منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   حكم التثويب والإنكار على صاحب البدعة (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=53305)

أسامي عابرة 11-08-2012 12:37 AM

حكم التثويب والإنكار على صاحب البدعة
 

حكم التثويب والإنكار على صاحب البدعة

فقال له مالك: ما هذا الذي تفعل؟ قال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فيقوموا، فقال له مالك: لا تفعل، لا تحدث في بلدنا شيئا لم يكن فيه، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد عشر سنين، وأبو بكر وعمر وعثمان فلم يفعلوا هذا، ولا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه، فكف المؤذن عن ذلك، وأقام زمانا ثم إنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر، فأرسل إليه مالك فقال له: ما هذا الذي تفعل؟ قال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر، فقال: ألم أنهك ألا تحدث عندنا ما لم يكن؟

فقال: إنما نهيتني عن التثويب. فقال له مالك: لا تفعل، فكف أيضا زمانا، ثم جعل يضرب الأبواب، فأرسل مالك إليه فقال له: ما هذا الذي تفعل؟ فقال:

أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر، فقال له مالك: لا تفعل، لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه. .

نعم. وهذا اللي قلناه لكم، إنه وجود العالم في البلد نور يطفئ الفتن، ما نستطيع، ما تنمو البدع إلا في الظلام، في المكان الذي لا تدخله الشمس، هذا اللي تنمو فيه البدع، وكما تقدم المعنى في الأشياء السرية، في الأشياء، أما البلد اللي فيه عالم، هذا وريث نبي يميت البدع؛ فهذا المؤذن.

وانظروا أيضا من الفوائد هذه الفائدة: أن العالم في البلد نور، يكون خلفا للنبي صلى الله عليه وسلم، هو يميت البدع؛ ولذلك كما قلنا مرارا: البلدان التي فيها علماء أقل بدع، أو تموت فيه البدع، والبلدان التي فها ظلمة، فيها جهل تنشأ فيها البدع، حتى لو كان علماء، إذا كانوا، ليسوا من علماء السنة، أهل الأثر، وإنما هم علماء الرأي أيضا هؤلاء لا ينكرون في الغالب.

الأمر الثاني: أن الناس يسارعون إلى الإحداث، الشيطان يستفزهم، يستخفهم، أنه لا بد تأتيهم بشيء جديد؛ لأنه يفرح بهذا، فهذا المؤذن ما اكتفى بالأذان، وإنما الصلاة، الصلاة، الصلاة، لماذا أنكرها مالك؟

لأن هذه البدعة سيجتمع فيها ثلاثة أشياء:

الأمر الأول: الإظهار، هذا مؤذن سيسمع الناس كلهم.

والأمر الثاني: المداومة والتكرار، كل ما جاء يؤذن سيقول الصلاة، أو يتنحنح، أو يطرق الأبواب.

والأمر الثالث: التحري، واعتقاد الفضل في هذا الفعل.

والأمر الثالث: التحري، واعتقاد الفضل في هذا الفعل، هذا يغير الدين؛ بمعنى إذا اجتمعت هذه الثلاث، أو بعضها ينقل الشيء من كونه عادة إلى كونه بدعة، بمعنى لو أن المؤذن تنحنح مرة أو مرتين، أو مثلا لعارض، أو لشيء، ما أحد أنكر عليه، أليس كذلك؟

أما أنه كلما أتى يؤذن تنحنح، وكرر هذا الفعل، وأظهره سينشئ أناس يظنون أن النحنحة من سنن الآذان، أو أن طرق الأبواب قبل الآذان أنه سنة من الدين، أو أن التثويب سنة، هذا الذي ينقل العادة إلى كونها بدعة.

وأنا أعرف بعض الأشخاص يقول: قلت لابني الصغير: أذن - عمره سنتين أو ثلاثة - يقول: فصعد على وسادة، ثم تنحنح، ثم أذن، فالصغير يسمع مؤذن مسجدهم ما يؤذن إلا ويتنحنح، فاستقر في ذهنه أن النحنحة جزء من الآذن، وهذا اللي يخاف منه السلف، أن الزيادة في الدين.

أما لو أن المؤذن مرة واحدة تنحنح، أو حصل له عارض ما أحد ينكر عليه، فإذا الإنكار هنا؛ لأنه زيادة في الدين، اجتمع فيها المداومة، والإظهار، واعتقاد الفعل، يعني تحريه هذا الذي يجعلها من الدين، فاستدعاه مالك قال: ما هذا الذي تفعل؟ لماذا تثوب؟

الأولى التثويب، لماذا تقول: الصلاة، الصلاة؟ فقال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. انظروا أن النية حسنة، وظاهرها مشروع، هذا من الفوائد، أن النية حسنة أن يعرف الناس طلوع الفجر فيقوموا، فقال له: لا تفعل، ثم استدل بالدليل الذي يتمسك به أهل السنة دائما، قال: لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في المدينة عشر سنين، وأبو بكر وعمر وعثمان كلهم كانوا خلفاء بعده صلى الله عليه وسلم في المدينة ما فعلوا هذا الذي فعلت، استدلال بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو الذي يقطع البدع.

فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه، لا تأت بشيء جديد، فامتنع المؤذن، مكث زمان ماشي، الشيطان لا بد أن يستفز الإنسان، فأخذ يتنحنح، يتنحنح، يتنحنح ثم يؤذن، ظنها مالك عرضا مرة مرتين ثلاث، ولآه مداوم عليها، فاستدعاه لماذا تفعل هذا؟

قال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر، قال: لا تحدث، لا تحدث.

الله أكبر، مثل ما قال الإمام أحمد: ما أحسن ... الناس وما أقبح ... الناس عليه، صبر لا بد من صبر.

ثم الثالثة: أخذ يطرق الأبواب الصلاة، الصلاة مرة، مرتين، ثلاث، سيظن الناس أن هذا إنه قرين للآذان، قال: لا تفعل، اكتفِ بالآذان.

وهذا من إنكار أهل السنة على البدع، ولو كان الناس يظنونها صغيرة، ولو اجتمع فيها حسن القصد، وهذا يختلف عن فعل أهل الحسبة.

بعض الناس يقول: طيب أهل الحسبة الآن يقولون: الصلاة، الصلاة نقول: لا، أهل الحسبة الآن ينكرون منكر، يرون أناسا يفتحون في وقت الصلاة، فيقولون: الصلاة، يعني أغلقوا محلاتكم ولا يقرنون هذا بعبادة، وإنما هذا من إنكار المنكر، ليس من الزيادة في الدين، في فرق شاسع بين فعل أهل الحسبة الآن- جزاهم الله خير- في الإنكار على الناس في فتح محلاتهم وقت الصلاة، وبين وضعها مع الآذان. نعم.

الغردينيا 23-08-2012 07:41 PM

بارك الله فيك أختي الفاضلة أم سلمى ... أسعدك الله وحفظك

تعبانة من الغربة 23-08-2012 09:53 PM

جزاك الله خيرا اختي
وجعله في ميزان حسناتك

أسامي عابرة 24-08-2012 01:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تعبانة من الغربة (المشاركة 363627)
جزاك الله خيرا اختي
وجعله في ميزان حسناتك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ.. بارك الله فيكِ أختي الحبيبة

شكر الله لكِ مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

في رعاية الله وحفظه

أسامي عابرة 24-08-2012 01:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغردينيا (المشاركة 363616)
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم سلمى ... أسعدك الله وحفظك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أختي الحبيبة الغردينيا

شكر الله لكِ مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

في رعاية الله وحفظه


راجيه الجنة 25-08-2012 10:17 PM

جزاكم الله خيرا
مشكوووووووووووووووووورة

أسامي عابرة 26-08-2012 12:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ.. بارك الله فيكِ أختي الحبيبة راجية الجنة

شكر الله لكِ مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

في رعاية الله وحفظه


الساعة الآن 01:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com