منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ( && الوسوسة .. أسبابها .. وعلاجها .. && ) !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=16669)

أبو عبد الرحمن اليوسف 10-12-2007 07:42 PM

ومن الأدلة الوارد في بيان أن الإنس لهم التأثير البالغ في إغواء بعضهم البعض ، قـوله سبحانه في سـورة الناس : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )
ففي هذه بيان للذي يوسوس ،وأنهما نوعان : إنس وجنٌّ . فالجني يوسوس في صدر الإنسي ،والإنسي -أيضاً- يوسوس إلى الإنسي، فالموسوس نوعان : إنس وجن ،والموسوس إليه نوع واحد وهو الإنس ،وقد قدمنا أن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب ، وهذا يشترك بين الجنِّ والإنس (1).

وجاء في تفسير عبد الرزاق الصنعاني-رحمه الله-(3/410)عن قتادة في قـوله تعـالى : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) قـال: (إنَّ من الناس شياطين، ومن الجن شياطين فنعوذ بالله من شياطين الإنس والجن ) .

فبين قتادة أنَّ المعنى : الاستعاذة من شياطين الإنس والجن .
وروى ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى : (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) قال : (الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من الجن والإنس ، وكان يقال : شيطان الإنس أشدُّ على الناس من شيطان الجن ، شيطان الجن يوسوس ولا تراه ، وهذا يعاينك معاينة )(2).

فإذا اتضح ما تقدم تقريره ، فاعلم : أن شياطين الإنس هم جماعة من الناس محسوسة ، نعيش ونتعامل معهم ، وصفاتهم الـخَلْقية كصفاتنا ،ولكن ممارستهم للإفساد بين البشرية ،وقيامهم بالدور الذي تقوم به شياطين الجن ، هو الأمر الذي يميزهم عن بقية الناس ، إنهم يقومون بهذا الدور في السر والعلانية ،ولذلك كان خطرهم أكبر على البشرية من شياطين الجن ،كما قال مالك بن دينار : (إن شيطان الإنس أشد عليَّ من شيطان الجن ، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي ).

وكما قـال ابن زيد : (شيطان الإنس أشدُّ على الناس من شيطان الجـن ، شيطـان الجن يوسـوس ولا تراه ، وهذا يعاينك معاينة ) .

فهذه الكــلامات الصـادقة الكاشفة من هؤلاء الأئمة الأعلام-رحمهم الله-تيبن حقيقة شياطين الإنس ، وأنهم من تميز بالفساد والدعوة إلى الرذيلة والأخلاق المذمومة ..

وهذا الصنف من الناس : تراهم في واقع وجودهم لا همَّ لهم إلا حبّ الشهوات وإلقاء الشبهات في قلوب العباد ..

ومن صفاتهم : حبُّ الزعامة والشهرة الكاذبة ..والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف .. والتسلط على العباد تعذيباً وقهراً وإذلالاً ..

وشياطين الإنس : هم عبيد الشهوة والهوى ، الذين ابتكروا أساليب الغواية ..وتفننوا في إضلال العباد بكلِّ ما يملكون من مال وجهد ؛ فنعوذ بالله منهم -كمْ أوقعوا بوسائل إعلامهم وكتاباتهم من أُناس كانوا على جادة الصواب والأخلاق السوية .. والله المستعان .

وشياطين الإنس : هم ألئك المترفون الذين امتلأت جيوبهم وبطونهم من الحرام على حساب جَوْعة المساكين من رِعاع الشعب،ثم قاموا بتسخير تلك الأموال في خدمة ما توحيه إليهم شياطينهم ،فابتكروا كلَّ وسيلة وأداة رضيتها شياطينهم لإفساد الناس .
فهذا الجمْعُ الظالم لنفسه ولغيره : هم بؤرة الشيطان ،وسعادته التي يفرح بها في عالم ألاعيبه ،وأساليب غوايته ..

فكل فساد نراه في الأرض اليوم هو من إيحاء شياطين الجن والإنس : ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) 3) .

والبشرى لهؤلاء الظالمين إن لم يتوبوا : إنَّ عذاب الله عزَّ وجلًّ حاصلٌ لكم ، وهو آت وقريب ..

قال سبحانه : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً)سورة النساء،الآية:119-120 .

ويقول تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )سورة المجادلة،الآية:19.

وقال عزَّ وجلَّ: (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً) سورة مريم،الآية:68 .








