منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   كلمة الإحتفال بالمولد النبوي مرفوضة في القاموس السلفي (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=57945)

علي سليم 12-02-2013 04:09 PM

كلمة الإحتفال بالمولد النبوي مرفوضة في القاموس السلفي
 
الحمد لله الذي جعل ولادة سيّد ولد آدم يوم الإثنين حيث فيه تُعرض الإعمال على الله تعالى و الصّلاة و السّلام على خاتم الرّسل إذ توفّاه ملك الموت عليه السّلام يوم الاثنين...و كانت مقالتي ذه أيضا يوم الإثنين.

أمّا بعد:

كنتُ برهة من الزّمن و عشيّة تقارب عقارب السّاعة من منتصف ليل الثاني عشر من ربيع ولادة سيّد البشر كأنّي بُعثُ من مرقدٍ...

تداركتُ ما مرّ من سنين طوال أنّني أوُتيت من حيث تؤكل الكتف!!! و ركبتُ الجهل و ارتحلتُ الخطأ....

إذ تبيّن بالدليل القاطع كما يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود عند بزوغ الفجر الصادق لا الكاذب...أنّ دعاة مؤيّد الإحتفال بولادة محمّدٍ صلى الله عليه و سلم يستندون الى دليلِ لا يحتاج الى التدليل عليه...

فالى أصحاب العمائم الخضراء....و دعاة الموالد....أقتبسُ لكم جميعاً...آية...من سورة آل عمران....تعبّد الطريق للحيلولة دون الوقوع في شعب بني طالب....

آية لو علم مكانها...أصحاب العمائم الخضراء...لبلغوا مغيب الشمس حيث بلغ ذو القرنين...

و لذا أقدّم بين يدي خطبتي ذه ...دموع الأسى...و النّدم...لطالما كنتُ أُحارب كلّ من يحتفل بولادة سيّدنا صلى الله عليه و سلم و أتعقّب نواديهم...فأضع أمامهم ما كانت تضعه حمّالة الحطب (أم جميل) زوج أبي لهب...في طريق النّبي صلى الله عليه و سلّم.

و أشكر رافع السّماء أنْ هداني للحقّ و قوله قبل أن تشرق الشمس من مغربها بله قبل بلوغ الرّوح الحلقوم!!!!

كنتُ و النّاظر الي صاحبكم يظنني مِنْ أبغض النّاس للنبيّ صلى الله عليه و سلّم إذ لم يسلم من لساني و يدي فضلا عن قلبي دعاة الاحتفال بولادته صلى الله عليه و سلم.

كأنّي و إيّاهم..دار حربٍ و أخرى سلامٍ و إسلام!!! لم يهدأ سيفي...و لم ينفد رمحي...و لم تتعب ناقتي...كلّ ذا في وجه الموالد و عمّارها....

لو متُ و أدركني الموت و انا على تلك الحالة!!! بأيّ وجه طلق...و طول عنق...و عين شاخصة....يوم يُنادي سيّدنا صلى الله عليه و سلم...أمّتي...أمّتي...أصحابي أصحابي...إخواني...إخواني...فأين أنا منهم!!!

لو استقبلت من أمري ما استبدرتُ....لإحتفلتُ بولادة سيّد ولد بني آدم...حتى القي الله تعالى و هو راضٍ عنّي....

لا يضّرني شماتة السّلفية برمّتها إذ لم يُعجبهم قولي ذا...بيد يضرّني أنْ أكونَ صادّا لجمعٍ اجتمع ليُنشدَ...ليرقصَ...ليحتفلَ...بمحمّدِ صلى الله عليه و سلّم...

كأنّي أمشي على استحياء...إذ النّصارى بإجماع كنائسهم يحتفلون بسيّد المسيح و نحن بين شاة مسلوخة...و ما أكل السّبع!!!!!!!!

