15 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله
_ المتن : وقوله : ** رّضي الله عنهم ورضوا عنه ** سورة المائدة 119 وقوله : ** ومن يقتل مؤمناً مّتعمداً فجزآؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه ** سورة النّسآء 93 وقوله : ** ذلك بأنّهم اتَّبعوا مآ أسخط الله وكرهوا رضوانه ** سورة محمّد 28 وقوله : ** فلمّآ ءاسفونا انتقمنا منهم ** سورة الزّخرف 55 وقوله : ** ولكن كرهَ الله انبعاثهم فثبّطهم ** سورة التّوبة 46 وقوله : ** كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ** سورة الصّفّ 3 _ الشرح : قوله : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه) أي : رضي عنهم بما عملوه من الطاعات الخالصة له ورضوا عنه بما جازاهم به من النعيم . والرضا منه سبحانه هو أرفع درجات النعيم قال تعالى : ( ورضوان مّن الله أكبر ) الآية (72) من سورة التوبة . ورضاهم عنه هو رضى كل منهم بمنزلته حتى يظن أنه لم يؤت أحد خيرا مما أوتي . وقوله ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) احترز بقوله : ( مؤمنا) عن قتل الكافر وبقوله : ( متعمدا) عن قتل الخطأ . والمتعمد هو الذي يقصد من يعلَمُه آدميا معصوما فيقتُلَه بما يغلب على الظن موته به . وقوله : ( فجزاؤه ) أي : عقابه في الآخرة ( جهنم ) طبقة من طبقات النار ( خالدا فيها ) أي : مُقيما في جهنم والخلود هو المكث الطويل ( وغضب الله عليه ) مَعطوفٌ على مُقَدر دَلّ عليه السياق ، أي جعل جزاؤه جهنم وغضب عليه ( ولعنه ) أي : طرده عن رحمته واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله . وقوله : ( ذلك بأنهم ) أي : ما ذكر في الآية قبلها من شدة توفّي الملائكة للكفار من أجل أنهم ( اتبعوا ما أسخط الله) من الانهماك في المعاصي والشهوات المحرمة ( وكرهوا رضوانه ) أي : كرهوا ما يرضيه من الإيمان والأعمال الصالحة . وقوله : ( فلما آسفونا ) أي اغضبونا ( انتقمنا منهم ) أي : عاقبناهم ، والانتقام هو اشد العقوبة . وقوله : ( ولكن كَرِهَ اللهُ انبعاثهم ) أي : أبغض الله خروجهم معكم للغزو ( فَثَبّطَهم ) أي : حبسهم عن الخروج معك ، وخذلهم قضاء وقدرا وإن كان قد أمرهم بالغزو وشرعا . واقدرهم عليه حساً لكنه لم يُعِنهم لحكمةٍ يعلمها . وقد بينها في الآية التي بعدها في قوله : ( لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا ) الآية . وقوله : ( كبر مقتا ) أي : عَظُمَ ذلك في المقت وهو البغض . ومَقتا منصوب علي التمييز ( أن تقولوا مالا تفعلون ) أي : أن تَعِدُوا من أنفسكم خيرا ثم لا تفوا بما وعدتم . وقد ورد في سبب نزولها أن ناساً من المؤمنين قبل أن يُفرَض الجهاد يقولون : وَدِدْنا لو أن الله أخبرنا بأحب الأعمال فنعمل به . فأخبر الله نبيه صلي الله عليه وسلم أن أحب الأعمال إيمان بالله لاشك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروّا به . فلما نزل الجهاد كره ذلك أُناسٌ من المؤمنين وشق عليهم أمره . فقال الله : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ) . الشاهد من الآيات : أن فيها وصف الله بالغضب والرضا واللعن والانتقام والكراهية والأسف والمقت وهذه كلها من صفات الأفعال التي يفعلها جل وعلا متى شاء إذا شاء كيف يشاء . وأهل السنة يُثبتون ذلك لله كما أثبته لنفسه على ما يليق بجلاله . ( يتبع ) ................... |
الساعة الآن 12:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com