المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابني.......لا يحدثني !!


فاديا
11-10-2006, 11:52 AM
قالت لي .....

لأن نومه متعذر ، فهو يسمعنى أتأهب للذهاب الى العمل... يعرف بأنني بعد بضع دقائق سوف أدخل لأنظر اليه وهو نائم ...يعلم أنني أريد أن أتأكد من أنه عاد الى البيت ليلة البارحة...

سيتناوم..!! ليتجنب الحديث معي !!

هذا هو ابني الذي خذلني... انني احبه حبا عظيما ، ولكنه لا يكلمني ، انه لا يحدثني بشيء ، انني أسمعه يكبر وينمو ...وأرى عينيه تضطربان ...عندما يراني... يتفلت طارحا غطاء السرير عند نهوضه....

ابني ... ينام مع اشراقة النهار ...

في الليل ، اسمع قدميه الحافيتين وهو يجرهما عبر الردهة . يرتج الباب الامامي عند مغادرته.

ابني يحطم قلبي ... انه محطم الان ...يبدو مشوشا...

عندما كان لا يزال ولدا ، اخذته للصيد ، علمته كيف يربط عقدة الصنارة وكيف يجهز الطعم ،
كنا ننكش الحديقة معا...ونزرع الخضار والورود....

والان .... فأنا انتظره فحسب....أجلس وانتظره بينما تنمو الاعشاب البرية....

يعرف كم أصلي وادعو الله من أجله ...

أتذكره وهو يزعجني بالاسئلة ... أريد ان اسمعه يكلمني كما يكلم الناس ويضحك كما كان يضحك وهو طفل... اريد ان اعرف بماذا يفكر....

ابني... يعيش في الوقت المسروق...يداه ترتجفان عندما يرجع الى البيت ....
وهو طفل ....أطعمته الحساء بالملعقة حين كانت يداه ستدلقه.

هل تكرهني الآن يا بني..... هل انت ضدي الآن وضد كل شيء ؟؟
ماذا تريد يا بني.... مزيدا من الحب.... مزيدا من الاهتمام؟؟؟


يرفعون راية العصيان و التمرد دائما ..!!!!!!


إن مرحلة المراهقة من أخطر مراحل الحياة التي يمر بها الشاب أو الفتاة .... ومن تمر عليه هذه الفترة بسلام فإن فترات عمره القادمة ستكون أكثر أمانا وسلاما ....

وإنها مسئولية ضخمة وليست هينة وعلي الآباء والأمهات في إرشاد وتوجيه المراهقين .... فهي مسئولية أمام الله تعالي .... خاصة في هذا الزمان الذي تكثر فيه الفتن والتحديات التي تصد عن طريق الهداية والرشاد وتدعو إلى الضلال والبعد عن الله.

وحتي يحسن الآباء التعامل مع المراهقين والمراهقات من أبنائهم وبناتهم يجب عليهم أن يتعرفوا علي طبيعة وخصائص المرحلة التي يمر بها أولادهم ...

المراهقة مرحلة انتقالية ما بين الطفولة و الشباب تشكل حجر الزاوية فى تشكيل وجدان كل شاب و فتاة ، و لانها كذلك فهى مرحلة خاصة جدا لها سمات خاصة ايضا تتمثل فى ثورة على الوضع الحالى ، انتقال من الطفولة إلى عنفوان الشباب و تمرده ، و بالتالى عليكم ايها الآباء والامهات يقع العبء الاكبر حيث يجب ان تتفهموا هذه المرحلة الجديدة و تتعاملوا معها بكل حكمة.

ستجدون ابنكم المراهق مرة ثائر و اخرى غضبان و ثالثة مرح مقبل على الحياة ، و لا تقلقوا ان وجدتموه فى بداية الاكتئاب ، سبب هذا كله التغيرات الجسدية و النفسية التى يمر بها فى هذه المرحلة.

و يؤكد العلماء ان هذه المرحلة تبدأ فى الثانية عشرة من العمر و تستمر حتى بلوغ العام الحادى و العشرين و تشهد إضطرابات بدرجات متفاوتة لدى المراهقين


وهنا أوصيكم بما يلي:


- تحبيب هؤلاء المراهقين في الالتزام والتقرب لله، عن طريق مخاطبة العقل والعاطفة معا. عن طريق بيان نعم الله علينا وعظيم فضله وكرمه علينا، وأنه تعالى المستحق للعبادة والقرب منه والإيمان به.

