منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   ((&& الخلوة وحلاوة المناجاه ... &&)) (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=16921)

( أم عبد الرحمن ) 20-12-2007 01:58 PM

((&& الخلوة وحلاوة المناجاه ... &&))
 
الخلوة وحلاوة المناجاة

كنت في بداية الصبوة قد ألهمت سلوك طريق الزهاد بإدامة الصوم والصلاة‏.‏
وحببت إلي الخلوة‏.‏
فكنت أجد قلباً طيباً‏.‏
وكانت عين بصيرتي قوية الحدة تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة وتبادر الوقت في اغتنام الطاعات‏.‏
ولي نوع أنس وحلاوة مناجاة فانتهى الأمر إلى أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي فأمالني إليه فمال الطبع ففقدت تلك الحلاوة‏.‏
ثم استمالني آخر فكنت أتقي مخالطته ومطاعمه لخوف الشبهات‏.‏
وكانت حالتي قريبة‏.‏
ثم جاء التأويل فانبسطت فيما يباح فانعدم ما كنت أجد من استنارة وسكينة‏.‏
وصارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عدم النور كله‏.‏
فكان حنيني إلى ما ضاع مني يوجب انزعاج أهل المجلس فيتوبون ويصلحون وأخرج مفلساً فيما بيني وبين حالي‏.‏
وكثر ضجيجي من مرضي وعجزت عن طب نفسي فلجأت إلى قبور الصالحين وتوسلت في صلاحي فاجتذبني لطف مولاي إلى الخلوة على كراهة مني ورد قلبي علي بعد نفور عني وأراني عيب ما كنت أوثره‏.‏
فأفقت من مرض غفلتي‏!‏ وقلت في مناجاة خلوتي‏:‏ سيدي كيف أقدر على شكرك وبأي لسان أنطق بمدحك إذ لم تؤاخذني على غفلتي ونبهتني من رقدتي وأصلحت حالي على كره من طبعي‏.‏
فما أربحني فيما سلب مني إذا كانت ثمرته اللجأ إليك‏!‏‏.‏
وما أغناني إذ أفقرتني إليك وما آنسني إذ أوحشتني من خلقك‏.‏
آه على زمان ضاع في غير خدمتك‏!‏ أسفاً لوقت مضى في غير طاعتك‏.‏
قد كنت إذا انتبهت وقت الفجر لا يؤلمني نومي طول الليل‏.‏
وإذا انسلخ عني النهار لا يوجعني ضياع ذلك اليوم‏.‏
وما علمت أن عدم الإحساس لقوة المرض‏.‏
فالآن قد هبت نسائم العافية فأحسست بالألم فاستدللت على الصحة‏.‏
فيا عظيم الإنعام تممم لي العافية‏.‏
آه من سكر لم يعلم قدر عربدته إلا في وقت الإفاقة‏.‏
لقد فتقت ما يصعب رتقه فواأسفاً على بضاعة ضاعت وعلى ملاح تعب في موج الشمال مصاعداً مدة ثم غلبه النوم فرد إلى مكانه الأول‏.‏
يا من يقرأ تحذيري من التخليط فإني - وإن كنت نفسي بالفعل نصيح لإخواني بالقول - احذروا - إخواني من الترخص فيما لا يؤمن فساده‏.‏
فإن الشيطان يزين المباح في أول مرتبة‏.‏
ثم يجر إلي الجناح فتلمحوا المآل وافهموا الحال‏.‏
وربما أراكم الغاية الصالحة وكان في الطريق إليها نوع مخالفة فيكفي الاعتبار في تلك الحال إنما تأمل آدم الغاية وهي الخلد ولكنه غلط في الطريق وهذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء‏.‏
يتأولون لعواقب المصالح فيستعجلون ضرر المفاسد‏.‏
مثاله أن يقول للعالم أدخل على هذا الظالم فاشفع في مظلوم فيستعجل الداخل رؤية المنكرات ويتزلزل دينه‏.‏
وربما وقع في شرك صار به أظلم من ذلك الظالم‏.‏
فمن لم يتق بدينه فليحذر من المصائد فإنها خفية‏.‏
وأسلم ما للجبان العزلة خصوصاً في زمان قد مات فيه المعروف وعاش المنكر ولم يبق لأهل العلم وقع عند الولاة‏.‏
فمن داخلهم دخل معهم فيما لا يجوز ولم يقدر على جذبهم مما هم فيه‏.‏
ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات يراهم منسلخين من نفع العلم قد صاروا كالشرطة‏.‏
فليس إلا العزلة عن الخلق‏.‏
والإعراض عن كل تأويل فاسد في المخالطة‏.‏
ولأن أنفع نفسي وحدي‏:‏ خير لي من أن أنفع غيري وأتضرر‏.‏
فإنه إن انفردت بمولاك فتح لك باب معرفته‏.‏
فهان كل صعب وطاب كل مر وتيسر كل عسر وحصلت كل مطلوب‏.‏
والله الموفق بفضله ولا حول ولا قوة إلا به‏.‏





صيد الخاطر:لابن الجوزى

القصواء 21-12-2007 04:46 PM

أخيتي أم عبد الرحمن جزاك الله خيرا .....جميلة الخلوة مع الله ...ومناجاة الله ...يشعر المرء بقربه من الله سبحانه ...يراجع نفسه ويحاسبها ويستغفر ربه في خلوته .....


ولأن أنفع نفسي وحدي‏:‏ خير لي من أن أنفع غيري وأتضرر‏.‏
ولكن عزيزتي أين عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الناس من المقولة السابقة التي ذكرت بموضوعك .

( أم عبد الرحمن ) 25-12-2007 12:39 PM

أشكرك أختى الفاضلة القصواء على مرورك العطروتعليقك الطيب ولكن هذا ليس كلامى وانما هو لابن الجوزى

وبالنسبة لماذكرتى : أين عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الناس
فكل هذا موجود بشرط الا يكون على حسابك أوعلاقتك مع الله ...
دمتى يافاضلة لمنتدانا الغالى ونفع الله بك ...



اضافة هامة :


بالنسبة لقول الكاتب ( فلجأت الى قبور الصالحين ) :

* يقول محقق كتاب صيد الخاطر الشيخ عامر بن علي ياسين في هذه الفقرة الواردة في الكتاب (( زيارة القبور مطلوبة شرعا لأنها تذكر بالآخرة وتبصر الإنسان في حقيقة مآله وتنفع الموتى بالدعاء لهم ، وأما زيارة قبور الصالحين بالذات فالظاهر أن المؤلف قصد بها فوق ذلك استذكار أحوالهم وما كانوا عليه حثا للهمة وسعيا للحاق بهم وإلا فزيارة القبور للتبرك بها والتوسل بها والدعاء عندها والإستمداد منها باب من أبواب الشرك ومدخل من مداخله بل هو والله أصله ورأسه . انتهى كلامه .

الجنــــان 20-11-2008 12:35 PM

آه على زمان ضاع في غير خدمتك‏!‏ أسفاً لوقت مضى في غير طاعتك‏.‏

لله درّهم
ذكروا الله في السرّاء فذكرهم في الضرّاء

بارك الله فيك ونفع بك



أختك
الجنــــان

أسامي عابرة 20-01-2009 09:56 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحسنت أحسن الله إليك غاليتي أم عبد الرحمن

بارك الله فيك وفي قلمك الذي يفيض بكل الخيرات نفعنا الله وإياك بما تكتين ..

جعلك الله من أصحاب اليمين ورزقك الله أعلى عليين

( أم عبد الرحمن ) 05-02-2009 03:35 PM

بارك الله فيكم أخواتى الفاضلات ورزقنى الله واياكم حلاوة المناجاة


الساعة الآن 01:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com