المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && لن ينزل الحمل هذه المرة إلا في حالة واحدة && ) !!!


أبو البراء
27-01-2022, 03:07 PM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

أكتب لكم قصتي بمداد من الدموع ، فأنا امرأة في العقد الثاني من العمر تزوجت في عقديَّ الأول ، ومنذ ذلك الوقت لم أذق طعماً للراحة أو الطمأنينة 0

( قلت : لا بد للعبد المؤمن أن يتيقن أن حياته معرضة للإبتلاء ، ولا شك أن الإنسان يعيش حياته بين صفو وكدر وجملة من الأخطار والأمراض والحوادث ، وقد قرر الشاعر هذه الحقيقة حين قال :

ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى من العيش مـا يصفو وما يتكدر
والله سبحانه جعل الصبر جوادا لا يكبو ، وصارما لا ينبو ، وجندا لا يهزم ، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم ، فهو والنصر

أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد 0

والمسلم يعيش في الحياة وتعترضه الأخطار والحوادث ، ولا يصيبه منها إلا ما كتب الله له ، وإذا أصابه ما يصيبه فإن ذلك قضاء الله وقدره ولحكمة ربانية اقتضتها الإرادة الإلهية المبنية على علم الله الواسع بأحوال عباده ، وما يقتضيه ذلك العلم من مصالح خاصة وعامة للعباد ، قد تعود المصلحة إلى المصاب نفسه وقد تعود إلى أهله وأوليائه وقد تعود إلى مجتمعه 0 ثم إن الأخطار المحيطة بالإنسان قد تصيبه فيكون ذلك نتيجة قضاء الله وقدره وقد تخطئه فيكون ذلك من دفع الله ولطفه بعبده ، قال تعالى في حق العبد : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ 000 ) ( سورة الرعد – الآية 11 ) 0

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( قال بعض الصالحين : يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك ، يا بني القدر سبع، والسبع لا يأكل الميتة ! ) ( زاد المعاد - 4 / 194 ) 0

وقد جاءت الأدلة النقلية الصريحة من الكتاب والسنة تبين الأجر الكبير والثواب العظيم ، الذي أعده الله سبحانه وتعالى للصابرين المحتسبين ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) ( سورة البقرة - الآية 155 - 157 ) وكما ثبت من حديث جابر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليودن أهل العافية يوم القيامة ، أن جلودهم قرضت بالمقاريض ( قال صاحب تحفة الأحوذي : أي قطعت في الدنيا بالمقارض - جمع المقراض ، ليجدوا ثوابا كما وجد أهل البلاء ) ، مما يرون من ثواب أهل البلاء ) ( أخرجه الترمذي في سننه - كتاب الزهد - ( 45 )- باب ما جاء في ذهاب البصر - برقم ( 2526 ) ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 5484 ، أنظر صحيح الترمذي 1960 ، السلسلة الصحيحة 2206 ) 0 =
= وقد ثبت أيضا من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة ، في نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 450 ، والترمذي في سننه - كتاب الزهد ( 45 ) - برقم ( 2523 ) ، والحاكم في المستدرك - 1 / 346 ، 4 / 314 ، وأبو نعيم في الحلية – 7 / 91 ، وابن أبي الدنيا في " الكفارات "- 69 / 1 - 2 ، وفي الصبر -50 / 1، والبزار - ( ص 82 - زوائده ) ، وأبو يعلى-4 / 1414 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 5815 ، السلسلة الصحيحة 2280 ) 0

فالرضى بقضاء الله وقدره يقرب إلى الله تعالى ، والصابرون المحتسبون ليس لهم جزاء إلا الجنة ، والتسخط من قضاء الله وقدره يوجب سخط الله وعقوبته ، فقد ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) ( أخرجه الترمذي في سننه- كتاب الزهد ( 45 ) - برقم ( 2520 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الفتن ( 23 ) - برقم ( 4031 ) ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 2110 ، أنظر صحيح الترمذي 1954 ، صحيح ابن ماجة 3256 – السلسلة الصحيحة 146 ) 0

وهكذا يجب أن يكون حال المسلم ، يصبر ويحتسب ولا يلجأ إلا لخالقه سبحانه ، فيسأله الشفاء ويرضى بالقضاء ويتذكر الموت والبعث والنشور وتطاير الصحف ، ثم هل إلى الجنة أم إلى النار ؟ إن تفكر في ذلك سيعلم آنذاك أن الابتلاء نعمة ، والصبر فوز وعافية ، والقنوط خسران ونقمة ) 0

حيث بدأ ينتابني تعب بدني ونفسي ، وكان ذلك أكثر ما يكون إذا حضر زوجي من العمل ، فقد كان يعمل في مدينة أخرى خارج المنطقة التي نقيم بها ، وكان يحدث معي أمر غريب خارج عن العادة المألوفة حيث أنه وقبل مجيئ زوجي بساعات قليلة تظهر على جسدي أعراض مرضية كاحمرار في بعض المناطق وكذلك حكة شديدة ، ويذهب الألم والاحمرار في الساعة التي يعود فيها إلى عمله 0

( قلت : أ - لا بد للإنسان من أن يقف وقفة تأمل مع تلك الأعراض التي كانت تعاني منها هذه المرأة ، والمتعارف عليه من الناحية الطبية بأن حساسية الجلد ليست مرتبطة بزمن أو وقت محدد كما هو الحاصل في تلك الحادثة ، والسؤال الذي قد يتبادر للذهن هل من الممكن أن يعطي الأطباء العضويون أو النفسيون تحليلات أو تبريرات لكافة الأعراض التي عانت منها هذه الحالة ؟ وهل نستطيع فعلاً أن نؤكد ونثبت بأن الحالة المذكورة لها علاقة قوية بأعراض طبية بحتة ؟

قد يصل البعض إلى قناعة بأن المشكلة من أساسها مشكلة نفسية ، بل قد يصل الأمر بهذه الفئة إلى وصف الواقع الذي عايشته هذه الحالة بكل وقائعه وأحداثه بذلك ، خاصة ما ذكرته تحت هذه النقطة من ظهور أعراض الحساسية وبهذا الشكل المرتبط بقدوم أو انصراف الزوج 0

الحقيقة التي لا بد من الوقوف عندها ملياً أن تلك القصة تؤكد أن المعاناة التي تجسدت عند هذه المرأة هي معاناة روحية لعدة اعتبارات منها الطبية التي لم يستطع الطب بكافة مكتشفاته ومخترعاته أن يثبت بأن الخلل الذي تشكو منه هذه الحالة هو أمر طبي ، وكذلك الأعراض المرافقة للحالة سواء كان ذلك قبل الرقية أو معها أو بعدها ، كل ذلك يعطي تصور كبير بأن أصل المعاناة روحية بحتة ، والأمر الثالث والأخير أن الله سبحانه وتعالى كتب لها الشفاء بفضله وكرمه ومنه ، من خلال اللجوء إليه وإلى الرقية بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

