منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   العلاقات الأسرية الناجحة وكل ما يهم الأسرة المسلمة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=68)
-   -   طفل يعاني من " مرض التوحد " بشدة !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=2002)

د.عبدالله 18-06-2005 05:09 PM

طفل يعاني من " مرض التوحد " بشدة !!!
 
مقياس النجاح.. خطوة واحدة في الزمن

ترجمة: كمال البيطار




بقدر ما يتسع الأمل بقدر ما ينفتح أفق الحياة الهانئة المطمئنة ويمتد فسيحاً رحباً ورائعاً بالنسبة لبني البشر، ولا غرو، فالأمل هو الترياق الذي يزجي من أمام أعيننا أشباحاً مروعة لولاه لظلت غصص الحياة وأكدارها تقض مضاجعنا ليل نهار ولتحوّل عيشنا الى ظلمات بعضها فوق بعض. ومن رحم فلسفة الأمل المفعم بالتفاؤل هذه ولد مفهوم: لكل داء دواء يستطب به، فصار كالمثل السائر الذي ينضح بحقيقة علمية لا يشوب بهاءها، ونصاعتها سوى واقع أليم ينكأ الجرح من جديد، ألا وهو استعصاء بعض العلل على النطاسي الخبير والألمعي النحرير، فحين يتباطأ بلوغ الأرب في شفاء بعض الأسقام يهتز عرش الأمل ونهوي في لجج القنوط وتبهت امامنا حقيقة ان كل صباح جديد يعد بفرج قريب لما استخلف من المعضلات ولما استحكم من ملمات. فها قد انقضت ستة عقود ونيف على اطلاق عالم نفس الطفولة الامريكي ليو كانراسم اسم “التوحد” على حشد من الاضطرابات الدماغية التي على كثرة ما بحثت ظواهرها وتشخيصاتها ظلت حتى الآن كهفاً مترعاً بالأسرار لا يبوح بخفاياه سوى مرة كل دهر.





هناك في مدينة كانساس الأمريكية في ولاية ميسوري داعب جيف مارتن أمل وليد، فإذا أفلح الغلام المسكين، ابنه والتر هذه المرة وأنجز ما دأبت السيدة المسؤولة عن الطعام في مدرسة كاترين كاربنتر الابتدائية على تدريبه عليه فثمة امكانية لتحقيق المزيد من التقدم.. انها بحق خطوة عملاقة نسبياً.

تجاوز والتر التاسعة من عمره بقليل، الا أنه لم يتفوه منذ ان كان في الشهر السابع عشر من عمره بكلمة واحدة حقيقية، ومثله مثل رضيع مازال يحبو، ظل والتر الى الآن يثغو كالأطفال الصغار ويصدر سجعاً كهديل الحمام فهو حبيس “التوحد”، أو الفصام الذي يسلخه عن محيطه فيحيله عاجزاً لا يستطيع التواصل مع أهله ولا مع أقرانه لا بالكلمات ولا حتى بالنظرات.

في صدر والده المكلوم جيف اصطخبت الرغبات، رغم ان أمنياته متواضعة ها هنا في هذا الموطن. فهو يرجو اليوم أن يتخلص والتر عندما يكبر ويصبح رجلاً، بعد ان يودع والده ولورا أمه هذه الحياة، من عجزه فيصبح قادراً على القيام بشؤونه الصغيرة الأساسية من تناول الطعام وارتشاف الشراب وتدبر أمر نظافته الشخصية في بدنه وملبسه فهذه احدى الحالات الشديدة من “التوحد”، وقصارى ما تبلغه آمال والد والتر وأمه في مثل هذه الظروف هو ان يستجيب الله دعاءهم فيتقن أداء هذه الوظائف الفطرية فلا يظل بحاجة لعناية ومراقبة على مدار الساعة.

في أنحاء الولايات المتحدة قفز عدد الأطفال الذين شخصت حالتهم على أنهم مصابون ب”التوحد” أو أحد أشكال الاضطرابات الدماغية ذات الصلة به مثل اضطراب اسبيرجر واضطراب ريتس واضطراب الطفولة الخبالي، فتضخم بصورة أعيت أفهام الخبراء.

