منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المواضيع العامة المتعلقة بالرقية الشرعية والأمراض الروحية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=129)
-   -   ( && الحوار مع الجن والشياطين && ) !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=41665)

أبو البراء 04-09-2004 04:21 PM

( && الحوار مع الجن والشياطين && ) !!!
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

سبق أن كتبت موضوعاً دقيقاً ومفصلاً في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) على النحو التالي :

لا بد أولا وقبل أن أتكلم عن هذا الموضوع من طرح آراء العلماء والباحثين ومعرفة موقف الشريعة المتزن من هذا الأمر ، وأذكر في ذلك ما يلي :-

* آراء أهل العلم والمتخصصين في ( الحوار مع الجن والشياطين ) :

إن مسألة التحدث مع الجن والشياطين ليس لها دليل شرعي ، بمعنى أنه لم يردنا دليل واحد من الكتاب أو السنة على ذلك ، ولكن الأمر واقع وقد ورد لنا بالتواتر سواء من المتقدمين أو المتأخرين ، وعليه أنقل كلام أهل العلم في ذلك :

* قال شيخ الإسلام بن تيمية : ( فيخاطب الجن بذلك ويعرفون أن هذا فاحشة محرمة ، أو فاحشة وعدوان لتقوم الحجة عليهم بذلك ، ويعلموا أنه يحكم فيهم بحكم الله ورسوله الذي أرسله إلى الثقلين الجن والإنس ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 40 ) 0

* وقد أنكر ابن حزم مسألة كلام الجني على لسان المصروع حيث يقول : ( وأما كلام الشيطان على لسان المصروع فهذا من مخاريق العزَّامين ، ولا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز ، ونحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام ، فكيف صار لسانه لسان الشيطان ؟ إن هذا لتخليط ما شئت ، وإنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها ، كما قال الله تعالى : ( الَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) ( سورة الناس – الآية 5 ) فهذا هو فعل الشيطان فقط 0 وأما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق وجنون ظاهر ، فنعوذ بالله من الخذلان والتصديق بالخرافات ) ( رسائل ابن حزم الظاهري – 3 / 228 ) 0

* قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - : ( وقسم آخر - يعني الصرع - بسبب الشياطين والجن يتسلط الجني على الإنسي ؛ فيصرعه ويدخل فيه ويضرب به على الأرض ويغمى عليه من شدة الصرع ولا يحس ، ويتلبس الشيطان أو الجني بنفس الإنسان ويبدأ يتكلم على لسانه ، الذي يسمع الكلام يقول أن الذي يتكلم الإنسي ولكنه الجني ، ولهذا تجد في بعض كلامه الاختلاف لا يكون ككلامه وهو مستيقظ لأنه يتغير بسبب نطق الجني 0
هذا النوع من الصرع نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات 0 هذا النوع علاجه بالقراءة من أهل العلم والخير 0
أحيانا يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب الذي جعله يصرع هذا الإنسي 0 وأحيانا لا يتكلم وقد ثبت هذا !! أعني صرع الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع ) ( شرح رياض الصالحين – 1 / 177 ، 178 ) 0

* قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : ( إن بعض الإخوان الصالحين ذكروا أن الجن المسلمين قد يخاطبونهم ويجيبون على أسئلة يلقونها ولا نتهم بعض أولئك الإخوان بأنهم يعملون شركا أو سحرا ، فإذا ثبت هذا فلا مانع من سؤالهم ولا يلزم تصديقهم في كل ما يقولون ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 198 ) 0

* قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( لا أعلم دليلا شرعيا يثبت وقوع كلام الجني على لسان الإنسي ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 51 ) 0

* قال الشيخ أبو بكر الجزائري في مقدمته لكتاب الأستاذ وحيد عبد السلام بالي في كتابه المنظوم " وقاية الإنسان من الجن والشيطان " : ( فقد أبطل به التصورات الخاطئة لفئة شبه ضالة نفت قديما وحديثا حلول الجان في الإنسان والتحدث على لسانه ، والإفصاح عن كنهه ومراده ) ( وقاية الإنسان من الجن والشيطان – ص 5 ) 0

وقال – حفظه الله - : ( تكلم الجان على لسان الشخص الذي يحل فيه ، ويتلبس به ، وإخباره بأمور لم يكن الإنسان المصاب به يعرفها ، حتى إن بعضهم ليتكلم بلغات لم يكن المصاب يعرف منها حرفاً واحداً ) ( عقيدة المؤمن – ص 210 ) 0

* قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : ( وأما القول بتكذيب ما يقوله المجنون على لسان الجان ممن تلبس به بأنه فلان ، وأنه من أرض كذا إلى آخره ، فهذا شيء لا نستطيع تكذيبه ولا تصديقه لانتفاء النصوص الشرعية – فيما أعلم – على ذلك نفيا وإثباتا 0 والله أعلم ) ( مجلة الأسرة – ص 38 – العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0

قال صاحبا كتاب " كيفية إخراج الجان من بدن الإنسان " : ( ففي هذه الحالة يتم التعامل والتخاطب مع الجني ويؤمر بالخروج ولا يكثر المعالج في التخاطب معه فيما لا يفيد لكي لا يأنس الجن له ويموه عليه ، فيزجر ) ( كيفية إخراج الجان من جسم الإنسان – ص 66 ) 0

* ولا بد تحت هذا العنوان من أن أعرج على كلام للأستاذ علي بن محمد ياسين يدعو فيه إغلاق باب المحاورات بالكلية حيث يقول : ( لا بد من إغلاق هذا الباب لأسباب هي :
أولاً : أنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم محاوراته للجن الماس – وضرب أمثلة على ذلك منها حديث يعلى بن مرة وحديث عثمان بن العاص – 0
ثانياً : أنه بذلك يُفتح باب للجن بالتضليل والتلبيس والتشكيك في دين الناس وعقائدهم ، بجعل فرصة لهم بالحديث معهم وأخذ التوجيه منهم ، بل استخدامهم في العلاج عند بعض المعالجين ، وما خرجت تلك الوصفات القريبة من الكهانة إلا من هذا الباب 0
ثالثاً : في بعض الحالات لا يكون الجني تمكن تماماً من بدن الممسوس ، فبمحاورة المعالج له ومحاولة استنطاقه من البعض يجعله يتمكن التمكن التام من الجسد ، وبعضهم يسأله بالله العظيم أن ينطق على لسانه ولا يؤذيه ، وهذا واضح البطلان 0
رابعاً : المعالج بمحاورته للجني يضطر للتوقف عن قراءة الرقية التي هي المؤثرة في الجن 0
خامساً : من الملاحظ أن لذلك الحوار مع الجان الماس أثره السلبي على المريض وعلى من حوله من ضعاف الإيمان 0
سادساً : إن المعالج بمحاورته تلك ، قد تنكشف نقاط ضعفه وتظهر عيوبه للجن من قلة علم وضعف شخصية وغيرها 0

ويختم الأستاذ الفاضل كلامه قائلا : ( وختاماً فليسعنا ما وسع نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولنهتدي بهديه ونسر على خطاه ، فهذه سنته بين أيدينا ، بينت لنا الطرق الشرعية في التعامل مع الجن المعتدي ، وكيف نقرأ وماذا نقرأ 0
وأما أن نعدل عن ذلك النور إلى تلك الأساليب المظلمة وتلك الطرق الملتوية ، مدبرين عن هدي سيد المرسلين ، فإن ذلك خطأ فاحش وجرم عظيم ، أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله 000 ) ( مهلاً أيها الرقاة – باختصار - ص 62 ، 65 ) 0

قلت : كلام الأستاذ الفاضل علي ياسين يحتاج لوقفات تأمل ، حيث أن كافة النقاط المذكورة والداعية في نظره لإغلاق باب الحوارات بالكلية لا تؤخذ على إطلاقها من جهة ، ومن جهة أخرى يمكن تقنينها ، وضبطها بالضوابط الشرعية لكي تحقق المصلحة الشرعية المطلوبة ، ومن هنا أحببت أن أوضح الأمور التالية :-

1)- أشار المؤلف في النقطة الأولى بأن ذلك الفعل لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك فقد ثبت عن غيره من بعده من أعلام الأمة المشاهير كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والأعمش والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ونحوهم من العلماء الأفاضل ولكن لا بد أن يكون الضابط في هذا كله ما تقتضيه الضرورة وما تتطلبه المصلحة الشرعية العامة للمسلمين كما سوف يتضح بعد استيفاء بحث هذه المسألة 0

2)- وأما قول المؤلف - وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - من أن ذلك يُفتح باب للجن بالتضليل والتلبيس والتشكيك في دين الناس وعقائدهم ، فإن كان المعنيُّ بذلك المعالِج فقد اتفقنا جميعاً أننا نكتب ونخاطب المعالجين أصحاب العقيدة السلفية النقية ذوي العلم الشرعي المتمرسين الحاذقين في دروب الرقية الشرعية ومسالكها ، وأما دون هؤلاء فإننا لا نعنيهم مطلقاً ، وإن كان قصد المؤلف المعالَج أو من يحضر هذه الجلسات فقد بينت بما لا يدع مجالاً للشك حرص المعالِج على توخي المصلحة الشرعية وأن يكون هذا الأمر في نطاق ضيق ومحدود بناء على ما تمليه المصلحة الشرعية العامة دون الخوض في هذه الحوارات بحضور العامة والخاصة 0

3)- أما قول المؤلف بأن بعض الحالات التي لا يكون الجني فيها متمكناً من بدن الممسوس وبمحاورة المعالج له يستطيع الجني الصارع التمكن من الجسد ، فهذا الكلام فيه نظر وهو مجانب للصواب ، لأن دخول الجني الصارع واستقراره بالجسد وتمكنه من المصروع لا يعتمد مطلقاً على استنطاق المعالج له أو لا ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فالجني الصارع يسعى دائماً إلى إخفاء حقيقة تلبسه بالجسد لقيامه بالعمل المطلوب أو المناط به أي كان سبب دخوله ، ولذلك ترى بعض الحالات التي قد تأخذ فترة من الزمن ليتكلم الجني ويعترف بالحقيقة التي من أجلها دخل واستقر في بدن المصروع ، وهنا تكمن أهمية فراسة المعالج في تحديد صدق أو كذب الجني الصارع ، وأما أخذ العهد والموثق على الجن فقد أفردت له في هذا الكتاب كلاماً مطولاً فليراجع 0

4)- وقول المؤلف بمحاورة المعالِج للجني واضطراره للتوقف عن قراءة الرقية الشرعية ، فقد أوضحت في منهج العلاج المتبع في هذا الكتاب أن الأولى والأفضل قراءة الرقية الشرعية دون توقف ، وبإمكان المعالج أن يؤجل الحوار الذي تقتضيه المصلحة الشرعية لحين الانتهاء من الرقية والدعاء وبذلك تتحقق المصلحة العامة للمعالِج والمعالَج 0

5)- أما قول المؤلف بأن الحوار مع الجان الماس له أثر سلبي على المريض وعلى من حوله من ضعاف الإيمان ، فإني لا أنكر أحياناً أن يكون هناك أثر سلبي على نفسية المريض ولكن هذا هو واقع الحال ، ولا أعتقد أن مثل هذا التأثير من خلال الحوار الذي تقتضيه المصلحة الشرعية أشد وأعظم من حالة المريض بشكل عام ، وبالعموم فالأمر برمته متروك للمعالِج الحاذق المتمرس الذي يستطيع أن يقيس الأمور كافة بقاعدة المصالح والمفاسد وعلى ضوء ذلك يقرر ما يراه مناسباً لتحقيق المصلحة الشرعية المطلوبة ، أما بخصوص من هم حول المريض من أهل وأصدقاء وأحباب فقد أشرت من خلال منهج البحث في هذا الكتاب أنه لا يجوز البتة إجراء الحوار الذي تقتضيه المصلحة الشرعية أمام أحد إلا بناء على ما يعتمده أو يقرره المعالِج ويرى فيه مصلحة عامة أو خاصة للمريض 0

6)- وقول الكاتب بأن حوار المعالِج مع الجني الصارع قد يؤدي إلى كشف نقاط ضعفه وظهور عيوبه من قلة علم وضعف شخصية ونحوه ، فهذا الكلام فيه نظر وهو مجانب للصواب ، فالمعالِج الذي يتسم بهذه الصفات التي ذكرها المؤلف ليس بحاجة لأن يحاور حتى تكتشف هذه العيوب ، ولا بد أن نعلم يقيناً أن الجن لهم قدرة فائقة في معرفة من أمامهم ودراسة شخصيته وتحليلها ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها ، خاصة أنه بإمكانهم جمع معلومات كثيرة ووفيرة عن المعالِج وحياته والحكم عليه ، وأمر هام قد يكون خفي على المؤلف - وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - أن تأثير الرقية بذاتها على هذه المخلوقات لها دلالة واضحة على قوة وشخصية المعالج ومدى تمسكه بدينه ،كيف لا وقد قال علماء الأمة الأجلاء ( والسلاح بضاربه ) وقالوا أيضاً : ( وكل إناء بما فيه ينضح ) 0

ومن خلال تتبع النصوص النقلية الصريحة وأقوال العلماء الأجلاء ، فإنه لم يثبت بالدليل الشرعي مثل ذلك الأمر وهذا هو الأصل في المسألة كما أشار العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – إلا أنه تواتر الأمر بذلك قديما وحديثا ونقل ذلك عن شيخ الإسلام وابن القيم وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وفضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري وغيرهم ، وقد ثبت لدي هذا الأمر بالأدلة القطعية من المشاهدة والمعاينة التي لا يمكن معها إنكار هذه المسألة أو ردها ، فأصبح الأمر ثابتا عقلا ونقلا ، إلا أنه لا يجوز التعدي على القاعدة الأساسية التي تضبط هذا الأمر وهي قاعدة ( أن الضرورة تقدر بقدرها ) فلا يجوز التوسع في المحاورات التي قد تفضي إلى مفاسد شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0
وأورد كلاما يؤيد ذلك لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - نقلته مجلة المجتمع الكويتية حيث تقول : نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها ، في شعبان من عام 1407 هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن ، الذي تلبس ببعض المسلمات في ( الرياض ) إسلامه عندي ، بعد أن أعلن ذلك – كذلك – عند الأخ عبدالله مشرف العمري المقيم في الرياض ، بعد أن قرأ المذكور على المصابة ، وخاطب الجني ، وذكره بالله ، ووعظه ، وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة ، ودعاه إلى الإسلام ، بعد أن أخبره الجني أنه كافر ، كما دعاه للخروج من المرأة 0 فاقتنع الجني بالدعوة ، وأعلن إسلامه عند عبدالله المذكور 0
ثم رغب عبدالله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي مع المرأة ، حتى أسمع إعلان إسلام الجني 0
فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله ؟ فأخبرني بالأسباب 0 ونطق بلسان المرأة ، لكنه كلام رجل ، وليس كلام امرأة 0 وهي في الكرسي الذي بجواري ، وأخوها وأختها وعبدالله بن مشرف المذكور وبعض المشايخ يشهدون ذلك ، ويسمعون كلام الجني 0
وقد أعلن إسلامه صريحا ، وأخبر أنه هندي بوذي الديانة 0 فنصحته وأوصيته بتقوى الله ، وأن يخرج من المرأة ، ويبتعد عن ظلمها ، فأجابني إلى ذلك 0 وقال : إنه مقتنع بالإسلام 0 وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعد ما هداه الله له ، فوعد خيرا وغادر المرأة 0وكان آخر كلمة قالها : السلام عليكم 0
ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد ، وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه 0 ثم عادت إليَّ بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها ، وأخبرتني أنها في خير وعافية ، وأنه لم يعد إليها والحمد لله 0 وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها ؟ فأجابت : بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع ، وتشعر بميول إلى الدين البوذي ، والاطلاع على الكتب المؤلفة فيه 0 ثم بعدما سلمها الله منه ، زالت عنها هذه الأفكار ، ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة ) ( مجلة المجتمع – العدد 830 – بتاريخ 18 آب من السنة 1987 م ) 0

