منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   مختارات رمضانية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=95)
-   -   حكم إلقاء موعظة بين صلاة التراويح في رمضان (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=39372)

أبوسند 23-08-2010 12:24 AM

حكم إلقاء موعظة بين صلاة التراويح في رمضان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




حكم إلقاء موعظة بين صلاة التراويح في رمضان



يكثر في أيام رمضان المباركة ما يصنعه بعض أئمة المساحد من تخصيص كلمات وعظية وتذكيرية بين ركعات التراوايح والقيام،وإليك كلام أهل العلم في ذلك.



فتاوى العلماء في ذلك:

أولا: فتاوى الشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله -:

1- السؤال: عندنا في الكويت موعظة بعد أربع ركعات في صلاة القيام هل تجوز هذه، وإذا جاز كيف تكون هذه الموعظة ؟

فأجاب الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- :

الذي أرى ألا تفعل، أولاً: أنها ليست من هدي السلف .
ثانياً: أن بعض الناس قد يحب أن يأتي بالتهجد وينصرف إلى بيته، وفي هذا إعاقة وإملال لهم، وإكراه على هذه الموعظة، والموعظة إذا لم تكن متقبلة فضررها أكثر من نفعها، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم يتخول أصحابه بالموعظة ولا يثقل عليهم ويكرر، فأرى أن تركها أولى، وإذا أراد الإمام أن يعظ الناس فليجعله في آخر شيء، إذا انتهت الصلاة نهائياً .



2- سئل الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله في ( لقاء الباب المفتوح [118] ) عن ذلك :

السؤال: ما حكم الموعظة بين صلاة التراويح أو في وسطها ويكون هذا دائماً؟

فأجاب الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-: ...

أما الموعظة فلا، لأن هذا ليس من هدي السلف , لكن يعظهم إذا دعت الحاجة أو شاء بعد التراويح، وإذا قصد بهذا التعبد فهو بدعة, وعلامة قصد التعبد أن يداوم عليها كل ليلة, ثم نقول: لماذا يا أخي تعظ الناس؟ قد يكون لبعض الناس شغل يحب أن ينتهي من التراويح وينصرف ليدرك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) وإذا كنت أنت تحب الموعظة ويحبها أيضاً نصف الناس بل يحبها ثلاثة أرباع الناس فلا تسجن الربع الأخير من أجل محبة ثلاثة أرباع, أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف فإن من ورائه ضعيف والمريض وذي الحاجة ) أو كما عليه الصلاة والسلام, يعني: لا تقس الناس بنفسك أو بنفس الآخرين الذين يحبون الكلام والموعظة, قس الناس بما يريحهم, صلِّ بهم التراويح وإذا انتهيت من ذلك وانصرفت من صلاتك وانصرف الناس فقل ما شئت من القول. نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأبشروا بالخير بالحضور إلى هذا المكان لأن: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة )
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين." انتهى.




ثانيا: فتاوى الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-:

1- سئل الشيخ الألباني رحمه الله :

السؤال : هل يجوز لإمام مسجد في صلاة التراويح أن يلقي بين الركعات موعظة.؟


فأجاب الشيخ الألباني رحمه الله :


الجواب:

يجوز ولا يجوز ، إذا كان التنبيه والتحذير والأمر والنهي لأمر عارض فهذا أمر واجب , أما إذا كان يتخذ نظاما عادة ...فهذا خلاف السنة
سلسلة الهدى والنور-656

2- قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:

قيام رمضان شُرع فقط لزيادة التقرب إلى الله عز وجل بصلاة القيام , ولذلك فلا نرى نحن أن نجعل صلاة التراويح يخالطها شيء من العلم والتعليم ونحو ذلك , وإنما ينبغي أن تكون صلاة القيام محض العبادة , أما العلم فله زمن , لا يحدد بزمن , وإنما يراعي فيه مصلحة المتعلمين , وهذا هو الأصل وأريد من هذا أن من إتخذ عادة أن يعلم الناس ما بين كل أربع ركعات مثلا في صلاة القيام , إتخذ ذلك عادة , فتلك محدثة مخالفة للسنة ".
مفرغ من شريط سلسلة الهدى والنور رقم 693 ـ الدقيقة 28 ـ
للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله



3- سئل العلامة الألباني -رحمه الله- كما في سلسلة "فتاوي جدة" – الشريط رقم (32) – وجه (ب) آخر سؤال في الشريط:

هل ما يفعله بعض الدعاة في بعض البلاد الإسلامية من تذكير الناس بأيام الله بعدما ينتهي الإمام من صلاة الجمعة؛ هل هذا يتنافى مع قوله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ؟!، وما حكم فعل ذلك أيضًا في صلاة التراويح عند الانتهاء من كل أربع ركعات؟

فأجاب:

" المسألة الأولى تختلف عن الأخرى، والأخرى عن الأولى.
المسألة الأولى: لا تنافي ولا تعارض بين قيام رجلٍ عقِب صلاة الجمعة يذكّر ويعظ وربما يُعلّم وبين قوله تعالى: (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ )) ذلك لأن الآية وإن كانت صريحة في الأمرِ فإن هذا الأمرَ ليس للوجوب باتفاق العلماء، فهو أمرُ إباحةٍ ورفعٍ لحظرِ سابقٍ في نفس الآية في نفس السورة حيث قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )) ؛ فلمّا أراد الله -عز وجل- أن يُعيد الحكم السابق قبل أن يأمرهم بقوله: (( وَذَرُوا الْبَيْعَ )) قال : (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ )) بالبيع والشراء ونحو ذلك، وهذه الآية من أدلّة علماء الأصول على أن الأمر لا يستلزم أن يكون للوجوب دائمًا وإن كانوا اختلفوا في الأصل، هل الأصل في الأمر الوجوب وهذا هو الراجح عند جمهور علماء الأصول، ... فلما جاءت الآية: (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ )) فمعنى ذلك رفع الأمر السابق (ذروا البيع) اتركوا البيع، الآن جاء الأمر بالسعي وراء الرزق فرفع ذلك الحظر، فالأمر بالشيء بعد النهي عنه إنما يفيد الإباحة ولا يفيد الوجوب، إذ الأمر كذلك فالواعظ الذي يعظ الناس يوم الجمعة بعد الصلاة ليس مخالفًا لهذا الحديث؛ لأن الحديث لا يوجب الانصراف فورًا، كما يوجب الانصراف من الصلاة بالسلام: (تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ) شتان ما بين هذا وذاك، هذا بالنسبة للواعظ يوم الجمعة.
أمّا بالنسبة للواعظ بعد أربع ركعات التراويح فيختلف الأمر عندي تمامًا، ومع أنّه لا أمر هنا يُفيد الإباحة كما هو الأمر في الآية السابقة، فأنا أرى أن صلاة القيام هو وضع خاص المقصود به ليس العلم والتعليم، وإنما المقصود به تزكية النفوس بالإقبالِ إلى الله -تبارك وتعالى- بالصلاة والقيام والركوع والسجود وذكر الله -عز وجل- بعد الصلاة فهذا [الجزء] لا يجوز إشغاله بشيء آخر، ولو كان هذا الشيء الآخر عبادة بل وهو أفضل من العبادة كما قال عليه الصلاة والسلام: ( فضل العلم خيرٌ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع ) أي نافلة العلم خير عند الله -عز وجل- من نافلة العبادة، وخير الدين الورع.
فطلب العلم والسير فيه أفضل من النافلة، ولكن قد يكون المفضولُ في بعض الأحيان خير من الفاضل في أحيان أخرى. مثلاً أنتم تعلمون قوله -عليه السلام- أو نهيه -عليه السلام- عن قراءة القرآن في الركوع وفي السجود، نحن نقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي الأعلى في الركوع والسجود وغير ذلك من الأدعية المعروفة، فهل ذلك أفضل من القرآن؟ الجواب: لا، لكن نقول: بلى هنا في هذا المكان هذا الوِرد أفضل من القرآن. ليس كأصل وإنما كفرع يتعلق بهذا المكان، إذا جلسنا للتشهد في الصلاة ما نقرأ الفاتحة وإنما نقرأ التحيات لله، آلتحيات لله أفضل من القرآن من الفاتحة فاتحة الكتاب؟ الجواب: لا، لكننا إذا قرأنا الفاتحة في التشهد عصينا، وإذا قرأنا التشهد اتبعنا.
فإذن الحكمة وضع كل شيء في محلّه، فلما شرع النبي أو سنَّ النبي عن ربه صلاة القيام في رمضان هل كان يُذكِّر؟ هل كان يُعلِّم؟ الجواب: لا، إنما هو العبادة المحضة، فلذلك يختلف الأمر عندي في التذكير في أثناء التراويح فهذا لا يُشرع، اللهم إلا في حالة واحدة إذا جاءت مناسبة كأن يرى مثلاً الإمام رجلٌ لا يحسن الصلاة صلاة القيام فيعلّمه، أما أن يتخذ وِردًا من جملة الأوراد في صلاة القيام في رمضان التذكير فهذا هو من الابتداع في الدين (( وإِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ))
، والحمد لله ربّ العالمين". اهـ.

