منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   علم التوحيد (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=55475)

ابن حزم 01-11-2012 07:53 AM

علم التوحيد
 
عــلـم التــوحـيــد
التوحيد علم يبحث فيه عن وجود الله تعالي، وما يجب أن يثبت له من صفات، وما يجب أن ينفي عنه، وعن الرسل لإثبات رسالتهم، وما يجب أن يكونوا عليه وما يجوز أن ينسب إليهم وما يمتنع أن يلق بهم، فمعني التوحيد في اللغة: الإيمان بالله وحده، وفي الاصطلاح: هو إفراد الله تعالي بالعبادة. والتوحيد هو دين الرسل كلهم من أولهم لآخرهم قال تعالي: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ**الأنبياء25، وهو أعظم أصل في الدين فجميع العبادات مبنية عليه ولا يقبل عمل إلا به قال تعالي: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين**البينة5، وكل علماء المسلمين من أولهم إلي آخرهم يقرون ويجمعون علي أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان أي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، كذلك هو متفقون علي أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديده عقب بلوغه، ومن لم ينطق بالشهادتين فهو لم يدخل إلي الإسلام؛ فالشهادتين مفتاح باب الإسلام؛ من نطقها دخل إلي حظيرته، ومن لم ينطقها وقف علي باب الإسلام لم يدخله أبداً، قال الإمام النووي في شرح مسلم: أنه لا يحكم بإسلامه إلا النطق بالشهادتين، وهذا مذهب أهل السنة. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم علي الله. (خرجه أبو داوود في سننه عن أبي هريرة وصححه الألباني) وعلي هذا فالتوحيد هو أول درجات الدين الإسلامي، وهو أصله وجذره، ومن هذا الأصل تنبت فروع لابد للموحد معرفتها والإيمان بها، فلا توحيد إلا بها، ومن دونها فليس هناك توحيد، ومن ذلك توحيد الله بأفعاله، فمن آمن بالله وبأنه إله واحد لا شريك له آمن أن الله تعالي هو الخالق والرازق والمدبر لكل أمور خلقه المتصرف في شئونهم كلها في الدنيا والآخرة لا شريك له في ذلك؛ وهذا ما يسميه العلماء بتوحيد الربوبية، وكذلك من آمن بالله وبأنه واحد لا شريك له آمن بأنه تعالي وحده المستحق للعبادة وكذلك الإخلاص في تلك العبادة وأن غيره مما عبد في الأرض فهو معبود زائف وإله باطل، وهذا ما يسميه العلماء توحيد العبادة, كذلك يجب علي كل من آمن بالله تعالي أن يعلم ويؤمن بكل ما جاء في كتاب الله الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة من صفات الله تعالي وأسماءه مع إثباتها لله تعالي علي الوجه الذي يليق بكماله وجلاله سبحانه وتعالي من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل فالله تعالي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير**الشورى11، وهذا ما يسميه العلماء توحيد الأسماء والصفات، فإن نفاة الصفات أدخلوا نفي الصفات في مسمي التوحيد كالجهم بن صفوان ومن وافقه، فإنهم قالوا: إثبات الصفات يستلزم تعدد الواجب، وهذا القول معلوم الفساد بالضرورة، فإن إثبات ذات مجردة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج وإنما العقل قد يفرض المحال ويتخيله وهذا غاية التعطيل، وهذا القول قد أفضي بقوم مثل بعض الصوفية الضالة إلي القول بالإتحاد والحلول، وبالطبع هو قول أفظع وأقبح من قول النصارى؛ فهؤلاء خصوه بالمسيح وهؤلاء عموا جميع المخلوقات. وصفات الله تعالي عند أهل السنة تنقسم إلي قسمين: الأول صفات ثبوتية: وهي الصفات التي أثبتها الله سبحانه وتعالي لنفسه في كتابه أو علي لسان رسوله صلي الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة والعلم والكلام فيجب إثباتها لله حقيقة علي الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالي. الثانية صفات سلبية: وهي ما نفاها الله سبحانه وتعالي عن نفسه في كتابه أو علي لسان رسوله صلي الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه سبحانه وتعالي كالموت والجهل والنسيان والسهو وغيرها مما يجب نفيها عن الله مع إثبات ضدها علي الوجه الأكمل. ولا إله إلا الله كما قلنا هي كلمة التوحيد التي دعي إليها كل الرسل، وإثبات التوحيد بهذه الكلمة باعتبار النفي والإثبات المقتضي للحصر؛ فإن الإثبات المجرد قد يتطرق إليه الاحتمال ولهذا لما قال الله تعالي: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِد** البقرة163، قال بعده : {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم**البقرة163، فقد يخطر ببال أحدهم خاطر شيطاني فيقول: فلنفترض أن إلهنا إله واحد فلغيرنا إله غيره فقال تعالي: {لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُو** البقرة163. قال العلامة ناصر الدين الألباني: إن نفي الشريك عن الله تعالى لا يتم إلا بنفي ثلاثة أنواع من الشرك: الأول: الشرك في الربوبية. وذلك بأن يعتقد أن مع الله خالقًا آخر سبحانه وتعالى كما هو اعتقاد المجوس القائلين بأن للشر خالقًا غير الله سبحانه. وهذا النوع في هذه الأمة قليل والحمد لله وإن كان قريبًا منه قول المعتزلة: إن الشر إنما هو من خلق الإنسان وإلى ذلك الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: القدرية مجوس هذه الأمة. الثاني: الشرك في الألوهية أو العبودية وهو أن يعبد مع الله غيره من الأنبياء والصالحين كالإستغاثة بهم وندائهم عند الشدائد ونحو ذلك. وهذا مع الأسف في هذه الأمة كثير ويحمل وزره الأكبر أولئك المشايخ الذين يؤيدون هذا النوع من الشرك باسم التوسل يسمونها بغير اسمها. الثالث: الشرك في الصفات وذلك بأن يصف بعض خلقه تعالى ببعض الصفات الخاصة به عز وجل كعلم الغيب مثلًا وهذا النوع منتشر في كثير من الصوفية. هذه الأنواع الثلاثة من الشرك من نفاها عن الله في توحيده إياه فوحده في ذاته وفي عبادته وفي صفاته فهو الموحد الذي تشمله كل الفضائل الخاصة بالموحدين ومن أخل بشيء منه فهو الذي يتوجه إليه مثل قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ**الزمر65. فاحفظ هذا فإنه أهم شيء في العقيدة.

من كتاب الإله. تأليف: إسماعيل مرسي أحمد.

عبد الغني رضا 01-11-2012 11:29 PM

بارك الله فيكم أخي الحبيب

ابن حزم 02-11-2012 12:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبي عقيل (المشاركة 373384)
بارك الله فيكم أخي الحبيب

وفيكم بارك الله أخي الحبيب أبو عقيل


الساعة الآن 02:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com