قلت : وكلام سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – يؤكد ويؤصل مفهوم دعوة الجن والشياطين إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومثل ذلك الحوار جائز بل قد يصبح واجبا شرعيا إذا اقتضته المصلحة الشرعية ، مع تركيز المعالِج في تلك الحوارات على هذا الجانب دون الخوض في الأمور التي لا فائدة منها البتة ، أو تلك التي يترتب عليها مفاسد شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله سبحانه وتعالى ، والقصد من الكلام السابق أن تنضبط كافة تلك الحوارات بالضوابط الشرعية وتكون وفق القاعدة الفقهية الأصولية ( الضرورة تقدر بقدرها ) والله تعالى أعلم 0

قال صاحبا كتاب " مكائد الشيطان " : ( قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفاً لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه السلام : ( وَهَبْ لِى مُلْكًا لا يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى ) ( سورة ص – الآية 35 ) 0
وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة ، بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي ) ( مكائد الشيطان – ص 110 ) 0

المفاسد المترتبة عن الحوارات غير المنضبطة مع الجن والشياطين :

* قال الأستاذ مدحت عاطف صاحب كتاب " الدليل والبرهان على بطلان أعراض المس ومحاورة الجان " : ( ولا يخفى على كل ذي لب وضمير يقظ أن تلك المحاورات أورثت مساوئ ومفاسد توجب غلق بابها ، حتى وإن كانت شرعية ، وذلك درءا للمفاسد وسدا لذرائع الشر الذي ترتب على انتشار محاورات الجن في الكتب وشرائط الكاسيت 0
وإليكم معاشر الكتاب والمعالِجين المساوئ التي أدت إليها محاوراتكم مع الجن :

* المفسدة الأولى : التمثيل : ولا غرابة في ذلك ، إذ أن مشاكل الحياة المعقدة والتي عجز الكثير عن حلها والتصدي لها ، ولم يجدوا لها منفذا ولا مخرجا إلا الفرار والهروب من واقعها الأليم ، فيلوذون بما سمعوا أو قرأوا عن المحاورات ، فحفظوا عن الجن والمعالِج الأسئلة والأجوبة 0
فلا يجدون ملجأ ، ولا يرون منجى لخروجهم من واقع حياتهم العصيب إلا كذبهم واعتدائهم على عالم الجن ، وتمثيلهم بأن الذي حول مسار حياتهم وبدد أحلامهم هو الجن 0
وسرعان ما يذهبون إلى أحد المعالِجين ، فيقرأ عليهم ، فيلعب صاحب المشكلة دور الجني ، متجنيا على الجن ، والمعالِج يسأل والممثل يجيب ، وهلم جرا من تهريج وعبث وضياع للوقت والحق 0

* المفسدة الثانية : الهلع والخوف والقلق : قد تنعقد جلسة جدلية في بيت من بيوت المسلمين لملك أسرة فيها الصغير والكبير 00 رقيق القلب ضعيف الفهم 00 فيتناول المعالِج أطراف الجدل مع الجن ، ويسهب المعالِج في أسئلته ، ويكثر الجن من الكذب والاختلاق 0
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، فالحصر يدمي :
يسأل المعالِج : من أي نوع تكون ؟
فيجيب الجني : أنا ملك الجن الأحمر!!
وتنتهي الحلقة التهريجية بانصراف المعالِج دون علاج ، ويبقى الجني قابعا في بدن المعالِج 0
فبالله 00 كيف تنام أسرة ؟ بل كيف ينام فيها الصغير الذي شاهد وعاين المجادلة المأساوية ، وعلم أن ( ملك الجن الأحمر ما زال رابضا في بدن أخيه أو أخته أو أمه أو أبيه ؟!
أيها المهولون :
ملك الجن الأحمر !!
أي راحة ؟! أي سكينة ؟! أي هدوء ؟! أي نوم يجرؤ على مداعبة الجفون أو العيون ؟!
أظن أن النوم نفسه سيخشى على نفسه من دخول هذا البيت خوفا من ملك الجن الأحمر ، فما بالنا بأهل البيت ؟! فلله المشتكى !!

* المفسدة الثالثة : التهويل : وذلك من انتشار تلك المحاورات والتي صور هؤلاء الكتاب والمعالِجون الجن للناس على أنه مس وسحر ، وكأن الجن ما خلقوا إلا من أجل وظيفة واحدة وعمل واحد لا ثاني له ، ألا وهو السحر والمس ، والإضرار بالناس 0

* المفسدة الرابعة : الفتنة والوقيعة بين الناس : وتلك المفسدة العظيمة التي قد يصل فيها الأمر إلى القتل وقطيعة الرحم نتاج الشحناء والبغضاء والخصام ، وذلك عندما يسأل المعالِج الهمام الجني قائلا : من صنع هذا السحر بالإنسية الممسوسة ؟ فتكون الإجابة على جناح السرعة - وكأنها الفرصة التي أتاحها المعالِج بجهله للجني – فلان بن فلان ، وبسرعة البرق يبحث الجميع عن فلان المسكين ، وكأن الحكم قد نزل من السماء ، وقد يكون فلان هذا أخا للمريضة ، أو أختها ، أو عمها ، أو عمتها ، أو خالها أو خالتها ، أو جارها ، فيقع المحظور من خلافات ومشاحنات ومقاطعات للأرحام 0
انظروا كيف مزقوا وشائج الرحمة 00 انظروا كيف دمروا أواصر الألفة 00 كيف ضربوا الأمان 00 كيف ضربوا السكينة والوئام !
فإلى أي مدى اشعلت محاوراتكم المؤودة الميتة جذور الفتنة ونار الفرقة بين الناس 00 فتنا كقطع الليل المظلم ؟! جرّتنا إليها محاوراتكم !! والله المستعان 0

* المفسدة الخامسة : اضمحلال الصورة التخصصية في علم الجن : فأصبح كل من هب ودب وقرأ كتابا عن الجن أو حفظ محاورة مع الجن ، يظن في نفسه القدرة على علاج المس ، وسرعان ما يعلن عن نفسه وقدرته !
ومما يزيد الطين بلة قيام هذا المعالِج بتأليف كتاب عن المحاورات التي دارت بينه وبين الجن 00 الأمر الذي أدى إلى انتشار هذا المرض انتشارا عجيبا مذهلا ومريبا 0

* المفسدة السادسة : العجب الذي قد يلحق بالمعالِج : فقد يصاب المعالِج بداء العجب من جراء مكر الجن ، وعلى سبيل المثال أحد المعالِجين يقول تحت عنوان : (جني يريد أن يدخل في الشيخ ! ) :
فبعد محاورة بين الشيخ والجني ، قال الشيخ للجني :
أتخرج ؟
قال ( أي الجني ) : نعم أخرج ولكن بشرط 0
قال : ما الشرط ؟
قال : أخرج منها وأدخل فيك أنت !!
قال الشيخ : لا بأس أخرج منها وادخل فيّ أن استطعت 0
فانتظر قليلا ، ثم بكى 0
فقال الشيخ : ما يبكيك ؟
قال : أنت قلت أذكار الصباح اليوم ، لا أستطيع أن أدخل فيك 0
ولا يخفى علينا ما ينطوي عليه خبث ومكر الجني ، وذلك في استدراج المعالِج والزج به في غياهب آفات القلوب ومحبطات الأعمال ، من رياء ونفاق وكبر ، والعياذ بالله ) ( الدليل والبرهان على بطلان أعراض المس ومحاورة الجان – ص 44 ، 48 ) 0

قلت : هذا كلام عام موجز نافع يؤصل هذه المسألة ، ويضع لها القواعد والأسس ، ويضبطها من ناحية شرعية ، إلا أن الكاتب – حفظه الله – اتخذ موقفا متشددا من هذه القضية برمتها ، حيث أنكر كافة الحوارات دون استثناء خاصة تلك المنضبطة بالناحية الشرعية والتي يتحقق من ورائها المصلحة الشرعية للمسلمين ، وقد يعذر الكاتب بسبب ما
نراه ونسمعه على الساحة اليوم من انتشار الهرطقات والخزعبلات والحوارات المزعومة التي أدت إلى مفاسد عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، ولإيضاح الحق وتبيانه واتخاذ موقف وسط من كل ذلك فإني أنقل بعض ما ذكره الأستاذ مدحت – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - ومن ثم أعطي بعض الملاحظات المتعلقة بذلك 0

يقول الأستاذ مدحت عاطف : ( لقد قرأت العديد من الكتب القديمة والحديثة التي تناولت الحديث عن الجن والشياطين بشيء من الإسهاب الممل ، فرأيت اختلافا واختلاطا ، ولاحظت التناقض وعدم الدقة في توصيل الحقيقة إلى القارئ ، وتلبيس المفاهيم ، وتغيير الموازيين ، فأبيت الوقوف على ما قالوا وما ذكروا دونما تمحيص وبحث واستقراء 0
ولما كنت بصدد بحثي وتنقيبي في أمهات الكتب ؛ لأقف على الحقائق المجهولة ، تمكنت بفضل الله من الوصول إلى أدلة وبراهين قلبت الموازين رأسا على عقب ، وأظهرت مدى التخبط الذي وقع فيه من كتبوا عن الجن ، وأعراض مس الجن ، ومحاورته 0
ومن باب التعاون على البر والتقوى ، وأولوية المصالح العامة ، وإحقاقا للحق ، ولأمانة البحث العلمي ، أوضح الأمر برمته ، وأميط اللثام عن حقيقته ، حتى لا أهوي ونفسي في دائرة التضليل والتلبيس بوعي أو بغير وعي ، خصوصا أن تلكم الأعراض الوهمية والمحاورات الجدلية كانت سببا في تشتيت الصحيح قبل السقيم ، وإقلاق السليم قبل المريض ، فأردت الحق مبرأ من الباطل ، وابتغيت الصواب في معزل عن الخطأ ، وجادتي في ذلك كله البناء بعيدا عن الهدم ) ( الدليل والبرهان على بطلان أعراض المس ومحاورة الجان – ص 7 ، 8 ) 0

ثم تكلم الأستاذ مدحت عاطف – وفقه الله للخير – فيما ذهب إليه عن بطلان أعراض المس في المنام واليقظة ومما قاله :

( أفلا تدركون أن من الناس من إذا علم أنه ممسوس طال حزنه ، وخارت قوته ، وذبلت معنوياته ، وتعسر شفاؤه ؟
أو ليس من باب تطييب نفس المريض أن تريحوه ولا تزعجوه ، أن تطمئنوه ولا تقلقوه 0 خصوصا وأن تطييبكم له ليس فيه خرق أو اعتداء على حرمات الله 0 هذا مع افتراض صحة أعراضكم الجنية ، فما بالكم بخروجها عن مسار الحكمة والصواب ؟
وكم تمنيت ووددت من سويداء قلبي أن أريح عقلي وفكري من مشاق البحث والتنقيب لو أنكم التزمتم الجدية في اجتهاداتكم دون شطط 0

ثم استعرض – حفظه الله – قول بعض المعالِجين عن أعراض المس في المنام ثم كتب يقول : ( وكتب أحد الإخوة عن أعراض المس بالحرف الواحد من كتاب أحد المعالِجين 0 وجميع من كتب بعد ذلك من المعالِجين أو المنتفعين عن أعراض المس قد نقلوا من مصدر واحد 0
أيها الكتاب : أو ليس من الأدب أن نقتدي بصاحب الخلق العظيم ؟!
فلنستمع سويا ونتعلم من النبع الأصيل ، والمنهل العذب الفرات السلسبيل ، ولنطأطأ الرؤوس ، ونصغي لسيد المرسلين وهو يطمس معالم أعراض المس بدلائل بينه 0
ثم استعرض الكاتب – حفظه الله - بعض الأدلة الصحيحة المتعلقة بالرؤيا وأنها من تلعب الشيطان ، ثم قدم بعض النصائح القيمة الخاصة بذلك 0

ومما قاله بخصوص أعراض المس في اليقظة : ( وحذا حذوهما في ذات الأعراض وذكرها شبرا بشبر وذراعا بذراع ، مع اختلاف بسيط في الألفاظ ، كل من كتب عن الجن 0
أيها المسلمون 00 أيتها المسلمات 00
أنصتوا جيدا !!
خطر 00 ما أعظمه !! ما أهوله !!
أن ينشر على أسماع المسلمين في أنحاء العالم مثل هذا الكلام بلا روية !!
إن الأمر كان يحتاج من كتابنا ، بل ويلزمهم ، الدقة والتأني في استيفاء الحديث عن أعراض مس الجن حقه ، أمانة للعلم وصيانة للحق 0

