![]() |
الحوادث و الصدمات
بسم الله نبتدأ موضوعنا عن الحوادث و الصدمات .. نستهله بذكر حادثة حدثت شهدت تفاصيلها الكاملة ليكون كنقطة بداية لموضوع هو من أهم المواضيع التي يجب على كل إنسان أن يعنى بها .. و لن أبالغ إن قلت أن العلم بها قد يكون من فروض الأعيان على الرجل و المرأة الكبير و الصغير المتعلم و الأمي ... فليس عجبا أن يتوقف عدد الحوادث وشدة الإصابات على مقدار الوعي و الحذر الذي يتحلى به الإنسان في سلوكه اليومي ... فكلما زاد الوعي قلت الحوادث من حيث العدد و الخطورة و الأثار النفسية و العضوية و العصبية ... |
إليكم الحادثة جاءت لزيارتنا أخت من الأخوات بصحبة طفلها الذي لم يتجاوز السنة و نصف آثار الشحوب و التعب كانت بادية عل الطفل ما جعلني أنصحها بعرضه على الطبيب بقينا لوحدنا بعد خروج جميع أفراد العائلة ذهبت إلى إحدى الغرف لحاجة فإذا بي أسمع صراخ الأخت بأعلى صوت تستنجد بي و تقول لقد مات مات طفلي أصابتني الصدمة بسبب الصراخ المفاجئ و جهل أطراف الحادث و سماع كلمة الموت و أين في بيتنا نزلت أجري من الدرج لأجد الأخت في حالة لا أستطيع وصفها الحدث جلل و الأمر خطير.. تمالكت نفسي و هدأت أعصابي وأبعدت أثر الصدمة بسرعة و قوة عني و أسرعت لأسألها ماذا حدث و هي لا تجيب بغير الصراخ و تشيرإلى الغرفة الأخرى بيدها طلبت منها الهدوء و أن تذكر الله ثم أسرعت للغرفة لأجد طفلها مرمي على الأرض جثة لا حراك لها و الزبد يخرج من فمه بعد أن أطبق أسنانه باحكام.. أخفيت دهشتي و أخذت أتفقد الطفل و أهدأ أمه و أطمئنها و أرجوه بأن تكف عن الصراخ قلب الطفل ينبض و حالة تنفسه و مجره سليم لا توجد أثر اصابة أو نزيف غير أن جسده كان كقطعة جمر ملتهب المشكلة أن قوة الصدمة أثر على الأم فلم تستطع أن تمد لي يد المساعدة مطلقا لم تجد غير إطلاق كلماتها المروعة التي تسكن في القلب الهلع سريعا قمت بالإتصال بالإسعاف و تجهيز كمادات بارد.. من القصة المذكورة سيبدأ حديثنا عن الحوادث و الصدمات كيف نهيء أنفسنا قبل الحوادث ماذا نفعل أثناء الحوادث و بعدها ما أثر الصدمات التي نتلاقاها على السلوكو ردات الأفعال كيف تكون الوقاية من الصدمات النفسية و أسئلة كثيرة تهمكأخي القارئ أختي القارئة و كم نتمنى مشاركتنا الموضوع و لنا عودة بمشيئة الله و عونه |
بالفعل موضوع مهم جداً جداً ... ننتظرك أختي زهراء
هل استنتج بأن الطفل كان مصاب بتشنج حراري ؟ |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكِ أخيتي الكريمة زهراء موضوع قيم ومهم ، بإنتظار إبداعكِ أختنا الفاضلة زهراء نفع الله بكِ ونفعكِ وزادكِ من فضله وعلمه وكرمه في رعاية الله وحفظه |
اقتباس:
ماشاء الله عليك نعم هو ما تفضلت به أختي الكريمة إسلامية أصيب بتشنج حراري حيث اترفعت حرارته لتصل للأربعين أما و قد تكرمت أخيتي بالتنبه لموضوع التشنجات فلن نمر على الرد بدون أن نغطي بعض النقاط لإفادة القراء بالموضوع أولا : يصاب الأطفال بالتشنجات الحرارية من سن الستة أشهر لغاية أربع سنوات أو خمس في الغالب ثانيا: مدة التشنجات تكون قصيرة بين دقيقة أو إدقيقتين(1دقيقة أو 2دقيقة ) و أقصى مدة خمسة عشر دقيقة (15 دقيقة ) إذا استغرقت مدة التشنجات خمس دقائق فما فوق يجب استدعاء الطبيب أو الإسعاف ثالثا: أسباب التشنجات هو ارتفاع درجة الحرارة و هناك ارتفاع يظهر عند مجرد اللمس و هناك ارتفاع داخلي لا يظهر إلا باستخدام المقياس (يعني إذا لمسنا الطفلا لا نجد أن حرارته عالية جدا) و تحدث التشنجات ما بين ثمان ساعات إلى اثنى عشر ساعة من بداية ارتفاع الحرارة و تكون التشنجات شاملة لكافة الجسم و سبب ارتفاع الحرارة يكون بسبب إلتهابات فيروسية أو بكتيريا كإلتهابات في الحلق أو اللوزتين أو