معصومون من أذى الشيطان ومسه ولبسه ما داموا يتقون الله ويعلمون أنه ليس للجن عليهم من سلطان ) ( المجلد عفواً فقرات مقتضبة من كلام سماحة العلامة الشيخة 0000 ) 0

أريدك وبكل صراحة أخي الكريم ( عمر السلفيون ) أن تحدد موقفك ممن ذكرت ، وأترك لك أخي الكريم كي تنافح وتدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة ، فأنت لها ، وما أحسبك إلا كذلك والله حسيبك ونصيرك ، واعلم أني لم أذكر اتفاق علماء الأمة على تلك المسألة بل كما هو واضح من النقل أعلاه فجهابذة أهل العلم من نقلوا ذلك 0

وتقبل تحيات :

أخوك المحب / أبو البراء / أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:41 AM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

ما شاء الله أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) كأني أرى شيختنا موسوعة شرعية في هذا العلم - أعني علم مصطلح الحديث - ، ولم أدري حتى هذه اللحظة بذلك ، أنظر يا رعاك الله تقول سماحة الشيخة العلامة من فاقت علماء عصرها بالنباهة والنباغة : ( وهذا الحديث بجميع الأحوال لا يثبت تلبس الشيطان , وإنما وسوسته في الصلاة , وهو ما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالاستعاذة منهم ) 0

رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه : ( يقول أخرج عدو الله فأنا رسول الله ) وهو عليه الصلاة والسلام يخاطب بذلك الوسوسة ، ما هذا الهذيان ، اقترح عليكِ أختي الفاضلة مراجعة الدكتور الفاضل ( وائل أبو هند ) في عيادته النفسية ، فوالله قد تأكد لي أنك لا تفقهين ما تقولين ، ولولا حرصي على أنوثتك وأحاسيسك ومشاعرك لكن غير ذلك ، وإليك أقوال بعض أهل العلم وطلبة العلم في مجمل تلك الأحاديث :

يقول الدكتور عبد الحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة – ردا على صاحب " الاستحالة " : ( 00 وبذلك جعل الاختلاف في اللفظ من قبيل الاضطراب الذي يرد به الحديث !! وليس الأمر كذلك ، وذلك لأن تفل النبي صلى الله عليه وسلم في جوف المريض في هذا الحديث ، وتوجيه الخطاب إلى الجني في جوفه بأي لفظ كان لهو أقوى دليل على دخول الجني ، واستقراره في جوفه 0
فضلا عن أن لفظ : " اخسأ " يعني الطرد ، والزجر ، والإبعاد ؛ كما تبينه المعاجم ، وهذا يدل على أن الجني إما مستقر في جوفه ، أو ملازم له مقترن به ، مماس له ، ولو من الخارج 0
ومعلوم أنه لو كان الجن خارجا عنه ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفل في جوف المريض ، بل كان يتفل حيث يستقر الجني ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الإنسان – ص 8 ) 0

يقول الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس في الجامعة النبوية في أطروحته المنظومة لنيل درجة الماجستير : ( الشاهد قوله صلى اله عليه وسلم : " أخرج عدو الله " وقول عثمان بن أبي العاص : ما أحسبه خالطني بعد 0 وجه الدلالة الخروج لا يكون إلا لشيء داخل الجسم وكذلك المخالطة وذلك مما يدل على تلبس الجن بالإنس ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 116 ) 0

قلت : وفي هذا الحديث الصحيح دلالة قوية على مسألة صرع الجن للإنس ، فالظاهر من سياق الحديث آنف الذكر أن هذا الصحابي الجليل كان يعاني من مس شيطاني بدليل قوله صلى الله عليه وسلم " اخرج عدو الله " ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون المخاطب من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أو سراب أو خيال ، بل كائن ومخلوق موجود داخل جسد هذا الصحابي الجليل بكيفية وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، وكونه صلى الله عليه وسلم ينفث في فيّ الصحابي ويضرب صدره ثلاثا زاجرا الشيطان متوعدا إياه ، يدل بما لا يدع مجالا للشك على حقيقة إثبات صرع الجن للإنس ، فتلك النصوص النقلية تؤكد هذا المفهوم ، ومن أعياه شيطانه عن إدراك ذالك فليراجع نفسه وليعالج عقله ، فربما أصابته لوثة شيطان أو نقص فهم وتجبر وطغيان 0

قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات : ( فجعل يعالجه عليه الصلاة والسلام ويضرب ظهره وهو يقول للشيطان : " أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله " وفي هذا دليل على أن جنون الصبي كان بفعل صرع الشيطان له ، فما كان الشيطان يملك إلا أن يطيع المصطفى - عليه الصلاة والسلام - فيخرج من الصبي ، فيعود مشافى معافى ، ليس في القوم أحد أفضل منه ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 265 ، 266 ) 0

قال صاحبا كتاب " طارد الجان " : ( ونحن نجد في كلمة " أخرج عدو الله " دليل قاطع يقطع الطريق على الذين ينكرون دخول الجن إلى الجسد لأننا لو تأملنا اللفظ نجد كلمة " أخرج " وهي تدل على أن هناك دخول قد حدث وإلا ما كان خاطبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ " أخرج " ) ( طارد الجان – ص 58 ) 0

قلت في موضع آخر تعقيباً على الحديث : وفي هذا الحديث دلالة أكيدة على صرع الجن للإنس ، حيث أحضر الغلام للنبي صلى الله عليه وسلم في حالة من الجنون والتخبط وقد أمر عليه الصلاة والسلام الجني الصارع بقوله : " أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله " ، وهذا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاطب أحدا ما بهذا القول ، ولو كان غير ذلك لما قال عليه الصلاة والسلام : " أخرج " وهذا يعني أنه قد علم يقينا بحالة الغلام ومعاناته إما نتيجة الكشف والمعاينة أو أنه أخبر بوحي من السماء بأن معاناة الغلام هي نتيجة مس شيطاني ، وبناء عليه فقد تعامل صلى الله عليه وسلم مع هذه الحالة بما تحتاج إليه من انتهار وزجر ونحوه حتى عاد الغلام وما به قلبه ، وهذا الحديث يدل دلالة أكيدة واضحة على أن الغلام تعرض لأذى الأرواح الخبيثة والله تعالى أعلم 0

أعلمي يا أمة الله أننا لسنا بحاجة لرأيك في الموضوع ، فقد اتضح لنا مما تقولين أنك وصلت إلى مرتبة من العلم تؤهلك للدخول إلى معترك التفسير وأصبحت تفسرين أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما يحلو لكِ وليس كما ذهب إلى ذلك علماء الأمة الأجلاء ، فارعوي وعودي إلى الله وإن تحدثت إما أن تأتي بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، أو أن تسكتي وهذا هو الأولى في حقك ، أما رأيك في المسألة فاحتفظي فيه لنفسك ، واتقي الله ، وأقسم بالله العظيم أنك لا تدرين ما تقولين ، إنما منهجك في هذه الحياة ( مع الخيل يا شقراء ) 0

وليتقبل القراء الأعزاء تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:42 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة مهى أو مهي أو مها كما تريدين
ومعذرتا لكتابة الإسم حيث أني غير متخصص في اللغة العربية ولا أعرف قواعد الإملاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

مرة أخرى معذرتا لكتابة الإسم حيث أني غير متخصص في اللغة العربية ولا أعرف قواعد الإملاء

ومع ذلك ليس عندي من العلم الشرعي إلا ما عند جدة شيخنا الفاضل ابو البراء أسامة بن ياسين المعاني والله أعلم بمن هو أعلم من الآخر ومن هو أفضل عند الله .

ومع ذلك نؤمن بتلبس الجن للإنسان .
نحن نصلي ونقول في صلاتنا
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

وأنتِ أيضاً تقولين ذلك ولا نزكي أحداً على الله نحسبك كذلك والله أعلم .

نشهد أن محمداً رسول الله ونحن لم نشاهده صلى الله عليه وسلم .

لماذا ؟؟؟.
قال تعالى : (( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة )) 3 البقرة .
أعتقد لديك مصحف مما يجعلك لا تقولين دعاية للمصاحف مع أنني أود أن أكون عملت دعاية للمصاحف ..

صحيح البخاري ج 1 ص 403

[1144] حدثنا عمرو بن عيسى حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا نقول التحية في الصلاة ونسمي ويسلم بعضنا على بعض فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض

(( لا تعتقدين أنني أعمل دعاية لبيع صحيح الإمام البخاري رحمه الله مع أنني أود أن أكون عملت دعاية . ))

أولاً :

نتأمل بعض أقوال الدكتور الفاضل أبو حسان في الحلقة التي أجريت معه في قناة الجزيرة وتجدينها كاملة في موقع الجزيرة على هذا الرابط :
(( لا تعتقدين أنني أعمل دعاية .))
http://www.aljazeera.net/programs/s...02/7/7-31-1.htm

ماهر عبد الله: بس يعني إذا سمحت لي في هذه النقطة تحديداً، يعني أغلب القائلين بالتلبس والذين يعالجون موضوع التلبس هم من رافعي لواء العقيدة الصحيحة وللإنصاف هم مِنْ مَنْ يبذلون جهداً كبيراً لتصحيح العقيدة ودرء كثير من الشبهات والدرن الذي لحق بها عبر السنوات.
د. جمال أبو حسان: هذا أيضاً مما يشيع بين أوساط الناس أن كذلك، والحقيقة أن هذا غير صحيح بأن الذي يشيع.. الصحيح أن الذين يقومون بهذا الأمر هم من ضعفة العقيدة الإسلامية، هم من.. هم ممن سيطرت عليهم الأهواء والشهوات، هم من تلبسوا بالعلم، هناك بعض الناس الحقيقة ممن وصفت خُدعوا بهذه الأشياء التي تكثر في المجتمع ويكثر تناقلها في الكتب ويكثر تناقلها عن بعض الناس الذين لهم.. للناس بهم ثقة فتصبح القضية هذه عقيدة، نحنا لسنا مُلزمين بأن نأخذ عقائدنا من انتشار هذه الأشياء بين الناس من تناقلها بين الناس إنما انتشارها يعني يُحكم عليه بالصواب والصحة مقابلة بالدليل. انتهى
وإنني لو سلمنا جدلا بعد العمل بنصيحة الأخت مهى في قولها

[ستجدون المواضيع والكتب التي استعنت بها في إجابتي في آخر الرد تحت عنوان مراجع، ويمكن لجميع القراء العودة إليها للبحث المستفيض في هذا الموضوع، وهي لعلماء معروفين مشهود لهم مثل د. يوسف القرضاوي، د. محمد راتب النابلسي، د. محمد حسان، وأطباء نفسيين معروفين بأسسهم الدينية ممن يجيبون على أسئلة الناس على صفحات ----- ( ؟؟؟؟؟؟؟ ) ]

والإستماع أو القراءة لمن هم غلى شاكلتها .

ثم بعد ذلك أتتبع المراجع التي نوه عنها شيخنا الفاضل ابو البراء اسامة بن ياسين المعاني بدون أن أشتريها أذهب للمكتبة العامة أو الخاصة أو الإستعارة من أي مصدر .

في رده على الأخت مها في قوله :
[كما أنني أركز على النقاط الهامة التي أرى أن تقرأها أختي الفاضلة ( مها ) بتمعن لأهميتها وهيَّ على النحو التالي :

أولا : إن مسألة صرع الجن للإنس من المسائل المقررة عند علماء أهل السنة والجماعة ، وقد نقل غير واحد من أثبات أهل العلم اتفاق أهل السنة عليها ، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر : ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى ( 19 / 9 ، 32 ، 65 - 24 / 277 ) ، وابن القيم في " زاد المعاد ( 4 / 66 ، 67 ) و " بدائع التفسير " ( 5 / 435 ، 436 ) و " وإغاثة اللهفان " ( 1 / 132 ) و " الطب النبوي " ( ص 68 – 69 ) ، وابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " ( 1 / 334 – 2 / 267 ) ، والطبري في " جامع البيان في تأويل القرآن " ( 3 / 102 ) ، والقرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " ( 3 / 230 ، 355 ) ، والألوسي في " روح المعاني " ( 2 / 49 ) ، والقاسمي في " محاسن التأويل " ( 3 / 701 ) ، وابن عاشور في " تفسير التحرير والتنوير "( 3 / 82 ) ، والفخر الرازي في " التفسير الكبير( 7 / 89 ) ، ومحمد رشيد رضا في " تفسير المنار " ( 8 / 366 ) ، والحافظ بن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 342 – 10 / 115 ، 628 ) ، والنووي في " صحيح مسلم بشرح النووي"( 1 ، 2 ، 3 / 477 – 13،14،15 / 331 – 16،17،18 / 102 ، 415 ) ، والشبلي في " آكام الجان " ( ص 114 – 115 ) ، وعبدالله بن حميد في " الرسائل الحسان في نصائح الإخوان " ( ص 42 ) ، والشوكاني في " نيل الأوطار " ( 8 / 203 ) ، وابن حزم الظاهري في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " ( 5 / 14 ) ، وبرهان الدين البقاعي في " نظم الدرر " ( 4 / 112 ) ، ومحمد الحامد الحموي في " ردود على أباطيل " ( 2 / 135 ) ، وابن الأثير في " النهاية في غريب الحديث " ( 2 / 8 ) ، والذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 590 – 591 ) ، وابن منظور في " لسان العرب " ( 9 / 225 ) ، والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة ( حديث 2918 ، 2988 ) ، والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – في رسالة مشهورة ومتداولة ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين في " مجموع الفتاوى " ( 1 / 156 – 157 ، 299 ) ، والشيخ أبو بكر الجزائري في " عقيدة المؤمن " ( ص 230 ) ، والشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – في " العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة " ( ص 23 ) 0

وأذكر في سياق هذه المسألة كلاماً جميلاً لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث سئل عن حقيقة وأدلة أن الجن يدخلون الإنس ، فتراه يضع النقاط على الحروف ويجيب – حفظه الله – بالآتي :

( نعم هناك دليل من الكتاب والسنة ، على أن الجن يدخلون الإنس ، فمن القرآن قوله – تعالى - : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) قال ابن كثير - رحمه الله - : " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ، وتخبط الشيطان له " 0 ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) 0
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة : " إنهم – أي أهل السنة – يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع " 0 واستدل بالآية السابقة 0
وقال عبدالله بن الإمام أحمد : " قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه )0
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي ، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " : اخرج عدو الله ، اخرج عدو الله " ، وفي بعض ألفاظه : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0
فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة ، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف ، والواقع يشهد به ، ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك ) ( مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين - 1 / 293 ، 294 ) 0

ثانيا : الأدلة النقلية في هذه المسألة متعددة ، فظاهر القرآن ، وصريح السنة الصحيحة يؤكدان حصول ذلك ، وكذلك آثار السلف الصالح ، وقد تم إيضاح ذلك سابقا 0

ثالثا : لم ينقل الخلاف في هذه المسألة إلا عن بعض أفراد الرافضة والمعتزلة ، أو من تأثر بعقيدتهم ومنهجهم من المنتسبين إلى أهل السنة ، وهم ندرة 0

رابعا : يلاحظ من كافة النقولات المذكورة آنفا خاصة ما نقله صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " هو تحكيم العقل في تقرير المسائل وإصدار الحكم عليها ، ولا يخفى على كل مسلم أن هذا الاتجاه يخص أصحاب المدرسة العقلية " الإصلاحية " ، ومن روادها جمال الدين الأفغاني ومحمود شلتوت ومحمد عبده 0

ولا ينكر مسلم قط أهمية العقل بالنسبة للإنسان ، فالحق جل وعلا خاطب العقل في كثير من الآيات المحكمات ، إلا أنه لا يجوز مطلقاً أن يترفع الإنسان بعقله فوق الأمور المادية المحسوسة ليخوض في قضايا غيبية لم ولن يصل إليها وإلى طبيعتها وكنهها مهما بلغ من العلم والمعرفة ، فقضايا الغيب تقرر من خلال النصوص النقلية الصحيحة ، وليس لأحد كائن من كان أن يدلو بدلوه في هذه المسائل دون الدليل النقلي الذي يؤكد ذلك ، والعقل الصريح لا ينكر أيا من مسائل الصرع والسحر والعين ، بل يدل على إمكانية وقوعها وحدوثها فعلاً 0

خامسا : أما أن يقال بأن " الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر " فهو كلام باطل ، فالعلاقة بين الجن والإنس علاقة قد تؤثر فيها الماديات لكلا الطرفين ، والأدلة والشواهد من السنة الصحيحة تؤكد ذلك ، فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك – أي الابعاد والطرد - بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( صحيح الجامع 2108 ) ، وفي رواية : ( فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه ) 0