ثم قال : ( من دواعي الأسى والحزن الشديدين تلك المحاورات الجدلية العقيمة التي تضاف إلى بدعهم ، والتي حشوا بها كتبهم ، ولا أدري ، بل أتساءل في دهشة وحيرة : من أين لهم شرعية المحاورات التي نسجوها مع الجن ؟!!
الأمر الذي دفعني دفعا للوقوف عند هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه مع الجن ، ليكون خير شاهد على شطط ما استحدثوه 0
ثم ساق - حفظه الله – موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الجن وكذلك موقف بعض أهل العلم 0
وينهي الكاتب – وفقه الله للخير – فيما ذهب إليه بحثه بقوله :
هكذا 00 أمواج غامضة 00 رياح لا نعرف مسارها إن ظل عالم الجن والشياطين كتابا مجهولا لا نغوص بين سطوره لنكشف مستورة ، ونمسك مدلوله 0
فلقد أدى الجهل به الى مفاسد جمة وخطيرة فضلا عن التذبذب الفكري والتخبط العقلي عند تناول هذا العالم كتابة أو محاضرة بتهويل فارغ ، علاوة على انتشار الدجل والشعوذة والكهانة ، الأمر الذي أدى إلى إشعال فتيل الغموض واللبس والتعتيم ، فلا خير يمكن إبصاره ، ولا شر بالمقدور إنكاره ، وأخبث الخبيث تلك الدعاوى المغرضة التي يعج بها الواقع عجا ، والتي لا هم لها ولا شغل إلا التحدث عن السحر تارة ، وقدرات السحرة الخارقة للعادة – على حد هرطقتهم – تارة أخرى 0
ولا يخفى علينا ما تنطوي عليه جحافل تلك الدعاوى الشرسة الزاحفة من الغرب زحفا بأفعاوية ماكرة حاقدة خبيثة لتدمير عقائد المسلمين 0
فهم أصحاب الأنفاس الطويلة التي لا ينتبه إليها كثير من الناس ، وهم بسحرهم يريدون إيهام المسلمين أن بمقدورهم القيام بأفعال هي عند المسلمين معجزات لأنبيائهم ، بالنسبة لهم أعمال عادية لا إعجاز فيها 00 كادعاء أحدهم أن باستطاعته دخول النار والخروج منها دون أن يحترق 0
والصمت الرهيب في النهاية هو ملاذهم 00 الصمت القاتل والمكتظ بالألغاز وعلامات الاستفهام التي تضرم نار الشك في عقيدتهم 0
ومن هنا يبرز لنا ويتضح كيف أن التخصص في علم الجن من الأهمية بمكان للذب عن العقيدة الإسلامية 0
لذلك كله 00 أهيب بكل من تصدى لهذا العالم الخفي كتابة أو محاضرة ، ناقلا أو معلما ، أن يتقي الله في الناس عامة ، والمسلمين خاصة ، بتحري الدقة ، واستيفاء البحث والاستقصاء ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وإلا فليدع المجال لأهله ، وليترك الأمر لأناسه ) ( الدليل والبرهان على بطلان أعراض المس ومحاورة الجان – باختصار – 75 ، 76 ) 0

وأدون تحت هذا العنوان بعض الملاحظات التي ارتأيت فيها الفائدة والمصلحة الشرعية لعامة المسلمين وخاصتهم ومنها :

1)- المحاورات الجدلية العقيمة : لقد أثبت آنفا أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال تجاوز الحدود الشرعية في هذا الجانب بالذات ويكتفى بالمحاورة الهادفة التي يتحقق من ورائها المصلحة الشرعية في الرقية والعلاج ، وبالقدر اليسير الذي نحتاجه كضرورة للعلاج والاستشفاء ، وما دون ذلك لا يخاض فيه ولا يسأل عنه ، خاصة المسائل والقضايا الغيبية المتعلقة بعالم الجن والشياطين ، فكل ذلك يدخل ضمن نطاق ناموسهم وعالمهم الخاص بهم ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال إقحام النفس في تلك القضايا ويكتفى بما قررته النصوص القرآنية والحديثية عن هذا العالم وأحواله وخفاياه 0

2)- بطلان أعراض المس في اليقظة والمنام : تعرض الأستاذ ( مدحت عاطف ) إلى بعض النقاط المتعلقة بهذا الجانب وأحب هنا أن أدون وأوضح رأيي في تلك النقاط من باب الأمانة العلمية وإحقاقا للحق وإظهارا له :

أ - ذكر الكاتب – وفقه الله للخير – فيما ذهب إليه ، أن من الناس من إذا علم أنه ممسوس طال حزنه ، وخارت قوته ، وذبلت معنوياته ، وتعسر شفاؤه ؟
وهنا لا بد أن ندرك جيدا أن الأمراض التي تصيب النفس البشرية هي أمراض كسائر الأمراض مع اختلاف في الأسباب والمسببات ، فأما الأمراض العضوية فأسبابها تعود لاضطرابات متعلقة بالتركيب السيكولوجي لجسم الإنسان ، وأما الأمراض النفسية فعادة ما تأتى نتيجة البعد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكذلك الفراغ أو نتيجة لخلل في العلاقات الاجتماعية الخاصة بالحالة المرضية ، وبما أن الحديث يتعلق بالجانـب الروحي المتمثل بالأمراض الروحية من صرع وسحر وحسد وعين ، فهذا الجانب يحتاج للطبيب الحاذق المتمرس الذي يستطيع الوقوف على الداء لأجل اختيار الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وهذا لن يتأتى إلا لصاحب العلم الشرعي الذي يقدر المصالح والمفاسد ، ويدرس الحالة المرضية دراسة مستوفية لتوجيهها الوجهة الصحيحة للاستشفاء والعلاج ، وقد أكدت على كافة تلك الحقائق من خلال ثنايا هذا البحث المتواضع ، وكما أن الطبيب العضوي قد يواجه بعض المرضى ممكن يعانون من أمراض مستعصية يصعب علاجها وشفاؤها بناء على المعطيات العلمية المتوفرة لديه وكل ذلك واقع تحت قدرة الله ومشيئته ، فيوجهون الحالة بناء على معرفتهم بشخصية صاحبها ودراستها دراسة مستوفيه ، وقد تكون المصلحة الشرعية أحيانا إعلام المريض بحالته ومرضه ليتزود من الدنيا للآخرة ، وقد تكون المصلحة أحيانا أخرى أن يترك المريض على حاله دون الكشف له عن معاناته ومرضه لأسباب كثيرة وهذا ما يقرره الطبيب المعالِج 0
وهكذا الحال بالنسبة للمعالِج ، فقد يرى أحيانا أن المصلحة الشرعية تتحقق من البوح للمريض عن أسباب المعاناة والألم لعودته المضطرده إلى الله سبحانه وتعالى والبعد عن المعاصي والتقرب إلى الله بالطاعات ، مع أني قد أوضحت من خلال بحثي العلمي أن الأولى للمعالِج أن يركز على زرع العقيدة في نفسية المرضى وتعلقهم بالله سبحانه وتعالى ، دون التركيز على مسائل التشخيص ونحوه 0

ب – ذكر الكاتب : ( أو ليس من باب تطييب نفس المريض أن تريحوه ولا تزعجوه ، أن تطمئنوه ولا تقلقوه ) 0

قلت : قد أصاب الأستاذ ( مدحت عاطف ) بذلك عين الحق ، وهذا ما أكدته خلال كتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان ( زرع الثقة في نفسية المريض ) 0

ج – ذكر الكاتب كلاما مطولا حول موضوع أعراض المس والتقاء كافة المعالِجين في تحديد كثير من الأمور والنقاط المدونة والمتعلقة به ، ويتجه الكاتب إلى إنكار ذلك المنهج حيث يقول :

( أيها المسلمون 00 أيتها المسلمات 00
في هذه الحياة التي نعيشها بحلوها ومرها ، بنصبها ووصبها ، بعسرها ويسرها 000 من لا ينسى 00 لا يحزن 00 لا يغضب 00 لا يحدث نفسه 00 لا يشعر بضيق 00 من منا لا تحتويه لحظات ذهول وشرود 0
هذه العوارض التي تعتري كل واحد منا في اليوم الواحد أكثر من مرة 00 فأي عقل ، بل أي صواب في القول بمس من تعرض لواحدة منها ؟!! ) ( الدليل والبرهان على بطلان أعراض المس ومحاورة الجان – ص 36 ) 0

قلت : قد بينت آنفا أن أمراض النفس البشرية أمراض كسائر الأمراض ، وهذه الأمراض لها أسباب ومسببات وأعراض ، وقد يلاحظ بعض تلك الأمور على الحالة المرضية سواء كان ذلك في اليقظة أو النوم ، وقد أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك كما ثبت من حديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – حيث قال : ( رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية ، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت : لا ، ولكن العين تسرع اليهم ، قال : ( ارقيهم ) قالت : فعرضت عليه فقال " ارقيهم " ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) ، والقصد من الكلام السابق أن التقاء المعالِجين بخصوص تحديد هذه الأعراض لا يقدح في ذلك ، بسبب أن كافة الأعراض المدونة هي حقيقة أثبتتها الخبرة والتجربة والممارسة إلا أنه لا بد من التقيد بالأمور التي تضبط الأمر وتؤصله وتجعل منه منهجية في التعامل مع الحالات المرضية ومن تلك النقاط :

1)- لا يعني مطلقا أن توفر الأعراض المذكورة أو بعضها في الحالة المرضية أنها تعاني من الإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين والحسد ، وقد تعزى بعض تلك الأعراض لأمراض عضوية بحتة كما تم إيضاح ذلك في موضوع ( الأعراض حال اليقظة والنوم ) في هذا الكتاب 0

2)- لا يجوز مطلقا الحكم على الحالة المرضية من خلال الأعراض آنفة الذكر بمعزل عن دراسة الحالة المرضية دراسة مستوفية دقيقة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء المعاناة والألم ، وقد ذكرت ذلك مفصلا في هذا الكتاب تحت عنوان ( طريقة العلاج التفصيلية ) 0

3)- التأكد أن كافة الأعراض المذكورة خارجة عن نطاق تلعب الشيطان بالإنسان لإيهامه بالصرع والسحر والعين والحسد ، لصده عن الطاعة والعبادة والذكر 0

د – ذكر الكاتب - حفظه الله – بعض الأدلة النقلية الصحيحة عن الرؤيا وتلعب الشيطان بالإنسان 0

قلت : والحق في هذه المسألة أن الكاتب قد جانب الصواب ولم يصب الحق ، ولا أنكر مطلقا أي من الأحاديث التي أوردها واستشهد بها ، فكافة الأحاديث والأدلة هي نقلية صحيحة كما أفاد بذلك علماء الحديث الأجلاء ، إلا أن إدراج هذه الأحاديث وفي هذا الموضع بالذات مخالف للصواب ، فدلالة الأحاديث تتكلم عن مسألة هامة تتعلق بالرؤيا وتلعب الشيطان وهذا مخالف للمسألة الرئيسة التي نحن بصددها ، فتلعب الشيطان أمر ، والصرع والسحر والعين أمر آخر ، والذي أكده أهل العلم أن الصرع والسحر والعين له طبيعة وتأثير ، وقد يقتل ويمرض ويفرق بين الزوج وزوجه ولكل ذلك أعراض وأحوال تكلم عنها أهل العلم والمعالِجين بتفصيل وإسهاب ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة ذلك في كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( أنواع الصرع – المس والإيذاء الخارجي المؤدي للمرض ) وكذلك ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) تحت عنوان ( أنواع السحر من حيث التأثير – سحر الآلام والأسقام ) ، وكذلك ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) تحت عنوان ( أنواع العين من حيث التأثير – العين المؤثرة بالألم والمرض ) 0

هـ – ذكر كلاما مطولا حول موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك بعض أهل العلم عن محاورة الجن 0

قلت : لقد ذكرت آنفا أن هذه المسألة – أعني كلام الجني على لسان المصروع لم يثبت بها نص شرعي ، وقد أكدت أنه قد ورد فعل ذلك عن بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، ولكن لا بد أن يضبط الأمر بما تقتضيه المصلحة الشرعية ووفق القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) ، والتي يجب أن يراعي المعالِج فيها الأمور التالية :-

1)- عدم الخوض في الأمور التي لا فائدة من ورائها والتركيز على رفع الظلم والمعاناة عن الحالة المرضية، دون التوسع في المحاورات والتفصيلات 0

2)- التركيز على الجانب الدعوي بالنسبة للجن وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم 0

قلت : وبعد هذه العجالة في بحث مسألة الحوار مع الجن والشياطين يتضح جليا جواز الخوض في بعض الأمور المتعلقة بالعلاج والتي تهم المعالِج وترفع الظلم عن المريض ، شريطة أن يكون المعالِج على قدر من العلم الشرعي بحيث يوازي بين المصالح والمفاسد ولا يؤدي مثل ذلك الحوار إلى أية مفاسد أو أضرار شرعية ، كما تم إيضاح ذلك في منهج البحث الذي بين أيديكم 0

* قول الدكتور حسني مؤذن :-

وأذكر في سياق هذا الموضوع كلاما للدكتور حسني مؤذن الأستاذ بجامعة أم القرى يتعلق بالحوارات وبعض المواضيع الأخرى على صفحات جريدة " المسلمون " :

( يشير الدكتور مؤذن إلى عدة نقاط لما نتج عن العلاج بمعتقد أن الجني يتحدث على لسان المريض المصروع بعد استنطاقه بالقرآن والضرب والخنق فيقول :

* إمعان المريض في إعطاء لسانه حريته في التفوه بكلمات الكفر أثناء النوبة – مثل سب الله جل وعلا ، وسب الدين ، وشتم الصالحين ، والحديث عن أمور تخدش الحياء ، وذلك بسبب الشعور بعدم وجود أية قيود على حديثه ، حيث يوحي إليه المعالِجون أن الذي يتكلم هو الشيطان وليس المريض وبالتالي فالمريض ليس مطالبا بكبح دفع الشيطان له 0

* الذبح لغير الله ، حيث يعمد بعض الجهلة ، نتيجة لقول مريضهم المتخبط " إني أنا الجني فلان ، ولن أخرج حتى تذبحوا لي كذا وكذا ، وبالرغم من تأكيد المعالِج لهم بعدم التنفيذ ، لأن الذبح لغير الله محرم ، إلا أن أهله وبسبب ضعفهم أمام هذه المشكلة ، ونظرا لكثرة ترددهم على المعالِج دونما فائدة ، يجدون أنفسهم منصاعين لأمر الذبح 0

* انتشار بعض المعتقدات عن هؤلاء المعالِجين بأن لهم كرامات وقوى خاصة تؤثر في الجن حتى أنني رأيت بعضا من أهل العلم والفضل وحفظة كتاب الله ، يسترقون من هم دونهم في العلم والفضل والذين يلحن بعضهم حتى في قراءة آية الكرسي 0

* ما يرد في القصص من عقوق للوالدين ، وقطيعة للرحم ، ورمي الصالحين بالكفر أو الفسق ، باتهامهم بعمل السحر تصديقا لقول الجني المزعوم 0 وقد يبرر البعض أن الجن فيهم كذب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " صدقك وهو كذوب " ولكن من يضمن لنا أن أهل المريض اقتنعوا أن جني مريضهم كاذب 0

* استغلال الذين في قلوبهم مرض من العلمانيين والمرجفين للأضرار الناتجة عن هذا المعتقد للنيل من علماء المسلمين ووصفهم بالرجعية ، ولعلكم اطلعتم على همز ولمز البعض في الصحف والمجلات 0

* علاج الرجال للنساء الأجنبيات في غياب المحارم ، وفي وجود مجموعة أخرى من النساء ، وما يرافق ذلك من مخالفات شرعية تشمل العراك معهن ، واعتلاء صدورهن والجلوس عليها ، وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم المتضمن الرفق بأجسام النساء ، حيث وصفهن بالقوارير ، هذا بالإضافة إلى سقوط الأخريات منهن وقد تكشفن وتسلل الرعب والخوف إلى البعض الآخر منهن ، نتيجة الاعتقاد السائد بأن الجن يتنقلون بين الحاضرات ، واتهام الخائفات المحتفظات بتماسكهن بأن ذلك من علامات المس 0