الرئتين .. رابعا: الإسعافات الأولية أولا الوقاية خير من العلاج إذا أصيب الطفل بتشنجات المرة الأولى يجب على الأم أن تدقق ملاحظاتها على حالته الصحية فإصابته بأي برد أو التهاب يجب أن يصاحبه ارتفاع حراري و لذلك فبمجرد أن ترتفع حرارته قليلا يجب أن يعطى مخفظ الحرارة و يخفف من ملابسه و يعطى كمادات باردة فإذا انخفظت الحرارة لم يصب الطفل بالتشنجات ثانيا: اسعافات الطفل المتشنج 1: التأكد من سلامة مجرى التنفس عند الطفل 2:التأكد من أن وضعية الطفل مناسبة حيث يكون بعيدا عن أي شيء يمكنه أن يصدمه أو يعرضه للخطر أثناء اصابته بالتشنجات كما يوضع على جانبه أو أن يكون رأسه على مائلا إلى أحد الجانبين 3: نزع أي غطاء على الرأس و فتح أزرار ملابس الرقبة 4: ترك الطفل في مكانه مستلقى و عدم رفعه أو ضمه أو إمساكه أو تقييد حركته 5 :مراقبته جيدا فترة التشنج حتى تنتهي 6: عدم إطعام الطفل أو سقية 7:يصحب التشنجات التساق فكي الطفل و الظغط على أسنانه فلا تحاول أبدا فتح فم الطفل خامسا: حالات يجب عندها استدعاء الطبيب -إذا تعدت مدة التشنج خمس دقائق -إذا كان المصاب عنده مشكلة في التنفس -إذا كان مريض بالقلب أو بمرض خطير -إذا تغير لون الطفل فازرق -إذا أصيب الطفل بحادث أثناء التشنج سادسا: نطمن الأباء و الأمهات أن التشنجات عند الأطفال لا تلازم الأطفال مدى الحياة بل سرعان ما يتغلب جسم الطفل عليها و تزول بعد أشهر أو بعد سنوات معدودات |
الله يحمي أطفالنا وأطفال المسلمين من هذهِ التشنجات ... اللهم آمين
أختي عندي ملاحظة بالنسبة لوجوب فتح مجرى للتنفس للطفل في حالة تشنجه ، ولابد أن نتأكد بأنه لا يعض على لسانه ، وأيضاً من المهم أن لا يكون لسانه مقلوباً للخلف فيمتنع الأكسجين عنه ولربما لا سمح الله يؤثر على دماغه سلباً ... بالنسبة للكمادات ... نحن معتادين في حال ارتفاع درجة حرارة الطفل أن نضع كمادات باردة أو نضع الطفل في حمام مائي بارد ... ولكن قبل سنوات أشار لي طبيب بأن هذا خطأ بل ويزيد من ارتفاع درجة الحرارة ، وقال ضعوا كمادات عادية فاترة وليست باردة كالثلج ... سبحان الله هذا قوله جزاكم الله خيراً أختي زهراء وأشكرك على نقاطك السابقة فهي مهمة جداً في التعامل مع من يتعرض للتشنج الحراري ... |
اقتباس:
حياك الله أختي الكريمة أم سلمى أشكر لك تشريفك و حسن متابعتك التي سرتني نفعك الله و نفع بك |
اقتباس:
بوركت على مشاركاتك الواعية التي أسعدتني كثيرا حقا لقد أثريت الموضوع بتعليقاتك نفعك الله و نفع بك نعم ملاحظاتك في محلها فبالنسبة للتنفس قد ذكرت نقطة التأكد من سلامة عملية التنفس و مجراها عند الطفل أما بالنسبة للكمادات الباردة فهناك تنبيهات تخص ذلك -قبل وضع الكمادات يستحب تبليل منشف أو قطعة قماش قطنية بماء فاتر و تعميم مسح الجسم به أولا -ثم توضع الكمادات الباردة فوق الجبين و داخل الإبطين و على البطن و في ثنية الركبتين بين الفخدين و الساقين -كما ينصح بتجنب استخدام الثلج أو الماء المثلج لبعض الأسباب و تنزع الكمادات بعد خمس دقائق لتعاد ثانية بالنسبة لتخفيض الحرارة بالماء الفاتر أو بالماء الساخر فهي اكتشاف جديد لم يعمم استخدامه الطبي بعد و لا يمكن استخدامه مع الأطفال عند ارتفاع الحرارة أكثر إلى 39 و لا يستخدم أبدا عند التشنجات هذا باختصار و قد نعود مرة ثانية للتفصيل في موضوع حفض درجة حرارة الأطفال |
جزاكِ الله خيراً زهراء ... نفع الله بكم
|
جزاكِ الله خيراً زهراء ... نفع الله بكم
|
أختي إسلامية و أختي البلسم دمتما و دام منكما الفضل و العطاء أبدي سعادتي بتواجدكما في هذه الصفحة المتواضعة كما أشكر لكما تشريفكما بالمتابعة الواعية حفظكما الله من سوء الحوادث و الصدمات |
