منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   فوائد للقلب إختيارات من " القول المفيدعلى كتاب التوحيد " (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=41012)

أسامي عابرة 09-11-2010 05:28 PM

فوائد للقلب إختيارات من " شرح كتاب التوحيد "
 


فوائد للقلب إختيارات من " شرح كتاب التوحيد "


فائدة للقلب من فوائد كتاب التوحيد




يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد(القول المفيدعلى كتاب التوحيد)ص149ص150
في باب ما جاء في الذبح لغير الله وفي المسالة الثالثة عشرة :معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان:

ويقول الشيخ رحمه الله.
والحقيقة أن العمل مركب على القلب،والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان،والفرق بينهم قصدا ًوذلا أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية،لأنَّ من الناس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق،
وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق،لكن عنده نقص في القصد، فتجد عنده نوعاً من الرياء مثلاًَ.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله. وأقوال القلب هي اعتقاداية ، كا لإيمان بالله وملائكته ،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقدر خيره وشره.
وأعماله هي تحركاته، كالحب ،والخوف،والرجاء،والتوكل،والاستعانة،وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك: القرآن والسنة،والرجوع إلى سيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته،هذا مما يعين على جهاد القلب.ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.

أسامي عابرة 09-11-2010 05:30 PM


ويقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى .في القول المفيد على كتاب التوحيد
ص28

في قوله{وَإِِذَا قُلْتمْ فَاعدِلُواْ**معناه:أي قول تقوله ،فإنه يجب عليك أن تعدل فيه،سواء كان ذلك لنفسك على غيرك أو لغيرك على نفسك،أو لغيرك على غيرك،أو لتحكم بين اثنين،فا لوجب العدل،إذ العدل في اللغة الاستقامة،وضدّه الجور والميل،فلا تمل يمينا ولا شمالا،ولم يقل هنا:{لا نكلّف نَفسًا إلَّا وسعَهَا**،لأن القول لا يشق فيه العدل غالبًا.
وقوله:** وَلَو كَانَ ذَا قربَى**:المقول له ذا قرابة،أي: صاحب قرابة، فلا تحابيه لقرابته ،فتميل معه على غيره من أجله، فاجعل أمرك إلى الله –عزَّ وجلَّ-الذي خلقك وأمرك بهذا،وإليه سترجع،ويسألك-عزّ وجلّ-
ماذا فعلت في هذة الأمانة.
وقد أقسم أشرف الخلق،وسيد ولد آدم،وأعدل البشر،محمد صلى الله عليه وسلم،وقال((و ايم الله،لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت،لقطعت يدها))

أسامي عابرة 09-11-2010 05:31 PM

قال (وعن عبد الله بن عُكَيم مرفوعاً: «مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ»)، (مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً)، (شَيْئاً) هنا نكرة في سياق الشرط فتعم جميع الأشياء، فكل من علَّق شيئا وُكل إليه، فمن أخرج صورة من صور التعليق كانت الحجة عليه؛ لأنَّ هذا الدليل عام، فهذا الدليل فيه أن من تعلق أيَّ شيء من الأشياء فإنه يوكل إليه، والعبد إذا وُكل إلى غير الله جل وعلا فإنّ الخسارة أحاطت به من جنباته، والعبد إنما يكون عِزُّه ويكون فلاحه ونجاحه وحُسن قصده وحسن عمله أن يكون متعلِّقا بالله وحده؛ يتعلق بالله وحده في أعماله، في أقواله، في مستقبله، في دفع المضار عنه, قلبه يكون أُنسه بالله، وسروره بالله وتعلقه بالله وتفويض أمره إلى الله وتوكله على الله جل وعلا.
ومن كذلك وتوكل على الله وطرد الخلق من قلبه، فإنه لو كادته السموات والأرض من بينها لجعل له من بينها مخرجا؛ لأنه توكل وفوض أمره على الله العظيم جل جلاله وتقدست أسماؤه.