السؤال:- ما الحكمة في تسمية قيام رمضان بالتراويح؟ وهل ترون أن من الأفضل استغلال وقت التوقف في صلاة التراويح بإلقاء كلمة، أو موعظة؟

الجواب:- (العلامه ابن جبرين)
ذُكر في المناهل الحسان (عن الاعرج)، قال: ما أدركنا الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان، قال: وكان القارئ يقرأ سورة البقرة في ثمان ركعات، وإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف، (وعن عبدالله بن بكر) قال: سمعت أبي يقول: "كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالطعام، مخافة فوت السحور". (وعن السائب بن يزيد) قال: أمر عمر بن الخطاب أُبي بن كعب وتميماً الداري -رضي الله عنهم- أن يقوما للناس في رمضان بإحدى عشرة ركعة، فكان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، فما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر، وقال ابن محمود في كتاب الصيام: "وسُميت تراويح من أجل أنهم يستريحون بعد كل أربع ركعات لكونهم يعتمدون على العصي من طول القيام، ولا ينصرفون إلا في فروع الفجر". وحيث إنَّ الناس في هذه الأزمنة يخففون الصلاة، فيفعلونها في ساعة أو أقل، فإنه لا حاجة بهم إلى هذه الاستراحة، حيث لا يجدون تعباً ولا مشقة، لكن إن فصل بعض الأئمة بين ركعات التراويح بجلوس، أو وقفة يسيرة للاستجمام، أو الارتياح، فالأولى قطع هذا الجلوس بنصيحة أو تذكير، أو قراءة في كتاب مفيد، أو تفسير آية يمرّ بها القارئ، أو موعظة، أو ذكر حكم من الأحكام، حتى لا يخرجوا أو لا يملّوا، والله أعلم.
** سؤال رقم 38025- إلقاء كلمة بعد أربع ركعات من صلاة التراويح


ما حكم الشرع في الدرس الذي يكون بعد الركعات الأربع في صلاة التراويح ؟ .
الحمد لله
الدرس الذي يلقيه بعض الأئمة والوعاظ بين ركعات صلاة التراويح لا بأس به إن شاء الله ، والأحسن أن لا يداوَم عليه ، خشية أن يعتقد الناس أنه جزء من الصلاة ، وخشية من اعتقادهم وجوبه حتى إنهم قد ينكرون على من لم يفعله .
وللإمام أو للمدرس والواعظ أن ينبه الناس على ما يتيسر من أحكام الشرع وخاصة مما يحتاجونه في هذا الشهر من مسائل على أن يتركه أحياناً لما سبق ذكره .
ولا شك أن مثل هذه الكلمات والمواعظ أنفع من الخروج أو من الحديث الدنيوي ورفع الصوت وخير من الذكر المبتدع الذي يحدثه بعض الأئمة بعد الأربع ركعات.
قال الشيخ عبد الله الجبرين :
... وحيث إنَّ الناس في هذه الأزمنة يخففون الصلاة ، فيفعلونها في ساعة أو أقل : فإنه لا حاجة بهم إلى هذه الاستراحة ، حيث لا يجدون
تعباً ولا مشقة ، لكن إن فصل بعض الأئمة بين ركعات التراويح بجلوس ، أو وقفة يسيرة للاستجمام ، أو الارتياح : فالأولى قطع هذا الجلوس بنصيحة أو تذكير ، أو
قراءة في كتاب مفيد ، أو تفسير آية يمرّ بها القارئ ، أو موعظة ، أو ذكر حكم من الأحكام ، حتى لا يخرجوا أو لا يملّوا ، والله أعلم .
** رقم الفتوى 37211 الترويح والترويحة بين ركعاته
تاريخ الفتوى : 14 رجب 1424

( موقع الإسلام سؤال وجواب الشيخ المنجد )


