فاديا
18-11-2006, 08:27 AM
عنوان غريب.... لموضوع غريب...!!
ليس غريبا عنا تماما ...
ولكن الغريب ان يتجرأ أحدنا ، ويعتبره قضية تستحق الكتابة والتحليل !
ربما تعود غرابة كلماتي الى انني لا اكتب الان اليكم بقلمي الذي اعتدت ان اكتب به دائما...
ولكن بقلم جديد... لم اعتد عليه بعد..
لانه وببساطة...... قامت احداهن بسرقة قلمي..... أو عفوا..
بـ ( لطش قلمي ) كما يحب البعض ان يستبدل كلمة السرقة...لتخفيف وقعها
والدلالة على ان المسروق ليس ذا قيمة او اهمية...!
ولكنها سرقة ، والسرقة سرقة ، وليس لها معاني أخرى...
إن السرقة آفة من الآفات التي تعرِّض أمن الأفراد والمجتمعات للخطر، ولهذا جاءت أدلة الشرع تحذر المسلم من السرقة و تزجر من تسول له نفسه سرقة أموال الآخرين ومن ذلك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ البيعة على من أراد الدخول في الإسلام على أمور عظيمة منها تجنب العدوان على أموال الناس بالسرقة:
" بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ولا تزنوا ..." الحديث (روه البخاري ومسلم).
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن المؤمن الصادق القوي في إيمانه لا يجرؤ على السرقة:
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن..." (رواه البخاري ومسلم).
ومن هذه الزواجر ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده".
أي يسرق البيضة أولاً فيعتاد حتى يسرق ما قيمته ربع دينار فأكثر فتقطع يده إذا انكشف أمره، ورفع إلى حكم الإسلام.
فانظر كيف يرهب الإسلام من السرقة لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يلعن السارق؟!.
أمقت أنا كثيرا فكرة هذه السرقات التي يصفها البعض بأنها ( لا تذكر ) ،
ويتقبلها أكثرنا باستسلام وسهولة....!!
مثل سرقة أحذية المصلين من المساجد......!
وسرقة علب التوابل والمناديل من المطاعم !!!!
وسرقة الاقلام.....
يتقدم منك أحدهم بكل تهذيب ويرسم ابتسامة لطيفة على محياه !
ليعتذر منك طالبا ان تعيره قلمك لاستعماله...
ثم ينسى هذه الكياسة وهذا الادب... عندما ( يطنش ) ويسرق القلم....
ونحن لا نستطيع ان ندعي حسن النية عند كل من يسرق قلما... فالعلم عند الله.
ولكن على الاقل ينبغي بمن نسي قلم احدهم معه... ان يعيده الى المكان الذي اخذه منه حتى يخلي ساحته امام خالقه.... ولعل صاحبه يسأل عنه هناك. ؟
وانا اتحدث عن جماعة معينة ...
عن ذاك .. الذي يستعير قلما ، ثم يضعه في جيبه بكل ثقة وكأنه أصبح من ممتلكاته !!
كنت بإحدى السفارات قبل أيام لتجديد جواز سفري .. فتقدمت مني احداهن بكل أدب لتطلب قلمي....
وهممت بالاعتذار لها.... بعد خلاصة تجاربي مع ( الاقلام والناس )!
ولان هذا القلم الذي احمله الآن يرافقني منذ أكثر من عشرة سنوات ، فالعلاقة بيني وبينه
مثل علاقة نظارتي بأنفي !!
ثم وجدت يدي تمتد الى حقيبتي وهي ترتجف ! فخفت ان أتهم بالعجز عن مساعدة الآخرين..
و تذكرت الاية الكريمة.
" ويمنعون الماعون"
ولكنني لم اخجل من أن أقدم لها محاضرة مفادها... انني اعتدت على هذا القلم ولا اتصور أن أكتب بغيره... وخلاصة محاضرتي :
" مع رجائي الحار إعادة القلم "
ورغم هذه المحاضرة وهذا الرجاء.... لم تتوانى اختنا الكريمة عن ( سرقة القلم ) !!!!
يا ناس !!!
كيف تأتون الى هذه الاماكن دون ان تحملوا معكم اقلاما ؟
ألا تعرفون كم عدد الاوراق التي تحتاج الى تعبئة !!
ثم كيف لا تهتمون بإعادة القلم المستعار الى صاحبه ؟
ألا تعلمون صعوبة شراء قلم في هذه الاماكن !!
حاولت الاشارة اليها .... فلم تكترث !
اشتد غيظي وحاولت اللحاق بها !! ولكنها ركبت سيارتها وانطلقت بها ، يبدو انها كانت على عجلة ....
ومع شدة غيظي الا ان خاطرا طاف بذهني جعلني .... ابتسم !