* ما يتعرض له المرضى من أذى نتيجة للضرب المبرح والخنق ، الذي فيه منع للدم من أن يصل إلى المخ ، والهواء من أن يصل إلى الرئة ، دون التمييز الصحي بين أحوال المرضى ، إذ أن محور العملية العلاجية يكمن في جعل المريض يتكلم بشخصية الجني ، حتى ولو كلفهم ذلك حياة المريض بدعوى أن الضرب لا يقع إلا على الجني ولعلكم تسمعون وتقرأون في الصحف من فترة لأخرى عن وفاة أطفال أبرياء أو كبار بسبب ضرب المعالِجين بغرض استنطاق الجن 0

* التسرع في عملية التشخيص للمريض دون التمحيص وبحث الأسباب فمثلا أنت معك جني كافر لأنك عندما تسمع القرآن تخاف ، أو أنت معك سحر لأنك تشعر بآلام في الجهاز الهضمي وتعاني من الأرق ، أو لأنك تبكي عند سماع القرآن ، وكل هذه الأمور لها أثرها السيئ على الحالة النفسية للمريض خصوصا إذا لم يحصل الشفاء 0

* الاستغلال المادي للمرضى وآلامهم ، مع تفشي ظاهرة التردد والتنقل المستمر بين المعالِجين ، لأن الجن يعودون للظهور مرة أخرى وبأسماء وهويات جديدة ، ومن يجلس في أماكن العلاج يلاحظ ذلك ، والبعض منهم يعرض بعض السلع للبيع ، مثل العسل الأصلي وزيت الحبة السوداء وبأسعار خيالية 0

* انتشار بعض الكتب والأشرطة التي تتضمن حوارات مزعومة مع الجن أثارت ضحك واستهجان أصحاب البصيرة لما اشتملت عليه من منافاة للعقل والمنطق ) ( جريدة المسلمون - العدد 641 - الجمعة 10 محرم 1418 ) 0

* وتنقل عنه جريدة المسلمون أيضا : ( ناشد الدكتور مؤذن العلماء وطلبة العلم الاستمرار فيما عودونا عليه من تحري الحق والصواب واتباع الدليل ، وعدم التأكيد على الاجتهادات التي تفتقر إلى الدليل 0 وطالب العلماء بأن يقولوا كلمة الفصل ، ويضعوا حدا للأضرار وللمهازل التي تحدث من المعالِجين في أماكن العلاج والذين تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم 0
ودعاهم إلى التطوع والوقوف بأنفسهم ليروا ما يحدث في هذه الأماكن ، وأكد أن هذا لا يتأتى بالمحاضرات التوعوية للمعالِجين بالقول بأنه لا يجوز الذبح لغير الله وأنه ينبغي أن يكون الضرب والخنق خفيفا وأن الجن فيهم كذب ولا ينبغي تصديقهم 0 نعم في الجن كذب ولكنهم يصدقون أحيانا كما ورد في حديث الشيطان مع أبي هريرة حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدقك وهو كذوب ) فأي شيء من كلامهم نأخذه على محمل الصدق هل هو ما وافق هذه الاجتهادات والباقي هو محض كذب 0 وقال إن الخلاف في هذه المسألة ليس كبقية الخلافات إنه خلاف نشأ عنه ضرر ومفسدة وفتنة وأن باب سد الذرائع يقتضي وجوب قفل هذا الباب وهذا لا يتأتى إلا بالرجوع إلى ما جاء به الكتاب والسنة فالقول بأن هذه حوادث وقصص فردية قول غير صحيح وخاطب العلماء ما أحوج الناس أن يسمعوا منكم أن الفتوى بأن الشيطان يتكلم على لسان الممسوس أو المسحور هي فتوى ليس لها أصل لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا في سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وأن من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد 0 فأنتم خير من يعلم بأن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد e وأن شر الأمور محدثاتها إلى آخر ما جاء به الحديث ) ( جريدة المسلمون - العدد 642 - الجمعة 17 محرم 1418 ) 0

قلت : كلام الدكتور بشكل عام يؤصل بعض القضايا الهامة المتعلقة بالرقية والعلاج ، ولكنه يحتاج لبعض الوقفات لضبط بعض العبارات بالضوابط الشرعية والسلوكية ، وهي على النحو التالي :

1)- يفهم القارئ من خلال كلام الدكتور حول موضوع استنطاق الجني على لسان المصروع بأنه اعتقاد مبني على الاجتهاد ويفتقر إلى الدليل ، ومع تقديري للدكتور الفاضل وحرصه الشديد على المصلحة العامة للمسلمين ، ومحاولته ضبط بعض الأمور والمسائل المتعلقة بالرقية ، إلا أنني أخالفه الرأي حول اعتقاده هذا ، فنحن نعلم يقينا أن مسألة كلام الجني على لسان المصروع ليس لها أصل في الكتاب والسنة كما تم الإشارة آنفا ، ولكنها تواترت بالنقل عن السلف والخلف ، وبذلك لا نستطيع إنكارها فهي حقيقة واقعة أقرها كثير من أهل العلم قديما وحديثا ، يقول الشبلي : ( قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس 00 فقال : يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه ) ( مختصر آكام المرجان في أحكام الجان – ص 37 ) ، ومن هنا لا نستطيع إنكار هذه الحقيقة الواقعة ونبدأ بالهمز واللمز في أقوال التابعين وسلف الأمة بحجة الدليل والبرهان وكأننا بذلك أحرص من شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – والإمام أحمد ابن حنبل – رحمه الله – على هذا الدين وهذه العقيدة ، ليس ذلك فحسب بل وصل بنا الحد إلى القول بخصوص تلك المسألة : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، وكون أن نحرص على ضبط القواعد والأصول المتعلقة بالرقية الشرعية بشكل عام والحوارات أو استنطاق الجني على لسان المصروع بشكل خاص ، فهذا واجب شرعي مطلوب ، أما أن نبدأ برد بعض الأمور بسبب حجج واهية فهذا يحتاج لوقفة وإعادة نظر ، ولسنا بأحرص من أئمة وعلماء الأمة على الدليل الموافق للكتاب والسنة ، وما اجتهدوا في مسألة قط إلا بناء على هذين الأصلين العظيمين 0
2)- أما قول الدكتور حسني مؤذن عن إمعان المريض في إعطاء لسانه حرية التفوه بكلمات الكفر أثناء نوبة الصرع فغير صحيح ، فإن كنا نقر شرعا وعقلا بدخول الجني في بدن الإنسي ، فإننا نقر كذلك بكلامه على لسان المصروع وبالتالي لا يجوز أن نظهر بأن المريض هو الذي يطلق العنان لنفسه للتفوه بتلك الكلمات ، أما القول بأن بعض المرضى يتوهم ذلك الأمر فهذا صحيح في بعض الحالات ولكن الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ، وهنا لا بد للمعالِج المتمرس الحاذق التأكد من ذلك وتوجيه الحالة المرضية الوجهة الصحيحة التي يراها بعد الدراسة العلمية الموضوعية المستفيضة ، فإما أن تنصح بالذهاب للطبيب النفسي المسلم أو للطبيب الأخصائي المتمرس الحاذق في مهنته ، وإما أن تنصح بمراجعة المعالِج الحاذق المتمرس ليقف على الداء ويصف الدواء النافع بإذن الله تعالى 0

3)- قول الدكتور حسني مؤذن بأن الذبح لغير الله محرم ليس صحيحا بل الصحيح أن الذبح لغير الله سواء كان تعظيما أو تقربا أو لأي سبب آخر هو كفر بالله عز وجل ، وعدم توبة صاحبه من فعله هذا يعني إحباط العمل والخلود في النار 0

4)- وأما المعتقد بكلام الجني على لسان المصروع والتفوه بكلمات تؤدي لمفاسد عظيمة بسبب استنطاق المعالِج لذلك الجني فقد يكون الأمر دون وجود المعالِج أصلا ، وقد يقع ذلك مع أهل المريض ومحارمه ، ولا بد في هذه الحالة من زرع التوعية لدى الناس وتأصيل هذه المسألة وضبطها بضوابطها الشرعية والسلوكية بحيث يربي الناس على الاعتقادات والتصرفات الصحيحة التي تجعلهم في منأى من تصديق وأخذ كل ما يقوله الجن كحقائق ومسلمات ، هذا إن كانت النوبة الصرعية أصلا ناتجة عن صرع الجن للإنس 0

5)- وأما انتشار بعض المعتقدات أو الأفعال عن هؤلاء المعالِجين ، وقسم منها يتعلق بكلام الجني على لسان المصروع والقسم الآخر يتعلق بسلوكيات المعالِجين ، فقد لخصها الدكتور حسني بالآتي :

أ - أن لهم كرامات وقوى خاصة مؤثرة 0
ب- العقوق وقطيعة الرحم نتيجة للتصرفات غير المسؤولة من بعض المعالِجين 0
ج- استغلال الذين في قلوبهم مرض من العلمانيين والمرجفين للأضرار الناتجة عن معتقد كلام الجني على لسان المصروع 0
د- علاج الرجال للنساء الأجنبيات في غياب المحارم والمخالفات الشرعية الحاصلة نتيجة لذلك 0
هـ- ما يتعرض له المرضى من أذى نتيجة للضرب المبرح والخنق 0
و- التسرع في عملية التشخيص للمريض 0
ز- الاستغلال المادي للمرضى وآلامهم 0
ح- انتشار بعض الكتب والأشرطة التي تتضمن حوارات مزعومة مع الجن 0
وكل ما ذكره الدكتور – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - بخصوص النقاط آنفة الذكر هو أقرب إلى الصواب ، مع أني قد وضعت القواعد والأصول التي تضبط كل تلك المسائل بالضوابط الشرعية والمسلكية التي لا تتعارض بأي حال مع سلامة المريض الجسمية والنفسية 0

وبعد هذا العرض الشامل والمفصل لأقوال أهل العلم والباحثين يتضح جواز الحوار مع الجن والشياطين بما تمليه المصلحة الشرعية دون تفصيل وبحث لا فائدة من وراءه 0

ومن هنا تبدأ مرحلة الحوار ما بين المعالِج وبين الجني الصارع ، ولا بد للمعالِج من توخي الأمور التالية :

1- تركيز الحوار على ما تقتضيه المصلحة الشرعية فقط وضمن نطاق شرعي ضيق ومحدود وللضرورة التي تقدر بقدرها ، دون الخوض في أية أمور ليس لها علاقة بالعلاج أو تؤدي لمفاسد شرعية أو اجتماعية لا يحمد عقباها 0

2- التركيز على إيضاح العقيدة الصحيحة بقوة ورباطة جأش وثقة لا يشوبها الشك أو التردد 0

3- الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، مستخدما بعض القواعد الرئيسة في الدعوة ، ومنها :

أ )- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة : يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ) ( سورة النحل – الآية 125 ) 0

ب)- الدعوة بالرفق واللين : يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) ( سورة آل عمران – الآية 159 ) 0
ويجب على المعالِج الاهتمام بجانب الدعوة بسبب أن الجن مكلفون بإجماع أهل النظر 0

قال الشبلي : ( قال أبو عمر بن عبدالبر : الجن عند الجماعة مكلفون مخاطبون لقوله تعالى : ( فَبِأَيِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ( سورة الرحمن – 157 ) 0

وقال أيضا : ( قال القاضي عبد الجبار : لا نعلم خلافا بين أهل النظر في أن الجن مكلفون ) ( أحكام الجان – ص 53 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تحت عنوان " دعوة الإسلام شاملة للإنس والجن " : ( والمقصود هنا : أن دعوة محمد e شاملة للثقلين الإنس والجن على اختلاف أجناسهم ، فلا يظن أنه خص العرب بحكم من الأحكام أصلا ، بل إنما علق الأحكام باسم مسلم وكافر ، ومؤمن ومنافق ، وبر وفاجر ، ومحسن وظالم00وغير ذلك من الأسماء المذكورة في القرآن والحديث ) ( البيان المبين في أخبار الجن والشياطين – ص 37 ، 38 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية أن يهتدي جن على يدي إنس إذا سمع موعظة أو ذكرى ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( نعم ، فقد سمعوا القرآن : ( 000 فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانًا عَجَبًا 000 ) ( سورة الجن – الآية 1 ، 2 ) ، وقال : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ) الآية ، ولا شك أن منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ، ومنهم المسلمون ومنهم القاسطون ، فقد يهتدي بعضهم بالدعوة إلى الدين وكذا يستقيم بالموعظة والتذكير خاصة أو عامة ، والله أعلم ) ( مخطوطة بخط الشيخ ) 0

قلت : فالواجب يحتم على المعالِج أن يدعو تلك الأرواح إلى الإسلام وأن يستخدم في دعوته معها القواعد الرئيسة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يجبرها على الإسلام إن أبت ذلك ، وقد يرى بعض المعالِجين أن دعوة الجن والشياطين إلى الإسلام لا بد أن يمضي دون إكراه مستشهدا بقول الحق جل وعلا : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ( سورة البقرة – الآية 256 ) ، يعقب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا :

( الآية المذكورة منسوخة أو مختصة بأهل الكتاب والمجوس إذا بذلوا الجزية ، فالواجب أن يبين للجني الكافر ، وأنه يجب عليه الدخول في الإسلام ويحرم عليه البقاء على الكفر لقوله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الأخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) ( سورة آل عمران – الآية 85 ) 0 ويبين له تحريم الظلم وأن بقاءه في هذا الإنسان من الظلم ) ( قتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 136 ) 0

