المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟


( أم عبد الرحمن )
01-12-2006, 05:06 AM
السؤال : هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟ وما هو علاجه في الشرع ؟ علماً بأن الطب الحديث يعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط .
فأجاب الشيخ بن عثيمين :

لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية : بالهم للمستقبل والحزن على الماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية ، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية - أي : الرقية – أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف .

ومن أدويتها : الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : " أنه ما من مؤمن يصيبه همٌّ أو غمٌّ أو حزن فيقول : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي : إلا فرَّج الله عنه " ، فهذا من الأدوية الشرعية .

وكذلك أيضاً أن يقول الإنسان " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .

ومن أراد مزيداً من ذلك : فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كـ " الوابل الصيِّب " لابن القيم ، و " الكلِم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و " الأذكار " للنووي ، و " زاد المعاد " لابن القيم .

لكن لمَّا ضعف الإيمان : ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية ، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية ، أو لما كان الإيمان قويّاً : كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماماً ، بل إن تأثيرها أسرع من الأدوية الحسية ، ولا تخفى علينا جميعاً قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريَّة فنـزل على قوم من العرب ، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا بهم لم يضيفوهم ، فشاء الله – عز وجل – أن لُدغ سيدهم لدغة حية ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقياً ، فقال الصحابة لهم : لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم ، فقالوا : لا بأس ، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لُدغ ، فقرأ سورة الفاتحة فقط ، فقام هذا اللديغ كأنما نشط عن عقال .

وهكذا أثَّرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب مملوء إيماناً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه : " وما يدريك أنها رقية ؟ " .

لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان ، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة ، وابتلوا فيها في الواقع .

ولكن في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأقوالهم يزعمون أنهم قراء بررة ، ولكنهم أكلة مال بالباطل ، والناس بين طرفي نقيض : منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثراً إطلاقاً ، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءات الكاذبة الخادعة ، ومنهم الوسط .

" فتاوى إسلامية " ( 4 / 465 ، 466 ) .

الحالم2006
01-12-2006, 05:34 PM
جزاك الله خير ،

5640 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا » . تحفة 16477

(((5641 - حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ » . تحفة 4165 ، 14230 - 149/7 )) ( صحيح البخاري)

( أم عبد الرحمن )
22-01-2007, 07:27 PM
أشكرك أخى الفاضل ( الحالم 2006 ) على الزيادة ... نفعنا الله واياكم بما علمنا ...
وجزاكم الله خيرا

فاديا
14-04-2008, 08:56 PM
لا حرمك الله الاجر والثواب اختي الفاضلة
اللهم قوّي الايمان في قلوبنا

هشام حسن
21-04-2008, 09:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيب الله وحبيبنا
وبعد جزاكم الله خيرا على مقالكم الرائع المفيد

إسلامية
21-04-2008, 09:15 PM
جزاك الله خيرا أخيتي أم عبدالرحمن

سهر
23-04-2008, 06:03 AM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

عبق الريحان
22-05-2008, 07:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

( أم عبد الرحمن )
04-10-2008, 10:35 PM
جزاكم الله خيرا

منارة الهدى
13-10-2008, 03:06 AM
بارك الله فيك

( أم عبد الرحمن )
15-10-2008, 09:21 AM
وفيكم بارك المولى وجزاكم الله خيرا

القصواء
02-11-2008, 06:52 PM
جزاك الله خيرا أختي أم عبدالرحمن ..

مواضيعك دائما قيمة ورائعة

وقد وجدت هذا الموضوع يتطرق الى نفس موضوعكم


هل يوجد إنسان مسلم يعاني من مرض نفسي؟ وهل يمكن القول: إن المرضى النفسيين ضعاف الإيمان؟.



