منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   تأملات في اسم ( الله ) !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=1969)

جند الله 15-06-2005 04:08 AM

تأملات في اسم ( الله ) !!!
 
معجزات تتجلى في أجمل كلمة



الإعجاز العددي لحروف اسم (الله) تعالى

بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

ما أكثر الآيات التي تحدثت عن ذات الله تعالى وعلمه وعظمته، وما أروع الكلمات التي تصف قدرة الخالق سبحانه وتعالى ووحدانيته وأسماءه الحسنى. والآن سوف نتناول آيات تتحدث عن الله، تتجلى فيها أحرف اسم (الله) سبحانه وتعالى بنظام مذهل ونتساءل: هل يستطيع البشر تنظيم كلمات بهذا الشكل المبهر؟

سوف نعيش رحلة ممتعة في رحاب أجمل كلمة (الله)! لنرى كيف رتب الله تعالى حروف اسمه في كتابه بنظام عجيب وفريد يدل على أنه هو منَزِّل القرآن وأن كل حرف في هذا الكتاب العظيم ينطق بالحق وأن كل رقم من أرقام القرآن ليشهد بأن القرآن كتاب الله جلَّ وعلا.

أحرف اختارها الله تعالى بحكمته من بين جميع الأحرف ليسمي بها نفسه (الله) , هذه الأحرف هي الألف واللام والهاء , رتّبها الله ونظّمها بنظام معجز في آيات كتابه , ليثبت للبشر جميعاً أن القرآن كتاب الله , وأن كل حرف في هذا القرآن هو من عند الله تعالى, إنه النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة (الله) سبحانه وتعالى, معجزة تتجلَّى في عصر المعلومات الرقمية لتشهد بصدق كتاب الله عزَّ وجلَّ.

يجدر بنا أن نذكر السادة القراء بأننا نعدّ الحروف كما تُكتب في القرآن وليس كما تُلفظ، وهذا منهج ثابت في أبحاث الإعجاز العددي. وأن واو العطف هي كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها. وأن المرجع لهذا البحث هو المصحف الشريف بالرسم العثماني.

مَن أصْدقُ مِنَ الله؟!

يقول عزّ من قائل: ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) [النساء: 4/122]، هذه كلمات رائعة يتحدث فيها ربُّ العزَّة عن صِدقِ كلامه وصدق قوله. لنتأمَّل التناسق المُبهر مع الرقم سبعة لحروف اسم (الله) تعالى، هذا النظام هو توقيع من الله تعالى على أنه هو قائل هذا الكلام وليس محمد صلى الله عليه وسلم كما يدعي الملحدون.

1- إذا ما قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في هذا النص الكريم الذي يتحدث عن الله، وجدنا سبعة أحرف بالضبط!

2- ولو قمنا بصفّ هذه الأرقام صفاّ، لتَشكّل لدينا عدد من مضاعفات الرقم 7 أيضاً.

3- ولو أخرجنا من كل كلمة ماتحويه من حروف اسم (الله) لوجدنا عدداً يساوي تماماً: سبعة في سبعة في سبعة في سبعة في مئة!

4- ولو أحصينا عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله)، وكذلك عدد الحروف، وكذلك عدد حروف اسم (الله)، لوجدنا أعداداً من مضاعفات السبعة دائماً!

وإلى تفاصيل هذه المعجزة الحقيقية

يقول البارئ عزَّ وجلَّ مخاطباً البشر جميعاً: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء: 4/122]، هذا سؤال يطرحه القرآن على الناس، فهل يعقل أن يكون في المخلوقات من هو أصدق من خالق السماوات والأرض؟

الآن سوف نعيش مع إعجاز حقيقي في مقطع من مقاطع القرآن: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً)، لنرى النظام المبهر في هذه الكلمات المُحْكَمة، ونزداد إيماناً ويقيناً بأن الله هو قائل هذه الكلمات وقد وضع فيها تناسقاً عجيباً مع الرقم سبعة. لنكتب كلمات هذا المقطع القرآني ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف هذه الكلمة:

وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

1 2 4 2 4 4

لنجد أن العدد الذي يمثل أحرف هذه الكلمات هو: 442421 يقبل القسمة على سبعة تماماً:

442421 = 7 × 63203

والعجيب أن الناتج من هذه العملية 63203 يقبل القسمة على سبعة أيضاً مرة ثانية، لنرَ ذلك:

63203 = 7 × 9029

ولكن المعجزة مستمرة، فكما نظَّم الله تعالى بقدرته أحرف هذا المقطع أيضاً نظم أحرف اسمه بنظام مُحْكَم. أي أحرف الألف واللام والهاء والمكوِّنة لكلمة (الله) قد أحكمها الله تعالى في هذا المقطع بما يتناسب مع الرقم سبعة، بشكل شديد الإعجاز.

لنكتب هذا النص القرآني ونكتب تحت كل كلمة من كلماته رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف الألف واللام والهاء:

وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

0 0 1 0 4 2

لقد نتج معنا عدد في هذه الحالة يمثل توزع الأحرف الثلاثة الألف واللام والهاء عبر كلمات النص القرآني، نقرأ هذا العدد كما هو 240100 فنجده من مضاعفات الرقم سبعة:

240100 = 7 × 34300

ولكن العجيب أن الناتج أيضاً هو 34300 من مضاعفات الرقم سبعة:

34300 = 7 × 4900

والأعجب أن الناتج هنا 4900 من مضاعفات الرقم سبعة:

4900 = 7 × 700

و الناتج من هذه العملية هو العدد 700 أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة مرة رابعة:

700 = 7 × 100

أرقام مُحْكَمة

رأينا النظام الرقمي لأحرف: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) ، ورأينا أن العدد الذي يمثل أحرف هذا النص هو 442421 يقبل القسمة على 7 مرتين، كما رأينا أن العدد الذي يمثل لفظ الجلالة (الله) في النص نفسه هو 240100 يقبل القسمة على سبعة أربع مرات بعدد أحرف اسم (الله)! نكتب هاتين النتيجتين:

442421 = 7 × 7 × 9029

240100 = 7 × 7 × 7 × 7 × 100

والشيء المذهل فعلاً أننا عندما نأخذ ناتجَيِ العمليتين: 9029 ـ 100 ونصفُّ هذين العددين بطريقتنا لصفّ الأرقام ينتج عدد جديد هو: 1****29 هذا العدد مكون من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة تماماً:

1****29 = 7 × 144147

وسبحان الله حتى ناتج عملية القسمة على سبعة له نظام مُحْكَم يقوم على الرقم سبعة، ولكن بقي شيء آخر له علاقة بالرقم سبعة، ففي هذه المعادلة لدينا العدد 1****29، إن مجموعَ أرقام هذا العدد هو من مضاعفات السبعة أيضاً:

9 + 2 + 9 + 1 = 21 = 7 × 3

ولكي يكتمل النظام الإعجازي فإننا نجد النتيجة ذاتها مع ناتج القسمة 144147 فمجموع أرقامه أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة:

7 + 4 + 1 + 4 + 4 + 1 = 21 = 7 × 3

وتستمر المعجزة

نبقى في رحاب قول الله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء: 4/122]، ونبقى في رحاب لفظ الجلالة (الله) لنرى الترتيب المدهش لأحرف لفظ الجلالة ـ الألف واللام والهاء في هذا النص القرآني. بعملية إحصاء بسيطة نجد ما يلي:

1 ـ حرف الألف تكرر 3 مرات.