قصة واقعية : حضرت فتاة في مقتبل العمر تجاوزت عقدها الثاني ، وكانت تعاني منذ فترة من صرع الأرواح الخبيثة ، تقول والدتها : عندما كان يتلبسها ذلك الشيطان كنا نصاب بحالة من الرعب والخوف والهلع لاختلاف ملامحها الكلية ، وتحول تلك الملامح إلى صورة مرعبة ، وتم رقية الفتاة فنطق على لسانها الجني الصارع وكان مسيحيا واسمه ( يحيى ) وبدأ الحوار معه ، ودعي للإسلام فأبى في بادئ الأمر ، ومع إيضاح الإسلام وسماحته وتعاليمه القيمة النبيلة ، شعرت بليونة في الحوار والنقاش معه وتقبله الأمر ، ولكنه مع ذلك كان يخشى إيذاء الساحر له وبطشه به ، واستمر الحوار ، وقد حرصت من خلاله على إيضاح بعض الأسس العقائدية التي لا بد أن تترسخ في نفسية الإنسان لكي يعيش في تبعية وانقياد لخالقه سبحانه وتعالى لا لشيء سواه ، لأنه المتصرف في هذا الكون وبيده الموت والحياة وله مقاليد الأمر كله 0 وبعد ذلك العرض اقتنع كلية بالأمر ، ومن الله سبحانه وتعالى عليه بالإسلام ، فنطق الشهادتين ، واخترت له اسما هو أحب الأسماء إلى الله سبحانه وتعالى ( عبدالله ) ، وطلبت منه أن يتعلم الطهارة والصلاة ونحوها من الأمور الأساسية التي يحتاجها في حياته ، وبعد أسبوع عادت الفتاة مع أمها فسألت عن حالها خلال تلك الفترة ، فحمدت الأم الله سبحانه وأثنت عليه لما منّ به على ابنتها بالشفاء ، وأخبرتني أن ابنتها قد تخلصت من كافة الأعراض السابقة وأنها تعيش حياتها الطبيعية بفضل الله سبحانه ومنه وكرمه ! ومن الأمور الغريبة التي حدثتني بها الفتاة أنها عندما ذهبت للبيت ، أخذت كتابا يتحدث عن الطهارة والصلاة وبدأت في تصفحه وقراءته ، تقول كنت في بعض الأحيان أقلب الصفحة وكانت تعود تلقائيا وكنت أفعل ذلك مرات ومرات وكان يحصل معي كما حصل في المرة السابقة ، والظاهر والله تعالى أعلم بأن ذلك الجني كان يقرأ معها يريد استيعاب وفهم فحوى تلك الصفحة قبل الانتقال لغيرها ، وتم رقية الفتاة وحضر ( عبدالله ) فسلم ، وعاهد على الخروج وعدم العودة لتلك الفتاة وطلب السماح والدعاء ، ووجهته للذهاب إلى مكة وطلب العلم الشرعي هناك ، وعاهد على ذلك وخرج بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه 0
ومرت الأيام والشهور ، وإذا بتلك الفتاة تحضر مع أمها ، فسألتها 00 فحمدت الله سبحانه وأثنت عليه لما منّ على ابنتها بالصحة والعافية ، وأخبرتني الأم بأن الفتاة تريد أن تكلمني في أمر ما ، وفي تلك اللحظة شعرت بأن تكوين الفتاة الجسمي بدأ في التغير وكأني أقف أمام رجل عجوز قد بلغ من الكبر عتيا ، وإذا برجل يسلم بتحية الإسلام ويقول : أنا ( إبراهيم ) ، وكان يمسح على لحيته وأخذ بالبكاء ، قال : جئت أخبركم باستشهاد ( عبدالله ) أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله سبحانه ، وأرجو أن تسامحوه وأن تدعو له ، وقد أمنني في إيصال تلك الرسالة لكم لكي تحللوه قبل ذهابه للجهاد في سبيل الله ، فقد جاءنا في مكة وحسن إسلامه ، وذهب في تحقيق هذا الهدف وهذه الغاية ، فجاهد في سبيل الله وقتل على ذلك ، ونحسبه من الشهداء والله حسيبه ، فجلست لحظة صمت أفكر في ذلك ، فسلم ( إبراهيم ) وودعني وذهب ، وعاشت الفتاة حياتها الطبيعية بفضل الله تعالى ، والله تعالى أعلم بذلك 0

4)- عدم الانصياع لأية أوامر أو إرشادات تمليها تلك الأرواح الخبيثة ، وقد تكون تلك الأوامر على النحو التالي :

أ )- أوامر كفرية شركية ، مقابل مفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ومنها :
1- الذبح لغير الله سبحانه ، كالذبح للجن ، أو الذبح للساحر ونحوه 0
2- تعليق بعض التمائم الكفرية 0
3- السفر لأضرحة بعض الأولياء والصالحين بزعمهم 0

قلت : إن المؤمن الحق يعتقد اعتقادا راسخا بأن طريق الخلاص والنجاة لعلاج الأمراض الروحية يكمن في العودة الصادقة للمنهل الحقيقي العذب والمتمثل في الكتاب والسنة والتمسك بهما والعض عليهما بالنواجد ، أما استرضاء الجن والشياطين بذبح أو تعليق تمائم كفرية أو زيارة أضرحة الأولياء والصالحين بزعمهم ونحو ذلك من أمور مناقضة للعقيدة ، كل ذلك يعتبر من نواقض الإيمان التي تدخل صاحبها بالكفر والشرك والخروج من هذا الدين بالكلية 0
إن العودة الصادقة ، والتبعية الحقة ، والمحبة الراسخة تؤكد على المؤمن اتباع الحق والتمشي بطريقة أهل السنة والجماعة ( منهج السلف الصالح ) وهذا ما يؤدي بالتأكيد إلى الفلاح والنجاح في الدارين الدنيا والآخرة 0

ب)- أوامر من المعاصي والمخالفات الشرعية لمفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ، ومنها :-

1- اقتراف بعض المنهيات التي نهى رسول الله e عن فعلها ، كقتل الضفدع أو الهدهد أو قطع شجر السدر ونحوه 0
2- الطلب من المريضة التبرج والتزين والتعطر ، والخروج سافرة أمام الرجال والنساء 0
3- الطلب من المريضة التراقص والتمايل على أنغام مزامير الشيطان 0

ج )- أمور مباحة مقابل مفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ، ومنها :-

1- طلب مال ونحوه 0
2- طلب بعض الأمور العينية كعباءة أو حذاء ونحوه 0

فواجب المعالِج التنبه لهذه الأمور وعدم الانصياع لأية أوامر سواء خالفت أو لم تخالف الشريعة دون السماح لتلك الأرواح الخبيثة في الحديث أو الخوض في هذا الموضوع ، ولا بد للمعالِج أن يضع نصب عينية أن الجني الصارع هو ظالم مستبد قد تسبب في إيذاء وصرع المريض ، ولا بد أن يخرج دون قيد أو شرط 0

5)- عدم الاستهزاء بالجن والسخرية منهم ، ولا بد للمعالِج أن يجعل نصب عينيه دعوتهم ، وإيضاح الحق لهم بالوسائل والأساليب الشرعية المتاحة ، دون اللجوء إلى أسلوب السخرية الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المريض وقد تصل آثاره إلى المعالِج نفسه ، وكذلك لا بد للمعالِج من تحذير المرضى والعامة من الاستهزاء والسخرية بالجن وذكرهم في مجالسهم بما لا ينفع ونحوه ، لما في ذلك من إثم عظيم ومخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى ومنهجه ، ولما قد يؤدي من إيذاء الجن للإنس نتيجة الخوض في هذا الأمر والاسترسال فيه 0

قصة واقعية : حصلت هذه القصة منذ فترة طويلة من الزمن ، حيث جاءني شاب في مقتبل العمر ، كان يشكو من صداع شديد مزمن عانى منه لسنوات طوال ، وبعد رقية الشاب نطقت على لسانه جنية وقالت: اسمي ( فاطمة ) وقد جئت لهذا الشاب لسببين رئيسين الأول أنه كان دائما يستهزئ بنا في مجالسه العامة والخاصة ، وأما السبب الثاني فإنه لا يصلي ، وبعد أن تم إيضاح الأمر لها وتذكيرها بالله سبحانه وتعالى ، ووعِدت بعدم استخدام أسلوب الاستهزاء والسخرية بالجن وبغيرهم لأن ذلك مخالف للأحكام الشرعية وفيه إثم عظيم كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ) ( سورة الحجرات – الآية 11 ) ، وأما السبب الثاني فتم إيضاح أن الهداية والتوفيق والسداد من الله سبحانه وتعالى ، وعلينا أن نبين الحق للناس وأن نعظهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولن نستطيع أن نصحح الخطأ بخطأ مثله ، وعاهدت بعد اقتناع كامل ، ثم خرجت بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه ، وعاد الشاب بصحته لا يشكو شيئا ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

ادريس 24-09-2004 10:29 PM

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير شيخنا الفاضل
اخوكم المحب/ ادريس

أبو البراء 25-09-2004 05:27 AM

وإياكم أخي الحبيب ( إدريس ) ، وتقبل تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

صيحة حق 20-10-2004 04:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ابو البراء ما شاء الله تبارك الله زادك الله علما على علمك وعلمك مالم تكن تعلم -- فعلا لقد اجدت التأصيل وافدت بارك الله فيك وجعل ما سطرت نبراسا ينير طريقك على الصراط الى الى الفردوس الاعلى -- ثبتك الله في الحياة وبعد الممات وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ............ وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال في هذا الشهر الفضيل .


اخوك المحب / صيحة حق

أبو البراء 23-10-2004 11:36 AM

وأدعو لكَ أخي الحبيب ( صيحة حق ) بظهر الغيب ، وأسأل الله أن يوفقكَ للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن يجعلكَ من المتبعين لا من المبتدعين ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عاشق الحور 70 03-11-2004 11:34 PM

فضيلة الشيخ (ابو البراء)
اسأل الله ان يبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويزيدك علماً وفقهاً
ولا تنسانا من خالص دعائك حفظك الله

أبو البراء 06-11-2004 02:03 AM

حفظك الله أخي الحبيب ( عاشق الحور 70 ) ، ولا حرمك الأجر والمثوبة ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

نفح الطيب 12-02-2005 10:53 AM

الحوار مع الجن
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
انا نفح الطيب عضو جديد واسأل الله ان نقدم المفيد
الكلام و النقاش مع الجن والشياطين المعتدين على اخواننا من الانس بنسبه لي انا ,
انا اذا كنت ارقي احد من المرضى فتكون نيتي الطرد او الحرق ولا اتمنا ان اتكلم مع اي جني او شيطان لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتمنو لقاء العدو وهذا الشيطان عدو . ولاكن اذا نطق اولا اعرض عليه الاسلام وجمال هذا الدين فإن ابا واستكبر فلا اكراه في الدين , وان كان الجني مسلم ابين له ان هذا الفعل حرام وعقوبته ان لم يتب من هذا الفعل وان لم يغفرالله له ,,,,,
اسأل الله ان يجزيكم الف خير ويجعله في ميزان حسناتكم ...

أبو البراء 12-02-2005 03:20 PM

الأخ الحبيب ( نفح الطيب ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لا خلاف بين ما ذكرت وما قد تبيت مما ذكرته آنفاتً ، إلا أنني أحب أن أوضح أمرين هامين :

أولاً : الأولى في حق المعالج أن لا يتخذ أسلوبا يتعلق بالنية في العلاج والاستشفاء ، فيقول : بنية الحرق أو الطرد ، ونقول الأسلوب المتبع مع الحالة المرضية هو أسلوب الدعوة ، أو أسلوب الإيذاء ونحو ذلك من مسميات اخرى ، والرقية في الأصل هيَّ : العوذة ، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( هيَّ الدعاء للمريض بالشفاء ) ، وهذا ما أراه في هذه المسألة ولا أرى ما يطرح الآن من قبل بعض المعالجين وقولهم : بنية الطرد ، أو الحرق ونحو ذلك من مسميات أخرى 0

ثانياً : أردت أن أبين وأوضح أن المصلحة الشرعية تقتضي أحياناً الحوار مع الجن والشياطين كما أسلفت سابقاً ، مع الأخذ بعين الاعتبار القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) في مثل تلك الحوارات 0

وعلى كل حال بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( نفح الطيب ) ، وقد ذكر بعض أهل العلم بحدود ما ذكرت ، حياك الله وبياك في منتداك ( منتدى الرقية الشرعية ) ونسأل الله أن ينفعنا بعلمكَ ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو البراء 31-03-2005 04:06 PM

للرفع وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 000

أم القرى 28-04-2005 09:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

بالنسبة لأمر التحدث مع الجن المتلبس للإنس اقول بداية جزاك الله خيرا شيخنا ابا البراء لما اوردت من معلومات قيمة و موثقة

و اقول كمصابة بهذا الداء و كمبتلاة عانت من انخداع بعض الإخوة المعالجين جزاهم الله عنا كل خير بأمر التحدث مع الجن ان الجن عندما يتلبس الإنسان فهو يعلم انه ظالم سواء كان مسلما او كافرا لذا على المعالج برأيي ان يدعوه للإسلام و أن يذكره بقبيح عمله و ان يستخدم معه الرفق و اللين بالدعوة و لكن دووووووووووون تهاون او انخداع

فقد ابتليت بتلبس من شيطان لا اقول الا مخادع و كنت و على مدى سنوات و في كل مرة أبدأ بها العلاج علي يدي احد الإخوة اشعر ان هذا الجني و كأنه يفهم كيف يفكر هذا المعالج بعد عدة زيارات و يستغل عاطفته ان شعر ان بقلبه رقة و او يخادع و يدعي الخروج من الجسد ان خاف من حدة المعالج

و لأكثر من مرة يدعي الإسلام و التوبة و الرجوع الى الله مع البكاء و قراءة القرآن في بعض الحالات و لأول مرة خدعت مع من خدعوا و خفت اعراض التعب لليومين التاليين
و تفاجأ الشيخ المعالج حينها عندما عدت له قائلة ان هذا الشيئ لم يخرج و انه كان كاذبا بما قال و بدأنا حينها العلاج من جديد ولم يتم امر خروجه لحكمة اقتضاها الحليم الكريم

و في احد المرات قرأ علي اخ فاضل ايضا تمكن من خداعه و الاستفادة من ضيق الوقت الي كان معانا بسبب اضطراري للسفر فضاع اللقاء الذي تم بادّعاؤه للإسلام و التوبة و حتى انه اجاب الشيخ عن بعض الأمور ليعينه على معالجة المرضى عنده على اساس انه اسلم و يريد افادة المسلمين

ما اود الاشاءة اليه بقولي هو الحذر من شدة دهاء الشياطين في هذه الحالة و عدم الاندفاع العاطفي للمعالج او المصاب ليصدق ادعاءات الشيطان

لا بد من الدعوة في بداية الأمر لكن لا فائدة من النقاش لأنه كذوب كما ورد عن الحبيب المصطفى عليه السلام و لما يسببه ذلك الامر من ضيق و معاناة للمريض نفسه و لما فيه من اهدار الوقت الذي لا ننكر اهميته سواء للمعالج او المصاب

لذا فالأمر يكون محسوم بمجرد رفض الشيطان للخروج من الجسد او رفضه للإسلام
و يكو التقييم بما يشعره المريض من تحسن بعد تكرار القراءة لا بما يقوله الجني من ادعاء للإسلام او وعد بالخروج

مع تحياتي

أختكم
أم القرى

أبو البراء 02-05-2005 06:02 AM

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ( أم القرى ) ، فلقد وقفت على أمر في غاية الأهمية ، ولو عدن لكتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقية ) لتبين لكِ هذا الأمر جليلً ، وهو الحذر كل الحذر من تلعب الشيطان بالمعالج ، وقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول : ( أنا لست بالخب ، ولا الخب يخدعني ) ، جزاك الله خيراً ، مع تمنياتي لكِ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

اخوكم في الله 03-05-2005 09:00 PM

بارك الله فيك .. اسأل الله ان يبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويزيدك علماً وفقهاً

أسأل الله عز وجل ان يجعل هذا الجهد في ميزان حسناتك .. وان تدخل الجنه من غير حساب

اللهم آمـــــــــــــــــــين

اخوك في الله

والسلام عليكم ورحمة الله

( الباحث ) 04-05-2005 04:30 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
جزاك الله خيرا يا شيخ على ما قدمت واجدت
اما اختنا ام القرى فجزاك الله خيرا ايضا على ما فصلت فى تجربتك التى ادعو جميع الرقاه ان يتخذوها نموذجا للحذر من مكر وخداع الشيطان اللعين
كنت دائما من من يعارضون وبشده تلك الحوارات من الاصل واعتقد انه حتى لو كان الامر دعوة الى الله فلسنا مكلفين بدعوتهم كما اعلم
ولى تسائل لشيخنا الكريم لتجربته العملية الكبرى والطويلة
هب ان الراقى شرع بالقرائة بنيه طرد العارض وتكلم العارض واستمر القارء باالقرائه دون الالتفات له او محاورتة هل بتلك الطريقه محذور ؟؟؟؟ اليست تقطع كل الطرق على المعتدى ليعلم انه ليس له الى الخروج ؟؟؟؟ قد يكون ببعض حالات السحر يفيد الكلام ....ولكنه شيطان كذوب !!!