__________
1-انظر:بدائع الفوائد،لاين القيم(2/808)وآكام المرجان،للقاضي الشبلي(ص195)ومجموع الفتاوى،لابن تيمية(17/512-513).
2-أخرجه ابن جرير في التفسير(12/753) .
3-انظر:عالم الجن،لعبد الكريم عبيدات(560-569) .

أبو البراء 11-12-2007 02:11 AM

:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( عبدالرحمن اليوسف ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو عبد الرحمن اليوسف 15-12-2007 09:26 PM

ومن وسائل دفع شياطين الإنس ،والاحتراز منهم :

1- التباعد عنهم ،وعدم الاجتماع بهم والأُنس بهم ، فإنَّ شيطان الإنس إنما يغوي إذا لاذ به الإنسان وصاحبه حتى صار من إخوانه ، كما ورد في الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لاتصحبْ إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ ) حديث حسن.
2- الاستعاذة بالله تعالى منه ؛ فإنه إذا أغواه ،وزين له معصية ربه ،فاستعاذ بالله منه ، عصمه الله عزَّ وجلَّ من تأثير وسوسته في قلبه ،وسلَّمه منه بحوله وقوته ، فإنَّ الله تقدس اسمه:سميع باستعاذة عبده ، عليم بإغواء شيطانه(1).

كيفية وسوسة الشياطين والجن :
الشيطان له استطاعة -بإذن الله تعالى- في الوصول إلى فكر الإنسان وقلبه بكيفية غير معلومة لنا معاشر بني آدم،وهذا الوصول ما يسمى بالوسوسة .

__________
1-انظر: مصائب الإنسان من مكائد الشيطان(ص19-20)وزاد المعاد(3/161)وإغاثة اللهفان(1/96).

أبو عبد الرحمن اليوسف 15-12-2007 09:27 PM

وهي قسمان : القسم الأول :

من داخل الجسد ،ومحـلها صـدور الناس ،كما قـال سبحانه :  الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ  .

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (قوله تعالى: الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ صفةٌ ثالثة للشيطان ،فذكر وسوسته أولاً، ثم ذكر محلها ثانياً، وأنها في صدور الناس ، وقد جعل الله للشيطان دخولاً في جوف العبد، ونفوذاً إلى قلبه وصدره،فهو يجري منه مجرى الدم ،وقد وُكِلَ بالعبد فلا يفارقه إلى الممات ) .

ويقول في موضع آخر: (وتأمل السر في قوله تعالى: يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِولم يقل في قلوبهم،والصدر هو ساحة القلب وبيته ، فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر ثم تَلِجُ في القلب،فهو بمنـزلة الدِّهْليز له، ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر ، ثم تتفرق على الجنود،ومن فـهم هـذا فهم قوله تعالى: وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ سورة آل عمران،الآية: 154 .
فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته، فيُلقي ما يريد إلقاءه في القلب ،فهو موسوس في الصدر ووسوسته واصلة إلى القلب ،ولهذا قال تعالى :  فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ  سورة طـه،الآية:120.


ولم يقل فيه ،لأن المعنى : أنه ألقى إليه ذلك وأوصله إليه فدخل في قلبه )(1).
وقال القاضي أبو يعلى-رحمه الله- (الوسواس يحتمل أن يكون كلاماً خفياً يدركه القلب،ويمكن أن يكون هو الذي يقع عند الفكر،ويكون منه مس ودخول في أجزاء الجسد ..) .

ويجيب الإمام ابن عقيل-رحمه الله-عن كيفية الوسوسة ،فيقول:
( فإنْ قال لك قائل:كيف الوسوسة من إبليس،وكيف وصوله إلى القلب ؟ قل : هو كلام على ما قيل تميل إليه النفوس والطبع .وقد قيل : يدخل في جسد ابن آدم لأنه جسم لطيف ويوسوس ،وهو أنه يحدث النفس بالأفكار الرديئة )(2).



__________
1-بدائع الفوائد(2/793و802-803) .
2-انظر:آكام المرجان(193-194)ولقط المرجان(127-128).

أبو عبد الرحمن اليوسف 15-12-2007 09:29 PM

ومن الأدلة على ذلك :

ما جاء في الصحيحين من حديث الزهري عن علي بن حسين عن صفيـة بنت حيي-رضي الله عنها- قالت: كان رسـول الله صلى الله عليه وسلم معتكـفاً ، فأتيتـه أزوره ليـلاً، فحــدثته ، ثم قُـمتُ فانقلبتُ ، فقام معي ليقلِبَني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمرَّ رجلان من الأنصار، فلمَّا رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( على رسلكما إنها صفية بنت حيي ) فقالا: سبحان الله يا رسول الله ! فقال : (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ،وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءاً ) .

