منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   ما يرضاه الله لكم وما يكرهه.... (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=24941)

الانصار 23-12-2008 05:43 AM

ما يرضاه الله لكم وما يكرهه....
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال رحمه الله تعالى: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا؛ يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال رواه مسلم.





الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه.

في هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا) يرضى لكم ويكره، فيه إثبات الرضا والكراهة لله، والآيات الدالة على وصفه تعالى بالرضا كثيرة، ومن الأدلة على وصفه بأنه يكره قوله تعالى: وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا والقول في الرضا والكراهة أو الرضا والسخط كالقول في سائر الصفات؛ فهو تعالى يرضى حقيقة يرضى ما شاء ويرضى عمن شاء ويكره ما شاء، ولكن رضاه وسخطه وغضبه وكراهته ليست مثل صفات المخلوقين، كما نقول مثل ذلك في علمه وسمعه وبصره وكلامه، وسائر الصفات، المنهج واحد، منهج أهل السنة ما فيه تناقض ولا تعارض ولا اضطراب، منهج واحد ثابت مستقيم ولله الحمد، وأما الذين يتخبطون فإنهم ينفون أشياء بعقولهم ويتركون ويثبتون أشياء، والذين ينفون حقيقة الغضب والكراهية يئولون الرضا بالإرادة أو يئولونها بالشيء المحبوب يعني بالنعم والكراهة بإرادة يعني بإرادة الانتقال بالإرادة وهكذا.

(إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا) يرضى لكم هذا فيه إجمال وتفصيل، قال يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا، ثم فصل يرضى لكم فقوله: يرضى لكم كأنها بدل من جملة "يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا" يعني ثلاث خصال ثلاث صفات يرضى لكم ثلاثا، والله تعالى يقول: وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ فالله يرضى لعباده الأخلاق الطيبة الأخلاق المرضية والأعمال الصالحة، يرضى لهم التوحيد ويكره لهم الشرك، يرضى لهم الصدق ويكره لهم الكذب، يرضى لهم الإحسان ويكره لهم العدوان وهكذا، وليس في ذكر العدد هنا -العدد- ذكر العدد ليس له مفهوم ما له مفهوم يعني ما تقول إن الله يرضى ثلاث بس ويكره ثلاث بس لا العدد ما له مفهوم، الله يرضى لعباده أشياء كثيرة مما يحبه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، ويكره لهم أمورا كثيرة مما يسخطه ويبغضه من الأعمال الظاهرة والباطنة، فأرضى ما يرضاه لهم التوحيد، وأسخط وأبغض ما يبغضه منهم الشرك.

(يرضى لكم ثلاثا؛ يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا) وهذا أصل الدين، هذا هو معنى لا إله إلا الله، هذا هو التوحيد، فهو تعالى يرضى لعباده التوحيد، أن يوحدوه، أن يعبدوه وحده لا شريك له وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ والآيات في هذا كثيرة يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ إلى قوله: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا" أن تعبدوه وحده لا شريك له، ولا تشركوا في عبادته شيئا من الشرك، ولا تشركوا معه غيره من سائر المعبودات وسائر المخلوقات، هذا هو مدار دين الإسلام عبادة الله وحده لا شريك له، ولما ذكر أي ذكر الحقوق العشرة بدأها بحقه العظيم، فحق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، هذا حقه على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، كما في حديث معاذ حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا نعم.

ويدخل في هذا كل الدين يعني عبادته بالصلاة بالزكاة بالصيام بالحج بالجهاد بالأمر بالمعروف بكل كل العبادات داخلة فيه إِيَّاكَ نَعْبُدُ أي لا نعبد غيرك ماذا يدخل في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ كل ما تعبد الله به عباده من أفعال أو تروك، بل إذا يعني إذا جاء مثل هذا مفردا دخل في كل شيء إِيَّاكَ نَعْبُدُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ يدخل فيه كل ما أمر الله به، اعبدوا ربكم يدخل فيه الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج، اعبدوا ربكم كل ما أمر الله به فإنه يندرج في هذا الأمر لكنه يكون مجملا، فيه إجمال، الكلام يكون فيه إجمال وفيه تفصيل، فكهذا تجد هذا النص مجملا والنصوص الأخرى فيها تفصيل له اعبدوا الله.

(أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) والشرك الشرك الأكبر وهي عبادة غيره معه ودعاء غيره معه، هذا أكبر الذنوب وأعظم الذنوب على الإطلاق، والتوحيد هو أوجب الواجبات وأعظم الحسنات.

والشرك مراتب: الشرك الأصغر، هذا أيضا هو ينافي كمال التوحيد ولكن لا ينافي أصل التوحيد، كما لا يخفى كيسير الرياء أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء .

(وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) هذا قد أمر الله به في كتابه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا هذا نص القرآن، فالحديث مطابق للفظ القرآن "وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" تعتصموا: يعني تتمسكوا وتمتنعوا، اعتصم بهذا الأمر: يعني تمسك به فإنه يمنعك من الوقوع في المهاوي في مهاوي الهلاك اعتصم لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اعتصم بحبل الله، وحبله دينه وكتابه، فيمكن أن يفسر الحبل بالدين يفسر بالكتاب يفسر بالعهد، فهي معان متقاربة، كل منها يتضمن الآخر، تمسك بحبل الله وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ يمسكون بالكتاب: يتمسكون يعتصمون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ "وأن تعتصموا بحبل الله جميعا" أي مجتمعين، مجتمعين على دين الله مجتمعين على الحق "ولا تفرقوا" أي ولا تتفرقوا، النهي عن التفرق يؤكد الأمر بالاجتماع، كما أن النهي عن الشرك يؤكد الأمر بعبادة الله سبحانه وتعالى، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا كقوله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ اتبعوه وحده وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .

الاجتماع، هذا يكون الاجتماع على الحق، هذا يجعل المسلمين أقوياء، يسود بينهم التحاب والتآلف والتعاون، الاجتماع على الحق هذا من أقوى، هذا هو القوة التي يرهبها العدو؛ ولهذا الأعداء عندهم ذكاء في الكيد كذكاء الشيطان؛ لأنهم تلاميذ الشيطان عندهم ذكاء فمن أهم ما يهتمون به التفريق، هذا الشيطان والسحرة يهمهم التفريق بين الزوجين نعم، ثم التفريق بين الصديقين والحبيبين والأخوين الفرقة، الفرقة شر، وهكذا شياطين الإنس يسعون في الفرقة، النمام يسعى في الفرقة بين الأحبة، وهكذا إلى يعني الأعداء من الكفرة هذه الدول الآن -عليهم لعائن الله- قد بلغوا في المسلمين مبلغا، يعني في المسلمين اللي ينتسبون إلى الإسلام وإلا كثير من المنتسبين للإسلام ليسوا من الإسلام في شيء كثير.

المقصود أنهم سعوا بين المسلمين بالتفريق، ويعملون في هذا السبيل يعملون الخطط للتفريق والتمزيق تمزيق المسلمين، مزق الله هؤلاء الأعداء كل ممزق، وأخص الولايات المتحدة فاقنتوا عليها وادعوا عليها في سجودكم وفي صلاتكم وفي ختام صلاتكم، ادعوا على هذه الدولة الملعونة المسلطة عقوبة، هي عقوبة على البشرية، هي عقوبة نسأل الله العافية، ولكن الله يمكر بها فما تتمتع به من قوة أو سلطان ما هو إلا مكر الله بهم، هم يمكرون كما يقول سبحانه: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ مكر، هم يعيشون حياة المكر، يعني حياة المكر من الله والاستدراج، فإن الله -يعني- قد ينتقم من الظالم بظالم، ثم يأخذ الظالم أخذ عزيز مقتدر.

هذه الدول الكافرة المتسلطة الغربية والشرقية هذه مسلطة عقوبة تسليط، ومن العقوبات تسليط الأعداء فمن سياساتهم الملعونة: التفريق بين الأمة، بين المسلمين، التفريق والإفساد، إفساد المجتمعات، ثم كثير من هذا الإفساد يكون على أيدي أهل البلاد، يعني من فسقة المسلمين ومن المنافقين، وَلَا تَفَرَّقُوا قوة الاجتماع والاعتصام بحبل الله على الحق، الاجتماع على الحق هذا قوة، إذا تحقق للمسلمين هابهم الأعداء، هذا أول ما يرهب الأعداء الاتفاق والاجتماع، والله لو كان المسلمون على مستوى يؤهلهم للاجتماع وأن تكون كلمتهم واحدة لهابهم هؤلاء الأعداء، فهم أخشى ما يخشونه أن يكون هناك اجتماع على الحق، أما الاجتماع على الباطل فهذا ما يضرهم من وجه، فتدبروا الواقع، تدبروا واقع المسلمين ماذا فيه من التفرق والتشرذم بين دولهم وبين شعوبهم في طوائف ومذاهب ونحل.

(وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وفي بعد كمال الآية: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا التفرق في الدين في تفرق في الدين بانتحال نحل مخالفة كـ -مثلا - الرافضة والصوفية والطوائف، الطوائف تمزق، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة وفعلا الآن ماذا في المسلمين من الفرق اسمها الفرق الإسلامية؟ منها فرق إسلامية يعني معها أصل الإسلام، ولكنها منحرفة قدرا من الانحراف، وهناك فرق إسلامية ليس معها من الإسلام شيء وهي تنتمي إلى الإسلام، ولكن الفرقة الناجية هي أهل السنة والجماعة، الذين اعتصموا بحبل الله وتمسكوا بمنهج وبآثار وبسنة رسول الله، واقتفوا آثار السلف الصالح من الصحابة والتابعين -الله أكبر- نسأل الله أن يجمع كلمة أهل السنة، نسأل الله أن يجمع كلمتهم ويغيظ بهم عدوهم، نسأل الله أن يغيظ بهم عدوهم كما غاظ بأصحاب رسول الله أعداءهم وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ واستدل بعض أهل العلم بهذه الآية على كفر الرافضة؛ لأنهم يغيظهم الصحابة، الصحابة يغيظون الرافضة يغيظونهم وهم يبغضونهم.

(وكره لكم ثلاثا) وكره لكم في التفصيل (وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) خصال كريهة قبيحة كرهها الله وما كرهه الله يجب أن نكرهه، وما رضيه الله يجب أن نرضى به، ما رضيه الله يجب أن نرضى به وما كرهه الله يجب أن نكرهه، (كره لكم) ولكم الله كره لكم هذا فيه يعني في كراهتنا له ومجانبتنا له فيه سعادتنا وصلاح أمرنا، "كره لكم" لم يقل وكره قيل وقال وكره كذا، لا "كره لكم" وفي هذه الكراهة يعني فيها مصلحتنا وسعادتنا وصلاح أمرنا، (قيل وقال) المراد: الكلام الذي لا مستند له، ما هو إلا قيل من هو القائل؟ مجهول، وقال فلان يعني الكلام والخوض الذي لا يقوم على مستند، ولا يقوم على أساس من الصدق فيه خوض، كفى بالمرء كذبا في الحديث الصحيح كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع مما سمعت لا تحدثه، تسمع والإنسان يسمع أشياء كثيرة، ومما يمثل هذا الجانب الصحف فإنها تقوم بهذا العبء السيئ، الصحف والمجلات تقوم على قيل وقال، إذا أردت تمثل لقيل وقال فمثل بمنهج الصحف، لا تتورع عن كذب، لا تتورع عن تهريج، لا تتورع عن تزييف الحقائق، تصوغ يعني تزيف الحق، تزين الباطل، (قيل وقال) وهكذا وسائل الإعلام بشكل عام، هذا طابعها وقد تجد في المزابل يعني أشياء يمكن يستفاد منها سِر فيها تلقى يعني في المزبلة يعني شيئا ينفع يعني خشبة ولا حديدة ولا شيء يمكن يستفاد منه، هكذا يوجد في الصحف مع هذا الزخم العفن تجد لأنهم يخلطون يعني الإعلام يقوم على المزج؛ مزج الحق بالباطل والخلط، يعني لأنهم بزعمهم أنهم يريدون أن يكتبوا لكل أحد يعني الفاسق يجد اللي صاحب يعني بعض الأمور العادية يجد كل شيء مذكورا، هذه الصحف والصحافة التي تبجل وتمجد، ألم تمجد وتبجل يعني تعطى زخم من الإضافة فيها ميزة، لكن زنها بميزان الشرع تسقط خالص، ميزان ولا بد أن تزن الأمور بالميزان العادل الشرعي، أما وزنها بآراء الناس وأهواء الناس لا تجد، كل يحكم على الأشياء بالمنظار الذي هو عليه.

(قيل وقال) ومن هذا الجنس: اللغو الكثير الذي يكون في المجالس كلام قيل وقال، هذا مذلة، يعني إطلاق الإنسان لسانه بكل ما يعن له وما يسمع مذلة، يمكن أن يوقع في الغيبة يوقع في الكذب يوقع في السخرية بالمسلمين.

