** نحو ماضٍ جميل **
:006: :icon_sa1: نعم كما سمعتم وقرأتم نحو ماضٍ جميل نحو ماضٍ سعيد نحو ماضٍ نفتخر به نحو ماضٍ بلا منغصات نحو ماضٍ بلا مشــكلات نحو ماضٍ يحمل ذكريات رائعة ... ـ ... ـ ... ـ ... ـ ... يتحدثون دوما عن المستقبل او يتحدثون عن الحاضر ويبتعدون عن الماضي لماذا ؟ لا ادري! كيف لنا ان نفصل انفسنا عن الماضي ؟ وكيف سننتظر مستقبلا سعيدا اذا لم يكن معاهدة سلام بين حاضرنا وماضينا ؟ أي مستقبل هو الآتي ؟ بلا شكـ هو مستقبل متزعزع، لاننا لا نزال نخاف من تكرار الماضي وتكرار تجاربنا المؤلمة وبعض مواقفنا البائسة!! ... ـ ... ـ ... ـ ... ـ ... هكذا نحن (او كثير منا) نخبىء أحزاننا في مستودع بائس يهدم لحظاتنا الجميلة ويجعلنا نقلق ونخاف من المجهول القادم في المستقبل!! ... ـ ... ـ ... ـ ... ـ ... بعضنا يحمل صورا جميلة ولكن بعض الصور الحزينة تشوهـ سعادته ويعضنا يحمل صور حزينة كثيرة بالكاد تجعله يتذكر بعض اللقطات الجميلة والسعيدة ... ـ ... ـ ... ـ ... ـ ... هكذا هي طبيعة الحال... الناس اجناس كما يقولون فالبعض ينظر الى النصف الفارغ والآخر ينظر الى النصف الممتلىء من الكأس ... ـ ... ـ ... ـ ... ـ ... المهم... - ونعود الى دعوتي اليكم- نحو ماضٍ جميل ودعونا نبحث ما يمكننا ان نفعل نحو ما مضى وفات ؟ ... ـ ... ـ ... ـ ... ـ ... يتبع ان شاء الله دُمتم في حفظ الله ورعايته |
:006: ان ما يعني الاولين يعني الآخرين، وما نواجهه -دهشين لجدّته- قد سبق به عهد، وصدرت فيه احكام. وخير لنا ان نستصحب ما كان، ونحن نعالج ما يكون. والله عز وجل يقول {فاعتبروا يا اولي الابصار**. والبصر الذي ينفذ في اعماق الماضي يستقرىء انباءه، ويتعرف مواعظه، ويتزود من تجارب الساابقين بذخر يجنبه الزلل، هو البصر المؤمن الحصيف. وفي هذه الحدود المبينة يجب ان ندرس الماضي. وابتغاء العظة المجردة وحدها يصح ان نلتفت الى الوراء. اما العودة الى الامس القريب او البعيد لنجدد حزناـ او ننكأ جرحا، او ندور حول مأساة حزّت في نفوسنا لنقول "ليت، لو"، فإن هذا ما يكرهه الاسلام وينفر من التردي فيه. والله عز وجل انزل آيات مفصلة في مداواة هذه الجراح (بعد غزوة أحد) ولم شمل المسلمين عقب النكبة التي اصابتهم، فكان من تأديبه لهم ان علّق عيونهم بالمستقبل، وصرف اذهانهم عن الماضي، وزجرهم عن الوقوف بأطلال الامس يبكون ويولولون. لا، ليست هذهـ شيمة الرجولة، ولا منطق الايمان، يجب ان نتعرف على الخطأ لنتّقيه في المستقبل، ولن ننظر فيما وقع الا بمقدار ما نستخلص العبرة منه. ثم ما قيمة لطم الخدود، وشق الجيوب على حظ فات او غرم ناب؟ ما قيمة ان ينجذب المرء بأفكارهـ ومشاعرهـ الى حدث طواهـ الزمن ليزيد المه حرقة وقلبه لذعا؟! لو ان ايدينا يمكنها ان تمتد الى الماضي لتمسكـ حوادثه المدبرة، فتغير منها ما تكره، وتحورها على ما تحب، لكانت العودة الى الماضي واجبة، ولهرعنا جميعا اليه، نمحو ما ندمنا على فعله، ونضاعف ما قلّت انصبتنا منه. اما وذلكـ مستحيل فخيرٌ لنا ان نكرّس الجهود لما نستأنف من ايام وليالٍ، ففيها وحدها العوض. **المصدر: جدد حياتكـ لمحمد الغزالي** . . . . يتبع |