مثل هذا النقاش الذي أطرحه تحت هذه النقطة بالذات أهدف من ورائه إلى أمر في غاية الأهمية ، حيث أنني أطالب الإخوة من أهل الاختصاص في الطب العضوي والنفسي من مراجعة القصة مراجعة دقيقة متأنية ووضعها تحت مجهر البحث والدراسة ، وكلي أمل أن يكون الهدف والغاية من وراء تلك الدراسة والبحث الوصول إلى الحق الذي ينشده كل مسلم ، لأن القضية خطيرة ، وأخطر مما قد يتصور كثير من الأطباء العضويين والنفسيين ، حيث أننا نسعى جميعاً إلى معرفة حقيقة الأمراض العضوية والنفسية والروحية وكذلك الطرق الشرعية والحسية في علاج تلك الأمراض ، لأنه قد فتح باب عظيم على مصراعيه ومن أوسع أبوابه أمام الأمة الإسلامية ، وهذا الباب هو باب السحر والشعوذة والدجل ، وهذا يحتم علينا جميعاً من تراص الصفوف لكافة فئات المسلمين ابتداء بولاة الأمر – وفقهم الله لكل خير– والعلماء وطلبة العلم والدعاة والأطباء بكافة= = تخصصاتهم للذود عن حمى العقيدة والدين ، والوقوف سداً منيعاً وحِصناً حَصيناً في وجه هذه الفئة الباغية الآثمة ، نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات في الدنيا وعند الممات 0

ب – الموقف المتزن الذي يجب على المعالج أن يسلكه في طريقته لتحديد المعاناة والألم للحالة المرضية هي الدراسة العلمية المستوفية لكافة الجوانب والظروف التي تحيط بكل حالة ، وهذا بخلاف ادعاء بعض الأطباء النفسيين الذين يرون أن التقييم من قبل المعالجين يتم بناء على دراسة الأسباب والمسببات فقط دون الإلمام التام بالحالة المرضية بكافة جوانبها وأبعادها المختلفة ) 0

وبعد الزواج بثلاثة أشهر كتب الله سبحانه وتعالى ليّ الحمل ، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى أن أصبت بنزيف متواصل لمدة شهر ، ومن ثم ذهبت للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة التي أكدت عدم استمرار الحمل ، فحمدت الله سبحانه وتعالى على ذلك 0

ذهبت بعدها إلى المملكة الأردنية الهاشمية لإجراء عملية تنظيف للرحم بعد أن أجهضت الحمل في هذه المرة ، وقد كانت تلازمني طيلة هذه الفترة الأحلام والكوابيس المزعجة 0

( قلت : لا يجوز الاعتقاد مطلقاً بأن كافة الكوابيس والأحلام ناتجة بسبب الأمراض الروحية فقط ، فقد تكون الأسباب طبية بحتة ، فالأمر يحتاج للدراسة العلمية الموضوعية المتأنية للوصول إلى الحق المنشود ، أما بالنسبة للحالة آنفة الذكر فقد تم تحديد التشخيص بناء على كافة المعطيات والمؤشرات التي تعطي انطباع قوي بأن المعاناة ناتجة بسبب الأمراض الروحية ، وهذا يؤكد على أهمية الدراسة العلمية الجادة ، كما يؤكد على اهتمام المعالج بكافة الظروف والأحوال المحيطة بالحالة المرضية ، كي يستطيع الوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ) 0

وبعد عدة أشهر كتب الله سبحانه وتعالى ليَّ الحمل للمرة الثانية ، وقد استمر الحمل بفضل الله إلى حين فترة الولادة ، حيث أتممت التسعة أشهر ، ومع استمرار النوبات الخاصة بالألم وكذلك الشعور بالأحلام والكوابيس التي كانت كثيراً ما تراودني طيلة تلك الفترة ، علماً أنني لم أعر تلك الأحلام أي اهتمام يذكر ، إلا أن التعب والإرهاق قد ازداد في الشهر السابع ، ومن ثم ذهبت إلى مستشفى في دولة الكويت الشقيقة 0

( قلت : الملاحظ أن بعض الحالات المرضية قد تتنقل من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان طلباً للعلاج والاسنتشفاء ، ولا بد تحت هذا العنوان من الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية ألا وهو أن الشفاء والعافية من الله سبحانه وتعالى وحده ، وكون أن يطرق المريض أبواب الطب بكافة تخصصاته فإنما يتخذ بذلك سبباً حسياً للشفاء بإذن الله ، وخلاصة القول في هذه المسألة أن المملكة العربية السعودية فيها من المستشفيات والإمكانيات والتخصصات الطبية ما لا يوجد في كثير من بلدان العالم الإسلامي ، وأحياناً قد تكون وفرة في التخصصات المطلوبة بل وعلى مستوى عالي من الكفاءة والخبرة ، ومع ذلك يسعى البعض إلى السفر للخارج طلباً للعلاج ، وهذا قد يثقل كاهل الزوج أو المعيل ، بل قد يرى أحياناً أن مثل ذلك يؤثر على نفسية المريض وراحته ، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أننا بقول مثل هذا الكلام فإننا نقدح في دولة بعينها ، فكل الدول الإسلامية دول شقيقة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظها سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، إنما القصد من هذا الكلام أن يلجأ المسلم لعلاج نفسه في بلده ، وإذا اطّرته الحاجة لطلب العلاج في بلد مسلم أو غير مسلم لعدم توفر التخصص المطلوب أو لوجود الخبرات والامكانيات أو لضرورة ملحة فلا تثريب عليه، بل قد تجد البعض ممن يشد الرحال إلى بعض الدول الكافرة وقصده وهدفه المفاخرة والمباهاة، وهذا المرض من أشد أمراض القلوب ، نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة ) 0

وقمت بإجراء بعض التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة التي أكدت أن وضعي الطبي سليم تماماً ، بعد ذلك عدت من الكويت إلى بلدي وأهلي لأضع مولودي هناك 0

وقبل الولادة بيومين ذهبت للمستشفى للتأكد من صحة وسلامة الحمل والمولود ، حيث أكد لي المستشفى أن كل شيء على خير ما يرام ، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى أن يموت المولود في بطني في يوم ولادته ، فحمدت الله سبحانه وتعالى الذي لا يحمد على مكروه سواه 0

كان إيماني بالله قوي وثِقَتي به مطلقة ، ولكن أصبحت تراودني الوساوس والظنون 0

( قلت : لا بد أن يثق المؤمن ثقة مطلقة بالله سبحانه وتعالى ، وأن يكون قريباً منه ، وحقيقة الأمر فإني لم أجد أنفع ولا أنجح في علاج هذا الداء الخطير الذي تفشى كثيرا في المجتمعات الإسلامية ، من العودة الصادقة للكتاب والسنة ، وتأكيد التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى في القلوب ، والتوجه له بالدعاء والذكر، ومن جهة ثانية الاستعداد النفسي والبدني في محاربة الشيطان والتصدي له ، وهذا يعني أن لا يقف المؤمن موقف الاستسلام والانقياد لعدوه الذي يعتبر أصل هذا الداء ، وسلاحه الذي يحارب به المؤمنين ، فيشككهم في أمور دينهم ودنياهم ، ويوسوس لهم في عقائدهم ، فيهزم من لا سلاح ولا حصن له ، وأما المتسلح بالإيمان والعقيدة والذكر والدعاء فهو بعيد المنال عن مكائده ووسوسته 0