السؤال
ماهي كيفية صلاة التراويح، وهل يوجد حديث بعد الركعات الأربع الأولى؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد مضى بيان كيفية صلاة التراويح مع ذكر الخلاف الوارد في عددها، وبيان الراجح منه في الفتوى رقم: 11872 . كما بينا خلاف العلماء في الترويحة التي تكون بين ركعات التراويح وموضعها من ركعات الصلاة، وذلك في الفتوى رقم: 28365 . وخلاصة الأمر أن الجلوس للراحة بين ركعات صلاة التراويح أمر مشروع في الجملة، متوارث عن السلف الكرام، وشغل هذا الوقت بالذكر وتعلم العلم وتعليمه لا بأس به، بشرط ألا يُتخذ ذلك عادة دائمة فيحسبه الناس سنة من السنن. والله أعلم.
نصوص بعض الفقهاء في استثمار هذه الاستراحة للفائدة:
قال شيخي زاده في مجمع الأنهر: " ( وجلسة بعد كل أربع بقدرها ) أي بقدر أربعة من ركعاتها ولو قال : وانتظار بقدرها لكان أولى فإن بعض أهل مكة يطوفون بين كل ترويحتين وأهل المدينة يصلون بدل ذلك أربع ركعات وأهل كل بلدة بالخيار يسبحون أو يهللون أو ينتظرون سكوتا وإنما يستحب الانتظار لأن التراويح مأخوذ من الراحة فيفعل ما قلنا تحقيقا للمسمى " انتهى.
وقال المرداوي في الإنصاف: " ومنها : يستريح بعد كل أربع ركعات بجلسة يسيرة فعله السلف , ولا بأس بتركه , ولا يدعو إذا استراح , على الصحيح من المذهب , وقيل : ينحرف إلى المصلين ويدعو , وكره ابن عقيل الدعاء " انتهى.
وذكر ابن قدامة في كتاب التوابين قصة وفيها: " .. قدم أبو عامر البناني واعظ أهل الحجاز ووافق قدومه رمضان فسأله إخوانه أن يجلس لهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجابهم وجلس ليلة الجمعة بعد انقضاء التراويح واجتمع الناس وجاء الفتى فجلس مع القوم فلم يزل أبو عامر يعظ وينذر ويبشر إلى أن ماتت القلوب فرقا واشتاقت النفوس إلى الجنة .. " انتهى.
بعض النصوص المبينة والضابطة لحكم توقيت الوعظ، وتعليق بعض العلماء عليها:
روى البخاري في صحيحه في: (باب مَا يُكْرَهُ مِنَ السَّجْعِ فِى الدُّعَاءِ)
عن ابْن عَبَّاس، أنَّهُ قَالَ لعكرمة: حَدِّثِ النَّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ أَبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ، فَإِنْ أَكْثَرْتَ فَثَلاثَ مِرَارٍ، وَلا تُمِلَّ النَّاسَ هَذَا الْقُرْآنَ، وَلا أُلْفِيَنَّكَ تَأْتِى الْقَوْمَ، وَهُمْ فِى حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ، فَتَقُصُّ عَلَيْهِمْ، فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ، فَتُمِلُّهُمْ، وَلَكِنْ أَنْصِتْ، فَإِذَا أَمَرُوكَ، فَحَدِّثْهُمْ، وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ، وَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ، فَاجْتَنِبْهُ، فَإِنِّى عَهِدْتُ النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.
قال ابن الجوزي في كشف الْمُشكِل: " أعلم أن كل شيء يكثر على النفس تمله خصوصا المواعظ التي لاحظ للطبع فيها إلا أن يكون مجرد السماع وقد كان النبي {صلى الله عليه وسلم** يتخولهم بالموعظة مخافة السآمة " انتهى.
وفي البخاري أيضا من باب: (من جعل لأهل العلم أياما معلومة)
عن أبي وائل قال: "كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم ؟ قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا"
وأخرجه مسلم في: صفات المنافقين وأحكامهم (باب الاقتصاد في الموعظة)، رقم 2821
قال النووي في شرح مسلم: " ومعنى يتخولنا يتعاهدنا هذا هو المشهور فى تفسيرها قال القاضي وقيل يصلحنا وقال بن الأعرابى معناه يتخذنا خولا وقيل يفاجئنا بها وقال أبو عبيد يدللنا وقيل يحبسنا كما يحبس الانسان خوله وهو يتخولنا بالخاء المعجمة عند جميعهم إلا أبا عمرو فقال هي بالمهملة أى يطلب حالاتهم واوقات نشاطهم وفى هذا الحديث الاقتصاد فى الموعظة لئلا تملها القلوب فيفوت مقصودها " انتهى.
وقال ابن حجر في الفتح : " وفيه رفق النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه وحسن التوصل إلى تعليمهم وتفهيمهم ليأخذوا عنه بنشاط لا عن ضجر ولا ملل ويقتدي به في ذلك فان التعليم بالتدريج اخف مؤنة وادعى إلى الثبات من اخذه بالكد والمغالبة " انتهى.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: "
ومن ذلك (أي الأمور التي استحسنها العلماء للمصلحة) القصص وقد سبق قول غضيف بن الحارث إنه بدعة وقال الحسن إنه بدعة ونعمت البدعة كم من دعوة مستجابة وحاجة مقضية وأخ مستفاد وإنما عني هؤلاء بأنه بدعة الهيئة الاجتماعية عليه في وقت معين فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له وقت معين يقص على أصحابه فيه غير خطبته الراتبة في الجمع والأعياد وإنما كان يذكرهم أحيانا أو عند حدوث أمر يحتاج إلى التذكير عنده ثم إن الصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا على تعيين وقت له كما سبق عن ابن مسعود أنه كان يذكر أصحابه كل يوم خميس وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حدث الناس في كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاثا ولا تمل الناس وفي المسند عن عائشة رضي الله عنها أنها وصت قاص أهل المدينة بمثل ذلك وروى عنها أنها قالت لسعيد بن عمير حدث الناس يوما ودع الناس يوما وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه أمر القاص أن يقص كل ثلاثة أيام مرة وروى عنه أنه قال رَوِّح الناس ولا تثقل عليهم ودع القصص يوم السبت ويوم الثلاثاء " انتهى.