- الصلاة والقرآن وكل العبادات لا تحتاج إلى دفع، ولكن تحتاج إلى تدرج وتحبيب عن طريق ربطها بالإيمان بالله تعالى؛ فإيمان القلوب لا بد أن يتبعه عبادة الجوارح.

- وضحوا لهم أهمية الصلاة والعبادات في الإسلام وما كتبه الله من أجر لكل عبادة من هذه العبادات. كونوا قدوة عملية لهم، ولا تعتمدوا دائما على أسلوب الأمر والنهي؛ فبدلا من أن تقول لهم مثلا: "يجب أن تصلي الظهر اليوم في المسجد" تقول له: ما رأيكم لو تقابلنا اليوم في المسجد الفلاني لصلاة الظهر معا حتى يكتبنا الله من الذين يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر.

- احرصوا على أن تكونوا قريبا منهم وتفقدوا أخبارهم واحتياجاتهم.

- أكثروا من القراءة حول هذه المرحلة حتى يمكنكم الإجابة عما يدور في أذهانهم.

- لا تطلبوا منهم أن يكونوا حيث انتهيتم أنتم مرة واحدة، ولكن عليكم بالتدرج معهم ومراعاة الأولويات؛ فتبدأوا بالفرائض ثم النوافل...

- التنويع في أسلوب الدعوة؛ فمرة تطلب منهم قراءة الكتاب الفلاني ومرة تطلب منهم سماع الشريط الفلاني، ومرة اصحبهم في رحلة خلوية للتأمل والتفكر فهذا له أثر طيب على زيادة الإيمان في قلوبهم.

- حاولوا أن تربطوهم بأصدقاء صالحين يعينونهم على الصلاح والتقوى، وأبعدوهم عن أصدقاء السوء؛ على أن يكون ذلك عن طريق الإقناع العقلي، واحذروا أن يشعروا أنكم تتدخلون في حياتهم عن غير قناعة ورضا منهم.

- إتاحة الفرصة لهم لممارسة الانشطة الاجتماعية و الثقافية و الدينية التى تؤدى إلى خفض انفعال الغضب لديهم و تفريغ طاقاتهم الزائدة فيما يفيد.

- و يؤكد خبراء النفس ان حالة التمرد مظهر من مظاهر المراهقة يعطيهم الاحساس بالاستقلالية و الشعور انهم كبروا ، لذا يجب تجنب نقد مظهرهم وسلوكهم إذا كان لا يخرج عن المألوف.... ومدح ما هو جيد فيهم لتعزيز الثقة بالنفس.

- يجب ان يبدأوا في التعلم على تحمل المسؤولية ..

- الصداقة ، عندما يبلغون من العمر الثانية عشرة أو حول ذلك يجب ان تقوموا بصياغة علاقة جديدة معهم قوامها الاحترام و التشجيع و الإصغاء إليهم فترة اطول لاحتوائهم.

- كونوا حياديين في التفكير إذا إستشارك ابنك او إبنتك فى امرا ما و وضح له ايجابياته و سلبياته بإيجاز و موضوعية ، و بكل حكمة إنهى الاستشارة بجملة واحدة (إفعل ما تعتقد انه فى صالحك ).


فالمراهق يحتاج إلى العديد من الفرص ليتعلم من اخطائه قبل الإحتكاك بالمجتمع و قبل ان يجد نفسه مضطرا لحل مشكلاته دون مؤازرة.


وفقكم الله في مهمتكم، وكتب لكم جزيل الأجر والثواب.

( أم عبد الرحمن )
27-03-2007, 08:07 AM
رااااااااااااااااائع .. موضوع رائع فعلا .....
سلمت يمينك مشرفتنا الفاضلة ( فاديا ) والتوفيق دائما من عند الله ..
نسأل الله أن يهدى أولادنا وأولاد المسلمين ( وانهم يعدوا المرحلة دى على خير ) ....
جزاك الله خيرا كثيرا ...

فاديا
28-03-2007, 12:02 PM
بوركت اختي العزيزة الجنة الخضراء وفقك الله الى كل خير

زهراء و الأمل
10-09-2007, 09:14 PM
عدت بعد غياب بسبب بعض الظروف
و ها أنا أسطر أول كلماتي في المنتدى تكون شكرا لأختنا الكريمة فاديا
على حسن إنتقاء هذا الموضوع الهام و حسن طرق جوانبه الهامة
جزاك الله خيرا
و بارك فيك
و شكر جهدك

فاديا
15-09-2007, 10:47 PM
جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة زهرة الامل
وتنورين المنتدى في اي وقت
شكرا لك