أبو البراء 04-05-2005 05:11 AM

الأخ الحبيب ( العزامي ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أما قولكَ - يا رعاك الله - : ( كنت دائما من من يعارضون وبشده تلك الحوارات من الاصل واعتقد انه حتى لو كان الامر دعوة الى الله فلسنا مكلفين بدعوتهم كما اعلم ) 0

الأصل كما ذكرت هو ما تقتضيه المصلحة الشرعية للحالة المرضية ، وهذا فيه من الفوائد ما لا يعد ولا يحصى ومنها :

أولاً : توفير كثير من الوقت والجهد بالنسبة للمعالج في علاج مثل تلك الحالات 0

ثانياً : الأجر العظيم الذي قد يحضاه المعالج من دخول بعض الشياطين في الإسلام 0

ثالثاً : رفع الظلم عن الحالة المرضية والمعاناة والألم 0

ولذلك فالذي أراه أن يعمد المعالج لهذا الأسلوب لما فيه مصلحة عظيمة تخدم الحالة المرضية أولاً وأخيراً 0

أما بخصوص الدعوة وأننا غير مكلفين بذلك ، فهذا مجانب للصواب ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل للثقلين الإنس والجن ، ومن هنا يرى أن تلك فرصة سانحة لدعوتهم إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد كان على ذلك أئمة السلف ، وقد دعاهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، وكذلك فعل تلميذه ابن القيم ، وقصة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في دعوته للجني البوذي وإسلامه لا تخفى عليكم ، وبخاصة أن في ذلك أجر عظيم لما ثبت من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ( لأن يهدي بكَ الله أحداً أحب إليكَ من حمر النعم ) 0

ومن باب الأمانة العلمية فهناك رأي موافق لما ذهبت إليه ، وقد قال به بعض أهل العلم ، ومنهم العلامة الشيخ المحدث محمد بنصر الدين الألباني - رحمه الله - ، والشيخ صالح الفوزان 0

أما بخصوص المسألة الأخرى ، فهذا يعتمد أخي الحبيب على فطنة وفراسة المعالج أولاً وأخيراً ، فقد يضعف في بعض الأحيان الجني الصارع وقد يستغل المعالج ذلك في دعوته أو مفارقته لجسد المريض ، ولذلك لا بد من توفر المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس لمعرفة ذلك من عدمه ، والله تعالى أعلم ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

( الباحث ) 04-05-2005 05:24 AM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء يا شيخ ابو البراء على هذا التوضيح
قد اكون قد غفلت عن امر مهم ان الخبره العمليه الطويله فى هذا المجال قد تطلعك على ما لا يطلعك علية بطون الكتب وخاصه اذا جائت من امثالكم
فبارك الله بك وثبتك على الحق

أبو البراء 04-05-2005 05:48 AM

الأخ الحبيب ( العزامي ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لا أخفيكَ أخي الحبيب فمن واقع الخبرة والتجربة فالجن والشياطين أفضل مردوداً في اتلدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من دعوة الإنس ، هذا بالعموم ، وقد أسلم كثير معي بفضل ومنة من الله سبحانه وتعالى وحده ، وأرفق لكَ قصة غريبة عجيبة لأحد هؤلاء وهيَّ على النحو التالي :

( حضرت فتاة في مقتبل العمر تجاوزت عقدها الثاني ، وكانت تعاني منذ فترة من صرع الأرواح الخبيثة ، تقول والدتها : عندما كان يتلبسها ذلك الشيطان كنا نصاب بحالة من الرعب والخوف والهلع لاختلاف ملامحها الكلية ، وتحول تلك الملامح إلى صورة مرعبة 0

وتم رقية الفتاة فنطق على لسانها الجني الصارع وكان مسيحيا واسمه ( يحيى ) وبدأ الحوار معه ، ودعي للإسلام فأبى في بادئ الأمر ، ومع إيضاح الإسلام وسماحته وتعاليمه القيمة النبيلة ، شعرت بليونة في الحوار والنقاش معه وتقبله الأمر ، ولكنه مع ذلك كان يخشى إيذاء الساحر له وبطشه به ، واستمر الحوار ، وقد حرصت من خلاله على إيضاح بعض الأسس العقائدية التي لا بد أن تترسخ في نفسية الإنسان لكي يعيش في تبعية وانقياد لخالقه سبحانه وتعالى لا لشيء سواه ، لأنه المتصرف في هذا الكون وبيده الموت والحياة وله مقاليد الأمر كله ، وبعد ذلك العرض اقتنع كلية بالأمر ، ومن الله سبحانه وتعالى عليه بالإسلام ، فنطق الشهادتين ، واخترت له اسما هو أحب الأسماء إلى الله سبحانه وتعالى ( عبدالله ) 000 ،

يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله - : ما دام الاسم ليس فيه دلالة على ما يخالف العقيدة الإسلامية فلا داعي لتغييره ) 0

قلت : وقد تقصدت أن أورد كلام الشيخ – حفظه الله – لكي نربي أنفسنا ونعلمها المبادئ الإسلامية السامية ، والمفترض في المعالِج أن لا يلجأ لتغيير الأسماء إلا تلك المخالفة للعقيدة أو تلك الأسماء المنهي عنها بأحاديث نقلية صريحة ، أو التي فيها تزكية للنفس ، أو التي فيها خدش للحياء ونحو ذلك 0

بعدها طلبت منه أن يتعلم الطهارة والصلاة ونحوها من الأمور الأساسية التي يحتاجها في حياته ، وبعد أسبوع عادت الفتاة مع أمها فسألت عن حالها خلال تلك الفترة ، فحمدت الأم الله سبحانه وأثنت عليه لما منّ به على ابنتها بالشفاء ، وأخبرتني أن ابنتها قد تخلصت من كافة الأعراض السابقة وأنها تعيش حياتها الطبيعية بفضل الله سبحانه ومنه وكرمه ! ومن الأمور الغريبة التي حدثتني بها الفتاة أنها عندما ذهبت للبيت ، أخذت كتابا يتحدث عن الطهارة والصلاة وبدأت في تصفحه وقراءته ، تقول كنت في بعض الأحيان أقلب الصفحة وكانت تعود تلقائيا وكنت أفعل ذلك مرات ومرات وكان يحصل معي كما حصل في المرة السابقة ، والظاهر والله تعالى أعلم بأن ذلك الجني كان يقرأ معها يريد استيعاب وفهم فحوى تلك الصفحة قبل الانتقال لغيرها ، وتم رقية الفتاة وحضر ( عبدالله ) فسلم ، وعاهد على الخروج وعدم العودة لتلك الفتاة وطلب السماح والدعاء ، ووجهته للذهاب إلى مكة وطلب العلم الشرعي هناك ، وعاهد على ذلك وخرج بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه 0 ومرت الأيام والشهور ، وإذا بتلك الفتاة تحضر مع أمها ، فسألتها 00 فحمدت الله سبحانه وأثنت عليه لما منّ على ابنتها بالصحة والعافية ، وأخبرتني الأم بأن الفتاة تريد أن تكلمني في أمر ما ، وفي تلك اللحظة شعرت بأن تكوين الفتاة الجسمي بدأ في التغير وكأني أقف أمام رجل عجوز قد بلغ من الكبر عتيا ، وإذا برجل يسلم بتحية الإسلام ويقول : أنا ( إبراهيم ) ، وكان يمسح على لحيته وأخذ بالبكاء ، قال : جئت أخبركم باستشهاد ( عبدالله ) أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله سبحانه ، وأرجو أن تسامحوه وأن تدعو له ، وقد أمنني في إيصال تلك الرسالة لكم لكي تحللوه قبل ذهابه للجهاد في سبيل الله ، فقد جاءنا في مكة وحسن إسلامه ، وذهب في تحقيق هذا الهدف وهذه الغاية ، فجاهد في سبيل الله وقتل على ذلك ، ونحسبه من الشهداء والله حسيبه ، فجلست لحظة صمت أفكر في ذلك ، فسلم ( إبراهيم ) وودعني وذهب ، وعاشت الفتاة حياتها الطبيعية بفضل الله تعالى ، والله تعالى أعلم بذلك 0

فهل لو كنت في مثل هذا الموضع أخي الحبيب ( العزامي ) ، أتطيع مثل تلك الفرصة ، أو أنكَ تطيع ذلك الأجر العظيم ، وكما قلت أخي الحبيب : ( فالخبره العمليه الطويله فى هذا المجال قد تطلعك على ما لا يطلعك علية بطون الكتب ) وهذا هو الواقع الذي ما حدت فيه مع ذلك عن أقوال علماء الأمة العاملين العابدين 0

مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

( الباحث ) 04-05-2005 06:43 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلاص يا شيخ سلمت !!!
والله ان الدمعه بالعين لا اراديا لقرائة هذة القصه
ما شاء الله تبارك الله
هكذا يحقق الهدف ويؤتى بالاجر من كل جوانبه
كما لفت انتباهى شيىء او تلك الحقيقه المحزنة !!!!
بان دعوة الانس باتت اصعب ......... للاسف عمت القلوب وتحجرت ........نسئل الله العافية
الحمد لله ان جعلنا مسلمين
وجزاك الله خيرا

أبو البراء 04-05-2005 09:45 AM

وإياكم أخي الحبيب ( العزامي ) ومع ذلك نقول جميعاً : ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما اختلفوا فيه من الحق ، فاهدنا لما اختلف فيه بإذنكَ ، إنكَ تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

جند الله 04-05-2005 12:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل جند الله (أبو البراء):

لي استفسار فيما أوردته من القصة السابقة:

معروف حرمة تلبس الجني بجسد الإنسي، وكذلك حرمة حضوره وكلامه على لسان الإنسي إلا لضرورة شرعية، فإذا سلمنا بأن (عبد الله) هذا قد أسلم وخرج بالفعل، فهل يحل (لإبراهيم) هذا أن يقتحم الجسد ويبلغ رسالة (عبد الله)؟ اما أنه يعتبر معتديا بغير مسوغ شرعي؟

وعلى فرض أنه يحل له هذا تحت أي مسوغ شرعي يضطره لذلك، فهل يحل لرجل من الجن أن يقتحم جسد أنثى، ام كان من الأولى أن تحضر امرأة من الجن على الفتاة وتبلغ الرسالة نيابة عنه؟

معلوماتي الشخصية عن الجن (المسلم الصالح) أنه يحرم عندهم حضور ذكر من الجن على جسد أنثى، أو حضور أنثى على جسد ذكر، ولكن يجوز في الضرورات عندهم حضور ذكر على ذكر، أو أنثى على أنثى، باستثناء بعض الضرورات الملحة، كوجود أنثى أو رجل داخل الجسد من الجن وعليه إصلاح ما أفسد بعد إسلامه وتوبته، أو يكون أحدهما أسيرا على الجسد وتم تحريره من الأسر والسحر ويريد بيان معلومة ما قبل خروجه، كأن يدل على مكان أمر التكليف، أو الارشاد إلى ثغرة من الثغور وغير ذلك، أو في بعض الحالات الشديدة جدا يضطر جني مسلم قوي لاقتحام الجسد لقتال من فيه من الشياطين، بهدف تحرير أسرى عمار البيت من المسلمين والمسلمات، فالمراة الجنية ضعيفة بطبيعتها كأنثى، فيدخل الرجل القوي منهم مضطرا خشية على حرمات نسائهم وصونا لأعراضهم.

اما إذا أراد الجني المسلم تبليغ رسالة أو توجيه نصيحة، فإن الجني (المسلم الصالح) يتمثل للمريض عن طريق الكشف البصري، بحيث يراه المريض ويسمعه ولا يراه من حوله من الناس، وذلك بواسطة حضور القرين على جسد المريض، فيرى المريض بعيني قرينه ويسمع بأذنيه، فالقرين لا يفارق مقرونه، وبالتالي فلا حرمة في حضور القرين لأنه موكل بمقرونه، وعلى هذا فلا حاجة للجني المسلم للحضور على الجسد حضورا كليا وتبليغ الرسالة، ولاكتفى بالتمثل أو على الأقل برؤية منامية، كما روي عن أمنا المبرئة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها عندما اطلع عليها جانا فأمرت بقتله، فجاءها في المنام من يخبرها بأنه كان جانا مسلما، خاصة وأن ما راته ام المؤنين عائشة لا يحمل صفات الرؤية الموكل بها الملك من ضرب الأمثلة، ولكن جاءت الرؤية بصيغة مباشرة، وهذا أسلوب الجن في المنامات وليس من أسلوب الملائكة، وأعتقد هذه صفة من صفات الرؤى المنامية يعلمها المعبرون جيدا، مما يدل على أن الجن (المسلمين الصالحين) يصورون للإنس منامات ورؤى رحمانية، خلاف الأحلام الشيطانية عن طريق الشياطين.

وفقكم الله وسدد خطاكم

أبو البراء 04-05-2005 12:43 PM

الأخ الحبيب ( جند الله ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لا فض فوكَ ولا عاش من يشنوكَ ، ما ذكرته هو عين الحق ، والشريعة مقدمة على كل قول ، فقد تم إيراد القصة للعبرة والعظة ، وكل ما ذكرته أنت هو الصواب بعينه ، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقتحم الجني وتحت أي مسوغ بدن الجسد ، وقد يكون الأمر أخطر إن كان من قبل رجل لامرأة ، ولكني ذكرت القصة كما حصلت ولم أدخل في تفصيلات الحلال والحرام ، بارك الله فيكَ وأظن أن المنتدى قد أزدان برجل يعرف الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ، وهذا ما نريده في هذا المنتدى المبارك فلا محاباة ولا مراء في المسائل الشرعية والفقهية ، وكما ثبت في الصحيح من حديث وقد ثبت من حديث النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ – رضي الله عنه – قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ) ( متفق عليه ) 0

مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

جند الله 04-05-2005 02:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب، وجند الله الباسل (أبو البراء): خفظك الله ورعاك.