يقول الإمام الماوردي في كتابه " أعلام النبوة " في معرض الحديث عن الجن والشياطين ، رادّاً على من أنكر خلق الجن 0 وقد بنى ردّه على شيئين : البرهان النقلي والبرهان العقّلي لمن لم يؤمن بالنصوص الشرعية ، وهو بحث قيم حرصت على ذكره لارتباطه بهذه الجزئية ، قال - رحمه الله - : ( الجن من العالم الناطق المميز ، يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون ، وأشخاصهم محجوبة عن الأبصار وإن تميزوا بأفعال وآثار 0 إلا أن يختص الله برؤيتهم من يشاء ، وإنما عرفهم الإنس من الكتب الإلهية ، وما تخيلوه من آثارهم الخفية ) ( نقلاً عن كتاب " حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة " للمؤلف الأستاذ " محمد علي حمد السيدابي " – ص 12 ) 0

ومن هنا فإن علماء الأمة يقررون الآثار المادية بين عالم الإنس وعالم الجن ، وبالتالي فإن علاقة الجان بالإنسان قد تتعدى الدخول والتلبس ؛ لتصل إلى الإيذاء ، والمس ، والصرع ، والخطف ، والقتل ، وغيره ، لا سيما أن التجربة تعضد ذلك ، وهي خير شاهد عليه 0

يقول الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( الاتصال بين الجن والإنس اتصال من نوع خاص ، يختلف فيه عن الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان ، بل هو اتصال يناسب طبيعة كل منهما ، وفي الحدود التي رسمتها سنن الله تعالى وقوانينه الكونية والشرعية 0 والجن موجودون في كل مكان يكون فيه إنس ، ضرورة أن يكون لكل إنسي شيطاناً وهو قرينه من الجن كما ورد في الحديث ، وهم على هذا يحضرون جميع أحواله وتصرفاته ، لا يفارقونه إلا أن يحجزهم ذكر الله تعالى 0
والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254 ) 0

سادسا : ليس مع المنكرين لتلك المسائل سواء كانت متعلقة بالصرع أو السحر أو العين ، سوى شبهات عقلية واهية ، وحجج نظرية متهاوية ، وإذا أمعنت النظر في أحد الكتب التي تطرقت لهذا البحث وهو كتاب " الأسطورة التي هوت " للكاتب حسان عبدالمنان لا تجد منطلقاً ومنهجاً صحيحاً في الحكم على الأحاديث ، ولا تجد اتباع مسلك العلماء في النقد والتجريح ، ومن ذلك قوله : ( أن تكون النصوص الحديثية ضعيفة ضعفاً لا يقبل معه الاحتجاج بها ، ولا تصلح بمجموعها أن تتقوى ، لأن أغلبها شديد الضعف واضح النكارة في بعض رواتها ، ولأن قسماً منها نشأ من خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها ) 0
ولو تتبعت المنقول في هذا الكتاب – أعني الأسطورة - لوجدت قصصاً صيغت بأسلوب يثبت للقارئ ، بأن موضوع الصرع وما يدور في فلكه من أمور أخرى ، هي عبارة عن أوهام وخرافات وأساطير ، ولا أشك مطلقا بأن من استشهد بهم الكاتب من معالجين على أصناف ثلاثة : الأول : صنف نسجه الكاتب من وهمه ومخيلته ، والثاني : جاهل لا يفرق بين أساسيات الرقية الشرعية كحال كثير من المعالجين اليوم ، والثالث : صنف أغوته الجن والشياطين ولبّست عليه في عقله وقلبه ، حتى أصبح لا يدرك ما يقول ، بل وصل به الأمر فتجرأ على علماء الأمة وأفذاذها ، كحال صاحبنا هذا ، وانظر إلى ما يقول : ( وأكثر العلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليد لمن سبقهم ، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ما أجمع جمهورهم عليه ) 0
وقال : ( وذهب جمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع ، والمعنى : لا يقومون إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0
والواقع أن هذا التفسير بعيد ، ولا يعرف المس بهذا المعنى !!
ولو استقرأنا ما ورد في كتاب الله تعالى من المس ، لما وجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسن غيرها كما في آيات كثيرة ، ويقول أيضاً : ( ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراً قوياً إلا في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصص المذكورة في الأحاديث غير الصحيحة والأحداث الواردة عند بعض السلف ، والتي لم تثبت صحتها ) ، وقوله أيضاً : ( يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم ، أو بصب ماء حار ، أو بقتلٍ ونحو ذلك ، دون أن يشعروا ، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00 ثم يقول : وهذا مردود لأسباب ، منها : أن لا دليل على تأذي الجن من ذلك ، ومنها أن الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر ) 0

سابعا : ومن لم توجد لديه القناعة في إثبات تلك المسائل ، فله الحق في التوقف في إثباتها حتى يتبين له الحق ، أما اللجوء إلى أسلوب الإنكار والنفي وتجاوز ذلك لحد عدم إثبات ذلك للإسلام أو نفيه مطلقاً ، فهذا لا يجوز قطعاً ، وليس في الشرع ما ينفي هذا الأمر أو يرده 0

ثامنا : أما مسألة كلام الجني الصارع على لسان المصروع فلم أقف على دليل شرعي معتبر يثبت وقوع كلام الجني على لسان الإنسي ، وإن لم أر ما ينفيه لا عقلا ، ولا نقلا ، وقد ورد ذلك عن بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، ولكن لا بد أن يضبط الأمر بما تقتضيه المصلحة الشرعية وفق القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) ، مع مراعاة الأمور الهامة التالية :-

1)- عدم الخوض في الأمور التي لا فائدة من ورائها 0
2)- التركيز على الجانب الدعوي بالنسبة للجن وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم 0

ومن هنا يتضح جليا جواز الخوض في بعض الأمور المتعلقة بالعلاج والتي تهم المعالِج وترفع الظلم عن المريض ، شريطة أن يكون المعالِج على قدر من العلم الشرعي بحيث يوازي بين المصالح والمفاسد ولا يؤدي مثل ذلك الحوار إلى أية مفاسد أو أضرار شرعية ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة هذه المسألة في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( الحوار مع الجن والشياطين ) 0

تاسعا : الرقى الشرعية الثابتة هي قراءة القرآن المجملة بعموم نصوصه ، أو المفصلة بالآيات والسور الوارد فضلها في السنة المشرفة وآثار السلف الصالح ، أو الأدعية والتعاويذ المأثورة 0

عاشرا : لجأ كثير من المعالجين بالرقية الشرعية إلى إضافة أمور كثيرة متعددة ، ومن هذه الأمور ما له أصل في الشريعة أو مستند لبعض علماء الأمة الأجلاء ، إلا أنه استخدم بطريقة خاطئة وغير صحيحة ومن تلك الأمور تخصيص قراءة آيات معينة وبكيفيات مختلفة أو الضرب والخنق وحوار الجن والشياطين ونحو ذلك من أمور أخرى ، ومنها ما ليس له أصل في الشريعة ولا يوجد له مستند قولي أو فعلي لعلماء الأمة ، ومن ذلك ما ذكرته مفصلاً في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، كل ذلك أدى من قبل البعض لإنكار هذه التزايدات – وهذا حق - ، ولكن أداه ذلك إلى إنكار أصل المسألة – بغير حق - ! 0

حادي عشر : إن العلوم الطبية قديمها وحديثها ليس فيها ما ينفي – من الناحية العلمية المحضة – إمكانية وقوع التلبس أو المس أو الصرع ، بل على العكس من ذلك تماماً فقد أكد علماء الغرب والمتخصصين في مجالات الطب المتنوعة إمكانية حصول ذلك ، وبإمكان القارئ الكريم العودة إلى المبحث التاسع من كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( موقف الأطباء في العصر الحديث ) ليعلم حقيقة ذلك ، وليس مع الفئة التي أنكرت هذه المسائل إلا النفي المجرد ، وهذا باطل !! ، وأما المثبتون : فلعموم الأدلة الشرعية ، ولوقائع التجربة ، والحس ، والمشاهدة 0

ثاني عشر : لا ينكر مطلقاً ورود مرويات ضعيفة وواهية في ذكر الصرع والمس والسحر والعين ؛ وهذا لا يؤثر بأي حال من الأحوال على الأحاديث الصحيحة والحسنة ، وهذا ما قرره أهل العلم ( المتجردون ) المتبحرون في العلم الشرعي ، وقد ذكرت كثير منهم في البند الأول من هذه الفقرة 0

هذا ما تيسر لي أختي الفاضلة ( مها ) فأرجو أن تقرئي ما كتبت وأن تعلمي أخية أن الدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين ، وأحيلك أختي المكرمة إلى كتابي بعنوان ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) ، وكذلك أحيلك لكتاب الشيخ علي بن حسن عبدالحميد بعنوان ( منهج الشرع في إثبات المس والصرع ) ففيها كثير من الأدلة والحقائق التي قد تخفى عليك ، وقد تكونين قرأتِ قصة الطبيبة الاستشارية التي كانت تتحدث بمنطق كمنطقك ، ولكنها بعد الابتلاء تحول الأمر بالنسبة لها بالكلية ، وعادت إلى الحق وأهله لأنها جربت فرأت وعرفت أن تلك الأمراض –أعني الأمراض الروحية – هيَّ حق وصدق ، واعذريني فسوف أقوم بحذف الموضوع مرة أخرى لأن مكانه ليس مكان نقاش ، وبإمكانك أختي الفاضلة أن تعطي رأيك بعد كل ما ذكر ، وقد أعطيتك كل ما في جعبتي بخصوص كل ما يتعلق بهذه المسألة من الناحية الشرعية ، فإن أردت البحث والنقاش فسوف يكون ذلك في المنتدى وتحت هذا العنوان 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0]
.ثم بعد ذلك أسأل الأخت مها
فهل هولاء كلهم ضعاف عقيدة ؟؟
ومن هم ضعاف العقيدة بعد المقارنة ؟؟

ولو قراءة المقابلة مع الدكتورأبوحسان تجد أن الأخت مها تردد ما قاله الدكتور حسان ولو تتبعت ما قاله الدكتور حسان تجده يردد ماقاله صاحب الأسطورة التي هوت .

ولو تأملت أقوال منكري تليس الجان بالإنسان تجدها متناقضة مما يجعلك تكاد تجزم أنهم يتبعون مقولة ( خالف تعرف ) .



ثانياً :
ماهر عبد الله: ثبت في الصحيحين.
[ د. جمال أبو حسان: ثبت في الصحيحين، هذا شيء يخص النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يخص الصحابة في الشوارع، فهذه قضية النبي مع الجن هذه قضية خاصة، لكن أن يقال.. أن تعمم هذه القضية الخاصة على عموم المسلمين هذا يحتاج إلى دليل، لكن أخبرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- بأنه قد حدث هذا الشيء معه هو ولم يخبرنا أنه حدث هذا مع الصحابة فنحن نبقى عن دائرة النص، لأن النص يتحدث عن أمر غيبي والغيب لا يخضع للعقل إلا.. إلا بدليل، فالقضية ليست قضية إنه والله الصحابة قالوا أو لم يقولوا، لم يثبت هناك شيء من هذا كله أحاديث كذب، زور، وبهتان، ضعيفة، تالفة، منكرة، لا يمكن أن.. أن تُفسر إلا.. ] انتهى


ماهر عبد الله: وتنكر أنهم يمكن أن يضرونا بشكل مباشر.
د. جمال أبو حسان: أيضاً هذا ليس عليه دليل أبداً.
ما ذا نقول للدكتور أبو حسان هداه الله بعد قراءة هذا الحديث .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيح مسلم ج 4 صفحة 1756

[2236] وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن صيفي وهو عندنا مولى بن أفلح أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي أن اجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم قال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنن ابن ماجه ج 2 ص 1174
[3548] حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بن أبي العاص قلت نعم يا رسول الله قال ما جاء بك قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي قال ذاك الشيطان أدنه فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال اخرج عدو الله ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال الحق بعملك قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد

هل الحديث السابق يدل على علاقة الإغواء والحرب بين إيمان وكفر أم حسب ما يزعم الدكتور ليس في السنة .

والكثير والكثير مما يضحك من كلام هولاء هداهم الله تجده في تلك المقابلة .
يهرفون بما لا يعرفون لأنهم عندما ترشدهم لمصدر حديثك يعتقدون أن ذلك دعاية لمصدر حديثك ناهيك عن الإطلاع للمراجع ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 647

[4232] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا نزلنا منزلا فقال انطلق إلى هاتين الشجرتين فقل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكما أن تجتمعا فانطلقت فقلت لهما ذلك فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها فمرت كل واحدة إلى صاحبتها فالتقيا جميعا فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته من ورائهما ثم قال انطلق فقل لهما لتعود كل واحدة إلى مكانها فأتيتهما فقلت ذلك لهما فعادت كل واحدة إلى مكانها وأتته امرأة فقالت إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادنيه فأدنته منه فتفل في فيه وقال أخرج عدو الله أنا رسول الله ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلته ومعها كبشان وأقط وسمن فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ هذا الكبش فاتخذ منه ما أردت فقالت والذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا ثم أتاه بعير فقام بين يديه فرأى عينيه تدمعان فبعث إلى أصحابه فقال ما لبعيركم هذا يشكوكم فقالوا كنا نعمل عليه فلما كبر وذهب عمله تواعدنا عليه لننحره غدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنحروه واجعلوه في الإبل يكون معها هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيح البخاري ج 5 ص 2140
[5328] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عمران أبي بكر قال حدثني عطاء بن أبي رباح قال قال لي بن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها حدثنا محمد أخبرنا مخلد عن بن جريج أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سنن ابن ماجه ج 2 ص 1174 ( الموسوعة الذهبية )
[3548] حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بن أبي العاص قلت نعم يا رسول الله قال ما جاء بك قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي قال ذاك الشيطان أدنه فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال اخرج عدو الله ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال الحق بعملك قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد نوه عن تلك الأحاديث وغيرها كلا الشيخين الفاضلين أبو البراء اسامة بن ياسين المعاني وعمر السلفيون فجزاهما الله خيراً .


وحيث أن الأخت مها لم تشاهد مرضى المس الشيطاني هي كمن تحت البطانية ويقول يقولون توجد محيطات اين هي ؟؟
أخيراً أقترح وهذا إقتراح قبوله من عدمه راجع لمن هما أعلم مني وأعرف وأدرى مني شيخنا الفاضل ابو البراء اسامة بن ياسين المعاني وشيخنا الفاضل عمر السلفيون حذف موضوع الدكتور ابو حسان وأي موضوع موجود أو سيأتي ينكر تلبس الإنسان بالجان من منتدى الكلمة الطيبة أين ما وجد . وكذلك حذف موضوع الأخت مها دراً للمفاسد والرأي الأتم لكما . والله أعلم

سعيد بن سعيد

أبو البراء 03-09-2004 10:43 AM

أريدك وبكل صراحة أخي الكريم ( عمر السلفيون ) أن تحدد موقفك ممن ذكرت ، وأترك لك أخي الكريم كي تنافح وتدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة ، فأنت لها ، وما أحسبك إلا كذلك والله حسيبك ونصيرك ، واعلم أني لم أذكر اتفاق علماء الأمة على تلك المسألة بل كما هو واضح من النقل أعلاه فجهابذة أهل العلم من نقلوا ذلك 0 ( مقتبس من كلام الشيخ حفظه الله )



بسم الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى .
أما بعد :
لا أعتقد بوجود مسلمين عاقلين ينكرون أقوال جهابذه أهل العلم والفضل أتباع السلف الصالح وأئمة أهل السنة والجماعة ممن ضحوا بأوقاتهم وأنفسهم في الذب عن ديننا الحنيف من تحريف الغالين وإبطال المبطلين فهم الأعلام الذين يحتذى بهم فرحمه الله عليهم أجمعين رحمة تنجينا وإياهم من مناقشة الله أعمالنا وأقوالنا فمن نوقش الحساب فقد هلك كما في الحديث . ــتحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 6220 في صحيح الجامع.
إن ما تفضلت به شيخنا هو عين الحق ولا أخالفك فيه أبدا فأدلة الكتاب والسنة التي بينتها و شرحتها وأعضدت شرحك الوافي بأقوال أعلامنا الجهابذة رحمهم الله لهي واضحة وصريحة لمن هدى الله .
أخي ....
المسألة برمتها واضحة وصريحة ( ثبوت تلبس الجن للإنس ) وأوافق الأخت الفاضلة قليلا فيما ذهبت إليه ولا أخالك إلا قد ذكرته في كتابك القيم حول مسألة الوهم الذي قد يصاب به ضعاف النفوس و الإيمان وتلك مشكلتهم لعدم يقينهم بالله وهذا الذي تدندن حوله الأخت فتنسف الآيات والأحاديث لمجرد أنه يوجد في هذه الأمة من لا يفقه دينه وباعتقادها أنه بفعلتها تلك تكون قد ذبت عنهم ما قد يثير خيالهم ويرعبهم كما تدعي .
لا شك شيخنا أنه يوجد قصص ربما لها تفاسير منطقية وعلمية وبعيدة عن التلبس ولكن لتشابهها مع حالات المس والسحر يحصل اللغط والخطأ وكنت قد بينت في كتابك مثل تلك الأمور فما ذنبك ( أنهم لا يقرؤون وإن قرؤوا لا يفقهون ) كما أوافقك شيخنا حول ما كنت قد قرأته منك حول كثرة أدعياء الرقية وهم أبعد عن الرقية من الرقية رغم سلامة عقيدتهم وضحالة علمهم وخبرتهم في هذا المجال الذي له أربابه ومن أجل ذلك تنحيت واعتزلت بسن مبكرة لإفساح المجال أمام الجهابذة أصحاب العلم والخبرة وحتى لا أحدث كما غيري بلبلة في تشخيص الحالة وأكون ممن يعين الشيطان على أخيه كما يفعل بعض من نحسبهم على خير ولكن لضحالة علمهم يخطؤن ولا أتلكم عن الدجاجلة والمشعوذين فأولئك يعرفون بالسليقة والفطرة السليمة وقد غسلنا أيدينا منهم سبعا وفي إحداهن واحدة بالتراب .
لذا أقول : لا داعي أيها الحبيب من الرد على الأخت الفاضلة فقد بان الحق ساطعا كالشمس في رابعة النهار ولا يكابر بها إلا من أعمى الله على بصيرته قبل بصره . وأحسب الأخت الفاضلة تريد الخير وكم من مريد للخير لا يصيبه فادعو الله لها بالهداية والتوفيق لمعرفة الحق الذي تكابر عنه .