المصدر
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد (1)
الذي هو حق الله على العبيد
للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
حفظه الله تعالى

أسامي عابرة 09-11-2010 05:32 PM

في باب فَضْلُ التَّوحِيدِ وَمَا يُكِفِّرُ مِنَ الذُّنُوبِ

قوله:((وما يُكفِّرمن الذنوب)):معطوفٌ على((فضل))؛فيكون المنعنى: باب فضل التوحيد،وباب ما يكفرمن الذنوب،وعلى هذا؛فالعائد محذوف والتقدير ما يكفره من الذنوب،وعقد هذا الباب لأمرين:
الأول : بيان فضل التوحيد.
الثاني:بيان ما يكفره من الذنوب؛لأن من آثار فضل التوحيد تكفيرَ الذنوب.
فمن فوائد التوحيد.
1-أنَّه أكبرُ دعامة للرغبة في الطاعة؛لأن المُوحِّد يعمل لله-سبحانه وتعالى-،وعليه؛فهو يعلم سرًّاوعلانية،أما غيرُ الموحد؛كالمرائي مثلاً؛فإنه يتصدَّق ويُصلي،ويذكر الله إذاكان عنده مَنْ يراه فقط ،ولهذاقال بعض السلف:((إني لأ ودّ أن أتقرَّبَ إلى الله بطاعة لايعلمها إلاهو)).
2-أن الموحدين لهم الأمنُ وهم مهتدون؛ كما قال تعالى:((الَّذِيَن ءَامَنُوا وَلَم يَلبِسُواْ إِيمَنَهُم بِظُلمٍ أُولََـئكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُّهتَدُونَ))الانعام 28

لقول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ العلامةمحمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ص41

ِ

أسامي عابرة 09-11-2010 05:33 PM

وفي جوز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض:
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خصَّ هذا العلمَ بمعاذٍ دون أبي بكروعمر وعثمان وعلى.
فيجوز أن نُخَصِّص بعض الناس بالعلم دون بعض،حيث إنَّ الناس لوأخبرته بشيء من العلم افْتَتَنَ، قال ابن مسعود:((إنَّك لن تحدث قوماً بحديث لا تبلغه عقولهم إلّا كان لبعضهم فتنه))وقال علي:((حدِّثوا الناس بما يعرفون))فَيُحدَّثُ كلّ أحدٍ حسبَ مقدرِته وفهْمِهِ وعقله.
المصدر
القول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ العلامةمحمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ص39المسائلة العشرون

الطاهرة المقدامة 09-11-2010 05:58 PM

بوركت يمينك أختاه.
لا عدمنا مواضيعك الطيبة .
أسأل الله تعالى أن يجعلها في موازين حسناتك يوم القيامة.
أللهم آمين.

