المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الجهل بفريضة الزكاة وجذوره"


فاديا
11-10-2006, 12:07 PM
كيف لا نتذكر المجاعات و الجوع ...........الذي يموت منه الكثير من أفراد العالم !!!!

الكثير من ناقدي الاسلام ، يصفون نظام الزكاة بأنه يعتمد على التبرع ......وهكذا، فإن هذا الشكل لم يعد يصلح اساسا للاصلاح الاجتماعي في زماننا .......!!

وهذا النقد الباطل ، يرتكز اساسا على الجهل بنظام الزكاة وفلسفته ، وعلى الرؤية الراهنة للتطبيق المعاصر للزكاة ، من قبل عدد كبير من المسلمين ، او بسبب التعريف القاصر الذي يقوم به بعض الدعاة اليها .

ان سوء الوعي بمفاهيم الزكاة .... ادت الى الى تطور الازمة المادية الراهنة ، واختلال موازين العدل الاجتماعي ، اختلالا شديدا .


وقد يكون لسوء الوعي هذا فيما يتعلق بالزكاة جذور انسانية بشرية :

قال تعالى : " وتحبون المال حبا جما " ( الفجر :20 )


ان تساهل الكثير من المسلمين بالزكاة فلم يخرجوها على الوجه المشروع.... هو احد الاسباب لهذا البؤس .

مع عظم شأنها، وكونها أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم بناؤه إلا عليها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت ) متفق على صحته.

وفرض الزكاة على المسلمين من أظهر محاسن الإسلام ورعايته لشئون معتنقيه، لكثرة فوائدها، ومسيس حاجة فقراء المسلمين إليها.

فهي لتثبيت أواصر المودة بين الغني والفقير، لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها ، و تطهير النفس وتزكيتها، والبعد بها عن خلق الشح والبخل، كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ) التوبة:103

وكذلك تعويد المسلم صفة الجود والكرم والعطف على ذي الحاجة.
لاستجلاب البركة والزيادة والخلف من الله، كما قال تعالى: ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) سبأ:39

وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) التوبة:34، 35.

فكل مال لا تُؤدَّى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة،

أفلا ترون الفقر ايها الاغنياء؟؟؟؟؟

الفقر الذي قد يحطم بعض كبرياء النفوس العزيزة.....

الفقر الذي يقتل البسمة على شفاه الاطفال!!!

الا ترثون لحالهم !!!!!!!! ولهم حق اصلا في اموالكم ،، منحهم اياه العزيز الكريم............

وبعد ..........

فهل نرتدع؟؟ .... وهل نتوصل الى ان المال الذي بأيدينا ، وكل ما نملكه ، لو كان لنا فعلا ،
لما تركناه وخلفناه وراءنا حين تقبض ارواحنا ،،؟؟!!

هل سنصدق القول حين نعترف ان مالنا ما هو الا ابتلاء لنا من الله عز وجل ليعلم كيف نتصرف به......؟؟

هل سنعترف يوما ، ان هؤلاء الفقراء المساكين لهم حق شرعه الله من اموالنا ....بدل ان نغلق الباب وننهر كل سائل بدعوى انه........محترف نصب!!!!!!!

هل سنبتعد عن الانانية وحب التملك ...ونترك الانا النرجسية ، وننطلق في عالم العدل والاصلاح والخير
دون من واذى..........ودون استعباد للناس ........!!!!

هل نعترف ان الله خلق الناس متفاوتين بالارزاق والمواهب والعمل ابتلاء ورحمة بالبشر ليتم اعتمادهم على بعض في عمارة هذه الدنيا؟؟؟؟؟

يا من انعم الله عليكم بالمال.......ولم تحسنوا التصرف بهذا الابتلاء.

الا تتوقعون ما ينتظركم من عذاب.....أم انكم طمعتم في كرم الله ؟؟؟؟؟؟؟؟

فهل تتوقعون ان لا يكون هناك عذاب لكم...؟؟ وهل تظنون انكم ستكونون مرفهين في الاخرة...كحالكم في الدنيا؟؟؟؟؟


الحقيقة هي ............

ان الانسان مهما بلغ غناه....فهو عند وفاته.... لم يستهلك من ماله الا بحجم طعام اكله... او ثوب بلاه.....

فأين الباقي ايها الغني..... اين صرفته....... ماذا فعلت به ؟؟؟؟؟؟