أخي سعيد :
أحسن الله إليك في دينك ودنياك .
أفضل أخي بقاء أقوال ( الأخت مهى كاملة ) في الموقع فهو حجة عليها لا لها والقارئ المنصف يميز بين الحق والباطل بعد أن أن يستعيذ بالله من شياطين الإنس والجن و يبسمل بسمه الرحمن الرحيم .
واسلم لمحبك .

الأخت الفاضلة أنصحك ونفسي بتقوى الله والعودة عن خطأئك فهذه أدلة دامغة لا تحتمل الشك قد بينها لك الشيخ ( أبو البراء حفظه الله ) فلما المكابرة !!!
واعلمي أيتها الفاضلة ، من أراد معرفة الحق ابتغاء وجه الله الذي أشرقت له السموات والأرض قبل الخوض في غمار ما لا يحسن الخوض فيه ، يدعو الله بهذا الدعاء ويواطئ قلبه لسانه بعد أن يتجرد من الهوى ومن الخلفية المسبقة لمعرفة حكم المسألة .

اللهم رب جبريل.
وميكائيل واسرافيل، فاطر
السموات والأرض. عالم
الغيب والشهادة، أنت
تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون، أهدني
لما اختلف فيه من الحق
بإذنك، إنك تهدي من تشاء
إلى صراط مستقيم

أخوكم / عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 10:44 AM

سلام,

لن أرد على كل ما جئتم به من كلام مهذب وأسلوب رقيق ومعاملة بالتي هي أحسن, قمت بالبجث في مختصر ابن كثير, وأنقل للقراء الآتي:

من مختصر ابن كثير في تفسير سورة الجن:

http://www.al-eman.com/Islamlib/vie...=134&CID=136#s2

وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (سورة الجن 6)

‏"{‏وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً‏**‏، كانت عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان، أن يصيبهم بشيء يسوؤهم، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم ‏{‏زادوهم رهقاً‏**‏ أي خوفاً وإرهاباً وذعراً، حتى بقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذاً بهم، كما قال قتادة ‏{‏فزادوهم رهقاً‏**‏ أي إثماً، وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة، وقال الثوري ‏{‏فزادوهم رهقاً‏**‏ أي ازدادت الجن عليهم جرأة، وقال السدي‏:‏ كان الرجل يخرج بأهله فيأتي الأرض فينزلها فيقول‏:‏ أعوذ بسيد هذا الوادي من الجن أن أضر أنا فيه ومالي أو ولدي أو ماشيتي، قال قتادة‏:‏ فإذا عاذ بهم من دون اللّه رهقتهم الجن الأذى عند ذلك، وعن عكرمة قال‏:‏ كان الجن يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشد، فكان الإنس إذا نزلوا وادياً هرب الجن، فيقول سيد القوم‏:‏ نعوذ بسيد أهل هذا الوادي، فقال الجن‏:‏ نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم، فدنوا من الإنس، فأصابوهم بالخبل والجنون، فذلك قول اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً‏**‏ أي إثماً ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة‏"‏، وقال أبو العالية ‏{‏رهقاً‏**‏ أي خوفاً، وقال ابن عباس‏:‏ أي إثماً، وقال مجاهد‏:‏ زاد الكفار طغياناً."

- هذا عن أن الخوف من الجن وظن أنهم يملكون على الإنس شيئاً يمكن الجن من الإنسان, وهذا هو كل ما يدور حديثي حوله

وفي تفسير سورة الناس:

http://www.al-eman.com/Islamlib/vie...BID=134&CID=178

ذُ بِرَبِّ النَّاسِ 1 مَلِكِ النَّاسِ 2 إِلَهِ النَّاسِ 3 مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ 4 الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ 5 مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (سورة الناس)
هذه ثلاث صفات من صفات الرب عزَّ وجلَّ‏:‏ الربوبية و الملك والإلهية فهو رب كل شيء وملكيه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقة له مملوكة، فأمر المستعيذ أن يتعوذ بهذه الصفات ‏{‏من شر الوسواس الخناس‏**‏ وهو الشيطان الموكل بالإنسان فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزينّ له الفواحش، ولا يألوه جهداً في الخبال، والمعصوم من عصمه اللّه، وقد ثبت في الصحيح‏:‏ ‏(‏ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه‏)‏ قالوا‏:‏ وأنت يا رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم إلا أن اللّه أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير‏)‏‏.‏ وقد ثبت في الصحيحين ‏(‏إن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً - أو قال - شراً‏)‏ ‏"‏أخرجه الشيخان في قصة زيارة صفية للنبي صلى اللّه عليه وسلم وهو معتكف فلقيه رجلان فقال‏:‏ ‏(‏على رسلكما إنها صفية‏)‏ الحديث‏"‏‏.‏ وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي، عن أنَس بن مالك، قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر اللّه خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس‏)‏ ‏"‏أخرجه الحافظ الموصلي‏"‏‏.‏ وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر اللّه تصاغر الشيطان وغلب، وإن لم يذكر اللّه تعاظم وغلب، قال ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏الوسواس الخناس‏**‏ قال‏:‏ الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها غفل ووسوس، فإذا ذكر اللّه خنس‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الذي يوسوس في صدور الناس‏**‏ هل يختص هذا ببني آدم كما هو الظاهر، أو يعم بني آدم والجن‏؟‏ فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليباً، وقوله‏:‏ ‏{‏من الجنة والناس‏**‏ْ هل هو تفصيل لقوله‏:‏ ‏{‏الذي يوسوس في صدرو الناس‏**‏ ثم بيّنهم فقال‏:‏ ‏{‏من الجنة والناس‏**‏ وهذا يقوي القول الثاني، وقيل قوله‏:‏ ‏{‏من الجنة والناس‏**‏ تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً‏**‏، وكما قال الإمام أحمد عن أبي ذر قال‏:‏ أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال‏:‏ ‏(‏يا أبا ذر هل صليت‏؟‏‏)‏ قلت‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏(‏قم فصل‏)‏، قال‏:‏ فقمت فصليت، ثم جلست فقال‏:‏ ‏(‏يا أبا ذر تعوذ باللّه من شر شياطين الإنس والجن‏)‏‏.‏ قال، فقلت‏:‏ يارسول اللّه وللإنس شياطين‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه بلفظ أطول‏"‏، وروى الإمام أحمد، عن ابن عباس قال، جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول اللّه إني لأحدث نفسي بالشيء، لأن أخر من السماء أحب إليّ من أتكلم به، قال؛ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اللّه أكبر، اللّه أكبر، الحمد للّه الذي ردّ كيده إلى الوسوسة‏)‏ ‏"‏أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي‏"‏‏.‏
- وهنا في هذا التفسير والحديث يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن كيد الشيطان رد عن المؤمن إلى الوسوسة, فالحمد لله رب العالمين

وفي تفسير سورة الأنعام:

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام 112)

يقول تعالى‏:‏ وكما جعلنا لك يا محمد أعداء يخالفونك ويعادونك ويعاندونك، جعلنا لكل نبي من قبلك أيضاً أعداء فلا يحزنك ذلك، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا‏**‏ الآية، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك‏**‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين‏**‏ الآية‏.‏ وقال ورقة بن نوفل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلاَّ عودي‏)‏ ‏"‏هذا جزء من حديث طويل أخرجه البخاري في صحيحه في باب بدء الوحي‏"‏، والشيطان كل من خرج عن نظيره بالشر، ولا يعادي الرسل إلا الشياطين من هؤلاء وهؤلاء قبحهم اللّه ولعنهم، قال عبد الرزاق عن قتادة في قوله ‏{‏شياطين الإنس والجن‏**‏ قال‏:‏ من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين، يوحي بعضهم إلى بعض‏.‏ قال قتادة‏:‏ وبلغني أن أبا ذر كان يوماً يصلي فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏تعوذ يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن‏)‏ فقال‏:‏ أو إن من الإنس شياطين‏؟‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏نعم‏)‏ ‏"‏قال ابن كثير‏:‏ هذا منقطع بين قتادة وأبي ذر‏"‏‏.‏ وقال ابن جرير عن أبي ذر قال‏:‏ أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس قال، فقال‏:‏ ‏(‏يا أبا ذر هل صليت‏؟‏ قلت‏:‏ لا، يا رسول اللّه‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏قم فاركع ركعتين‏)‏ قال‏:‏ ثم جئت فجلست إليه، فقال‏:‏ ‏(‏يا أبا ذر هل تعوذت باللّه من شياطين الجن والإنس‏)‏‏؟‏ قال، قلت‏:‏ لا يا رسول اللّه وهل للإنس من شياطين‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم هم شر من شياطين الجن‏)‏ ‏"‏وهذا أيضاً فيه انقطاع وروي متصلاً عن أحمد وابن مردويه بمثله‏"‏‏.‏
طريق أخرى للحديث روى ابن أبي حاتم عن أبي أمامة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏يا أبا ذر تعوذت من شياطين الجن والإنس‏)‏‏؟‏ قال‏:‏ يا رسول اللّه وهل للإنس من شياطين‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم‏:‏ ‏{‏شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً‏**‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي أمامة مرفوعاً‏"‏، فهذه طرق لهذا الحديث ومجموعها يفيد قوته وصحته، واللّه أعلم، وعن عكرمة في قوله‏:‏ ‏{‏يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً‏**‏ قال‏:‏ للإنس شياطين وللجن شياطين، فيلقى شيطان الإنس شيطان الجن، فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، وقال السدي عن عكرمة‏:‏ أما شياطين الإنس فالشياطين التي تضل الإنس، وشياطين الجن التي تضل الجن، يلتقيان فيقول كل واحد منهما لصاحبه‏:‏ إني أضللت صاحبي بكذا وكذا فأضل أنت صاحبك بكذا وكذا، فيعلم بعضهم بعضاً ‏"‏رواه ابن جرير‏"‏، وقد روي نحو هذا عن ابن عباس فقال‏:‏ إن للجن شياطين يضلونهم مثل شياطين الإنس يضلونهم، قال‏:‏ فيلتقي شياطين الإنس وشياطين الجن، فيقول هذا لهذا، أضلله بكذا، فهو قوله‏:‏ ‏{‏يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً‏**‏‏.‏ ولما أخبر عبد اللّه بن عمر أن المختار المراد بالمختار هنا ابن عبيد قبحه اللّه الذي كان يزعم أنه يأتيه الوحي يزعم أنه يوحى إليه، فقال‏:‏ صدق، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم‏**‏‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً‏**‏ أي يلقي بعضهم إلى بعض القول المزين المزخرف وهو المزوق الذي يغتر سامعه من الجهلة بأمره، ‏{‏ولو شاء ربك ما فعلوه‏**‏ أي وذلك كله بقدر اللّه وقضائه وإرادته ومشيئته أن يكون لكل نبي عدو من هؤلاء، ‏{‏فذرهم‏**‏ أي فدعهم، ‏{‏وما يفترون‏**‏ أي يكذبون‏.‏ أي دع أذاهم وتوكل على اللّه فإن اللّه كافيك وناصرك عليهم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولتصغى إليه‏**‏ أي ولتميل إليه قاله ابن عباس، ‏{‏أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة‏**‏ أي قلوبهم وعقولهم وأسماعهم، وقال السدي‏:‏ قلوب الكافرين ‏{‏وليرضوه‏**‏ أي يحبوه ويريدوه، وإنما يستجيب لذلك من لا يؤمن بالآخرة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين * إلا من هو صال الجحيم‏**‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك‏**‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وليقترفوا ما هم مقترفون‏**‏، قال ابن عباس، وليكتسبوا ما هم مكتسبون، وقال السدي وابن زيد‏:‏ وليعملوا ما هو عاملون‏.‏

- أكرر فقط هذه السطور لأهميتها: أي دع أذاهم وتوكل على اللّه فإن اللّه كافيك وناصرك عليهم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولتصغى إليه‏**‏ أي ولتميل إليه قاله ابن عباس، ‏{‏أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة‏**‏ أي قلوبهم وعقولهم وأسماعهم، وقال السدي‏:‏ قلوب الكافرين ‏{‏وليرضوه‏**‏ أي يحبوه ويريدوه، وإنما يستجيب لذلك من لا يؤمن بالآخرة

وفي سورة الأنعام:

وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ (سورة الأنعام 128)

http://www.al-eman.com/Islamlib/vie...=134&CID=37#s23

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏و‏**‏ اذكر يا محمد فيما تقصه عليهم وتنذرهم به، ‏{‏يوم يحشرهم جميعاً‏**‏ يعني الجن وأولياءهم من الإنس الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا ويعوذون بهم ويطيعونهم، ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ‏{‏يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس‏**‏ أي يقول يا معشر الجن، وسياق الكلام يدل على المحذوف، ومعنى قوله‏:‏ ‏{‏قد استكثرتم من الإنس‏**‏ أي من إغوائهم وإضلالهم، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم‏**‏، وقال ابن عباس‏:‏ ‏{‏يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس‏**‏ يعني أضللتم منهم كثيراً، ‏{‏وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض‏**‏‏:‏ يعني أولياء الجن من الإنس قالوا مجيبين للّه تعالى عن ذلك بهذا، قال ابن أبي حاتم عن الحسن في هذه الآية قال‏:‏ استكثرتم من أهل النار يوم القيامة، فقال أولياؤهم من الإنس‏:‏ ربنا استمتع بعضنا ببعض، قال الحسن‏:‏ وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري‏"‏‏.‏ وقال ابن جريج‏:‏ كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول‏:‏ أعوذ بكبير هذا الوادي، فذلك استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة، وأما استمتاع الجن بالإنس فإنه كان - فيما ذكر - ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعانتهم بهم، فيقولون‏:‏ قد سدنا الإنس والجن ‏{‏وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا‏**‏ قال السدي‏:‏ يعني الموت، ‏{‏قال النار مثواكم‏**‏ أي مأواكم ومنزلكم أنتم وإياهم وأولياؤكم، ‏{‏خالدين فيها‏**‏ أي ماكثين فيها مكثاً مخلداً إلا ما شاء اللّه، قال بعضهم‏:‏ يرجع معنى الاستثناء إلى البرزخ، وقال بعضهم‏:‏ هذا رد إلى مدة الدنيا، وقيل‏:‏ غير ذلك من الأقوال، وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس‏:‏ ‏{‏قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء اللّه إن ربك حكيم عليم‏**‏ قال‏:‏ إن هذه الآية آية لا ينبغي لأحد أن يحكم على اللّه في خلقه، ولا ينزلهم جنة ولا ناراً‏.‏

ورد في مختصر ابن كثير في تفسير سورة الأعراف:

http://www.al-eman.com/Islamlib/vie...43&SW=الجان#SR1

كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ادفع بالتي هي احسن نحن اعلم بما يصفون‏**‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم‏**‏، وقال في هذه السورة الكريمة ايضاً‏:‏ ‏{‏واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم‏**‏، فهذه الايات الثلاث في الاعراف والمؤمنون وحم السجدة لا رابع لهن، فانه تعالى يرشد فيهن الى معاملة العاصي من الانس بالمعروف بالتي هي احسن، فان ذلك يكفه عما هو فيه من التمرد باذنه تعالى، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم‏**‏، ثم يرشد تعالى الى الاستعاذة به من شيطان الجان، فانه لا يكفه عنك الاحسان، وانما يريد هلاكك ودمارك بالكلية، فانه عدو مبين لك ولابيك من قبلك‏.‏ قال ابن جرير في تفسير قوله‏:‏ ‏{‏واما ينزغنك من الشيطان نزغ‏**‏ واما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الاعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته ‏{‏فاستعذ بالله‏**‏ يقول‏:‏ فاستجر باللّه من نزغه، ‏{‏انه سميع عليم‏**‏ سميع لجهل الجاهل عليك والاستعاذة به من نزغه ولغير ذلك من كلام خلقه لا يخفى عليه منه شيء، عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من امور خلقه‏.‏ وقد تقدم في اول الاستعاذة حديث الرجلين اللذين تسابا بحضرة النبي صلى اللّه عليه وسلم، فغضب احدهما فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد‏:‏ اعوذ باللّه من الشيطان الرجيم‏)‏ الحديث‏.‏ واصل النزغ‏:‏ الفساد اما بالغضب او غيره، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم‏**‏، والعياذ‏:‏ الالتجاء والاستناد والاستجارة من الشر، واما الملاذ ففي طلب الخير، كما قال الحسن بن هانئ‏:‏
يا من الوذ به فيما اؤمله * ومن اعوذ به مما احاذره
لا يجبر الناس عظماً انت كاسره * ولا يهيضون عظماً انت جابره