قال محمد بن مفلح - رحمه الله - :( وقال ابن عقيل ، وقد قيل له : رجل أنغمس في الماء مرارا وشك هل صح الغسل أم لا ، فما ترى في ذلك ؟ فقال له : اذهب فقد سقطت عنك الصلاة 0 قال: وكيف ؟ قال : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق ) ( والحديث من طريق عائشة و علي وعمر رضي الله عنهم أجمعين وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 6 / 100 ، 101 ، 144 ، وأبو داوود في سننه - كتاب الحدود ( 17 ) - برقم ( 4398 ) والنسائي في سننه – كتاب الطلاق( 21 ) – وفي " السنن الكبرى " – 3 / 360 – كتاب الطلاق ( 22 ) - برقم ( 5625 ) ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 1496 ) ، والحاكم في المستدرك - 2 / 59 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 3512 ، صحيح أبي داوود - الإرواء 297 ) ومن يغمس في الماء مرارا وشك هل أصابه الماء أم لا فهو مجنون ) ( مصائب الإنسان - 135 ) 0

وقد بين علماء الأمة الطريقة والعلاج لهذا الداء ، وأذكر بعض أقوالهم في ذلك :

- قال ابن الجوزي - رحمه الله - : ( حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه : " ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا ؟ قال : أجاهده 0 قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده 0 قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده 0 قال : هذا يطول 0 أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من = = العبور ما تصنع ، قال : أكابده جهدي وأرده 0 هذا أمر يطول ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك ) ( تلبيس إبليس - ص 48 ) 0

- قال محمد بن مفلح - رحمه الله - : ( قال أحمد بن أبي الحواري : شكوت إلى أبي سليمان الداراني الوسوسة في الصلاة ، فقال : إذا أردت أن ينقطع عنك ، فإذا أحسست به فافرح ، فإنك إذا فرحت انقطع عنك لأنه لا شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن ، وإذا اغتممت به زادك 0 قال بعض العلماء : لأن الوسواس إنما يبتلى به من كمل إيمانه فإن اللص لا يقصد بيتا خربا ) ( مصائب الإنسان - 126 ) 0

أما كيفية علاج هذا الداء فقد ذكر العلماء جملة من الأمور النافعة والمفيدة في ذلك :

* قال الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي - رحمه الله - في دواء الوسواس : ( ليس له دواء إلا سؤال الله العافية والاستعاذة من الشيطان الرجيم ، والاجتهاد في دفع الوساوس ، وأن يتلهى عنها ولا يجعلها تشغل فكره ، فإنه إذا تمادت فيه الوساوس ، اشتدت واستحكمت ، وإذا حرص على دفعها والتلهي عن الذي يقع في القلب ، اضمحلت شيئا فشيئا 0 والله أعلم ) ( الفتاوى السعدية- 126 ) 0

يقدم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - نصائح قيمة لعلاج هذا الداء تتلخص بالأمور التالية : ( 1- الاستعاذة بالله ، والانتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم 0
2- ذكر الله تعالى ، وضبط النفس عن الاستمرار في هذه الوساوس 0
3- الانهماك الجدي في العبادة والعمل امتثالاً لأمر الله ، وابتغاء لمرضاته ، فمتى التفت إلى العبادة التفاتاً كلياً وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس – إن شاء الله – 0
4- كثرة اللجوء إلى الله والدعاء ، بمعافاتك من الأمر ، وأسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل سوء ومكروه ) ( مرجع المعالجين من القرآن الكريم والحديث الشريف - ص 348 ) 0

* قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - عند سؤاله عن الأسباب والوسائل التي تعصم الإنسان وتحصنه من الوساوس والأوهام الشيطانية ، وتجعله سليما مستقيما في عقيدته وسلوكه :-
( عليه أولا : أن يكثر من الاستعاذة بالله من شر الشياطين وأوهامها ووساوسها ، ويعتقد أن ربه هو الذي يعيذه ويعصمه ويحميه ، ويحول بينه وبين تلك الأوهام والتخيلات كما أن عليه ثانيا : أن يذهب من نفسه تلك التخيلات والواردات ، التي تشككه في عقيدته ودينه وطهارته وصلاته سواء في صحتها أو في أصلها ، بل يعتقد جازما أنها عين الصواب والحق ، وأن ما يجول في نفسه من الشك والريب في صحتها أو موافقتها كله من أوهام الشيطان ، ليوقعه في الحيرة وليكلفه ما لا يطيق ، حتى يمل العبادة أو يعتقد بطلانها ، وهذا ما يريده إبليس من المسلمين ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية – ص 34 – 35 – أنظر الكنز الثمين – 1/212 )

بحيث أصبحت أعتقد أن الأمر برمته خارج عن نطاق الطب العضوي أو النفسي ، وأن الأمر يحتاج إلى العلاج والاستشفاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0

وفي ذلك الوقت علمت عن إمرأتان ، الأولى طبيبة تعالج المشاكل الخاصة بالحمل والإسقاط ، والثانية في دولة الكويت وهي تعالج بالقرآن ،

( قلت : ظاهرة انتشار شد الرحال إلى بعض الدول الإسلامية طلباً للرقية والعلاج أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل واسع وكبير ، وهذا الأمر فيه من المحاذير الكثيرة التي قد تقدح أحياناً في عقيدة صاحبه ، خاصة إذا اعتقد بفلان أو فلان وأنه ينفع في أمر من أمور الدنيا ، وسوف أشير تحت هذا العنوان إلى بعض المسائل الهامة وهي على النحو التالي :

أ – لا بد من اليقين التام بأن الخير في هذه الأمة باقي إلى قيام الساعة ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وحفظه لهذا الدين تجد أن كافة بلدان العالم الإسلامي فيها من العلماء والدعاة والمخلصين ممن يصدعون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم ، وكذلك تجد فيها بعض الإخوة المتخصصين في الرقية الشرعية أصحاب العلم الشرعي والخبرة والممارسة ، ومن هنا كان حريُ بالمريض أن يسأل العلماء وطلبة العلم والدعاة في بلده عن هؤلاء الأشخاص فيتحرى أصحاب المنهج الصحيح في الرقية والعلاج ويعلم أنهم أسباب يسرها الله سبحانه وتعالى لهذا الأمر 0

ب - والأمر اللافت للنظر في العصر الحالي رؤية انتشار تلك الظاهرة في المملكة العربية السعودية ، فتجد الكثير ممن ابتلي بمرض روحي من صرع أو سحر أو عين قد ساح في مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن معالج ليخلصه من معاناته وألمه ، وما علم أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، وقد رأيتم ذلك من سياق القصة المشار إليها آنفاً ، وهذه الحالة واحدة من آلاف = = الحالات التي عاشت على مثل ذلك الأمل فبحثت عن سراب زائل ، وفي نهاية المطاف تجد الكثير من هؤلاء يبتلى بمشعوذ أو دجال أو ساحر فيفقد دينه وماله 0