أحسب أن بذكرك القصة أنفة الذكر للعبرة والعظة، قد فتحت بابا عظيما من أبواب النقد، ألا وهو نقد الذات، وهو باب عظيم من أبواب النقد، أغلق أمام ناصري السنة وقامعي البدعة والضلالة، في حين فتح على مصراعيه أمام خاذلي السنة ومحيي البدعة والضلالة، فهوى فيه من هوى من العامة والبسطاء، وكلنا يجرب يصيب فيثبت، ويخطئ فيعرض، وهكذا يتعلم الإنسان من تجربته، وهذه جرأة منكم في الحق عز وجودها بين طلبة العلم، ممن يستترون من سوأة علمهم، وفداحة جهلهم، ويستحيون أن يطلع الناس على عورهم، وليس هذا إلا عن عيب فيهم خالط نواياهم، وبغير تملق وثناء، فإن دل هذا فإنما يدل على ما حباكم الله به من شجاعة في طلب العلم، وهذه نعمة عظمى من الله تعالى، جلت حكمته، وتعاظمت قدرته، رزقكم الله حسن شكرها، وأعوذك بالله العظيم رب العرش من شر الحاسدين لكم على هذه النعمة، وعلى كل النعم، جنهم وإنسهم.

لذلك أرجو من الله تعالى، ثم استسمح فضيلتكم في مواربة الباب بعض الشيء لمثل هذا النوع من عرض التجارب المختلفة، بغرض النقد والتحليل والدراسة، والحث على البحث عن الدليل والاجتهاد، وإن بدى الأمر لأول وهلة أنه صغير، فإن كان صغيرا أثبتا صغره وسفسافه بالدليل فيغلق الباب دونها، وإن كان كبيرا اكتشفنا أهميته وعلينا بيانه بالدليل وفتحنا بابا أغلق علينا استعابه، فربما بالبحث نكتشف انه كبير، وأن الشيطان صرفنا عنه ليفوت علينا ما لم يجب فواته، كما فوت على سلفنا امورا كثيرة نقف اليوم عاجزين امام الرد عليها، فربما أنها لم تثر اهتمامهم بقدر ما أثارت اهتمامنا، بسب انشغالهم بقضايا عصرهم وزمانهم عن قضايا عصرنا وزماننا نحن.

مع دعواتي لكم بوافر الصحة والعافية

صحة القلب والقالب

( الباحث ) 05-05-2005 05:33 AM

السلام عليكم ورحمةالله وبركاتة
حياك الله اخى الكريم جند الله
الحقيقة ما تفضلت بة يتطرق الى العقل وبقوة ولكن .......
واعتبرة تسائلا عقليا معك ايضا الى حين ان يتفضل الشيخ بالاجابة
الا تعتقد اخى الكريم ان هذة التسائلات تعيدنا الى الى ما اشرت لة سابقا وهى الامور النظرية بالموضوع كاملا ......!!!!
فرغم اننا قرانا كم كبير من الاجتهادات فى عملية دخولهم او خروجهم من الجسد او تلبسهم الجسد او السكن فية ولكن الحقيقة التى نعرفها جميعا ان ان حقيقة او طريقة دخولهم او خروجهم من الامور التى لا يعلمها الا الله وحدة لما خصهم بناموس خلقى مختلف تماما عنا !!!!
وعلي قد لا يجب ان نوجه او نبنى احكامنا الشرعيه على امور غيبية قد تكون فرضيات لا اكثر !!!
وهنا خطر ببالى قصة اخرى ...ساختصر لاقرب المسافة
قرات لاحد الرقاة فى مصر ونحسبة على خير انه بعدما قرا على الحالة وكان الجنى المتحدث مسلما
قال لة ان اردتنى ان اخرج فلا اخرج الى على يد الشيخ الشعراوى !! رحمة الله
المهم كلم الشيخ ورحب بة
وبعد ما بين الشيخ خطا ذلك الجنى المسلم
وهنا ما تذكرتة !!!
قال الشيخ للجنى المسلم هل تاتى الى المسلمين تعتدى عليهم بحجج خاطئة وتترك اعداء الاسلام
قال الجنى ....!! لقد كنت فى فلسطين اساعد المجاهدين هناك
سالة الشيخ كيف تساعدهم !!!
قال حين كان الاطفال يرمون الحجارة على اليهود الجنود كنتى ارمى معهم واسدد الرمى واقوى الاصابة !!!!
فنصحة ان يرجع ......... الخ
كيف كان يرمى مع الاطفال !!!!
كيف يمسك ايديهم !!!
كيف يسدد لهم ويقوى الضرب !!!
مع ان ذلك جهاد بالنسبة له ............. هل فهمت اخى قصدى
انا من اشد الناس تعلقا بالتحليل العقلى الشرعى ولكن احيانا ....... حين تثبت الناحية المخبرية او العملية امر لا اعتقد بة .....يكون تجنيا منى ان ارفض العملية عقليا او شرعيا
لان الموضوع غيب بالنسبة لى بحثتة عقليا ونضريا ....واثبتة غيرى عمليا
ولكن بقت بينى وبينة تلك المسئلة الغيبية التى لا يعلمها الاثنان
فلا ننفيها ولا نبنى عليها احكام او مسلمات حتى يشاء الله ان يوضح لنا ذلك الامر جليا
كما لا اعتقد انه سيتوضح ابدا لانة من علم الغيب
والله اعلم

أبو البراء 05-05-2005 05:54 AM

الأخ الحبيب ( جند الله ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

إياك أن تعتقد أخي الحببب أننا ممن يلوون أعناق النصوص ليصلوا إلى مبتغاهم أو أهدافهم ، حاشا وكلا ، فالدليل النقلي الصريح الصحيح هو قائدنا ورائدنا في تقرير المسائل الشرعية وبخاصة تلك المتعلقة بهذا العلم - أعني علم الرقى - ، ونؤمن أخي الحبيب كذلك بالخبرات المكتسبة بالنسبة للمعالجن بالرقية الشرعية شريطة أن توافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ولذلك تجدني أضع ضوابط محددة للأخذ بالأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء ، واعلم أنني أبحث عن الحق حيثما كان وأينما كان ، وإن أخطأت في مسألة وتبين لي خلافها عدت عن خطأي وأعلنته على الملأ ، بارك الله فيكَ ونفعنا بعلمكَ ، وفي انتظار مزيد من موضوعاتكَ القيمة ، ومشاركاتكَ النفسية ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

جند الله 05-05-2005 06:53 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي في الله وجنده (العزامي)

اشكرك جزيل الشكر على مداخلتك الطيبة في الموضوع، وأصوبك فيما ذهبت إليه كل الصواب.

إلا أنني قرنت التجارب العملية بالبحث الشرعي النظري، وهو ما يقوم به شيخنا جند الله (أبو البراء)، وعددت ما يقوم به من بحث علمي حلقة في سلسلة ونقطة انطلاق لحلقة جديدة في هذا العلم، فإذا كان شيخنا الجيليل يقدم هذا العلم ببعديه الأول والثاني من منطلق وضع الثوابت الشرعية والتنظير، فجيب علينا أن لا نغفل بتاتا وجود البعد الثالث لهذا العلم وهو ارتباطه بالواقع وتطبيقاته العلمية وكيفية الاستفادة منه، وإلا صار مجرد استدلالات نظريه، وهذا حجر على العلم الشرعي لا يحل لنا، وهذا يعني وجود صلة وثيقة بين الواقع وبين النص الشرعي.

فإذا وجدنا نظرية جديدة وجب علينا عرضها على المختصين، ليس بهدف إجازتها!!!!! حاشانا الله من هذا، ولكن بهدف التعريف بها وكشف ملابساتها، ومحاولة الاستدلال على حقيقة وجودها من عدمه، فتنتقل من مرحلة التنظير إلى مرحلة التقعيد، فقد لا أهتدي للدليل، ولكن قد يهتدي إليه شخص آخر، فرب حامل علم لمن هو أفقه منه، سواء كان هذا الدليل لصالح ارتقاء النظرية إلى التقعيد، أو نفيها تماما من الوجود إلى العدم، أليس استنباط العلم هو دور العلماء؟! فإذا سكتنا على التجارب والممارسات السرية فسوف تتطور وتتحول بمرور الوقت من قزم إلى عملاق، وحينها سنضطر بعد تفلت الأمر من بين أييدنا إلى طرحها للبحث والدراسة ولكن بعد ما تغولت واستوحشت، كما حدث في أمور كثيرة بخصوص العلاج، فلماذا إغفال هذه التجارب؟! وإلى متى؟ ولصالح من؟ فأرى وهذا رأيي أن التكتم على الحق والباطل لا يثمر خيرا، لابد من محق الباطل وتمحيص الحق، وهذا لا يتم في الظلام، ولكن لا بد من خروج النظرية إلى النور ليتم الاستدلال على صحتها من عدمه.

أما عن مسألة أن الجن كان يحضر على الأطفال لرمي الحجارة، فالجن أخي الكريم يحضرون على المرضى ويحطمون ما حولهم ويحملون الأشياء الثقيلة جدا ويرمون بها هنا وهناك، فاين أنت من الجني الذي كان قادرا على حمل عرش بلقيس ونقله من مكان إلى الآخر، فمن يستطيع ان يحمل عرشا ثقيلا وينقله من بلد إلى الآخر، يستطيع أن يحمل بحجر ويرمي به بعيدا، أما كون هذا الجني صادق أو كاذب فيما رواه، فاحسب أنه على أحسن الفروض (جن مسلم فاسق)، فلو صدق معنا فيما رواه لكان أجدر به أن يصدق مع الله فلا يعصاه ويتلبس بآدمي!!!!!!!!

وهناك فارق كبير بين معرفة كيفية دخول الجن في الجسد وخروجه، وبين إمكان حدوث ذلك، فإذا كان ممكنا أخذنا حيطتتنا وسددنا الثغور، أما كيفية حدوث ذلك فعقلنا كبشر له حدود في التصور، فليس من الحكمة أن نسأل عن الكيفية، والعلم لا يأتي دفعة واحدة، ولكن يأتي على مراحل، لذلك فطلب العلم بحاجة إلى الصبر والتأني ليجني ثماره، فأنا على يقين أن الله سبحانه وتعالى إذا علم أن في بيان معلومة غيبية مصلحة لنا فسيبينها في الكتاب والسنة، (قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، ولكن علينا البحث عن الدليل، ولا نتقاعس بحجة أنه لا يوجد دليل، أو أن سلفنا لم يصلوا إليه، فهم كان لهم مشاغل عصرهم التي شغلتهم عن ذلك، وهذا هو بيت القصيد.

أبو البراء 07-05-2005 09:52 PM

الأخ المكرم ( جند الله ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

جزاك الله خيراً على تلك الإيضاحات ، أما قولكَ : ( إلا أنني قرنت التجارب العملية بالبحث الشرعي النظري، وهو ما يقوم به شيخنا جند الله (أبو البراء)، وعددت ما يقوم به من بحث علمي حلقة في سلسلة ونقطة انطلاق لحلقة جديدة في هذا العلم، فإذا كان شيخنا الجليل يقدم هذا العلم ببعديه الأول والثاني من منطلق وضع الثوابت الشرعية والتنظير، فجيب علينا أن لا نغفل بتاتا وجود البعد الثالث لهذا العلم وهو ارتباطه بالواقع وتطبيقاته العلمية وكيفية الاستفادة منه، وإلا صار مجرد استدلالات نظريه، وهذا حجر على العلم الشرعي لا يحل لنا، وهذا يعني وجود صلة وثيقة بين الواقع وبين النص الشرعي ) 0

نعم أخي الحبيب هذا هو منهجي في البحث والدراسة والتحقيق في هذا العلم ، ولن أتعدى قيد أنملة ذلك إلى دخول البحث في المسائل الغيبية التي لن ولن أقف عليها من خلال البحث والدراسة والتحيق ، أما ربط الدراسة في الواقع العملي فنعم ولكن ظمن التصورات والمعطيات الخاصة بهذا العلم دون الدخول بأي حال من الأحوال في القضايا الغيبية 0

هذا من جهة أما من الجهة الأخرى ، فالتجارب العملية لها أهميتها القصوى فيما يتعلق بهذا العلم ، ولكن لا زلنا نتحدث عن التجارب المتعلقة بتأثيرات عالم الجن والشياطين على عالم الإنس ، أما الدخول في التجارب المتعلقة بالرقية والأسباب الحسية فهذا ما لا يقبل ، حيث أن الاعتقاد يقيني قطعي بكل ما ورد في الكتاب والسنة 0

أما مسألة الحديث في كيفية دخول الجني والخروج ، فتبقى ظمن نطاق الغيب الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال الوقوف عليه ، ولكن يمكن الاستفادة من التجارب والخبرات في التعامل مع ذلك الحدث ، وتسخير ذلك في خدمة المعالجين ، والله تعالى أعلم 0

