منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   اسئلة عالم السحر والشعوذة وطرق العلاج (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=28)
-   -   ذهبت إلى السحرة فخسرت كل شيء ، كيف يمكن الآن علاج السحر وآثاره ؟؟؟ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=679)

أبو البراء 08-09-2004 09:49 PM

ذهبت إلى السحرة فخسرت كل شيء ، كيف يمكن الآن علاج السحر وآثاره ؟؟؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أحصل على الجواب على هذا الموضوع
لقد أرسلت موضوعا تحت عنوان السحر وآثاره، وأتمنى دائما أن يحضى بردكم ولكم جزيل الشكر.
هذه القصة واقعية وحديثة وتطرح لكم حتى تتمعنوا فيها جيدا وتمدونا بردكم .
السحر وآثاره
سأسرد عليكم قضية إنسانة كانت قد ذهبت عند أحد المشعوذين فطلب منها أن تأتيه بدجاجة سوداء ليذبحها لها على عائشة (عائشة عندنا هي جنية) فأخذ الدجاجة وبدأ يقرأ ويضع الدجاجة على رأسها وعلى كل أطراف جسمها وبدأ يقرأ والدجاجة اتجهت برأسها إلى إحدى الاتجاهات فقال المشعوذ : هذه الدجاجة ستسافر إلى المشرق وفعلا هذه السيدة وجدت لها نقوذ في تلك السنة فحجت وعندما وصلت إلى مكة في إحدى الليالي رأت في منامها أن جارتها واسمها عائشة لها بيت كبير بنوافذ كبيرة وتنعم بالعيش الرغيد بينما هي ترتدي قميصا قديما لأمها بنصف كم. السيدة صاحبة القضية لها في الاصل منزل كبير وقد أعطتها زميلة لها بالعمل وكانت تحسدها على ذلك البيت (وهي معروفة بإتقانها السحر) الشاي وشيئا من الحوت وأثناء الأكل كانت هذه الزميلة الحسود تدفع لها بقايا الحوت وتقرأ عليه. وصدقوني منذ ذلك اليوم وهي تريد بيع منزلها فأصبح شغلها الشاغل هو بيع منزلها والتخلص منه بطريقة أوبأخرى، مع العلم أنه كبير وجديد وليس به أي عيب فأصبحت دائما تهرب من المنزل. وكان لها أحد الجيران وهو يعمل معها وله نفس المنزل بنفس المساحة، يعمل لها سحرا من أجل أن تغادره ويغنم به كماأن كل من حسادها لهم منازل في ملكيتهم. فظلت على ذلك الحال تهرب من المنزل إلى أن باعته بأبخس الثمن وسددت منه القروض ولم يبق لها بما تشتري فالتجأت إلى القروض مرة أخرى لتشتري منزلا صغيرا جدا ومن اشترى منزلها يا ترى إنها جارة من الجيران تعمل معها ولها منزل مثله ، وقد عملت هي الأخرى السحر والمستحيل من أجل الحصول عليه وفعلا فازت به بحيث أرسلت إحدى أقربائها بالنيابة عنها (إذا تذكرتم المنامة التي رأتها ففي مكة رأت في منامها أن جارتها واسمها عائشة لها منزل كبير) وقد تحقق المنام بحيث الجارة هي التي اشترت المنزل وبطرق سحرية بحيث المعنية بالأمر كانت وكأنها فاقدة الوعي بحيث السيدة التي جاءت لتشتري من عندها ضربتها بحجاب إلى الصدر وتقول المعنية بالأمر أنها بعدما تلقت الضربة أصبحت لا ترغب في البيت بل أصبحت تهرول لبيع البيت والتخلص منه بطريقة أو أخرى والآن هي مريضة من هذه الصدمة بحيث لم تكن واعية في أول الأمر بما كانت تقوم به فخسرت بيتها وتأزمت ماديا ومعنويا والآن لا تسطيع القيام حتى بواجباتها الدينية والحقيقة أن حالتها صعبة بحيث أن هذا السحر الذي عمل لها أصبح ثقافا لها وسد كل الأبواب في وجهها وكل شيء فيه العكس والخسران وأصبح عندها إفلاس في النقوذ, ولعلمكم أن المشعوذ الأول عمل لها ذلك بقصد أن يجعلها تخسر بحيث من أرسلوها إليه كانوا يودون فقط قلب ما لها من نجاح بحيث كانت ناجحة في أعمالها متوفقة عليهم. وبالنسبة للقميص الذي كانت ترتديه في المنام فعلا تحقق بحيث اشترت منزلا صغيرا مساحته سبعة وثلاثون مترا مربعا، قديم بعمارة قديمة كل انابيب الماء مثقوبة وحين تسقط الأمطار تصير الأنابيب تقطر ويدخل لها الماء من النوافذ وحنفية المطبخ تقطر ولا تغلق ولا تصلح والمرحاض يسيل منه الماء والبالكونة حين يسقط المطر يتجمع الماء ويصبح كأنه فيضان.
وتمعنوا سادتي الكرام في المشعوذ وأعماله بحيث ذبح لها عن عائشة وإذا بأعماله تتطبق بالمشرق كما جاء في قوله عندما أخذت الدجاجة ذاك الاتجاه. وتحلم بعائشة آخذة كل شيء هناك بالمشرق.
سادتي الكرام، إن هذا العمل السحري كان الغرض منه فقط إحباط هذه الأخت مع العلم أنها كانت ناجحة ومتقدمة وأرسلوها إلى هذا المشعوذ من أجل أن يعمل لها الحصانة فإذا بغرضهم هو جلب الخسران والنكسة لحياتها وصدقوني أن القصة مشت بالشكل الذي خططه المشعوذ.
فبماذا توصون هذه السيدة
وماذا تستفتون في هذا الموضوع
وبماذا تنصحونها للتخلص من السحر وآثاره بحيث سدت كل الأبواب في وجهها من جراء هذا السحر وأصبح عندها العكس في كل شيء مع الثقاف. نناشدكم الله أن تفتوا هذه السيدة عن طريقة التخلص من هذه الورطة التي تسببت لها في الإفلاس ماديا ومعنويا والخسارة النكراء التي لا يتمناها أي مسلم لأخيه المسلم. مدونا بنصائحكم حفظكم الله وجازاكم.
ودائما وإلى يومنا هذا ترى في منامها عائشة وآخر منامة رأت خيرا إنشاءالله أن هناك صالون مجهز آخر تجهيز من أفرشة وكل شيء فيه آخر طراز فإذا يقولون لها إنه في ملك عائشة. فكيف يمكنها التخلص من هذا الكابوس ؟
من فضلكم من خلال ما سرد عليكم من مشكل هذه السيدة. هل يعتبر ما جرى لهذه السيدة مكتوبا عليها.
وهل لها الحق بأن تحزن على بيتها الذي خسرته تحت تأثير السحر ؟
وكيفما كانت الطريقة التي فقدت بها منزلها هل لها الحق بأن تحزن عليه ؟
وهل كان مكتوبا بأن هذا المنزل ستفقده يوما ما ؟
صدقوني ، إلى حد هذا اليوم ، لم تتمكن من فرشه بحيث تحس وكأنها مكبلة.
إن هذه الجنية بدأت تتعرض لها في كل شيء، بحيث كل شيء جميل هو لعائشة أما هي فلها فتات الأشياء.
أناشدكم الله بأن تعرضوا هذا الموضوع على الفقهاء والعلماء بموقعكم ونحن ننتظر جوابكم المفضل بما فيه من نصائح وطرق للعلاج من هذا المشكل.

قرشي فوزية

أبو البراء 08-09-2004 09:50 PM

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

أيتها الأخت الكريمة، أسأل الله عز وجل أن يشفيك بشفائه، وأن يداويك بدوائه، وأسأل الله تعالى الشفاء لجميع المسلمين من جميع الأمراض والآلام.

اعلمي يا رعاك الله انه لا يجوز الذهاب إلى العرافين والسحرة والمنجمين والكهنة ونحوهم ، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم ، ولا يجوز التداوي عندهم ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم وسؤالهم وعن تصديقهم؛ لأنهم يدعون علم الغيب ، ويكذبون على الناس ، ويدعونهم إلى أسباب الانحراف عن العقيدة .

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة أخرجه مسلم في صحيحه ، وقال صلى الله عليه وسلم : من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام : ليس منا من سحر أو سحر له أو تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . وفيما أباح الله من التداوي بالرقية الشرعية والأدوية المباحة عند المعروفين بحسن العقيدة والسيرة ما يكفي والحمد لله . والله ولي التوفيق

اقتباس:




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

إن الله تعالى خلق البشرية ، وأرسل فيها الرسل ، وأنزل الكتب ، ليبين لها طريق الحق والاستقامة ، ويحدد لها المسلك والمنهج ، فمنها من أسلم وأناب وسلك طريق الفوز والنجاة ، ومنها من كفر وجحد وابتعـد عن طريق الله وهدي الرسل ، فخسر وخاب واستحق العقوبة الإلهية 0

ولا شك أن الإنسان يعيش حياته بين صفو وكدر وجملة من الأخطار والأمراض والحوادث ، وقد قرر الشاعر هذه الحقيقة حين قال :

ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى00000000000000من العيش مـا يصفو وما يتكدر

والله سبحانه جعل الصبر جوادا لا يكبو ، وصارما لا ينبو ، وجندا لا يهزم ، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم ، فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد ، ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله في محكم الكتاب أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، وأخبرهم أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين ، فقال تعالى : ( وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ( سورة الأنفال – الآية 46 ) فظفر الصابرون بهذه المعية بخيري الدنيا والآخرة ، وفازوا بها ، وبنعمه الباطنة والظاهرة ، وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين ، فقال تعالى وبقوله اهتدى المهتدون : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِأيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) ( سورة السجدة – الآية 24 ) 0

والمسلم يعيش في الحياة وتعترضه الأخطار والحوادث ، ولا يصيبه منها إلا ما كتب الله له ، وإذا أصابه ما يصيبه فإن ذلك قضاء الله وقدره ولحكمة ربانية اقتضتها الإرادة الإلهية المبنية على علم الله الواسع بأحوال عباده ، وما يقتضيه ذلك العلم من مصالح خاصة وعامة للعباد ، قد تعود المصلحة إلى المصاب نفسه وقد تعود إلى أهله وأوليائه وقد تعود إلى مجتمعه 0 ثم إن الأخطار المحيطة بالإنسان قد تصيبه فيكون ذلك نتيجة قضاء الله وقدره وقد تخطئه فيكون ذلك من دفع الله ولطفه بعبده ، قال تعالى في حق العبد : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ 000 ) ( سورة الرعد – الآية 11 ) 0

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( قال بعض الصالحين : يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك ، يا بني القدر سبع ، والسبع لا يأكل الميتة ! ) ( زاد المعاد – 4 / 194 ) 0

ولا بد للمسلم أن يعتقد جازما أن طريقه ليس ممهدا ، ولا سهلا ميسرا ، إنما تكتنفه الصعاب ، ويواجه في سيره الكثير من العقبات 0 والابتلاء من الوقفات التي لا بد أن تعترض هذا الطريق ، وأنه لا بد من التمحيص والاختبار ليتبين الصادق من الكاذب ، فكان الابتلاء 0 وفي ذلك يخبر الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءامَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ( سورة العنكبوت – الآية 2 ) 0

وبالعادة يتعرض الإنسان في حياته لمظاهر وأنواع مختلفة من الابتلاء ، فيعيش بين الفرح والحزن ، والغنى والفقر ، والفرج والضيق ، والولادة والموت ، والذي يميز المسلم الحق في سمته أن لا يكون جاحدا لنعم الله تعالى ، فيصبر في الضراء ، ويشكر في السراء 0

ولذلك ترى أبناء الدنيا متقلبين فيها ، بين خير وشر ، ونفع وضر ، ولا ترى لهم في أيام الرخاء أنفع من الشكر والثناء ، ولا في أيام المحنة والبلاء أنجع من الصبر والدعاء 0 وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أنه ما من ليل إلا وبعده صباح ، وما من ضيق وشدة إلا وبعده فرج وخير 0

فطوبى ثم طوبى لمن وفق في الحالين للقيام بالواجبين ! وتجد أفضل شيء يفزع إليه من ابتلي بمكروه من شدة أو مرض أو هم أو غم أو أي صارف من صروف الدهر ، قراءة القرآن بتدبر وخشوع ، فإن فيه راحة وطمأنينة وسكينة للنفس الإنسانية 0

ونتيجة لمواكبة الإنسان للظروف والأحداث ، وبنظرة متفحصة متأملة إلى من عاش في الدنيا قديما وحديثا ، تجد تقلب الأحوال ، وتغيرها من حال لحال ، ومعرفة الممتحن لذلك فيه شحذ لبصيرته على الصبر ، وتقوية عزيمته على التسليم إلى مالك كل أمر ، والتفويض إلى من بيده ملك النواصي ، وإذا علم الله سبحانه وتعالى - وهو علام الغيوب - من عبده الممتحن والمبتلى صدق اللجوء إليه ، وانقطاع آماله إلا من عنده ، لم يكله إلى سعيه وجهده ونفسه ، بل ينزل عليه من عنايته وحفظه ورفقه ما تزول به الغمة والشدة ويعيش في أحسن حال 0