ففي ميسوري ارتفع معدل الاصابة بهذا المرض بنسبة 500% على مدى العشرين سنة الماضية. أما في كانساس فقد ارتفع العدد بنسبة 900%، حسب تقارير وزارة التعليم الامريكية.

وعلى مستوى امريكا بأسرها تضاعف عدد الأطفال الذين يعانون من “التوحد” أو أحد ألوانه عشرة أضعاف. وتقدر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ان واحداً من بين 166 طفلاً حالياً مصاب بنوع من أنواع “التوحد” التي تتراوح من الحالة المثلى للأطفال من حيث ادائهم الذي يدنو بهم من العبقرية في بعض المناحي، مثل التفوق في الرياضيات رغم معاناتهم من مشكلات اجتماعية، الى الحالة القصوى للتردي في اداء الوظائف مثل حالة والتر الاضطرابية التي يبلغ فيها الخلل مداه.

وفي أغلب الأحيان يعرض الأطفال المشتبه بإصابتهم ب”التوحد” على الاخصائيين بعد انقضاء عامين من عمرهم، وقد لا يكتشف مرض أسبيرجر، الا في مرحلة الدراسة الابتدائية.

وتكمن أهمية الإكتشاف المبكر للاصابة في ان هذه الخطوة تسهل البدء في عملية تدريب الدماغ وتمرين الأطفال المصابين على اتقان مهارات قد تؤهلهم للقيام بكثير من الأعمال بأنفسهم وتجنبهم السقوط في هوة العجز الكامل الذي يحيل حياة معيليهم وولادة أمورهم الى جحيم حقيقي.

وثمة تباين كبير بين الأطفال المصابين ب”التوحد” سواء من حيث الشخصية أو السلوك، ويسود ما يشبه الاجماع بين الخبراء على ان هناك حشداً من الأمراض تنضوي تحت ظاهرة “التوحد”، فهناك أطياف توحدية عديدة، وهناك حالات “التوحد” اللاقياسي ومتلازمة اسبيرجر، لكن المتاهة الحقيقية تتمثل في تعقب أسباب هذا المرض الذي ذهب اخصائي الأمراض النفسية والعقلية الامريكي ليوكانر الى أنه اضطراب بيولوجي فطري، حيث أسماه ولأول مرة بالتوحد في عام 1943.

وآل مارتن اسرة صغيرة متماسكة، ويشكل الأب والأم ثنائياً متكاملاً رائعاً. كلاهما بلغ الحادية والاربعين من عمره وتمتهن لورا المحاماة وأما جيف فمصمم ومنسق حدائق، غير انه يمكث في الدار طيلة الوقت ملازماً لوالتر.

وتبلغ ابنتهم الموهوبة جريس الثانية عشرة من عمرها، وهي طفلة متميزة حادة الذكاء قرأت عشرات الكتب حتى الآن، بل إنها تقرأ لشكسبير وتتذوق أعماله.

ولطالما دأب أحد أقرباء آل مارتن على ترديد هذه العبارة على مسامعهم، ربما ليواسيهم أو يبث الأمل في نفوسهم: “سوف تباغتكم تطورات مفاجئة ولسوف تدهشون، فيوماً ما سوف ينسل والتر وينعتق من إسار هذا ليصبح فتى طبيعياً”.

ويغرق جيف في التفكير متقلباً على فراش الأمل فيما تحاصره أحياناً رياح الحيرة والتشكك. فهل يخرج ابنه من هذا النفق الذي عزله عن عالم الأصحاء؟

وتثور في نفس الأب المفجوع بحالة ابنه شتى الأسئلة، فهل يستطيع والتر التغلب على هذا السجن وإحداث اختراق لهذه القيود التي تكبل عقله وروحه وتسلخه وجدانياً عن المحيط الخارجي؟ ولطالما سمع كل أب لطفل مصاب ب”التوحد” بقصص المعجزات وخوارق العادات.

قطعت جودي بيكر، معلمة والتر التي تتولى تدريبه واكسابه مهارات تساعده على الاعتماد على نفسه والتغلب على الإعاقة التي أورثه إياها داء “التوحد”، شوطاً لا بأس به في تطوير قدرات هذا الفتى.

وركزت بيكر في منهجها لتدريب والتر على تطوير مهارات التحكم بحركات يديه ورجليه وأداء مهام متدرجة في صعوبتها فصار بإمكانه الآن حمل صينية الغداء البلاستيكة البيضاء وعليها طبق المعكرونة والمشي بها مسافة سبعة أقدام الى مقعده دون أن يوقع منها شيئاً أو يلوث مشمع الأرضية.

حجل والتر على أصابع قدميه وهز رأسه الى الأعلى جهة اليمين من فوق كتفيه، وكانت عيناه بنيتان معبرتان وفيهما نظرات امتزج فيها الرعب بالفضول، وتحدق نظرته بشيء ما في مكان ما. وتتهادى قدماه على الارض، وعلى محياه ترتسم ابتسامة مبتهجة تشي بالرضا، غير أن ذهنه مسلوب يحملق في البعيد منجذب الى عالم ناء غريب عن بيئته المعاشة.

وكان فريق علمي قد أثبت في عام 1996 ان التشنجات التي تظهر عند الأطفال او التشنجات الصرعية تؤدي الى خلل ينال من الفصوص الصدغية الدماغية مما يزيد من مخاطر ظهور مرض “التوحد”.

وفي عام 2000 برهن فريق بحث أمريكي من خلال دراسة أجراها على ان للثلم الصدغي الأعلى علاقة مباشرة فيما اصطلح على تسميته ب”الإدراك أو الرؤية الاجتماعية للفرد”، اذ تسهم هذه المنطقة في تحليل ومعالجة المعلومات المتعلقة بالنظر وتعبير الوجه وحالة الشخص فيما هو منهم في تحليله الدقيق للوضعيات والنوايا الصادرة عن الأشخاص الآخرين.

لدى بعض الأطفال المصابين ب”التوحد” حساسية مفرطة جداً إزاء الملامسة البدنية. وتبدي هذه الفئة ردة فعل مروعة ان هي لامست اشخاصاً معينين أو لامسوها هم، اذ إنهم غالباً ما يصرخون ويناضلون للانفكاك من عناق أو ضم او تقبيل. بل يعمد بعضهم الى تمزيق أنسجة بشرتهم، إلا أن والتر ليس على هذه الشاكلة.

وتقول والدته لورا: “لست متأكدة ما يمكن ان أفعله أو مما سيحل بي إن لم أستطع على الأقل أن أمسك بابني وأضمه الى صدري”.

ولا يتجاوب والتر مع الألم ولا يبدي أي ردة فعل تجاهه، فحدث مرة ان سقط على وجهه وجرحت شفته جرحاً عميقاً بليغاً استدعى خياطتها بعدة غرز، غير أنه لم يبك أبداً ولم يظهر عليه أي شعور بالألم، بل وضع مرة شفرة داخل فمه، ولم يذرف دمعة واحدة، لكنه بالمقابل لم يصب بجرح واحد جراء ذلك، مما حدا بأبيه جيف أن يطلق على هذا “هالة القدسية التي تحف بوالتر”. إنها حالة أشبه بطقوس التأمل الغيبوبي المغرق في الانفلات من ربقة الواقع وأشبه بما يمارسه الصوفيون حين يحملهم التأمل المتعمق على جناحيه، فوالتر لم يتعرض للأذى نتيجة هذا لأنه لا يفهم أنه يمكن ان يؤذى. وهذا الحال يصيب آل مارتن بذعر حقيقي اذ يزيدهم الى حملهم الثقيل في رعاية والتر عبء التكهن بما يلم به من أحداث ومشاعر. هل يألم؟ هل ألمّ به مرض؟ وفي الحقيقة فإن أحد أكبر القتلة التي تودي بحياة الأطفال المصابين ب”التوحد” إنما هي حوادث الصدم بالسيارات فهم يندفعون بين السيارات بلا مبالاة ولا خوف ودون وعي.

إلا أن القاعدة الذهبية التي ينبغي ألا يغفل عنها القائمون على علاج الأطفال المصابين بهذا الداء هي أن التعلم يحقق تحسناً لا يمكن الاستهانة به، وها هو والتر يحرز تقدماً مطرداً وإن كان بطيئاً.

غير أن مما يعذب جيف أحياناً تلك التساؤلات الحائرة التي تحوك في صدره فيعبر عنها قائلاً: “كم أتمنى أن أغوص في أعماق تفكيره فأعرف ما يجري في دماغه.

وفي المدرسة وفي المنزل يجلس والتر الآن على كرسيه بلا حراك، وهو تطور لم يشهد ذووه مثيلاً له من قبل. كما تعلّم والتر أن حقيبته المدرسية ينبغي أن تذهب معه الى المدرسة كل يوم، غير ان هذه الخبرات المكتسبة لا ترسخ الى الأبد، فغداً أو الأسبوع التالي أو الشهر الذي يلي سوف تتبدد هذه المهارة، الأمر يحدث هكذا مع مرضى “التوحد”، فآل مارتن ومعلمو والتر ربما اشتغلوا لعدة أشهر من أجل تعليمه القيام بعمل واحد بمفرده وعندما يتقنه ويتمكن منه تماماً ما يلبث ان يتبخر من ذاكرته.

ويعتبر التوحد أحد أشكال الإعاقة التي يبدي فيها الطفل انشغالاً بذاته وانطوائية متطرفة وظهور أشكال نمطية من السلوك، جامدة وطقوسية لا معنى لها، ولا تؤدي وظيفة. وسميت أحياناً بالذاتوية لأن الطفل متمحور حول ذاته وغير مكترث بالعالم الخارجي، لذلك يسمى بالطفل المنغلق على ذاته. وهناك عوامل عديدة متفاعلة وراء هذا الاضطراب أهمها العوامل العضوية (الهيبوكمباس، والجسم الصلب في المخ) والعوامل الكيماوية العصبية.

وقد قارن العالم بوشر منذ عام 1960 بين ثلاث مجموعات متماثلة من الأطفال من حيث العمر والجنس والعمر العقلي اللفظي: مجموعة التوحديين، ومجموعة المتخلفين عقلياً ومجموعة من الأسوياء وتبين أن “التوحديين” أقل قدرة من المجموعة الضابطة في عملية الاستدعاء، كما ان استرجاعهم أضعف من استرجاع أفراد المجموعتين الأخريين. وقد افترض البعض ان المصابين بالتوحد يقتربون من المتوسط في ذكائهم أو يفوقونه بقليل، على الأقل بالنسبة الى بعض المهمات العقلية.

ويظهر بعضهم تفوقاً في بعض المهام مثل ظهور موهبة موسيقية، او قراءة مبكرة. أما بالنسبة الى التذكر فيبدو أنهم يظهرون قدرة على التذكر، وخاصة تذكر مجموعة من الحقائق او الوقائع من دون جهد يذكر. فمثلاً أظهر أحد هؤلاء الأطفال في سن السابعة من عمره، قدرة على استرجاع أربعين جملة في سياقها المحدد والمتجانس.


منقـــــــــــول .. مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .

أبو البراء 30-06-2005 12:34 AM

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عبدالله بن كرم ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ناصح أمين 30-06-2005 01:45 AM

بارك الله فيكم أخي الكريم

ونستأذنكم في هذه الإضافة

صفحة التوحد

Autism













لمزيد من المعلومات حول المراكز العربية لخدمة ذوي الاحتياجات
الخاصة، الرجاء الذهاب


أبو البراء 02-07-2005 10:03 AM

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ناصح أمين ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

د.عبدالله 03-07-2005 01:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله )
 
بارك الله فيك أخي الحبيب (( ناصح أمين )) إضافة رائعة ومفيدة وموضوع أكثر من رائع وهكذا تعودنا منك دائما نفعنا الله بعلمك ، جزاك الله خيرا ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية .

أبو البراء 04-07-2005 11:58 PM

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عبدالله بن كرم ) ، وبعض الأسئلة في قسم ( الحجامة ) ننتظر إجابتكم الكريمة ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد 27-06-2006 05:38 PM


http://muslm.net/khalid/my-folder/bo50.gif



... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...

http://mohammed254.jeeran.com/bgaya_grooh.GIF

اميرة مصباح 17-08-2007 07:21 PM

مشكور يا اخي الكريم، وعندي سؤال :ماهي نسبة هدا المرض في العلم الاسلامي؟ بارك الله فيك.


الساعة الآن 06:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com