الفتوى (الشبكة الإسلامية)


الخلاصة:

مما سبق يتبين لنا أن الجلوس بين ركعات التراويح مشروع في الجملة، وأن هذا الوقت كان مستثمرا من قبل السلف فيما هو نافع، ولا تحديد لشيئ معين يفعل فيها لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وبحسب القاعدة العامة في تحديد وقتٍ لوعظِ الناس وتذكيرهم؛ بناء على ما ورد عن الصحابة ومن بعدهم؛ فلا مانع شرعا من استثمار ما بين ركعات التراويح لوعظ الناس وتذكيرهم وذلك


بشروط

1 ـ أن يغلب على الظن انتفاع الناس بذلك.
2 ـ ألا يعتقد التقرب إلى الله بتحديد هذا الوقت للموعظة.
3 ـ ألا يصل به إلى حد إملال الناس وتزهيدهم في العلم.
4 ـ الأفضل ألا يفعله بصورة يومية دائمة ولا في وقت واحد ثابت، بل يفعله ويتركه، ويقدمه ويؤخره، خروجا من خلاف من أطلق البدعية.
5 ـ الأولى أن يكون بعد التراويح لئلا يشق على من أراد الانصراف مبكرا.

المصدر
ملتقى أهل الحديث


*** 23-08-2010 12:42 AM

جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبو سند على نقل هذه الفتاوى المباركة لأئمة أعلام رحمهم الله

إسلامية 23-08-2010 12:49 AM

جزاكم الله خيراً ونفع بكم

شذى الاسلام 23-08-2010 10:31 AM

بارك الله فيكم وفي جهدكم ...الحقيقة انها فتوى غاية في الأهمية ...وان شاء الله سنقوم بنقلها..ومن ثم تعميمها في المساجد عندنا ...جزاكم الله كل خير وجعله في ميزان حسناتكم ..

أبوسند 23-08-2010 01:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا** (المشاركة 278167)
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبو سند على نقل هذه الفتاوى المباركة لأئمة أعلام رحمهم الله

الله يجزاك بالمثل
يالغالي
والله ينفعك في الموضوع
والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس
الأعلى

أبوسند 23-08-2010 01:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسلامية (المشاركة 278170)
جزاكم الله خيراً ونفع بكم

الله يجزاك بالمثل
والله ينفعك في الموضوع
والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس
الأعلى

أبوسند 23-08-2010 01:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحال المرتحل (المشاركة 278236)
بارك الله فيكم وفي جهدكم ...الحقيقة انها فتوى غاية في الأهمية ...وان شاء الله سنقوم بنقلها..ومن ثم تعميمها في المساجد عندنا ...جزاكم الله كل خير وجعله في ميزان حسناتكم ..

وفيك بارك
والله يجزاك بالمثل
والله ينفعك في الموضوع
والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس
الأعلى

أرجو مراجعة ما ستجد في الموضوع


الساعة الآن 09:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com