الا يكفينا أنْ نحذو حذو أهل الكتاب و نُقيم الموالد...و هل بعد حجّة القوم من حجّة؟؟؟؟

ما يضرّنا...و نحن أمّة الوسط...و خير الأممم....أنْ نحتفل...و نُنشد لخاتم الأنبياء و المرسلين....بيد الله منزّل الكتاب و مجري السّحاب شرع الله منهاجاً فيه مشروعية الاحتفال و إقامته....

كنتُ من معارضيّ الاحتفال و بتّ اليوم من مؤيديه...أبتغي بذلك مرضاة الله تعالى أولاً ثمّ مرضاة سيّد النّاس صلى الله عليه و سلّم....

كنتُ سلفيّاً لا أحتفل بولادة النّبي صلى الله عليه و سلّم و أصبحتُ سلفيّاً أحتفل بولادة النّبيّ صلى الله عليه و سلّم, فلا يظنّ ظانّ أنّني هجرت السّلفية و مفهومها...الى الصّوفيّة.

ما زلتُ أعتقد أنّ الله في السّماء و عليها...له يدٌ سبحانه...و ليس كمثله شيئ و هو السّميع البصير...مستوٍ على عرشه...........و ما من هنالك من عقائدٍ....بيد الذي تغيّر بصاحبكم أنّه كان يُحارب حِلق ذكر خاتم الرّسل في ولادته و بتّ اليوم أنافح عن هذا كلّه....

هل بهذا أُطرد من السّلفية و من أبوابها الثمانية!!!لو قلتم و كتبتم...علي سليم سلفيّ و صوفيّ في آنٍ....سأبقى رغم أنوف النّاس أكتعين...أحثّ أتباع محمّد صلى الله عليه و سلذم للإحتفال بولادته.

لأنّني أهتديتُ الى دليلٍ من الكتاب..الذي لا يأتيه الباطل من يديه و لا من خلفه...يؤيّد مشروعية غاية حبّ الّناس لمحمّد صلى الله عليه و سلّم و استنبطتُ من تلك الآية مشروعية الاحتفال به صلى الله عليه و سلّم.

لم يبقَ على ذهاب الدّنيا بخضرتها...الاّ كعابر سبيلٍ...أو مستظلٌ تحت شُجيرة....فحيّ على الاحتفال بولادة سيّد الأنام....

و قَبل التّنصيص على النّص و التّدليل على الدّليل...أكل مني العَجب و سألني...لماذا سلفيّة ابن تيمية...حتى سلفيّة الالبانيّ كلٌ اجتمع تحت لواءٍ (لا للإحتفال بولادة سيدّ النّاس) على طريقة أهل التّصوف!!!

و الذي نفسي بيده لو كان ابن تيمية حيّاً ما وسعه الاّ أنْ يتّبعني في دليلي ذا حول الاحتفال بولادة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أظنّه و الظنّ هنا بمعنى اليقين كان يعتقد ما ملتُ اليه....

لنْ أسعى بحضراتكم الاّ بين الصفا و المروة...و لنْ أفيضَ بكم الاّ من عرفات...و لنْ أبيت معكم الاّ في منى...و سأطوف و ايّاكم حول الاحتفال بولادة سيّد البشر...
قال تعالى كما في سورة آل عمران ((قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))

اتّباع محمدٍ صلى الله عليه و سلّم لهو عين الاحتفال بولادته...و هذا هو المقياس و الميزان لا غير....

يا أصحاب العمائم الخضراء و مَنْ يعوّل عليكم...أين أنتم من اتّباعه!!! رقص و طبل و هو و هو....

لا ثوبٌ قصير و لا لحية وفيرة...لا صلاة برفعٍ...و لا صوم بنيّة....لا أخالكم من أبعد النّاس أنتم عن هديه....ثمّ لم يبق من دينكم و دنياكم الاّ مولد و نشيد!!!

كنتُ أحاربكم عند حلول الظلمة و بتُّ اليوم محارباً لكم في وضح النّهار...كنت انهى عن الاحتفال بولادة النّبي صلى الله عليه و سلّم على طريقتكم و بتّ اليوم أدعو للإحتفال بولادته على طريقة اتّباعه...