ج - وإذا دققت النظر تجد أن المملكة العربية السعودية فيها عدد لا بأس به من المعالجين بالرقية الشرعية المحتسبين أصحاب العقيدة والمنهج الصحيح ، وذلك فضل الله سبحانه وتعالى وحده ، وكذلك بتوفيق منه سبحانه وتعالى لولاة الأمر ، وحرص العلماء العابدين العاملين في هذا البلد الطيب على صحة وسلامة العقيدة والمنهج والدين ، مع أن الأمر لا زال يحتاج إلى مزيد من التوعية الدينية والسلوكية ، ولكن تجد بشكل عام أن الضوابط المتعلقة بالرقية الشرعية وما يدور في فلكها في هذا البلد الطيب أفضل بكثير مما هو موجود في كثير من بلدان العالم الإسلامي ، خاصة انتشار الدجل والسحر والشعوذة في تلك البلدان نتيجة لعدم ملاحقتهم وتطبيق الحدود الشرعية في حقهم ، ومن هنا كان حري بالمؤمن الصادق إذا دعته الحاجة للرقية الشرعية ومراجعة المعالج الحاذق صاحب العلم الشرعي الذي يمتلك الخبرة والدراية أن يستوضح الأمر من العلماء وطلبة العلم والدعاة دون أن يتخبط فيجوب البلاد شرقاً وغرباً بحثاً عن ذلك الأمر الذي قد يثقل كاهله بأعباء مالية ضخمة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع 0

د – وأود الإشارة إلى مسألة هامة تحت هذا العنوان حيث أنني قد تعرضت لحكم رقية المرأة للنساء في هذه السلسلة ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) ، تحت عنوان ( رقية المرأة للنساء ) ، وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى كلام موجز محدد بالنقاط الهامة التالية :

1)- يجوز للمرأة رقية زوجها أو أبنائها أو أحد محارمها ، كما ثبت ذلك من فعل عائشة - رضي الله عنها - ورقيتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته 0

2)- الأولى عدم تخصص المرأة في رقية النساء ، كما تم الإشارة لذلك في الكتاب المذكور آنفا ً، أما فيما يتعلق برقية المرأة للرجال الأجانب فإنه لا يجوز لها ذلك إلا للضرورة القصوى كما أشار لذلك المفهوم العلامة ابن حجر – رحمه الله - ، وفي حالة تعذر وجود أحد من الرجال ليقوم بذلك فتقوم بهذا الأمر تبعا للضرورة وفق القاعدة الفقهية الأصولية ( الضرورات تبيح المحظورات ) ، خاصة أن بعض الحالات التي تعاني من تلك الأمراض كالصرع والسحر وغيره ، قد تحتاج للتدخل الفوري في مثل تلك الظروف بسبب تعرضها لمرحلة الخطر ، وعدم تدارك ذلك قد يؤدي في بعض الأحيان لوفاة المريض ، ورقية المرأة للرجل الأجنبي لا بد أن تكون = = مشروطة بعدم وجود رجل ليقوم بتلك المهمة ، وفي هذه الحالة يكون القيام بهذا الأمر واجب شرعي عليها ، وفقا للقاعدة المشار اليها آنفا 0 والله تعالى أعلم 0

3)- إن الضرورة تقدر بقدرها ، فتحرص المرأة على أن تنضبط بالضوابط الشرعية ، بخصوص هذه القاعدة فيما يتعلق بالنظر والجس باليد وغير ذلك مما قد تحتاج إليه 0

وقد تم الإشارة آنفا لبيان ضعف المرأة وتعرضها لما تتعرض له النساء من أحكام الحيض والنفاس ، وهذا يجعلها عرضة لتسلط الشيطان ومكره وإيذائه ) 0

وقد ذكر لي بأن تلك المرأة لها القدرة والاستطاعة على معرفة وتحديد المعاناة والألم من حيث الإصابة بالصرع أو السحر أو العين ،

( قلت :

أ- وهذا الكلام يحتاج إلى تفصيل دقيق ، فإن كان القصد أن تلك المرأة لها القدرة في تحديد الداء بناء على الدراسة العلمية الموضوعية وكافة معطيات وأعراض الحالة المرضية ابتداء بالمعاناة وانتهاء بالرقية فهذا لا يقدح بعمل المرأة بأي حال من الأحوال ، بل على العكس من ذلك تماماً بشرط توفر كافة القواعد والمرتكزات الخاصة بالعلاج كعقيدة المرأة ومنهجها وطريقتها في العلاج 0

ب- أما إن كان الأمر يعتمد على تخرصات وهرطقات أو استعانة بالجن وطلب بعض الأمور التي قد توقع في الكفر أو الشرك أو المعصية بحسب حالها ، كل ذلك لا يجوز مطلقاً ، وقد أفردت كلاماً مطولاً حول موضوع الاستعانة بالجن في هذه السلسلة ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) ، تحت عنوان " الاستعانة بالجن " ) 0

وبدأت مرحلة العلاج ولكنها استمرت دون أية فائدة تذكر 0

وكتب الله سبحانه وتعالى ليَّّ الحمل للمرة الثالثة ، وتابعت العلاج هذه المرة بمستشفى أرامكو السعودية الذي يعتبر من المستشفيات التي تحظى بسمعة طيبة على مستوى العالم الإسلامي ، وكانت زياراتي دورية للإطمئنان على الحمل في مراحله المتنوعة ، وفي الشهر الخامس من الحمل تبين من الفحوصات الطبية والتحاليل أن الطفل يعاني من مشاكل في الكلى ،

( قلت : لا يجوز للمعالج أن يحكم بشكل عام على الحالة المرضية من خلال جزئية معينة ، فكون أن الطب يقرر أن الطفل يعاني من مشاكل في الكلى فهذا بحد ذاته لا يعتبر مسوغاً للقول = = على سبيل المثال بأن المرأة أو الطفل يعاني من مرض روحي ، وهنا تكمن أهمية الدراسة العلمية الموضوعية منذ بداية الحالة فالتسلسل التاريخي لها ثم الرقية والعلاج ، وبناء على كافة المعطيات يستطيع المعالج أن يكون قريباً من عملية تحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وهذا ما تم مع هذه الأخت الفاضلة ، حيث أن كافة المؤشرات دلت على وجود مرض روحي ، ومن خلال اتباع الطرق الشرعية المنضبطة في الرقية والعلاج منّ الله سبحانه وتعالى عليها بالشفاء والعافية ) 0

واستمر الحمل إلى نهاية الشهر التاسع ، وأنجبت طفلة تعاني من تعب شديد ، وعاشت في العناية المركزة لمدة أسبوع ثم فارقت الحياة ، وتلك إرادة الله ومشيئته ، فأسأله سبحانه وتعالى أن يجعلها لنا فرطاً في الجنة 0
بعد ذلك قمت أنا وزوجي بإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية خوفاً من أن تكون هناك أية عوامل أو عوائق وراثية

