المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && مخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية && ) !!!


د.عبدالله
29-10-2006, 08:15 PM
إن تناول المضادات ليس أمراً ضرورياً في علاج نزلات البرد والسعال، ووصف المضادات الحيوية لها التي تكلف 800 مليون دولار سنوياً، لا داعي له من الوجه الطبي، وفقاً لخبراء الطب الذين شاركوا في مؤتمر المؤسسة القومية للأمراض المعدية والذي تناول الباحثون فيه مشكلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والاستخدام العشوائي لها.

ويزداد الحديث في كثير من دول العالم حول استفحال ظهور أنواع من البكتيريا الشرسة في مقاومتها لعمل المضادات الحيوية، والحالات الوبائية لها حتى بين المرضى الراقدين داخل المستشفيات، بما قضى على العشرات منهم حتى اليوم.







وتذكر الاحصاءات أن علاج هذه الأنواع من البكتيريا يستهلك ربع ميزانية المضادات الحيوية في العالم ما يزيد عبء المشكلة الصحية مادياً.

وفي دراسة نشرت في عدد الاسبوع الأخير من شهر يونيو/حزيران الماضي لمجلة (رابطة الطب الباطني) الأمريكية، لم يحدد الباحثون فرقاً في مدة استمرار الوعكة الصحية للسعال الناجم عنه التهاب الجهاز التنفسي العلوي، فقد كانت 12 يوماً سواء تناول المريض مضاداً حيوياً أو لم يتناول! أي أن السبب ليس البكتيريا بل هي فيروسات لا تؤثر المضادات الحيوية فيها من قريب أو بعيد، بل ان تناول المضاد الحيوي يؤدي إلى نشوء أنواع من البكتيريا ذات مناعة له، الأمر الذي يجعله لا يجدي نفعاً في المستقبل إذا ما دعت الحاجة إليه.

لكن المشكلة التي يواجهها الناس في العالم وتهدد صحتهم ليست هذه، بل إن ظهور أنواع غاية في الغرابة والشراسة والمقاومة من البكتيريا أصبح حقيقة يومية يعيشها الناس ويعيش هاجسها الاطباء والصيادلة، وانتشار هذه السلالات الخبيثة غدا واقعاً منتشراً في المستشفيات في كافة دول العالم، لا فرق بين دول متقدمة أو غيرها.

والحديث اليوم في بريطانيا مثلاً متعلق بتفشي إصابة العديد من المرضى في المستشفيات بالعدوى جراء أنواع شرسة من الميكروبات البكتيرية، الأمر الذي يكلف سنوياً 160 مليون جنيه استرليني، احد هذه الميكروبات من سلالة “سي.دي” حيث إنه يتميز بأن سمومه أقوى عشر مرات من الأنواع العادية، فهو ينتشر بين المرضى في المستشفيات ويأخذ انتشاره شكل التفشي الوبائي بما حصد أرواح العشرات من المرضى في ثلاثة مستشفيات بريطانية أثناء تلقيهم العلاج فيها.

وفي الولايات المتحدة يدور الحديث عن سلالات أخرى لأنواع متعددة من البكتيريا وفي بقية مناطق العالم كذلك الحال.

الذي يجري هو انفلات غير منضبط لنمو أنواع من البكتيريا التي اكتسبت مناعة تؤهلها مقاومة تأثير كثير من المضادات الحيوية المستخدمة اليوم في العلاج ما يشكل اليوم مشكلة وحالة صحية عالمية. أما الذي مكن من هذا النمو فهو تطبيق البكتيريا آليات البقاء في صراع الحياة، وساعدها الإنسان بشكل كبير ومباشر عبر سوء استخدام المضادات الحيوية.

إن مشكلة الانسان الأولية هي فقدان حس الحكمة والتأني في التعامل مع المشكلات بشكل عام، ويتجلى هذا في موضع البكتيريا فهي غاية في الذكاء من خلال البرامج المخزونة في عناصرها الوراثية للتكاثر والبقاء.

وحينما اكتشف البشر المضادات الحيوية ابهرتهم نتائجها الفاعلة في القضاء على البكتيريا، لكنهم تعاملوا معها بشكل منفرد لا بصفة متحدة برغم أنها عدوهم كلهم، وتؤذي صحتهم كلهم لا تفرق بين مكان أو آخر أو بين جنس من دون جنس، فأخذ كل طبيب وكل إنسان ينظر بمنظور قصير الأمد إلى محاربة البكتيريا بينما هي واجهت حلول البشر باستراتيجية واحدة، ولذا ظهرت في مناطق مختلفة أنواع شرسة ومقاومة لها نفس الصفات.. اين كان الخلل في عمل البشر؟ أساس الخلل في تعامل البشر مع البكتيريا بعد اكتشاف المضادات الحيوية وهو عدم اكتمال فهم البكتيريا نفسها وكيف تسبب المرض ومقاومتها وما تواجه من مصاعب، فدخول جسم الانسان ليس سهلاً إذ إن لديه جهاز مناعة غاية في التعقيد والتطور يفوق البكتيريا بمراحل شاسعة جداً، ومع ذلك تدخل البكتيريا وتتكاثر وتسبب المرض وربما تقضي على الإنسان.. لماذا؟

هذا هو السؤال المهم الذي لو وضحت الاجابة عنه لما وصلنا إلى ما نحن عليه.

أما الأساس الثاني فهو أين يكمن دور البكتيريا في المرض؟ إن من المخجل اننا نعلم اليوم فقط أن اكثر التهابات الحلق لا تحتاج إلى مضاد حيوي وان الاطباء قبل عامة الناس مسؤولون عن الصرف العشوائي للمضادات وتعويد الناس على ذلك، وهو ما يفتح الباب واسعاً في طرح موضوع يتحدث عنه أحد أنواع اضطرابات ايقاع النبض التي لا يجدي فيها الدواء، حيث يظهر السؤال التالي: هل صرف العلاج في حالة الاصابة هو علاج للمريض أم علاج للطبيب؟ بمعنى آخر هل صرف الدواء واجب يراه الطبيب كي يحس انه أدى دوره أم حاجة تفرضها حالة المريض وفائدة الدواء له؟

إذن فإن الصرف العشوائي للمضادات الحيوية من أين يأتي هو سلوك طبي أم من قلة العلم والمتابعة للجديد بالطب أم عند التقاعس من عمل زراعة “Culture” لفحص المريض ومتابعة أي المضادات يناسب لحالته؟

وهذا يعني أن للجمهور دوراً مهماً في مسألة التناول العشوائي للمضادات الحيوية من عدة جوانب، وان ضبط هذا الامر مختلف بدءاً من تخلي الصيدلي عن التطوع في وصف الدواء بدل الطبيب وبيعه مباشرة من دون وصفة طبية، ومروراً بتوضيح الطبيب للمريض عن كمية الجرعة للدواء والمدة التي يتناولها، وأخذ جرعة لمعرفة المضاد المناسب. إن السيطرة على نمو البكتيريا الشرسة أمر ممكن عقلاً وواقعاً يحتاج إلى تناغم وتكاتف الجهود الطبية من جهات عدة قبل فوات الأوان.

منقول ...

أبو البراء
29-10-2006, 08:30 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( عبدالله بن كرم ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0