وفي تفسير الاستعاذة في مختصر ابن كثير:

http://www.al-eman.com/Islamlib/vie...D=134&CID=1#s19

تفسير الاستعاذة
- 1 - قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم‏**‏
- 2 - وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين‏.‏ وأعوذ بك رب أن يَحضرون‏**‏‏.‏
- 3 - وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم‏.‏ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم‏**‏‏.‏
فهذه ثلاث أيات ليس لهنَّ رابعة في معناها‏.‏
فاللّه تعالى يأمر بمصانعة العدوّ الأنسي والإحسان إليه، ليرده عنه طبعه إلى الموالاة والمصافاة‏.‏
ويأمر بالاستعاذة من العدوّ الشيطانى لا محالة، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا‏**‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو‏**‏‏؟‏
وقد أقسم لآدم وكذب عليه، فكيف معاملته لنا وقد قال‏:‏ ‏{‏فبعزتك لأغوينهم أجمعين‏**‏‏؟‏ وقالت طائفة من القراء‏:‏ يتعوذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية‏.‏ والمشهور الذي عليه الجمهور‏:‏ أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة لدفع الموسوس عنها، ومعنى الآية ‏{‏فإذا قرأت القرآن‏**‏ أي إذا أردت القراءة، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا‏**‏ أي إذا أردتم القيام، ويدل عليه ما روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قام من الليل استفتح صلاته بالتكبير والثناء ثم يقول‏:‏‏(‏ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه‏)‏ ‏"‏رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري وأخرجه أصحاب السنن الأربعة‏"‏
ومعنى‏:‏ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب اللّه من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أُمرت به، فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا اللّه، والاستعاذة‏:‏ هي الإلتجاء إلى اللّه تعالى من شر كل ذي شر، والعياذة تكون لدفع الشر، واللياذُ يكون لطلب الخير كما قال المتنبي‏:‏
يا من ألوذُ به فيما أؤمله * ومن أعوذ به ممّا أحاذره
لا يجبرُ الناسُ عظماً أنت كاسره * ولا يهيضون عظما أنت جابره
و الشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد، فهو بعيد بفسقه عن كل خير، وقيل‏:‏ من شاط لأنه مخلوق من نار والأول أصح، قال سيبويه‏:‏ العرب تقول‏:‏ تشيطن فلانُ إذا فعلَ فعل الشياطين، ولو كان من شاط لقالوا‏:‏ تشيط، فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل متمرد من جني وإنسي وحيوانٍ شيطانا قال تعالى‏{‏شياطين الإنس والجن‏**‏ وركب عمر برذوناً فجعل يتبختر به، فضربه فلم يزدد إلا تبختراً، فنزل عنه وقال‏:‏ ما حملتموني إلا على شيطان لقد أنكرت نفسي ‏"‏رواه ابن وهب عن زيد بن أسلم عن أبيه وإسناده صحيح‏"‏
و الرجيم فعيل‏.‏ بمعنى مفعول، أي أنه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وجعلناها رجوما للشياطين‏**‏ وقال تعالى‏:‏‏{‏وحفظناها من كل شيطان رجيم‏.‏ إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين‏**‏‏.‏

وفي تفسير سورة الشعراء:

220 هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ 221 تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ 222 يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ

http://www.al-eman.com/Islamlib/vie...90&SW=الجان#SR1

يقول تعالى مخاطباً لمن زعم من المشركين ان ما جاء به الرسول صلى اللّه عليه وسلم ليس بحق، وانه شيء افتعله من تلقاء نفسه، او انه اتاه به رِئي الجان، فنزه اللّه سبحانه وتعالى جناب رسوله عن قولهم وافترائهم، ونبه ان ما جاء به انما هو من عند اللّه، وانه تنزيله ووحيه نزل به ملك كريم امين عظيم، وانه ليس من قبل الشياطين، فانهم ليس لهم رغبة في مثل هذا القران العظيم وانما ينزلون على من يشاكلهم ويشابههم من الكهان الكذبة‏.‏ ولهذا قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏هل انبئكم‏**‏ اي اخبركم ‏{‏على من تنزل الشياطين * تنزل على كل افاك اثيم‏**‏ اي كذوب في قوله وهو الافاك ‏{‏اثيم‏**‏ وهو الفاجر في افعاله، فهذا هو الذي تنزل عليه الشياطين من الكهان وما جرى مجراهم من الكذبة الفسقة، فان الشياطين ايضاً كذبة فسقة ‏{‏يلقون السمع‏**‏ اي يسترقون السمع من السماء فيسمعون الكلمة من علم الغيب، فيزيدون معها مائة كذبة ثم يلقونها الى اوليائهم من الانس، فيحدثون بها فيصدقهم الناس في كل ما قالوه بسبب صدقهم في تلك الكلمة التي سمعت من السماء، كما روى البخاري عن عروة بن الزبير قال، قالت عائشة رضي اللّه عنها‏:‏ سال ناس النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الكهان فقال‏:‏ ‏(‏انهم ليسوا بشيء‏)‏، قالوا‏:‏ يا رسول اللّه فانه يحدثون بالشيء يكون، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في اذن وليه كقرقرة الدجاج فيخلطون معها اكثر من مائة كذبة‏(‏‏.‏ وروى البخاري ايضاً عن ابي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏اذا قضى اللّه الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعاناً لقوله، كانها سسلسلة على صفوان، فاذا فرغ عن قلوبهم قالوا‏:‏ ماذا قال ربكم‏؟‏ قالوا‏:‏ الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقوا السمع، ومسترقو السمع هكذا بعضهم فوق بعض - وصفه سفيان بيده فحرفها وبدد بين اصابعه - فيسمع لكلمة فيلقها الى من تحته، ثم يلقيها الاخر الى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن، فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها، وربما القاها قبل ان يدركه فكيذب معها مائة كذبة، فيقال‏:‏ اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا‏:‏ كذا وكذا‏؟‏ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء‏)‏ ‏"‏تفرد به البخاري ورواه مسلم قريباً منه‏"‏‏.‏

حديث:

4/831 وروينا في كتاب الترمذي والنسائي وابن ماجه، عن ابي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه قال‏:‏ كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتعوّذُ من الجانّ وعين الاِنسان حتى نزلت المعوّذتان، فلما نزلتا اخذَ بهما وتركَ ما سواهما‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن
‏‏(‏ الترمذي ‏(‏2059‏)‏ ، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه‏(‏3511‏)‏ ‏

5/832 وروينا في صحيح البخاري حديث ابن عباس؛ ان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يُعوِّذ الحسن والحسين‏:‏ ‏"‏اُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلّ شَيْطانٍ وَهامَّةٍ وَمنْ كُلّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ، ويقول‏:‏ ان اباكما كانَ يعوّذ بهما اسماعيلَ واسحاقَ‏"‏‏.‏(
‏‏(‏ البخاري ‏(‏3371‏)‏ ، وقد تقدم برقم 1/342‏.‏‏)‏ ‏

الحمد لله رب العالمين,
سلام

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:45 AM

الأخت المكرمة ( مها ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

سوف أعود لأسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، ونبدأ من حيث انتهيت - حفظك الله - لا زلت تعانين من مشكة وهيَّ : ( الاستشهاد بالآيات في غير مواضعها ) ، يا أختي الفاضلة لم أترك لك دليل لا من الكتاب ولا من السنة إلا ووضعته بين يديك ، ونقلت لكِ ثلة من أقوال أهل العلم ، وقد استشهدت بكلام ابن كثير - رحمه الله - ، ولتأكيد مسألة الصرع وثبوتها عند الإمام ابن كثير ، أنقل لك ما ذكره في " تفسير القرآن العظيم " في تفسير الآية الكريمة : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ) ( سورة الأعراف – الآية 200 ، 202 ) 0

يقول - رحمه الله - : ( إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان ، فقيل : بمعنى واحد 0 وقيل : بينهما فرق 0 ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ، وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ههنا حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبها طيف 0 فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يشفيني 0 فقال : " إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك – فقالت : بل أصبر ولا حساب علي " " أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 441 ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 708 ) ، والبزار - ج 1 / رقم 772 ، والحاكم في المستدرك - 4 / 218 ، والأصبهاني في" الترغيب " - برقم ( 529 ) ، والبغوي في " شرح السنة "- 5 / 236 " ) ( تفسير القرآن العظيم - 2 / 267 ) 0

لا أريد أن تعتقدي أننا نختلف معك في مسألة الإغواء ، فكلنا يعلم ذلك ، وقد بينت لكِ أقوال أهل العلم في ذلك ، فماذا تقولين بعد ذلك ؟؟؟

وتقبلي تحيات :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسبن المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:47 AM

سلام,

الأستاذ أبو البراء,
شكراً لعودتك للنقاش بطريقة مناسبة, وآمل أن يستمر الحال على هذا.
لا أظن أنن أستشهد بالآيات في غير مواضعها, فقد أتيت لك بآراء المعاصرين من الفقهاء, فرفضتها كلها بينما أنت أتيت بالكثير منها وتريدني أن أقبل بها. وأتيت لك برأي ابن كثير الواضح, واتهمتني بالاستشهاد بالآيات في غير مواضعها, وأراك أنت من يفعل هذا.

هذا تفسير ابن كثير لتلك الآية:

http://quran.al-islam.com/Tafseer/D...Sora=7&nAya=200
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

" وَإِمَّا يَنْزَغَنَّك مِنْ الشَّيْطَان نَزْغ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم " وَقَالَ فِي هَذِهِ السُّورَة الْكَرِيمَة أَيْضًا وَإِمَّا يَنْزَغَنَّك مِنْ الشَّيْطَان نَزْغ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ إِنَّهُ سَمِيع عَلِيم فَهَذِهِ الْآيَات الثَّلَاث فِي الْأَعْرَاف وَالْمُؤْمِنُونَ وحم السَّجْدَة لَا رَابِع لَهُنَّ فَإِنَّهُ تَعَالَى يُرْشِد فِيهِنَّ إِلَى مُعَامَلَة الْعَاصِي مِنْ الْإِنْس بِالْمَعْرُوفِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُفّهُ عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنْ التَّمَرُّد بِإِذْنِهِ تَعَالَى وَلِهَذَا قَالَ " فَإِذَا الَّذِي بَيْنك وَبَيْنه عَدَاوَة كَأَنَّهُ وَلِيّ حَمِيم " ثُمَّ يُرْشِد تَعَالَى إِلَى الِاسْتِعَاذَة بِهِ مِنْ شَيْطَان الْجَانّ فَإِنَّهُ لَا يَكُفّهُ عَنْك الْإِحْسَان وَإِنَّمَا يُرِيد هَلَاكك وَدَمَارك بِالْكُلِّيَّةِ فَإِنَّهُ عَدُوّ مُبِين لَك وَلِأَبِيك مِنْ قَبْلك قَالَ اِبْن جَرِير فِي تَفْسِير قَوْله " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّك مِنْ الشَّيْطَان نَزْع " وَإِمَّا يُغْضِبَنَّك مِنْ الشَّيْطَان غَضَب يَصُدّك عَنْ الْإِعْرَاض عَنْ الْجَاهِل وَيَحْمِلك عَلَى مُجَازَاته" فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ " يَقُول فَاسْتَجِرْ بِاَللَّهِ مِنْ نَزْغه" إِنَّهُ سَمِيع عَلِيم " سَمِيع لِجَهْلِ الْجَاهِل عَلَيْك وَالِاسْتِعَاذَة بِهِ مِنْ نَزْغه وَلِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ كَلَام خَلْقه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء عَلِيم بِمَا يَذْهَب عَنْك نَزْغ الشَّيْطَان وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ أُمُور خَلْقه . وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ لَمَّا نَزَلَتْ " خُذْ الْعَفْو وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ " قَالَ " يَا رَبّ كَيْف بِالْغَضَبِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّك مِنْ الشَّيْطَان نَزْغ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ إِنَّهُ سَمِيع عَلِيم " قُلْت وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّل الِاسْتِعَاذَة حَدِيث الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَسَابَّا بِحَضْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ أَحَدهمَا حَتَّى جَعَلَ أَنْفه يَتَمَرَّغ غَضَبًا فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنِّي لَأَعْلَم كَلِمَة لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِد : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم" فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ مَا بِي مِنْ جُنُون وَأَصْل النَّزْغ الْفَسَاد إِمَّا بِالْغَضَبِ أَوْ غَيْره قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن إِنَّ الشَّيْطَان يَنْزَغ بَيْنهمْ" وَالْعِيَاذ الِالْتِجَاء وَالِاسْتِنَاد وَالِاسْتِجَارَة مِنْ الشَّرّ وَأَمَّا الْمَلَاذ فَفِي طَلَب الْخَيْر كَمَا قَالَ الْحَسَن بْن هَانِئ فِي شِعْره : يَا مَنْ أَلُوذ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلهُ وَمَنْ أَعُوذ بِهِ مِمَّا أُحَاذِرهُ لَا يَجْبُر النَّاس عَظْمًا أَنْتَ كَاسِره وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِره وَقَدْ قَدَّمْنَا أَحَادِيث الِاسْتِعَاذَة فِي أَوَّل التَّفْسِير بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته هَاهُنَا