حسنا... ها هو رقم سيارتها ، ولكن ماذا يمكنني أن أفعل به ؟
هل أقدم بلاغاً بسرقة قلمي ؟؟ وهل يحاسب القانون على سرقة قلم ؟؟
ثم حلق خيالي بعيدا !!
تصورت نفسي أكتب في الجرائد اعلانا : " مجهولة تسرق قلمي ، وتنطلق به " !
تصورت بعض الناس يضربون كفا بكف وهم يقرأون هذا الاعلان ويقولون : "جُنَّت الكاتبة"
ثم تصورت مجموعة أخرى من الناس ينظرون الي وعيونهم المخضبة بالدماء والاحزان تقدح شررا ..
" لقد سرقوا منا أرضنا وبيوتنا وديارنا وعرضنا ودماءنا وابناءنا ،
وأنت هنا تكتبين ، وتتباكين على سرقة قلم ؟!"
ثم حزنت وانا اتصور حالنا جميعا....
ان البساطة والثقة التي يضع بها الشخص ( قلما ليس ملكه في جيبه )،
هي نفس البساطة والثقة التي نتقبل بها سرقة..... أقلامنا.
وكأننا ضمنيا قد وافقنا على مبدأ واسلوب السرقة....
كيف لنا أن نفهم.....
ان حق الانسان في المحافظة على قلمه.... هو نفس حقه فيما يخص بيته وسيارته..
وهو يشبه حق كل فرد باستخدام معدته الخاصة !
كيف لنا أن نفهم......
أن هذه الابتسامة وهذا الاسلوب الكيس المهذب الذي يطلب به أحدهم قلمك ليستعمله ثم لا يعيده اليك..
هو نفس الكياسة والتهذيب الذي سرقت به ديارنا وبيوتنا....
كيف لنا أن نفهم....
أن صفات التسامح والبساطة التي نتقبل بها سرقة أقلامنا...
هي نفس السهولة... وهو نفس الاستسلام الذي نتقبل به سرقة أراضينا ودماءنا...
كيف لنا أن نفهم.....
أن من يسرق قلما.... يسرق ألفا....
" ان الجبال من الحصى "
ثم......
أما آن لنا أن نفهم...؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
أننا بتجاوزنا عن أحكام الشرع الواضحة في كل أمور التعامل...
قد أطلقنا العنان لتنتشر هذه الشخصيات ( السيكوباتية ) أي ( المضادة للمجتمع)..
فمهدنا السبيل وفتحنا الابواب على مصراعيها للجريمة والمجرمين ...
ليس غريبا عنا تماما ...
ولكن الغريب ان يتجرأ أحدنا ، ويعتبره قضية تستحق الكتابة والتحليل !
ربما تعود غرابة كلماتي الى انني لا اكتب الان اليكم بقلمي الذي اعتدت ان اكتب به دائما...
ولكن بقلم جديد... لم اعتد عليه بعد..
لانه وببساطة...... قامت احداهن بسرقة قلمي..... أو عفوا..
بـ ( لطش قلمي ) كما يحب البعض ان يستبدل كلمة السرقة...لتخفيف وقعها
والدلالة على ان المسروق ليس ذا قيمة او اهمية...!
ولكنها سرقة ، والسرقة سرقة ، وليس لها معاني أخرى...
إن السرقة آفة من الآفات التي تعرِّض أمن الأفراد والمجتمعات للخطر، ولهذا جاءت أدلة الشرع تحذر المسلم من السرقة و تزجر من تسول له نفسه سرقة أموال الآخرين ومن ذلك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ البيعة على من أراد الدخول في الإسلام على أمور عظيمة منها تجنب العدوان على أموال الناس بالسرقة:
" بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ولا تزنوا ..." الحديث (روه البخاري ومسلم).
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن المؤمن الصادق القوي في إيمانه لا يجرؤ على السرقة:
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن..." (رواه البخاري ومسلم).
ومن هذه الزواجر ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده".
أي يسرق البيضة أولاً فيعتاد حتى يسرق ما قيمته ربع دينار فأكثر فتقطع يده إذا انكشف أمره، ورفع إلى حكم الإسلام.
فانظر كيف يرهب الإسلام من السرقة لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يلعن السارق؟!.
أمقت أنا كثيرا فكرة هذه السرقات التي يصفها البعض بأنها ( لا تذكر ) ،
ويتقبلها أكثرنا باستسلام وسهولة....!!
مثل سرقة أحذية المصلين من المساجد......!
وسرقة علب التوابل والمناديل من المطاعم !!!!
وسرقة الاقلام.....
يتقدم منك أحدهم بكل تهذيب ويرسم ابتسامة لطيفة على محياه !
ليعتذر منك طالبا ان تعيره قلمك لاستعماله...
ثم ينسى هذه الكياسة وهذا الادب... عندما ( يطنش ) ويسرق القلم....
