![]() |
وهذه الآية الكريمة من سورة التوبة وهي آخر سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، في آخر حياته، فتأمل كيف ختم الله كتابه بهذه الكريمة، وكيف أخبر أنه تاب على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، أفلا تحب أن تكون معهم !! وألست تود أن تكون قريبا من ربك معهم !! إذن فبادر إلى التوبة من كل ذنب صغير أو كبير سراً وعلانية تكن حينئذ ممن قال الله فيهم: ** إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ** ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى متاباً**
|
وأيضاًَ فإن من علامة صدق التوبة وتوفيقك فيها، أن تبتعد ليس عن المعاصي فقط، بل وتبتعد أيضاً عن أسباب المعاصي، وعن الوسائل التي توقع فيها، فلا بد لك من ترك الذنب وترك السبب الذي يؤدى إليه، وهذه علامة التائب الموفق الذي يستعلي بإيمانه، ويرتفع بكرامته أن يكون عبداً لهوه أو عبداً للشيطان، فإذا دعته نفسه مثلاً إلى نظرة حرام تذكر قول الله تعالى : ** وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى **، فكن على حذر من الذنب ومن أسبابه التي تدعو إليه .
|
وأما عن الخشوع، فهذا أمر جليل القدر أيضاً، وهو أمر عظيم إذا حصلته نفعك حتى في توبتك والمحافظة عليها، وحقيقة الخشوع هي أن تستحضر في نفسك عظمة الله وجلالته وهيبته، وأن الله مطلع عليك عالم بسرك وجهرك، فحينئذ يخشع قلبك ولو كنت خارج الصلاة ولو كانت في عملك أو في بيتك، بل ولو كانت في صحبة رفقائك وأصدقائك، وهذا أيضاً يتطلب منك دوام محاولة استحضار علم الله بك وأنه يراك ويطلع عليك وعلى سرك وخفايا نفسك، وهو بعينه مقام الإحسان، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
|
الساعة الآن 07:09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com