منتدى الرقية الشرعية - ( && الحجامة في الطب الحديث && ) !!!

لقد كشف الطب الحديث عن بعض الآليات التي تسلكها عملية الحجامة في الشفاء أو التحسن من عدد من الأمراض المستعصية ، منها أن عملية الحجامة تعالج تضخمات الطحال التي تعود أسبابها في معظم الحالات ، إلى زيادة الحاجة للعمل الطحالي ، لأسباب إنتانية التهابية تنتج عن زيادة الفعالية الدفاعية ، أو زيادة الحاجة لتصفية مركبات معينة من الدم ، وأسباب احتقانية ناتجة عن زيادة الضغط في الجملة البابية أو الدوران العام ، أو قد يتسبب التضخم عن فرط تصنيع الخلايا الشبكية البطانية ليتمكن الطحال من سحب الخلايا الشاذة من الدم ، أو بسبب الحؤول النقياني ، أو نتيجة لحالة احمرار الدم ، أو بسبب آفة ارتشاحية فتمتلئ البالعات الطحالية بالمواد الشاذة التي تتراكم بسبب تلك الأمراض ، فتعمل الحجامة هنا على تنقية الدم وتحفز الطحال على أداء دوره المناعي الهام ضد الجراثيم والطفيليات والفطريات .

وبسبب دور عملية الحجامة في اقتناص التالف والهرم من الكريات والشوائب ، فإنها تزيد التروية الدموية لكل الأنسجة والأعضاء ، وينزل عن كتف الكبد عبء كبير ، فينشط لتأدية وظائفه الأخرى بوتيرة عالية ، وتزيد فاعليته في عملية استقلاب ومعالجة الكوليسترول والشحوم الثلاثية الزائدة ، ويخزن السكر الزائد في الدم ، فتنخفض نسبته لدى مرضى السكري ، ويتفرغ لتخليص الجسم من السموم فيصح وتنشط جميع اجهزته بما فيها الدماغ ، وينعكس ذلك بشكل إيجابي على جميع المراكز الحسية والحركية ، وترتفع أيضا عمليات تجديد الأنسجة التالفة في الجسم ، لأن الكبد هو المسؤول عن انتاج البروتين اللازم لاستمرار الحياة والنمو ، فيساعد في التغلب على الالتهابات الكبدية التي أصابته وضد كل الأمراض التي قد تصيبه ، ويتضح ذلك جليا عند قياس خمائر الكبد التي عادت إلى حدودها الطبيعية في كل الحالات المرضية التي تكون فيها نسبتها عالية .

واكتشف العلماء أن عملية الحجامة تزيد من قوة جهاز المناعة لزيادة نشاط الجملة الشبكية البطانية ، كما أن التروية الدموية الجيدة للأنسجة والأعضاء ترفع مناعة الجسم بسبب كثرة تعرض العامل الممرض لعناصر جهاز المناعة ، خصوصا الأنتروفيرون الذي يعتبر أسرع خط دفاعي يتم تكوينه وإفرازه بعد تعرض الجسم لأي فيروس ، حيث تستطيع الكريات البيض إنتاج الإنتروفيرون بمعدل يزيد على عشرة أضعاف مما تنتجه خلايا الجسم .

وقد دلت الشرائح المجهرية لدم الحجامة على وجود نسبة لاتذكر من الكريات البيض فيه ، إضافة على أثرها الكبير في تحريض نقي العظم على توليد كريات دم جديدة ، وخاصة إذا كان الجسم في حالة تستدعي أنتاج خلايا مناعية دفاعية كخلايا البالعات في حال وجود أي عامل ممرض ، بحيث يسير تمايز خلايا الدم الأولية باتجاه تشكيل كريات بيضاء ، وبالتالي فإن الحجامة تحافظ على الكريات البيض وتنشط إنتاجها مما يساعد على تحرير الإنتروفيرون بكميات كافية لمواجهة الفيروس الكبدي أو الخلايا السرطانية .

ولا حظت فرق البحث المخبري أن الحجامة تحسن الصورة الناتجه عن نقص التروية وتخفف تجلط الأوعية الدماغية بإزالة الدم المحتقن الزائد ، وبالتالي تقلل حدوث ، الجلطات الدماغية ، كما انها بتخفيضها للضغط الشرياني تقلل من حدوث الترف الدماغي ، كذلك تقويتها للمناعة تقلل من حدوث الآفات العصبية المناعية .