ولذلك جاءت الأدلة من الكتاب والسنة تبين الأجر الكبير والثواب العظيم ، الذي أعده الله سبحانه وتعالى للصابرين المحتسبين ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) ( سورة البقرة – الآية 155 ، 157 ) وكما ثبت من حديث جابر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليودن أهل العافية يوم القيامة ، أن جلودهم قرضت بالمقاريض ، مما يرون من ثواب أهل البلاء ) ( صحيح الجامع 5484 ) 0

قال المناوي : لا( أي يتمنى أهل العافية في الدنيا يوم القيامة قائلين ليت جلودنا كانت قرضت بالمقاريض فلنا الثواب المعطى على البلاء ، " مما يرون من ثواب أهل البلاء " لأن الله سبحانه طهرهم في الدنيا من موادهم الخبيثة بأنواع البلايا والرزايا فلقوه وقد خلصت سبيكة إيمانهم من الخبث في دار الخبث فصلحوا حينئذ لجواره ومساكنته في دار كرامته ، فيصب عليهم فيها الأنعام صبا 0 وأما من لم يتطهر من مواده الخبيثة في دار الخبث فتطهره النار ، إذ حكمته تعالى تأبى أن يجاوره أحد في دار كرامته وهو متلطخ بخبائثه 0 ومن تحقق بعلم ذلك انفتح له باب الرضى والتسليم ، ومن ثم قال بعض العارفين لو كشف للمبتلى عن سر سريان الحكمة في البلاء لم يرض إلا به ) ( فيض القدير – 5 / 399 ) 0

يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – تعقيبا على كلام العلامة المناوي – رحمه الله - : ( الدنيا ليست دار خبث ولكنها دار عبادة لله وقيام بحقه ) 0

وكما ثبت أيضا من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة ، في نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) ( صحيح الجامع - 5815 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " ما يزال البلاء بالمؤمن " أي ينزل بالمؤمن الكامل " والمؤمنة " في نفسه وماله وولده " حتى يلقى الله " أي يموت " وما عليه خطيئة " أي وليس عليه سيئة لأنها زالت بسبب البلاء ) ( تحفة الأحوذي – باختصار – 7 / 67 ، 68 ) 0

فالرضى بقضاء الله وقدره يقرب إلى الله تعالى ، والصابرون المحتسبون ليس لهم جزاء إلا الجنة ، التي عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين ، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال : قال تعالى في الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ( صحيح الجامع 4307 ) 0

يقول الشيخ عبدالله الحداد المعالج بالقرآن ورئيس وحدة الإرشاد الصحي بجمعية مكافحة التدخين والسرطان في دولة الكويت تحت عنوان " الإيمان بالقضاء والقدر " : ( لا بد من ترسيخ حقيقة أن ما أصابنا فهو بقدر من الله وهو أرحم الراحمين ، وله حكمة في ذلك ، وإذا تعزز هذا المفهوم في نفس المسلم هانت عليه كل المصائب ، ولا شك في أن الأعراض الناتجة من تأثيرات السحر أو المس أو الحسد هي من ضمن البلايا والمصائب ) ( مجلة الفرحة – العدد 42 – مارس سنة 2000 م ) 0

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه ، فسيرته نموذج يقتدى به في الصبر والتحمل ، فقد لاقى الكثير في سبيل الدعوة وتبليغ الرسالة ، وتبعه من بعده الخلفاء الراشدون وتحملوا الكثير من أعباء الدعوة وتبعاتها ، ومنهم من لقي الله شهيدا محتسبا ، وسيرة الصحابة والتابعين والسلف تزخر بالأعمال العظيمة والتضحيات الكبيرة ، وصبر وتحمل مشاق تقصر عنها خطانا كثيرا ، منافحين ومدافعين عن الكتاب والسنة ، وكانت نظرتهم للدنيا وزخرفها نظرة مودع ، لا مؤمل ، علموا يقينا أن الدنيا وما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، كانوا ينشدون رضا الله سبحانه ، ويسعون للفوز بجنته ، فكانوا من أشد الناس بلاء ، كما ثبت في الحديث الصحيح عن أخت حذيفة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أشد الناس بلاء الأنبياء الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ) ( صحيح الجامع – 994 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " أشد الناس " أي أكثر وأصعب " بلاء " أي محنة ومصيبة " قال الأنبياء " أي هم أشد في الابتلاء لأنهم يتلذذون بالبلاء كما يتلذذ غيرهم بالنعماء ، ولأنهم لو لم يبتلوا لتوهم فيهم الألوهية ، وليتوهن على الأمة الصبر على البلية 0 ولأن من كان أشد بلاء كان أشد تضرعا والتجاء إلى الله تعالى " ثم الأمثل فالأمثل " قال الحافظ : الأمثل أفعل من المثالة والجمع أماثل وهم الفضلاء 0 وقال ابن الملك : أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى رتبة ومنزلة 0 يعني من هو أقرب إلى الله بلاؤه ليكون ثوابه أكثر ) ( تحفة الأحوذي – 7 / 66 ، 67 ) 0

وحديث عطاء بن رباح - رضي الله عنه - مثل يقتدى به على التحمل والصبر ونيل رضا الله سبحانه ، تلك الصحابية الجليلة العفيفة الطاهرة ( أم زفر ) كانت تصرع وتتكشف فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو حالها وتصف له داءها ، فأوصاها بالصبر والاحتساب وبشرها بالجنة ، والحديث قد عرجت عليه في كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( أدلة السنة المطهرة على صرع الجن للإنس ) 0

والتسخط من قضاء الله وقدره يوجب سخط الله وعقوبته ، والرضى به يجني لصاحبه الخير الكثير والسعادة الأبدية والفوز بالجنة ، كما ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) ( صحيح الجامع 2110 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " إن عظم الجزاء " أي كثرته " مع عظم البلاء " فمن كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم " ابتلاهم " أي اختبرهم بالمحن والرزايا " فمن رضي " بما ابتلاه به " فله الرضى " منه تعالى وجزيل الثواب " ومن سخط " بكسر الخاء أي كره بلاء الله وفزع ولم يرض بقضائه " فله السخط " منه تعالى وأليم العذاب ، ومن يعمل سوءا يجز به ، والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه ) ( تحفة الأحوذي - 7 / 65 ، 66 ) 0

وهكذا يجب أن يكون حال المسلم ، يصبر ويحتسب ولا يلجأ إلا لخالقه سبحانه ، فيسأله الشفاء ويرضى بالقضاء ويتذكر الموت والبعث والنشور وتطاير الصحف ، ثم هل إلى الجنة أم إلى النار ؟ إن تفكر في ذلك سيعلم آنذاك أن الابتلاء نعمة ، والصبر فوز وعافية ، والقنوط خسران ونقمة 0

ولا شك أن لدفع البلاء عن العبد مجموعة من الأسباب منها :