2 ـ حرف اللام تكررت 3 مرات أيضاً.

3 ـ حرف الهاء تكرر 1 مرة واحدة.

نقوم الآن بترتيب هذه الإحصاءات:

حرف الألف حرف اللام حرف الهاء

3 3 1

في هذه الحالة نحن أمام عدد جديد هو 133 هذا العدد يمثل تكرار حروف لفظ الجلالة وهو يقبل القسمة على سبعة تماماً، لنرَ مصداق ذلك:

133 = 7 × 19

و حتى لو قمنا بجمع عدد أحرف لفظ الجلالة لوجدنا أن عدد هذه الأحرف هو سبعة بالضبط:

3 + 3 + 1 = 7

وسبحان الله! نصّ يتحدث عن (الله)، وعدد حروف اسم (الله) فيه سبعة، وتكرار حروف اسم (الله) من مضاعفات السبعة، وتوزّع حروف اسم (الله) من مضاعفات السبعة أربع مرات بعدد حروف اسم (الله)!! والناتج النهائي هو مئة، أليست هذه التناسقات دليلاً على أن القرآن كلام الله الحق مئة بالمئة؟!!

نبقى في رحاب لفظ الجلالة لنرى العجائب الرقمية لندرك ضعفنا وعجزنا أمام هذا القرآن. ونتابع في عجائب قوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً)، ونتساءل: إذا كان البارئ سبحانه قد رتب حروف اسمه (الله) في هذا النص الكريم بنظام يقوم على الرقم سبعة، فهل رتب موقع هذا الاسم الكريم بذات النظام؟

موقع مميّز لاسم (الله)

إن اسم (الله) سبحانه وتعالى في هذا النص يتميز بموقع رتبه البارئ سبحانه بشكل يتناسب مع الرقم سبعة، بحيث يأتي عدد الكلمات والحروف وحروف لفظ الجلالة قبل وبعد هذا الاسم متناسباً مع الرقم سبعة. لنقم الآن بإحصاء عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله) لنجد:

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

4 1

إن عدد الكلمات قبل اسم (الله) هو 4 كلمات، وبعده 1 كلمة واحدة، ولدى صفّ هذين الرقمين نجد عدداً هو 14 من مضاعفات السبعة:

14 = 7 × 2

ولو قمنا بعدّ حروف هذه الكلمات قبل وبعد لفظ الجلالة لوجدنا:

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

9 4

إن العدد الذي يمثل الحروف قبل وبعد اسم (الله) هو 49 هذا العدد يساوي سبعة في سبعة:

49 = 7 × 7

ولو طبقنا هذه القاعدة على حروف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء لبقي النظام السباعي قائماً. نقوم بإحصاء عدد حروف الألف واللام والهاء قبل وبعد اسم (الله):

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

1 2

العدد الذي يمثل حروف اسم (الله) قبل وبعد اسم (الله) هو 21:

21 = 7 × 3

العدّ التراكمي

إذا قمنا بعدّ حروف الكلمات بشكل تراكمي متزايد، أي نعد حروف الكلمة ونضيف هذا العدد للكلمة التالية وهكذا لتأخذ الكلمة الأخيرة في النص عدداً مساوياً لعدد حروف النص، سوف نجد عدداً من مضاعفات السبعة:

و مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

1 3 7 9 13 17

إن العدد الذي يمثل حروف كلمات النص تراكمياً هو: 17139731 هذا العدد من مضاعفات السبعة:

17139731 = 7 × 2448533

ولو طبقنا هذه الطريقة على عدّ حروف اسم (الله) في هذا النص الكريم يبقى النظام مستمراً. لنكتب هذا النص وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء بشكل تراكمي مستمر، أي نحصي الحروف في الكلمة مع ما قبلها:

وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً

0 0 1 1 5 7

إن العدد الذي يمثل تراكم حروف الألف واللام والهاء في كلمات النص هو 751100 من مضاعفات السبعة:

751100 = 7 × 107300

إذن تتعدد طرق العدّ والإحصاء ويبقى النظام الرقمي واحداً وشاهداً على وحدانية مُنَزِّل القرآن سبحانه وتعالى. إن كلّ من يطّلع على هذه الحقائق اليقينية لا بدّ أن يتساءل:

هل يمكن لبشرٍ أن يتحدث عن نفسه بجملة واحدة بليغة ووجيزة، ويجعل عدد حروف اسمه فيها 7، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات 7، وتوزّعها من مضاعفات 7×7×7×7، ثم يجعل تكرار الكلمات قبل وبعد اسمه من مضاعفات 7، وتكرار الحروف قبل وبعد اسمه 7×7 و تكرار حروف اسمه قبل وبعد هذا الاسم من مضاعفات 7؟؟

هذا بالنسبة لجملة واحدة تتألف من بضع كلمات ، فكيف لو طلبنا من البشر أن يأتوا بكتاب يحوي أكثر من سبعين ألف كلمة كالقرآن؟؟؟ وصَدَقَ الله تعالى القائل عن عَظَمَة كتابه: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء: 17/88].

أول آية وآخر آية ذُكر فيها اسم (الله)

لوبحثنا عن أول آية ذُكر فيها اسم (الله) جلّ وعلا نجدها في أول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1/1]، أما آخر آية ذُكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص: 112/2].

فإذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة (الله) أول مرة، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة (الله) لآخر مرة، لوجدنا 112 سورة، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، أي:

112 = 7 × 16

ولوقمنا بعدّ حروف هاتين الآيتين مجتمعتين لوجدنا 28 حرفاً: من مضاعفات السبعة!! فعدد حروف: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هو 19 حرفاً، وعدد حروف: (اللَّهُ الصَّمَدُ) هو 9 أحرف:

بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد

حروفها 19 حروفها 9

والمجموع:

19 + 9 = 28 = 7 × 4

ولوقمنا بعدّ حروف اسم (الله) في الآيتين أي الألف واللام والهاء لوجدنا 14 حرفاً: من مضاعفات السبعة كذلك!!! فعدد حروف الألف اللام والهاء في: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هو 8 أحرف، وعدد حروف الألف واللام والهاء في: (اللَّهُ الصَّمَدُ) هو 6 أحرف:

بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد

ا ل هـ = 8 ا ل هـ = 6

والمجموع:

8 + 6 = 14 = 7 × 2

لاحظ أن عدد حروف الآيتين هو 28 حرفاً وعدد حروف اسم (الله) فيها هو 14 حرفاً أي نِصْف عدد الحروف! وقارن هذه النتيجة بنتيجة سابقة وهي أن عدد حروف لغة القرآن هو 28 حرفاً، وعدد الحروف المميزة في القرآن هو النصف أي 14حرفاً.