( قلت : المسلم مطالب عادة باتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية للعلاج والاستشفاء ، ولا يجوز مطلقاً أن يبدأ الإنسان بالوسوسة أو التوهم دون توفر القرائن والأدلة التي تبين الإصابة بمرض عضوي أو نفسي أو روحي ، وكون أن تلجأ هذه الأخت الفاضلة وزوجها إلى الطب العضوي لإجراء كافة الفحوصات والتحاليل المطلوبة فهذا عين العقل ، حيث أن المعاناة الطبية أحياناً تكون بسبب عوامل وراثية عند الرجل أو المرأة أو كليهما معاً ، وهذا مطلب أساسي ملح في حالة تعرض الحمل أكثر من مرة لبعض المشكلات الصحية ، وهذا يقود حتماً إلى عدم الحكم على المسألة برمتها إلا بعد الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية للوقوف على أصل المعاناة والألم ) 0

تؤدي إلى تلك الأعراض والنتائج ، ويتبين بأن كافة التحاليل والفحوصات تؤكد على سلامة الناحية الطبية 0

والغريب في الأمر أنه وأثناء فترة الحمل كنت أحلم بامرأة تضربني وتؤذيني ، وكانت المشاكل بيني وبين زوجي في حالة مستمرة وبشكل متواصل ، إلى درجة الكراهية الشديدة التي يصعب معها الاستمرار في العلاقة الزوجية ، وكانت تصل الأمور في بعض الأحيان من كثرة المشاكل إلى أن تثور ثائرتي ، بحيث أقوم لا شعورياً ودون إرادة مني بضرب بطني بكل ما أملك من قوة ،

( قلت : هناك بعض التصرفات التي قد تحدث من قبل الحالة المرضية تحتم على المعالج بالرقية الشرعية أن يقوم بالدراسة العلمية الموضوعية المتأنية للوصول إلى حقيقة المعاناة والألم ، ولا يجوز الحكم بناء على جزئية معينة - كتلك التي حدثت مع هذه الأخت - على أن الموضوع يتعلق بمرض روحي ، فقد يعزى مثل هذا التصرف أحياناً إلى اضطرابات نفسية وفقدان الشعور عند المريض بحيث يتصرف لا شعورياً ، والقصد من الكلام السابق المعرفة التامة من قبل المعالج بكافة الظروف والأحداث المحيطة بالحالة المرضية دون الحكم عليها بناء على جزئيات وترك كافة المسائل الأخرى ، ومن خلال اتباع هذه المنهجية في العلاج يستطيع المعالج الوقوف على حقيقة الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ) 0

ولا زلت أجهل السبب الذي يدفعني لمثل هذا التصرف ، وكذلك كنت أشعر بصداع شديد في رأسي ويستمر معي هذا الصداع إلى فترات طويلة ، ولا أخفيكم الأمر فقد كانت فترة الحمل بالنسبة لي فترة قاسية صعبة لم أكن استطع أن أتحملها لولا ركوني إلى الله سبحانه وتعالى 0

وبعد مضي ثلاثة أشهر حملت للمرة الرابعة ، واستمر الحمل وكنت خلال هذه الفترة أتابع المراجعة الطبية في المستشفى ، وبعد فترة من الحمل تبين من خلال الفحوصات الطبية أن الطفل يعاني من تضخم في الكلى ، وبلغ الأمر مني كل مبلغ ، وأعترف بضعفي في هذا الموقف بالذات ، فأنا إمرأة أتلهف شوقاً إلى حنان الأم لأحتضن طفلي على صدري فأشعر بنفسي كإمرأة لا ينقصها شيء ، ولكني كنت أسعى أن يكون المولود بصحة وعافية ، من أجل ذلك طلبت من الطبيب إجهاض الجنين

( قلت : هذه المسألة تحتاج إلى بحث من الناحية الفقهية ، والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان : هل يجوز في مثل هذه الحالة أن تطلب تلك المرأة من الطبيب إجهاض الجنين في شهره السادس ؟وهل يحق للطبيب فعلاً القيام بعملية الإجهاض ؟ تساؤلات كثيرة تحتاج إلى نقاش فقهي، إنما القول الملخص في تلك المسألة أنه إذا رأى الطبيب رؤية واضحة جلية لا يشوبها شك أو لبس بأن وجود الجنين في بطن الأم قد يؤدي إلى خطر على حياتها عند ذلك تصبح عملية الاجهاض ضرورة ملحة خوفاً على حياة الأم ، كما نصت عليه القاعدة الفقهية ( الضرورات تبيح المحظورات ) أما إن كان الأمر غير ذلك فلا يجوز مطلقاً أن تتم عملية الإجهاض وقد ناقشت المسألة مع فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان– حفظه الله– فأفاد بالآتي :

( أن الأمر إذا تم بموافقة الأم ففي هذه الحالة يعتبرهذا التصرف قتل عمد للجنين وعليها الدية للورثة، إلا إذا كانت تظن بجواز ذلك ، أو أن أحد أفتاها بالجواز ، كما أفاد بذلك أهل العلم ) ،

وهذا بحد ذاته يحتم على المسلم والمسلمة الرجوع إلى العلماء وطلبة العلم العاملين العابدين لسؤالهم عن كثير من المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية وما يتعلق بها من أمراض روحية ، كي لا يقع الإنسان في مخالفات أو محظورات شرعية ، وأذكر في سياق هذا الكلام قصة حدثت مع أحد الأخوات الفاضلات حيث قدر الله سبحانه وتعالى عليها بحادث مروري نقلت على أثره إلى المستشفى الذي قام بأخذ عدة صور أشعة للتأكد من سلامتها من الناحية الطبية ، وبعد ذلك علمت هذه الأخت أنها حامل في الأشهر الأولى ، وقد نصحها الأطباء بإجهاض الحمل بسبب تلك الأشعة خوفاً من حصول تشوهات خلقية يصاب بها الجنين ، فاتصلت هذه الأخت بعلامة بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – تستفتيه في هذا الأمر، فكان رده لها قاسياً جداً وذكرها بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه ، وقال لها بأنه لو أن الطب أشار عليها بأن نسبة تلك التشوهات قد تصل إلى 99 % وأن رحمة الله 1 % ، فتقدم رحمة الله سبحانه وتعالى ، ونَصَحها أن تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وتدعوه تضرعاً وخفيةً وأن تستمر في حملها هذا ، وفعلت ذلك ، ورزقت بمولودة أنثى حباها الله سبحانه وتعالى بصحة وعافية وجمال ، والله تعالى أعلم ) 0

لسببين : الأول لأني كنت أعلم بأنه لن يعيش كسابقه ، أما السبب الثاني فكان للمعاناة والألم من الأحلام والكوابيس التي أثقلت كاهلي إضافة إلى الإرهاق والتعب الذي كان أكثر ما يصيبني خلال فترة الحمل ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يسامحني وأن يغفر لي ما قدمته يداي في حق الله ثم في حق نفسي وحق طفلي 0

وفي هذه الأثناء ذكر لي شيخ في المملكة الأردنية الهاشمية يعالج بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،

( قلت : هذه المسألة من المسائل التي لا بد أن تحضى باهتمام كبير من قبل كافة فئات المجتمع ، حيث أنه لا يجوز مطلقاً اتباع كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع في التوجيهات المتعلقة بالرقية الشرعية والعلاج ، فلا بد من التثبت والتأكد قبل الذهاب للشخص بعينة من منهجه وطريقته في الرقية والعلاج، أما أن يذكر فلان أو علان وهو أبعد ما يكون عن الكتاب والسنة ، بل قد يعتبر من أخطر السحرة والدجالين والعرافين والمشعوذين كما حصل مع هذه الأخت ، ومن هنا فإنني أوجه النصح لكافة المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي ، وبصفة خاصة النساء من تحري الحق قبل طرق باب أي رجل أو امرأة للرقية الشرعية والتأكد من المنهج والطريقه ، ويحذرن كل الحذر من اتباع كافة الأبواق التي تدل على الشر وأهله 0

وهنا تكمن أهمية العودة إلى العلماء وطلبة العلم والدعاة للتثبت والتأكد من هؤلاء المعالجين ، وتحري الدقة في هذه المسألة ، وقد يقع المسلم فريسة للسحرة والمشعوذين والدجالين وقد يقود ذلك إلى خسران الدين والمال والعرض ، فأسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ) 0

وذهبت من فوري إلى هذا الرجل علّ الله سبحانه وتعالى أن يجعله سبباً في شفائي وتفريج كربتي مما أعاني منه من تعب وإرهاق بدني ونفسي ، وكانت الصدمة حيث تبين لي أن الرجل كغيره من الرجال السحرة والمشعوذين ، فطلب اسم أمي ، واسم أبي ، وقال لي بأنك إنسانة مسحورة ومعك تابعة ، وقام بإعطائي بخور وأوراق ومـاء ، وطلـب مني أن أضع الأوراق في المـاء وأشرب واستحم من هذا الماء طيلة فترة الحمل ،

( قلت : وتحت هذا العنوان لا بد من الإشارة إلى مسألتين مهمتين :

الأولى : أن الواجب على المسلم إذا طرق باب رجل للعلاج بالرقية الشرعية وتبين له أن الرجل من أصحاب السحر والدجل والشعوذة ، عليه أن يترك الرجل على الفور ، حرصاً على سلامة عقيدته ودينه 0

الثانية : ما ذكرته الأخت الفاضلة فيما يقوم به هذا الرجل من تخرصات وإعطاء البخور والماء والأوراق ونحو ذلك من أمور أخرى لهو تأكيد على أن الرجل من أصحاب السحر والشعوذة والكهانة ، وعلى كل مسلم أن يحرص على معرفة العلامات التي تدل على الساحر والمشعوذ ، وقد تعرضت بتفصيل دقيق لكافة العلامات في هذه السلسلة ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) ، تحت عنوان " كيف تميز بين الساحر وغيره " ) 0

وأيقنت أن كل ذلك دجل وشعوذة وأنه لا فائدة مطلقاً من استخدام كل ذلك حيث أن الحمل لم يحدث أثناء تلك الفترة 0

( قلت : يلاحظ من سياق الكلام آنف الذكر في قول الأخت بأنه مع مراجعتها لذلك الساحر فلم يحدث حمل خلال تلك الفترة ، وهذا يؤكد أن الأمر لا يتعلق بالساحر ولا بغيره ، إنما الأمر يتعلق بإرادة الله سبحانه وتعالى وهو القائل في محكم كتابه : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) ( سورة الشورى - الآية 49 ، 50 ) ، فالقضية ليست مرتبطة بأحد من الخلق كائن من كائن ، إنما الأمر بيده سبحانه وتعالى وتحت قدرته ومشيئته ، وفي ذلك درس وعبرة وعظة لكل أولئك الذين يطرقون أبواب السحرة والمشعوذين ظناً أنهم يملكون مفاتيح الأمور بأيديهم ، أتوجه لكل هؤلاء بالنصح وليتقوا الله سبحانه وتعالى في أنفسهم ، وأن يعلموا يقيناً حقيقة التوحيد ( توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ) ، وأن يطبقوا حقيقة ذلك في واقعهم وحياتهم العملية ) 0

وبعد ثلاثة أشهر من تلك الحادثة حملت للمرة الخامسة ، وقد ذكر لي أثناء فترة الحمل شيخ يعالج بالقرآن والسنة في المملكة الأردنية الهاشمية في منطقة يقال لها ( إربد ) ، فذهبت إليه ووجدته كغيره من السحرة والدجالين فأعطاني حجاب ، والأغرب من ذلك كله أنه أعطاني قفل ووضعه على ظهري لتثبيت الحمل 0

( قلت : حقيقة الأمر عندما قرأت هذا الكلام لم استوعب معناه الحقيقي مما اطّرني أن أتصل بهذه الأخت لكي أستوضح منها هذا الأمر فقالت لي :

( جاء هذا الرجل بقفل حديدي ففتحه بالمفتاح الخاص به ، ثم وضعه عند رقبتي من الخلف ، وبدأ يقرأ من القرآن الكريم ويحرك القفل من أعلى إلى أسفل حتى وصل به إلى أسفل منطقة الظهر ، ثم أعاد إغلاقه ، ثم قدمه لي وقال بالحرف الواحد : لن ينزل الحمل هذه المرة إلا في حالة واحدة إذا فتحتِ هذا المفتاح بالقفل الخاص به ) 0

وأقول في مثل هذا الموقف " عش رجباً ترى عجباً " ويقال هذا المثل استهزاء بما يفعله كثير من الناس في شهر رجب بحيث يذكرون أمور كثيرة جداً على أنها من الدين والشرع وهي أبعد ما تكون عن ذلك ، وكافة ما يذكر بخصوص هذا الشهر هيَّ بدع محدثة ، فنسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ، ولا أدري حقيقة كيف يفكر أمثال هؤلاء الرجال ، وهل وصل الجهل والانحطاط ببعض رجال هذه الأمة إلى هذا الحد ، هل بلغ الاعتقاد إلى هذه الدرجة التي لا يمكن بأي حال أن توسم بها العقول والأفئدة ، أنا لا أشك مطلقاً أن كثير من مظاهر الشرك التي ترى على الساحة اليوم في كثير من دول العالم الإسلامي لم يأتي بها مشركوا الجاهلية الأولى ، فكيف لبعضنا أن يعتقد بأن مفتاح حديدي أصم يملك حَملاً وقوة وبأساً ، وأين خالق الكون سبحانه وتعالى المتصرف في ملكه وحكمه ، المنصف العدل في تقديره وأمره ، سبحانه وتعالى عن أي أمر أشرك به عباده وخلقُه ، ولا حول ولا قوة إلا به العلي في قدره ، العظيم في شأنه ) 0

وبعد تلك الحوادث أصابني القنوط واليأس والملل ،

( قلت : المسلم مطالب دوماً باللجوء إلى الخالق سبحانه وتعالى ، وتوكيل الأمر إليه ، والاستعانة به في النوائب والنوازل بالتضرع والدعاء والذكر ، ومن تمام توكل العبد على خالقه أن يبادر إلى اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء مع الاعتقاد الجازم بأن الشفاء والعافية من الله سبحانه وتعالى وحده، فإن كان العبد قريباً من خالقه منيباً إليه فأنى له القنوط واليأس والملل، = = إن استشعار المعنى الحقيقي لهذا الدين وهذه العقيدة في القلوب والأفئدة لمما يجعل عند المؤمن الحق يقيناً جازماً بأن مقادير الدنيا بيده سبحانه وتعالى وحده ، ولو علمنا يقيناً المعنى الحقيقي لتوحيد الله سبحانه وتعالى(توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات) لكفانا المؤونة ، ولعشنا في هذه الحياة لا نبتغي إلا رضاه ، ولو تحقق ذلك الأمر في الواقع العملي الذي يعيشه كثير من المسلمين اليوم لعشنا في سعادة لا ينازعنا فيها مخلوق على وجه هذه الأرض ، فلا يأس ولا قنوط ولا ملل مع رحمة الله سبحانه وتعالى ، ورحمته قد وسعت كل شيء ) 0

ولم أعد أتحمل مراجعة المصحات أو المستشفيات فقد سئمت من التحاليل والفحوصات وأخذ العينات ، وأصبحت تنتابني اضطرابات نفسية شديدة نتيجة لتلك المعاناة التي عانيتها لسنوات طوال 0
ونتيجة لذلك أصبحت أصدق كل ما يقال لي ، لدرجة أنني ذهبت إلى امرأة في إحدى مناطق المملكة العربية السعودية تعالج بالكي ، وقامت بكيّ في ظهري وفي منطقة الأرحام بست كيّات ولكن دون فائدة تذكر

( قلت : لا يجوز أن يفهم هذا الكلام على أن اللجوء إلى استخدام الكيّ لا ينفع في العلاج والاستشفاء ، وقد دلت الأحاديث الثابتة في السنة المطهرة على هذه الخاصية ، فقد ثبت من حديث عقبة بن عامر ومعاوية بن خديج - رضي الله عنها - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية تصيب ألما ، وأنا أكره الكي ولا أحبه ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 3 / 335 ، 343 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 3026 - السلسلة الصحيحة 245 ) ، وثبت من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده -1 / 245 ، 246 - 3 / 343- 4 / 146- 6 / 401- متفق عليه- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- كتاب الطب ( 3 ) – برقم ( 5680 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 71 ) – برقم ( 2205 ) ، وابن ماجة في سننه – كتاب الطب ( 23 ) – برقم ( 3491 ) ، والطبراني في " المعجم " – 3 / 153 / 1 ، أنظر صحيح الجامع 3734 ، صحيح الترمذي 2813 ، صحيح ابن ماجة 2813 - واللفظ للترمذي وابن ماجة - السلسلة الصحيحة 1154 ) ، مع أن الأولى ترك = = العلاج والاستشفاء بالكي لأن رسول صلى الله عليه وسلم كرهه مع فعله له ، وقد نصت على ذلك الأحاديث الثابتة الصحيحة ، فقد ثبت من حديث عمران بن الحصين - رضي الله عنه - قال : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي 0 فاكتويت 0 فما أفلحت ، ولا أنجحت ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 249 ، والترمذي في سننه - كتاب الطب ( 10 ) - برقم ( 2138 ) ، والنسائي في السنن الكبرى – 4 / 377 – كتاب الطب ( 67 ) - برقم ( 7602 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 23 ) - برقم (3490) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 1669 ، صحيح ابن ماجة 2812 ) ، كما ثبت من حديث سعد الظفري - رضي الله عنه - قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي ) ( أخرجه الطبراني في الكبير - 3 / 153 / 1 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 6897 ) ، وقد ثبت أيضاً من حديث المغيرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 249 ، 253 ، والترمذي في سننه - كتاب الطب( 14 )- برقم ( 2146 ) ، والنسائي في السنن الكبرى - 4 / 378- كتاب الطب ( 67 ) - برقم ( 7605 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 23 )- برقم ( 3489 ) ، والحاكم في المستدرك - 4 / 415 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 6081 ، صحيح الترمذي 1677 ، صحيح ابن ماجة 2811 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 244 ، المشكاة 4555 ) 0

وقد ذكر العلماء جملة من الأقوال في الجمع بين مشروعية التداوي بالكيّ وكراهة ذلك ، وأنقل بعض تلك الأقوال :

* قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ :( قال ابن القيم - رحمه الله - : قد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع 0 أحدها فعله ، والثاني : عدم محبته ، والثالث : الثناء على من تركه ، والرابع : النهي عنه 0 ولا تعارض بينها بحمد الله ، فإن فعله له لا يدل على جوازه ، وعدم محبته له يدل على المنع منه 0 وأما الثناء على تاركه فيدل على أن تركه أولى وأفضل ، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة ) ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - ص 96 ) 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح :( ويؤخذ من الجمع بين كراهته صلى الله عليه وسلموبين استعماله له أنه لا يترك مطلقا ولا يستعمل مطلقا ، بل يستعمل عند تعينه طريقا إلى الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله تعالى ) ( فتح الباري - 10 / 139 ) 0

* وقال أيضا :( وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : علم من مجموع كلامه في الكي أن فيه نفعا وأن فيه مضرة ، فلما نهى عنه علم أن جانب المضرة فيه أغلب ، وقريب منه إخبار الله تعالى أن في الخمر منافع ثم حرمها لأن المضار التي فيها أعظم من المنافع 0 انتهى ملخصا ) ( فتح الباري - 10 / 139 ) 0

وقد تعرضت لمسألة العلاج بالكيّ في هذه السلسلة ( الفواكه الدواني للطب النبوي والقرآني ) تحت عنوان ( العلاج بالكيّ ) بتفصيل أدق 0

ولنا وقفة تأمل مع ما صرحت به هذه المرأة الفاضلة حيث قالت عن العلاج بالكيّ " دون فائدة تذكر " ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً أن لا فائدة من العلاج بالكيّ ، فهذا أمر قد ثبت نفعه في السنة المطهرة بأحاديث نقلية صريحة ، وكون أن الله سبحانه وتعالى لم يكتب لهذه المرأة الشفاء فقد يعود ذلك لأسباب كثيرة منها : أن الله سبحانه وتعالى لا يريد شفاءها في هذا الوقت بالذات لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى ، وقد يكون الأمر من جهة أخرى بحيث أن الكيّ لم يوافق مكان الداء الذي كانت تعاني منه هذه الأخت الفاضلة ، وبخاصة أن غلبة الظن تشير إلى أن المعاناة معاناة روحية ، والله تعالى أعلم ) 0