أسامي عابرة 09-11-2010 06:50 PM

باب ما جاء في الإقسام على الله

عَنْ جُنْدَب بن عبد الله (، قال : قال رسول الله ( «قَالَ رَجُل: وَاللّهِ لاَ يَغْفِرُ اللّهُ لِفُلاَنٍ، فقال اللهُ عز وجل: مَنْ ذَا الذِي يَتَأَلَّى عَلَيّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ. فَإِنّي قَدْ غَفَرْتُ لِهُ. وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» رواه مسلم
وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.
[الشرح]
(باب ما جاء في الإقسام على الله) الإقسام على الله يكون على جهتين:
جهة فيها التألي والتكبر والتجبر ورفعة هذا المتألي نفسه حتى يجعل له على الله حق, وهذا مناف لكمال التوحيد، وقد ينافي أصله، وصاحبه متوعد بالعقاب الذي جاء في مثل هذا الحديث، فهذا يتألى فيجعل الله جل وعلا يحكم بما اختاره هو من الحكم، فيقول: والله لا يحصل لفلان كذا. تكبرا واحتقارا للآخرين فيريد أن يجعل حكم الله جل وعلا كحكمه تأليا واستبعادا أن يفعل جل وعلا ما ظنه هو، فهذا التألي و الإستبعاد نوع تحكم في الله جل وعلا وفي فعله، وهذا لايصدر من قلب معظم لله جل وعلا.
والحال الثانية أن يقسم على الله جل جلاله لا على جهة التألي؛ ولكن على جهة أنه ما ظنه صحيح، في أمر وقع له أو في أمر يواجهه، فهذا يقسم على الله أن يكون كذا في المستقبل على جهة التذلل والخضوع لله لا على جهة التألي، وهذا هو الذي جاء فيه الحديث «ومن عباد الله ومن أقسم على الله لأبرَّه» لأنه أقسم على الله لا على جهة التعاظم والتكبر والتألي؛ ولكن على جهة الحاجه والإفتقار إلى الله، فحين أَقسم أقسم محتاجا لإلى الله وأكد ذلك بالله و أسمائه من جهة طنه الحسن بالله جل وعلا، فهذا جائز ومن عبادالله من أقسم على الله لأبره؛ لأنه قام في قلبه من العبودية لله والذل الخضوع ما جعل الله جل وعلا يجيبه في سؤاله ويعطيه طلِبَتَه ورغبته.
وأما الحال الأولى فهي حال المتكبر المترفِّع الذي يظن أنه بلغ مقاما بحيث يكون فعل الله جل وعلا تبعا لفعله، فتكبر واحتكر غيره.
فبهذا التفصيل يتضح ما جاء في هذا الباب من الحديث.
قال (عَنْ جُنْدَب بن عبد الله (، قال : قال رسول الله ( «قَالَ رَجُل: وَاللّهِ لاَ يَغْفِرُ اللّهُ لِفُلاَنٍ، فقال اللهُ عز وجل: مَنْ ذَا الذِي يَتَأَلَّى عَلَيّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ») هذا الذي قال (وَاللّهِ لاَ يَغْفِرُ اللّهُ لِفُلاَنٍ) كان رجلا صالحا، والآخر كان رجلا فاسقا، فقال هذا الرجل الصالح: (وَاللّهِ لاَ يَغْفِرُ اللّهُ لِفُلاَنٍ)؛ لأن فلان هذا كان رجلا فاسقا مريدا كثير العصيان، متألي هذا العابد وعظم نفسه وظن أنه بعبادته إلى الله جل وعلا بلغ مقاما يكون متحكما فيه بأفعال الله جل وعلا وألا يرد شيء طلبه ، أو له أن يتحكم في الخلق، وهذا ينافي حقيقة العبودية التي هي التذلل لله جل وعلا، فالله سبحانه وتعالى عاقبه فقال (مَنْ ذَا الذِي يَتَأَلَّى عَلَيّ) يعني يتعاظم ويتكبر عليّ ويحلف علي فيقسم عليَّ؛ لأن يتألى من الألِيَّة وهي الحلف ومنه قوله تعالى منه قوله تعالى ?لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِم تَرَبُصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُو فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ?[البقرة:226]، والإيلاء من الألية وهي الحلف، فـ(يَتَأَلَّى) يعني يحلف على جهة التكبر والتعاظم، (أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ. فَإِنّي قَدْ غَفَرْتُ لِهُ. وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ) فغُفرللطالح وأُحبط عمل ذلك الرجل العابد.
وهذا يبين لك عِظم شأن مخالفة تعظيم الله جل وعلا، وعِظم مخالفة توحيد الله سبحانه وتعالى، فهذا الرجل الفاسق، هذا الرجل الطالح، الرجل الفاسق أتاه خير من حيث لا يشعر، وقيلت فيه حقه كلمة بحسب الظاهر أنها مؤذية له، أنها فيها من الإحتقار و الإزدراء له ما يجعله في ضَعَة بين الناس، حيث شهد عليه هذا الصالح بقوله (وَاللّهِ لاَ يَغْفِرُ اللّهُ لِفُلاَنٍ)؛ فكانت هذه الكلمة التي ساءته وكان فيها إيذاء له كانت فيها مصلحة عظيمة له أن غفر له ذنبه.
ولهذا نبه الشيخ في مسائل الباب بمسألة معناها أن من الابتلاء و الايذاء وكلام الناس في المكلَّف -في الشخص- ما يكون أعظم أسباب الخير له، (90) ولهذا ليست العبرة باحتقار الناس ولا بكلامهم ولا بإيذائهم ولا بتصنيفهم للناس أو بقولهم هذا فلان كذا وهذا فلان كذا، العبرة بحقيقة الأمر بما عند الله جل جلاله.
فالواجب على العباد جميعا أن يعظِّموا الله وأن يخبتوا إليه و أن يظنوا أنهم أسوء الخلق، حتى يقوم في قلوبهم أنهم أعظم حاجة لله جل وعلا وأنهم لم يوفوا الله حقه.
أما التعاظم بالنفس والتعاظم بالكلام والمدح والثناء ونحو ذلك فليس من صنيع المجلين لله جل وعلا الخائفين من تقلب القلوب، فالله جل وعلا يقلب القلوب ويصرِّفها كيف يشاء، فالقلب المخبت المنيب يحذر ويخاف دائما أن يتقلب قلبُه، فينتبه للفظه، وينتبه لحظه، وينتبه لسمعه، وينتبه لحركاته لعل الله جل وعلا ان يميته غير مفتون ولا مخزي. نعم
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد (3)
الذي هو حق الله على العبيد
للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
حفظه الله تعالى


أسامي عابرة 09-11-2010 06:55 PM

كلام للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
حفظه الله تعالى
في نهاية شرحة لكتاب التوحيد


أوصي بالعناية بهذا الكتاب عناية عظيمة من جهة حفظه ومن جهة دراسته ومن جهة تأمل مسائله ومن جهة معرفة ما فيه؛ فإنه الحق الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون ومن تبعهم من صالح عباد الله.
هذا واعتنوا رحمكم الله بذلك أعظم العناية، فإن فيه خيركم لو تعقلون، ووالله إن الانصراف عنه لنذير سوء ،وإن الإقبال عليه لنذير بشرى ومؤذن بالخير والبشرى.