إن عدد حروف اسم (الرحمن) أي الألف واللام والراء والحاء والميم والنون في كلتا الآيتين هو عدد من مضاعفات السبعة أيضاً:

بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد

حروف الرحمن = 15 حروف الرحمن = 6

ومجموع الرقمين هو:

15 + 6 = 21 = 7 × 3

والقاعدة ذاتها تنطبق مع حروف كلمة (الرَّحِيمِ) سبحانه وتعالى، فمجموع عدد حروف اسم (الرَّحِيمِ) في كلتا الآيتين هو 21 أي سبعة في ثلاثة.

وهنا نكرر التساؤل عن هذه النتائج

هل جاء عدد السور من الآية الأولى التي ورد فيها اسم (الله) وحتى الآية الأخيرة حيث ورد اسم (الله) من مضاعفات السبعة، هل جاء هذا العدد بالمصادفة؟ وهل جاء عدد حروف الآيتين ليشكل عدداً من مضاعفات السبعة بالمصادفة؟

وهل جاءت هذه المصادفة من جديد لتجعل عدد حروف اسم (الله) في هاتين الآيتين اللتين تتحدثان عن الله تعالى من مضاعفات السبعة؟ وهل جعلت المصادفة العمياء عدد حروف اسم (الرحمن) من مضاعفات السبعة، وكذلك عدد حروف (الرحيم)؟

والسؤال: هل يمكن للمصادفة أن تصنع مثل هذا النظام المحكم لاسم (الله) في أول آية وآخر آية تتحدث عن الله؟ أم أن الله تعالى بعلمه وحكمته أراد لهذا الكتاب العظيم أن يكون متناسقاً في كل شيء؟

في هذه المعادلة نرى نظاماً معقداً بعض الشيء للتداخل بين الحروف في الآيات. ففي الآية الأولى من القرآن ثلاثة أسماء لله هي: (الله الرحمن الرحيم) وهذه الأسماء تركبت من ثمانية حروف أبجدية هي:

ا ل هـ ر حـ م ن ي

أما آخر آية ذكرت فيها كلمة (الله) هي: (الله الصمد) فيها اسمين من أسماء الله تعالى وعدد الحروف الأبجدية فيهما هو ستة أحرف وهي:

ا ل هـ ص م د

الله الرحمن الرحيم الله الصمد

الحروف الأبجدية = 8 الحروف الأبجدية = 6

إن مجموع الحروف الأبجدية لكلتا الآيتين هو من مضاعفات السبعة:

8 + 6 = 14 = 7 × 2

قارن هذه النتيجة مع نتيجة سابقة وهي أن عدد حروف اسم (الله) في كلتا الآيتين هو 14 حرفاً.

هـو الله

يقول رب العزة سبحانه وتعالى متحدثاً عن نفسه بكلمات عظيمة ليعرفنا من هو الله تعالى؟ لنستمع إلى هذه الآية: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 59/23]، هذا تعريف بالله وصفاته وقدرته بلغة الكلمات، ولكن للأرقام أيضاً حديثها وبلاغتها. لذلك نكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل عدد حروف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة:

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ

1 4 2 2 3 3 1 3 2

السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ

3 2 3 2 3 2

سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ

0 4 1 0

إن العدد الذي نراه والذي يمثل لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على سبعة تماماً:

140232323231332241 = 7 × 20033189033047463

نجري الآن عدًّا لأحرف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء لنرى النتيجة المذهلة:

1 ـ عدد أحرف الألف في الآية هو 17 حرفاً.

2 ـ عدد أحرف اللام في الآية هو 18 حرفاً.

3 ـ عدد أحرف الهاء في الآية هو 6 أحرف.

نرتب الأرقام:

حرف الألف حرف اللام حرف الهاء

17 18 6

إن العدد 61817 يقبل القسمة على سبعة تماماً:

61817 = 7 × 8831

إن هذا النظام يتكرر كثيراً في كتاب الله، وحسبنا الأمثلة في هذا البحث لإعطاء فكرة جيدة للقارئ عن معجزة لفظ الجلالة في القرآن، و معجزة خطّ كلمات القرآن، فقد كتبت الآية السابقة بطريقة غريبة، فكلمة (السلام) قد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا (السَّلَم) بينما كلمة (الجَبَّار) لم تحذف منها الألف! ولو أننا حذفنا من هذه الكلمة حرف الألف أو أضفنا الألف لتلك الكلمة فسيؤدي هذا إلى خلل في القسمة على سبعة، كذلك كلمة (سبحان) نجدها في القرآن من دون ألف (سُبْحَنَ)، فهل جاءت هذه الطريقة في رسم الكلمات مصادفة؟

يقول تعالى في الآية التالية عن نفسه: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 59/24].

وفي هذه الآية نلاحظ أن اسم (الخالق) قد كُتبت هكذا (الخلق)، بينما اسم (البارئ) فقد كتب بالألف، وهذه الطريقة في رسم هاتين الكلمتين تناسب النظام الرقمي.

ولكي نثبت هذه الحقائق بلغة الأرقام لنكتب كلمات الآية ثم نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء، وتجدر الإشارة إلى أن كلمة (السماوات) قد حذفت منها الألف مرتين لذلك نجدها مكتوبة في القرآن هكذا (السموت) والآن إلى النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة في هذه الآية العظيمة:

هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ

1 4 3 3 2 2 4 2 0

لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

2 1 0 2 0 3 0 1 2 2

إن العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على سبعة تماماً:

2210302012024223341 = 7 × 15757430289174763

وبالطريقة السابقة ذاتها نقوم بإحصاء هذه الأحرف الثلاثة في هذه الآية لنجد النتيجة المذهلة:

1ـ تكرار حرف الألف في الآية 15 مرة.

2ـ تكرار حرف اللام في الآية 4 مرات.

3ـ تكرار حرف الهاء في الآية 5 مرات.

وبترتيب وصفّ هذه الأعداد الثلاثة نجد عدداً يقبل القسمة على سبعة:

حرف الألف حرف اللام حرف الهاء

15 4 5

وهنا نجد معكوس العدد 51415 وهو العدد 5145 يقبل القسمة على 7 تماماً:

51415 = 7 × 7345

وحدانية الله

يقول عزَّ وجلَّ في محكم الذكر متحدثاً عن وحدانيته: (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إلاّ أنَا) [طه: 20/14]، هذه سبع كلمات تقرر أنه لا إله إلا الله، ومن عجائب هذه الكلمات أن الله تعالى قد أحكم حروف اسمه فيها بنظام يقوم على الرقم سبعة.