كما تعلمون صادف يوم اثني عشر من ربيع ولادة سيدّ البشر يوم خميس...فأين أنتم من صيامه!!!

تدّعون محبته صلى الله عليه و سلّم فأين أنتم من متابعته!!! بقايا حلوى...اختصرتم محبّته....و الله الهادي و اليه المشتكى.



************************************************** *********



و لكن ... بهذا اللف و الدوران تثبت الإحتفال بالمولد النبوي بطريقة غير مباشرة

نحن أهل السنة نرفض كلمة الإحتفال بالمولد النبوي رفضا مطلقا ...

سواء كانت بالرقص و الطبل ... أو الأكل و الشرب ... أو غيرهما

و اتباع النبي صلى الله عليه و سلم هو أمر نحن مطالبون بتنفيذه

دون خلق علاقة بين مولده و بين اتباعه صلى الله عليه و سلم

و الله أعلم



و خير الكلام ما قل و دل

فاديا 12-02-2013 06:45 PM

حياك الله اخونا الفاضل وشيخنا العزيز علي سليم

والحمد لله على سلامتك ووجودك هنا

مقالة جريئة وجميلة ومفهوم رائع

ما شاء الله

وبارك الله فيك

علي سليم 12-02-2013 06:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاديا (المشاركة 385896)
حياك الله اخونا الفاضل وشيخنا العزيز علي سليم

والحمد لله على سلامتك ووجودك هنا

مقالة جريئة وجميلة ومفهوم رائع

ما شاء الله

وبارك الله فيك

سلمكم الله تعالى من كل مكروه و سوء...عساكم بخير اختنا فاديا..جمّلكم الله تعالى بالتقوى و العمل الصالح...

علي سليم 13-02-2013 04:32 PM

نسال الله الثبات حتى الممات...

الزمرد* 13-02-2013 09:01 PM

بارك الله فيكم اخي الفاضل سليم
مقال هادف وفي الصميم

علي سليم 13-02-2013 09:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء* (المشاركة 386018)
بارك الله فيكم اخي الفاضل سليم
مقال هادف وفي الصميم

و فيكم بارك الله تعالى....يرعاكم ربي

الغردينيا 14-02-2013 05:36 AM

عَلَى رِسْلِكُمْ أَيُّهَا المحتفلونَ بِـ(المولدِ النَّبويِّ)
أخي سليم ماتقومون به من احتفال بالمولد النبوي ليس إلابدعة وكل بدعة ضلالة وكل
وكل ضلالة في النار أسأل الله لك الهــداية
إن القواعد المهمة في الإسلام أن العبادات توقيفية لا مجال للعقل فيها، وهي مبنية على الاتباع لا الابتداع، وأن الأصل فيها الحظر والمنع حتى يرد الدليل على مشروعيتها، ودليل هذه القاعدة ما روته أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » رواه مسلم
.

إلا أن بعض المسلمين هداهم اللّه ابتدعوا في دين اللّه بدعا ما أنزل اللّه بها من سلطان، ومن ذلك ما يقع من بعضهم في شهر ربيع الأول من احتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم، فظنوا أن هذا الاحتفال قربة وطاعة وما علموا أنه بدعة وضلالة، فالاحتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر لا يجوز شرعاً وهو مردود لعدة أوجه:

أولاً: عدم وجود الدليل على مشروعيته من الكتاب أو السنة وقد قال اللّه تعالى:{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللّه** وفي الحديث: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
ثانيا: أن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة ليس فيها زيادة ولا نقصان، قال اللّه تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا**.

وقال الإمام مالك - رحمه اللّه -: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم خان الرسالة، لأن اللّه يقول {اليوم أكملت لكم دينكم** فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا).

