كم مرة قمت بعمل اخطاء غير مقصودة ؟ مثل ان تكون مترددا في الرد على مكالمة من صديق ، ثم تقرر آخر لحظة ان ترد عليه
وبدل ان تضغط الايقونة الصحيحة ، قمت لا شعوريا بالعكس تماما فأغلقت الخط
متى كانت آخر مرة شعرت فيها ان صوتا من اعماقك يقاوم ما تريد القيام به ؟

البعض يرى ان هذه اخطاء غير مقصودة ولكن ان تجولوا بعقلهم الباطن لأدركوا ان العقل الباطن قد عمل بشكل مخالف لإرادتنا

لاعب كرة قدم قد يتأخر ثانية واحدة فقط ليخفق بالامساك بالكرة ، ان عقله الواعي يريده ان يقوم بهذا الفعل الحركي ، ولكن عقله الباطن خائف من الفشل ويريده ان يفشل ليثبت له ان هذا لن ينجح

فهل عقلنا الباطن يعمل ضد ارادتنا ؟

كم مرة شعرت انك نسيت كل ما ذاكرته وقت الامتحان ؟
ان باطنك يدفعك الى الفشل الحقيقي لأنه خائف من الفشل في الامتحان ،

كم مرة نسيت موعدا مهما ، مكالمة مهمة ، ؟
لأن هناك صراع في المصالح بين باطننا ووعينا ، فالوعي يقرر اهمية هذه المقابلة او المكالمة ، ولكن الباطن لا يريد رؤية هذا الشخص ولا يريد سماع صوته وهكذا يدفع النسيان الينا حتى لا نقوم بهذا الأمر

لماذا تؤجل كثيرا من الاعمال حتى يفوت الوقت؟
لأن العقل الباطن لا يريدك ان تقوم بها

تختلف المصالح احيانا بين العقل الواعي والعقل الباطن في اتمام عمل ما ويقود هذا الصراع الى كثير من الاشكال

فاللامبالاة شكل من اشكال هذا الصراع ، وهي الشعور باليأس التام واليقين بأن هذا لن ينجح ابدا وان الخطة لن تعمل ابدا

الاداء الضعيف في الامتحانات والمقابلات العملية والمحاضرات هي ايضا شكل من أشكال هذا الصراع


لنخفف من حدة الصراع القائم في انفسنا
علينا ان نتوصل الى فهم انفسنا فهما صحيحا دقيقا وهذا يتأتى من خلال الحوار مع النفس وفهم الدوافع الخفية لدينا والتي تعيقنا في القيام بكثير من الاعمال وتضيع علينا كثير من الفرص

ولا بد خلال هذا الحوار ان نصغي الى العواطف المتضمنة ، بعض الناس يتصرفون وكأن مشاعرهم غير موجودة ابدا ، رغم ان العواطف هي الوسيلة الاساسية التي يعتمدها العقل الباطن للتأثير علينا ، وان لم نستمع اليها جيدا ونفهمها سيقوم العقل الباطن بالضغط علينا بوسائل أخرى كالتي ذكرتها أعلاه

وشيء آخر مهم جدا
حذار ان تذهب ضد مبادئك
فالشخص الصادق في العادة ،ان اضطر للكذب ، سيظهر هذا في نغمة صوته وفي حركات جسده
وكذا الشخص الامين ان تصرف ضد نزاهته في أمر ما ، سيظهر هذا من خلال قلقه وتوتره بسبب الصراع القائم بين عقله الباطن المؤمن بمبادئ الصدق والنزاهة وعقله الواعي الذي املى عليه ضرورة التصرف بشكل معاكس