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

الراقي المصري 17-05-2005 08:57 AM

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الأخوة الأفاضل فى هذا المنتدى الطيب
انا مثلكم اعمل فى مجال الرقية الشرعية منذ عدة سنوات .. ولكني لا املك هذا القدر الكبير من العلم الذى تملكونه .. فانا مجرد طالب علم بسيط .. وانا عضو في هذا المنتدى الطيب منذ فترة قصيرة .. واطلعت على العديد من المواضيع فيه .. واود ان اذكر قصة حدثت معي اثناء علاج أحد الحالات .. وهي مشابهة للقصة التى حكاها شيخنا الجليل أبو البراء حفظه الله .. ويشهد الله ان هذه القصة حدثت كما أحكيها تماما .. إلا ان أكون قد نسيت منها شيئا .. ولقد حدثت هذه القصة في جلسة العلاج التي تمت يوم الثلاثاء الموافق 12/4/2005 .. ويشهد الله على صحة كل ما أكتبه .. إلا ما قد أكون نسيته من الحوار بيني وبين الجني .. بدأ التعرف على صاحب الحالة عندما حضر إلى منزلي لإصلاح الثلاجة منذ حوالي شهر ونصف .. وأثناء وجودة وردت إلي مكالمة تليفونية من إحدى الحالات التي أقوم بعلاجها بإذن الله .. وفهم هو من المحادثة أنني أقوم بعلاج حالات السحر والمس .. فسألني فأجبته أن نعم .. وانتهي الأمر عند هذا الحد .. وبعد حوالي ثلاثة أيام حضر إلى منزلي ولم أكن موجوداً فأخبرته زوجتي أني عند الحلاق فحضر إلى هناك .. وبدأ يقص علي ما عاناه في حياته من ضيق الرزق وعدم التوفيق في أي عمل يقوم به .. حتى انه كان ضابطا في القوات المسلحة في أحد الأفرع الهامة .. وقد تم الاستغناء عن خدماته لأسباب عندما قصها علي وجدتها واهية جدا .. وكذلك قص علي حكايات كثيرة عن سد أبواب الرزق في وجهه وكلها بدون سبب حقيقي .. فأخبرته بقراءة سورة البقرة في بيته ومحل عمله .. والاتصال بي في اليوم التالي لإخباري بالنتيجة .. فاتصل بي في اليوم التالي وأخبرني انه بمجرد تشغيل سورة البقرة في المسجل انقطع التيار الكهربي .. وبعد عودته استمر في تشغيلها .. ولكن ظهرت في المنزل أصوات غريبة .. وبعد انتهاء التلاوة جلس مع زوجته وبعض أقربائها يتحدثون في الموضوع .. فسمعوا صوتا غريبا عند الباب .. فقام وفتح الباب فوجد قط رمادي اللون ضخم الجثة واقفا عند الباب وقد ألصق أذنه بالباب وكأنه يستمع إليهم .. وفور فتح الباب انطلق القط هاربا واختفي فجأة عند درجات السلم .. فأعطيته موعد وذهبت إليه في منزله وبدأنا الجلسة الساعة الثامنة والنصف بعد صلاة العشاء ..
بدأت بقراءة التحصينات .. ثم الاستعاذة .. ثم آيات الرقية والإحضار .. فحضر الجني ولكنه رفض الحديث معي .. فقرأت عليه بعض من آيات العذاب فبدأ يتحدث ولكنه سب الله ( والعياذ بالله ) وسب الدين (استغفر الله) .. فنهرته بشدة ونهيته عن ذلك .. ومع استمرار القراءة استمر هو في تحقير شأن الإنسان .. وسب المسلمين ونفي أن يكون هناك إله (استغفر الله) .. فشددت عليه في القراءة .. وظل اللعين صامدا لا يبدو عليه التأثر .. وظل يسخر ويضحك .. ويقول أن لا شيء سوف يؤثر فيه .. وحاول الاعتداء علي بالضرب .. فقمت بضربه أثناء قراءة آيات العذاب بورقة كانت معي .. فظهر لها تأثير شديد عليه .. فبدأت بالمحاورة معه ومحاولة إقناعه بالدخول إلى الإسلام .. ولكنه رفض بشده وفهمت منه انه من الجن المارد الشديد وأنه ذو مكانه في قومه ..
ولما طالت الجلسة ووجدت أن اللعين صامد .. لا اخفي عليكم انه قد داخلني شك في نفسي ( لا أقصد هنا شك في العلاج لأن العلاج بكلام الله فلا شك فيه .. ولكني شككت في إيماني وإخلاصي ) فقررت اتخاذ منحني آخر طالما سلكته وجاء بنتيجة رائعة .. فتوجهت بالدعاء إلى الله وأشهدته على ما قاله ذلك اللعين من سب لله (استغفر الله) وسب لدين الله (استغفر الله) وفوضت الأمر فيه إلى الله وظللت أدعو وألح على الله في الدعاء .. ومعذرة فقد نسيت كل ما دعوت به ولا أذكر منه حاليا إلا الآتي :
* اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك .
* اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .
* اللهم أمدنا بمدد من عندك .. وأنزل علينا جندا من جندك .. وأيدنا بنصر من عندك .
* اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك .
وظللت ألح على الله في الدعاء لفترة أظنها طويلة .. فقد حدثت لي حالة انفصال عن كل ما حولي .. وفجأة عدت إلى قراءة القرآن وتلوت آيات عذاب شديدة جداً .. وهو يسخر ولكن ليس بنفس الدرجة ثم بدأت أردد الآذان الشرعي في أذنه فكان ينفي كل كلمه منه ولكن بدرجة أقل من بداية الجلسة .. فعدت إلى قراءة آية العذاب الشديد التي تلوتها قبل الآذان .. وفجأة أخبرني المصاب انه يري خيالات ولم يكن قد رأي شيئا منذ بداية الجلسة .. فسألته عما يري .. فقال انه يري شخصا مشعث الشعر يتم تكبيله بالسلاسل وتمزيقه ثم يخرج منه شخصا آخر يتم تكبيله بالسلاسل وتمزيقه وهكذا .. فشددت في التلاوة .. فأخبرني أن المشهد قد تغير وبدأ هذا الشخص يجري ويتعثر ويسقط ثم يقف ويحاول الجري مرة أخرى فيتعثر ويسقط وهكذا .. فاستبشرت خيرا وشددت في التلاوة .. وفجأة أخبرني المصاب بأنه يشعر بأن هناك أشخاص يحاولون الوصول إلينا .. فشددت في التلاوة .. فإذا به يخبرني بأنه يري أشخاصا جدد دخلوا إلى المشهد ويحملون أسلحة تشبه البلطة الكبيرة جداً جداً .. وانهم يقومون بضرب هذا الشخص بهذه الأسلحة .. وانه يسمع أصوات تأتي من السماء تقول ( كافر .. ملعون .. عدو الله ) وتكررت هذه الكلمات أثناء قيام الأشخاص الجدد بضرب اللعين .. ثم أخبرني بأنهم يحملونه من رأسه ويصعدون به إلى السماء .. فطلبت الحديث إلى واحد منهم .. فجاء من بدأ بقوله السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. فرددت عليه السلام .. وسألته من أنت ؟ .. فقال عبد الله .. سألته من الجن أم من الملائكة ؟ فقال فقط عبد الله .. فسألته ماذا حدث باللعين ؟ فقال نال جزاؤه .. فسألته هل قدرتم عليه بفضل الله ؟ فقال الحمد لله .. فسألته إن كان هناك آخرون مع المصاب ؟ فقال نعم يبدو ذلك .. فطلبت منه التخلص منهم .. فسكت فترة ثم قال الحمد لله .. فسألته إن كانت زوجة المصاب تعاني من أي إصابة بالجن فقال لا والحمد لله .. فسألته إن كان هناك جن كافر ما زال في البيت .. فسكت قليلا ثم قال لا والحمد لله بعد القراءة لم يعد أحد منهم موجود .. فسألته عن محل عمل المصاب فقال نعم أن به جن كافر .. فشكرته ودعوت له .. فدعا لي وابتسم في وجهي .. فطلبت منه الانصراف وان يفيق المصاب حال انصرافه .. فألقى على السلام ثم انصرف .. وأفاق المصاب من فوره فسألته عما رأي .. فقال أن هذا الشخص كان مع المدد وأني عندما طلبت الحديث إلى أحد منهم أثناء انصرافهم .. عاد هذا الشخص ولكنه لم يستطيع وصفهم .. وبعد انتهاء الحديث ركب هذا الشخص ما يشبه الحصان الأبيض ثم انطلق به صاعدا إلى السماء .
والحمد لله وحده
معذرة للإطالة عليكم ولكن هذه الجلسة استمرت حتى الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل .. ويشهد الله أني ما كذبت عليكم في شيء منها أبدا .
وأنا الآن فى انتظار تعليقكم على هذه القصة وما رأيكم فيما حدث فيها .

أبو البراء 17-05-2005 09:54 AM

بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( الراقي المصري ) على هذه القصة الرائعة ، وأحييك بين أهلكَ وإخوتكَ في هذا المنتدى الطيب المبارك القائم على الكتاب والسنة والتأصيل الشرعي 0

فقط أخي الحبيب استدراكات بسيطة :

الأول : قد يكون هذا النفر من الجن الصالح ، ولا تعتقد مطلقاً أن يكونوا من الملائكة ، فلم يثبت لنا أن الملائكة تتلبس جسد الإنسان ولم يقل أحد من أهل العلم بذلك ، فتفطن ، وهذا من باب : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ، فجزاهم الله كل خير ، وهذا مباح وجائز وهو من رفع الظلم عن إخوانهم الإنس 0 وهذا بخلاف الاستعانة التي قد تؤدي إلى المحظور والعياذ بالله 0

ثانياً : الأولى أخي الحبيب عدم سؤالهم ، فكون أنهم قد عاونوا على البر والتقوى فجزاهم الله خيراً ، ويخشى أخي الحبيب ( الراقي المصري ) من تطور الأمر إلى الاستعانة والوقوع في المحظور 0

أكرر الشكر والتقدير ، وأسأل الله أن ينفعنا بعلمكَ ، ويوفقكَ في مهمتكَ ، وأن تكون عنصراً فعالاً في منتدانا الغالي ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

الراقي المصري 17-05-2005 10:50 AM

جزاك الله خيرا شيخنا الجليل أبو البراء على النص والإرشاد لا حرمنا الله منك ومن نصحك

أبو البراء 17-05-2005 11:03 AM

استدراك هام :


قد يقول قائل بأن الجني المسلم لا يتلبس جسد الإنسان المسلم ، فكيف نقر مثل ذلك الفعل من الجن المسلم ؟؟؟

وهنا تكون الإجابة بالقاعدة الفقهية : ( أن الضرورات تبيح المحظورات ) ، حيث أنه لا يمكن للجني المسلم من رفع الظلم عن أخيه المسلم إلا في حالة دخوله الجسد ليتمكن من المساعدة في ذلك ، ولكن تحكمنا في هذه المسألة قاعدة فقهية أخرى في الموضوع ، وهي التي تنص على : ( أن الضرورة تقدر بقدرها ) ، فعند اتمام المهمة لا بد من الخروج ومفارقة الجسد ، وحال ذلك كمن أسلم وعاد وأناب من الجن بحيث أعطي فرصة من قبل المعالج للبقاء في الجسد حتى يتعلم الطهارة والصلاة أو حتى يدخل الإيمان قلبه ثم يفارق الجسد 0

أوتوجه أخيراً لأخونا الحبيب ( الراقي المصري ) وأقول له ( وإياكم أخي الحبيب ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

فاتح 04-07-2005 11:02 AM

حفظك الله شيخنا أبو البراء ,وامدك بالقوة والعزيمة والعلم والمعرفة لتكون عوناًُ ووسيلة شفاء لمن احتاج من امة محمد عليه افضل الصلاة

أبو البراء 04-07-2005 09:11 PM

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( فاتح ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد 04-07-2005 10:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء
للرفع وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 000

وفقك الله في الدتيا والآخرة ورفع قدرك وأعلى شأنك ...

أبو البراء 04-07-2005 10:34 PM

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( معالج متمرس ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

marouane 11-07-2005 10:28 AM

ر سا لة مستعجلة
 
سلا م عليكم ا خي الفا ضل
انا اخ ا عالج حالة اقتران مند شهر ين و الما ر د و ضع شر ط لكي يخر ج لا بد لهده الاخت ان لا تتزوج لانه د خل فيها بسبب العشق فمادا افعل افا د كم الله من علمه


مروان

أبو البراء 12-07-2005 08:44 AM

الأخ الحبيب ( مروان ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لقد تعرضت لهذه المسألة بالتفصيل في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) ذكرت فيه الآتي :

( عدم الانصياع لأية أوامر أو إرشادات تمليها تلك الأرواح الخبيثة ، وقد تكون تلك الأوامر على النحو التالي :

أ )- أوامر كفرية شركية ، مقابل مفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ومنها :

1- الذبح لغير الله سبحانه ، كالذبح للجن ، أو الذبح للساحر ونحوه 0

2- تعليق بعض التمائم الكفرية 0

3- السفر لأضرحة بعض الأولياء والصالحين بزعمهم 0

يقول الأخ أبو أسامة محي الدين : ( بعض الناس يحاولون استرضاء الجن واستمالتهم وذلك بتنفيذ كل ما يطلبون ، زعما أنهم سيخرجون من المريض ، كأن يذبحوا للجني أو يسجدوا له ، أو يطوفوا بشجرة معينة ، أو يعلقوا تميمة معينة ، أو لبسا معينا ، وهذا كله من الحرام والشرك والكفر المنهي عن التداوي بمثله ، وهو خطأ كبير يقـع فيه أهل المريض المصروع وبعض المعالِجين ، لأن الله لم يجعل الشفاء في شيء حرمه ، ولا يجوز التداوي بالمحرمات حسب اتفاق معظم العلماء ) ( عالم الجن والشياطين من القرآن الكريم وسنة خاتم المرسلين - ص 170 ) 0

قلت : إن المؤمن الحق يعتقد اعتقادا راسخا بأن طريق الخلاص والنجاة لعلاج الأمراض الروحية يكمن في العودة الصادقة للمنهل الحقيقي العذب والمتمثل في الكتاب والسنة والتمسك بهما والعض عليهما بالنواجد ، أما استرضاء الجن والشياطين بذبح أو تعليق تمائم كفرية أو زيارة أضرحة الأولياء والصالحين بزعمهم ونحو ذلك من أمور مناقضة للعقيدة ، كل ذلك يعتبر من نواقض الإيمان التي تدخل صاحبها بالكفر والشرك والخروج من هذا الدين بالكلية 0

إن العودة الصادقة ، والتبعية الحقة ، والمحبة الراسخة تؤكد على المؤمن اتباع الحق والتمشي بطريقة أهل السنة والجماعة ( منهج السلف الصالح ) وهذا ما يؤدي بالتأكيد إلى الفلاح والنجاح في الدارين الدنيا والآخرة 0

ب)- أوامر من المعاصي والمخالفات الشرعية لمفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ، ومنها :

1- اقتراف بعض المنهيات التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فعلها ، كقتل الضفدع أو الهدهد أو قطع شجر السدر ونحوه 0

2- الطلب من المريضة التبرج والتزين والتعطر ، والخروج سافرة أمام الرجال والنساء 0

3- الطلب من المريضة التراقص والتمايل على أنغام مزامير الشيطان 0

ج )- أمور مباحة مقابل مفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ، ومنها :

1- طلب مال ونحوه 0

2- طلب بعض الأمور العينية كعباءة أو حذاء ونحوه 0

فواجب المعالِج التنبه لهذه الأمور وعدم الانصياع لأية أوامر سواء خالفت أو لم تخالف الشريعة دون السماح لتلك الأرواح الخبيثة في الحديث أو الخوض في هذا الموضوع ، ولا بد للمعالِج أن يضع نصب عينية أن الجني الصارع هو ظالم مستبد قد تسبب في إيذاء وصرع المريض ، ولا بد أن يخرج دون قيد أو شرط ) 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( مروان ) سائلاً المولى عز وجل أن يوفقكم ويبارك في عملكم ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم 12-07-2005 01:42 PM

بارك الله فيكم أخي وشيخي الحبيب في الله ( أبو البراء )

أبو البراء 14-07-2005 11:32 AM

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ( اسماعيل مرسي ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

بشار نعمة 12-07-2006 10:31 AM

شكرا على الموضوع

أبو البراء 12-07-2006 06:05 PM


بارك الله فيكم أخي الحبيب ( بشار نعمه ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


الساعة الآن 10:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com