حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (11)
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد.. و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم... أما بعد: فهذا الدرس الحادي عشرا من الدروس لحادثة الافك نسأل الله التوفيق و السداد... قالت عائشة رضي الله عنها : (..يفيضون من قول أصحاب الإفك)في زمن مرضها رضي الله عنها كان أصحاب الافك يفيضون في عرضها و النيل من مكان عفتها.... و لك أن تتخيل هيئة الافاضة عندما تعي قول الله تعالى في حجّاج بيته (...فاذا أفضتم من عرفات...) و تأمل افاضة الحجيج من عرفات وعندها تُدرك معنى افاضة اصحاب الافك في أمّنا عائشة رضي الله عنها و كأني بالمدينة عن بكرة أبيها كالسيل كلٌ ناله الافك إمّا سماعا و اقراراً وامّا مدافعاً ناهيك عمن تولاه!!! و بات الافك حديث النّاس فهو أي الافك كالصراط الممدود فوق جهنّم من اجتازه سلم و الاّ فالسنة النار تأكل منه على قدر مكثه... و يكفي بإفاضة أصحاب الإفك مرضا !!!ناهيك عن مرضهاالذي اشكت منه عائشة رضي الله عنها شهرا!! فالمسلمة الطيبة لا تبالي بقطع أوصالها إرباً إرباً بقدر ما تعانيه عندما تُقذف في عرضها!!! و ذا النوع من القذف ينتشر انتشار الرياح الملقحة فلا تدع بيتاً الاّ و تدخله و لا أذناً الاّ و تلقّحها و تبيت العفيفة على همّ و تستيقظ على هموم!!! و يزداد الطين بلّة عندما تكون الطيبة نكحت منْ هو أطيب منها عملا و قدرا و منزلة فقذفها هو قذف زوجها لا محالة!!! و يزداد الأمر سوءا عندما تكون الطيبة أطيب أزواجه الى قلبه بله والدها أطيب الرجال اليه صلى الله عليه و سلم. فليس الامر بذه السهولة و منْ ذاق طعم المرّ ليس كمنْ سمع عنه!!! جرحٌ لا يبرأ و شقٌ لا يلتحم ما دامت السموات و الأرض الاّ ببراءة يشهدها الأولون و الآخرون كبراءة أمّنا عائشة رضي الله عنها و أرضاها, و أنّى للطيبات من براءة تُعادل براءة عائشة رضي الله عنها!! فلا يسعني الاّ أن اكون مسليّا لمن ابتليت في قذف اصحاب الافك و مصليا صلاة الجنازة على الذي تولى الافك!!! و اعلمي أختاه يرحمك الله و يرعاك أنّ اليُسر بعد العسر و من صبر و تصبّر لله تعالى فقد قرع باب المعجزات و الكرامات و لنْ يقلّ شأنه عن شأن جُريج بني اسرائيل و لا مريم بنت عمران عند قولها (فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا)(قال اني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا) و كذلك ابراهيم عليه السلام (قلنا يانار كوني بردا و سلاما على ابراهيم) و لا ذا النون يونس عليه السلام (...فنادى في الظلمات ان لا اله الاّ انت سبحانك اني كنت من الظالمين)(فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين) و تأملي (...و كذلك ننجي المؤمنين) فالنجاة واقعة لا محالة شرط ايمان الناجي و سؤال ربّه... يبتبع ان شاء الله تعالى... |
الساعة الآن 08:47 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com