تفسير القرطبي:
http://quran.al-islam.com/Tafseer/D...Sora=7&nAya=200

وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

فِيهِ مَسْأَلَتَانِ : الْأُولَى : لَمَّا نَزَلَ قَوْله تَعَالَى : " خُذْ الْعَفْو " قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام : " كَيْفَ يَا رَبّ وَالْغَضَب " ؟ فَنَزَلَتْ : " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ " وَنَزْغ الشَّيْطَان : وَسَاوِسه . وَفِيهِ لُغَتَانِ : نَزْغ وَنَغْز , يُقَال : إِيَّاكَ وَالنَّزَّاغ وَالنَّغَّاز , وَهُمْ الْمُوَرِّشُونَ . الزَّجَّاج : النَّزْغ أَدْنَى حَرَكَة تَكُون , وَمِنْ الشَّيْطَان أَدْنَى وَسْوَسَة . قَالَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب : شَهِدْت عُثْمَان وَعَلِيًّا وَكَانَ بَيْنهمَا نَزْغ مِنْ الشَّيْطَان فَمَا أَبْقَى وَاحِد مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ شَيْئًا , ثُمَّ لَمْ يَبْرَحَا حَتَّى اِسْتَغْفَرَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ . وَمَعْنَى " يَنْزَغَنَّكَ " : يُصِيبَنَّكَ وَيَعْرِض لَك عِنْد الْغَضَب وَسْوَسَة بِمَا لَا يَحِلّ . " فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ " أَيْ اُطْلُبْ النَّجَاة مِنْ ذَلِكَ بِاَللَّهِ . فَأَمَرَ تَعَالَى أَنْ يُدْفَع الْوَسْوَسَة بِالِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ وَالِاسْتِعَاذَة بِهِ ; وَلِلَّهِ الْمَثَل الْأَعْلَى . فَلَا يُسْتَعَاذ مِنْ الْكِلَاب إِلَّا بِرَبِّ الْكِلَاب . وَقَدْ حُكِيَ عَنْ بَعْض السَّلَف أَنَّهُ قَالَ لِتِلْمِيذِهِ : مَا تَصْنَع بِالشَّيْطَانِ إِذَا سَوَّلَ لَك الْخَطَايَا ؟ قَالَ : أُجَاهِدُهُ . قَالَ : فَإِنْ عَادَ ؟ قَالَ : أُجَاهِدهُ . قَالَ : فَإِنْ عَادَ ؟ قَالَ : أُجَاهِدُهُ . قَالَ : هَذَا يَطُول , أَرَأَيْت لَوْ مَرَرْت بِغَنَمٍ فَنَبَحَك كَلْبُهَا وَمَنَعَ مِنْ الْعُبُور مَا تَصْنَع ؟ قَالَ : أُكَابِدُهُ وَأَرُدُّهُ جَهْدِي . قَالَ : هَذَا يَطُول عَلَيْك , وَلَكِنْ اِسْتَغِثْ بِصَاحِبِ الْغَنَم يَكْفِهِ عَنْك . الثَّانِيَة : النَّغْز وَالنَّزْغ وَالْهَمْز وَالْوَسْوَسَة سَوَاء ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَقُلْ رَبّ أَعُوذ بِك مِنْ هَمَزَات الشَّيَاطِين " [ الْمُؤْمِنُونَ : 97 ] وَقَالَ : " مِنْ شَرّ الْوَسْوَاس الْخَنَّاس " [ النَّاس : 4 ] . وَأَصْل النَّزْغ الْفَسَاد ; يُقَال : نَزَغَ بَيْنَنَا ; أَيْ أَفْسَدَ . وَمِنْهُ قَوْله : " نَزَغَ الشَّيْطَان بَيْنِي وَبَيْن إِخْوَتِي " [ يُوسُف : 100 ] أَيْ أَفْسَدَ . وَقِيلَ : النَّزْغ الْإِغْوَاء وَالْإِغْرَاء ; وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب . قُلْت : وَنَظِير هَذِهِ الْآيَة مَا فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُول لَهُ مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُول لَهُ مَنْ خَلَقَ رَبّك فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاَللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ) . وَفِيهِ عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : سُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوَسْوَسَة قَالَ : ( تِلْكَ مَحْض الْإِيمَان ) . وَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : ( ذَلِكَ صَرِيح الْإِيمَان ) وَالصَّرِيح الْخَالِص . وَهَذَا لَيْسَ عَلَى ظَاهِره ; إِذْ لَا يَصِحّ أَنْ تَكُون الْوَسْوَسَة نَفْسهَا هِيَ الْإِيمَان , لِأَنَّ الْإِيمَان الْيَقِين , وَإِنَّمَا الْإِشَارَة إِلَى مَا وَجَدُوهُ مِنْ الْخَوْف مِنْ اللَّه تَعَالَى أَنْ يُعَاقَبُوا عَلَى مَا وَقَعَ فِي أَنْفُسِهِمْ . فَكَأَنَّهُ قَالَ جَزَعُكُمْ مِنْ هَذَا هُوَ مَحْضُ الْإِيمَان وَخَالِصُهُ ; لِصِحَّةِ إِيمَانِكُمْ , وَعِلْمكُمْ بِفَسَادِهَا . فَسَمَّى الْوَسْوَسَة إِيمَانًا لَمَّا كَانَ دَفْعُهَا وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا وَالرَّدُّ لَهَا وَعَدَمُ قَبُولِهَا وَالْجَزَعُ مِنْهَا صَادِرًا عَنْ الْإِيمَان . وَأَمَّا أَمْرُهُ بِالِاسْتِعَاذَةِ فَلِكَوْنِ تِلْكَ الْوَسَاوِس مِنْ آثَار الشَّيْطَان . وَأَمَّا الْأَمْر بِالِانْتِهَاءِ فَعَنْ الرُّكُون إِلَيْهَا وَالِالْتِفَات نَحْوهَا . فَمَنْ كَانَ صَحِيح الْإِيمَان وَاسْتَعْمَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ وَنَبِيّه نَفَعَهُ وَانْتَفَعَ بِهِ . وَأَمَّا مَنْ خَالَجَتْهُ الشُّبْهَة وَغَلَبَ عَلَيْهِ الْحِسّ وَلَمْ يَقْدِر عَلَى الِانْفِكَاك عَنْهَا فَلَا بُدّ مِنْ مُشَافَهَته بِالدَّلِيلِ الْعَقْلِيّ ; كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي خَالَطَتْهُ شُبْهَة الْإِبِل الْجُرْب حِين قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا عَدْوَى " . وَقَالَ أَعْرَابِيّ : فَمَا بَال الْإِبِل تَكُون فِي الرَّمْل كَأَنَّهَا الظِّبَاء فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا الْبَعِير الْأَجْرَب أَجْرَبَهَا ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّل " فَاسْتَأْصَلَ الشُّبْهَة مِنْ أَصْلِهَا . فَلَمَّا يَئِسَ الشَّيْطَان مِنْ أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِغْرَاءِ وَالْإِضْلَال أَخَذَ يُشَوِّش عَلَيْهِمْ أَوْقَاتهمْ بِتِلْكَ الْأَلْقَيَات . وَالْوَسَاوِس : التُّرَّهَات ; فَنَفَرَتْ عَنْهَا قُلُوبهمْ وَعَظُمَ عَلَيْهِمْ وُقُوعهَا عِنْدهمْ فَجَاءُوا - كَمَا فِي الصَّحِيح - فَقَالُوا : يَا رَسُول اللَّه , إِنَّا نَجِد فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَم أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ : " أَوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ " ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : ( ذَلِكَ صَرِيح الْإِيمَان رَغْمًا لِلشَّيْطَانِ حَسَب مَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآن فِي قَوْله : " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان " [ الْحِجْر : 42 ] . فَالْخَوَاطِر الَّتِي لَيْسَتْ بِمُسْتَقِرَّةٍ وَلَا اِجْتَلَبَتْهَا الشُّبْهَة فَهِيَ الَّتِي تُدْفَع بِالْإِعْرَاضِ عَنْهَا ; وَعَلَى مِثْلهَا يُطْلَق اِسْم الْوَسْوَسَة . وَاَللَّه أَعْلَم . وَقَدْ مَضَى فِي آخِر " الْبَقَرَة " هَذَا الْمَعْنَى , وَالْحَمْد لِلَّهِ .

تفسير آيات أخرى:
http://quran.al-islam.com/Tafseer/D...Sora=15&nAya=42

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ

وَقَوْله " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان " أَيْ الَّذِينَ قَدَّرْتُ لَهُمْ الْهِدَايَة فَلَا سَبِيل لَك عَلَيْهِمْ وَلَا وُصُول لَك إِلَيْهِمْ " إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْغَاوِينَ " اِسْتِثْنَاء مُنْقَطِع . وَقَدْ أَوْرَدَ اِبْن جَرِير هَهُنَا مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَوْهِب حَدَّثَنَا يَزِيد بْن قُسَيْطٍ قَالَ : كَانَتْ الْأَنْبِيَاء يَكُون لَهُمْ مَسَاجِد خَارِجَة مِنْ قُرَاهُمْ فَإِذَا أَرَادَ النَّبِيّ أَنْ يَسْتَنْبِئ رَبّه عَنْ شَيْء خَرَجَ إِلَى مَسْجِده فَصَلَّى مَا كَتَبَ اللَّه ثُمَّ سَأَلَهُ مَا بَدَا لَهُ فَبَيْنَا نَبِيّ فِي مَسْجِده إِذْ جَاءَ عَدُوّ اللَّه - يَعْنِي إِبْلِيس - حَتَّى جَلَسَ بَيْنه وَبَيْن الْقِبْلَة فَقَالَ النَّبِيّ أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم قَالَ فَرَدَّهُ ذَلِكَ ثَلَاث مَرَّات فَقَالَ عَدُوّ اللَّه أَخْبِرْنِي بِأَيِّ شَيْء تَنْجُو مِنِّي فَقَالَ النَّبِيّ بَلْ أَخْبِرْنِي بِأَيِّ شَيْء تَغْلِب اِبْن آدَم مَرَّتَيْنِ فَأَخَذَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبه فَقَالَ النَّبِيّ إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْغَاوِينَ " قَالَ عَدُوّ اللَّه قَدْ سَمِعْت هَذَا قَبْل أَنْ تُولَد قَالَ النَّبِيّ وَيَقُول اللَّه " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّك مِنْ الشَّيْطَان نَزْغ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ إِنَّهُ سَمِيع عَلِيم " وَإِنِّي وَاَللَّه مَا أَحْسَسْت بِك قَطُّ إِلَّا اِسْتَعَذْت بِاَللَّهِ مِنْك قَالَ عَدُوّ اللَّه صَدَقْتَ بِهَذَا تَنْجُو مِنِّي فَقَالَ النَّبِيّ أَخْبِرْنِي بِأَيِّ شَيْء تَغْلِب اِبْن آدَم ؟ قَالَ آخُذهُ عِنْد الْغَضَب وَالْهَوَى .

وفي تفسير القرطبي:
http://quran.al-islam.com/Tafseer/D...Sora=15&nAya=42

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ

قَالَ الْعُلَمَاء : يَعْنِي عَلَى قُلُوبهمْ . وَقَالَ اِبْن عُيَيْنَة : أَيْ فِي أَنْ يُلْقِيهِمْ فِي ذَنْب يَمْنَعهُمْ عَفْوِي وَيُضَيِّقهُ عَلَيْهِمْ . وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّه وَاجْتَبَاهُمْ وَاخْتَارَهُمْ وَاصْطَفَاهُمْ .

قُلْت : لَعَلَّ قَائِلًا يَقُول : قَدْ أَخْبَرَ اللَّه عَنْ صِفَة آدَم وَحَوَّاء عَلَيْهِمَا السَّلَام بِقَوْلِهِ : " فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَان " [ الْبَقَرَة : 36 ] , وَعَنْ جُمْلَة مِنْ أَصْحَاب نَبِيّه بِقَوْلِهِ : " إِنَّمَا اِسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَان بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا " [ آل عِمْرَان : 155 ] فَالْجَوَاب مَا ذُكِرَ , وَهُوَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَان عَلَى قُلُوبهمْ , وَلَا مَوْضِع إِيمَانهمْ , وَلَا يُلْقِيهِمْ فِي ذَنْب يَئُول إِلَى عَدَم الْقَبُول , بَلْ تُزِيلهُ التَّوْبَة وَتَمْحُوهُ الْأَوْبَة . وَلَمْ يَكُنْ خُرُوج آدَم عُقُوبَة لَمَّا تَنَاوَلَ ; عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَة " بَيَانه . وَأَمَّا أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ مَضَى الْقَوْل عَنْهُمْ فِي آلِ عِمْرَان . ثُمَّ إِنَّ قَوْله سُبْحَانه : " لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان " يَحْتَمِل أَنْ يَكُون خَاصًّا فِيمَنْ حَفِظَهُ اللَّه , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون فِي أَكْثَر الْأَوْقَات وَالْأَحْوَال , وَقَدْ يَكُون فِي تَسَلُّطه تَفْرِيج كُرْبَة وَإِزَالَة غُمَّة ; كَمَا فَعَلَ بِبِلَالٍ , إِذْ أَتَاهُ يُهَدِّئهُ كَمَا يُهَدَّأ الصَّبِيّ حَتَّى نَامَ , وَنَامَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه فَلَمْ يَسْتَيْقِظُوا حَتَّى طَلَعَتْ الشَّمْس , وَفَزِعُوا وَقَالُوا : مَا كَفَّارَة مَا صَنَعْنَا بِتَفْرِيطِنَا فِي صَلَاتنَا ؟ فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ فِي النَّوْم تَفْرِيط ) فَفَرَّجَ عَنْهُمْ .

إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ

أَيْ الضَّالِّينَ الْمُشْرِكِينَ . أَيْ سُلْطَانه عَلَى هَؤُلَاءِ ; دَلِيله " إِنَّمَا سُلْطَانه عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَاَلَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ " [ النَّحْل : 100 ] .

وَهَذِهِ الْآيَة وَاَلَّتِي قَبْلهَا دَلِيل عَلَى جَوَاز اِسْتِثْنَاء الْقَلِيل مِنْ الْكَثِير وَالْكَثِير مِنْ الْقَلِيل ; مِثْل أَنْ يَقُول : عَشَرَة إِلَّا دِرْهَمًا . أَوْ يَقُول : عَشَرَة إِلَّا تِسْعَة . وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل : لَا يَجُوز أَنْ يُسْتَثْنَى إِلَّا قَدْر النِّصْف فَمَا دُونه . وَأَمَّا اِسْتِثْنَاء الْأَكْثَر مِنْ الْجُمْلَة فَلَا يَصِحّ . وَدَلِيلنَا هَذِهِ الْآيَة , فَإِنَّ فِيهَا اِسْتِئْتَاء " الْغَاوِينَ " مِنْ الْعِبَاد وَالْعِبَاد مِنْ الْغَاوِينَ , وَذَلِكَ يَدُلّ عَلَى أَنَّ اِسْتِثْنَاء الْأَقَلّ مِنْ الْجُمْلَة وَاسْتِثْنَاء الْأَكْثَر مِنْ الْجُمْلَة جَائِز .

وهو بالكامل كما ورد في الوصلة, وأود أن أذكرك بأننا لا نلوي عنق آيات القرآن كي توافق السنة, وإنما نأخذ من السنة ما يتوافق مع القرآن, فالسنة موضحة للقرآن وليست ناسخة له بأي شكل.

أود أن أشكر الأخ الذي دلني على حوار الجزيرة مع د. جمال أبو حسان
http://www.aljazeera.net/programs/s...02/7/7-31-1.htm
وأحب أن أبين له بأنني لا أتفق مع د. جمال أبو حسان في أنه ليس هناك أي نوع من أنواع تأثير الشيطان على الإنسان, وإنما قولي بأنه لا يؤثر على المؤمن الذاكر المستعيذ بالله من الشيطان الرجيم, ولكني وجدت في الحوار ما هو مفيد ويستحق القراءة. وأعجني في الحوار الطريقة التي استقبل فيها د. جمال أبو حسان الذين عارضوا رأيه, ورحابة صدره, فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
هذه بعض الأحاديث عن هذا الموضوع:

الْمُصَنَّف - كِتَابُ الدُّعَاءِ - مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُلْبِسُ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ
مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُلْبِسُ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ ( الدُّعَاء )
http://feqh.al-islam.com/Display.as...%23%23%23%23%23

( 77 ) مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُلْبِسُ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ ( 1 ) حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ ** عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنَّ الشَّيْطَانَ حَالَ بَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي ، فَقَالَ ، ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ : خَنْزَبُ ، فَإِذَا حَسَسْت بِهِ فَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِك ثَلَاثًا وَتَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّهِ **

عون المعبود شرح سنن أبي داود
http://hadith.al-islam.com/Display/...SearchLevel=QBE

‏حدثنا ‏ ‏سليمان بن حرب ‏ ‏ومحمد بن عيسى ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حماد بن زيد ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي قلابة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أسماء ‏ ‏عن ‏ ‏ثوبان ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله ‏ ‏زوى ‏ ‏لي الأرض ‏ ‏أو قال ‏ ‏إن ربي ‏ ‏زوى ‏ ‏لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما ‏ ‏زوي ‏ ‏لي منها وأعطيت الكنزين ‏ ‏الأحمر ‏ ‏والأبيض ‏ ‏وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها ‏ ‏بسنة ‏ ‏بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح ‏ ‏بيضتهم ‏ ‏وإن ربي قال لي يا ‏ ‏محمد ‏ ‏إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ولا أهلكهم ‏ ‏بسنة ‏ ‏بعامة ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح ‏ ‏بيضتهم ‏ ‏ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها ‏ ‏أو قال بأقطارها ‏ ‏حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وحتى يكون بعضهم ‏ ‏يسبي ‏ ‏بعضا وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ‏ ‏قال ‏ ‏ابن عيسى ‏ ‏ظاهرين ثم اتفقا ‏ ‏لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي ‏ ‏أمر الله

سلام
مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:48 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :-

إذا أذن لي الجميع

(( أود أن أشكر الأخ الذي دلني على حوار الجزيرة مع د. جمال أبو حسان )).

الشكر لله سبحانه وتعالى وحياك الله .

سؤالي هو هل يتلبس الجان بالإنسان أم لا ؟ وهوسؤال شيخنا الفاضل أبو البراء اسامة بن ياسين المعاني .

لأن موضوع الحديث ( النقاش ) هذه الآية فقط نأمل تزويدنا بمراجع تفسير هذه الآية . في حالة النفي .

قول الله عز وجل ] الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس [

وكذلك قصة موسى عليه السلام مع قومه وجزاكم الله خيراً .

( كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة والسلف والتابعين وأقوال العلماء قديما وحديثا كما قال شيخنا الفاضل ابو البراء اسامة بن ياسين المعاني حفظه الله ) .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

سعيد بن سعيد

أبو البراء 03-09-2004 10:49 AM

الأخت المكرمة ( مها ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله ويركاته ،،،

أختي الفاضلة لست أخالفك الرأي في كل ما نقلت من تفاسير ، وكل ما نريده أن يكون الهدف من هذا النقاش هو الوصول إلى الحق ، هل رأيتني أشتشهد بكل ما ذكرت من تفاسير نقلاً عن ابن كثير والقرطبي ونحوهم في تقرير مسألة الصرع ، في الآيات المذكورة !!! لم أفعل ذلك ، لأنك أختي المكرمة تستشهدين في غير موضع الاستشهاد ، فلم يقل أحد من أهل العلم عن كل ما ذكرت من آيات أنها تتحدث عن الصرع ، إنما المعنى الذي أشار إليه أهل العلم هو ( الوسوسة والإغواء ) وهناك فرق اختي الفاضلة بين الاستشهاد على الوسوسة والاستنشهاد على الاقتران الشيطاني أو التلبس ، وقد جِئتِ بحديث قوي يؤكد مسألة المس وهو حديث عثمان بن العاص رضي الله عنه عندما جاء في المرة الأولى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقد عليه الصلاة والسلام أن ما بهذا الصحابي هي وسوسة الشيطان كما أشرت في حديث ( الشيطان خنزب ) ، ولكن عندما عاد عثمان مرة أخرى علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي بهذا الصحابي مس من الجن ، لذلك توعده وزجره بقوله عليه الصلاة والسلام ( أخرج عدو الله ) وهنا أسألك سؤال : هل هذا الصحابي مؤمن أم لا ؟ وهذا ما سألك إياه أخي الكريم ( عمر السلفيون ) ، وكذلك يقال في الصحابية الجليلة سعدية ( أم زفر ) رضي الله عنها ، أرجو منك أختي الكريمة أن لا تسردي مرة أخرى أي آيات لا تتعلق بالموضوع من قريب أو بعيد كي نبقى في دائرة النقاش ، وقد سألتك عن قولك في شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن كثير ، والقرطبي ، والفخر الرازي وابن القيم ، فلم تجيبي ، لم أبقي علماً من أعلام الأمة قديماً أو حديثاً إلا وجئتك بقول له يؤكد هذه المسألة ، ولم تأتي بقول علم ثقة يؤيد ما تذهبين إليه ، وإن ذكرت فتأتين بدليل واستشهاد في غير موضعه ، أرجو أن تعودي للحق ، وأنا في حقيقة الأمر سوف أقفل باب النقاش ، لأني قد أعطيت ما في جعبتي ، ووقتي ثمين يعلم الله ذلك ولدي أمور مهمة أخرى ولن أبقى في معمة جدال عقيم لا فائدة منه البتة ، اللهم أشهد أني قد بلغت ، اللهم أشهد أني قد بلغت 000 وأترك بعد كل ما ذكر الحكم الفصل للقراء الأعزاء للحكم على المسألة برمتها ، وتقبلوا تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء 03-09-2004 10:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته,

أستاذ أبو البراء,

كل الآيات التي ذكرت لا تقر مسألة مس الشيطان للمؤمن حصراً, والحديث الذي ذكرت عن عثمان بن العاص إنما تثبت الوسوسة, والتي لا أنكرها على المؤمن, وقول رسول الله عليه الصلاة والسلام للشيطان بأن يخرج لا يدل على أن الشيطان كان يتلبسه أو يتكلم على لسانه أو يصيبه بحالة هيجان أو صرع, وإنما أنا دخل فمه وأصبح يوسوس إليه, ونحن مأمورون بعدم التثاؤب في الصلاة لأن الشيطان يضحك على المؤمن إن تثاءب أثناء الصلاة في حضرة الله ويدخل من فمه, وهذا ما لا أنفيه, وإنما أرفض أن يؤثر الشيطان على المؤمن فيذهب عقله ويتكلم بلسانه أو يصيبه بحالات الصرع والهيجان, هذا كله في ذلك الحديث. أما حديث الامرأة التي تتكشف حين تصرع, فلم تقل المرآة فيه ولا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الشيطان يتلبسها, وإنما أنها تصرع, وهناك الصرع بسبب مرض نفسي, وهو ما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم فشفاها الله منه, وإلا لكان أمرها بأن تقرأ القرآن وأن تتبع أساليب الرقية الشرعية التي تتحدثون عنها, ولعلم جميع المؤمنين كيف يتداوون من مس الشيطان وصرعه لهم.

لقد رزقنا الله سبحانه وتعالى نعمة كبيرة جداً, وهي الاستعاذة به من الشيطان الرجيم, والمعوذتان من أفضل وسائل حفظ الإنسان من أي أذى. ووعدنا الله بأنه ليس للشيطان على المؤمن من سلطان, ولو لم يكن في القرآن كله إلا هذا لكفى المؤمن, فماذا هناك أفضل من أعوذ بالله؟
وفي الأحاديث التي ذكرت ما يطمئن المؤمن ويذكره بأن الشيطان عدوه دائماً وأبداً إلى يوم الدين, وسلاحنا هو الاعتصام بحبل الله والاستعاذة به من كل الشرور. هذا في القرآن والسنة, أما ما تأتون به من أحاديث فلا تقر بصريح العبارة وتخوف المؤمن من الجن, وإنما زعمكم أن ما نسمع عن كل شئ لا نستطيع تفسيره أنه مس الجن للإنسان هو ما يخيف المؤمن والكافر, ويفقد الإنسان الثقة بالله, فكيف يتركنا الله هكذا كلقمة سائغة للشيطان يتلبسنا كيف يشاء؟

كما أتيت بآراء أعلام الأمة قديماً وحديثاً, أتيت أنا, ولكني لا آتي بعد ذلك وأقرر بأن الأمر قد فض فيه, وكل ما وراء ذلك سراب. كل ابن آدم معرض للخطاً, وتعدد الآراء إنما يفتح مجالاً للعقل كي يتدبر ويختار ما يجده أكثر إقناعاً, وهو ما أمرنا به الله عز وجل, وهو أيضاً من تيسير ديننا الحنيف في مجالات أخرى.

أنا لن أقفل باب النقاش مادمت تنفي كل ما أقول وتفند آراء العلماء الثقات, فهذه المدرسة العقلانية ليست خاطئة, ولا تستطيع أن ترد قول عالم لأنه ينتمي إلى ما تسمون بالمدرسة العقلانية أو أي اسم آخر, بل كلهم من أهل السنة والجماعة, وكلهم يؤخذ منهم ويُردّ عليهم.

كلنا وقتنا ثمين, وكلنا يبحث عن الحق, ولكن المسألة ليست مقررة ومفصول فيها, وإلا لما وجدت عالماً واحداً يتحدث في الأمر, وأنا هنا لا أتحدث عن نفسي, فأرجو ألا تظن ذلك وتعود إلى سابق عهدك من الاستهزاء. عذراً لن أنقح ما كتبت الآن, فالوقت متأخر, ولكن لي عودة إن شاء الله.

الحمد لله رب العالمين, والسلام عليكم.

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:50 AM

لم أشأ التعقيب ولكني استغربت تشددك وتأويلك الأحاديث على غير محملها الصحيح ومنها حديث عثمان بن العاص ....... ( أخرج عدو الله )
هل لك أيتها الفاضلة بيان معنى الخروج ألم يسبقه دخول ؟!

ثم قلت عن حديث ( أم زفر ) بأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لها فشفاها الله ... والله إنه لشيئ عجاب !!!!
لعلك لا تعرفين أيتها الفاضلة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خيّر المرأة بين الصبر ولها الجنة وبين أن يدعو الله فيشفيها فأختارت الصبر وطلبت منه أن يدوعو لها ( أن لا يجردها الخبيث ثيابها ) فدعا لها ولم تتكشف بعد دعاءه صلى الله عليه وسلم وقد توفيت وهي بحالتها وقد ذكرها أبا هريرة بقوله وكنت أراها تتمسك بأستار الكعبة كلما خشيت الصرع .
ولعلك أيتها الفاضلة لا تعلمين حديث الرسول حول ( السبعون ألف ) يدخلون الجنة ومنهم لا يسترقون ( أي يأخذون بالعزيمة مع العلم أنه قيل أي لا يسترقون لمن كان صحيحا بخلاف المصاب )ولعل الرسول قدخيرها بين ذلك كما في حديث الأعمي عندما طلب من الرسول أن يدعو الله أن يرد له بصره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن شئت دعوت لك وإن صبرت فلك الجنة فقال الأعمى يارسول الله ليس عندي من يقودني فدعا له الرسول بعد أن طلب منه أن يتوضأ ويصلي ركعتين بتقديم عمل صالح فرد الله إليه بصره .
فهل تبين لك الفارق بينهما أم بعد ؟؟؟
طيب المرأة أخذت بالعزيمة
والأعمى أصر على رجوع بصره ولم يقل أصبر كما المرأة بل علل ذلك أنه لا يوجد لديه من يقوده بخلاف المرأة فلم تطلب بعد تخييرها الرسول لها أن يدعو الله أن لا تصرع بل طلبت دعاءه لها بأن لا تتكشف ولو أصرت لدعا الرسول لها بالشفاء فما كان لاتصرع بعدها أبدا كما الأعمى الذي أصبح بصيرا .
ثم .... أتظنين أيتها الفاضلة بأن الرقية للحالات الروحية أم هي شاملة عامة تشمل الأمراض العضوية مع الأخذ بالأسباب والتضرع إلى الله أن يكشف الضر والبلاء عن المريض .

ألم تقرأي حديث الرسول عندما تقل في عين علي رضي الله عنه حين أصيب بالرمد فبرأ بإذن الله والرمد كما تعلمين مرض عضوي والأمثلة كثيرة جدا ولله الحمد فهل من تفسير منطقي لا يخالف النص ؟!

وسؤال أخير :
أتقرين بأن الغافل والمعرض عن ذكر الله معرض للمس أو اللبس أو السحر أم لا ؟
فإن قلت نعم نقول بأقل الأحوال عن هذا الصنف نتكلم فهل من اعتراض ؟؟؟
مع يقيننا بأن الكل معرض مؤمنهم وفاجرهم بدلالة الآثار والأحاديث .
أرجو عدم المكابرة باستشهادك بآيت في غير موضعها الصحيح .
__________________

عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 10:51 AM

تقول الأخت مهى :
(( إنما يفتح مجالاً للعقل كي يتدبر ويختار ما يجده أكثر إقناعاً .)) اهـ

ــــــــــــــــــــــــــ


منهج المدرسة العقلية

نحن في عصرنا أمام تيارات مختلفة لتفسير القرآن : كلها يدعي صلاح منهجه في التفسير ويدعوا إلى سلوكه .
هناك المنهج العقلي في تفسير القرآن الكريم وهناك المنهج العلمي في التفسير وكذا اللون الأدبي ، واللون الإجتماعي ، وغيرها من المناهج .

وحتى يعطى التفسير للقرآن ثمرته يجب أن نقيمه على أسس ثابته وننفي عنه زغل المناهج الضالة أو المنحرفة وحتى تبقى الساحة ظاهرة نظيفة نبدأ بوضع القواعد والأسس الراسخة للمنهج السليم .

لانزعم أن كل مافي تلك المناهج وما قبلها خطأ جانب الصواب أو ضال انحرف عن جادة الطريق ، وإنما تقول أن فيها صوابا وفيها خطأ وفيها ضلالا .
منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير لكونه أهم وأخطر المناهج المذكورة لكونها:

ـ تعطي العقل مرتبة تضاهي مرتبة الوحي إن لم تتجاوزه وفي هذا خطر عظيم آثرت أن أبدأ بكشفه .
ـ ولكون رجال هذه المدرسة ممن لا تحوم حولهم الشبهات عند بعض الناس وعند بعض العلماء ايضاً ولا يقبلون فيهم نقداً أو عتابا فأحببت أن أكشف حقيقتهم ما أستطعت .

الفصل الرابع
موقف المدرسة العقلية الحديثة من قضايا قرآنية
ـ الوحي
ـ عقيدة البعث وأمارات الساعة
ـ القضاء والقدر
ـ المعجزات
ـ أصل الإنسان
ـ الملائكة
ـ الجن

ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :
( منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي )

**************************

(( ولقد طلبنا من الأخت مهى أن تزودنا بمراجع

لتقسير قوله تعالى ((الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )).

لتقسير قوله تعالى ((الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )).

لتقسير قوله تعالى ((الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )).

ولم تفعل

لأنها لا تستطيع ذلك ولن تجد تفسيرا لذلك كما تريد إلا عند أصحاب المدرسة العقلية و ذلك لا يقبل هنا

لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يقول شيخنا الفاضل ابو البراء اسامة بن ياسين المعاني :
ما معناه المرجع لنا جميعاً
( كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة والتابعين والسلف وأقوال العلماء قديما وحديثا ) .

سعيد بن سعيد

أبو البراء 03-09-2004 10:53 AM

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين..أما بعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون **. أيها المؤمنون بالله ورسوله إن الله جل في علاه .. إن الله جل جلاله جعل الابتلاء سنة ليمحص إيمان المؤمنين وليمتحن إيمان المؤمنين الأتقياء.
الابتلاء طريق ناح فيه نوح، ورمي في النار إبراهيم الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بدراهم معدودة، وذهبت من البكاء عين يعقوب، وذبح الحصور يحي، وضني بالبلاء أيوب، وأدميت قدما رسول الله صلى الله عليهم جميعاً وسلم. فإذا أبتلي المسلم فليحمد الله رب الأرض والسماء فإن هذا طريق الأنبياء والصالحين الأتقياء ،واعلمي يا اختاه ان مس الشيطان للمؤمن ابتلاء من الله عزوجل.......ومرت علي حالات عديدة في هذا المجال...........
أسأل الله العظيم ان يجزي خير الجزاء شيخنا الفاضل ابو البراء اسامة بن ياسين المعاني وشيخنا
الكريم عمر السلفيون لقد كنتم لنا ناصحين أمينين واخوة في الله إستطعتم في فترة وجيزة أن تتملكوا قلوبنا جميعا فصرتم قدوتنا فجعلتونا نهتم بالجوهر بغض النظر عن المظهر ونعي المعاني من خلال التأمل في المباني ونغوص في العمق لأن العمق في العمق فالدرر لا تطفو على السطح فنحن نحتاج للغواصين المهرة حتي يستخرجوا لنا الؤلؤ والمرجان .........

أختي الكريمة ان المبادرة بالكلام والرد على عجالة له عواقب كثيرة ، والكيس الفطن هو الذي يعلم أين يضع قدمه، ويجهز لكل عبارة جوابا شرعيا لا جوابا فلسفيا أو جدليا أو سفسطائيا. جوابا مفحما للآخرين يقنع نفسه به قبل إقناع الآخرين.

يجب أن نتـثـبت قبل الخـوض في الرد كما نبـهنا الله تعالى لذلك: ** وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ** (الإسراء:36) .

فالعاقل يجب عليه أن يحذر من ترديد كلام الآخرين من غير التثبت منه وعقله وفهمه فيورط نفسه ويقع في المخالفة الشرعية التي جاء التحذير منها في حديث أبو هريرة مرفوعا: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) رواه مسلم.

اذا فالمسالة خطيره والمسلم يجب أن يحذر على نفسه من أن يقع في محذور فيهلكه ولو من غير قصد فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (وهل يكب الناس في على وجوههم الا حصائد السنتهم ) وقال ( ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوى به في النار سبعين خريفا ) وكلا الحديثين صحيح
فالواجب علينا أن ننبهك أختي الكريمة ونعينك على الحق ونخبرك عن مخاطر ما انت فيه فإن حسن النيه في أي عمل لايكفي لصلاح العمل خاصة اذا كان مخالفا لأمر الله ورسوله


اللهم يا ذا الجلال والإكرام … يافاطر الأرض والسماء، يا سميع الدعاء، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم اشف كل مريض، وعاف كل مبتلى، اللهم اشف كل مريض، وعاف كل مبتلى، اللهم اشف كل مريض، وعاف كل مبتلى، اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً، اللهم لاتدع لنا ذنباً إلا غفرته، و لاهما إلا فرجته و لاكرباً إلا نفسته، و لا ديناً إلا قضيته و لا مبتلى إلا عافيته ولامريضاً إلا شفيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا أعنتها على قضائها ويسرتها لنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واشف مرضانا ومرضى المسلمين.

نسأل الله تعالى أن يردنا إلى الحق ردا جميلا ، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل .

اقتباس:
الأخت الفاضلة أنصحك ونفسي بتقوى الله والعودة عن خطأئك فهذه أدلة دامغة لا تحتمل الشك قد بينها لك الشيخ ( أبو البراء حفظه الله ) فلما المكابرة !!!
واعلمي أيتها الفاضلة ، من أراد معرفة الحق ابتغاء وجه الله الذي أشرقت له السموات والأرض قبل الخوض في غمار ما لا يحسن الخوض فيه ، يدعو الله بهذا الدعاء ويواطئ قلبه لسانه بعد أن يتجرد من الهوى ومن الخلفية المسبقة لمعرفة حكم المسألة .
اللهم رب جبريل.
وميكائيل واسرافيل، فاطر
السموات والأرض. عالم
الغيب والشهادة، أنت
تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون، أهدني
لما اختلف فيه من الحق
بإذنك، إنك تهدي من تشاء
إلى صراط مستقيم

أخوكم / عمر


اللهم وفق الجميع لما في خيرهم دنيا وأخرى ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
اللهم وفقنا للخير وجنبنا الزلل ..
وصل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد .. سيد ولد آدم .. وخير نبي أرسله .. وعلى آله وأصحابه في كل وقت وحين ..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أختكم في الله أم محمد أمين.