وأخيراً ذكر لي أحد الإخوة الذين يعالجون بالقرآن في المملكة العربية السعودية ، فذهبت إليه وطرقت بابه وأملي بالله سبحانه وتعالى أن يرزقني قرة عين يكون عوناً لي في دنياي وآخرتي ، وبدأت مرحلة العلاج ، وكان يركز هذا الأخ الكريم على مسالة هامة وهي عودتي إلى الله سبحانه وتعالى وتوجهي واعتمادي عليه ، وبين لي أنني أخطأت في حق ربي ثم في حق نفسي من حيث ذهابي إلى بعض الأشخاص دون تثبت وتأكد من منهجهم وطريقة علاجهم ، وبفضل الله سبحانه وتعالى حملت للمرة السادسة ، واستمر العلاج طيلة فترة الحمل ، وفي بداية الأمر كنت أشعر بتعب شديد ، مع الشعور بالأحلام المزعجة ، وكذلك ازدياد حدة الخلافات الزوجية المستمرة والمتواصلة ، ولكن بدأ التعب يخف تدريجياً ، وكان الأخ المعالج يُحرّص عليَّ بالاستمرار في التوجه والركون إلى الله سبحانه وتعالى من جهة ، ومن الجهة الثانية مراجعة المستشفى وإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة ،

( قلت : وهذا هو عين العقل في هذه المسألة بالذات ، والذي ينصح به المعالحون المتمرسون أصحاب العلم الشرعي والخبرة والممارسة دوماً هو استمرار الحالة المرضية بالمراجعة الطبية وإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية المطلوبة ، حتى في حالة لو أنه قد تبين أن المريض يعاني من مرض روحي فلا يجوز تدخل المعالج بالمسائل الطبية ويكتفي بالجانب الذي يهمه وهو الرقية الشرعية ، ويترك النواحي الطبية الأخرى لأهل الاختصاص والمعرفة والخبرة ، ومثل هذا الإجراء لا بد أن يقود حتماً إلى تعزيز أواصر الترابط والمحبة بين الأطباء العضويين والنفسيين وكذلك المعالجين بالرقية ، والله تعالى أعلم ) 0

وبفضل الله سبحانه وتعالى كانت كافة النتائج إيجابية ، وتبين كافة التحاليل بأن الطفل يتمتع بصحة وعافية وذلك فضل الله سبحانه وتعالى وحده 0

وكنت في تلك المرحلة الحرجة في سباق مع الزمن ، كنت أخاف أن أصدم مرة أخرى بأمر لا أكاد أتقبله ، ولكن أنيسي الوحيد كان في توصيات ذلك الأخ الكريم الذي كان يقدم النصح والإرشاد ليربطني بخالقي ، ويزيد من عزيمتي وقوتي وكان ذلك ، إلى أن حان وقت الولاده ورزقت بمولود ذكر ،

( قلت : وهذا هو عين العقل في هذه المسألة بالذات ، والذي ينصح به المعالحون المتمرسون أصحاب العلم الشرعي والخبرة والممارسة دوماً هو استمرار الحالة المرضية بالمراجعة الطبية وإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية المطلوبة ، حتى في حالة أن المريض يعاني من مرض روحي فلا يجوز تدخل المعالج بالمسائل الطبية ويكتفي بالجانب الذي يهمه وهو الرقية الشرعية ، ويترك النواحي الطبية الأخرى لأهل الاختصاص والمعرفة والخبرة ، ومثل هذا الإجراء لا بد أن يقود حتماً إلى تعزيز أواصر الترابط والمحبة بين الأطباء العضويين والنفسيين وكذلك المعالجين بالرقية ، والله تعالى أعلم ) 0

فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنيت عليه على ما رزقني ، وكذلك فإني لن أنسى فضل هذا الأخ الكريم الذي وجهني إلى خيريّ الدنيا والآخرة ، وقرأ عليّ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطفلي يبلغ من العمر الآن شهر واحد ، وهو يتمتع بصحة وعافية ، وقد تعلمت من خلال تلك المعاناة درساً لن أنساه ما حييت ، علمت أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى وحده ، وعلى المسلم أن يسعى إلى اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية المباحة وفي ذلك الخير والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم 0

تلك القصة أرويها لكم كما كتبتها هذه المرأة بخط يدها ، وقد جاءت هذه الأخت الفاضلة لمراجعتي قبل عام ، وحاولتُ قدر المستطاع أن أزرع اليقين في قلبها حيث أنها كانت تعاني من حالة نفسية سيئة نتيجة للظروف التي مرت بها ، وقد استمرت مرحلة العلاج معها إلى أن منّ الله سبحانه وتعالى عليها بمولود ذكر ، وحقيقة الأمر فقد تبين لي بعد المعاينة ودراسة الحالة دراسة علمية مستفيضة أن المرأة قد تعرضت لنوع من أنواع السحر وعِلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى ، مما أدى إلى حصول كافة الأعراض المذكورة في سياق القصة آنفة الذكر ، وقد ظهرت بعض الأدلة والقرائن والأعراض أثناء الرقية الشرعية حيث كانت تعاني المرأة من آلام وأوجاع شديدة للغاية ، وبدأت تلك الآلام تخف تدريجياً مع الرقية الشرعية ، أما الأحلام والكوابيس التي كانت تأتيها فكذلك الحال خفت تدريجياً إلى أن تلاشت بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه 0

قلت : إن القصد من ذكر تلك القصة وفي هذا الموضع بالذات ، أن تكون عبرة وعظة للأطباء في التخصصات العضوية والنفسية ، لكي يقوموا بمزيد من البحث والدراسة العلمية الموضوعية الجادة حول كثير من المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية بشكل عام أو ما يتعلق بها من أمراض روحية كالصرع والسحر والعين بشكل خاص ، وحقيقة الأمر فإن اطّلاع الأطباء العضويين والنفسيين على الدراسات والأبحاث المتعلقة بهذا الأمر من قبل أهل الاختصاص في الرقية الشرعية سوف تثري بلا شك المعلومات العامة حول هذا الموضوع لديهم ، ويستطيعوا معرفة كثير من الحقائق والأمور التي تخفى عليهم والتي تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث 0

أما ما يتعلق بأحداث القصة المذكورة فقد تبين أن المرأة تعاني من مرض روحي وعلم ذلك عند الله ، وبفضله سبحانه وتعالى وكرمه فقد كَتَبَ لها الله ما كانت تتمناه ، فنسأله سبحانه وتعالى أن يجعله قرة عين لها ولوالده إنه سميع مجيب الدعاء ، وأود الإشارة إلى أن المرأة قد نصحت أثناء فترة العلاج بالرقية الشرعية من الاستمرار بالمراجعة الطبية طيلة فترة الحمل ، واتخاذ كافة الاجراءات الطبية الخاصة بالمتابعة والفحص 0


تاريخ الاضافة : 25 / 2 / 2004 م