منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   &( الإسراف داء العصر)& (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=10623)

د.عبدالله 02-04-2007 08:31 PM

&( الإسراف داء العصر)&
 
مع دوران عجلة الحياة وتطورها وتقدمها يتغير حال الإنسان إلى الأفضل، ويتحسن وضعه المادي وبالتالي قدرته على الإنفاق، ومن هذا المنطلق تتعدد طرق الإنفاق وتزداد الاحتياجات، فكلما زاد الدخل انفتح الباب على مصراعيه أمام تطلعات وطموحات مادية قد لا تنتهي، باعتبار أن التكنولوجيا لا تتوقف عن دفع الجديد والمتطور دائما إلى الأسواق وهو ما يخلق رغبات مستمرة لاقتناء كل جديد.

الرغبة في الامتلاك هي طبيعة إنسانية بحتة ولكن هذه الطبيعة قد تخرج عن حدود المعقول نتيجة مفاهيم خاطئة قد تسيطر على عقول البعض والتي يدور معظمها في فلك الميل إلى التظاهر والتفاخر، ووقتها يفقد الشخص القدرة على التفرقة بين ماهو احتياج حقيقي أو حتى ترفيهي معقول وبين الإسراف والإنفاق المبالغ فيه على بنود تدخل في إطار رفاهية الرفاهية.

بالطبع فإن من حق اي من بني البشر ان ينعم بما أتاه الله عز وجل من فضله وذلك أمر لا جدال فيه، بل انه عز وجل يحب أن يرى نعمته على عباده وان يتمتع الناس بالطيبات من الرزق، ولكن هناك خيطاً رفيعاً يمثل الحد الفاصل بين الإنفاق المعتدل والتبذير، لا يدركه إلا من يتدبر أمور حياته جيدا ويعي حقائق الحياة ويخطط بعقلانية لمستقبله.

أيضا فإن ذلك الحد الفاصل بين الأشياء الأساسية أو الكمالية يختلف تبعا للمقدرة المالية من شخص لآخر، فما يعتقده البعض إنفاقاً عادياً يتسق مع سعة العيش التي ينعم بها، قد لا يكون في حقيقة الأمر إلا إسرافا منهي عنه لما فيه من إهدار للنعم والتصرف الفوضوي فيها، كما أن هناك من يخلط الأمور من دون أن يدرك حقيقة وضعه والأرضية التي يقف عليها، فيحاول أن يعيش بإمكانات تفوق إمكاناته الحقيقية، وهو ما يوقع الكثيرين من هؤلاء في دوامة لا تتوقف من المشكلات.

الإنسان بطبعه دائم التطلع نحو الأفضل.. لا يهدأ له بال للارتقاء بنفسه مادام في العمر بقية، وفي سبيل ذلك تتعدد مذاهب الناس وتصوراتهم للحياة، فهناك من يقتر على نفسه وعلى أسرته حيث تتملكه الرغبة في جمع المال واكتنازه بطريقة مرضية قد تجعله ينسى حتى حق الله فيه، وبالتالي فلا يتصدق ولا يدفع الزكاة، متخيلا أن ذلك سيعرض ماله للنقصان، وعلى الطرف النقيض نجد من يتصرف في أمواله ببذخ مبالغ فيه حتى ولو كانت هذه الأموال ليست كثيرة وتكاد تكفي احتياجاته الأساسية.

الميل للإسراف داء إذا تملك صاحبه أدخله في متاهات هو في غنى عنها لو أحسن التصرف فيما يملكه، لأن القدرات المادية هي قدرات نسبية فربما تفي باحتياجات الشخص أو العكس وفقا لطريقة تصرفه فيها، فالمبلغ الذي يستطيع به شخص ما أن يحيا حياة كريمة، لا يستطيع أن يُسيّر به آخر أمور حياته، وبالتالي يلجأ إلى الاستدانة وتتحول حياته إلى سلسلة من الأزمات المادية.

المشكلة أن البعض يعكس اولوياته فينفق كثيرا على الترف وفجأة يجد نفسه عاجزا عن سد المتطلبات الأساسية، وهكذا تستمر حياته من مأزق إلى آخر من دون أن يتعلم من تجاربه، أو يحاول تصحيح مسار حياته، الأمر الذي ينعكس على استقراره المادي وبالتالي على استقرار أسرته.

مظاهر الإسراف والترف أصبحت داء العصر الذي سيطرت عليه قيم بعيدة كل البعد عن السلوك الاسلامي القويم، فسبحانه وتعالى نهى في مواضع كثيرة من كتابه العزيز عن الإسراف لما له من مضار كثيرة ليس فقط على مستوى الأفراد ولكن على مستوى المجتمع بشكل عام، يقول تعالى: “ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين” (الاعراف 31).

الاعتدال في كل شيء وليس الإنفاق فقط يترتب عليه كل ما يصب في مصلحة الإنسان، والتطرف أيضا في كل شيء لن يجلب إلا كل خسارة.. فلنجعل الاعتدال منهجاً وسلوكاً وليس شعاراً فحسب.

بنت المدينه 02-04-2007 10:38 PM

صدقت اخي جزاك الله خير
كم اتاسف على ماارى من اسراف في الاطعمه
والملابس

فاديا 03-04-2007 06:15 AM

جزاك الله خيرا وبارك فيك اخونا الفاضل الدكتور عبدلله بن كرم
وصدقت

بن بشر 03-04-2007 07:54 PM

انت صح يا دكتور 100%

بارك الله فيك


الساعة الآن 10:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com