الجواب
أخي السائل الكريم: أتمنى أن تكون بخير وصحة وعافية، وأما بخصوص سؤالك فالإجابة عليه كالتالي:
المرض النفسي مثله مثل المرض العضوي، له أسباب وأعراض، وكذلك له علاجات، والمرض النفسي يمكن أن يصيب أي إنسان، بغض النظر عن ديانته أو عرقه، ولا يمكن أن نصف الإنسان المصاب بالمرض النفسي بأنه ضعيف الإيمان، هناك دراسات أثبتت أن الأشخاص الذين لديهم إيمان قوي بالله، أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، ولكن هذا لا يعني أن من أصابه مرض نفسي ضعيف الإيمان، فالشريحة التي تزور العيادات النفسية كبيرة، ومن ضمنهم يأتينا مشايخ وطلبة علم، وأئمة مساجد، ولديهم بعض الاعتلالات النفسية، فهل يعني ذلك أنهم ضعاف الإيمان، ولكن الله ابتلاهم بهذا الداء أو ذاك ليرى صبرهم واحتسابهم، كما لو أصابهم داء السكري، أو ضغط الدم، أو غيرها من الأمراض العضوية، لكن كذلك أوافقك من جهة أخرى أن من يقل الإيمان عندهم نجد أن الشيطان يتخبطهم من هنا وهناك، وبالتالي لو كان عندهم قابلية للإصابة بالمرض النفسي قد تظهر عليهم الأعراض مبكراً من غيرهم.
والأمراض النفسية كثيرة جداً، وأنواعها متفرقة، جزء منها أثبتت الدراسات أن لديها جينات محددة، وتنتقل عن طريقة الوراثة، فهذه الأمراض ليس لها ارتباط بالإيمان، ولكن تنتقل عن طريق وجود تاريخ عائلي لهذا المرض أو غيره.
نحن في الطب النفسي لا نغفل الجانب الإيماني، بل إن الطبعة الأخيرة من أحد كتب الطب النفسي الغربي غيرت طريقة العلاج في الطب النفسي من علاج دوائي نفسي اجتماعي، إلى دوائي نفسي اجتماعي روحي.
فالغرب رغم بعدهم عن الجانب الروحي الذي يعيشه الإنسان المسلم الحق، ومع ذلك هم يعترفون به كعامل مهم في نجاح العملية العلاجية، فعندما نصف للمريض العلاج الدوائي، ونحوِّله إلى الأخصائي النفسي أو الاجتماعي إذا احتاج لا نغفل جانب تذكيره بالله، وربطه بالأدعية والأذكار، والطاعات، على حسب جهده وطاقته، لكن هذا الأمر لا يكون في كل الحالات، ولا في أي وقت من العلاج، بل نتحين الوقت المناسب لزرع هذه الإيمانيات في قلب المريض.
ويجب أن تعرف -يا أخي السائل- أن الأمراض النفسية نوعان وهي:
ذهانية: كالفصام والضلالات، وغيرها، وهذه الحالات يفقد المريض البصيرة بمرضه.
عصابية: كالاكتئاب، والوسواس القهري، والقلق، وغيرها، وهذه الحالات يكون المريض مستبصراً بحالته، ويمكن تطبيق العلاج الروحي معه.
آمل يا – أخي الكريم – أن تكون خرجت بفائدة من هذه الإجابة، وإذا أردت المزيد، أو طرأ عليك استفسار فلا تتردد بالتواصل معنا. حفظك الله ورعاك.

د. تركي بن حمود البطي (http://www.islamtoday.net/questions/expert_questions_IstasharatD.cfm?id=476)
طبيب نفسي.

أسامي عابرة
08-11-2008, 07:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخيتي الحبيبة أم عبد الرحمن


شكر الله لك هذا النقل المبارك الطيب نفع الله به وأثابك الأجر



وفقك الله وسدد خطاك لما يحب ويرضى







تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضا والقبول من الله عز وجل

في أمان الله ورعايته

( أم عبد الرحمن )
25-04-2009, 01:08 PM
بارك الله فيكم أخواتى الفاضلات
وأشكرك أختى القصواء على الاضافه التى أثرت الموضوع
جزاكم ربى خير وجمعنى بكم فى أعالى الجنان