وتؤثر الحجامة في جهاز الهضم ، فتخلصه من الركود الموجود في أوردة المعدة والأمعاء الذي يعطل وظائفهما الإفرازية والماصة ، مما يؤدي إلى حدوث نزيف حاد خاصة في أوعية المعدة والأمعاء والمرئ والمستقيم وخثرات الأرجل والبواسير ، ويهبط على أثر ذلك الضغط الشرياني .

وكشفت الدراسات أن للحجامة تأثيرات مهمة للجهاز العصبي والدماغ بشكل رئيسي ، حيث تقي من الحوادث الوعائية ، الدماغية التي تتسبب في معظمها عن نقص التروية ، والنزيف الذي إذا انتشر أدى إلى احتشاء الدماغ وبالنتيجة يحدث الشلل النصفي ، كما تساعد في تنظيم الدم الوارد إلى الدماغ ، فتفيد في ضعف الذاكرة ونقص التركيز ، وتساعد في ضبط المشاعر والعواطف وتنظيمها ، كما ذكرت فائدتها في الصرع وتحسين السمع إذا كان سببه نقص التروية الدموية ، كذلك التوازن الناجم عن نقص الدم الوارد .

وينطبق هذا الحال أيضا على دور الحجامة في تخليص الدم مما يعيق حركته ويمنع ركودته ، منشطة بذلك الدورة الدموية ومحسنة تروية النسج والأعضاء والذي من شأنه رفع فعالية أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة ، إضافة إلى ما ينتج عن ذلك من إعادة ترتيب الإفراز الهرموني الذي يؤدي إلى رفع مناعة ومقاومة الجسم وفعالية أجهزته كافة وخاصة الحساسة منها كالدماغ والعصب البصري والنسيج الشبكي ( الشبكية ) محسنا بذلك الحالة العامة للرؤية .

ولا يقتصر دور الحجامة على إزالة نقص التروية للكليتين الذي يعطل قيامها بوظائفها الإطراحية مما يؤدي إلى فشل كلوي أو إلى الإصابة بمرض البوليفا الذي يؤثر في المخ ويقتل خلاياه ، بل تنشطها للقيام بجميع وظائفها على الوجه الأمثل مما يرفع مستوى مقاومة الجسم للأمراض عامة .

أما التأثير الأهم للحجامة في العصر الحديث فيتمثل في دورها في الوقاية من السرطان ، ذلك أن تراكم الشوائب الدموية ينعكس سلبا على جريان الدم فتنقص تروية الأنسجة والأعضاء ، فيضطر القلب لبذل مجهود أكبر لتأمين متطلباتها ، وكذلك الكبد الذي تشغله الشوائب الدموية عن وظيفته الأكثر أهمية في إزالة المواد السامة ، ويتدنى أداء الطحال على مستوى وظيفته المناعية في إنتاج الأجسام المضادة وتخليص الدم من العناصر الغريبة ، ويتراجع عمل الأجهزة شيئا فشيئا وهذا ما لايشعر به المرء على التو ، حتى إذا ما تقدمت به السن تفاقمت الأمور وظهرت المشاكل ودبت الأمراض ، لا سيما الخبيثة منها ، لذا نجد أن نسبة الإصابة بالسرطان عند الطاعنين بالسن أعلى مما هي عند الآخرين .

كما تلعب المؤثرات الخارجية كالمواد الكيماوية والإشعاعية والعوامل النفسية والصدمات دورا في ظهور المرض الخبيث ، فبدلا من أن يتصدى الجسم لهذه المتغيرات يصبح ضحية لما تنتجه من خلل أكبر فيه ، بل وتتكاثر بعض خلاياه بشكل جنوني مشكلة ما يعرف بالورم السرطاني ، لذلك فإن خلل أجهزة الجسم يؤدي إلى خلل التوازن الهرموني مع العوامل الخارجية ، فلا يستطيع جهاز المناعة الذي ضعفته قلة التروية الدموية من التغلب عليه .

وبما أن الحجامة تؤثر إيجابيا في الكبد والطحال وتحسن وظائف أعظاء الجسم الحيوية لتعمل بكفاءة عالية فتخلص الجسم من السموم وتفرز المواد المناعية القوية وتعزز عمل الكليتين في تنقية الدم وتنظيم الأملاح بوتيرة عالية ، عندها سيقوم الجسم بصد كل المؤثرات الخارجية ويبقى سليما معافى .
ولا شك أن العلم سيكتشف فوائد أخرى للحجامة مع تقدم الزمن ليظهر أنها وسيلة مفيدة ممتازة في علاج كثير من الأمراض .

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .