المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز للحائض مس المصحف


سراج منير
16-04-2017, 03:23 AM
هل يجوز للحائض مس المصحف

يشتبه على كثير من الناس خاصة الذين لهم عناية بتلاوة القرآن حينما يقرأ قول الله عز و جل في القرآن
** لا يمسه إلا المطهرون **
، وقد وصل الخطأ في حمل هذه الآية بأن يفسروا قوله عز و جل

** لا يمسه **

أي هذا المصحف الذي بين أيدينا
** إلا المطهرون **

أي إلا المتوضئون – وصل هذا بهم إلى أن ينشر على كل نسخة تُطبع في العالم الإسلامي من القرآن الكريم عنوان

( لا يمسه إلا المطهرون )

، وهذا خطأ يشبه خطأ آخر - من حيث الخطأ الفكري العلمي أولا ، ثم من حيث نشره وتعميمه للناس ثانيا – الآية التي تُكتب على المحاريب
** كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا **

المحراب يعني هذه الطاقة !!
هذا كذب ، هذا جهل ،
المقصود بالمحراب
هو مكان الصلاة

** كلما دخل عليها زكريا المحراب **

يعني الغرفة التي كانت منعزلة فيها عن الناس تعبد الله عز و جل ،
هذا هو المحراب

، وليس المحراب هو هذا الذي أُدخل إلى المساجد منذ القديم مع الأسف الشديد تأثرا بمحاريب الكنائس ،
محاريب النصارى في كنائسهم
، و إلا في الإسلام لا يوجد محراب

، مسجد الرسول عليه السلام لم يكن فيه محراب
و للحافظ المشهور المصري السيوطي – الحافظ السيوطي صاحب الجامع الكبير والجامع الصغير – رسالة ،

( إعلام الأريب بحدود المحاريب ) **

وهذا بحث قيم جدا ينقل هناك نصوص عن أهل العلم أن وجود المحاريب في المساجد من محدثات الأمور
، الشاهد :

نرجع لموضوعنا

** لا يمسه إلا المطهرون **
ليس لها علاقة بموضوع مس القرآن الذي هو بين أيدينا ، وهذا له شبه كبير ، أوجزه بقدر الاستطاعة فأقول :
** لا يمسه **

الضمير هنا يرجع إلى الكتاب المكنون المذكور من قبل ، لأن الله عز وجل يقول :
( ** وإنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون **

فـ ** لا يمسه **

راجع للكتاب المكنون ، كتابنا هذا والحمد لله ليس مكنونا
، لان معنى مكنون ؟
يعني مخفي ،
محفوظ يعني ،

ولا تراه ولا تطوله أيدي الشياطين

، ولذلك للإمام مالك رحمه الله فهم جيد ولطيف جدا في كتابه الموطأ في تفسير هذه الآية ، حيث يقول :

أحسن ما سمعت في تفسيرها أنها كالآية التي في سورة ( عبس )
** كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة ** ،

من هؤلاء السفرة ؟

الملائكة ،

هؤلاء الملائكة هم أنفسهم المقصود أنهم يمسون
، وأن غيرهم
لا يمسون
ذلك الكتاب المكنون

، هذه قرينة ، وهناك قرائن أخرى ، ومن أقواها أنه قال تعالى
** إلا المطهّرون **

، نحن معشر البشر لا يجوز أن نصف أنفسنا مهما سمونا وعلونا في الصلاح والتقوى بأننا مطهرون
، نحن لسنا مطهرون
، ولا يوجد إنسان مطهّر أبدا ،
بل نحن ملوثون

، والصالح منا من يتكلف فيتطهر
، الصالح منا من يتكلف يعني يتصنع الطهر
، و إلا ليس من شأنه أنه طاهر ،
المطهرون هم الملائكة الموصوفون في القرآن الكريم بقوله عز وجل
** لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون **

، أما البشر فهم الذين عناهم الله عز وجل

** إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين **

، كذلك لما ذكر مسجد قباء قال

** فيه رجال يحبون أن يتطهروا **

، فنحن إذا كنا مثلهم فهنيئا لنا ، يعني نتطهر ،
أما مطهرين هيهات هيهات ،

فالشاهد هنا

: هذا خطأ شائع
، ومن أحسن من تكلم على هذه الآية بأحسـن مما ذكرنـا ومنه نحـن استمددنـا هو
العلامـة

ابن القـيم الجوزيـة في كتابـه

( أقسام القرآن ) ،

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

رشيد التلمساني
16-04-2017, 10:49 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حكم مس الحائض للقرآن الكريم ( الموقع الرسمي للإمام ابن باز ) (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/328)