إعلم أخي القارئ ذكر الله من شأنه أن يبعد عنك هجمات الشيطان حيث يجيد التواجد بثقله أثناء الحوادث و الصدمات و ذكر الله يلهمك الإطمئنان و يبعث في حناياك السكينة ..أن تعرضك للحوادث ليس بالغريب و لا بالنادر بل يكاد يكون الأصل الموتقع لكل حي و لذلك فالتهيء بمعلومات مناسبة عن الأمر يعد أمرا هاما يجب أن نبديه اهتماما منا واسعا فعندما يتعرض الإنسان لحادث معين فإنه يتعرض معه للتوتر و الإرتباك و تظهر عليه حالة من التشويش و الخلط الذهني و طغيان الحدث على التفكير.. و درجات ذلك تكون على حسب تعاطي الشخص مع الحدث و طبيعة الموقف و حدته ... و بتأثر النفس فإنها تعطي تنبيهات سريعة جدا للعقل و للأعصاب ...و التي بدورها تعطي دفعات قوية لأعضاء الجسم للتفاعل مع الحدث .... فجسم الإنسان كل متكامل له أجزاء تتفاعل و تنفعل و يؤثر بعضها على بعض و يكون التفاعل بصورة سريعة بل مذهلة مما قد يعرض الشخص للكبت إنفعالي أو الإفراغ الإنفعالي .. ولذلك فإليك بعض النقاط الهامة أولا : تهيئة النفس بنسبة من الوعي بأننا معرضون للحوادث سواء في أنفسنا أو في من يحيط بنا تساعدنا كثيرا على حسن التصرف و التقليل من التوتر ... و لا يعني ذلك إشغال الفكر و العقل وتسخير التوقعات بحدوت الحوادث و الإصابة بالصدمات ...و إنما مجرد معلومات نخزنها في دواخلنا و نخرجها عند الحاجة ثانيا: ذكر الله دائما من أهم ما يواجه المرء به دفعة صدمة الحدث المفاجئة و السريعة و القوية فما خاب من لجأ لله في السراء فكيف بمن لجأ إليه في الضراء ثالثا : إبعاد الهواجس و التقديرات و الإحتمالات السيئة و تقديم التفكير الإيجابي حتى يولد التصرف الإيجابي و بهذا يتم السيطرة على التوتر و شدة الإرتباك فتتهيئ النفس التي بدورها تؤثر على الفكر و العقل بتهدئة فالتوتر و الإرتباك يعدان من أكبر ما يعيق حسن التصرف و حكمة التدبير فيعجز العقل عن استخدام قدراته في إيجاد الحلول السريعة عند التعرض للحوادث و الصدمات و ماذكرناه من حالة الأخت التي لم تستطع حتى لمس طفلها بل حتى إحضار كمادات باردةلإنقاده ....دليل على تأثير الصدمة على قدرات التفكير رابعا : تجنيب العين التركيز بذهول على الحدث و صاحبه و موقعه فإصابة العين بالذهول يؤثر عليها سلبيا فيضيق عندها الأفق حتى تصبح لا ترى ما حولها لشدة تركيزها على نقطة معينة و هي مكان الحادث أو صاحبه ... خامسا : التخفيف من حدة التأثر النفسي الذي جره الحدث أثر على العقل والتفكير و الأعصاب و نتج تأثيرا على حسب شدته على الأعضاء فتسبب تعطيل جزئي أو شبه كلي لإستخدامها إستخداما إيجابيا عند الحادث و من آثار ذلك : (رعشة في اليدين فشل في الرجلين إرتفاع دقات القلب بطء في الحركة شدة التعرق .. سادسا: لا تجعل ردات أفعالك تسيطر عليك فتقودك بل عليك ارشادها و قيادتها حتى ينتج عنها السلوك الإيجابي أثناء و بعد الحوادث و الصدمات ... |
زبدة و خلاصة ما ذكر أنك إذا صادفت حادثا معينا لا تنس ذكر الله فلذلك أثر طيب بل عظيم على تهدئة النفس وإبعاد الوساوس و أبعد عنك شبح الوساوس والتقديرات و الأحكام السيئة و اعلم أن التفاؤل من أحسن الأدوية إقضي على التوتر أو خفف منه ليتسع لبصرك الأفق فتستعين به على إستخدام ما حولك لأنقاذ الموقف إياك ثم إياك من تسلط لسانك فله تأثير عجيب على ردات أفعالك و خاصة بالصراخ و العويل أو بتلفظ كلمات يائسة مخيفة أو محزنة لأنها تتعدى بتأثيرها على كل من حولك .... تحكم في ردات أفعالك حتى تقودها لإنتاج السلوك الإيجابي مازالت لنا عودة للحديث عن الحوادث و التعامل معها |
بارك الله فيك أخيتي وجزاك الله كل خير ننتظر جديدك . |
|
بارك الله فيكِ أخيتي الكريمة زهراء
|
الساعة الآن 02:06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com