(وكثرة السؤال) كثرة السؤال: فسر بالسؤال عن الأمور المعنوية الشرعية من جنس ما تقدم من قوله - عليه الصلاة والسلام - فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم أسئلة التعنت والتعجيز، وأسئلة إغراب، وأسئلة تكلف وتنطع، الصحابة رضي الله عنهم عن الرسول يسمعون كتاب الله وسنة رسوله، ولا يردون عليها إشكالات واعتراضات وكذا، فيستقبلونها بالقبول والإيمان والتسليم وتفويض ما لا يحيطون به إلى عالمه.

(كثرة السؤال) ويدخل فيه أيضا سؤال المال من غير ضرورة، لا تزال المسألة في الرجل حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم لا تحل المسألة إلا لأحد ثلاثة: رجل أصابته جائحة، ورجل أصابته فاقة، ورجل تحمل حمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، رجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجى من قوم يقولون لقد أصابت فلانا فاقة حتى يصيب قواما من عيش، السؤال! فأهل العلم فسروا كثرة السؤال بهذا وهذا، بكل سؤال مذموم، والكثرة مظنة يعني ليس جاءت كثرة السؤال؛ لأن السؤال القليل قد يعني والشيء القبيح يعني إذا كثر صار أقبح، أما من سأل لحاجة ضرورة أو سأل في العلم، والسؤال في العلم سؤال استرشاد وسؤال فائدة وإفادة، هذا مشروع ومطلوب ومأمور به.

والخصلة الأخيرة (إضاعة المال) المال قوام الحياة، وكما يسمونه عصب الحياة، قوام! هذا مثل وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا قياما: يعني قواما لمصالح الدين والدنيا، كثير من مصالح الدين والدنيا قد تقوم على المال، المال! لا إله إلا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، (إضاعة المال) مالك أنت ناسي أن الإنسان ليس حرا في ماله، يقول أنا أسوي من مالي ما أشاء، يقول الكفرة لشعيب: أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ أهه...، ليس للإنسان أن يتصرف في ماله كيف شاء، يجب أن يكتسبه بطرقه الشرعية، وأن يضعه في مواضعه، المال الخاص وكذلك المال العام الأمر فيه أشد، المال العام! والناس في يعني في تدبير المال منهم من ينفقه في الوجوه النافعة في الدين وفي المصالح العظيمة والمهمة، ومنهم من ينفقه يعني في أشياء مباحة يعني وقد يتجاوز الحدود ويتوسع، ومنهم من ينفقه في أمور رديئة، وفي أمور هزيلة، وفي أمور لا فائدة فيها، ومنهم من ينفقه في الحرام، في المنكرات، في الفواحش، في الظلم، المال وسيلة يوظفها كل واحد على التوجه اللي عنده.

(إضاعة المال) الكلمة الجامعة في إضاعة المال يعني إضاعة المال هو الإسراف والتبذير: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ نعم، وهو إنفاقه إما في حرام أو في غير فائدة، في حرام ولو قرش حرام، يعني اللي يشتري بقرش دخان يشربه هذا قد يعني وقع في شيء من إضاعة المال، أضاع المال، فكيف بما فوقه وبأموال طائلة ينفقها في الحرام -لا إله إلا الله- كم ينفق من الأموال في الحرام من المال العام والخاص! ينفق الناس أموالا في الحرام وفي الأمور الهزيلة في الأمور التافهة وفي أمور لا فائدة فيها -لا إله إلا الله- (إضاعة المال) دين الإسلام يعني دين كامل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فهذا من كمال هذا الدين، وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا بين ذلك توسط لا تقتير، التقتير والبخل بمنع الواجب أو منع المستحب؛ لأن الإنفاق إما واجب وإما مستحب، والتبذير إما بإنفاق في الحرام أو فيما لا فائدة فيه، وبين ذلك الوسط.

(وإضاعة المال) إذا قيل وقال حرام، وكثرة السؤال حرام، وإضاعة المال حرام؛ لأن ما كرهه الله لعباده، ما هو المكروه اللي في اصطلاح الفقهاء هذا تقول مكروه؟ لا، المكروه في لغة الشرع هو الحرام، كل ذلك لما نهى عن الشرك والقتل والزنا وظلم اليتيم، وإلى آخره قال كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا



شرخ الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك
جامع شيخ الاسلام ابن تيمية


الساعة الآن 12:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com