1)- لطف الله بعبده ورحمته إياه ، خاصة إن كان العبد قوي الإيمان بخالقه ، شديد التعلق بربه 0

2)- حفظ العبد ربه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك ) 0

3)- التعرف إلى الله في الرخاء بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، كما ثبت من حديث ابن عباس وأبي سعيد - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة 000 الحديث ) ( صحيح الجامع - 2961 ) 0

قال المناوي : ( " تعرف " بشد الراء " إلى الله " أي تحبب وتقرب إليه بطاعته والشكر على سابغ نعمته ، والصبر تحت مر أقضيته وصدق الالتجاء الخالص قبل نزول بليته " في الرخاء " أي في الدعة والأمن والنعمة وسعة العمر وصحة البدن فالزم الطاعات والإنفاق في القربات حتى تكون متصفا عنده بذلك معروفا به " يعرفك في الشدة " بتفريجها عنك وجعله لك من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا بما سلف من ذلك التعرف ، كما وقع للثلاثة الذين أووا إلى الغار 0 فإذا تعرفت إليه في الرخاء والاختيار جازاك عليه عند الشدائد والاضطرار بمدد توفيقه وخفى لطفه كما أخبر تعالى عن يونس- عليه الصلاة والسلام- بقوله : ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ ) ( سورة الصافات – الآية 143 ) يعني قبل البلاء بخلاف فرعون لما تنكر إلى ربه في حال رخائه لم ينجه اللجوء عند بلائه فقال تعالى : ( ءالأنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ) " سورة يونس – الآية 91 " ) ( فيض القدير – 3 / 251 ) 0

4)- التقرب إلى الله تعالى بالصدقات ، فإن صدقة السر تدفع غضب الرب وتداوي المرض ، كما ثبت من حديث عبدالله بن جعفر وأبي سعيد – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صدقة السر تطفئ غضب الرب ) ( صحيح الجامع 3759 ) 0

قال المناوي : ( يمكن حمل إطفاء الغضب على المنع من إنزال المكروه في الدنيا ووخامة العاقبة في العقبى من إطلاق السبب على المسبب ، كأنه نفي الغضب وأراد الحياة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن في العقبى 0قال بعضهم : المعنى المقصود في هذا الموضع الحث على إخفاء الصدقة ) ( فيض القدير – باختصار – 4 / 193 ) 0

وقد ثبت من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ( صحيح الجامع 3358 ) 0

قال المناوي : ( فإن الطب نوعان ، جسماني و****** فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأول ، وأشار إلى الثاني فأمر بمداواة المرضى بالصدقة ، ونبه بها على بقية أخواتها من القرب كإغاثة ملهوف وإعانة مكروب ، وقد جرب ذلك الموفقون فوجدوا الأدوية ال******ة تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية ، ولا ينكر ذلك إلا من كثف حجابه ! والنبي صلى الله عليه وسلم طبيب القلوب ، فمن وجد عنده كمال استعداد إلى الإقبال على رب العباد أمره بالطب ال****** ومن رآه على خلاف ذلك وصف له ما يليق من الأدوية الحسية ) ( فيض القدير – 3 / 515 ) 0

5)- الإكثار من الأوراد والأذكار المستمدة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة 0

6)- الالتجاء إلى الله تعالى والتعلق به ، والاعتقاد بأنه المعطي والمانع ، وأن النفع والضر بيده سبحانه وتعالى وحده دون سواه من سائر الخلق 0

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وليعلم أهل المصائب أنه لولا محن الدنيا ومصائبها ، لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا ، فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقـده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية من هذه الأدواء ، وحفظا لصحة عبوديته ، واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة ، فسبحان من يرحم ببلائه ، ويبتلي بنعمائه 0 كما قيل :

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت000000000000000000ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

فلولا أنه سبحانه وتعالى يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء ، لطغوا وبغوا وعتوا وتجبروا في الأرض ، وعاثوا فيها بالفساد ، فإن من شيم النفوس إذا حصل لها أمر ونهي ، وصحة وفراغ ، وكلمة نافذة من غير زاجر شرعي يزجرها ، تمردت وسعت في الأرض فسادا مع علمهم بما فعل بمن قبلهم ، فكيف لو حصل لهم مع ذلك إهمال ؟! ولكن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بعبده خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ منه الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه ، أهله لأشرف مراتب الدنيا وهي عبوديته ، ورقاه أرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته ) ( الطب النبوي – 195 ) 0

وقال - رحمه الله - في موضع آخر : ( وإن مما يتسلى به أهل المصائب ) :

* أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه 0

* أن ينظر المصاب ما أصيب به ، فيجد ربه قد أبقى عليه مثله ، أو أفضل منه ، وادخر له - إن صبر ورضي - ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة ، وإنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي 0

* أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب ، وليعلم أنه في كل واد بنو سعد ، ولينظر يمنة ، فهل يرى إلا محنة ؟ ثم ليعطف يسرة ، فهل يرى إلا حسرة ؟ وأنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى ، إما بفوات محبوب ، أو حصول مكروه ، وإن شرور الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل ، إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا ، وإن سرت يوما ، ساءت دهرا ، وإن متعت قليلا منعت طويلا ، وما ملأت دارا خيرة إلا ملأتها عبرة ، ولا سرته بيوم سرور إلا خبأت له يوما شرورا 0

* أن يعلم أن الجزع لا يردها ، بل يضاعفها 0 وهو في الحقيقة من تزايد المرض 0

* أن يعلم أن فوات ثواب الصبر والتسليم - وهو الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع - أعظم من المصيبة في الحقيقة 0

* أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ، ويسيء صديقه ، ويغضب ربه ، ويسر شيطانـه ، ويحبط أجره ، ويضعف نفسه 0 وإذا صبر واحتسب أنضى شيطانه ورده خاسئا ، وأرضى ربه ، وسر صديقه ، وساء عدوه ، وحمل عن إخوانه ، وعزاهم هو قبل أن يعزوه ، فهذا هو الثبات والكمال الأعظم ، لا لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والدعاء بالويل والثبور ، والسخط على المقدور 0

* أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به ولو بقي عليه ، ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه ، فلينظر : أي المصيبتين أعظم ، مصيبة العاجلة ؟ أم مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد ؟!

