منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الموضوعات المتنوعة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=78)
-   -   موقف السلف الصالح من النمام (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=33470)

أسامي عابرة 06-12-2009 01:14 PM

موقف السلف الصالح من النمام
 

موقف السلف الصالح من النمام


الشيخ عبد الحميد الجهني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد :

فإن من أسوأ ما يُبتلى به الإنسان من رذائل الأخلاق وقبيح الصفات : النميمة , وهي الوشاية بين الناس , ونقل القيل والقال بقصد الإفساد بينهم , ولما كانت النميمةُ نجاسةً في الأخلاق , فقد قُرنتْ بالنجاسة في البدن , وذلك في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ : ( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ) الحديث , وهو متفق على صحته .


وأخرجه الحافظ ابن حبان في صحيحه ( 3/106الرسالة ) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا نَمْشِي مَعَرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) فَمَرَرْنَا عَلَى قَبْرَيْنِ ، فَقَامَ فَقُمْنَا مَعَهُ ، فَجَعَلَ لَوْنَهُ يَتَغَيَّرُ حَتَّى رَعَدَ كُمُّ قَمِيصِهِ ،فَقُلْنَا : مَا لَك يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : ( أَمَا تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ ؟ ) فَقُلْنَا : وَمَاذَاكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( هَذَانِ رَجُلانِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا عَذَابًا شَدِيدًا فِي ذَنْبٍ هَيِّنٍ ) قُلْنَا : فِيمَ ذَاكَ ؟ قَالَ : ( كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ، وَكَانَ الآخَرُ يُؤْذِي النَّاسَ بِلِسَانِهِ وَيَمْشِي بَيْنَهُمْ بِالنَّمِيمَةِ ) الحديث , قال محقق الكتاب : إسناده صحيح .



قال العلامة السفاريني : وَقَدْ أَبْدَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ نُكْتَةَ ذَلِكَ وَهِيَ مِمَّا يُكْتَبُ بِالذَّهَبِ عَلَى صَفَحَاتِ الْقُلُوبِ ، وَذَلِكَ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الإِنْسَانُيَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَقْضِي فِيهِ الْحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ الصَّلاةُ وَالدِّمَاءُ .

- وَالطَّهَارَةُ أقْوَى شُرُوطِ الصَّلاةِ وَمُقَدِّمَتُهَا ، فَإِذَا لَمْ يَتَنَزَّهْ مِنْ الْبَوْلِ وَلَمْ يَسْتَبْرِئْ مِنْهُ فَقَدْ فَرَّطَ فِي شَرْطِ الصَّلاةِ .


- وَسَبَبُ وُقُوعِ النَّاسِ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ وَإِرَاقَتِهَا بِغَيْرِ حَقِّ : الْعَدَاوَةُ ،وَمُقَدِّمَتُهَا النَّمِيمَةُ ، فَإِنَّهَا سَبَبُ الْعَدَاوَةِ ، وَعَذَابُ الْقَبْرِ مُقَدِّمَةُ عَذَابِ النَّارِ ، فَنَاسَبَ أَنْ يَبْدَأَ بِالْمُقَدِّمَاتِ أَوَّلا .)

قلت : وجزاء النمام يوم القيامة هو ما جاء في الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عِنْهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَنُمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ) متفق عليه ولفظه لمسلم .

وهذه العقوبة الشديدة في الآخرة مع ما يناله النمام من عذاب في قبره والعياذ بالله , من أجل ما في النميمة من آثار سيئة وعواقب مدمرة على الأفراد والمجتمعات , ففي ( الزهد ) لهناد بن السَّري عن عطاء بن السائب قال : قدمت من مكة , فلقيني الشعبي فقال لي يا أبا زيد أطرفنا ما سمعت قال قلت : لا إلا أني سمعت عبدالرحمن بن عبدالله بن سابط يقول : لا يسكن مكة سافك دم , ولاآكل ربا , ولا مشاء بنميم . قال : فعجبت منه حين عدل النميمة بسفك الدم وأكل الربا .

قال فقال الشعبي : وماتعجب من ذلك وهل تُسفك الدماء وتُستحل المحارم إلا بالنميمة .

قال يحيى بن أبى كثير : يفسد النمام في ساعة ما لا يفسد الساحر فيشهر.

ذَكَرَه المقدسي في ( مختصر منهاج القاصدين ) وذَكَرَ له قصةً شاهدةً عليه فقال : وقد حكى أن رجلا ساوم بعبد، فقال مولاه : إني أبرأ منك من النميمة والكذب، ( يعني أن هذا العبد كذاب ونمام ) فقال : نعم، أنت برئ منهما،فاشتراه . فجعل يقول لمولاه إن امرأتك تبغي وتفعل، وإنها تريد أن تقتلك، ويقول للمرأة : إن زوجك يريد أن يتزوج عليك ويتسرى، فان أردت أن أعطفه عليك، فلا يتزوج ولا يتسرى، فخذ الموسى واحلقي شعرة من حلقه إذا نام ، وقال للزوج : إنها تريد أن تقتلك إذا نمت . قال فذهب ( أي الزوج ) فتناوم لها، فجاءت بموسى لتحلق شعرة من حلقه، فأخذ بيدها فقتلها، فجاء أهلها فاستعدوا عليه فقتلوه .ا.هـ

هذه هي خاتمة النميمة !


قال ابن حزم في ( طوق الحمامة ) : وما في جميع الناس شرٌ من الوشاة ، وهم النمامون ، وإن النميمة لطبع ٌيدل على نتن الأصل ، ورداءة الفرع ، وفساد الطبع ، وخبث النشأة ، ولابد لصاحبه من الكذب؛ والنميمة فرع من فروع الكذب ونوع من أنواعه ، وكل نمام كذاب ، وما أحببت كذاباً قط ، وإني لأسامح في إخاء كلِّ ذي عيب وإن كان عظيماً ، وأَكِلُ أمره إلى خالقه عز وجل ، وآخذ ما ظهر من أخلاقه حاشا من أعلمه يكذب ، فهو عندي ماحٍ لكل محاسنه ، وذلك لأن كل ذنب فهو يتوب عنه صاحبه وكل ذام فقد يمكن الاستتار به والتوبة منه ، حاشا الكذب فلا سبيل إلى الرجعة عنه ولا إلى كتمانه حيث كان . وما رأيت قطولا أخبرني من رأى كذاباً ترك الكذب ولم يعد إليه ، ولا بدأتُ قط بقطيعة ذي معرفة إلا أن أطلع له على الكذب ، فحينئذ أكون أنا القاصد إلى مجانبته والمتعرض لمتاركته ، وهي سمة ما رأيتها قط في أحد إلا وهو مزنون إليه بِشَرٍّ في نفسه ، مغموز عليه لعاهة سوء في ذاته ، نعود بالله من الخذلان . ا.هـ

فينبغي لمن نُقلت إليه نميمة أن يتعامل معها التعامل الشرعي الصحيح , كما بيَّنه صاحب ( مختصر منهاج القاصدين ) رحمه الله فقال : وكل من نقلت إليه النميمة، مثل أن يقال له : قال فيك فلان كذا وكذا , أو فعل في حقك كذا، ونحو ذلك ؛ فعليه ستة أشياء :

الأول : أن لايصدق الناقل، لأن النمام فاسق مردود الشهادة .

الثانى : أن ينهاه عن ذلك وينصحه .

الثالث : أن يبغضه في الله، فإنه بغيض عند الله .

الرابع : أن لايظن بأخيه الغائب السوء .

الخامس : أن لايحمله ما حكى له على التجسس والبحث، لقوله تعالى : ** ولاتجسسوا ** [ الحجرات 12 ]

السادس: أن لايرضى لنفسه ما نهى النمام عنه، فلا يحكى نميمته .

ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل : بلغني أنك وقعت فىَّ، وقلت كذا وكذا . فقال الرجل : ما فعلتُ، فقال سليمان : إن الذي أخبرني صادق . فقال الرجل : لا يكون النمامُ صادقاً . فقال سليمان : صدقتَ، اذهب بسلام .

أما موقف السلف الصالح من صاحب النميمة والوشاية بين الناس والتفريق بين الأحبة فيتجلَّى في هذا الموقف من التابعي الجليل وهب بن منبِّه رحمه الله ,

قال أبو نعيم في ( الحلية 4/71 ) : حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا نوح بن حبيب ثنا عنبر مولى الفضل بنأبي عياش قال : كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل فقال إني مررت بفلان وهو يشتمك . فغضب , فقال : ما وجد الشيطان رسولا غيرك ! فما برحتُ من عنده حتى جاءه ذلك الرجلُ الشاتمُ فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه الى جنبه .

إسلامية 06-12-2009 03:21 PM

بارك الله فيكِ أختاه ... موضوع قيم جداً

أسامي عابرة 06-12-2009 06:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و فيك بارك الله أخيتي الحبيبة إسلامية

شكر الله لك تواجدك الطيب وتشريفك العطر للموضوع

جزاك الله خيراً وإحساناً

في حفظ الله ورعايته

*** 06-12-2009 09:42 PM

يرفع رفع الله قدرك

*** 06-12-2009 09:50 PM

.......................يرفع للموعظة .........

أسامي عابرة 07-12-2009 12:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

رفع الله قدركم

وأعلى نزلكم في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

شذى الاسلام 24-12-2009 11:19 AM

اختي الغالية ام سلمى

مواضعيك مميزة ...دائما

وذكر شيخنا الفاضل د. خالد الجبير ان من ابتلي بالغيبة والنميمة ولا يستطيع تلركها
فليجأ الى صلاة ركعتين بعد مرة ينم ويغتاب ...
ساعتها ...سيتخلص من هذا الداء البغيض

جزاك الله كل خير اخيتي

أسامي عابرة 24-12-2009 12:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم أختي الحبيبة

شكر الله لكِ أطلالتكِ العطرة و تشريفكِ الكريم وحسن قولكِ ..

سلمكِ الله غاليتي ، الرائع ذوقكِ وحضوركِ المتميز

رفع الله قدركِ وأعلى نزلكِ في أعلى عليين

في رعاية الله وحفظه


الساعة الآن 01:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com