منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   العلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   وصايا وإرشادات للمعالجين وللرقاة " مهم " !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=203)

أبو البراء 03-09-2004 12:35 PM

وصايا وإرشادات للمعالجين وللرقاة " مهم " !!!
 
وصايا للرقاة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
فهذا ما كنت قد وعدت به في تعقيبٍ لي على بعض الإخوة الفضلاء _ وفق الله الجميع لما يحب ويرضى _ وكنت قد دونتها في أيام سالفة وفي أوقات متباعدة أضيف تارة وأمسح تارة وكذا الحال مع كل مُصَنِّف حين يراجع تصنيفه بين فترة وأخرى، وما أجمل قول الإمام الشافعي رحمه الله :
" هيه أبى الله أن يكون كتاباً صحيحاً غير كتابه "
فهذه وصايا لأحبتي الرقاة الربانيون ليسيروا على خطاها ولتكن لهم منارات هدى ونبراس علمٍ في طريق الرقية ، كتبتها لنفسي ، ولما رأيت إلحاح بعض من لا تسعني مخالفته أحببت أن أجيبه إلى مطلوبه ،_ مع قلة البضاعة _ ولكن لعل الله يرى فعل عبده الفقير ، فينتفع بها عبداً من عباده فيرحمه ويحسن إليه في الدنيا والآخرة .
وأصل هذه الوصايا فصل نفيس من رسالة صغيرة بعنوان " فقه الرقية " للعبد الفقير استللتها منها الآن ، وإن كان في العمر بقية نعمل على نشرها _ بإذن الله تعالى _
فهي شذرات غالية ، ونفاس عالية ، ينبغي لكل حريص على نفسه أن يعمل لها ليرتقي إلى درجات الصعود والرقي .
وستكون بإذن الله تعالى على حلقات .
والموضوع ليس بالطويل الممل ، ولا بالقصير المخل ،فحسبك أنها محطات مضيئة في طريق الرقاة يحلّقوا من خلالها إلى نفائس جوهرها ورونق معانيها .




الوصية الأولى
الإخلاص لله تعالى

يقول الله تبارك وتعالى : " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ " [ البينة / 5 ]
وقال جلّ وعلا : " قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ " [ آل عمران / 29 ]
وقال سبحانه موبخاً من كانت نيته الحرص على الدنيا وزينتها : " مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ . أوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [ هود / 15 – 16 ]

وعَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " أخرجه البخاري
وهذا الحديث العمدة في الإخلاص كما قال الإمام عبد الرحمن ابن مهدي رحمه الله :
" لو صنفت ُ الأبوابَ ، لجعلتُ حديثَ عمرَ في الأعمالِ بالنيّة في كل باب "
ولقد تنوعت عبارات السلف رحمهم الله في الإخلاص والحثِّ عليه ، وقد سقتها إليك ، فهاهي أمام عينيك ، وفي متناول يديك .
قال الفضيل بن زياد رحمه الله : سألت أباعبد الله _ يعني الإمام أحمد رحمه الله_ عن النيّة في العمل ، قلت : كيف النيّة ؟ قال : يعالج نفسَه إذا أراد عملاً لا يريد به الناس .
وقال داو د الطائي رحمه الله : رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية وكفاك بها خيرا وإن لم تنصب .
وقال سفيان الثوري رحمه الله : ما عالجت شيئا أشد على من نيتي لأنها تنقلب علي .
وقال يوسف بن أسباط رحمه الله : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد .
وعن مطرف بن عبد الله قال : صلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصلاح النية .
وعن بعض السلف قال : من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا حسن نيته .
وتأمل أخي الراقي بورك فيك الآتحب أن يكمل عملك بشفاء من ترقيه وتحسن إليه ، بلى والله . إذن فلتكن دعوة لتصحيح النية وإخلاص القصد لله تعالى .
وقال أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمه الله : رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية .
وقال ابن عجلان رحمه الله : لا يصلح العمل إلا بثلاث : التقوى لله ، والنية الحسنة ، والإصابة .
قال مقيده _ عفا الله عنه _ :
تقوى الله : وهي فلاح كل عبد ، وسعادة كل إنسان في هذه الدنيا وهي أعظم البر التي أمر الله تعالى به عباده .
يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره عند آية رقم 189 من سورة البقرة : " واتقوا الله " : " هذا البر الذي أمر الله به ، وهو لزوم تقواه على الدوام بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، فإنه سبب ٌ للفلاح الذي هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب .
فمن لم يتق الله تعالى لم يكن له سبيل إلى الفلاح ، ومن اتقاه فاز بالفلاح والنجاح ." [ 1 / 141 ]
والنيّة الحسنة : وهذه ضالتنا المنشودة ، وهذا القصد المطلوب .
الإخلاص لله تعالى في كل الأمور صغيرها وكبيرها وما أحسن قول سهل بن عبد الله رحمه الله حين قال : " ليس على النفس شيءٌ أشقَّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب . "
والإصابة : وهي موافقة السنة والسير على خطاها والعض عليها بالنواجذ .وكفاك بها .
ولهذا قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله : في قوله تعالى : " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا "
[ الملك / 2 ] قال أخلصه وأصوبه وقال إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا قال والخالص إذا كان لله عز وجل والصواب إذا كان على السنة ..
فالله الله أحبتي الرقاة في الإخلاص .
فكم رأينا أقوامً يعملون ! غير أننا لم نرَ أثراً صالحاً لعملهم ؟!
بل الكثير منهم لم يوفق فيما قصد إليه ، فظل في شاطئه ، أو قل خاض منه ضحضاحاً ، ولم يستطع أن يصل إلى الغمر، فنكص على عقبيه ، خسير النصب .
وليس لهذا الأمر من سبب _ والله أعلم _ إلا أن الإخلاص لم يكن رائده .
فإيّاك إياك والعمل من غير إخلاص ، فإنك إنْ كتمت ما تُضمره حيناً من الدهر ، لابد أن ينكشف عواره ، ويفتضح أمره ، وحينئذ ، ينفر منه من كان له معيناً ، ويهمله من شجعه وحبّذ عمله .
فلتكن أخي الراقي مخلصاً لله في رقيتك وإحسانك للناس ، واحتسب ذلك عند الرحمن ، لتنال الجزاء في الجنان ، وأحذرك أن تبيع الوجدان بالأصفر الرنان ( المال ) فذاك دأب من تعرف ؟!
وأعيذك أخي بالله أن لاتكون من المخلصين .

الوصية الثانية
العلم الشرعي

أعلم أخي الكريم وفقك الله :
يا من حرصت على تعلم الرقية الشرعية ، ويا من حرص على خدمة المسلمين ومعاونتهم ، ليرفع عنهم كربهم بإذن الله ، وليرسم تلك الإبتسامة على وجوه الأباء والأمهات بعد حزن كئيب ، وهمٍ طويل ، لابد لك من زادٍ في طريق الرقية ، تحيط به نفسك ، وتحفظها من كيد كل غادي ورائح .
فتعرف بفضل العلم مواطن الثبات ، وتبتعد عن مواطن الريب والزلات ، ولا سبيل إلى ذلك أخي الكريم إلا بالعلم .
فبه تكبح جماح النفس من الوقوع في الخطأ والزلل . وبه تنطلق في الدعوة إلى الله من خلال الرقية بالتوجيه والنصح والتبين لإخوانك .
فيحسن والله بالراقي أن يكون متميزاً بعلمه ، وخلقه ، وتواضعه ، وبذله نفسه لكل محتاج ، واعلم أخي بروك فيك ، متى والله ما امتثلت هذا الذي قيدته لك ، فحدث حينئذ عن عجائب البركات والنفحات الربانية .
لذا أوصي نفسي أخي وإياك الجد والحرص كل الحرص على العلم الشرعي ، وها أنا أسوق لك بعض الآيات والأحاديث وروائع القالات في الحث عن العلم وأهميته ، فيحسن بك أخي الوقوف عليه وتأمل مقاصده ، وأن تعي مراميه ، فهاهي بين عينيك ، وفي متناول يديك .

لقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة ، وتواترت على فضيلة العلم والحث على تحصيله والاجتهاد فيه ومن ذلك :
قال الله جلّ وعلا : ﴿ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [ التوبة / 122 ]
وقال الله جلّ وعلا : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [ الزمر/ 9 ]
وقال الله جلّ وعلا : ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ﴾ [ فاطر / 28 ]
وقال الله جلّ وعلا : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [ المجادلة / 11 ]
وقال الله جلّ وعلا : ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [ طه / 114 ]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم " [ الفتح / 1 / 170 ]
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في ذلك :
" وكفى بهذا شرفاً للعلم ، أنْ أمر نبيّه أن يسأله المزيد منه " [ مفتاح دار السعادة 1 / 223 ]
وقال في حال موسى عليه السلام وطلبه الزيادة من العلم :
﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ [ الكهف / 66 ]
وجاء في سنة نبينا  من الأحاديث الدالة على العلم ، منها :
عن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله:  " مَنْ يُرِد الله بِهِ خيراً يَفَقِّههُ في الدين " [ البخاري (71 ) . مسلم ( 1037 ) ]
وعن أبي موسى رضي الله عنه ، عن النبي  قال : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " [ البخاري (79 ) . مسلم ( 2282 ) ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال : " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " [ مسلم ( 1631) ]
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله  : " ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة " [ مسلم ( 2699) ]
والأحاديث في ذلك كثيرة ، وفي ما ذكر كفاية
ومن روائع قالات السلف رحمهم الله في العلم وأهميته الحرص على تعلمه :
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
" وأمّا عُشّاق العلم فأعظم شغفاً به وعِشقاً له من كلِّ عاشقٍ بمعشوقه ، وكثيرٌ منهم لا يشغله عنه أجمل صورة من البشر " [ روضة المحبين 69 ]
وقال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله :
" من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء ، فلينظر إلى مجالس العلماء فاعرفوا لهم ذلك " [ الفقيه والمتفقه ( 1 / 10) وما بعدها وفيه من نفائس الأقوال ما يدعو للتأمل ]
وقال أبو هلال العسكري رحمه الله :
" فإذا كنت أيها الأخ ، ترغبُ في سُمُو القدْرِ ، ونَباهةِ الذِكْرِ ، وارتفاعِ المنزلةِ بين الخلقِ ، وتَلْتَمِسُ عِزاً لاتثلمه اللياليَ والأيامُ ، ولا تتحيّفه الدهورُ والأعوامُ ، وهَيْبةً بغيِر سُلطانٍ ، وغِنىً بلا مالٍ ، ومَنَعَةً بغيرِ سلاحٍ ، وعلاءٍ من غيرِ عَشيرةٍ ، وأعْواناً بغيِر أجرٍ ، وجُنْداً بلا دِيوانٍ وفَرْض ، فعليك بالعلمِ ، فاطلبهُ في مظانَّه ، تأتِكَ المنافِعُ عفوا ، وتلق ما يُعْتَمَدُ منها صَفْواً، واجتهدْ في تحصيلهِ لياليَ قلائلَ ، ثم تَذَوّقْ حلاوةَ الكرامةِ مدةَ عُمُرِكِ ، وتَمَتّعْ بلذةِ الشرفِ فيه بقيةَ أيامِك ، واسْتَبِقْ لنفسك الذِكْرَ به بعد وفاتك . " [الحث على طلب العلم والاجتهاد فيه صـ ( 43 ) ]
وقال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر :
" أفضل الأشياء التزيّد من العلم ، فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنّه كافياً استبد برأيه ، وصار تعظيمه لنفسه مانعاً من الاستفادة . والمذاكرة تبين له خطأه ." أهـ [ 158 ]
وقال أيضاً : " وإني أخبر عن حالي : ما أشبع من مطالعة الكتب ، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه ، فكأني وقعت على كنز ، ولقد نظرت في ثبَت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية ، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد ، وفي ثبَت كتب أبي حنيفة ، وكتب الحُميدي ، وكتب شيخنا عبد الوهاب بن ناصر ، وكتب أبي محمد الخشاب ، وكانت أحمالاً وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه ، ولو قلت : إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر ، وأنا بعدً في الطلب " [557 ]
وذا أبو الوفا بن عقيل رحمه الله يحكي عن نفسه أيضاً :
" إني لأجد من حرصي على العلم ، وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة "
[ الذيل على طبقات الحنابلة ( 1 / 146 ) ]

ومن جميل وأبدع الشعر ، ما قاله محمد بن عبد الرحمن الحبيشي في " نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف " في ترغيب ولده للعلم :
ما لذة الخلق في الدنيا بأجمعهم *** ولا الملوك وأهل اللهو والطرب
كلذتي في طِلاب العلم يا ولدي *** فالعلم معتمدي حقاً ومكتسبي
ما المال ما الأهل ما الأولاد كلهم *** ألذّ عندي من علمي ومن كتبي
فمؤنسي دفتري والعلم مفتخري *** وخاطري حاضري في العلم لم يغبِ
كل المسرات غير العلم فانيـةٌ *** يا حبذا العلم من فخرٍ ومن حسبِ
ولا يغرّنك كون الناس قد هجروا *** أهل العلوم وذموهم بلا سببِ
فالعلم كنزٌ وذخرٌ ليس يعدله يعدله *** كنزٌ من الدرّ أو كنز من الذهبِ

وما أروع قول أبو إسحاق رحمه الله في قصيدته الماتعة :
فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه * * * فإن أعطاكه الله انتفعتا

وبعد هذا الجولة في رحاب الكتاب والسنة وعبير السلف رضوان الله عليهم ، فهل تبقى أخي الكريم وقد علمت الفضل الكريم والمنزلة العظيمة لحامل العلم ، في مكانك وتقتصر على ما عندك من العلم .
فالله الله أخي في التزود من العلم على أيدي العلماء الربانيين والدعاة المخلصين .
وفقك الله ، ورزقك العلم النافع والعمل الصالح . إنه سبحانه خير مسؤول .
وهو بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل .


محبكم
أبو الليث
عفا الله عنه


الساعة الآن 04:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com