المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوبة


سراج منير
10-02-2017, 08:32 AM
التوبة





عن أبي موسى الأشعري :

سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم متى تنقطع معرفة العبد من الناس ؟ قال :

إذا عاين



-و هو معنى قوله عليه السلام في الحديث الآخر

: " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "

أي عند الغرغرة و بلوغ الروح الحلقوم يعاين ما يصير إليه من رحمة أو هوان و لا تنفع حينئذ توبة و لا إيمان

، كما قال تعالى في محكم البيان

" فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا "

و قال تعالى "

و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن "



فالتوبة مبسوطة للعبد حتى يعاين قابض الأرواح ، و ذلك عند غرغرته بالروح

، و إنما يغرغر به إذا قطع الوتين .

فشخص من الصدر إلى الحلقوم .

فعندها المعاينة ،

و عندها حضور الموت فاعلم ذلك .

فيجب على الإنسان أن يتوب قبل المعاينة و الغرغرة .

و هو معنى قوله تعالى :

" ثم يتوبون من قريب "



-@قال الحسن :



لما هبط إبليس

قال :

بعزتك لا أفارق ابن آدم ما دام الروح في جسده .

قال الله تعالى

" و عزتي لا أحجب التوبة عن ابن آدم ما لم تغرغر نفسه " .



و التوبة فرض على المؤمنين باتفاق المسلمين

لقوله تعالى

: " و توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "

و قوله تعالى

: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً " .



-و لها شروط أربعة :



1.الندم بالقلب ،

2-و ترك المعصية في الحال ،

3-و العزم على أن لا يعود إلى مثلها ،

4-و أن.يكون ذلك حياء من الله تعالى . و خوفاً منه لا من غيره

فإذا اختل شرط من هذه الشروط

لم تصح التوبة .



و قد قيل :



من شروطها :

الاعتراف بالذنب

و كثرة الإستغفار الذي يحل عقد الإصرار و يثبت معناه في الجنان لا التلفظ باللسان .

فأما من قال بلسانه :

أستغفر الله و قلبه مصر على معصيته

فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار

و صغيرته لا حقة بالكبائر





-و روي عن الحسن أنه قال :

استغفارنا يحتاج إلى استغفار –



و روي عن علي رضي الله عنه



أنه رأى رجلاً قد فرغ من صلاته

و قال :

اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك سريعاً

فقال له :

يا هذا إن سرعة اللسان بالاستغفار توبة الكذابين و توبتك تحتاج إلى توبة .

قال يا أمير المؤمنين

: و ما التوبة ؟

قال :

إسم يقع على ستة معان :

على الماضي من الذنوب ، الندامة

و لتضييع الفرائض الإعادة

، ورد المظالم إلى أهلها ،

و إئاب النفس في الطاعة كما أذابتها في المعصية ،

و إذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية ،

و أن تزين نفسك في طاعة الله كما زينتها في معصية الله ،

و البكاء بدل كل ضحك ضحكته



و في صحيح مسلم

و البخاري

" عن عائشة رضي الله عنها قالت :

سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :

إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه



وحكى عنة صلى الله عليه وسلم

-" أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جلس على المنبر ثم

قال

: و الذي نفسي بيده

ثلاث مرات ثم سكت فأكب كل رجل منا يبكي حزيناً ليمين رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم

قال :

ما من عبد يؤدي الصلوات الخمس و يصوم رمضان و يجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى أنها لتصفق . ثم تلا " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم

وفى - مسلم "

قال

: الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "





وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

رشيد التلمساني
10-02-2017, 09:41 AM
بارك الله فيك