لطائف ونوادر في المحبة والإخاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لطائف ونوادر في المحبة والإخاء *** ليس من الوفاء *** ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق بالدين ، بل من الوفاء له المخالفة ، كان الشافعي رحمه الله آخى محمد بن الحكم ، وكان يقرّبه ويقبل عليه ويقول : ما يقيمني بمصر غيره ، فاعتلّ محمد فعاده الشافعي فقال : مرض الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه وأتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه وظنّ الناس لصدق مودّتهما أنه يفوّض أمر حلقته إليه بعد وفاته،فقيل للشافعي في علته التي مات منها: إلى من نجلس بعدك يا أبا عبد الله،فاستشرف له محمد بن الحكم وهوعند رأسه ليومئ إليه،فقال الشافعي:سبحان الله أيشكّ في هذا؟ أبويعقوب البويطي، فانكسر لها محمد ، ومال أصحابه إلى البويطي مع أنّ محمدا كان قد حمل عنه مذهبه كله، لكن كان البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع ، فنصح الشافعي لله وللمسلمين ، وترك المداهنة، ولم يؤثر رضا الخلق على رضا الله تعالى ، والمقصود أنّ الوفاء بالمحبة من تمامها النصح لله فالنصح لله مقدّم على الوفاء بمحبة الإخوان *** رحَل الإخوان *** قال ابن الجوزي رحمه الله : هيهات رحل الإخوان وأقام الخُوّان ، وقل من ترى في الزمان من إذا دعي مان ، كان الرجل إذا أراد شين أخيه طلب حاجته إلى غيره،ثم قال : نسخ في هذا الزمان رسم الأخوة وحكمه ، فلم يبق إلا الحديث عن القدماء ، فإذا سمعت بإخوان صدق فلا تصدق وقال بعضهم : سمعنا بالصديق ولا نراه *** على التحقيق يوجد في الأنام وأحسبه مُحالا جوّزوه *** على وجه المجاز من الكلام *** صحبة الأحمق *** قال أبوحاتم رحمه الله: من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدّها ممن خفى عليه أمره: سرعة الجواب ، وترك التثبت ، والإفراط في الضحك ، وكثرة الالتفات ، والوقيعة في الأخيار والاختلاط بالأشرار ، والأحمق إذا أعرضت عنه اغتمّ ، وإن أقبلت عليه اغترّ ، وإن حلمت عنه جهل عليك ، وإن جهلت عليه حلم عنك ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإن أحسنت إليه أساء إليك ، وإذا ظلمته انتصفت منه ، ويظلمك إذا أنصفته ، وما أشبه عشرة الحمقى بما أنشدني محمد بن إسحاق الواسطي : لي صديق يرى حقوقي عليه *** نافلات وحقّه كان فرضا لوقطعت الجبال طولا إليه *** ثم من بعد طولها سرت عَرضا لرأى ما صنعت غير كبير *** واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا *** ما ضاق مكان بمتحابين *** عن الأثرم قال : دخل اليزيدي يوما على الخليل بن أحمد ، وهوجالس على وسادة ، فأوسع له فجلس معه اليزيدي على وسادته ، فقال له اليزيدي : أحسبني قد ضيّقت عليك ، فقال الخليل : ما ضاق مكان على اثنين متحابين ، والدنيا لا تسع اثنين متباغضين *** صداقة غير صادقة *** حكى ابن حبان البستي عن محمد بن الحسين قال : "كان أعرابي بالكوفة ،وكان له صديق يظهر له مودة ونصيحة، فاتخذه الأعرابي من عدده للشدائد ،إذ حزب الأعرابي أمر ، فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي فأنشأ يقول : إذا كان وُدُّ المرء ليس بزائد *** على مرحبا أوكيف أنت وحالكا ولم يك إلا كاشرا أومحدّثا *** فأف لودّ ليس إلا كذلكا لسانك معسول ونفسك بشّة *** وعند الثَريّ من صديقك مالُكا وأنت إذا همّت يمينُك مرة *** لتفعل خيرا قاتلتها شمالكا *** صاحب أهل الدين *** قال ابن الجوزي رحمه الله : صاحب أهل الدين وصافهم ، واستفد من أخلاقهم وأوصافهم ، واسكن معهم بالتأدب في دارهم ، وإن عاتبوك فاصبر ودارهم ، أنت في وقت الغنائم نائم ، وقلبك في شهوات البهائم هائم ، إن صدقت في طِلابهم فانهض وبادر ، ولا تستصعب طريقهم فالمعين قادر ، تعرض لمن أعطاهم وسل فمولاك مولاهم ربّ كنز وقع به فقير ، وربّ فضل فاز به صغير علم الخضر ما خفى على موسى ، وكشف لسليمان ما خفى عن داود *** من أولى بالغم *** قال الأصمعي : سأل رجل أبا عمروبن العلاء حاجة فوعده بها ، ثم إنّ الحاجة تعذّرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك ، فقال له : يا أبا عمرووعدتني وعدا فلم تنجزه ؟ فقال له أبو عمرو: فمن أولى بالغم أنا أوأنت ، فقال له : أنا ، فقال له أبوعمرو: بل أنا ، فقال له الرجل : وكيف ذلك أصلحك الله ؟ قال : لأني وعدتك وعدا فأبتَ بفرح الوعد ، وأبتُ أنا بهم الإنجاز ، وبتَّ ليلتك فرحا ، وبتُّ مفكرا مغموما ثم مغموما ، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة ، فلقيتني مدلا ، ولقيتك محتشما ، فمن هنا صرت أولى بالغم *** من هم الأحبة ؟ *** قال الشافعي رحمه الله : إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه ولا تُكثر عليه التأسفا ففي النفس أبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولوجفا فما كل من تهواه يهواك قلبه *** ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفوالوداد طبيعة *** فلا خير في ودّ يجيء تكلفا ولا خير في خلّ يخون خليله *** ويلقاه من بعد المودّة بالجفا وينكر عيشا قد تقادم عهده *** ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها *** صديق صادق الوعد مُنصفا |
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة لقاء ما أحوجنا في هذا الزمان الى التاخي والتوادد
|
مرض الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه
وأتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه باركــَ الله فيكــِ... وقفات رائــ ع ـــة... جوزيتِ خيرا... |
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة لقاء
نوادر ولطائف رائعه |
بارك الله فيك أخيتي لقاء....................كلام جميل ،يعطي المعنى الحقيقي للأخوة والصداقة الحقيقيتين........... في حفظ الله.
|
جزيتى خيرا اختى لقاء فما احوجنا الى اصدقاء صادقين فى محبتهم
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيراً أخي الفاضل أبي سهيل أخواتي الحبيبات ***عدن ,,عبق الريحان ,,أم أحمد ,,أفنان*** لقد اسعدني مرور هذه الكوكبة الرائعة .. لا حرمنا الله من هذا التواجد المميز ...والمشاركات الطيبة .. رزقك الله خيري الدنيا والاخرة |
الساعة الآن 04:18 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com