* أن يروح قلبه بروح رجاء الخلف من الله ، فإنه من كل شيء عوض إلا الله فما منه عوض 0

* أن يعلم أن حظه من المصيبة ما تحدثه له ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط ، فحظك منها ما أحدثته لك ، فأختر خير الحظوظ أو شرها ، فإن أحدثت له سخطا وكفرا ، كتب في ديوان الهالكين ، وإن أحدثت له جزعا وتفريطا في ترك واجب أو فعل محرم ، كتب في ديوان المفرطين 0 وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر ، كتب في ديوان المغبونين ، وإن أحدثت له اعتراضا على الله وقدحا في حكمته ، فقد قرع باب الزندقة أو ولجه 0 وإن أحدثت صبرا وثباتا لله ، كتب في ديوان الصابرين 0 وإن أحدثت له الرضا عن الله ، كتب في ديوان الراضين 0 وإن أحدثت له الحمد والشكر ، كتب في ديوان الشاكرين ، وكان تحت لواء الحمد مع الحامدين 0 وإن أحدثت له محبة واشتياقا إلى لقاء ربه ، كتب في ديوان المحبين المخلصين 0

* أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته ، فآخـر أمره إلى صبر الاضطرار ، وهو غير محمود ولا مثاب 0

* أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له ، وأن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب ، فمن ادعى محبة محبوب ، ثم سخط ما يحبه ، وأحب ما يسخطه ، فقد شهد على نفسه بكذبه ، وتمقت إلى محبوبه 0

* أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين وأدومهما : لذة تمتعه بما أصيب به ، ولذة تمتعه ثواب الله له ، فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح ، فليحمد الله على توفيقه 0 وإن آثر المرجوح من كل وجه ، فليعلم أن مصيبته في عقله وقلبه ودينه أعظم من مصيبته التي اصيب بها في دنياه 0

* أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ، ولا ليعذبه به ، ولا ليجتاحه ، وإنما تفقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه ، وليسمع تضرعه وابتهاله ، وليراه طريحا ببابه ، لائذا بجنابه مكسور القلب بين يديه ، رافعا قصص الشكوى إليه 0

* أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة ، يقلبها الله سبحانه كذلك ، وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة ، ولأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خير له من عكس ذلك ) ( الطب النبوي – بتصرف واختصار – 188 ، 196 ) 0

ذكر أبو عبدالله محمد المنبجي الحنبلي في كتابه ( تسلية أهل المصائب ) إضافة إلى ما نقله عن العلامة ابن القيم - رحمه الله - في بعض ما يتسلى به أهل المصائب ، فقال :

* أن يستعين بالله ويتوكل عليه ، ويتعزى بعزاء الله تعالى ، ويمتثل أمره في الاستعانة بالصبر والصلاة ، ويعلم أن الله مع الصابرين ، ويطلب استنجاز ما وعد الله به عباده على الصبر ، فالمؤمن الموفق - نسأل الله تعالى حسن التوفيق - من يتلقى المصيبة بالقبول ، ويعلم أنها من عند الله لا من عند أحد من خلقه ، ويجتهد في كتمانها ما أمكن 0

* أن يعلم أن المصيبة في الدين من أعظم مصائب الدنيا والآخرة ، وهي نهاية الخسران الذي لا ربح معه ، والحرمان الذي لا طمع معه 0

* وأن يعلم أن من أعظم المصائب في الدين : موت النبي صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم ، ولأن بموته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة ، وانقطعت النبوات ، وكان موته أول ظهور الشر والفساد ، بارتداد العرب عن الدين ، فهو أول انقطاع عرى الدين ونقصانه ، وفيها غاية التسلية عن كل مصيبة تصيب العبد ، وغير ذلك من الأمور التي لا أحصيها 0

عن القاسم – مرسلا - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليعز المسلمين في مصائبهم ، المصيبة بي ) ( رواه ابن المبارك في " الزهد " - برقم ( 467 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 5459 - السلسلة الصحيحة 1106 ) 0

* أن يوطن نفسه على أن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله ، وأنها بقضائه وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى لم يقدرها عليه ليهلكه بها ، ولا ليعذبه ، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره ورضاه ، وشكواه إليه وابتهاله ودعاءه ، فإن وفق لذلك كان أمر الله قدرا مقدورا ، وإن حرم ذلك كان خسرانا مبينا 0

* أن لا ينكر في هذه الدنيا وقوع هذه المصائب على اختلاف أنواعها ، ومن استخبر العقل والنقل أخبراه بأن الدنيا مارستان المصائب ، وليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بالكدر ، فكل ما يظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب ، وعمارتها وإن حسنت صورتها خراب ، وجمعها فهو للذهاب ، ومن خاض الماء الغمر – أي الماء القليل - لم يخل من بلل ، ومن دخل بين الصفين – أي في القتال - لم يخل من وجل ، فالعجب كل العجب ممن يده في سلة الأفاعي – جمع أفعى وهو ذكر الحية - كيف ينكر اللسع ؟! وأعجب منه من يطلب من المطبوع على الضر – المطبوع على الضر : كالعقرب والحية ونحوها - النفع ! 0

* ينبغي للمصاب بنفسه ، أو بولده ، أو بغيرهما ، أن يجعل في المرض - مكان الأنين - ذكر الله تعالى ، والاستغفار والتعبد ، فإن السلف - رحمهم الله تعالى – كانوا يكرهون الشكوى إلى الخلق ، وهي وإن كان فيها راحة إلا أنها تدل على ضعف وخور ، والصبر عنها دليل قوة وعز ، وهي إشاعة سر الله تعالى عند العبد ، وهي تؤثر شماتـة الأعداء ورحمة الأصدقاء ) ( تسلية أهل المصائب – باختصار – 23 ، 42 ) 0

تلك وقفات جميلة بها عزاء وتسلية لمن أصابته مصيبة أو هم ، أو غم أو كرب ، والتأمل في تلك الوقفات والتدبر في معانيها ، يعطي نقاء وصفاء للنفس البشرية فيهذبها ويصقلها بالأدب الإسلامي حيث تدرك آنذاك أن الله سبحانه قد من عليها بنعم لا تعد ولا تحصى ، وأعظمها وأجلها نعمة الدين ، فالواجب يحتم الرضاء بقضاء الله ، وشكره على نعمه وسائر فضله ، والتفكر بالجزاء والأجر والثواب ، سائلين المولى سبحانه وتعالى الصبر والثبات في الدنيا وعند الممات ، كما أسأله أن يشفي مرضى المسلمين ويرزقهم العفو والعافية في الدنيا والآخرة 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


والله المسؤول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.

أم محمد أمين

أبو البراء 08-09-2004 09:52 PM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( قرشي فوزية ) ، حول ما ذكرتِ من حال تلك الأخت – وفقها الله لما فيه خيرها وصلاحها – أولاً أقول وبالله التوفيق :

ما أصاب تلك الأخت كان بسبب عدم عودتها للعلماء وطلبة العلم والدعاة لتوجيهها الوجهة الشرعية اللازمة في علاج حالتها ، وبدل ذلك توجهت إلى أحد المشعوذين والسحرة والعرافين ، ولذلك عليها أن تلوم نفسها أولاً وأخيراً ، ومع ذلك نقول : ( قدر الله وما شاء فعل ) 0

ثم أعود لأسئلتك وهيَّ على النحو التالي :

السؤال الأول : ماذا توصون هذه السيدة ، وبماذا تنصحونها للتخلص من السحر وآثاره بحيث سدت كل الأبواب في وجهها من جراء هذا السحر وأصبح عندها العكس في كل شيء مع الثقاف نناشدكم الله أن تفتوا هذه السيدة عن طريقة التخلص من هذه الورطة التي تسببت لها في الإفلاس ماديا ومعنويا والخسارة النكراء التي لا يتمناها أي مسلم لأخيه المسلم ؟؟؟

الجواب : أوصيها بتقوى الله سبحانه وتعالى والتوبة النصوح عما فعلت ، وعليها الاقلاع عن هذا الأمر وتتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعة وقراءة القرآن والذكر والدعاء ، والله سبحانه وتعالى يقبل توبة عبده ما لم يغرغر ، وما لم تشرق الشمس من مغربها ، ولتعلم يا رعاها الله أن خسران المال والبدن يهون عند خسران الدين أعاذنا الله ولإياكم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ولتعلم أن محافظتها على دينها وتمسكها بسنة رسولها صلى الله عليه وسلم فيها الفلاح والنجاح في الدارين الدنيا والآخرة ، وكي أبين لها خطورة السحر والسحرة فإني أحيلها على الرابط التالي :

http://www.ruqya.net/sehr1.html

السؤال الثاني : إلى يومنا هذا ترى في منامها ( عائشة ) ، وآخر منامة رأت خيرا إنشاء الله أن هناك صالون مجهز آخر تجهيز من أفرشة وكل شيء فيه آخر طراز فإذا يقولون لها إنه في ملك عائشة. فكيف يمكنها التخلص من هذا الكابوس ؟؟؟

الجواب : عليها أن تحافظ على الذكر والدعاء وبخاصة أذكار الصباح والمساء ودخول المنزل والخروج منه وأذكار النوم ، وقراءة سورة البقرة ، وكذلك المحافظة على سنن النوم وهيَّ :

1)- أن تنام على شقها الأيمن متوجهة إلى القبلة 0
2)- أن تدعو بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( أذكار النوم ) :

1 - حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – في ذاك الشيطان الذي كان يحثو من طعام زكاة رمضان – والحديث طويل والشاهد فيه قول الشيطان كما ورد في الحديث : ( دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هن ؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) ( سورة البقرة – الآية 255 ) ، حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك عندما قال صدقك وهو كذوب ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب بدء الخلق ( 11 ) - برقم 3275 - وكتاب الوكالة ( 10 ) - برقم 2311 ، وكتاب فضائل القرآن ( 10 ) - برقم 5010 ) 0

قال المباركفوري : ( " وهي معاودة للكذب " أي معتادة له ومواظبة عليه 0 قال في القاموس : تعود وعاوده وعوادا واعتاده واستعاده ، جعله من عادته ، والمعاود : المواظب ، انتهى " آية الكرسي " بالنصب بدل من شيئا " ولا غيره " أي مما يضرك " صدقت وهي كذوب " هو من التتميم البليغ ، لأنه لما أوهم مدحها بوصفه الصدق في قوله " صدقت " استدرك نفي الصدق عنها بصيغة مبالغة ، والمعنى : صدقت في هذا القول مع أنها عادتها الكذب المستمر ، وهو كقولهم : قد يصدق الكذوب ) ( تحفة الأحوذي – 8 / 149 ، 150 ) 0

2- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ( ءامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ( سورة البقرة - الآية 285 ، 286 ) إلى آخر السورة ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( " من قرأ الآيتين " وفي رواية للبخاري بزيادة الباء واللام للعهد " من آخر سورة البقرة " يعني من قوله تعالى " آمن الرسول " إلى آخر السورة فآخر الآية الأولى المصير ومن ثم إلى آخر السورة آية واحدة وأما ( اكتسبت ) فليست رأس آية باتفاق العادين 0 ذكره ابن حجر " في ليلة كفتاه " بتخفيف الفاء أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا ، هبه داخل الصلاة أم خارجها ، أو أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا أو وقتاه من كل سوء مكروه وكفتاه شر الشيطان أو الآفات أو دفعتا عنه شر الثقلين أو كفتاه بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر أو كفتاه قراءة آية الكرسي التي ورد أن من قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره وجاء في حديث أنه لم ينزل خير من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه هاتان الآيتان أما خير الآخرة فإن قوله " آمن الرسول " إلى قوله " لا نفرق بين أحد من رسله " إشارة إلى الإيمان والتصديق ، وقوله "سمعنا وأطعنا" إلى الإسلام والانقياد والأعمال الظاهرة ، وقوله " وإليك المصير " إشارة إلى جـزاء العمل في الآخرة وقوله " لا يكلف الله " إلخ إشارة إلى المنافع الدنيوية لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب والرسل وغير ذلك ، ولهذا أنزلتا من كنز تحت العرش ) ( فيض القدير – 6 / 197 ، 198 ) 0

3- عن جابر - رضي الله عنه – قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ ( الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( سورة السجدة – الآية 1 ، 2 ) و ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) ( سورة تبارك – الآية 1 ) ) ( السلسلة الصحيحة 585 ) 0

قال المناوي : ( قال الطيبي : حتى غاية للإينام ويحتمل كون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأ وكونه لا ينام مطلقا حتى يقرأ يعني لم يكن عادته النوم قبل قراءتهما ، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان ، ولو قيل كان يقرؤهما بالليل لم يفد ذلك ) ( فيض القدير – 5 / 190 ) 0

4- عن عائشة - رضي الله عنها – : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ) ( متفق عليه ) 0

5- عن فروة بن نوفل - رضي الله عنه - : أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ، علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي ، فقال : ( اقرأ ( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) فإنها براءة من الشرك ) ( صحيح الجامع 292 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " اقرأ يا أيها الكافرون " أي إلى آخرها ، زاد أبو داوود في روايته ثم نم على خاتمتها " فإنها " أي هذه السورة " براءة من الشرك " أي ومفيدة للتوحيد ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 246 ) 0

6- عن علي – رضي الله عنه – قال : شكت إليّ فاطمة مجل يديها من الطحين ، فقلت : لو أتيت أباك فسألتيه خادما ؟ فقال : ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما مضجعكما تقولان ثلاثا وثلاثين ، وثلاثـا وثلاثين ، وأربعـا وثلاثين ، من تحميد ، تسبيح ، وتكبير ) ( متفق عليه ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " شكت إليّ فاطمـة مجل يديها " قال في النهاية : يقال مجلت يده تمجل مجلا ومجلت تمجل مجلا إذا ثخن جلدها وتعجر وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة" من الطحين " أي بسبب الطحين وهو الدقيق وفي بعض النسخ من الطحن " فقلت لو أتيت أباك فسألتيه خادما " أي جارية تخدمك وهو يطلق على الذكر والأنثى " فقال " أي النبي صلى الله عليه وسلم :" ألا أدلكما على ما هو خير من الخادمة " وفي رواية للبخاري ( فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته 0 قال : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم 0 فقال مكانك 0 فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري 0 فقال : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ) قال العيني : وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا 0 والآخرة خير وأبقى ، وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم " تقولان ثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين من تحميد وتسبيح وتكبير " وفي الرواية المتفق عليها كما في المشكاة " فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين " ) ( تحفة الأحوذي - 9 / 250 ) 0

قال ابن القيم : ( قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - : بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات ، لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره ) ( صحيح الوابل الصيب – ص 174 ) 0

7- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قـام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره – أي طرف إزاره - ثلاث مرات ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده فإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ( متفق عليه ) 0

قال المباركفوري : ( قال القاري : قيل النفض بإزاره لأن الغالب في العرب أنه لم يكن لهم ثوب غير ما هو عليهم من إزار ورداء ، وقيد بداخل الإزار ليبقى الخارج نظيفا ، ولأن هذا أيسر ولكشف العورة أقل وأستر ، وإنما قال هذا لأن رسم العرب ترك الفراش في موضعه ليلا ونهارا ولذا علله وقال " فإنه " أي الشأن والمريد للنوم " لا يدري ما خلفه " بالفتحات والتخفيف " عليه " أي على الفراش" بعده " أي ما صار بعده خلفا وبدلا عنه إذا غاب 0 قال الطيبي : معناه لا يدري ما وقع في فراشه بعدما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام 0 وقال النووي : ( داخله الإزار طرفه ، ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه ، لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك 0 انتهى " باسمك ربي وضعت جنبي " أي مستعينا باسمك يا ربي " وبك أرفعه " أي باسمك أو بحولك وقوتك أرفعه فلا أستغني عنك بحال " فإن أمسكت نفسي " أي قبضت روحي في النوم " فارحمها " أي بالمغفرة والتجاوز عنها " وإن أرسلتها " بأن رددت الحياة إلي وأيقظتني من النوم " فاحفظها " أي من المعصية والمخالفة " بما تحفظ به " أي من التوفيق والعصمة والأمانة " عبادك الصالحين " أي القائمين بحقوق الله وعباده 0 والباء في بما تحفظ مثلها في كتب بالقلم ، وما موصولة مبهمة وبيانها ما دل عليه صلتها لأن الله تعالى إنما يحفظ عباده الصالحين من المعاصي ومن أن لا يتهاونوا في طاعته وعبادته بتوفيقه ولطفه ورعايته ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 244 ، 245 ) 0

8- عن حفصة - رضي الله عنها - قالت : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده ( يعني اليمنى ) تحت خده 0 ثم يقول : ( اللهم ! قني عذابك يوم تبعث " أو تجمع " عبادك " ثلاث مرات " ) ( السلسلة الصحيحة 2754 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " وضع يده " أي اليمنى كمـا في رواية أحمد " اللهم قني " أي احفظني " يوم تجمع أو تبعث عبادك " أي يوم القيامة وأو للشك من الراوي ، ولما كان النوم في حكم الموت والاستيقاظ كالبعث دعا بهذا الدعاء تذكرا لتلك الحالة ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 241 ) 0

9- عن البراء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ، فإن مت في ليلتك مت على الفطرة - الفطرة الخلقة التي يخلق عليها المولود في بطن أمه - ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( فقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أخذت مضجعك " معناه إذا أردت النوم في مضجعك " فتوضأ " ، والمضجع بفتح الميم 0 وفي هذا الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست بواجبة : إحداها : الوضوء عند إرادة النوم فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء ، لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته ، وليكون أصدق لرؤياه ، وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه 0 الثانية : النوم على الشق الأيمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ، ولأنه أسرع إلى الانتباه 0 الثالثة : ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله 0
قوله : صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أسلمت وجهي إليك " وفي الرواية الأخرى :" أسلمت نفسي إليك " أي استسلمت ، وجعلت نفسي منقادة لك ، طائعة لحكمك 0 قال العلمـاء : الوجه والنفس هنا بمعنى الذات كلها ، يقال : سلم وأسلم واستسلم بمعنى 0 ومعنى ألجأت ظهري إليك أي توكلت عليك ، واعتمدتك في أمري كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده 0
وقوله : " رغبة ورهبة " أي طمعا في ثوابك ، وخوفا من عذابك 0
قوله صلى الله عليه وسلم : " مت على الفطرة " أي الإسلام 0 وإن أصبحت أصبت خيرا أي حصل لك ثواب هذه السنن ، واهتمامك بالخير ، ومتابعتك أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 197 ) 0

10- عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام قال : ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) 0 وإذا استيقظ قال : ( الحمد لله الذي أحيا نفسي بعد ما أماتها وإليه النشور ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم باسمك أموت ، وباسمك أحيـا " قيل معناه بذكر اسمك أحيا ما حييت ، وعليه أموت ، وقيل : معناه أحيا أي أنت تحييني ، وأنت تميتني ، والاسم هنا هو المسمى 0
قوله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور " المراد بأماتنا النوم ، وأما النشور فهو الإحياء للبعث يوم القيامة ، فنبه صلى الله عليه وسلم بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو كالموت على إثبات بعد الموت 0 قال العلماء : وحكمة الدعاء عند إرادة النوم أن تكون خاتمة أعماله كما سبق ، وحكمته إذا أصبـح أن يكون أول عملـه بذكر التوحيد والكلم الطيب ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 199 ) 0

11- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه ؛ قال : ( اللهم رب السماوات ، ورب الأرض ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول ؛ فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر ؛ فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر ؛ فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن ؛ فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين ، وأغنني من الفقر ) ( صحيح الجامع 4424 ) 0

فإن فعلت كل ذلك فسوف تذهب كل تلك الأحلام المزعجة عنك ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثالث : من فضلكم من خلال ما سرد عليكم من مشكل هذه السيدة ، هل يعتبر ما جرى لهذه السيدة مكتوبا عليها ؟؟؟

الجواب : لا بد من اليقين أختي الفاضلة بأن كل شيء مكتوب بأمر الله سبحانه وتعالى ، إلا أن الله سبحانه وتعالى وهب الإنسان العقل وأنزل له الكتاب والسنة ، وعليه أن يختار ملا ينفعه في الدنيا والآخرة ، ولذلك قلت لكِ لو أن هذه الأخت – هداها الله لما فيه خيرها – سألت قبلا التوجه إلى تلك الفئة الاضالة لما نالها كل ذلك ، وعلى كل حال باب التوبة مفتوح كمنلا أشرت آنفاً فعليها التوبة النصوح والعودة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى 0