أبو البراء 03-09-2004 10:53 AM

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :-

هذا الموضوع محل خلاف بين أهل العلم من قديم . فمن العلماء من يرى إمكانية دخول الجن جسم الإنسان، ومنهم من يرى أن الشيطان أضعف من ذلك، وأنه لا يستطيع أن يسكن جسم الإنسان، وغاية ما يناله منه أن يغويه ويوسوس إليه.
ولكن يجب أن يكون معلوما أن للشيطان تسلطا على الإنسان العاصي، وكلما زادت معاصيه زاد تسلط الجن عليه أيا كانت مظاهر هذا التسلط.
وهل إغواء الجن للإنسان، ونجاحه في إبعاده عن الجنة، وإقحامه له في جهنم أمر سهل أو هين، إنه أمر عظيم ليس بعده شيء.
وعلى قدر صلاح المؤمن يكون ضعف الشيطان معه.
وقد تبنى كلا من الاتجاهين علماء أجلاء، فمن أصحاب الاتجاه الأول الذي يرى إمكانية دخول الجن جسم الإنسان شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد قال بذلك، ومارس العلاج بنفسه.
ومن أصحاب الاتجاه الثاني فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي فقد رد هذه الأمور إلى الأمراض النفسية والعصبية.

والله أعلم .

حرر هذه الفتوى حامد العطار عضو لجنة تحرير الفتوى بالموقع.
www.islamonline.net

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:54 AM

السؤال:
يزعم بعض الناس أنه من سكن بيتًا جديدًا فعليه أن يذبح شاة أو أي ذبيحة أخرى، فإذا لم يفعل سكن الجن منزله، وآذوه.
فهل هذا صحيح ؟

الإجابة:

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فالقول بوجوب الذبح عند سكنى الدار الجديدة مخافة سكنى الجن للدار، ودفعا لأذاهم فهذا الكلام محض خرافات وليس له أساس من الصحة، ولكن اختلف الفقهاء في حكم الذبح عند سكنى الدار الجديدة فهناك من ذهب إلى القول بوجوبها وهناك من ذهب إلى القول باستحبابها والذبح يكون من باب شكر النعمة.

يقول فضيلةالشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
الواقع أن تصورات كثير من الناس عن هذا العالم غير المنظور الذي هو الجن تختلف ... فهناك من يغالون في الإثبات، ومن يغالون في النفي.

فقوم ينكرون الجن وينفون وجود هذا العالم، لأنهم لا يؤمنون إلا بالمحسوس . وهذا غلو.
وفي مقابلهم قوم يثبتون الجن ويدخلونهم في كل صغيرة وكبيرة، فالجن على رءوسهم وعلى عتبات بيوتهم ،و الجن في الليل، والجن في النهار، والجن في كل مكان . حتى يتصور كأن الجن هم الذين يحكمون العالم.
وهذا أيضًا غلو ... يتنافى مع الإسلام ...
الإسلام دين وسط، جاء وأقر هذه الحقيقة وهي وجود الجن، وإثبات عالمهم، والأخبار المتواترة عن حضور الجن واستحضاره، تنقلها الأجيال بعضها عن بعض ولا زال إلى الآن . ومعظم القائلين بتحضير الأرواح، تبين أنهم يستحضرون الجن لا الأرواح، كما ذكر الدارسون لهذه الظاهرة.

فالجن موجودون ... لا شك في ذلك. أما أن يعتقد الناس أنهم يملكون هذه السلطة وذلك التأثير في العالم، حتى في سكنى المنزل الجديد، فمن لم يذبح شاة، احتلوا بيته ونغصوا عليه حياته ... هذه العقيدة ما نزل بها وحي، ولا نطق بها دين، وذلك من أمور الغيب لا يصح إصدار حكم فيه ومعرفة عنه، إلا عن طريق المعصوم - صلى الله عليه وسلم - فما لم يرد عنه، ولا أصل له، فلا ينبغي الاعتقاد به ولا أن يقام له اعتبار في الدين.
وعلى هذا فالقول بوجوب الذبح عند سكني بيت جديد مخافة الجن ودفعا لشرورهم وأذاهم لا أساس له . انتهى.

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
الوليمة لبناء الدار مستحبة كبقية الولائم التي تقام لحدوث سرور أو اندفاع شر، وتسمى الوليمة للبناء وكيرة، ولا تتأكد تأكد وليمة النكاح . وقد ذكر بعض الشافعية قولا بوجوبها ; لأن الشافعي قال : بعد ذكر الولائم - ومنها الوكيرة - : ولا أرخص في تركها . وذهب بعض المالكية إلى أنها مكروهة , وعن بعضهم أنها مباحة .

والله أعلم

الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي
http://www.islamonline.net/fatwaapp...p?hFatwaID=1274

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:55 AM

اخت مهي --هذه فتوي تحرم عمل شركي لا اختلاف فيه وهو الذبح لغير الله او مخافه الجن ما مناسبه وضعها هنا؟

أم عبد الله

أبو البراء 03-09-2004 10:56 AM

اخت مهي --هذه فتوي تحرم عمل شركي لا اختلاف فيه وهو الذبح لغير الله او مخافه الجن ما مناسبه وضعها هنا؟


الأخت الفاضلة ( ام عبد الله )

جزاك الله خيراً .

وحفظ الله شيخنا الفاضل ابو البراء بعد قراءة ماكتبه في الرد على هذا الموضوع .

أي علاقة وأي إضافة وقد نوقش الموضوع هنا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر والمسألة منتهية ولا غبار عليها ومن ينكرون ذلك بكذبون وجهلة وغير ذلك مما قيل كثير حسب أقوال جهابذة العلماء .
يعرف بالرجوع لقراءة الموضوع بتمعن وتدبر . وربما نقل الموضوع إلى ما يناسبه .

فلنتظر عودة المشرف وفق الله الجميع .


سعيد بن سعيد

أبو البراء 03-09-2004 10:56 AM

الحقيقة انا لست بصاحب علم حتى أدخل بالنقاش ولكن تعجبت جدا من كلام مهى وهي تحاول ان تهرب وتناور بجهل.

وان شاء الله ماأكون اخطات بحقك انك انت ممسوسة وبك شيطان وهذا ليس من باب استهزاء بك والله ليس هذا قصدي او اريد ان نجعل الموضوع ضحك

وبصراحة قد رايت من يقول مثل كلامك بالضبط ويقاتل الناس ويأتي بأحاديث وايات ويناصحونه الناس ان هذه الدلالات بها غلط وماهي بمكانها ومايرضى يسمع.

وعندما قرؤ عليه القران ماتاثر من اولها وبعدها بدا ينصرع ويتكلم الخبيث بلسانه ويقول انا انا اللي كنت احرضها وتقاوم الشيوخ واشككها وخليها ماتومن الا باللي بالشي اللي انا ابغيه وكانوا الناس يتعجبون

وانا يابنتي انصحك تتوبي وتقرين على نفسك ولاتتعرضين اصحاب الايادي البيضاء وهذا يابنتي من قلة التوفيق عسى الله يهديك ويعافيك

ومبين عليك يابنتي انك تفتشين بالمواقع وتطبعين وتنشرين ولاتكونى مثل اللي خزاهم الله بالقران وقال عنهم يحملون اسفارا

اسمعي كلام اخوانك والله لوانك بمكان ثانى ماحد عطاك وجه ولكن وقعت بالكرام الطيبين والبلى ان كل ماصار واحد فاضي جاء وحط حره وكيده بهذول الناس حسبي الله ونعم الوكيل

الله يهديك الله يهديك الله يهديك يابنتي

أبو ماهر

أبو البراء 03-09-2004 10:57 AM

بسم الله الرّحمن الرحيم, السلام عليكم,

لا أعرف ماذا أقول, فلقد ذهلت من رد الأستاذ أبو ماهر, الذي يتكلم كالأب الحنون. لعلك تظنني أشد شعري وأتفوه بكلام لا أعنيه وأسب الناس وأوذيهم وذلك طبعاً عن غير عمد لأنني ممسوسة من الشيطان! حسبي الله ونعم الوكيل

هل تريد أن تقول لي أنك قرأت كل ما ورد في هذه الصفحات؟ لا أظن ذلك, فأنا نفسي كنت سأمل من ذلك, وأين رأيت الجهل في كتابتي وأنا أقتبس من علماء معروفين أنار الله عقولهم عكس من رأيت في هذا المنتدى "الطيب" والذي أول ما بدأ أصحابه فيه معي هو بتحريف ما قلت ونسبوا إلي ما لم أقل, وأيضاً قاموا بالتشكيك في عقيدتي والاستهزاء بي وبالعلماء الأجلاء, هذا إلى جانب محاولتهم اختراق موقعي, قل لي بالله عليك, هل هذا ما يفعله العلماء الأجلاء ذوي الأيادي البيضاء؟ عد إلى النقاش واقرأه بكامله إن لم تكن تصدقني.

لقد أخطأت بحقي وبحق نفسك أيها السيد, فأنت لا تعرفني ولا تعرف عني شيئاً سوى الاسم وأنني خالفت شيخك وأتيت بآيات القرآن وتفسيرها والحديث الصحيح وكلام العلماء والفقهاء كدليل, وأنا لم أنكر تلبس الجن على الإطلاق, ولكن أنكرت تأثيره على المؤمن الحق.

أفيقوا هداكم الله, العالم كله يتغير, عالمنا الإسلامي يريد من ينقذه من الخراب الذي حل به, لا من يشده إلى أسفل السافلين!

جزاك الله خيراً على دعائك لي إن أردت به خيراً, وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من سفه واستهزأ. والحمد لله رب العالمين على كل حال وفي كل حين.

مهى

أبو البراء 03-09-2004 10:58 AM

قلتي
لا أعرف ماذا أقول, فلقد ذهلت من رد الأستاذ أبو ماهر, الذي يتكلم كالأب الحنون. لعلك تظنني أشد شعري وأتفوه بكلام لا أعنيه وأسب الناس وأوذيهم وذلك طبعاً عن غير عمد لأنني ممسوسة من الشيطان! حسبي الله ونعم الوكيل
-----------------------------------------------------
وردي عليك
هو في بالك ان الشيطان اذا دخل في الشخص لازم يسب ويشد شعره مو ضروري أحيانا بيستخدم المريض في عداوة المسلمين ويناحرهم بالفكر والكلمة ويضللهم ويخلق لهم اتباع والشيطان مو ب جاهل هو يعرف العلوم والدين اكثر من العلماء والا مايقدر يضللهم وماحد معصوم من شره من دخوله للجسد وغيره الا اللي يريد الله ........ومايخلي له سلطان عليهم ....والشيطان اذا دخل للجسد والله شره كبير ومو بالسهل يخرج واكثر مايدخلون بالجسد وقت النوم وحنا البدو يمكن علمنا بهذي الاشياء خير من بعض الناس


وردي عليك
العلماء جزاهم الله خير ولكن هل كل العلماء بمستوى واحد انت تخلين القرضاوي بصف ابن تيمية والله هذا بهتان عظيم وتنقيص لبن تيمية وهذا تعلمت منه امم واجيال وماحد نال منزلته بالعلم الى يومك هذا

والقرضاوي دكتور وفيه الاف الدكاترة مثله وهو ليس عالم مجتهد بل طالب علم اقل كثير من دكاترة جيله وقد شفت كثير من فتاويه يرد عليه غيره ويعجز بحجاجهم وهو اذا كان يفهم بشيء مو ضروري يكون كلامه عمده في كل شيء ويمكن مثل القرضاوي من اللي نقلتيه عنه في كلام لك سابق يتكلم بصفة الفاهم لكل شيء وهذا معروف عنه حتى بقناة الجزيره ماعنده الله اعلم كل شيء يفتي فيه وعنده راي في كل شيء.

وشوفي بن باز والالباني وبن عثيمين رحمهم الله ومن كان على طريقهم كثير من المرات يقولون الله اعلم ومايجاوبون على بعض الاسئله وهذا يبين علمهم وسعته وخوفهم من الله

ومعظم الناس اللي تتبعين رايهم ماهم من مثل هؤلاء الطيبين الثقات

وبعدين انت بتقولين يستهزون بك والله انا مارايت بالاجوبة مثل هذا لكن انت تحبين تحطين راسك بالكبار وخالف تعرف

وقلتى بيخترقون موقعك والله هم عجزوا يخترقون عقلك وهم يفهمون فيك والشافعي الله يرحمه يقول جادلت كلا فغلبتهم الا واحدا قلوا من هو قال .........وانا والله ماعندي علم لكن فهمت من محاورتكم ورايت من هو اللي ناصح ويدور الخير ويشهد الله ان له في القلب طلب.... وانا والله ماعرف احد بالمنتدى ولاريتهم قبل ومالي مشاركات حتى لاتفكري اني دسيسة



قلت اني اخطيت وانا اعتذر عن خطاي واطلبك السماح ان كان تشوفين هذا ولو انى في نفسي احزن عليك انك مو فاهمة .....وتقولي خالفت شيخك والله انا مااعرفه ولارايته بحياتي ولكن هذه الشكوك من الشيطان وهذا منك خطا........ واذا طاوعناك وخذنا بفتواك انه مايؤثر على المؤمن صرنا من الضالين وشوفي الشيطان اصاب منك والقى عليك الشك وقبلتيه وانا متوكد والله ان قعدت كذا ليصيب منك اكثر من هذا
------------------------------------
قلتي
أفيقوا هداكم الله, العالم كله يتغير, عالمنا الإسلامي يريد من ينقذه من الخراب الذي حل به, لا من يشده إلى أسفل السافلين!
------------------------------------------
تقولى افيقو والله هذا شر تدعين له تبغين الناس يخالفون الحق وهو عندك المسلمين لازم يوصلون السحاب ويخترعون وووو........ان كان انت تقرين القران شوفي الله ينهى عن الدنيا وشرها ولايطالب الناس الا بالذي يحتاجونه منها .....وانت تفكرين انه الحق اللي رجع الناس عقب......... والله لا والف لا .هذا بهتان تبغينا نتحرر .......وانت تغمزين وتلمزين بدين الله والله هذا من الشيطان ولكن نقول الله يهديك

أبوماهر

أبو البراء 03-09-2004 10:59 AM

اتق الله يا امرأة وكوني من الصادقين كيف تفتري علينا الكذب وكلامك ما زال بمكانه ومن فمك تداني
ومن أعلمك أننا أردنا اختراق موقعك التافه هل الجني المتلبس بك ام تتعاملين مع شياطين كذابين فأوهموك بتلك الترهات !!
واعلمي يا هذه أن الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال تعرف بالحق الذي يحملونه من كتاب وسنة بفهم سلف الأمة وإياك ثم إياك الكذب والافتراء علينا في موقعنا هذا وإلا لن ترين إلا الشدة والصرامة

نحن أقوياء بدون غرور ونستمد قوتنا من كتاب ربنا وسنة نبينا ومتواضعون بدون ضعف ونستمد تواضعنا من نفس النبع الصافي الكتاب والسنة فمن أراد الحق نجادله بالتي هي أحسن ومن أراد الباطل والمجادلة الأفلاطونية فسوف نقول في نفسه قولا غليظا فالزمي حدودك ولا تشططي .

وسأخبركم بأمر قد حصل معي للتو وانا أواظب على أذكاري ولا أفرط بها أبدا ولكن عرفت سبب الذي حصل لي وسأفرد موضوعا خاصا به عندها أريني ماذا سيكون ردك يا شاطرة ولعلمك لست من الكذابين ويعرفني القاصي والداني إما شخصيا وإما من خلال النت فلا تستغربي وانتظر ما سأرفقه لاحقا إن شاء الله .

عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 10:59 AM

استدراك مهم
لست هنا لأفند مزاعم قرضاويك الذي تحتجين بقوله فيكفيك ان تعرفي القليل عنه عندما اجاز الربا بفائدة قلية بزعمه وأحل الغناء ودعا لتقارب الأديان وخصوصا مع الروافض على حساب ديننا وعقيدتنا الصافية النقية ولن ازيد فله طامات كثيرة فالتجميع يكون على الدين وليس على حسابه
لذا أقول انتبهي واحذري عمن تاخذين دينك قبل أن تقولين قال فلان وعلان
وكما قال أبو ماهر حفظه الله
كيف يقاس هذا بذاك فأين الثريا من الثرى وأين العقيق من الذرة .

انتهى

عمر السلفيون

أبو البراء 03-09-2004 11:00 AM

هذي بعض اراء القرضاوي اللي خليتيه حجة الله على خلقه وربنا يهديك ويردك الى الصواب ومو من مصلحة احد نخسرك والا نفقدك ومثلك والله يستطيع يسوي اشياء كثيرة وبين عليك من كلامك انك تقدرين تخدمين دينك ولكن بالصواب ومن قلبي ارجولك الهداية والرشاد


أولا : موقفه من الكفار :

لقد ميع القرضاوي وأمات عقيدة الولاء والبراء من الكفار ، وإليك بعض أقواله :

1-قال عن النصارى
فكل القضايا بيننا مشتركة فنحن أبناء وطن واحد، مصيرنا واحد، أمتنا واحدة، أنا أقول عنهم إخواننا المسيحيين، البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟ (إنما المؤمنون أخوة) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر

2-و قال في نفس البرنامج عن الأقباط إنهم قدموا الآف (الشهداء) لا ختلاف المذاهب .

3-وقال (إن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها).

4-وقال إن العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين وقرر أن قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) أن هذا بالنسبة للوضع الذي كان أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) وليس الآن، مع العلم بأنه يستدل بآخر الآية على قرب النصارى الآن من المسلمين!!، ويقول (إذا عز المسلمون عز إخوانهم المسيحيون من غير شك وإذا ذل المسلمون ذل المسيحيون).

