المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤمن غر كريم ، و الفاجر خب لئيم


أحمد بن علي صالح
30-10-2022, 05:02 PM
935 - " المؤمن غر كريم ، و الفاجر خب لئيم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 644 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 418 ) و أبو داود ( 4790 ) و الترمذي ( 1
/ 356 ) و الحاكم ( 1 / 43 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 56 ) و ابن عدي في
" الكامل " ( 33 / 2 ) من طريق بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي
: " حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . كذا قال و فيه نظر يبينه قول
العقيلي : " لا يتابع عليه بشر بن رافع إلا من هو قريب منه في الضعف " .
قلت : بشر هذا ضعيف الحديث كما في " التقريب " و قد تابعه الحجاج بن فرافصة عن
يحيى بن أبي كثير به . أخرجه أبو داود و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 202
) و أحمد ( 2 / 394 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 3 / 2 / 1 - 2 ) و أبو
نعيم ( 3 / 11 ) و الخطيب ( 9 / 38 ) و الحاكم أيضا و كذا في " علوم الحديث " (
ص 117 ) و قال في " المستدرك " : " الحجاج بن فرافصة قال ابن معين : لا بأس به
، و قال أبو حاتم : شيخ صالح متعبد " . و لكنه في " معرفة العلوم " أعله بأن
الحجاج لم يسم شيخه في رواية سفيان عنه ، بل قال : " عن رجل عن أبي سلمة " .
و هي رواية أحمد و أبي داود ، و هذه علة غير قادحة ، فقد سماه سفيان عنه في بعض
الروايات الأخرى و هي ثابتة عنه . و الحجاج هذا قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق عابد يهم " . فإذا ضم إلى روايته رواية بشر بن رافع تقوى الحديث
بمجموعها و ارتقى إلى درجة الحسن ، و قد أخرجه عنه عبد الله بن المبارك في
" الزهد " ( 679 ) مرسلا ، فقال أخبرنا أسامة بن زيد عن رجل من بلحارث بن عقبة
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و هذا الرجل هو أبو الأسباط الحارثي بشر بن رافع كما ذكر
المعلق الفاضل على " الزهد " . و بهذا الإسناد أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص
39 ) حدثني أسامة بن زيد به . و قد وجدت للحديث شاهدا و لكنه مما لا يفرح به
لشدة ضعفه ، أذكره لبيان حاله ، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " عن كعب بن
مالك مرفوعا به . قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 82 ) : " و فيه يوسف بن
السفر و هو كذاب " .
( فائدة ) قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى .
" ( الغر ) في كلام العرب هو الذي لا غائلة و لا باطن له يخالف ظاهره ، و من
كان هذا سبيله أمن المسلمون ( الأصل : من المسلمين ) من لسانه و يده و هي صفة
المؤمنين ، و ( الفاجر ) ظاهره خلاف باطنه لأن باطنه هو ما يكره و ظاهره مخالف
لذلك ، كالمنافق الذي يظهر شيئا غير مكروه منه ، و هو الإسلام الذي يحمده أهله
عليه و يبطن خلافه و هو الكفر الذي يذمه المسلمون عليه " .

أحمد بن علي صالح
31-10-2022, 03:48 AM
الشيخ : ثم عقد المصنف رحمه الله بابا آخر .
فقال : " باب ما ذكر في المكر والخديعة " .
روى بإسناد حسن لغيره .
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المؤمن غرّ كريم والفاجر خبٌ لئيم ) .
إذن ليس لنا مثل السوء فهل يكون المسلم خبا مكّارا خدّاعا لئيما أم يكون غرا كريما جاء هذا الحديث يعطينا الجواب ( المؤمن غر كريم ) شو معنى غر كريم قد يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن المقصود بكلمة غر يعني إنسان مغفل أبله لا يحسن أن يعالج أمور دنياه وآخرته ولذلك فهو غر وقد تورط بهذا المعنى بعض المعاصرين فأنكر هذا الحديث فالحقيقة أن المقصود بلفظة غر هنا ( المؤمن غر كريم ) ليس هو ذاك المعنى اللئيم وإنما المقصود أن المسلم من طبيعته أنه على عكس الفاجر اللئيم الفاجر اللئيم هو خب هو يخادع الناس ويسلك طرقا ليست مشروعة في معاملته وفي مخالطته للناس أما المؤمن فهو غر أي يمكن أن نعبر بلفظة أخرى لتفسير هذه الكلمة هو الرجل المؤمن الطيب القلب الذي لا يحسن أن يمكر الناس أن يمكر للناس بينما الناس يمكرون به هذا هو غر فيما يتعلق بأمور دنياه لكن فيما يتعلق بأمور دينه فهو من أنبه الناس وأيقظ الناس وأعقل الناس فإذن الوصف هذا غر هو ما يتعلق بأمور دنياه وعلاقته مع الناس فلحسن ظنه بالناس وسلامة سريرته فهو يعامل الناس بهذه النية الحسنة.
والناس أكثرهم كما جاء في الشطر الثاني من الحديث ( والفاجر خب لئيم ) أكثر الناس اليوم إذا ما تمكنوا من أن ينالوا من إنسان ما من ماله من متاعه بأي طريق كان ما بيقصروا هذا ليس من طبيعة المسلم هذا طبيعة الفاجر الخب المخادع اللئيم إذن المؤمن غر كريم والفاجر خب أي مخادع لئيم .
فهاتان صفتان تتماشيان معا وهو أن المؤمن غر كريم النفس سخي جواد أما الفاجر فخب لئيم فهما صفتان مع المؤمن يقابلهما صفتان مع الفاجر المؤمن غر أي طيب النفس صافي السريرة كريم يجود بالمال ويسخى به على الناس على العكس من الفاجر فهو خب مخادع يحاول بكل طريق أن يتسلط على أموال الناس بما لا يحل له ثم هو ليس كريما بل هو كما جاء في هذا الحديث لئيم .
في الدرس الآتي إن شاء الله باب في السباب .
وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين

https://alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=258761

أحمد بن علي صالح
31-10-2022, 12:24 PM
" كتاب الأدب" - بابٌ "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرَّتين"
[عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرَّتين" (1)].
زعم السِّنْدي (2) أن هذا في أمور الدين لا في أمور الدنيا لحديث: "المؤمن غرٌّ كريم" (3).
وهذا كلام لا وجه له؛ فإن الغرَّ هو من ليس له تجربة، فكثيرًا ما يغترُّ. وهذا إنما يتحقَّق أول مرَّة.
فأما إذا لدغ من جحر مرَّتين فإن العرب لا تسمِّيه غرًّا، ولا تقول: اغترَّ. بل هو أحمق، بل لو قيل: إن قوله: "لا يُلدغ ... " إلخ خاص بأمور الدنيا لكان أقرب؛ لأن أمور الدين يجب أن تُبنى على الحذر فلا يغتر المؤمن فيها أصلًا، كما لو حدّث رجل بحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن الواجب أن لا يَغترَّ به بل يَبحث عن عدالته وضبطه من أول مرَّة.
****
__________
(1) رقم (6133).
(2) في "حاشيته" (4/ 70).
(3) أخرجه أحمد (9118) وأبو داود (4790) والترمذي (1964) وغيرهم من حديث أبي هريرة. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.



الكتاب: آثَار الشّيخ العَلّامَة عَبْد الرّحمن بْن يحْيَي المُعَلّمِيّ اليَماني
اعتنى به: مجموعة من الباحثين
منهم: المدير العلمي للمشروع عَلِي بْن مُحَمَّد العِمْرَان
وفق المنهج المعتمد: من الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (رحمه الله تعالى)