فعندما نخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف لفظ الجلالة، أي الألف واللام والهاء نجد:

إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إلاّ أنَا

1 2 4 2 3 3 2

إن العدد الذي يمثل توزع حروف لفظ الجلالة (الله) في الكلمات السبع هو 2332421 من مضاعفات الرقم سبعة:

2332421 = 7 × 333203

حتى حروف الكلمات نظَّمها البارئ عزَّ وجلَّ بنظام سباعي. لنكتب عدد أحرف كل كلمة:

إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إلاّ أنَا

4 3 4 2 3 3 3

العدد الذي يمثل حروف النص يتألف من سبع مراتب وهو من مضاعفات السبعة:

3332434 = 7 × 476062

حتى عندما نجزِّئ هذا النص إلى قسمين نجد:

1 ـ القسم الأول يتحدث عن الله تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللهُ).

2 ـ القسم الثاني يتحدث عن وحدانية الله تعالى: (لا إِلَهَ إلاّ أنَا).

والعجيب أن التناسق السباعي يبقى قائماً في حروف كلا القسمين بما ينفي أية مصادفة عن هذا التناسق، لنكتب القسم الأول وتحت كل كلمة عدد حروفها:

إِنَّنِي أَنَا اللهُ

4 3 4

العدد الذي يمثل حروف هذا القسم هو 434 من مضاعفات السبعة:

434 = 7 × 62

وفي القسم الثاني يبقى النظام قائماً لنكتب عدد حروف كل كلمة:

لا إِلَهَ إلاّ أنَا

2 3 3 3

العدد 3332 من مضاعفات السبعة لمرتين:

3332 = 7 × 7 × 68

لاحظ عزيزي القارئ أن القسم الأول الذي يعرفنا من هو الله (إِنَّنِي أَنَا اللهُ) جاء العدد الممثل لحروفه من مضاعفات السبعة مرة واحدة، ولكن عندما انتقل البيان الإلهي للقسم الثاني والحديث عن وحدانية الله تعالى (لا إِلَهَ إلاّ أنَا) جاء عدد الحروف ليتناسب مع الرقم سبعة مرتين للتأكيد على وحدانية الله تعالى! فالكافر قد يعترف بوجود إله لهذا الكون ولكنه ينكر وحدانية الخالق العظيم، لذلك جاء التأكيد بلغة الرقم مرتين على أن الله واحد أحد!! والآن نتساءل:

هل يستطيع أكبر مؤلف في العالم أن يكتب كتاباً ويجعل فيه من أحرف اسمه داخل هذا الكتاب نظاماً رقمياً دقيقاً؟ بل حتى لو اجتمع علماء الدنيا بأجهزتهم وحاسباتهم، هل يستطيعون صنع كتاب يتحكمون بأحرف أسمائهم في كلماته بحيث تحقق نظاماً رقمياً وبلاغة فائقة؟

تعدد النظام الرقمي في آيـة واحدة

يقول سبحانه وتعالى يصف قدرته ودقّة صنعه وتصويره: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران: 3/6]. هذه آية من آيات الخالق عزّ وجل ركّبها الله سبحانه وتعالى من مجموعة من الكلمات والأحرف، وكل حرف وضعه الله بمقدار وميزان وحساب دقيق. وإذا تذكّرنا أن هذه الآية موجودة في سورة آل عمران التي بدأها الله تعالى بـ (الـم)، سوف نرى كيف نظّم الله هذه الأحرف الثلاثة عبر كلمات السورة بنظام مذهل يعتمد على حروف (الـم) ونظام مذهل يعتمد على حروف اسم (الله) منَزّل هذه الآية.

توزع حروف (الـم)

لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف (الـم):

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ

0 2 1 0 5 0 1

لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

2 2 3 0 2 3

العدد الذي يمثل توزع هذه الحروف من مضاعفات السبعة:

3203221050120 = 7 × 457603007160

وعندما نقرأ هذا العدد من اليمين إلى اليسار، أي باتجاه قراءة الكلمات نجد العدد أيضاً قابلاً للقسمة على 7 تماماً:

0210501223023 = 7 × 30071603289

هنالك شيء آخر، وهو أن عدد أحرف الألف واللام والميم في هذه الآية أيضاً من مضاعفات الرقم 7:

2 + 1 + 5 + 1 + 2 + 2 + 3 + 2 + 3 = 21 = 7 × 3

هذه نتائج مذهلة: دائماً نجد أعداداً تنقسم على 7 تماماً. ولكن سوف نقف الآن على نتيجة أكثر إعجازاً ـ والقرآن كله معجز ـ فالذي أنزل هذه الآية هو الله تعالى، كما رتّب أحرف (الـم) في كلمات الآية، لنرى كيف رتّب أحرف اسمه العظيم عبر كلمات الآية بالنظام ذاته: إنه النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة (الله) سبحانه وتعالى: أحرف الألف واللام والهاء.

توزع حروف اسم (الله)

نكتب ما تحويه كل كلمة من أحرف لفظ الجلالة (الله) بكلمة أخرى: كيف توزعت أحرف الألف واللام والهاء في كل كلمة من كلمات الآية؟ لنخرج ما تحويه كل كلمة من أحرف الألف واللام والهاء:

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ

1 2 0 0 4 0 1

لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

2 3 3 1 2 2

وهنا أيضاً نجد العدد الذي يمثل توزع أحرف لفظ الجلالة يقبل القسمة على 7:

2213321040021 = 7 × 316188720003

والعجيب أننا عندما نقرأ العدد بالاتجاه الآخر، أي من اليمين إلى اليسار باتجاه قراءة القرآن نجد عدداً يقبل القسمة على 7:

1200401233122 = 7 × 171485890446

ولكن هنالك شيء آخر، فعدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الآية هو أيضاً 21 حرفاُ أي 7 × 3، كما أن عدد حروف الآية 49 أي:

49 = 7 × 7

وسبحان من أحصى هذه الأرقام!! آية تتحدث عن قدرة خالق السماوات السبع، ويأتي عدد حروفها سبعة في سبعة، وعدد حروف (الـم) فيها من مضاعفات السبعة، وتوزع هذه الحروف أيضاً من مضاعفات السبعة كيفما قرأنا العدد يميناً أو شمالاً، ثم يأتي عدد حروف اسم (الله) من مضاعفات السبعة، وتوزع حروف هذا الاسم الكريم أيضاً من مضاعفات السبعة وكيفما قرأناه يميناً أو شمالاً: فهل جاء هذا التناسق بالمصادفة؟؟

المرجع: القرآن الكريم.



عبد الدائم الكحيل

باحث في إعجاز القرآن الكريم




منقول عن منتدى آخر

ناصح أمين 15-06-2005 04:38 AM

الإعجاز العددي في القرآن000
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفضلي أخي الكريم ولنقرأ سويا هذه الفتاوى

ونسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه

اللهم آمين

****

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل في القرآن إعجاز عددي مثل ذكر الحديد، أو عدد ذكر الرجل والمرأة، وغيرها؟.


الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، وبعد :
فالكلام عن مصطلح الإعجاز العددي يحتاج إلى دارسة وافية ونظر متأمل، فالكلام حوله كثير والدراسات المعاصرة متعددة ـ وفي الحق ـ فإن من الصعوبة أن أختصر الكلام في هذه المسألة، لأنها تحتاج إلى بسط ومزيد إيضاح، ومع هذا فسأجتهد وُسْعِي أن أختصر الكلام، وألخصه في نقاط بما يحضرني، مع يقيني أن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والعناية، والله المسئول أن يعصمنا من زلل الرأي وخطل القول:
أولا/ مصطلح (الإعجاز العددي) مصطلح متأخر بدأ تداوله في العصر الحديث، غير أن الباحث ربما وجد عند المتقدمين ما يمكن أن يسمى إرهاصات له، واستحضر الآن مثالين على ذلك، أولها ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2172) والبيهقي في السنن الكبرى (4/213) والحاكم في المستدرك (1639) وصححه عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقول لي: لا تتكلم حتى يتكلموا، قال: فدعاهم وسألهم عن ليلة القدر قال: أرأيتم قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: التمسوها في العشر الأواخر، أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم: ليلة إحدى، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال آخر: خمس، وأنا ساكت فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت، قال فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم، قال: فقلت: أحدثكم برأيي! قال: عن ذلك نسألك، قال فقلت: السبع، رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا،وخلق الإنسان من سبع ،وبرز نبت الأرض من سبع. قال فقال: هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما قولك: نبت الأرض من سبع، قال فقلت، إن الله يقول "شققنا الأرض شقا" [عبس:26] إلى قوله: "وفاكهة وأبا" [عبس:31] والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس، قال: فقال عمر – رضي الله عنه - : أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه بعد، إني والله ما أرى القول إلا كما قلت، قال وقال: قد كنت أمرتك أن لا تتكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم. فابن عباس – رضي الله عنهما - نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم، مما يدل على أن له معنى خاصا، فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر الوارد ذكرها في قوله تعالى:"إنا أنزلناه في ليلة القدر" [القدر:1] هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان، وهذا لا يمنع أن يكون – رضي الله عنه- استند في فهمه إلى قرائن أخرى.
والثاني: أننا نجد عند بعض المفسرين من السلف ومن بعدهم محاولات لبيان معنى حروف التهجي التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم معتمدين في ذلك على حساب الجمل (وهو ما كان يعرف عند العرب قديما من وضع قيمة رقمية لكل حرف عربي حسب ترتيب (أبجد هوز) ويسمونه: حساب الجمل)، وانظر في هذا إلى ما أشار إليه الألوسي وابن عاشور في تفسيرهما رحمهما الله، ولا يضيرنا أن تكون تلك المحاولات قد أصابت الحق أو أخطأته، لأن المراد البحث في نشأة هذا النوع من الدراسة.
إلا أن هذا المصطلح قد أحاط ظهوره في العصر الحديث كثير من الدخل والدخن؛ فالحسابات العددية ارتبطت بالبهائية (وهي أحد الفرق الباطنية الضالة) وعلى تلك الحسابات اعتمد ـ الهالك ـ رشاد خليفه في دعوى النبوة، وهذا الارتباط مع عوامل أخرى، جعل كثيراً من الدارسين يقف من هذا الاتجاه الحادث موقف الريب، وينزع فيه منزع الشك، ومن أبرز العوامل ـ أيضا ـ ما اتسمت به كثير من الدراسات المتعلِّقة بالإعجاز العددي من مظاهر التكلف وصور التمحل وافتقاد المنهجية المطردة المنضبطة، مما يُجل القرآن الكريم عنه، إلى عوامل أخرى ربما ورد ذكرها في ثنايا الكلام.
ثانيا: عند النظر في مصطلح (الإعجاز العددي) نجده يتركب من جزأين: الإعجاز، والعدد. والأمر المعجز: هو الشيء الذي لا يُستطاع ويُعجز عنه، قال في القاموس عند تعريف المعجزة : هي ما أعجز به الخصم عند التحدي. والعد والعدد: الإحصاء، ويُراد به هنا الأرقام المعروفة التي يُعد بها ويُحصى.
وبهذا يظهر أن مصطلح الإعجاز العددي يراد به ـ وبحسب ما تبين لي من خلال الدراسات المتعلقة به ـ أنه: (( ما ورد في القرآن الكريم من إشارات إلى حقائق كونية بطريق الحساب العددي ))
ومن خلال هذا يتبين أن مصطلح الإعجاز العددي يتألف من ركنين أساسين:
أولهما: أن يكون أمراً معجزاً ليس في مقدور البشر المجيء بمثله.
الثاني: أن يكون الأمر المعجز معتمدا على الأرقام والأعداد.
إن معرفة هذين الركنين في مصطلح (الإعجاز العددي) أمر أساس فلكي، يصح أن نطلق على ذلك النوع من الدراسات أنها من قبيل البيان لما في القرآن الكريم من إعجاز عددي، فيجب أن يتوفر فيها هذان الركنان، الأول: أنها أمر معجز، والثاني: أنها تعتمد على لغة الأرقام والأعداد.
وبهذا يظهر لنا جليا الخلل الكبير الذي اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بهذا النوع من الإعجاز، وقد أشار السائل الكريم إلى مثال على هذا، وهو تساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن الكريم أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة، أو الملائكة والشياطين، فهذه أمور ذكرها من كتب في الإعجاز العددي مستشهدا بها على ما في القرآن الكريم من إعجاز عددي، وهذه الأمثلة ونحوها لو سُلِم بصواب عَدِها وانضباطها مع أن فيها نظر ـ فهي ليست مما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يُقدر عليها، فأنت مثلا تستطيع أن تؤلف كتابا ضخما وتتعمد أن تراعي تساوي عدد المرات التي تذكُر فيها لفظ الرجل والمرأة، أو لفظ الدنيا والآخرة، أو لفظ الملائكة والشياطين، فمثل هذا لا خلاف أنه في مقدور كل أحد أن يفعله، وإذاً فهو ليس أمراً معجزا، فلا يصح أن يدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي. لأنها غير معجزة أصلاً، وربما ازداد الأمر وضوحاً في الفقرة الرابعة.
ثالثا/ أما ما يتعلق بالحكم الشرعي على هذا النوع من الدراسات الحديثة، فقد أبدى كثير من المختصين في الدراسات القرآنية تحفظهم الشديد على هذا النوع من البحوث المتصلة بالقرآن الكريم، بل رأينا المبالغة في النكير على القائلين به والداعين إليه، حتى خرج البحث عن المسار العلمي إلى نطاق يتعلق بالأشخاص، وهذا شطط لا موجب له. وربما أثر في هذا ما أحاط نشأته من إشكالات وما اتسمت به كثير من دراساته بالتكلف والتمحل ـ كما سبق الإشارة إليه ـ إننا قبل أن نطلق الحكم الشرعي على هذه المسألة يجب أن نطرح سؤالاً منهجياً مهماً وهو: هل هذه ( الأعداد المعجزة) التي يُذكر أنها في القرآن الكريم، والتي تشير إليها البحوث والدراسات المعاصرة جائزة الوقوع عقلاً، بحيث لا يمتنع وقوعها عقلا في القرآن الكريم، وبمعنى آخر هل هناك ما يمنع من ورود أرقام وأعداد تحسب بطريقة ما فتدل على حقائق علمية وكونية، إن هذا سؤال جوهري، الإجابة عليه بشكل علمي تزيل كثيراً من الحرج، وترفع كثيراً من اللبس في هذه المسألة، والظاهر عندي أن هذا الأمر جائز الوقوع عقلاً؛ لأنه لا يوجد ما يحيل وقوعه لا من حيث نصوص الشرع، ولا من حيث جريان العادات والسنن، كما أنه تعالى لا يعجزه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة، وعدم وجود المانع دليل على الجواز قطعا، على أنه لا تلازم بين الجواز العقلي والوقوع الفعلي، إذ ليس كل ما يجوز عقلاً يقع فعلاً، وهذا لا إشكال فيه بحمد لله.