ثالثاً: أن الصحابة رضي اللّه عنهم أتقى الناس للّه تعالى وأشدهم حرصاً على الخير، وأعظم محبة للنبي صلى اللّه عليه وسلم ممن جاء بعدهم، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده صلى اللّه عليه وسلم ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ونحن مأمورون بالاهتداء بهديهم والسير على طريقتهم كما في حديث العرباض بن سارية رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة «رواه أبو داود والترمذي».
رابعاً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم أمارة على الغلو فيه، وقد قال اللّه تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم**. وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». ومن المؤسف والمؤلم أن بعض المحتفلين بمولده صلى اللّه عليه وسلم صاروا يرددون القصائد المحرمة المشتملة على الكفر باللّه ومن ذلك ما جاء في بردة البوصيري:

يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به

سواك عند حدوث الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم

واعتقاد: أن أحداً يعلم الغيب مع اللّه كفر باللّه لقوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا اللّه وما يشعرون أيان يبعثون
**.

خامساً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم تشبه بالنصارى الذي يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام وقد جاء في صحيح البخاري قوله صلى اللّه عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبداللّه».
سادساً: يعتذر بعض المحتفلين بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم بقولهم نحن نحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ونريد الخير والثواب في ذلك.

فالجواب بأن يقال: إن حسن القصد أو إرادة الخير ليس مبرراً كافياً لصحة العمل، وإلا لو كان الأمر كذلك لصحت صلاة الظهر خمسا لمن أراد الخير في زيادة ركعة خامسة، وكذا الطواف حول البيت عشراً لمن أراد الخير في زيادة ثلاثة أشواط.

ورضي اللّه عن الصحابي الجليل عبداللّه بن مسعود عندما أنكر على جماعة ابتدعوا في الأذكار فقالوا: يا أبا عبدالرحمن واللّه ما أردنا إلا الخير فقال لهم: (وكم من مريدٍ للخير لم يصبه).

ولهذا قرر العلماء قاعدة جليلة وهي أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين اثنين عظيمين: الإخلاص للّه تعالى والمتابعة للنبي صلى اللّه عليه وسلم وهو معنى قوله تعالى: {هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً**.

قال الفضل بن عياض: (أحسنه أخلصه وأصوبه أي خالصاً للّه صواباً على سنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم).

ومن الأمور المنكرة التي تحصل في بعض احتفالات المولد النبوي اختلاط الرجال بالنساء، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات بل قد يصل الأمر والعياذ باللّه إلى الشرك الأكبر والاستغاثة بالنبي صلى اللّه عليه وسلم أو غيره من الأولياء.

ومن الأمور المنكرة والقبيحة قيام بعضهم عند ذكر ولادته صلى اللّه عليه وسلم إكراماً له وتعظيماً لاعتقادهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحضر المولد في مجلس احتفالهم ولهذا يقومون له محيين ومرحبين. وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعهم بل هو مقيم في قبره صلى اللّه عليه وسلم إلى يوم القيامة وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار كرامته، قال صلى اللّه عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من يشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» أخرجه مسلم. وهذا دليل على أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة.

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه اللّه - (وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم) أ.ه . نسأل اللّه تعالى أن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إلى التوحيد والسنة رداً جميلاً.


علي سليم 14-02-2013 06:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغردينيا (المشاركة 386038)
عَلَى رِسْلِكُمْ أَيُّهَا المحتفلونَ بِـ(المولدِ النَّبويِّ)
أخي سليم ماتقومون به من احتفال بالمولد النبوي ليس إلابدعة وكل بدعة ضلالة وكل
وكل ضلالة في النار أسأل الله لك الهــداية
إن القواعد المهمة في الإسلام أن العبادات توقيفية لا مجال للعقل فيها، وهي مبنية على الاتباع لا الابتداع، وأن الأصل فيها الحظر والمنع حتى يرد الدليل على مشروعيتها، ودليل هذه القاعدة ما روته أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » رواه مسلم
.

إلا أن بعض المسلمين هداهم اللّه ابتدعوا في دين اللّه بدعا ما أنزل اللّه بها من سلطان، ومن ذلك ما يقع من بعضهم في شهر ربيع الأول من احتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم، فظنوا أن هذا الاحتفال قربة وطاعة وما علموا أنه بدعة وضلالة، فالاحتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر لا يجوز شرعاً وهو مردود لعدة أوجه:

أولاً: عدم وجود الدليل على مشروعيته من الكتاب أو السنة وقد قال اللّه تعالى:{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللّه** وفي الحديث: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
ثانيا: أن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة ليس فيها زيادة ولا نقصان، قال اللّه تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا**.