وفي الصحيحين- أيضاً- عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نُودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُرَاطٌ ،فإذا قُضِيَ أقبل، فإذا ثُوِّب بها أَدْبَر ،فإذا قُضِيَ أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه ،فيقول: اذكرْ كذا اذكر كذا ،حتى لا يدري أثلاثاً صلى أم أربعاً، فإذا لم يَدرِ أثلاثاً صلى أم أربعاً سجد سجدتي السهو ) .

ومن الآثار الواردة عن السلف:ما قاله ابن عباس-رضي الله عنهما- : (قال الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس ،وإذا ذكر الله خنس ) .

وقال مجاهد-رحمه الله -في قوله تعالى:  الوسواس الخناس  قال: الشيطان يكون على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خَنَسَ ) .

أبو عبد الرحمن اليوسف 15-12-2007 09:30 PM

وعن قتادة-رحمه الله-في قوله تعالى : مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (يعني: الشيطان يوسوس في صدر ابن آدم ،ويخنس إذا ذكر الله)(1).

فالخناس : فعَّالٌ من خَنَس يَخْنِسُ : إذا توارى واختفى.وأصل الخنوس : الرجوع إلى الوراء .
يقول ابن القيم : (العبد إذا غفل عن ذكر الله جَثَم على قلبه الشيطان وانبسط عليه، وبذر فيه أنواع الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها ، فإذا ذكر العبد ربه، واستعاذ به انخنس وانقبض كما ينخنس الشيء ليتوارى ،وذلك الانخناس والانقباض هو- أيضاً-تجمُّعٌ ورجوعٌ وتأخـرٌ عن القلب إلى خارج، فهو تأخرٌ ورجوعٌ معه اختفاء … وجيء من هذا الفعل بوزن فعَّال الذي للمبالغة دون الخانِس والمُنْخَنِس إيذاناً بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله، وأنَّ ذلك دأبه ودَيْدَنُهُ، لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحياناً ،بل إذا ذكر الله هرب وانخنس وتأخر ، فإنَّ ذكر الله هو مِقْمَعَتُه التي يُقمع بهـا كما يُقمع المفسـد والشرير بالمقامع التي تردعه؛ من سياط وحديد وعصي ونحوها .

فذكر الله يَقمع الشيطان ،ويؤلمه ويؤذيه ،كالسِّياط والمقامع التي تُؤذي من يُضرب بها ،ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلاً ضئيلاً مُضنىً مما يعذبه المؤمن ويقمعه به من ذكر الله وطاعته ..
فمن لم يعذبْ شيطانَه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته، عذَّبه شيطانُه في الآخرة بعذاب النار ،فلا بدَّ لكلِّ أحدٍ أن يُعَذِّبَ شيطانَه أو يُعذِّبُه شيطانُه )(2).




__________
1-انظر: تفسير الطبري(12/752-753)والبغوي(4/548)وفتح الباري(8/614)والدر المنثور،للسيوطي(6/722).

2-بدائع الفوائد (2/791-793) .

أبو البراء 16-12-2007 05:18 AM

:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( عبدالرحمن اليوسف ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو عبد الرحمن اليوسف 17-12-2007 08:25 PM

حفظك المولى أخي الحبيب ( أباالبراء ) وجعلك سبحانه موفقاً ومسددا في الدنيا والآخرة ...

محبك / أبوعبدالرحمن ..

أبو البراء 17-12-2007 09:17 PM

:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( أبو عبدالرحمن اليوسف ) ، ولكم بمثل دعائكم ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو عبد الرحمن اليوسف 31-12-2007 10:38 PM

وما تَقَدمَ ذِكْرهُ : هو في وسوسة إبليس وجنده ، أمَّا المُصاب بنوع مسٍّ من الجنِّ ؛ فكذلك له تسلط على الإنسي بالوسوسة. وطرائقُها كالشيطان القرين ، وقد يزيد على ذلك بإسماع الإنسي أصوات حديث من صدر الممسوس ،أو بطنه،أو غير ذلك .. وترى المبتلى بالمسِّ متكلماً مع نفسه في كثير من الأوقات خاصة في خلواته .
وهذا الكلام حقيقته : حوار يكون بينه وبين الجان الماسِّ له،نعوذ بالله من فتن الشيطان ،والجن وإغوائهم ، وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل .


الساعة الآن 01:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com