أسامي عابرة 09-11-2010 06:57 PM


وفي قوله)أفلا أبشِّر الناس)دليل على أن التبشير مطلوب فيما يسر من أمر الدين والدنيا،ولذلك بشرت الملائكة إبراهيم قال الله تعالى (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَمٍ عَلِمٍ) الذاريات28 وهو إسحاق،والحليم إسماعيل، وبشر النبي صلى الله عليه وسلم أهله بابنه إبرهيم، فقال)ولد لي الليلة ولد سميتُه باسم أبي إبرهيم) فيوخذ منه أنه ينبغي لإِنسان إدخال السرور على إخوانه المسلمين ما أمكن بالقول أو بالفعل،ليحصل له بذلك خير ٌكثيرٌ وراحةٌ وطمأنينةُ وانشراحُ صدر.
وعليه،فلا ينبغي أن يدخل السوء على المسلم، ولهذا يروى عن النبي صلى الله علية وسلم ((لا يحدثني أحدٌ عن أحد بشيء،فأنِّي أحب أن أخرج إليكم وأنا سليمُ الصَّدر)) و هذا الحديث فيه ضعف، ولكن معناه صحيح،لأنَّه إذا ذُكِرَ عندك رجلٌ بسوءٍ،فسيكونُ في قلبك عليه شيءٌ ولو أحسن معاملتك،لكن إذا كنتَ تعامله وأنت لا تعلمُ عن سيئاته،و لا محذورَ في أنْ تتعامل معه ،كان هذا طيِّبًا،وربما يَقْبَلُ منك النصيحة أكثر، والنُّفوسُ يَنْفِرُ بعضُها من بعضِ قبل الأجسام، وهذه مسائلُ دقيقةٌ تظهرُ للعاقل بالتَّأمُّل


المصدر :القول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ العلامةمحمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ص38 39

أسامي عابرة 09-11-2010 07:39 PM


وفي المسألة الخامسة ومن باب مِنَ الشِّرْكِ الاسْتِعَاذّةُ بِغَيْرِ اللهِ
: أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كفّ شرّ أو جلب نفع لا يدل على أنًّه ليس من الشرك :ومعنى كلامه: أنًّه قد يكون الشيء من الشرك ،ولو حصل لك فيه منفعة؛ فلا يلزم من حصول النفع أن ينتفي الشرك؛ فالإنسان قد ينتفع بما هو شرك. مثال ذلك:الجن؛فقد يعيذ ونك،وهذا شرك مع أنًّ فيه منفعة.

مثال آخر:قد يسجد إنسان لملك ،فيهبه أموالَا وقصورًا،وهذا شرك مع أنًّ فيه منفعة،ومن ذلك ما يحصل لغلاة المداحين لملوكهم لأجل العطاء؛فلا يخرجهم ذلك عن كونهم مشركين.

فكن كما شئت يا من لا نظير له ........ وكيف شئت فما خلق يدانيك.

وفي الحديث فائدة ،وهي:أن الشًّرع لا يبطل أمرًا من أمور الجاهلية إلا ذكر ما هو خير منه؛ففي الجاهلية كانوا يستعيذون بالجنّ، فأبدل بهذة الكلمات،وهي:أن يستعيذ بكلمات الله التامًّات من شرّما خلق.

وهذة الطريقة هي الطريقة السليمة التي ينبغي أن يكون عليها الدعية، أنَّه إذا سدّ عن الناس باب الشرّ؛ وجب عليه أن يفتح لهم باب الخير،ولا يقول:حرام ،ويسكت، بل يقول:هذا حرام ،وافعل كذا وكذا من المباح بدلًا عنه، وهذا له أمثله في القرآن والسنة.

فمن القرآن قوله تعالى (يَا يُّهَا الذِينِ ءَامَنُو اْلاِ تِقُولُوا رَعِنًا وَقُولُُوا ْانظُرنَا) البقرة 104 فلما نهاهم عن قوله (رَاعِنَا) ذكر لهم ما يقوم مقامه وهو (انظُرنَا).ومن السنة وقوله صلى الله عليه وسلم لمن نهاه عن بيع الصّاع من التمر الطّيب بالصاعين، بالثلاثة.(بع الجمع بالدراهم ،اشتر بالدراهم جنيبًا)فلما منعه من المحذور؛فتح له الباب السليم الذي لا محذور فيه.

ص166-167


القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى


الساعة الآن 10:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com