السؤال الرابع : وهل لها الحق بأن تحزن على بيتها الذي خسرته تحت تأثير السحر ؟ وكيفما كانت الطريقة التي فقدت بها منزلها هل لها الحق بأن تحزن عليه ؟؟؟

الجواب : للإنسان أ يحزن على فقد الشيء وهذا لا يضر بالإيمان ، ولكن ليس له أن يجزع ، وأن لا يرضى بحكم الله سبحانه وتعالى ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن لفقد ولده إبراهيم فقال : ( إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ) ، فلها أن تحزن على فقدان منزلها ولهال أن تبحث عن الأسباب التي أدت لذلك ، فإن كانت بتقدير الله سبحانه وتعالى دون أن يكون لها يد في ذلك فتقبل بقضاء الله وقدره ، وإن كان لها يد كما هو حال تلك الأخت الفاضلة فلا بد لها أن تعيد حساباتها ، وأن تكونت مع الله وتبتعد عن طرق الشيطان الأخرى 0

السؤال الخامس : وهل كان مكتوبا بأن هذا المنزل ستفقده يوما ما ؟؟؟

الجواب : لا بد من اليقين أختي الفاضلة أن كل شيء مقدر في اللوح المحفوظ والله سبحانه وتعالى بعلمه الأزلي يعلم حال كل واحد منا منذ أن خلق وحتى يموت ، وما بعد ذلك 0

هذا من ناحية الأسئلة ، أما من ناحية العلاج ، فأنصحها بالآتي :

أولاً : أن تبدأ هذه الأخت الفاضلة برقية نفسها بالرقية الشرعية الثابتة ، ويمكنها ويمكنك العودة في ذلك إلى موقعي الرئيسي ( ruqya.net ) تحت عنوان ( كيف تعالج نفسك بالرقية ) ولتحافظ قدر المستطاع على الرقية يومياً 0

ثانياً : المحافظة على قراءة سورة البقرة ، فإن فيها خير عظيم وإيذاء للجن والشياطين كما ثبت في الصحيح ، وفيها خير عظيم في إيطال السحر 0

ثالثاً : أنصحها بتطبيق البرنامج التالي يومياً ، وتجده على الرابط التالي :

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( طويوف ) فقد قرأت رسالتك بتمعن والذي يغلب على ظني أن المعاناة بسبب مرض روحي وعلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى ، وهذا لا يستبعد الاحتمال الذي ذكره أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) من أعراض عضوية أو نفسية مع أني أميل إلى الرأي الآخر لاعتبارات كثيرة أهمها هو إجراء الفحوصات الطبيبة اللازمة والتأكد من سلامة الناحية العضوية ، والثانية مجمل الأعراض والتي تشير إلى مثل ذلك ، والثالث هو التأثر بالرقية الشرعية ، والرابع الشعور بأعراض ضيقة الصدر أثناء قراءة القرآن والذكر ، والضابط في ذلك كله هو الدراسة الشرعية العلمية المتأنية التي تقوم على جمع كل ما يتعلق بالحالة المرضية ودراستها دراسة تاريخية منذ بدء الأعراض مروراً بالرقية الشرعية ثم استخدام العلاج ، وهذا في حقيقة الأمر منهجي الذي أسير عليه في الحكم على الحالات المرضية ، وعلى كل حال فأشير إليكِ بما أشار به الأخ الحبيب ( عمر ) من الرقية اليومية ، وكذلك اتباع برنامج يومي للرقية والعلاج والاستشفاء ، وهو على النحو التالي :

1)- تخصيص وقت مناسب للرقية اليومية والعودة في ذلك إلى الموقع الذي أشار إليه الأخ الكريم ( عمر ) ، مع ملاحظة كافة الاستدراكات الموجودة قبل البدء بالرقية 0

2)- بعد الرقية ينفث في ماء وزيت وعسل وحبة سوداء مطحونة وملح خشن ومسك أبيض سائل وزعفران ، ويمكن فعل ذلك بعد كل قراءة 0

3)- استخدام مغاطس ماء فاتر ( بانيو ) يضاف إليه حفنة من الملح الخشن وقليل من الزعفران وقليل من المسك الأبيض السائل ، وفنجان صغير من ماء السدر ، ويستمر المغطس من ثلث إلى نصف ساعة 0

4)- قبل النوم يدهن كافة أنحاء الجسم بزيت الزيتون ثم وضع قليل من الملح الخشن المطحون ( يطحن قبل الاستخدام ) على جميع أنحاء الجسم مع ملاحظة أي تغيرات جلدية ناتجة عن حساسية بسبب وضع الملح ، وإن حصل مثل ذلك فيتوقف عن وضع الملح 0

5)- في الصباح الباكر ( على الريق ) كوب حليب بقر فاتر ( موجود في المحلات التجارية ) يضاف له ملعقة كبيرة من العسل النحل الطبيعي ويضاف أيضاً ملعقة صغيرة من الحبة السوداء المطحونة 0

6)- كل ذلك لا يمنع مطلقاً من استشارة الطبيب ومتابعة العلاج والاستشفاء لدى المستشفيات والمصحات العامة والخاصة 0

7)- ولن أنسى مع ذلك بوصيتك أحتي الفاضلة بالمحافظة على قراءة القرآن والذكر والدعاء ، والإقبال على الطاعات والبعد عن المعاصي 0

أما من ذكر لكِ بأنك تعانين من ( مس خارجي ) بناء على كافة الأعراض والمعطيات فقد جانب الصواب ، حيث أن المس الخراجي أو الاقتران الخارجي يؤذي الجسد من الخارج فقد وهذا خلاف ما أنتِ عليه من خلال الأعراض المذكورة ...

وأخيراً ويمكنك أختي الكريمة التواصل مع كافة المشرفين والمشرفات في المنتدى لمتابعة الحالة عسى الله سبحانه وتعالى أن يمن عليكِ بالعفو والعافية في الدنيا والآخرة ، وتقبلي تحيات :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


رابعاً : استخدام حلتيتة صغيرة قدر حبة البن تذاب في الماء وتشرب على الريق ، وتستخدم وتراً ويفضل لمدة سبعة أيام 0

خامساً : أنصحها بالمحافظة على الذكر والدعاء وقراءة القرآن ، والمحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصي 0

ولتكوني معي أختي الفاضلة ( قرشي فوزية ) على تواصل معي لمتابعة الحالة وإعطاء التوصيات اللازمة بخصوصها 0

هذا ما تيسر لي أختي الفاضلة ، فما أصبت فمن الله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان ، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظك ويبارك في عمرك ، ويسدد إلى الخير خطاك 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


الساعة الآن 09:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com