:006:
ان ديل كارنيجي يلجأ الى العقل ليصل بنا الى هذهـ الغاية فيقول: من الممكن ان تحاول تعديل النتائج التي ترتبت على امر حدث منذ 180 ثانية، اما ان تحاول تغيير الامر فهذا هو الذي لا يعقل. وليس ثمّة الا طريقة واحدة يمكن بواسطتها ان تصبح الاحداث الماضية انشائية مجدية. تلكـ هي تحليل الاخطاء التي وقعت في الماضي والاستفادة منها ثم نسيانها نسيانا تاما. انا أؤمن بهذا، ولكن هل تُراني املكـ الشجاعة دائما لافعل ما أؤمن به؟! لقد حدّثني سوندرز ان مستر براندوين مدرّس الصجة بكلية جورج واشنجتون علّمه درسا لن ينساهـ ابدا، ثم قصّ علي قصة هذا الدرس فقال: لم اكن بعد قد بلغت العشرين من عمري، ولكني كنت شديد القلق حتى في تلكـ الفترة المبكرة من حياتي، فقد اعتدت ان اجتر اخطائي، واهتم لها هما بالغا. وكنت اذا فرغت من اداء امتحان وقدّمت اوراق الاجابة، اعود الى فراشي فاستلقي عليه، واذهب اقرض اظافري وانا في اشد حالات القلق خشية الرسوب، لقد كنت اعيش في الماضي وفيما صنعته فيه وأود لو اننب صنعت غير ما صنعت، وافكر فيما قلته من زمن مضى، وأود لو انني قلت غير ما قلت. ثم انني في ذات صباح ضمّني الفصل وزملائي الطلبة، وبعد قليل دلف المدرس (مستر براندوين) ومعه زجاجة مملوءة باللبن وضعها امامه على المكتب. وتعلقت ابصارنا بهذهـ الزجاجة، وانطلقت خواطرنا نتساءل: ما صلة اللبن بدروس الصحة؟ وفجأة نهض المدرس ضاربا زجاجة اللبن بظهر يدهـ فاذا هي تقع على الارض ويُراق ما فيها، وهنا صاح مستر (براندوين): لا يبكي احدكم على اللبن المراق. ثم نادانا الاستاذ واحدا واحدا لنتأمل الحطام المتناثر والسائل المسكوب على الارض، ثم جعل يقول لكل منا: انظر جيدا انني اريد ان تذكر هذا الدرس مدى حياتكـ، لقد ذهب اللبن واستوعبته البلوعة، فمهما تشد شعركـ، وتسمح للهم والنكد ان يمسكا بخناقك، فلن تستعيد منه قطرةواحدة. لقد كان يمكن بشيء من الحيطة والحذر ان نتلافى هذهـ الخسارة. ولكن فات الوقت، وكل ما نستطيعه انن نمحو أثرها وننساها ثم نعود الى العمل بهمة ونشاط. **المصدر: دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي** |
ولنتذكر هذا الحديث الشريف "استعن بالله ولا تعجز وان اصابكـ شيء فلا تقل: لو اني فعلتُ كذا وكذا. ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" |
موضوع جميل .... لعلي أعود إليه في القريب
بارك الله فيكِ أختاه |
والاجمل هو مروركـ بوركتِ واسعدكـِ المولى في الدارين |
الساعة الآن 11:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com