ومتى صار بنا البحث إلى التسليم بجواز وقوعه عقلاً، فلا معنى للقول بمنعه والحكم بتحريمه ابتداءً، لأنه ممكن الوقوع، ومتى ما وقع صار ذات الوقوع دليلاً على جوازه شرعا، مثال ذلك: حينما نقول: يجوز عقلاً ورود إشارة في القرآن الكريم إلى إحدى الحقائق الكونية التي كشفها العلم الحديث، فلا يلزم منه أن ترد في القرآن الكريم، لكن متى ما وردت كان ذلك الورد بعينه في القرآن دليلاً على جواز البحث القرآني في مثل هذه المسائل شرعا وصحة القول بها، وكذا الحال هنا في المسألة محل البحث، وهذا يجعلنا على حذر من المسارعة إلى الإنكار والتحريم لهذا النوع من الدراسات، معتمدين في ذلك على ما نراه من دراسات جانبت الصواب؛ لأن الإنكار والتحريم سيذهب سُدى بمجرد أن تظهر دراسة علمية رصينة تكشف دلالة الحساب العددي في القرآن الكريم على حقيقة علمية ما، لا سبيل إلى ردها أو التشكيك فيها، إلا بنوع من المكابرة.
ـ وفي الحق ـ فلا تلازم بين القول بجواز هذا النوع من الدراسة من حيث النظر العقلي وتصحيح البحوث الموجودة اليوم، بل فيها ما هو باطل قطعاً، وفيها ما دون ذلك مما يحتاج إلى مزيد من النظر، وإنما المقصود بحث هذه المسألة بحثاً علمياً مجرداً عن تطبيقاتها الحالية.
رابعا/ من المسائل المهمة التي وقع خلل كبير نتيجة عدم الوعي بها، أن كثيراً من الدراسات ذات الصلة بموضوع الإعجاز العددي، لا تفرق بين ما توفر فيه ركنا الأمر المعجز ـ كما تقدم في الفقرة الثانية ـ وبين ما أخل بهذين الركنين أو أحدهما، فأدخلوا بعض الحسابات العددية التي توصلوا لها وفق عملية حسابية معينة ضمن إطار الإعجاز، وهذا إخلال في المنهج، وقد مَرّ قريبا في الفقرة الثانية ضرب بعض الأمثلة على هذا الأمر، ومن الأمثلة كذلك قول بعضهم: إن لفظة الجهر ورد في القرآن (16 ) مرة، مساويا لفظ العلانية، ولفظ إبليس وردت (11) مرة ويساويه لفظ الاستعاذة بالله، ولفظ الرغبة بلغ (8) مرات ويساويه لفظ الرهبة، فهذه وأمثالها ـ كما مر ـ ليست أمرا معجزا لا يُقدر عليه؛ لأن كل أحد يقدر على هذا، وإذاً فمثل هذه التوافقات العددية في القرآن الكريم ليست من الإعجاز، ويمكن أن نطلق عليها مصطلح الظاهرة العددية في القرآن الكريم، فهي حقيقة ظواهر عددية في القرآن الكريم، وليست أمراً معجزاً يدرج ضمن بحوث الإعجاز العددي، وعليه فيجب أن يفرق بين الظاهرة العددية في القرآن وبين الإعجاز العددي فيه.
ولا يفهم من هذا النهي عن الاشتغال بمثل هذه الظواهر العددية، ذلك أن السلف قديماً أحصوا حروف القرآن الكريم بشكل دقيق، وتفننوا في ذلك وشققوا المسائل فيه وفرعوا، فلنا فيهم أسوة، وإنما أردت القول إنها ليست من ضمن البحث الإعجازي في القرآن الكريم.
خامسا/ من خلال ما قرأته من دراسات تتعلق بموضوع الإعجاز العددي ظهر لي بشكل جلي ـ وأعتقد أن كثيراً من المختصين يشاركونني هذا الرأي ـ أن هذا النوع من الدراسات يفتقر إلى المنهجية العلمية التي تحكم مساره وتضبط أبحاثه، ولا سيما أن هذا النوع من الدراسات قد يتأثر بمقررات عند الباحث سابقة لدراسته، قد تجعله ـ حتى من غير قصد ـ يتحكم في مسار البحث واتجاه الدراسة، ومن صور افتقاد المنهجية اعتماد بعض الدراسات على بعض المسائل الخلافية المتصلة بالقرآن الكريم التي لم يزل الخلاف فيها بين أهل العلم قائماً، نحو رسم المصحف وترتيب السور، حيث وجدت أن بعض من كتب في هذا المجال يصرح بشكل واضح أنه ينطلق في أبحاثه من اعتبار رسم المصحف أمراً توقيفياً، وهذه المسائل الخلافية وإن كان المرء ربما يرجح فيها قولا ما، فمن الصعب أن يجعل اختياره وترجيحه أساسا منهجيا يُبنى عليه دراسات علمية، بل قد رأيت من تلك الدراسات ما يعتمد على بعض ما أُحدث في رسم المصحف الشريف من الأحزاب والأجزاء، وهذا خلال منهجي خطير؛ لأن هذه الأحزاب والأجزاء أمور حادثة من صنع البشر، بل هي مخالفة لما كان عليه الشأن في عصر النبوة، حيث اشتهر أن القرآن الكريم كان يقسم إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل، فهذه الأمور المحدثة في رسم المصحف ليس لها العصمة التي لكلام الله حتى يبنى عليها وتجعل مأخذا ومنزعا لما يسمى بالإعجاز العددي؛ لأن الباحث ينطلق مما للقرآن الكريم من عصمة باعتباره كلام الله جل وعلا، فيجعله دليلا يرشده إلى حقائق كونية أو مسائل غيبية، ولولا هذه العصمة لم يصح استدلاله، فكيف يساوى هذا بما هو من اجتهاد البشر وصنعهم.
ومن الأمثلة التي نُذَكِر بها هنا ما تردد كثيراً بعد الأحداث التي وقعت في أمريكا، واستدلال بعضهم عليها بما ورد في سورة التوبة، معتمدين في جزء من قوله على هذه الأجزاء والأحزاب.
ومما يذكر في هذا الصدد، أن تكون الدراسات التي يتوصل لها الباحث ذات قيمة علمية، أي أن تكون ذات معنى علمي مفيد مهما كان مجاله، سواء ، شرط أن تكون ذات قيمة علمية أو فائدة عملية، و إلا كانت عبثا ينزه كلام الله عنه، وتصان الدراسات المتعلقة به عن مثله، وهاك مثالاً ذكره أحد أشهر المهتمين بالدراسات العددية في القرآن الكريم حيث يقول: إنّ سورة النمل تُستهلّ بـ (طس) وقد لفت انتباهنا أنّ حرف الطاء يتكرر في السورة 27 مرّة، وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف، وأنّ تكرار حرف السين في سورة النمل هو 93 وهذا هو عدد آيات السورة، وأن المجموع هو:( 27+ 93) = 120 وهذا هو جُمّل كلمة (نمل) " أ.هـ كلامه، ويريد بقوله (جمل) أي حساب الجمل الذي تقدم بيانه، فهذا المثال على فرض التسليم بصحة ما تضمنه من أرقام وحساب، فإن المحصلة النهائية له ليست ذات قيمة علمية أو عملية، فضلاً عن أنها ليست أمراً معجزاً في ذاتها، فأين هذا من وصف ربنا جل وعلا لكتابه الكريم بقوله: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
سادسا/ وأخيراً أود أن أختم هذا الكلام بذكر بعض التنبيهات.
أولها: يجب أن لا يغيب عن النظر ونحن ندرس ما في القرآن الكريم من تلك الإشارات الكونية أو الغيبية، أن القرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب علوم كونية أو دلالة على حوادث غيبية، بل هو كما أخبر جل وعلا كتاب هداية وبيان وإيضاح ورشاد، فلا يضير القرآن الكريم أن لا يوجد فيه شيء من تلك المسائل، إذاً فنحن لسنا بحاجة إلى أن نتكلف أمراً لم يدل عليه القرآن الكريم بشكل جلي.
ثانيا/ رأينا بعض الدراسات التي تتعلَّق بمسائل غيبية أوحوادث مستقبلة ـ وفي الحق ـ فهذا دحض مزلة، ومسلك خطر، لا تُأمن فيه السلامة، ولم يزل الدجل والإفك يقترن بما اتصل بالغيبيات والأمور المستقبلة من بحوث ودراسات، ومسائل الغيب قد حجبها الله عن عباده إلا من ارتضى من رسله، فينبغي أن تنزه البحوث المتعلقة بالقرآن الكريم عن الخوض في هذا البحر اللجي.
ثالثا: كثير من المحاولات التي نراها اليوم يقوم بها أناس فيهم غيره ومحبة لهذا الدين، لكنهم ليسوا على علم راسخ بالقران الكريم، ولا معرفة بالأدلة الشرعية والأصول المرعية، وأهل العلم مجمعون على أن الناظر في كلام الله عز وجل ـ حتى يجوز له الكلام فيه ـ لا بد أن يستجمع أموراً معروفة ويحقق شروطاً معلومة، ومن نتائج الخلل في هذا الجانب والقصور فيه، أننا رأينا بعض الدراسات تنطلق من قناعات سابقة في أمر ما، تكون حكما على القرآن الكريم، حتى إنك ترى الباحث يتكلَّف ويتمحَّل في البحث والاستنتاج حتى يصل إلى تلك النتيجة المقررة عنده سلفا.
وأخيرا فلعلك ـ أيها السائل الكريم ـ قد تبيَّن لك أن مسألة الإعجاز العددي أمر جائز الوقوع عقلاً، ولا يوجد ما يمنع من ورود ما يؤيده في القرآن الكريم، غير أن التكلُّف والتمحُّل في الإبحاث ذات الصلة وافتقاد المنهجية شابت كثيراً من تلك الدراسات، مما يجعل المرء على حذر من قبولها مطلقا دون فحص ونظر.
هذا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
خزانة الفتاوى الإسلام اليوم

