المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريق الشيطان في الغواية والإغواء !!!


أبو البراء
31-10-2004, 12:39 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

إن من أوسع ميادين الشيطان وأنجحها تزيين الهوى والمعاصي ، وذلك بتحسين الأشياء وإظهارها بمظهر حسن ، ويكون ذلك بالدعوة للإغراء وتحسين القبائح تضليلا وصدا عن سبيل الله 0

والشيطان يركز على خداع النفوس بالوسوسة إليها للاستزادة من المعاصي ، وإظهارها بمظهر الشيء الجميل المحبب إلى النفس ، ومركبه إلى هذه الغاية وسلاحه في هذه المعركة هوى النفس 0

والهوى : هو مراعاة رغبة النفس لما تحب مع الميل إلى ذلك بما لا ينبغي ، ولذلك غلب على الهوى صفة الذم 0 ( الفروق في اللغة – بتصرف – 117 ) 0

والهوى هو الدافع القوي لكل طغيان وكل تجاوز وكل معصية ، وهو أساس البلوى وينبوع الشر ، وقل أن يؤتى الإنسان إلا من قبل الهوى ، فالجهل سهل علاجه ، ولكن الهوى هو آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل 0

واتباع الهوى هو ترك الحرية للنفس تفعل ما تشاء دون الشعور برقابة أحد ، ودون مراعاة خلق أو فضيلة أو مصلحة أحد من الناس ، لأن عابد هواه قد زين له الشيطان فعل كل شيء وأوحى إليه أن كل تصرف يقوم به إنما هو تصرف سليم 0 فمتبع الهوى إنسان استعبده الشيطان وركبه لأنه اتبع هواه وانساق مع رغبات نفسه وشهوتها ، إذ أن الشيطان لا يأتي للنفس إلا عن طريق الشهوات يؤجج نارها في نفوس الناس ويحسنها لهم ، ويظهرها بمظهر الكسب العظيم الذي لا ينبغي تفويته 0

والهوى ما تنساق إليه النفس وتهواه استحسانا له ، من اعتقاد أو عمل بدافع من ظن كاذب ، ورغبة في متعة زائلة ، وهو مفتاح المعاصي الذي يدخل منه الشيطان إلى قلب ابن آدم 0

والشيطان لا يتصرف إلا بواسطة الشهوة ، فمن أعانه على شهوته حتى صارت لا تنبسط إلا حيث ينبغي ، وإلى الحد الذي ينبغي فإن شهوته تدعو إلى الشر ، فالشيطان المتدرع بها لا يأمر بالخير ، ومهما غلب على القلب ذكر الدنيا بمقتضيات الهوى وجد الشيطان مجالا فوسوس ، ومهما انصرف القلب إلى ذكر الله تعالى ارتحل الشيطان وضاق مجاله 0

وهكذا يركب الشيطان الهوى ويسير بصاحبه إلى طريق يصعب الرجوع منها ، لأنه كلما أوغل في اتباع الهوى كلما ازداد عشقه وافتتانه به ، ومحاسبة النفس على اتباع الهوى أو تركه هو موضع المحنة والابتلاء 0

قال ابن القيم : ( والنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا ، والرب يدعو العبد إلى خوفه ونهي النفس عن الهوى ، والقلب بين الداعيين يميل إلى هذا الداعي مرة وإلى هذا مرة ، وهذا موضع المحنة والابتلاء ) ( مختصر إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان - 74 ) 0

والشيطان يعلن عداءه السافر للجنس البشري ، ويتعهد بإغواء ذرية آدم بكل وسيلة ، فهو إصرار على الفتنة والإفساد ، مبعثه الحقد والحسد والكراهية لهذا الجنس ، حيث لا يجد وسيلة للانتصار من هذا المخلوق الذي طرد بسببه عن رحمة الله ، إلا أن يستدرج ذريته إلى المصير الذي آل إليه ، والسبيل لذلك القعود لهم بكل طريق يقربهم إلى الله وإتيانهم من جميع وجوه الحق والباطل ليصدهم عن سبيله ، فيحسن لهم الباطل ، ينهاهم عما أمرهم الله به ، للحيلولة بينهم وبين الإيمان والطاعة 0

والشيطان هو أساس كل بلاء ومعصية ، فهو الذي يزين للأفراد ما تهفو إليه نفوسهم ، من تطلع للجاه وإيثار للاستبداد ، وميل للطغيان والفساد ، فهو الذي يغري بالعداوة والبغضاء بين الناس ، فيفرق بين الأخ وأخيه ، وبين الزوج وزوجه ، وبين طوائف الأمة وجماعاتها 0

والشيطان يركز ويوجه سلاحه ويتقصد به الأسرة والبيت المسلم ، ويعلم يقينا أن تدمير هذه البيوت وتمزيقها يؤدي إلى هدم المجتمعات الإسلامية ، ومن هنا تتضح أهمية المحافظة على سلامة البيوت الإسلامية وصونها من كل ما هو مخالف لشرع الله سبحانه ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الشيطان يبيت ويطعم في البيوت الخاوية من ذكر الله ، البعيدة عن شرعه ومنهجه ، كما ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا ، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال : أدركتم المبيت
والعشاء ) ( صحيح الجامع 519 ) 0

قال النووي : ( معناه قال الشيطان لاخوانه وأعوانه ورفقته 0 وفي الحديث استحباب ذكر الله تعالى عند دخول البيت ، وعند الطعام ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 661 ) 0

سائلاً المولى عز وجل أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان ، وأستحلفكم بالله العظيم أن لا تنسوا أخوانكم المجاهدين من الدعاء في كل مكان وبخاصة الفلوجة الصامدة فقد عقد لواء الكفر بخيله ورجله وركبه لاقتحامها ، فأسأل الله الذي لا يغفل ولا ينام في هذه الساعة الفضيلة أن يكتب لهم النصر وأن يلهم أهلها الصبر والأجر والشهادة مقبلين غير مدبرين ، وأن يدمر المنبطحين المتفرجين الطاحكين على انتهاك أعراض روممتلكات الأمة الإسلامية 000 اللهم آمين يا رب العالمين 000 مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

مسك الختام
11-04-2006, 05:01 AM
شيخي الفاضل : أبو البراء ...

طرح قيم
بارك الله فيك ، وجزاك الله خير الجزاء ...
وأجزل لك الأجر والمثوبة والعطاء ...

لقاء
24-05-2009, 01:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل أبو البراء

طرح مميز ...وموضوع قيم ...

زادكم الله من فضله ونفع بكم الإسلام والمسلمين

اللهم آمين