ونحن لا نستطيع ان ندعي حسن النية عند كل من يسرق قلما... فالعلم عند الله.
ولكن على الاقل ينبغي بمن نسي قلم احدهم معه... ان يعيده الى المكان الذي اخذه منه حتى يخلي ساحته امام خالقه.... ولعل صاحبه يسأل عنه هناك. ؟
وانا اتحدث عن جماعة معينة ...
عن ذاك .. الذي يستعير قلما ، ثم يضعه في جيبه بكل ثقة وكأنه أصبح من ممتلكاته !!
كنت بإحدى السفارات قبل أيام لتجديد جواز سفري .. فتقدمت مني احداهن بكل أدب لتطلب قلمي....
وهممت بالاعتذار لها.... بعد خلاصة تجاربي مع ( الاقلام والناس )!
ولان هذا القلم الذي احمله الآن يرافقني منذ أكثر من عشرة سنوات ، فالعلاقة بيني وبينه
مثل علاقة نظارتي بأنفي !!
ثم وجدت يدي تمتد الى حقيبتي وهي ترتجف ! فخفت ان أتهم بالعجز عن مساعدة الآخرين..
و تذكرت الاية الكريمة.
" ويمنعون الماعون"
ولكنني لم اخجل من أن أقدم لها محاضرة مفادها... انني اعتدت على هذا القلم ولا اتصور أن أكتب بغيره... وخلاصة محاضرتي :
" مع رجائي الحار إعادة القلم "
ورغم هذه المحاضرة وهذا الرجاء.... لم تتوانى اختنا الكريمة عن ( سرقة القلم ) !!!!
يا ناس !!!
كيف تأتون الى هذه الاماكن دون ان تحملوا معكم اقلاما ؟
ألا تعرفون كم عدد الاوراق التي تحتاج الى تعبئة !!
ثم كيف لا تهتمون بإعادة القلم المستعار الى صاحبه ؟
ألا تعلمون صعوبة شراء قلم في هذه الاماكن !!
حاولت الاشارة اليها .... فلم تكترث !
اشتد غيظي وحاولت اللحاق بها !! ولكنها ركبت سيارتها وانطلقت بها ، يبدو انها كانت على عجلة ....
ومع شدة غيظي الا ان خاطرا طاف بذهني جعلني .... ابتسم !
حسنا... ها هو رقم سيارتها ، ولكن ماذا يمكنني أن أفعل به ؟
هل أقدم بلاغاً بسرقة قلمي ؟؟ وهل يحاسب القانون على سرقة قلم ؟؟
ثم حلق خيالي بعيدا !!
تصورت نفسي أكتب في الجرائد اعلانا : " مجهولة تسرق قلمي ، وتنطلق به " !
تصورت بعض الناس يضربون كفا بكف وهم يقرأون هذا الاعلان ويقولون : "جُنَّت الكاتبة"
ثم تصورت مجموعة أخرى من الناس ينظرون الي وعيونهم المخضبة بالدماء والاحزان تقدح شررا ..
" لقد سرقوا منا أرضنا وبيوتنا وديارنا وعرضنا ودماءنا وابناءنا ،
وأنت هنا تكتبين ، وتتباكين على سرقة قلم ؟!"
ثم حزنت وانا اتصور حالنا جميعا....
ان البساطة والثقة التي يضع بها الشخص ( قلما ليس ملكه في جيبه )،
هي نفس البساطة والثقة التي نتقبل بها سرقة..... أقلامنا.
وكأننا ضمنيا قد وافقنا على مبدأ واسلوب السرقة....
كيف لنا أن نفهم.....
ان حق الانسان في المحافظة على قلمه.... هو نفس حقه فيما يخص بيته وسيارته..
وهو يشبه حق كل فرد باستخدام معدته الخاصة !
كيف لنا أن نفهم......
أن هذه الابتسامة وهذا الاسلوب الكيس المهذب الذي يطلب به أحدهم قلمك ليستعمله ثم لا يعيده اليك..
هو نفس الكياسة والتهذيب الذي سرقت به ديارنا وبيوتنا....
كيف لنا أن نفهم....
أن صفات التسامح والبساطة التي نتقبل بها سرقة أقلامنا...
هي نفس السهولة... وهو نفس الاستسلام الذي نتقبل به سرقة أراضينا ودماءنا...
كيف لنا أن نفهم.....
أن من يسرق قلما.... يسرق ألفا....
" ان الجبال من الحصى "
ثم......
أما آن لنا أن نفهم...؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
أننا بتجاوزنا عن أحكام الشرع الواضحة في كل أمور التعامل...
قد أطلقنا العنان لتنتشر هذه الشخصيات ( السيكوباتية ) أي ( المضادة للمجتمع)..
فمهدنا السبيل وفتحنا الابواب على مصراعيها للجريمة والمجرمين ...