ناصح أمين 15-06-2005 04:42 AM

الإعجاز العلمي للقرآن 000
 
السؤال

ما حكم ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن؟، وأعني بذلك تفسير آيات القرآن الكريم بقوانين العلوم الطبيعية (كالكيمياء، والطب، والجيولوجيا، والفلك، ونحوها)، هل هو جائز بإطلاق؟ أم ممنوع بإغلاق؟ أم هناك ضوابط وقواعد؟.


الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
لقد ادخر القرآن الكريم كثيراً من الآيات للأجيال في عبارات معلومة الألفاظ، لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلى إلا حيناً بعد حين, يقول تعالى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ" ( ص 87و88), وقد فسر الطبري معنى الحين بقوله: (فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت), فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلا للعيان أشرقت المعاني، وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق, وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان, يقول العلي القدير: "وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ"[ الأنعام: 66-67], ونقل ابن كثير عن ابن عباس –رضي الله عنهما- تفسيره للمستقر بقوله: (لكل نبأ حقيقة أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين), وقد تردد هذا الوعد كثيرا في القرآن الكريم بأساليب متعددة كما في قوله –تعالى- "ثم إن علينا بيانه" [القيامة: 19], وقوله: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" [فصلت: 53], وقوله: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها" [النمل: 93], قال ابن حجر: (ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه للعادة في أسلوبه، وفي بلاغته، وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه), قال محمد رشيد رضا: (ومن دلائل إعجاز القرآن أنه يبين الحقائق التي لم يكن يعرفها أحد من المخاطبين بها في زمن تنزيله بعبارة لا يتحيرون في فهمها والاستفادة منها مجملة، وإن كان فهم ما وراءها من التفصيل الذي يعلمه ولا يعلمونه يتوقف على ترقي البشر في العلوم والفنون الخاصة بذلك), وقال جوهري: (أما قولك كيف عميت هذه الحقائق على كثير من أسلافنا؟, فاعلم أن الله هو الذي قال: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"، وقال: "وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا", إن الله لا يخلق الأمور إلا في أوقاتها المناسبة، وهذا الزمان هو أنسب الأزمنة), "والمدار على الفهم، والفهم في كل زمان بحسبه، وهذا زمان انكشاف بعض الحقائق). وفي قوله –تعالى-: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" [الأنبياء: 37]، قال ابن عاشور: (وعد بأنهم سيرون آيات الله في نصر الدين), وهي كما قال الرازي: (أدلة التوحيد وصدق الرسول – صلى الله عليه وسلم- ولذلك قال –سبحانه-:"فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" أي أنها ستأتي لا محالة في وقتها), واستعجال المنكرين يعني كما قال الشيخ طنطاوي: (استبعاد ما جاء في هذه الآيات من الأمور العلمية التي أوضحها علماء العصر الحاضر، فهم يستبعدونها طبعاً؛ لأنهم لا يعقلونها، فقال الله –تعالى- لا تستبعدوا أيها الناس "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"، فإذا لم تفهمها أمم سابقة.. سيعرفها من بعدهم، فقد ادخرنا هذه الأمور لأمم ستأتي؛ لتكون لهم آية علمية على صدقك فتكون الآيات دائما متجددة), قال محمد رشيد: (والكلام في وجوه إعجاز القرآن واجب شرعاً، وهو من فروض الكفاية، وقد تكلم فيه المفسرون والمتكلمون، فإن كان ذلك قد وفى بحاجة (تلك) الأزمنة.. فهو لا يفي بحاجة هذا الزمان، إذ هي داعية إلى قول أجمع، وبيان أوسع، وبرهان أنصع في أسلوب أجذب للقلب، وأخلب للب، وأصغى للأسماع، وأدنى إلى الإقناع), هذا ما قاله المحققون، ولكنه لا يعني تعريض كتاب الله للمؤاخذة بسوء فهم للنصوص، وتحريفها عن دلالتها لتلتقي مع حقيقة علمية، أو الانتصار لفرضية لم تؤيدها الوقائع بعد لتلتقي مع دلالة نصية أو استنباطية, تلك هي أهم أصول التحقيق, والله أعلم.