5-وقرر في مواضع أن الإسلام_ بزعمه_ يحترم أديانهم المحرفة ، وقرر أنهم كالمسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ، وأن الأرضيات مشتركة بين المسلمين وبين النصارى ، وأن الإسلام ركز على نقاط الاشتراك بيننا وبينهم لا على نقاط الاختلاف ، وأنه لا بد من أن يقف المسلمون والنصارى جميعا في صف واحد على هذه الأرضيات المشتركة بينهم ضد الإلحاد والظلم والاستبداد ، ويذكر أن الجهاد إنما هو للدفاع عن كل الأديان لا عن الإسلام فقط ، وجوز تهنيئتهم بأعيادهم، وتوليهم للمناصب والوزارات.

6-كما قرر أن الجزية إنما تؤخذ من أهل الذمة مقابل تركهم الدفاع عن الوطن وأما الآن فتسقط عنهم لأن التجنيد إجباري يستوي فيه المسلم والكافر.
------------------------------------------------------
ثانيا : القرضاوي والملاهي :

يعتبر القرضاوي من أشهر الدعاة (الشرعيين!!!) إلى الغناء والملاهي ويقرر هذا الأمر من عدة نواحي :

فيقرر في كثير من كتبه أن الغناء حلال ، وأن السينماء حلال طيب

ويذكر أنه ينكر على الفنانين الذين يعتزلون الفن

ويبارك الذين يلبسون الصلبان ويظهرونها من أجل تمثيل الحملات الصليبية مختتما إجازة هذا العمل لهم بقوله (فسيروا على بركة الله والله معكم ولن يتركم أعمالكم

ويذكر أنه يتابع أغاني (فايزة أحمد) و (شادية) و (أم كلثوم) و (فيروز) وغيرهن

ويذكر عن نفسه أنه يتابع الأفلام والمسلسلات والمسرحيات ، كفيلم (الإرهاب والكباب) لعادل إمام-وفيه استهزاء بالمتدينين-، و (ليالي الحلمية) و (رأفت الهجان) وأفلام غوار ونور الشريف ومعالي زايد غيرها

ويفتي بجواز النظر للنساء اللاتي يظهرن في الشاشة

---------------------------------------------
هذه بعض مواقفه وماهي كلها ولو بغيت وضعت الباقي وهذا مو شماتة بالشيخ .....مابيننا وبينه الا ندعو له بالرجوع الى الحق وخسارة دكتور ويضيع نفسه وغيره بهذا الشين عافانا الله وثبتنا على طاعة الله

أبو ماهر

أبو البراء 03-09-2004 11:03 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لعل االبعض ممن إطلع على هذا الموضوع آمن بدخول الجني جسم الإنسان ولعله عدل عن رأيه بعد أن كان ينكر ، وربما أنه منكر دخول الجني جسم الإنسان وربما أنه لم يعدل رأيه . ويمكن أنه بين هؤلاء وهؤلاء .

ولا نسطيع أن نحدد ما يعتقد البعض لأنه لم يخبرنا بجديد إن كان ممن ينكر المس ولم يخبرنا بما ذهب إليه ،
كما أن قول الأخت مهي : ( والذي أول ما بدأ أصحابه فيه معي هو بتحريف ما قلت ونسبوا إلي ما لم أقل, وأيضاً قاموا بالتشكيك في عقيدتي والاستهزاء بي وبالعلماء الأجلاء, هذا إلى جانب محاولتهم اختراق موقعي, قل لي بالله عليك, هل هذا ما يفعله العلماء الأجلاء ذوي الأيادي البيضاء؟ عد إلى النقاش واقرأه بكامله إن لم تكن تصدقني. )

فهل كان لديك ما ينفي ماهو موجود في الكتاب والسنة عن المس ويثبت
صحة أقوالك وتم حذفه .ومن حذف أقواك قال أنا من حذفتها وبين الأسباب فأرجعي للموضوع وعيدي قراءته ...



ولا تستغرب منها ذلك فالمكتبات ملئة بالكتب والصحف والمجلات والمنتديات وغيرها كثير بنقد وأقوال كاذبة عل العلماء الشرعيين العاملين وغيرهم . وقد قال من أستدلت الأخت مها بأقواله في هذا الحوار إنتقادات للشيخ ابن تيمية والشيخ بن باز يرحمهما الله وغيرهم بل قال لا يوجد حديث صحيح ووجدت الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم .

ولكن لنا أسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قيل عنه ساحر ومجنون وغير ذلك ..

وعجبني في الحوار الذي دار مع الشيخ جمال أبو حسان هذا الرد :
(( سلطان بن ماجد: لحظة، إن شاء الله، إن شاء الله، لحظة شوية، أطلب من الدكتور إذا كان يجب إنه يتأكد من الجان أنا أعطيه يعني.. يعطيني عنوانه هيك وأنا بإمكاني أخليه يتأكد عن عيان يعني.
ماهر عبد الله: هذا تهديد؟
سلطان بن ماجد: لا ما تهديد، لكن من باب.. من باب يعني.. ))
نص الحوار كامل ضمن الموضوع فمن لم يحمد الله على سلامته وعافيته ولا يعرف شيئا عن الكتاب والسنة ويريد التاكد فله يبحث عن سلطان بن ماجد عن طريق ماهر عبدالله على الرابط المرفق ضمن الموضوع هذا
وكل ما يهمنا في هذا الموضوع أن الراجح والثابت بالكتاب والسنة بعد قراءة كل ما سبق هو دخول الجني جسم الإنسان ... والواقع يؤيد ذلك وإن كان لا يحتاج إلى تأييد لمن يؤمن بالغيب .
ومن تليسه الشيطان وهو في حالة مس قد تكون شبه دائم وأنكر التليس فقد يكون الشيطان ينطق على لسانه .
أما المتكبرون والجهلة فقد أخبرنا القرآن الكريم :
قال تعالى :

وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون [ البقرة 55 ]

فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين [ هود 27 ]

وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا [ الفرقان 21 ]

والسلام عليكم ورحمته يحفظكم بها ويرعاكم .

تجد بهذا الرابط حادثة الشيخ عمر السلفيون :
حادثة حصلت معي للتو أرجو إبدا آرائكم حولها وأخص بالذكر الأخت مهى

سعيد بن سعيد

ــــــــــــــــــ
يوم الجمعة غرة رجب 1424هـ

أبو البراء 03-09-2004 11:04 AM

خلاصة بعض أفكار الشيخ يوسف القرضاوي - عفا الله عنا وعنه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن مما ابتليت به الأمة في هذه الأزمان ظهور أقوام لبسوا رداء العلم مسخوا الشريعة باسم
التجديد، ويسروا أسباب الفساد باسم فقه التيسير،وفتحوا أبواب الرذيلة باسم الاجتهاد، وهونوا
من السنن باسم فقه الأولويات، ووالوا الكفار باسم تحسين صورة الإسلام ، وعلى رأس هؤلاء
مفتي الفضائيات (يوسف القرضاوي) حيث عمل على نشر هذا الفكر عبر الفضائيات وشبكة
الإنترنت والمؤتمرات والدروس والكتب والمحاضرات وغيرها، وهذه الأوراق فيها خلاصة
لبعض فكر هذا الرجل الذي يروج له، أظهرتها نصحا للأمة وبراءة للذمة وتحذيرا من هذا الرجل
وأضرابه، ولم أطل بالرد عليه هنا لأن ما ذكرته هنا يستنكره عوام المسلمين، ومن أراد تفصيل
هذه المقولات والرد عليها فهي في كتاب (الرد على القرضاوي) ، قاله كاتبه/ناصر بن حمد الفهد
في أول شهر شوال عام 1420.

أولا : موقفه من الكفار :

لقد ميع القرضاوي وأمات عقيدة الولاء والبراء من الكفار ، وإليك بعض أقواله :

1-قال عن النصارى فكل القضايا بيننا مشتركة فنحن أبناء وطن واحد، مصيرنا واحد، أمتنا
واحدة، أنا أقول عنهم إخواننا المسيحيين، البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟
(إنما المؤمنون أخوة) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر).

2-و قال في نفس البرنامج عن الأقباط إنهم قدموا الآف (الشهداء) لا ختلاف المذاهب .

3-وقال (إن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها).

4-وقال إن العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين وقرر أن قوله تعالى
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) أن هذا بالنسبة للوضع الذي كان
أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) وليس الآن، مع العلم بأنه يستدل بآخر الآية على قرب
النصارى الآن من المسلمين!!، ويقول (إذا عز المسلمون عز إخوانهم المسيحيون من غير شك
وإذا ذل المسلمون ذل المسيحيون).

5-وقرر في مواضع أن الإسلام_ بزعمه_ يحترم أديانهم المحرفة ، وقرر أنهم كالمسلمين لهم
ما لهم وعليهم ما عليهم ، وأن الأرضيات مشتركة بين المسلمين وبين النصارى ، وأن الإسلام
ركز على نقاط الاشتراك بيننا وبينهم لا على نقاط الاختلاف ، وأنه لا بد من أن يقف المسلمون
والنصارى جميعا في صف واحد على هذه الأرضيات المشتركة بينهم ضد الإلحاد والظلم
والاستبداد ، ويذكر أن الجهاد إنما هو للدفاع عن كل الأديان لا عن الإسلام فقط ، وجوز تهنيئتهم
بأعيادهم، وتوليهم للمناصب والوزارات.

6-كما قرر أن الجزية إنما تؤخذ من أهل الذمة مقابل تركهم الدفاع عن الوطن وأما الآن فتسقط
عنهم لأن التجنيد إجباري يستوي فيه المسلم والكافر.

ثانيا : موقفه مع المبتدعة :

تجد القرضاوي إذا تكلم ضد بدعة فإنه يتكلم ضد خصم لا وجود له ، فهو يتكلم على المعتزلة
والخوارج الأوائل ، ولكنه في المقابل يثني على وارثيهم اليوم ، أما الرافضة الذين ورثوا عقيدة
المعتزلة وأضافوا إليها من الموبقات والعظائم مايكفي عشر معشاره لإلحاقهم بأبي جهل فتجده
مدافعا عنهم ومؤاخيا لهم بل ويعتبر إثارة الخلاف معهم خيانة للأمة، ويعتبر لعنهم للصحابة
وتحريفهم القرآن وقولهم بعصمة الأئمة وحجهم للمشاهد وغيرها (خلافات على هامش
العقيدة)!! ، وكذلك يقول في وارثي الخوارج اليوم وهم الإباضية، وأما الأشاعرة والماتريدية فهم
من أهل السنة عنده ولا مجال للنقاش في ذلك .

ثالثا : موقفه من السنة :

يسير القرضاوي مع تيار العقلانيين في عرض السنة على عقولهم الكاسدة وأفهامهم الفاسدة ،
ومن ثم رد بعضها وتأول البعض الآخر مما لا يتفق مع هواه ، وإليك أمثلة من أقواله في السنة :

1-ثبت في مسلم مرفوعا (إن أبي وأباك في النار) وأجمع العلماء على ذلك .

قال القرضاوي: قلت : ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة
والصحيح أنهم ناجون؟!!!

2-وثبت في الصحيحين مرفوعا (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح) .

قال القرضاوي : من المعلوم المتيقن الذي اتفق عليه العقل والنقل أن الموت ليس كبشا ولا ثورا
ولا حيوانا من الحيوانات .

3-وثبت في الصحيح مرفوعا (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).

قال القرضاوي: هذا مقيد بزمان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه للرجال
استبدادياً، أما الآن فلا.

4- وثبت في الصحيح (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم من إحداكن).

قال القرضاوي : إن ذلك كان من الرسول على وجه المزاح .

5-وثبت في الصحيح (لا يقتل مسلم بكافر) .

قال القرضاوي-بعد أن قرر أن المسلم يقتل بالكافر خلافا للحديث- : إن هذا الرأي هو الذي لا
يليق بزماننا غيره.. ونحن بترجيح هذا الرأي نبطل الأعذار ونعلي راية الشريعة الغراء.

وله غير ذلك كثير .

رابعا : موقفه من المرأة :

عمل القرضاوي على هتك ستر النساء المحجبات بكل ما يستطيع ، فأعلن مرارا أن فصل النساء
عن الرجال في المحاضرات بدعة ،وأنه من التقاليد التي ليست من الإسلام، وأنه لا بد من كسر
هذا الحاجز بين النساء والرجال ، وقال بالنص (للأسف أنا من السبعينات وأنا أذهب لأمريكا
لحضور مؤتمرات إسلامية، ولكن تلقى المحاضرات في هذه المؤتمرات للنساء في جهة وللرجال
في جهة أخرى، فالتشدد غلب المجموعات هناك وفرضوا التقاليد على المجتمع الغربي نفسه،
حيث أخذوا الأقوال المتشددة وتركوا الأقوال الراجحة، وأصبح الرجال لهم مكان للقاء منفصل
عن مكان النساء)،وقال أيضا في نفس البرنامج (مع أن مثل هذه المؤتمرات تعتبر فرصة لرؤية
شاب فتاة فيعجب بها، ويسأل عنها ويفتح الله قلبيهما ويكون من وراء ذلك تكوين أسرة مسلمة)،
وقال في نفس البرنامج لما قدمه رجل في محاضرة خاصة بالنساء (قلت للمقدم ما مكانك أنت
هنا؟ المفروض أن تكون مكانك إحدى الأخوات فالموضوع يخصهنّ، فتقوم على تقديمي وإلقاء
الكلمة وتلقي الأسئلة، بهذا ندربهن على القيادة، لكن هناك تحكم دائم من الرجل في المرأة حتى
في أمورهن )،وقرر أنه لابد للنساء المحجبات من الظهور في التلفاز والقنوات الفضائحية ، ولا
بد للمرأة من الاشتراك في التمثيل والمسرح ، بل قد ذكر أن له ابنتين درستا في جامعات إنجلترا
(وهو إنما يدعو للاختلاط المحتشم!!!!) إلى أن حصلتا على الدكتوراة إحداهما في الفيزياء
النووية والثانية في الكيمياء الحيوية !!!.

خامسا : القرضاوي والملاهي :

يعتبر القرضاوي من أشهر الدعاة (الشرعيين!!!) إلى الغناء والملاهي ويقرر هذا الأمر من عدة
نواحي :

فيقرر في كثير من كتبه أن الغناء حلال ، وأن السينماء حلال طيب

ويذكر أنه ينكر على الفنانين الذين يعتزلون الفن

ويبارك الذين يلبسون الصلبان ويظهرونها من أجل تمثيل الحملات الصليبية مختتما إجازة هذا
العمل لهم بقوله (فسيروا على بركة الله والله معكم ولن يتركم أعمالكم

ويذكر أنه يتابع أغاني (فايزة أحمد) و (شادية) و (أم كلثوم) و (فيروز) وغيرهن

ويذكر عن نفسه أنه يتابع الأفلام والمسلسلات والمسرحيات ، كفيلم (الإرهاب والكباب) لعادل
إمام-وفيه استهزاء بالمتدينين-، و (ليالي الحلمية) و (رأفت الهجان) وأفلام غوار ونور الشريف
ومعالي زايد غيرها

ويفتي بجواز النظر للنساء اللاتي يظهرن في الشاشة

سادسا : شذوذاته الفقهية :

كما أنه شذ في كثير من آرائه الفقهية ضاربا عرض الحائط بالنصوص وأقوال العلماء وإليك
بعضا من شذوذاته :

يقرر أن الرجم تعزير لولي الأمر إلغاؤه إن رأى المصلحة في ذلك

وأن الردة نوعان ردة مغلظة وهي المصاحبة للعنف ضد المجتمع فهذا يقتل، وردة مخففة وهي
ما عدا ذلك فيترك صاحبها .

وأن للمرأة أن تتولى منصب الولاية العامة

وأن المرأة إذا كانت تشترك في البيع والشراء والمعاملات فشهادتها كشهادة الرجل

وأنه يجوز حلق اللحى

ويجوز الربا اليسير 1% او 2% بحجة أنه خدمات إدارية

بالإضافة إلى إباحته للغناء والملاهي والتلفاز والقنوات والمسلسلات وإسبال الثياب والسفور
والتصوير والتمثيل وبيع الخمر والخنزير للكفار ونقل أعضاء الخنزير للمسلم ومصافحة النساء
والتزيي بزي الكفار وأكل المصعوقة من اللحوم وسفر المرأة وابتعاثها للدراسة بلامحرم وغير
ذلك ، وقد صدق فيه من قال إن القرضاوي بفتاواه ومسخه للشريعة إنما يصيح بجميع المنتسبين
إلى الإسلام قائلا لهم بلسان حاله (اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة!!!) .

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإسلام والسنة ، وأن يعيذنا من هذه الأقوال وأصحابها، وأن
يجعلنا من المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

_____________________

كتبه أخونا الفاضل الشيخ ناصر بن حمد الفهد حفظه الله ووفقه لكل خير
[email protected]



المصدر:

http://www.alsalafyoon.com/ArabicPo...obKardaweey.htm

أبو البراء


الساعة الآن 06:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com