وقال الإمام مالك - رحمه اللّه -: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم خان الرسالة، لأن اللّه يقول {اليوم أكملت لكم دينكم** فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا).

ثالثاً: أن الصحابة رضي اللّه عنهم أتقى الناس للّه تعالى وأشدهم حرصاً على الخير، وأعظم محبة للنبي صلى اللّه عليه وسلم ممن جاء بعدهم، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده صلى اللّه عليه وسلم ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ونحن مأمورون بالاهتداء بهديهم والسير على طريقتهم كما في حديث العرباض بن سارية رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة «رواه أبو داود والترمذي».
رابعاً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم أمارة على الغلو فيه، وقد قال اللّه تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم**. وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». ومن المؤسف والمؤلم أن بعض المحتفلين بمولده صلى اللّه عليه وسلم صاروا يرددون القصائد المحرمة المشتملة على الكفر باللّه ومن ذلك ما جاء في بردة البوصيري:

يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به

سواك عند حدوث الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم

واعتقاد: أن أحداً يعلم الغيب مع اللّه كفر باللّه لقوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا اللّه وما يشعرون أيان يبعثون
**.

خامساً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم تشبه بالنصارى الذي يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام وقد جاء في صحيح البخاري قوله صلى اللّه عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبداللّه».
سادساً: يعتذر بعض المحتفلين بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم بقولهم نحن نحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ونريد الخير والثواب في ذلك.

فالجواب بأن يقال: إن حسن القصد أو إرادة الخير ليس مبرراً كافياً لصحة العمل، وإلا لو كان الأمر كذلك لصحت صلاة الظهر خمسا لمن أراد الخير في زيادة ركعة خامسة، وكذا الطواف حول البيت عشراً لمن أراد الخير في زيادة ثلاثة أشواط.

ورضي اللّه عن الصحابي الجليل عبداللّه بن مسعود عندما أنكر على جماعة ابتدعوا في الأذكار فقالوا: يا أبا عبدالرحمن واللّه ما أردنا إلا الخير فقال لهم: (وكم من مريدٍ للخير لم يصبه).

ولهذا قرر العلماء قاعدة جليلة وهي أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين اثنين عظيمين: الإخلاص للّه تعالى والمتابعة للنبي صلى اللّه عليه وسلم وهو معنى قوله تعالى: {هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً**.

قال الفضل بن عياض: (أحسنه أخلصه وأصوبه أي خالصاً للّه صواباً على سنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم).

ومن الأمور المنكرة التي تحصل في بعض احتفالات المولد النبوي اختلاط الرجال بالنساء، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات بل قد يصل الأمر والعياذ باللّه إلى الشرك الأكبر والاستغاثة بالنبي صلى اللّه عليه وسلم أو غيره من الأولياء.

ومن الأمور المنكرة والقبيحة قيام بعضهم عند ذكر ولادته صلى اللّه عليه وسلم إكراماً له وتعظيماً لاعتقادهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحضر المولد في مجلس احتفالهم ولهذا يقومون له محيين ومرحبين. وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعهم بل هو مقيم في قبره صلى اللّه عليه وسلم إلى يوم القيامة وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار كرامته، قال صلى اللّه عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من يشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» أخرجه مسلم. وهذا دليل على أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة.

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه اللّه - (وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم) أ.ه . نسأل اللّه تعالى أن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إلى التوحيد والسنة رداً جميلاً.


وجه مبتسم...و هل اقول بغير هذا!!!!

المحب لأحمد 14-02-2013 07:36 AM

اختنا الغردينيا

لافض فووووووووووك

جزاكِ الله خير الجزاء ...لم انتبه لموضوع الأخ على ولم ادقق فيه وذالك بحكم إنتسابه لهذا الصرح الشامخ
وأعتقد أن الأخت فاديا والأخت ضياء لم يدققوا بما كتب الأخ

يقول الأخ الفاضل

لأنّني أهتديتُ الى دليلٍ من الكتاب..الذي لا يأتيه الباطل من يديه و لا من خلفه...يؤيّد مشروعية غاية حبّ الّناس لمحمّد صلى الله عليه و سلّم و استنبطتُ من تلك الآية مشروعية الاحتفال به صلى الله عليه و سلّم.

و الذي نفسي بيده لو كان ابن تيمية حيّاً ما وسعه الاّ أنْ يتّبعني في دليلي ذا حول الاحتفال بولادة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أظنّه و الظنّ هنا بمعنى اليقين كان يعتقد ما ملتُ اليه....

اخي الفاضل علي

وين ذهبت عقول علماء الأمة منذو 1400 سنه إلا يهتدوا الى ما اهتديت اليه....وزيادة على ذالك تقسم على ابن تيميه لو كان حياً لتبعك....سبحانه الله العظيم .....لا تعليق

اخي الفاضل ...قلت في موضوعك لو استقبلت من امري

- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لشددتُ الرحال الى شامة الشّام محمد ناصر الدّين الألبانيُ و علم القصيم الفقيه ابن عثيمين و مفتي الأنام ابن باز يرحمهم الله تعالى, فهل عجزت نساؤنا أنْ يلدن أمثالهم؟؟؟؟أمّ ضاقت الأرحام بحمل الجبال؟؟؟؟

والســـــــــــؤال اخي الفاضل إلايسعك ما وسع هؤالأ العلماء الأفذاذ الذي كنت ترغب ان تشد الرحال اليهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لزهدتُ في الاشراف و االاستشراف فهما محنة لا منحة و لنبلونّكم بالشرّ و الخير فتنة...
وانا اقول لك اخي الكريم والله وبالله وتا الله لتسألن عما كتبت وسطرت....فأعد للسؤال جواب واللجواب صوابا

وفي الختام
في الحديث الصحيح : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».

ذرة هيدروجين 14-02-2013 09:39 AM

العشرة اسطر الاخيرة هي التي توضح مضمون المقالة
كاتب المقالة ايضا من معارضي الاحتفال بالمولد النبوي بالطريقة الصوفية
ويقول ان الاحتفال ليس بالأناشيد والطبل وان كل هذه بِدع بل الاحتفال يكون باتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم .. واستدل بالاية الكريمة من سورة آل عمران للتوضح
انا ايضا استغربت في بداية قراءتي للموضوع

وهذه الجزئية مقتبسة من المقالة

....................


قال تعالى كما في سورة آل عمران ((قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))

اتّباع محمدٍ صلى الله عليه و سلّم لهو عين الاحتفال بولادته...و هذا هو المقياس و الميزان لا غير....

يا أصحاب العمائم الخضراء و مَنْ يعوّل عليكم...أين أنتم من اتّباعه!!! رقص و طبل و هو و هو....

لا ثوبٌ قصير و لا لحية وفيرة...لا صلاة برفعٍ...و لا صوم بنيّة....لا أخالكم من أبعد النّاس أنتم عن هديه....ثمّ لم يبق من دينكم و دنياكم الاّ مولد و نشيد!!!

كنتُ أحاربكم عند حلول الظلمة و بتُّ اليوم محارباً لكم في وضح النّهار...كنت انهى عن الاحتفال بولادة النّبي صلى الله عليه و سلّم على طريقتكم و بتّ اليوم أدعو للإحتفال بولادته على طريقة اتّباعه...

كما تعلمون صادف يوم اثني عشر من ربيع ولادة سيدّ البشر يوم خميس...فأين أنتم من صيامه!!!

تدّعون محبته صلى الله عليه و سلّم فأين أنتم من متابعته!!! بقايا حلوى...اختصرتم محبّته....و الله الهادي و اليه المشتكى.



........................


بارك الله فيك ونفع بك


الساعة الآن 06:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com