الشيخ د / محمد دودح
باحث علمي في هيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة
خزانة الفتاوى الإسلام اليوم

ناصح أمين 15-06-2005 04:45 AM

ربط الأحداث بالتعدد الرقمي في القرآن 000
 
السؤال

كثر في هذا الوقت الحديث على موضوع الرقم (11)، وعلاقته أو ذكره في القرآن الكريم في سورة التوبة. أرجو بيان الرأي بذلك، مع العلم أنه خرج منذ أكثر من عشرين سنة رجل اسمه رشاد خليفة بنى على التعداد الرقمي في القرآن الكريم لمعرفة يوم القيامة، فتبين أنه من القاديانيين .


الجواب

من أنواع التفسير ما يسمى بالتفسير الإشاري وله أصوله وضوابطه وقواعده ، كما أن من أنواع الإعجاز القرآن ما يسمى بالإعجاز العددي، وهي ظاهرة برزت في العصر الحديث، وانتشرت فكتب عن العدد (19)، وعن العدد (سبعة)، وعن الأعداد عموماً، ثم أدخل الحاسب الآلي، وظهرت عجائب أخرى .
وشطح قوم في التفسير الإشاري حتى خرجوا عن الصواب بل إلى الانحراف في العقيدة، كما غلا آخرون في الأعداد حتى التمحل والتكلف .
وكأن السائل يشير إلى الآية (110) في سورة التوبة، وهي التاسعة إلى حادثة 11/9 سبتمبر، ورقم (110) يجمع الحادي عشر بحذف الصفر، وعدد أدوار البنايتين، وإشارة الآية : " لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم " [التوبة:110] إلا أن في هذا صرفاً للفظ عن مدلوله والمراد به، وهو مسجد الضرار الذي نزلت الآيات فيه، وهذا بلا شك تكلف مذموم وصرف لألفاظ القرآن عن مدلولها الحقيقي، ولو سلكنا هذا المسلك لانصرفت أكثر آيات القرآن عن مدلولها إلى معان باطلة وخلت من مضامينها الشرعية، ولذا قال الشيخ الزرقاني – رحمه الله تعالى – في الرد على أمثال هؤلاء : " ولعلك تلاحظ معي أن بعض الناس قد فتنوا بالإقبال على دراسة تلك الإشارات والخواطر فدخل في روعهم أن الكتاب والسنة، بل الإسلام كله ما هي إلا سوانح وواردات على هذا النحو من التأويلات والتوجيهات، وزعموا أن الأمر ما هو إلا تخيلات، وأن المطلوب منهم هو الشطح مع الخيال أينما شطح، فلم يتقيدوا بتكاليف الشريعة، ولم يحترموا قوانين اللغة العربية في فهم أبلغ النصوص العربية كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ا.هـ .
قلت: وإن كان الشيخ يقصد طائفة من الصوفية إلا أنه يدخل في ذلك كل من صرف اللفظ عن مدلوله بلا دليل صحيح من الكتاب والسنة .


الشيخ د / فهد بن عبدالرحمن الرومي
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
خزانة الفتاوى الإسلام اليوم

جند الله 15-06-2005 04:49 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب (ناصح أمين)

بارك الله فيك أخي الحبيب وأعزك بمدده وعظيم منه وجوده، أثريت الموضوع تربت يمينك.

جمال_المصرى 15-06-2005 09:32 AM

صدق الاسم : ناصح أمين .

أبو البراء 15-06-2005 10:01 AM

جزاك الله خيراً أخي الحبيب ( ناصح أمين ) ، وددت بالرد على الأخ الحبيب ( حند الله ) ، فوجدت ما خطته يمينك نقلاً عن العلماء وطلبة العلم ، فسكن القلم في يدي ، أبدعت وأجدت بارك الله فيكَ وفي علمك ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

جند الله 15-06-2005 10:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء
جزاك الله خيراً أخي الحبيب ( ناصح أمين ) ، وددت بالرد على الأخ الحبيب ( حند الله ) ، فوجدت ما خطته يمينك نقلاً عن العلماء وطلبة العلم ، فسكن القلم في يدي ، أبدعت وأجدت بارك الله فيكَ وفي علمك ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الحبيب (أبو البراء)

أحيط فضيلتكم علما أن هذا الكلام ليس قولي أنا ولكن بحث منقول من منتدى آخر، كتبه (عبد الدائم الكحيل) باحث في إعجاز القرآن الكريم، فأردت عرضه هنا لأهمية التأصيل العلمي لهذا النوع من الأبحاث، وقد ينفعنا التأصيل الشرعي له في بعض الندوات والردود على الأعضاء، خاصة وأنه مرتبط من قريب أو بعيد ببعض الممارسات السحرية المتعلقة بحساب الحروف وعدد الآيات، وعدد حروفها، وقد كان عشمي أن تقوم فضيلتكم بالتأصيل والبيان، ولكن سبق بها أخونا الفاضل (ناصح أمين) بارك الله فيه، فله مناا جزيل الشكر ومن الله عظيم الأجر.

أبو البراء 15-06-2005 10:33 AM

بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( جند الله ) ، ولكن اعلم يا رعاك الله أن ذلك ليبس له علاقة ببعض الممارسات السحرية ، وكثير من العلماء أوردوا عدم الخوض في ذلك ، أما أنا وبخصوص الرد فأنت تعلم أخي الحبيب أنني أمر بظروف خاصة بالوالدة الحبيبة ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


الساعة الآن 07:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com