منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الموضوعات المتنوعة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=78)
-   -   الدعاء بالقول.. اللهم لا أسألك رد القضاء (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=46943)

الزمرد* 08-10-2011 04:46 PM

الدعاء بالقول.. اللهم لا أسألك رد القضاء
 
*هل يجوز للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه؟


الدعاء بالقول.. اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه

د. السيد مبروك صقر
المدرس بجامعة الأزهر
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قول:"اللهم إني لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه" قريب من قولهم: "والطف بنا فيما جرت به المقادير" وكلاهما لم يرد به أثر صحيح ولا غير صحيح، ومعناهما غير سديد، فلا ينبغي الدعاء بهما، بل ينبغي الدعاء بالعافية، لأنه إن كان من أسماء الله تعالى "اللطيف" إلا أن معنى اللطف: العلم والإحاطة بدقائق الأمور، فمعنى "اللطيف": العالم الذي أحاط علمه بالأسرار والبواطن والخبايا والخفايا ومكنونات الصدور ومغيبات الأمور، وما لطف ودقّ من كل شيء.
غير أن المعنى المقصود من اللطف في هذا الدعاء هو الرأفة، كأن الداعي يقول: أسألك الرأفة في قضائك بي، فإن كان هذا هو القصد من الدعاء فلا بأس به، ولكن الأولى أن يقال: اللهم إني أسألك الرأفة بي.
والأولى من ذلك كله أن نسأل الله تعالى العافية والرحمة كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم وكما فعل، فالعافية عدم البلاء، وهي خير من وقوع البلاء مع الرأفة.
هذا بالنسبة لطلب الرأفة ـ التي لم تذكر في الدعاء محل السؤالـ وأما صدر الدعاء: "اللهم لا أسألك رد القضاء" فهو مخالف لما أمرنا به من الدعاء وسؤال الله العافية خاصة، ومخالف كذلك لما جاء في سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- أن الدعاء مما يرد القضاء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول ‏الله- صلى الله عليه وسلم- "الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم ‏الرزق بالذنب يصيبه" رواه الترمذي والحاكم واللفظ له.‏
كما روى الترمذي عن سلمان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يرد القضاء إلا الدعاء" رواه الترمذي، وصححه السيوطي، وحسنه الألباني.
وروى الحاكم وصححه وابن حبان في صحيحه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا يردُّ القضاء إلا الدعاء، ولا يَزيد العُمْرَ إلا البِرُّ..." ورواه الترمذي وقال: حسن غريب، أي رواه راوٍ واحدٌ فقط، وحسنه الألباني.
وجاء في حديث البزار والطبراني والحاكم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء يَنزل فيلقاه الدعاء فيَعْتَلِجَان إلى يوم القيامة"، وصححه السيوطي وحسنه الألباني، ومعنى يعتلجان: يتصارعان ويتدافعان.
كما ذكر ابن حجر حديثا وحسنه: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الدعاء ينفع مما نزل ومما ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء".
وذكر الشوكاني في "الفتح الرباني" بسند متواتر: "إن الدعاء يدفع البلاء، ويرد القضاء".
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتوهم فاصبروا".
وروى الترمذي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة، قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة".
كما روى الترمذي وغيره عن رفاعة بن عرابة الجهني قال: قام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية.
وروى الترمذي في سننه وصححه عن العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، قال: "سل الله العافية" فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: " يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة".
والخلاصة: أنه لا ينبغي قول هذا الدعاء، وإنما ينبغي الدعاء بكل خير وطلب العافية من الله تعالى.
والله أعلم.


الساعة الآن 07:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com